|
اتفاقية الدوحة تشاهد غدا بقلم حسن اسماعيل
|
اتفاقية الدوحة ... تشاهد غدا حسن اسماعيل والسيد منى أركو مناوى فى أيامه الأخيرة فى الخرطوم تحول الى كوميديان بثير ضحك الناس فى الندوات واللقاءات العامة !! والرجل عندما كان يستضيف جمهور المعارضة الحزبية فى داره وأثناء خروج المظاهرات من داره كانت الشرطة فى احدى المرات قد أطلقت بغزارة الغاز المسيل للدموع فتبرم البعض من مسألة رفع أغصان الاشجار والزهور فى وجه تلك القوات وضرورة مهاجمتها !! كان الحوار يدور داخل مكتب منى الذى ظل صامتا ولكنه فجاة تبسم وقام من مقعده وهو يقول :ـ بمبان وشجر نيم ده لعب عيال ساكت .. ده كلام تعرفوا انتو نحن لحدى أسى نسكت بس !! وصمت منى اركو مناوى لم يدم طويلا ولم يبق فى داره التى تطل على شارع الموردة ليستمتع برائحة قوارير الغاز المسيل للدموع ولكنه خرج عائدا الى القتال بعد أن وقف فى جامعة الخرطوم وقال بلغة متهكمة يقولون انى كبير مساعدى الرئيس .. فى الحقيقة أنا لا أمثل حتى مساعد حلة ... والدموع تتقاطر من الأعين ضحكا على عبارات الرجل والاقدام تضرب الأرض والرجل يواصل فى سرد قصة طويلة من الريف الدارفورى تحكى أن البعشوم وجد جلدا غريبا لعض الحيوانات فلبسه وأصبح يخيف به بقية الحيوانات ختى اكتشفه ( أبو القنفد ) بالصدفة وهو يرتدى الجلد المخيف فوقف أمامه دون أن يهرب بل صاح فى بقية الهاربين أن توقفوا فالذى تخافون منه ليس الا ( البعشوم ) الذى لايخيف أحدا .... بعد اكتشافات منى المتأخرة عن البعشوم وبعد اعترافاته اليبضاء يأنه فى القصر لايساوى وظيفة مساعد حلة اختفى منى أركو مناوى عن الخرطوم العاصمة وشوهد بعد ذلك فى الجنوب ثم فى أواسط جنوده باللفافة الزرقاء التى تغطى وجهه وهو يستعد لقتال جديد يكون أشد عنفا وأنكى أثرا يحلس بعده الوسطاء فى اتفاق جديد سمه اتفاق ( مضيق جبل طارق ) ولكن حتما سيتخذ الرجل لنفسه كثير من العبر والدروس قبل ان يعود الى القصر فى اتفاق جديد بعد أن يبلى اتفاق السيسى هذا فالحكومة يااعزك الله تتعامل مع اتفاقات دارفور ( كالمركوب الفاشرى ) تلبس واحدا حتى تبليه ثم تبحث عن حذاء جديد فى أسواق الدنيا التى تتفنن فى صنع مثل هذه المراكيب .. نعم ستظل الحكومة فى الخرطوم تنتعل كل يوم اتفاقا جديد وأقدام دارفور تنزف نزيفا أشد ( كلما لبستها الخرطوم فى أقدامها حذاءا بغير جوارب) !! والسياسى المخضرم التجانى السيسى يدخل من ذات الباب ، الفرق بينه ومناوى ان الاخير حديث عهد بالتفاوض وتجربته ومعرفته بالاسلاميين خضراء لم تنضج بعد ، ولعله لا يعرف كثيرا عن مهارات ( التشبث ) والتملص فى توقيع الاتفاقات ثم القفز منها ولكن التجانى السيسى اذا أراد أن يكتب كتابا فى هذا فلن ترهقه الذاكرة ولن تعوذه الحيثيات ،والمدهش انه يعود الى الخرطوم ليشرب من ذات الاناء الذى كان معلقا فى رقبة منى دون أن يغير احدهم ماؤه ! ولتجانى لا يعاف ولايخشى على معدته من التلوث !! وسينتظر السيد السيسى حتى يبلغ من العمر أرذله لنسأله ذات يوم عن كتابة مذكراته ليجيب لماذا أوقع نفسه فى حبال العنكبوت هذه وهو يعرفها جيدا ويحس لزوجتها فى وجهه ؟ هل هو البحث عن الجاه الشخصى فى أراذل العمر ؟ وغدا يدخل السيد السيسى الخرطوم وحركته التحرير والعدالة لتكتشف بعد سنوات أنها لم تحرر أحدا ولم تعرف العدل لا تلقينا ولا اكتساب !! وسيكتشف الدكتور التجانى الذى دفع به بعض الدارفوريين لتوحيد فصائلهم قبل الولوغ من بئر التفاوض حتى لا يضعف عودهم ويدخل النظام الى اضعافهم عبر مسامات اختلافهم ولكنه رضى لتفسه أن يقصم ظهر الحركات ويلوى عنق أجندتها للتفاوض ويضيع على دارفور فرصة فى البحث عن حل نهائ للأزمة وليس عن ملهاة مجربة ومعادة ومكرورة سيدخل التجانى ووزرائه الى القصر ليكتشف بعد سنة أن مال الاعمار القطرى بيد البنك المركزى ليصرف منه على مشروع زراعة العنب المصرى الممنوح لهم على أراضى نهر النيل والشمالية وسيسمع من وراء ظهره مسؤولى الاتقاذ يهمسون فى اتجاهه ( ومال هذا ودارفور لقد احضرناه ليمرر لنا اتفاقا يريده العالم ففعل بعد ان أوفينا الثمن ) ... وسيكتشف معاونى السيسى أنهم وزراء لا تتعدى صلاحياتهم استدعاء الحاجب والسواق لحمل الحقيبة الى السيارة ثم العودة الى المنزل الوزارى بعد يوم طويل من ( العطلة وقراءة الصحف ) .. سيكشفون أن السلطة الانتقالية بلا صلاحيات ,, وأن الشرتاى عبد الحكم ( هذا الرجل الغامض فى أولويات الانقاذ هو الذى يفعل كل شئ واللباقى يخرج من الحوش الكبير للوالى كبر ، ثم سيبدأ السيسى فى التقابل مع سفراء أوربا فى الخرطوم ليشرح لهم تجاهل الخرطوم لاتفاق الدوحة ،، فى البدء سيستمع اليه السفراء باهتمام ثم بعد سنة سيتجاهلون مقابلته لانهم مشغولون بالاعداد للقاء سرى بين الخرطوم وزعماء الحركات ( الحقيقية فى دارفور ) ثم بعد سنة سيجلس التجانى فى بيته ليتابع من الأخبار نتائج جولات التفاوض ين خليل والحكومة ، ثم يكتشف بعد سنوات ان الحكومة تطلب منه نقل مكتيه الى قاعة الصداقة ريثما تهيئ له مكتا يديلا لأن المكتب الحالى سيشغله أحد منسوبى الحركات التى اقتربت الحكومة من التوصل معها لاتفاق !! ساعتها سيعيد الرجل اعادة كتابة سيرته الذاتية لارسالها لاحدى منظمات الأمم المتحدة بحثا عن وظيفة مرموقة هناك ،، ساعنها سنكون دارفور مرت على كل مواخير الدنيا وتسولت فى كل عواصم الافك وسيظل انسانها يتدلى فى الطين الى أذنيه ولا حولة ولا قوة الا بالله عزيزتى الخرطوم ... والرائد لايكذب أهله فمن قال لك أن نيالا والفاشر والجنينة هن بنات ( الزوجة الثانية ) لتمارسى عليهن كل هذا الاحتقار وتصرى على ضمد جراحاتهن بخيوط مسمومة وغير معقمة ؟ انتى الآن حبلى ( بالمحن ) ...... والبلد المحن لا بد يلولى صغارا عزيزتى الدوحة ..... لعله طول السهر وعبء الضيافة وثقل الضيف الذى تجاوز ثلاثا فثلاثا فثلاثا هو الذى جعل عطاء هذا الاتفاق شحيحا لايغطى وجع دارفور ولايشفى أزيز الصداع فى رأسها ومع هذا فشكرا ولكن اوجاع دارفور تحتاج الى أخصائى عتيق وليس مجرد طبيب ( امتياز ) عزيزتى الجمهورية الثانية ... ان كان هذا هو المنهج والفلسفة فلتستعدى منذ اليوم وبعد سنوات للحديث عن الجمهورية الثالثة تلك ( المشرومة ) من دارفور والمطعونة وسط الضلوع والمفقوءة العين (اليمين ) اللهم لا تبقيهم ـ أوـ لا تبقينا لمثل ذلك اليوم أعزائى احرار دارفور ... ودارفور تستحق رجالا أفضل من هذا بكثير .. من يهن يسهل الهوان عليه .. فما لجرح بميت ايلام عزيزى الدكتور غازى والدكتور امين ... ولم أر فى عيوب الناس شيئا كنقص القادرين على التمام !!
|
|
|
|
|
|