|
تقريـر المصيـر لشعب جبال النوبـة
|
وقبل فوات الاوان..
سياسيـو السودان فشلوا فى حكمه كقطر كبير لأنهم أقزام.. دون قامة القطـر. ولا يستطيـع قزم ان يصون سفقـا ارتفاعه عشرة امتار,
لا فرق بينهم.. وحكامه الإنقاذ ليسوا بدعـة وإنما هم إمتدار لفشل كل الحكومات الشمالية.. هـذه النخبـة الخرطوميـة، ولا أقول النيلية ولا القبلية، لأنهم نادى سياسى من جهات مختلفة، هـذه النخبة ورثت العجرفـة من الإنجليز ولم ترث أعمالهم وإنجازاتهم ونشاطهم.. طول الخمسين عاما كانوا عالة على إنجازات الإنجليز وهى تتأكل امام اعينهم.. مشروع الجزيرة، السكة حديد، الخطوط البحرية، التعليم...الخ
ماذا فعلت الحكومات المتعاقبة لأجل مواطن جبال النوبة؟ صفـر.. سافرت الى كادقلى قبل ثلاث عقود، وفى وقت من اليوم خرجت مع زملاء خارج المدينة.. ربما اقل من كيلومتر، فوجدنا أنفسنـا وكأننا ركبنا عجلة الزمان، أو دخلنا غابات الأمازون فى جنوب امريكا.. هذا فى كادقلى بوسط السودان (حينها)، لا يوجد اى مظهر من مظاهر الحكومـة، دع عنك الخدمات من صحة وتعليم وخلافه.. وحين تاتى بعض النسوة الى الخرطوم لتدبر معايشهن، ويبعن الشاى والطعمية، تطاردهن قوات الحكومـة من النشامى الأشداء، فيجرين ويتركن رأسمالهن، وقد وقعت امرأة مطاردة وماتت شهيـدة... بتأكيد الحديث من مات دون ماله فهو شهيـد..
عندكم ليهم شنو.. السياسيين كل همهم الخرطوم.. السودان ينظرون اليه كخارطـة سياسية فقط، لها حدود مع الدول وكل مافى داخل الحدود هو تابع للخرطوم.. كل الخدمات فى الخرطوم.. كل التنمية فى الخرطوم وضواحيها.. ومن يتجرأ من النوبة وياتى الخرطوم ليشارك فى الخدمات، تجهز لهم دفارات وكشات وتحطيم منازلهم التى يسمونها عشوائيـة.. ويعيدونهم الى اقاليمهم.. لو استمر هذا الوضع قبل عشرين عاما ولو اثبت فاعليته، فهو اليوم لا يستطيع ان يصمـد لأن العالم تغير والمظالم لم يعد ممكن تغطيتهـا.. ولم تعد الحكومة وصحافتها الرسمية هى الناطق الواحيـد.. ولم تعد الشعوب قابلة للأمر الواقع من ان الخرطوم محل الطيارة تقوم احق بكل ما هو طيب وجميل والمحظوظ من يصل الخرطوم ويعيش هناك.. الان الوعى فى كل شبر من الاقلاليم، والسياسيين يلعبون على المكشوف.. مثل الملك العريان، كل الأقاليم بدأت تشيـر الى ملكهم العريان.
|
|
|
|
|
|