|
كيزان الجنوب وليبراليون الشمال
|
التاسع من يوليو من عام 2011 ميلادي يوم تاريخي أنقسمت فيه المشاعر كما أنقسمت فيه الفيافي بين حزين لانقسام وطن وآخر سعيد بإستقلال وتحرير أمة عملت لمثل هذا اليوم منذ أمد بعيد... الاثنان مختلفان في المشاعر ومتباينان في الفقد.... فأنا كذلك الأن أحس في دواخلي بتلك المتناقضات ولكل منها مبرراتها ... سعيد بإستقلال الجنوب إيماناً مني بحق تقرير المصير وحزين لانقسام السودان مؤمناً بأن التعايش بين الشمال والجنوب لم يكن مستحيلاً ففي عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان هنالك تعايش أديان ولعل "المدينة المنورة" كانت نموذجاً لذلك التعايش والتى كانت تسمى قديماً بيثرب ... لذا فالأديان ومنذ قديم الزمان لم تكن في يوم من الأيام سبباً لانفصال ... الكراهية والبغضاء اللتان تولدتا عبر أزمان طوال بسبب سياسات الحكومات المتعاقبة كانت السبب المباشر فيما حدث كيف لا وبكل بيت قتيل وجريح ومشرد بسبب الحروب التي لم تجدي في نهاية المطاف إلا لانفصال دولة... الجنوبين سيجدون بيئة مناسبة للتعايش فيما بينهم بحسب عاداتهم وتقاليدهم وبلا شك أستقرارهم هو أستقرار لشمال السودان والشماليين قد أزيل من كاهلهم هم كبير قد أثقلهم عبر ربع قرن من الزمان وهي فرصة طيبة ليتفرقوا لحل مشكلتي الشرق والغرب ... وحسب أعتقادي أن لم يتعظ اهل الشمال ويدركوا بأن زرع المحبة وخلق بيئة سليمة للحريات والتعبير كفيلتان بإزالة الكراهية والبغضاء سينفصل السودان ثانيةً فهما كفيلتان بإنفصال الأبن عن أبيه والأخ عن أخية فالعاقل من يتعظ .... نعم إنفصل السودان جغرافياً ولم ينقصل جسدياًهذا في تقديري الشخصي ... فأن لم نعيد بناء جسور للمحبة والتعاون على أستقرار المنطقة ستشتعل وحينها سيكون "الفقد كبير"...
|
|
|
|
|
|