|
قل معي قد عاش من يفصلنا
|
بمناسبة انفصال جنوب السودان او استقلاله
اعيد نشر مقال كتبه والدي رحمة الله عليه يوم 25/12/2022 م
وتوفي هو الي رحمة مولاه في يناير 2005 م:
والذي اعتبره رؤية مستقبلية ثاقبه
لما يحدث اما اعيننا اليوم
قل معي قد عاش من يفصلنا
هذا العنوان الذي تناول اخطر مشروع ارقَ الشماليين والجنوبيين وبلاد اخري جدير بالمناقشة الصريحة. فالاخ الاستاذ/ الطيب مصطفي مدير التلفزيون سابقا وتربطه بصلة القرابه بالرئيس اضافة الي انه "كاخ مسلم" يهمه ان يظل سلطان الجبهة الاسلامية الي الابد ولو علي حساب اجزاء البلاد الاخري. وهنا يهمنا مكتوب الدكتور عبد الملك يونس ( جامعة اوكاسا اليابانية) الذي يؤيد فيه فصل الجنوب عن الشمال. الاسباب التي اوردها في مقاله ذاك بجريدة اخبار اليوم عدد الثلاثاء 24 ديسمبر كان مؤيد لمشروع الاستاذ الطيب. وفات علي الدكتور المضمون الحقيقي لمعني السياسه. فقول تشيرشل" امر الحرب اخطر من ان نتركه للعسكريين وحدهم" هو امر طبيعي لان تشيرشل يدرك قبل الاستاذ ان السياسة هي علم قيادة المجتمع بما فيها العسكره. وعليه فقد وضع الدكتور عبد الملك العربه امام الحصان. وعلي ذلك بني بل استباح استنتاجه في موضوع الجنوب علي ما طره قلمه باعوجاج ...... يجب ان يكون. فهل يعلم الاستاذ و الدكتور ان جون قرنق في مفاوضات ماشكوس وقبلها في تسمية حزبه( جيش تحرير السودان ) لم يطلب الانفصال؟! نحن لسنا بالسذاجة التي يضحك بها الجنوبيين علينا ولا المصريين بالسذاجة التي تضحك بها عليهم. حرام يا راجل نحن تعلمنا من المصريين اكثر من تعليمنا من الانجليزاو من انفسنا فكيف يكونوا سذجا لتك الدرجة. والاخوة الجنوبيون حتي هذه اللحظة يهربون من الحرب الي الشمال ورغم انف دعاة الانفصال فالحكومة تفتح مدارسها لتعليم الجنوبيين! فالامر ياحبيبي ليس سذاجة وضحك علي الدقون انما الامر ابعد من ذلك بكثير. فبالامس كنا ننادي في الحركة الوطنية بالاتحاد مع مصر لا لسذاجة المصريين وانما في جوهر الاشياء ان حريتنا مرتبطة تماما بحرية مصر وذلك رغم راي ازهري في شعار الوحده وعليه تلك الوحده كانت عملا استراتيجيا ضد المستعمر وضرورة لاقصائه من البلاد. فالانجليز قبل التدخل الامريكي في استقلال السودان حاولوا فصل الجنوب وما مؤتمر جوبا عام 1947م الا من اجل ذلك ولكن الشماليين جميعهم فضحوا الخطة ما عدا قله كانت تؤمن برأيك هذا وعلي راسهم دكتور ادهم ولكن الذي حطم رأيه لم يكن شمالي انما جنوبي هو كلمنت امبورو. من هنا فحرية الجنوب كانت عملا ضد الامبريالية قبل ان تكون حرية وجزء من الرقعة المسماه بالسودان . ان تحطيم الامبريالية الفاشية التي تعمل جاده حاليا لفصل الجنوب عن الشمال انما تستهدف الشمال والجنوب معا ذات يوم. وبمشاركتك لها الراي ومشاركة المرتزقة من الجنوبيين ما هو الا عمل غير كريم ومعاد للشمال قبل الجنوب. فكون الدكتور عبد الملك يؤمن بهذا الراي الا تري من الافضل عدم التعميم ان (الشمالين جميعهم يريدون الانفصال) لماذا؟ هذا الكذب ولمصلحة من؟ فلو شاءت الظروف وانتصرت الامبريالية الفاشية الامريكية في فصل الجنوب اؤكد ان بعد ذلك التجربة ستسمع صيحات الجنوبيين وطلبهم الاستغاثة من مخالب الجريمة الامريكية. فالجرائد التي تسمح لانتشار تلك النغمة الانفصاليه قد يعتبرونها البعض حرية النشر ولكن الواقع انما تلقي بالسودان في احضان ما تبتغيه امريكا وانصارها. وجدير بالذكر هنا. اقول الاخ الدكتور ان الرئيس السابق نميري ابدا لم يدلي بتصريح واحد ولا كلمة واحده تدل علي انه كان يرغب في انفصال الحنوب. فهو في اخر مراحل النور في المنطقة قد زار بور حيث الانفجار الذي كان مرتقبا متحت مخاطر ولم يعمل بذلك الا لوحدة السودان. لا ادري من انبأك بهذا؟ سل نميري وهو علي قيد الحياة بيننا ان كان يتجاوب معك في الرأي. وما قام به في عملية التقسيم التي استفزت الدينكا وحرضتهم علي الانقلاب بكان هدف نميري بوعي او غير وعي هو تمديد سلطانه بتفكيك وحدة الجنوبيين فوقع المشؤوم وعملية التمرد التي حديت في بور ما كان لها ان تتم لولا جهاله قيادة الفرقة الاولي وعدم اهتمامها بالامر قبل استفحاله!! دعوتي للاستاذ الطيب والدكتور عبد الملك ان يزنوا الامور بما فيه مصلحة الشمال والجنوب معا ( مصلحة السودان) ولا يكونوا اداة للاعداء طوعا واختيارا. فالذين تمردوا عام 1955م والذين تمردوا عام 1983 م ما هو الا ادوات استعمارية ضحكت علي اهليها المتخلفين قبل ان تضحك علي الشماليين. فهاهم اهلونا في الجنوب يسير بعضهم عراة حتي يومنا هذا ولا يتحركوا لتوعيتهم بقدر ما نعمل لهم نحن الشماليون.واذا ما تطرقنا الناحية الانثروبولوجيه فالخضره التي تزين وجهك لم تأتك من شرق البحر الاحمر انما جاءتك من الجنوب الافريقي ولا داعي للتعليق. فألفت نظر سيادتك الي مقال نشرته لي جريدة الايام يوم 9/1091985م تحت عنوان ( انا السودان) ففيه ما يقنعك بهذا الجانب. اذ لا يوجد في الشمال ما لم تجر في دمه الزنجيه بلونها الاسود كما لا يوجد زنجي صرف في جنوب السودان لا تجري في دمه العروبه. وذلك بصرف النظر عن الدين والتدخل المعوج للامبريالية البريطانيه التي كانت السبب في تخلف الجنوب عن الشمال وتخلف الاثنين قبليا لتعطيل الوحده الوطنية التي ادركها الشماليون بوعيهم بمساعدة مصر والظروف العالمية التي فرضت ذلك خاصة بعد الحرب العالمية الثانية 39 – 1945م. والاداة التي اراد لها المستعمر ان تخدم سياسته ( مؤتمر الخريجين) فكانت الخنجر الذي يطعنه من الخلف. مؤتمر الخريجين قاطع المجلس الاستشاري لابعاده للجنوبيين من المشاركة مع الشماليين. فتلك واقعة حقيقية علي عمل الشماليين لرفع وعي الجنوبيين وحريتهم تباعا مع الشمال. لا داعي للمزيد
ميرغني علي مصطفي 25/12/2002م
|
|
|
|
|
|