|
Re: حداداً على انقسام الوطن (Re: فيصل محمد خليل)
|
(نحن حادين من 56 م . ))
نعم،
ولكن...
وبإيمان جديد بالفداء وبإيمان جديد بالوطن ، نعم
وبإيمان جديد بالفداء و بإيمان جديد بالوظن نعم
وبإيمان جديد بالفداء وبإيمان جديد بالوطن ، نعم
وبإيمان جديد بالفداء وبإيمان جديد بالوطن ،
ونعم فقط بهذا الإيمان، بالإيمان بهذه الوطن وحده.
حنبنيه البنحلم بيه يوماتي
حنبنيه البنحلم بيه يوماتي
حنبنيه البنحلم بيه يوماتي
تحياتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: حداداً على انقسام الوطن (Re: dardiri satti)
|
عرس الجن والجراري (في الدراسات المقارنة )
لكم كان يذكرنا الأكرم الباحث : السر أحمد سعيد ، بضرورة أن يذهب منتدى السودان أبعد من إطلالة على تراث الشعوب السودانية ، بل أن يقيم الدراسات المقارنة، ويعرف أسرار اشتراك كثير من الشعوب في فنونها الشعرية والغنائية ، ومعرفة سر الرباط الذي يعصب شعوب السودان ببعضها . يبدو أنه الرحيل ... * كتب الطيب صالح برؤية الراوي في " موسم الهجرة إلى الشمال " ( نحن هكذا ، وكل سيارة تمر بنا طالعة أو نازلة تقف ، حتى اجتمعت قافلة عظيمة ، أكثر من مائة رجل طعموا وشربوا وصلوا وسكروا . ثم تحلقنا حلقة كبيرة. ودخل بعض الفتيان وسط الحلقة ورقصوا كما ترقص البنات ، وصفقنا وضربنا الأرض بأرجلنا وحمحمنا بحلوقنا ، وأقمنا في قلب الصحراء فرحاً للاشيء . وجاء أحد بمذياعه الترانزستور ، وضعناه وسط الدائرة ، وصفقنا ورقصنا على غنائه . وخطرت لأحد فكرة . فصفّ السواقون سياراتهم على هيئة دائرة وسلطوا أضواءها على حلقة الرقص ، فأشعلت شعلة من الضوء لا احسب تلك البقعة رأت مثلها من قبل . وزغرد الرجال كما تزغرد النساء وانطلقت أبواق السيارات جميعاً في آن واحد . وجذب الضوء والضجة البدو من شعاب الوديان وسفوح التلال المجاورة ، رجال ونساء ، قوم لا تراهم بالنهار كأنهم يذوبون تحت ضوء الشمس . اجتمع خلقٌ عظيم ودخلت الحلقة نساء حقيقيات ، لو رأيتهنّ نهاراً لما عرتهنّ نظرة ، ولكنهن جميلات في الزمان والمكان . وجاء إعرابي بخروف وكأه وذبحه وشوى لحمه على نار أوقدها . وأخرج أحد المسافرين من السيارة صندوقين من البيرة وزعها وهو يهتف " في صحة السودان ، في صحة السودان " . ودارت صناديق السجاير وعلب الحلوى وغنت الإعرابيات ورقصنّ ، وردد الليل والصحراء أصداء عرس عظيم ، كأننا قبيل من الجن . عرس بلا معنى ، مجرد عمل يائس نبع ارتجالاً كالأعاصير الصغيرة التي تنبع في الصحراء ثم تموت . وعند الفجر تفرقنا . عاد الأعراب أدراجهم إلى شعاب الأودية . وتصايح الناس " مع السلامة ،مع السلامة " . وركضوا كل إلى سيارته . أزّت المحركات ، وتحولت الأضواء من المكان الذي كان قبل لحظات مسرح أنس ، فعاد إلى سابق عهده ، جزءاً من الصحراء ، واتجهت أضواء السيارات ، بعضها نحو الجنوب صوب النيل ن وبعضها نحو الشمال صوب النيل . وثار الغبار واختفى ثم ثار واختفى . وأدركنا الشمس على قمم جبال كرري أعلى أم درمان .) * هذا هو سر القص الذي سجل تاريخه قبل الاستقلال ، في منطقة وسط السودان بين أم درمان والمنطقة الشمالية . يلاحظ القارئ التقاء الحمحمة والصفقة مع الغناء ، بما يشبه " غناء الجراري في كردفان ". وقد سرب الكاتب قدراً من التسامح في تنوع الخيارات . وربط حياة الجميع ، بتنوع مشاربهم ، واختلاف المشرب والمأكل والرقص والغناء . والغناء والرقص موضوع محاضرة الأستاذ " أحمد التجاني " هو من فلكلور الرعاة ، وقد كان هو الغناء السائد في مناطق الشمال والوسط وشرقاً وغرباً ، بمناطق حراك الرعاة إلى مناطق جنوب كردغان وجنوب دار فور وجنوب النيل الأزرق . يمارسونها في تزجية الوقت وفي صناعة الأفراح في المناسبات . ويصدق القول بأن الترحال وأهله الذين يتنقلون في أنحاء السودان ، يشاركون حياة المستقرين ، يربطون الشعوب السودانية بعصب قوي يذهب بعيدا في الجوار إلى التصاهر .وهو رباط سحري يقف حائلاً دون التفتت والتفكك والتشرذم ، وربط شعوب الشمال بالوسط والغرب والشرق ، إلى أن جاءت العصبة التي سرقت السلطة وخرقت الدستور والديمقراطية ، واستعملت الدولة وثروات الوطن لتنفيذ برنامج المنظمة الإسلامية العالمية ، وأقصت كل التنوع وكل الخيارات الثقافية ، ونفذت البرنامج القسري لتحويل المجتمع إلى خلايا للتنظيم ، وشهدنا الوطن يعود إلى القبلية والمناطقية والعرقية ، والذي قاد إلى التفكك والانهيار . *
| |
|
|
|
|
|
|
|