انا زاتي في حيرة من امرنا كشمالين ،لانو من قصة الانفصال بقت امر واقع بقينا نندب حظنا ونتباكي وده كلو سببو :-
1/فكرة وداع آخر مشي وما جاي تاني والاحساس بعقد الذنب والقصص دي . 2/ الخوف من مشاكل ما بعد الانفصال وتاثيرها علي الاقتصاد والخوف من حرب الجيران (باب حرب جديد) .
يعني كلها اسباب تتعلق بالشمالين بشكل خاص ما افتكر انو في زول فينا زعلان وببكي علي الانفصال لانو خايفين علي الجنوبين انو يفشلو في بناء دولة جديدة او لاننا خايفين عليهم من سياسينهم او اي شي يخص الجنوبين زاتهم ...
يعني حتي في حزننا الانانية جوانا متحكرة ......
يا اخوانا هوووي قومو خلو القصص الميتة افرحو لدولة مات ابناءها من اجل قيامها وشوفو كم الانبساط الفي عيونهم وشوفو نتيجة الاستفتاء توريكم حجم السعادة الهم فيها الليلة ....
07-09-2011, 07:40 AM
الصادق صديق سلمان
الصادق صديق سلمان
تاريخ التسجيل: 07-11-2006
مجموع المشاركات: 4010
أنا زاتي مستغرب زيك والله ومستغرب في نفسي اكتر شيء
الاخت ريهان الشازلي
Quote: 2/ الخوف من مشاكل ما بعد الانفصال وتاثيرها علي الاقتصاد والخوف من حرب الجيران (باب حرب جديد) .
أعتقد أن المشلكة تكمن في هذه النقطة بالتحديد ولعلمنا المسبق بأن الجنوبيون يحملون الكثير من الحنق والألم من الشماليين من أشياء حقيقية حدثت لهم تسببت فيها حكوماتنا السابقة وأولها عدم الاهتمام بتلك البقعة من ارض الوطن ومواطنيها وأشياء ليست حقيقية ووهم معشش في عقولهم وهذه الأشياء سوف تدفعهم للإنتقام من الشمال في اشكال كثيرة اولها الالتفاف حول الشمال مع دول تعادي الشمال المسلم وإثارة المشاكل للشمال والعمل على عدم استقرار وطننا السودان.
أما عن البترول وما أدراكما البترول فأنا شخصياً أؤمن بأن الأرزاق بيد الله وبترولهم لن ينفعنا في شيء ولو كتب الله لنا أن من نكون من الدول المتقدمة سوف نكون ان شاء الله الكريم
Quote: اذا كان فعلا هناك من يشعر بالحزن الان فعليه ان يوجه هذا الحزن الي دعم
هذا الفرح الذي ينتاب الجنوبين، فهم ليسوا بحاجة الي هذه الاحزان
التي ظللتم تمارسونها خلال الخمسين عاما الماضية.
فمن يتباكي علي انفصال الجنوب الان يتجاهل حقيقة هذا الفرح الذي
لا يمكن مقابلته الا بالاعتذار عن الماضي لان ذلك هو التعبير
الوحيد الذي قد يشعر الجنوبين ان هنالك ما يستحق الاحترام في
هذا الماضي المؤلم.
الأخ علي لك السـلام
قولك أعــلاه بـه كثير من الإجحـاف و التجني فإن كان هنالك من فــرح واحتفـل بانفصال الجنوب ( ناس منبر السـلام العادل ومن لف لفهم ) ,و إن كان هنالك من لم يشــغله الأمـر وتســاوى عنده الوحـدة والانفصـال , فهنالك من انفطــر قلبه حـزنا على فـراق اخـوة أعزاء عليهم , اندمجـوا معـا في نضـال طويل من أجـل وطـن واحـد موحـد , تأخـوا واقتسـموا لقمـة العيش تشـاركوا الهـم و التشــريد والســجون ( هذا أحد اسـباب الحزن المفجع ) أما من اســتغرب معـك و فكـر أن الأمـر انانيـة و البكاء على الأرض فدا منظوره وحقـه أن يفهـم الأشــياء كما يشــاء بس دون أن يطلق الأحكام المعممة جزافا اخي علي نحـزن لذهابهـم جميعا ( من عاش في الشـمال ومن عاش في الجنوب ) فكلتا الدولتين ( شـمال وجنوب ) فاشــلتين فقـيرتين حكامهما ظالمـون متشـبثون بكرسـي الســلطة لا يهمهم شــعبي الشـمال والجنوب و كلا الدولتين لن تريح ولن ترتاح والحال ياهـو نفس الحال و الآن أصبـح لدينا شــعب ( بدون ) , فلا هم مقبولون في الشـمال ( رسـميا وبعض الناس ) ولا هـم مقبولون في الجنوب وأصبحـا بلا وطـن و بلا هويةهؤلاء الناس لم يشـاركوا في الاســتفتاء إذ أرعبتهم الحركة من المشـاركه ( طبعا ما كانوا ح يغيروا في النتيجة التي أرادتها الحركة ,)
ســؤالي لك لماذا لا نحـزن ؟ وبكرة لما تنفصل دارفور أو الشـرق أو جبال النوبة برضـو ما نحـزن ؟ إذن متـى نحــزن على وطـن يفـتته الكيزان وبعض القوميين أشــلاء
Quote: كأن الانقاذ هي التي تسببت في انفصال الجنوب!
نعم تسببت الانقاذ في ذلك
1989 كانت اتفاقية اديس اببا بين الراحل جون قرنق ومحمد عثمان الميرغني اتفاقيه سلام (ماتخرش الميه) ومافيها لا تقرير مصير ولا انفصال فجاءت الانقاذ بسببها واسمتها اتفاقية الاستسلام ثم لمصلحة ذاتيه ولاستمرار حكمها قررت التخلي عن الجنوب باتفاقبة الاستسلام الحقيقية مالكم كيف تحكمون
التاريخ لن يرحم البائعين والمشترين علي انشطار جسم الوطن
Quote: وهذه الأشياء سوف تدفعهم للإنتقام من الشمال في اشكال كثيرة اولها الالتفاف حول الشمال مع دول تعادي الشمال المسلم وإثارة المشاكل للشمال والعمل على عدم استقرار وطننا السودان.
الأخ الكريم الصادق صديق..حبابك نظرية المؤامرة يا صديقي خلقها المؤتمر الوطني و صدقها و يريد أن يصدقها الناس..و انا شخصيا لن اصدقها لأني ضيعت عشرات السنين في تصديقها و لم احصد سوى المرارة..فهل تريدني ان اعيد انتاج الأزمة..!
و عليك أن تواجه نفسك بسؤال بسيط: قبل الإنقاذ.. الشعب السوداني كان مسلم و متمسك بدينه.. فهل تكأكأت عليه الأمم؟..و اذا لم يحدث ذلك..لماذا؟.. اليوم يا الصادق نحن ، كشعب سوداني ، في لحظة صعبة للغاية..فشلنا في الحفاظ على الوحدة..و الأخطر فشلنا في اكتشاف لماذا ذهب الجنوب..و هذه المرتكزات في تقديري اهم.. لأن التفكير فيها بصدق ووضوح مع الذات سوف يجنبنا انفصالات قادمات.. اما اذا فضلنا نلف و ندور في نفس الدائرة بتاعة اننا شعب مسلم و الناس قاصدننا..فصدقني.. بكرة تاني ح نودع جزء اخر من السودان.. فهل يسعدنا ذلك؟.. الموضوع يا الصادق اكبر من موضوع الدين و العروبة..! و دمت.. كبر
07-09-2011, 10:12 AM
عبدالله الشقليني
عبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736
Quote: ســؤالي لك لماذا لا نحـزن ؟ وبكرة لما تنفصل دارفور أو الشـرق أو جبال النوبة برضـو ما نحـزن ؟ إذن متـى نحــزن على وطـن يفـتته الكيزان وبعض القوميين أشــلاء
نحن نستغرب لمن لا يحزن !!! كثيرون يحزنون على هزيمة الهلال أو المريخ ، وتستغرب ألا يحزن الواحد منا على انفصال 648 ألف كيلومتر مربع وأكثر من 8 مليون يذهبون إلى دولة أخرى. وكثير من المتعلقات التي لن يتم حلها أبدأ باتفاق مشاكوس الشائه الذي كتبه (دان فورث )الأمريكي وسلمه لقرنق وعلي عثمان 2004 .. ووقعوا على الخيانة العظمى للوطن ا
1989 كانت اتفاقية اديس اببا بين الراحل جون قرنق ومحمد عثمان الميرغني اتفاقيه سلام (ماتخرش الميه) ومافيها لا تقرير مصير ولا انفصال فجاءت الانقاذ بسببها واسمتها اتفاقية الاستسلام ثم لمصلحة ذاتيه ولاستمرار حكمها قررت التخلي عن الجنوب باتفاقبة الاستسلام الحقيقية مالكم كيف تحكمون
07-09-2011, 10:29 AM
Kabar
Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
صديقي على عجب..حبابك الناس من حقها تحزن يا صديقي.. لأنو استقلال الجنوب كان استقلال سياسي ووجداني من قبل اهل الجنوب.. و كان استقلال سياسي من قبل الشمال.. يعني موقف الشمال لا يتسق مع الوجداني..عشان كده حدث الحزن الشايفو ده.. باكستان استقلت عن الهند..و قبل وقوع الإستقلال السياسي.. تم التمهيد لإستقلال وجداني (رغم العنف الذي حدث و هو لا يماثل العنف في النموذج السوداني).. ثم بنغلاديش استقلت عن باكستان..و نفس الخطوات تم اتباعها.. في افريقيا.. نفس الأمر حدث في اثيوبيا..و ارتريا..
المهم يا قريبي.. تجربة الجنوب اثبتت افراز نخبة قادرة على احداث التغيير..و العمل على قيادة التغيير الى بر الأمان..و هذاهو ما يحتاج الإنجاز في الشمال.. و الإ علينا ان نجهز احزاننا لإنفصال قادم..!
لم تتسبب الانقاذ وحدها في فصل الجنوب هذه حقيقة ... ويا حبيبنا الموصلي صحيح ان هناك اتفاق تم توقيعه وكان طموح كل الشعب السوداني وقتها لكن عندما طلبت القوي الديمقراطية من الميرغني وقتها ادخال الاتفاق للبرلمان لاجازته فضل الاتحاديين المتاجرة بالاتفاقية في ندوات كريمة وحوليات سيدي الحسن وستي مريم .. وتماطل سيدي الصادق وتواطأ وعرقل الاتفاق بحسبنا انه كسب جديد لحزب مولانا ... كل ذلك بلا نظرة عميقة تراعي مصلحة البلد ومستقبله ثم ان نفس مولانا الميرغني رفض التوقيع علي اتفاقية كوكادام قبل توقيعه هذه الاتفاقية وكوكادام هي نفس ما اتفق به مع قرنق في 1988 ... اذن كان التعامل مع قضية من منطلق منظور ضيق من زاوية الكسب لا من منظور منهج يسير خطوة خطوة نحو ازالة مرارات الماضي وتأسيس وحدة علي اسس جديدة .. لا يجدي لا الحزن ولا التباكي علي الانفصال بقدر ما يجدي ان تعي احزابنا مسئولياتها وتعي ان هناك قضايا مصيرية لا يجدي معها الكسب الشخصي بين بيوت السادة ... تحياتي استاذ علي عجب فحتما انت لا تذكرني ...
قولك أعــلاه بـه كثير من الإجحـاف و التجني فإن كان هنالك من فــرح واحتفـل بانفصال الجنوب ( ناس منبر السـلام العادل ومن لف لفهم ) ,و إن كان هنالك من لم يشــغله الأمـر وتســاوى عنده الوحـدة والانفصـال , فهنالك من انفطــر قلبه حـزنا على فـراق اخـوة أعزاء عليهم , اندمجـوا معـا في نضـال طويل من أجـل وطـن واحـد موحـد , تأخـوا واقتسـموا لقمـة العيش تشـاركوا الهـم و التشــريد والســجون ( هذا أحد اسـباب الحزن المفجع ) أما من اســتغرب معـك و فكـر أن الأمـر انانيـة و البكاء على الأرض فدا منظوره وحقـه أن يفهـم الأشــياء كما يشــاء بس دون أن يطلق الأحكام المعممة جزافا اخي علي نحـزن لذهابهـم جميعا ( من عاش في الشـمال ومن عاش في الجنوب ) فكلتا الدولتين ( شـمال وجنوب ) فاشــلتين فقـيرتين حكامهما ظالمـون متشـبثون بكرسـي الســلطة لا يهمهم شــعبي الشـمال والجنوب و كلا الدولتين لن تريح ولن ترتاح والحال ياهـو نفس الحال و الآن أصبـح لدينا شــعب ( بدون ) , فلا هم مقبولون في الشـمال ( رسـميا وبعض الناس ) ولا هـم مقبولون في الجنوب وأصبحـا بلا وطـن و بلا هويةهؤلاء الناس لم يشـاركوا في الاســتفتاء إذ أرعبتهم الحركة من المشـاركه ( طبعا ما كانوا ح يغيروا في النتيجة التي أرادتها الحركة ,)
ســؤالي لك لماذا لا نحـزن ؟ وبكرة لما تنفصل دارفور أو الشـرق أو جبال النوبة برضـو ما نحـزن ؟ إذن متـى نحــزن على وطـن يفـتته الكيزان وبعض القوميين أشــلاء
07-09-2011, 02:31 PM
Elmosley
Elmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683
اري بكل تقدير ان هذه قراءة متساهلة، فتاريخ هذه الظلامات لايمكن اختصاره في
ما فعلته الانقاذ. . فالانقاذ حسب فهمي لم تبدأ الا من حيث هيأ لها الاخرين.
نعم لم تبدآ الانقاذ هذا ولكنها شاركت فيه باسمائها القديمة وبفعاليه اليس كذلك الاخوان المسلمون جبهة الميثاق الاسلامي الجبهة الاسلاميه الخ الخ هذا كله معروف ولكن كان هناك حل وممتاز فلماذا نرضى بالحل السيئ طالما ان الاحسن كان متوفرا وماهي لازمة انقلاب يونيو 1989 من الاساس؟؟؟؟ لك الاحترام
يوم السبت التاسع من يوليو عام 2011 يوم عظيم في تاريخ شعب جنوب السودان إذ يرفع الجنوبيون راية استقلالهم ويعلنون مولد دولة ديمقراطية علمانية تكلل كفاحا طويلا ومعاناة مريرة وتضحيات جسيمة . وإن كان استقلال الجزائر تحقّق عقب مجزرة كبرى راح ضحيتها مليون مواطن فإن استقلال الجنوب تحقق عقب مجزرة أكبر راح ضحيتها مليونا مواطن. ويأتي استقلال الجنوب ليس كتعبير عن إرادة النخبة التي حملت السلاح ووّقعت اتفاقية السلام فحسب وإنما أيضا ، وهو الأهم في ميزان التاريخ ، كتعبير عن إرادة المواطن الجنوبي العادي الذي ظلّ يتوق لاستقلاله وحريته منذ عام 1956 عندما وجد نفسه يعيش في بلد مستقل لا يستطيع أن يسميه وطنه. لقد وجد هذا المواطن نفسه ومنذ استقلال السودان أسير وضع تاريخي لا يستطيع الفكاك منه سواء هرب لاجئا إلى دول الجوار أو هرب للشمال ، فهو في الجنوب ضحية دائرة العنف التي بدأت تنداح منذ تمرد حامية توريت في أغسطس 1955 وهو في الشمال ضحية تهميش يمتد لكل مناحي حياته ويجعله طريدا شريدا كل الوقت. ولكن هذا التاريخ الذي حكم على المواطن الجنوبي أن يرسف طويلا في أغلاله أتاح له أخيرا أن يقول كلمته عبر استفتاء حرّ تأخر عقودا ، وهاهو يدفع عجلة التاريخ في اتجاه جديد ليخلق واقعا جديدا يذوق فيه طعم المواطَنة القائمة على المساواة والحرية.
هذه المواطنة القائمة على المساواة والحرية ظلت وماتزال هي قضية القضايا منذ الاستقلال سواء كان ذلك تحت ظل الأنظمة النيابية أم الأنظمة العسكرية . والتفريط في حماية حقوق هذه المواطنة حماية حقيقية وما ترتّب عليه من تكريس واقع السيادة العرقية والثقافية والدينية الماثل في السودان ظل منذ الاستقلال ديدن كل الأنظمة حتى في العهود الديمقراطية ، إذ أن النخية الشمالية ذات التوجه الإسلامي والعروبي والتي ظلت ممسكة بمقاليد الأمور آلت على نفسها إعادة صهر مكونات السودان وصياغته لتصبح كل الأطراف صورة من المركز أو على الأقل مستسلمة لهيمنته (باستثناء فترة قصيرة أعقبت اتفاقية أديس أببا في عام 1972 أعقبها تبني خطاب رسمي عن التنوع والوحدة). ولم ينفصل الواقع السياسي بعد الاستقلال بالطبع عن واقع استغلال اقتصادي جديد أتاح للطبقة السائدة الهيمنة على الموارد والفرص (وهي طبقة تجارية وزراعية وصناعية شمالية التكوين). وبلغ الإهدار للمواطنة القائمة على المساواة والحرية قمته في ظل نظام النخبة الإسلامية الحالية ، وهو أمر يعود لسببين : فهناك من ناحية الطبيعة الاستبدادية للنظام ، وهناك من ناحية أخرى فكر النظام وضوابطه الشرعية التي ترفض مفهوم المواطنة وخاصة أنه مفهوم يساوي بين الرجال والنساء ويساوي بين الأديان ويضع الإسلام في مرتبة واحدة ليس مع المسيحية فقط وإنما أيضا مع الأديان المحلية (وهي أديان لا يعترف الإسلام ولا تعترف المسيحية أصلا بها وتعتبران أتباعهما مجرد مادة للتبشير) .
وهكذا صنعت النخبة الشمالية (وخاصة في تجليها الإسلامي) وطنا طاردا ، وكان من الطبيعي أن ينتهي الأمر بانفصال الجنوب عن ذلك الجسد المريض علّ استقلاله يحقّق آمال شعبه . وفي تقديري أننا نحن أهل الشمال مطالبون بشيئين : مطالبون بالترحيب الفرِح والحقيقي باستقلال جنوب السودان ومطالبون بالاعتذار لأهل جنوب السودان عن كل الجرائم التي أرتكبها جيش الشمال ومدنيو الشمال الذين جيّشتهم حكومات الشمال بحقهم.
لابد أن نفرح باستقلال جنوب السودان لأنه يعبر عن إجماع شعب الجنوب على الانعتاق من الوضعية الاستعمارية التي ظل يرزح تحتها منذ 1956 (نعم ، علاقة الشمال بالجنوب كانت في جوهرها علاقة استعمارية ، ونعم ، من الممكن أن يستعمر الأفارقة بعضهم ، فقد استعمر الأثيوبيون الإرتريين وشاركت مصر في استعمار السودان). لابد أن نفرح باستقلال جنوب السودان لأنه يعني إسدال الستار على الحرب الأهلية ويضع حدا لنزيف الدم . لابد أن نفرح باستقلال جنوب السودان لأن المواطن الجنوبي قد أصبح ، أخيرا ، ذا وطن حقيقي ينتمي إليه ويفخر به . لابد أن نفرح باستقلال جنوب السودان ولا نحزن على واقع الأمس لأن واقع الأمس لم يكن واقع وحدة حقيقية وإنما كان واقع بلد مصطنع ورثناه عن الاستعمار ولم نجهد في توحيد وجدان أهله بل أفسدناه بتحيزات العرق والدين والاختلال الدائم لميزان السلطة والثروة. لابد أن نفرح باستقلال جنوب السودان لأن طموح الدولة الجديدة هو أن تكون دولة ذات نظام ديمقراطي علماني ينضم لباقي الأنظمة الديمقراطية في القارة ، الأمر الذي يعزّز آمالنا في الشمال لاستعادة ديمقراطيتنا السليبة .
ولكن فرحنا نحن أهل الشمال باستقلال الجنوب لا يكفي . نحن ، من دون الآخرين في باقي إفريقيا وباقي العالم ، مطالبون بما هو أكثر من الفرح والترحيب بالوطن الجديد . نحن مطالبون بالاعتذار لأهلنا في الجنوب . لن نستطيع إعادة الموتى – من جنوبيين وشماليين – ولكن أفضل ما نقدمه لذكراهم هو الاعتذار عما ارتكب في حقهم . إن الاعتذار هو اللبنة الأولى والأساسية التي من الممكن أن نضعها ليس فقط لبناء علاقة جديدة وصحية مع أهلنا في الجنوب ولكن أيضا لبناء علاقة أكثر صحية مع أنفسنا ولتحرير الواقع الشمالي من بعض أمراضه وأوهامه . إن الاعتذار سيرسي دعامة هامة من دعامات الديمقراطية القادمة إذ أنه سيضعنا في مواجهة تلك التحيزات التي قادت لإقصاء الجنوبي والعنف ضده ، ولعل هذا يعيننا وبشكل جاد على الحفاظ على ما تبقى من وطن رغم الإقصاء والعنف الحالي في دارفور وجنوب كردفان الذي ربما يمتد غدا لمناطق أخرى . لا أتوقع بالطبع أن يعتذر النظام الحالي عن جرائمه . إلا أن ما أتمناه ، هو أن يشعر كل مواطن شمالي بأنه لا يستطيع أن يتجرّد تجردا كاملا من مسئولية ما حدث . ما أتمناه هو أن نناقش أنفسنا ونتناقش مع الآخرين حول ما حدث ومشاعرنا بإزاء ما حدث وما نستطيع أن نفعله الآن ومستقبلا . ما أتمناه هو أن يكون هذا هو موضوع الساعة بين الأفراد ووسط منظمات المجتمع المدني والأحزاب ومختلف التشكيلات . لا أقترح كيفية معينة للاعتذار والأمر متروك لمبادرات الأفراد والجماعات ، ولكن لابد أن يصل صوتنا قويا واضحا بالاعتذار لمواطنينا في الجنوب .
ومثل فرحنا الذي لا يكفي فإن اعتذارنا ، على أهميته ، ليس بكاف أيضا . نحن مطالبون ، علاوة على ذلك ، بالمساهمة الحقيقية والنشطة في إعمار الجنوب الذي شاركنا في قتل مواطنيه وإرعابهم وتشريدهم وتدمير سبل كسب عيشهم وشاركنا في تدمير بنيات قراهم ومدنهم من طرق ومدارس ومستشفيات . لابد أن نساهم في بناء الجنوب الجديد أفرادا وجماعات . لابد من أن ينظّم الشماليون قوافل سلام يساهم فيها كل من يستطيع المساهمة حسب طاقته وقدرته ، يساهم فيها المعلمون لمحو الأمية ، ويساهم الأطباء البشريون والبيطريون لمواجهة المرض ، ويساهم المهندسون في إعمار وتأهيل مختلف البنيات الخ . ولابد من قيام صندوق يساهم فيه كل مواطن حسب طاقته للتبرع لمختلف المشاريع ، ومثل هذه المساهمات حتى وإن كانت زهيدة لها أهميتها .
لابد أن تعرف الأجيال القادمة من أطفال الجنوب والشمال أننا عشنا زمن الحرب والجنون والدمار والكراهية والخراب وأن خيارنا كان إدانة ما حدث وتحمّل مسئولية ما حدث وأننا اعتذرنا وساهمنا في إعادة إعمار ما خرّبناه ، لابد أن يعرفوا أننا فعلنا ذلك على أمل أن يرثوا عالما أكثر سلاما وحرية.
------------- أستاذ سابق في جامعة الخرطوم وجامعة تفتز بأمريكا ويقيم حاليا في المملكة المتحدة [email protected]
07-09-2011, 04:08 PM
malik_aljack
malik_aljack
تاريخ التسجيل: 02-05-2002
مجموع المشاركات: 1348
فحين تحمل حقيبتك فى الطريق إلى مهجرِ ما، تحس بالحزن يعانق الفرح. و هنالك على البعد من أحبك يلوح، ولكن لا تستطيع حركة يديه الفصل بين الحزن و الفرح..
* أما مثال الشماسة الذين نرى مآسيهم فى كل لحظة و لا نحرك ساكن، فيدعو لآلاف التساؤلات، فالذى لم يكترث للجنوب لن يكترث للشرق أو الغرب أو الشمال، ولا حتى لسقوط قذيفة
فى منزل الجيران..
07-11-2011, 04:46 PM
Elmosley
Elmosley
تاريخ التسجيل: 03-14-2002
مجموع المشاركات: 34683
Quote: فمن يتباكي علي انفصال الجنوب الان يتجاهل حقيقة هذا الفرح الذي
لا يمكن مقابلته الا بالاعتذار عن الماضي لان ذلك هو التعبير
الوحيد الذي قد يشعر الجنوبين ان هنالك ما يستحق الاحترام في
هذا الماضي المؤلم.
منو القال ليك يا على العجب إنو حزننا على رحيل الجنوب فيهو تجاهل لافراح اخوانا الجنوبيين في (الانعتاق ) وفك الارتباط من مشاكل الدين والهوية وباقي الكلام الفارغ الضيع البلد وفرتقها زى حفلات الحلة الجديدة ؟! .
ياخي نحنا حزنانين على خيبتنا وقلة حيلتنا . نحنا ما قدرنا ولمدة خمسين سنة نعمل التكتح .
كل الحكمونا كانوا كلهم (سجمانين ) من اول رئيس بعد خروج المستعمر الى البشير .
ياخى نحنا زى ما قالت ام كلثوم (اللي بيشكي حالو لي حالو ) أها نحنا بنبكي حالنا لحالنا .
اضحكنا يحى فضل الله في ندوته في لاهاى عندما ذكرنا ان (كبار القوم ) إعترضوا على إلغاء المستعمر للرق في السودان .
(أيها الناس نحن من نفر عمروا الأرض حيث ما قطنوا يذكر المجد كلما ذكروا وهو يعتز حين يقترن حكموا العدل في الورى زمنا أترى هل يعود ذا الزمن ردد الدهر حسن سيرتهم ما بها حطة ولا درن نزحوا لا ليظلموا أحدا لا ولا لاضطهاد من امنوا وكثيرون في صدورهم تتنزى الأحقاد والإحن دوحة العرب أصلها كرم والى العرب تنسب الفطن )
07-11-2011, 08:34 PM
عمر دفع الله
عمر دفع الله
تاريخ التسجيل: 05-20-2005
مجموع المشاركات: 6353
Quote: الانتصار كان يمكن أن يكون بإفحام الدكتور نافع وزميله مستشار الرئيس الدكتورمصطفى عثمان إسماعيل، وإظهار تهافت الخطاب السياسي للمؤتمر الوطني. أما الهبوط إلى مستوى التشابك بالأيدي والضرب فهو سقوط لا يبشر بخير لمستقبل السودان،
دي شغل جديد يا عمك عملوا ليه مؤتمر في الخرطوم اسمة مؤتمر الاعلاميين العاملين في الخارج، التعاقدات السخية فيه دفوعات
سخية لمن يستطيع ان ينتج (فسيخ وشربات )
شفت المقال دا ذاتو.... راجع المنبر دا تلقي المعارضة والكيزان ناقزين بيه، واي واحد فرحان حكمة الله!!!
07-15-2011, 09:46 AM
Abdel Aati
Abdel Aati
تاريخ التسجيل: 06-13-2002
مجموع المشاركات: 33072
نعم لاحظت لهذه اللغة ولاحظت ان الرجل لم يستقل حينها؛ ربما كان يخدع نفسه بالأمل ان حزب الامة شي اخر غير الصادق المهدي واسرته مع ذلك هذا يكشف جزء من مسؤولية الصادق والترابي عن الانفصال
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة