|
Re: المؤتمر الوطني ، و الفصام الفكري .. حالة متأخرة جداً جداً .. (Re: أحمد الابوابي)
|
من حق كل مواطن فى هذه البلاد الانتماء الى الهيئات والجمعيات والاحزاب بمختلف مرجعياتها الفكرية والثقافية والدينية...الخ ومن حقه التعبير عن ارائه بحرية...طالما ينطلق من قناعات راسخة...مسنودة باهلية اخلاقية وقيمية ومسؤولية وطنية...ولكن ليس من الامانة بمكان والالتزام الاخلاقى القاطع استثمار الملفات المطلبية لتحقيق رؤية سياسية تنتمى الى تيارات بعينها...بمعنى اخر...النقابى الذى ملأ الدنيا ضجيجا ونعيقا فى ازمة الملف المطلبى للاطباء يكشف عن وجهه الحقيقى (المؤدلج) فى الرؤية اعلاه...ويالخيبة من وقعوا ضحية الاستحقاقات المطلبية من لدن السياسيين المتسترين بلبوس الدعاوى المطلبية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني ، و الفصام الفكري .. حالة متأخرة جداً جداً .. (Re: أحمد الابوابي)
|
Quote: و لعل التنظيم الذي بدأ مرتكزاً على نوع من ( النضالية المطلقة ) ، جعلته متصيداً للعداء مع القريب و البعيد، و ساعياً لحكم البلاد بسياسة (الحديد ، و النار ) ، فارضاً على الجميع نمطاً واحداً من التفكير ، و السلوك اكتسب مع السنين ، قدراً ما، من الحكمة التي تعطيها التجربة المباشرة ، تلك هي أنه ليس من الحكمة ، استعداء الجميع ، و استخدام العنف لحسم كل صراع ، و أن هذا البلد أكثر اتساعاً ، و تنوعاً ، و حيوية ، من أن يتمكن تنظيم واحد ، من السيطرة عليه على النحو (الشمولي المعهود) ، و أن الديمقراطية ، التي تم لفظها عملياً ، و التنفير عنها فكرياً قادمة حتماً ، رضى الحاكمون أم أبوأ .. كما أن الحرب التي تم تأجيجها ، عبر الخطاب العقائدي ، و العاطفي المكثف ، لن يتم حسمها بانتصار (عسكري)، خالص للنظام أو للجيش الشعبي لتحرير السودان .. هذا ما دفع النظام بشكل ما نحو اتجاهين هما (الديمقراطية )، و (السلام) ..
ولكن المشكلة هي أن هذه الحكمة لم تكن سوى قناعة باستحالة الوضع القديم، أو قل استعصائه ، دون أن تكون مصحوبة بقناعة كافية بضرورة ، و جدوى ، بل و طبيعية الوضع الجديد (السلام ، و الديمقراطية ) ، أو القناعة باستحالة الجمع بين الوضعين في قلب نظام واحد .. و الواضح أيضاً أنه لم يتم تبشير كافي بالحالة الجديدة ، مما أكسب القاعدة ( قاعدة التنظيم ) ، إما إحساساً بخيبة الأمل ، و السخط على ما يجري من تحولات ، أو بالمقابل ، قناعة ب (تاكتيكية ) ، هذه التحولات إنتظاراً لعودة قريبة للوضع ( الطبيعي ) .. لهذا ، و لأسباب أخرى ، فإن النظام ظل يقدم رجلاً، و يؤخر أخرى في سعيه للسلام ، و طريقه نحو الديمقراطية.. هذا ما جعل البلاد تعيش حالة يمكن تشبيهها بالمثل القائل (لا بطيخه ، لا حنضله).. هي حالة شمولية مقنعة .. و ديمقراطية زائفة ، و سلام تتوفر فيه كل مواصفات الحرب ، و أولها (اللاأمان).. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني ، و الفصام الفكري .. حالة متأخرة جداً جداً .. (Re: أحمد الابوابي)
|
Quote: إن مراجعة القناعات الأساسية لتنظيم المؤتمر الوطني حول الديمقراطية ، و السلام، و الوطن ، تعطي أمراً شديد الخطورة هو أنه على طول مدى بقائة في السلطة ، و ربما قلنا ما قبل ذلك ، كان هناك قناعة ظاهرية، يبثها الجهاز الإعلامي ، و يبشر بها المكتب السياسي، بينما هذه القناعة تخالف ما هو مستقر في الأذهان ، و كامن في القلوب ، مما يجعل ، هناك طبقتين على الأقل من القناعات تجاه الأمر الواحد تتواجد في نفس الوقت ، و السياق ، أحدها ظاهر ،معلن ، و الآخر ، باطن مخفي.. و هذا ما يجعلنا نقول ما قلناه في الحلقة الفائتة من ((أن أي تغيير يطرأ في بنية طرح المؤتمر الوطني، و موجهاته، هو تغيير سطحي، لا يكون مصحوباً بمراجعة حقيقية، و عميقة، للبنية الفكرية التي تم الانتقال منها .. لأجل ذا فالنتاج هو وجود طبقات، من التصورات حول الأنا، و الآخر، ليس بينها، أدنى انسجام، أو حتى حوار.. )).. و لعل القاريء يذكر مسيرة (الدبابين) ، و ( أئمىة المساجد؟؟ )، التي خرجت مباشرة عقب الإعلان عن سياسة ( التوالي)، تلك المسيرات التي كانت تحمل رسالة مفادها ، ألا عودة للديمقراطية ، لا مكان للأحزاب في بلد المشروع الحضاري ، تلك المسيرة التي فضت بلا (بمبان ) ، بل برسائل من المتحدثين ، لا بد أنها أقنعت المتظاهرين بأنه لا داعي للخوف ، و أن الأمور تحت السيطرة ، و أن كل الموضوع شوية (بوليتيكا ) ، و ( تاكتيك) ، على قرار عبارة الراحل الأب فيليب غبوش .. نواصل ...
|
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني ، و الفصام الفكري .. حالة متأخرة جداً جداً .. (Re: أحمد الابوابي)
|
Quote: فالغاية النبيلة ، و التي هي تطبيق شرع الله ، و لو بعد حين ، تبرر كل أشكال التناقض مع شرع الله ، طالما أن طريق التاقضات سيؤدي الاتساق ، و مسار التنازلات ، سينتهي إلى تنزيل شرع الله إلى دنيا البشر .. |
هذا هو الضرب من ضروب ( خداع الذات ) ، و تطمينها الذي يجعل عضوية المؤتمر الوطني تقبل كل ما هناك من أشكال المفارقة للصورة المرسومة تاريخياً في أذهانهم ، ( للدولة الإسلامية ) ، دولة الشريعة .. و التناقض مبعثه هو وجود العنصر الآخر ،في داخل جميع الإسلامويين ، و هو ( الأصولي ) .. نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني ، و الفصام الفكري .. حالة متأخرة جداً جداً .. (Re: أحمد الابوابي)
|
نواصل من آخر نقطة .
Quote: و التناقض مبعثه هو وجود العنصر الآخر ،في داخل جميع الإسلامويين ، و هو ( الأصولي ) .. |
و من المثير للإهتمام ، أن نلاحظ بأن السواد الأعظم من الإسلامويين ، لم يتحركوا شبراً من خانة الفكر السلفي ( الأصولي ) .. هذا طبعاً في التكوين الفكري العميق ، و الحقيقي .. بالمقابل بجد الكثير من الإدعاءات ، و الشعارات ، المتمثلة للنوذج الليبرالي ، رغم عدم تسميتها ، بذلك .. و يمكن رصد البعد السلفي ، في تفكير الإسلامويين ، في بعض القضايا ، التي يمكن التمثيل لها ، ب : 1- الديمقراطية، و قضايا الحرية ، و حقوق الإنسان .. ( الردة على سبيل المثال ) .. 2-المواطنة ، و الحقوق المتساوية للمواطنين .. 3-وضع المرأة في المجتمع ( قضية القوامة ) ، و فيها تندرج قضايا من شاكلة : الميراث ، الشهادة ، الولاية ، تعدد الزوجات ..
في هذه القضايا على سبيل المثال ، تجد أن قناعات الفرد في المؤتمر الوطني ، في حقيقتها ، و عمقها ، أقرب إلى الرؤية السلفية ، منها إلى المطروح في أدبيات الحزب ، و الذي تجرج به المؤتمرات ، و يعلن في الفعاليات السياسية ، و يصاغ في الإتفاقات ..
نواصل ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: المؤتمر الوطني ، و الفصام الفكري .. حالة متأخرة جداً جداً .. (Re: أحمد الابوابي)
|
فواقع الأمر هو أن المؤتمر الوطني - و من قبل الجبهة الإسلامية - و إن كان يرحع تأريخياً إلى قاعدة فكرية ، واضحة المعالم ، يمكن تقصي جذورها ، في الفكر السلفي ، إلى أنه عبر مسار طويل من الصراع ، و التنافس ، مع الآخر - اليسار ، الطائفية - اضطر لللعمل ، وفق نسق تنظيمي غاية في الداينامية ، و التفاعلية ، جعله أقرب إلى الإنتهازية ، و الحربائية ، منه إلى الإلتزام بمنهج فكري ، يمكن قراءته ، و الإتفاق ، أو الاختلاف معه .. فقد أصبح أمر تحقيق الغلبة السياسية أهم ، و أولى من الالتزام الفكري ، ثم وصلت الحالة لدى وصول التنظيم إلى السلطة إلى غاية الإنتهازية ، و اللامبدأية ، بحيث صار الحفاظ على السلطة ، و تدعيمها ، هو الهاجس .. الإسلام لم يعد سوى ( لوقو) ، و (ماركة) توضع أمام الفعل السياسي ، لإكسابه الشرعية ، و الحصانة .. صار الحزب قابلاً للبصم ، و التوقيع على أي اتفاق ، دون قيد ، ما دام الواقع السياسي ، يحتم عليه هذا التوقيع .. و إلى ذلك فهو فاقد للإرادة الأصيلة للالتزام بالإتفاقات ، فصارت كل صيغة للتصالح بينه ، و بين خصومه ، بنياناً ، أسس على جرف هار ، وشيك الانهيار .. و ظل الإلتزام بالمعاهدات شيئاً لا يأتيه إلا إذا قام عليه حارس ، أو وصي .. و في البعد الآخر للفصام -السلفية ، العلمانية- نجد بأن الحزب صار يسعى بين صفى السلفية و مروى العلمانية ، بصورة جعلته فاقداً لفضائل كل منهما .. فلا هو بالسلفي ، الذي ، يعصمه الالتزام بمحكم النصوص ، و لا هو بالعلماني الذي يهتدي بنور التجربة الإنسانية ، و يتمثل قممها ، و خلاصاتها، فيقدرها حق قدرها .. فبذا فقدت النصوص قداستها ، و حرمتها ، و ابتذلت التجربة الإنسانية ، ففقدت ألقها ، و نورعبقريتها ، الذي كان زيته الدم ، و الدموع ..
| |
|
|
|
|
|
|
|