|
خسوف القمر الأتبراوي-إلى أرواح إضرابات عمال سكك حديد السودان
|
خسوف القمر الأتبراوي إلى أرواح إضرابات عمال سكك حديد السودان
-قمرُ المحطّات\القطاراتِ اللطيفة غادر-الآنَ-المدينةَ.. -غادر-الآن-المدينةَ؟ -إنَّه في النهر يقرأ وِرْده الشجريَ، يركعُ، و"المناماتُ" الأليفةُ حول لحيتهِ تزقزقُ، -"طنْبرتهُ" الخائفاتُ، -رأيته في النومِ، و امرأة الضفاف بصدرهِ، تبكي"المسادير"\الزمرُّدَ، -عانق الكفن المضيئَ، "الأتبراوي" ارتمى في الدمِّ، غنَّى دامعاً: "يا عبدالله أخوي أغشى البنادر شوفنْ بنّوت "المتمّة" اجدّلنْ صفّوفنْ و بعد خُمْرة و جلادْ سال القملْ في رفوفنْ"
...و تقول فاتنةٌ عن الفقراءِ، عن ذُرة الودادِ، عن المحطّةِ: "كان يقرأ للبنات غناءهُ، و كتابهُ بيمينهِ: " "مدني" ثمانونَ، "الأبيِّضُ" وردةُ من طين هذا القائظ المنساب من ردف الحبيبةِ، هدَّت الأمطار "عطبرةَ "\التكاثرَ، إنّ موج النيل آلافٌ"، و لاقته القطارات البطيئةُ، " من يبارزني بقرب النهرِ، أخرج أتبراويا يشمُّ عطور "شبّال" التي نسجتْ مفاتنها عفافا للنساء المومساتِ"، -و حاصرته الطائراتُ-، "....و حين أنهض متعبا من شطِّ صدركِ، أغسل الأوهامَ، يستاك اشتهائي باشتهائكِ، يا "المهيرةُ"، إنها القيثارة الحبلى بأوساخ التسكُّعِ، هل أغيِّر ياقتي؟" أهديتُ أشجار "الفريع الزين" أسورة الأغاني، ثمَّ جاءتني على قمر القصيدةِ، قلتُ"إني لا أحب الآفلينَ"، فيا صلاة الخوفِ ، سوقيني إلى قمر "المهيرةِ"، عقدها أُنسي، و خارطة "الجلَاد"، و "قرمصيصُ " ضيائها سككٌ تؤانسها القطارات الشهيَّةُ"...... ........................................و "الفريعُ الياسمينُ" تمرُّ من رمل الضلال الموسميِّ-الطائرات تحوك أسمار البيوتِ-إلى الرحيل اللؤلؤي-فيألف النجمُ الغياهبَ، ".......تحرث العربات مصلاتي، تدنّسها، و هذا السيف-يا امرأتي الالوف-مخبأٌ تحت المحطَّةِ، ....و القطارُ مخادعٌ" "من بفْ نفسك يا القطارْ و رزيم صدرك أنا قلبي طارْ و ينو الحبيبْ إنت شلتو جيبو يا القطارْ"
................"البيت نسَّقه الرصاصُ، و قلتِ في عام المجاعةِ، "سوف نبني بيتنا من وَردنا الأمميِّ، و التجّار يبتعدون عن ملح الغرامِ، و قلتِ ...لكنَّ القطارَ مخادعٌ، إنَّ "القطار المرَّ" لم يحملْ مرادي، إنّ "عطبرة" الجميلة "حمَّستْ "دلّوكتي"، كلُّ القطارت اغتباط بالسماحةِ، و انتظرتكِ، -إنَّ كوكبةً من الفقراء تنتظر الزمرّدَ،................. .................................و المدافع تفصل الأعراس عن جسد "الحريرةِ"، ..."و القطارُ مخادعٌ": "جسمي انتحلْ فكري انشغلْ دمعي انهمرْ أبقى "قمرة" جوّة القطرْ يجوا عايدينْ إن شاء الله عايدين يا الله يجوا عايدينْ إن شاء الله عايدين يا الله"
".....ساقيم –هذا الليل- في صخبٍ، و أنتِ-الآن-خائفةٌ، تراقبكِ المحطةُ، ...و المدافع بين أقمار الكمان "الأتبراوي" استجمَّتْ....، "...قلتِ في عام المجاعةِ "سوف نطلي بيتنا ب"المحلبيةِ"، و الرذاذِ، ذهبتِ حافيةً إلى العشَّاق ِ، بلَّغت الرسالةَ، قلتِ، لكنَّ القطار مخادعٌ: "ما هو عارف قدمو المفارقْ يا محط آمالي السلامْ يا جميل يا نور الشقايقْ املا كاسكْ و اصبرْ دقايقْ مجلسكْ مفهوم شوفو رايقْ عقدو ناقص زول و لا تامْ
"دُهِسَ القطارُ ، "الأتبراويُّ" الأنيس حديقةٌ بكماءُ، طلْع النخْل سيدةٌ سلاها حيضها، و تهادن "الكركارَ"، ...و انفرطَ القطارُ، ...و أُحبطتْ زمر الخيانةِ.."، و انتضى الركّاب أسمارا تؤرّقهم، و رتَّلَ سعدنا: "و النهرِ، و الذُرةِ الوفيرةِ، و "المهيرةِ"، إنَّ أنوار القطار لفي نعيمٍ، إنَّ أفواج الرصاص لفي جحيمٍ، هل أتى زمنٌ على الأنهارِ، لم تكُ غير عاشقةٍ تفتِّش عن حدائق للتخاصرِ..... هل أتي؟؟؟ ....شدَت الصفائح في ضفاف "الأتبراوي" المطّرَّز بالإبادةِ، كانت العربات تهذي، و ازدهى الإرهاق ب"القمراتِ"، كوْ كوْ كوْ كروْ، كوْ كوْ كروْ، كوْ كوْ كروْ، إنَّ القطار مكفَّنٌ، و العشق ينشر لحنهُ: "رحلوا أولاد حمدْ ال لي البلد رُكَّازةْ قطعوا اللتبراوي منويين البازةْ سِتات اللكيك العقلتنْ نزَّازةْ يبكنْ بي الدموعْ لي ريرةْ لي مِنْ حازة"
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: خسوف القمر الأتبراوي-إلى أرواح إضرابات عمال سكك حديد السودان (Re: Osman Musa)
|
الاعزاء ابو جهينة و عثمان موسى خالص التحايا شكرا لكلماتكما الطيبة.
عطبرة أو اتبرا لها عندي طعم خاص بحكم القرابة الجغرافية و الثقافية و بحكم التاريخ الشخصي و قبل ذلك دورها الرائد في دخولنا الموجة الثانية للتطور الإنساني كما يسميها الفن توفلر و هي الموجة الصناعية التي ساهمت في توطدنا في مسيرة الحداثة و التحديث و ظهور الطبقة العاملة السودانية و التنظيمات النقابية التي قدمت بديلا يجمع الناس خارج تصنيفات العرق و الديانة.
كما ساهمت في ظهور الحزب الشيوعي السوداني،الذي مهما اختلف الناس حوله،فلن يختلفوا في مساهمته المميزة في توطيد و ترسيخ مشروع الحداثة السودانية المستند على مطالب التحرر من نير الاستغلال الاقتصادي و الاستعلاء الثقافي ، و إمكانية التطلع المتفائل نحو أفق من التطور العالمي و إن بدا طوباويا للبعض.
و قد كان جدي لأبي يعمل في السكة الحديد بعطبرة كعامل "مناورات" بين القطارات و العربات و "القمرات". و من خلاله تعرفت "كبوشية" كلها على مظاهر الحداثة المادية. و قد درست الثانوية بالدامر،و كانت عطبرة بالنسبة لنا هي المتنفس لقضاء "الويك اند" عبر الذهاب الى دار السينما و دار الرياضة لمشاهدة الهلال و المريخ العاصميَّن.
و يا عثمان في انتظار الاخبار الطيبة. مع وافر الاحترام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خسوف القمر الأتبراوي-إلى أرواح إضرابات عمال سكك حديد السودان (Re: عصام دهب)
|
عزيزي عصام دهب سلامات كتبت:
Quote: الاستاذ / اسامة الخواض .. تحياتي ..
Quote: أرواح إضرابات عمال سكك حديد السودان
و( الأرواح جنود مجندة ) أو كما قال خير خلق الله ، صلى الله عليه و سلم .. |
شكرا على هذا الربط بين المفهوم الشعري ل"أرواح" كما وردت كعتبة نصية هي الإهداء، وبين الخطاب النبوي ،و إن كان ربطا بعيدا. فالحديث النبوي يتحدث عن الروح في جسد حي ،بينما العتبة النصية هي إهداء لأرواح "الموتى" من "الإضرابات"، و هو كما ترى استخدام مجازي يتوافق مع طريقة كتابة الشعر. و النص الشعري -كما أراه بعد مرور ما يقارب ثلاثين عاما على كتابته-حافلٌ بالإحالات الدينية الإسلامية،الصريحة حينا ،و المتضمنة أحيانا ضمن السياق الشعري. و هذه الرؤية ليست ملزمة للقارئة في تأويلها للنص،بقدر ما هي تجسيد للحالة التي كتبتُ فيها النص الشعري. فالنص الشعري ،إضافة لإحالات أخرى من التراث الغنائي الرسمي و "غناء البنات" و الشعر الشعبي،استند على الخطاب الديني الإسلامي متمثلا في القرآن و الحديث النبوي و الخطاب الصوفي ،بناءً على ان رئيس نقابة عمال السكك الحديد في عطبرة،أوان كتابة النص الشعري 1981-1982،كان هو-على ما أذكر –الشيخ عباس الخضر الذي قاد الإضراب .و كان متدينا،في سابقة زحزحت اليسار عن تزعمه للنقابة. و للأسف فهو الآن نائب عن المؤتمر الوطني ،و قيلت فيه نكات عن تحوله من نقابي ثوري إلى واحد من الأثرياء الجدد في عهد الإنقاذ (1). و أدناه بعض الأمثلة على تناص النص الشعري مع الخطاب الديني الإسلامي. الخطاب القرآني: في الآية رقم 19 من سورة "الحاقة" نقرأ "فاما من اوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرؤوا كتابيه" و في المقطع التالي نجد:
Quote: كان يقرأ للبنات غناءه، و كتابهُ بيمينهِ |
ثم نرى النص يقوم بتوظيف تجربة سيدنا إبراهيم عليه السلام الروحية في البحث عن الله من خلال آيتين: الآية الاولى رقم 76 من سورة الأنعام "فلما جنَّ عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين" و الآية الثانية هي رقم 77 من سورة الأنعام" فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين" يقول المقطع الشعري موظفا التجربة الروحية الإبراهيمية: أهديتُ أشجار "الفريع الزين" أسورة الأغاني، ثمَّ جاءتني على قمر القصيدةِ، قلتُ"إني لا أحب الآفلينَ"،
و يوظف النص أيضا "صلاة الخوف" و التي وردت في الآية رقم 102 من سورة النساء التي تقول :" واذا كنت فيهم فاقمت لهم الصلاة فلتقم طائفة منهم معك ولياخذوا اسلحتهم فاذا سجدوا فليكونوا من ورائكم ولتات طائفة اخرى لم يصلوا فليصلوا معك ولياخذوا حذرهم واسلحتهم ود الذين كفروا لو تغفلون عن اسلحتكم وامتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة ولا جناح عليكم ان كان بكم اذى من مطر او كنتم مرضى ان تضعوا اسلحتكم وخذوا حذركم ان الله اعد للكافرين عذابا مهينا و نجد مضمون تلك الآية في المقطع التالي: فيا صلاة الخوفِ ، سوقيني إلى قمر "المهيرةِ"،
ثم نرى الاستفادة من "تبليغ الرسالة " كما في الآية رقم 67 من سورة "المائدة" "يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك و إن لم تفعل فما بلغت رسالته و الله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين" و تجد ذلك في المقطع التالي: ذهبتِ حافيةً إلى العشَّاق ِ، بلَّغت الرسالةَ ثم تجد "الترتيل" و أسلوب القسم القرآني مثل "و الفجرِ و ليالٍ عشرٍ و الشفعِ و الوترِ و الليلِ إذا يسرِ" ، و التقسيم الثنائي إلى "نعيم" و "جحيم"،و أسلوب التساؤل كما في الآية الأولى من سورة "الإنسان" "هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا". و في المقطع التالي يتجلى ما أشرنا إليه أعلاه: و رتَّلَ سعدنا: "و النهرِ، و الذُرةِ الوفيرةِ، و "المهيرةِ"، إنَّ أنوار القطار لفي نعيمٍ، إنَّ أفواج الرصاص لفي جحيمٍ، هل أتى زمنٌ على الأنهارِ، لم تكُ غير عاشقةٍ تفتِّش عن حدائق للتخاصرِ..... هل أتي؟؟؟ ثم تمّ توظيف "قيام الليل" كما في الآية الثانية من سورة "المزمل" "قم الليل إلا قليلا" و تجد ذلك في المقطع التالي: ".....ساقيم –هذا الليل- في صخبٍ،
الخطاب النبوي: توظيف طريقة "العنْعنَة" في تدوين الحديث النبوي، كأن تقول "عن فُلان عن عِلاّن عن رسول الله "ص" قال "....": ...و تقول فاتنةٌ عن الفقراءِ، عن ذُرة الودادِ، عن المحطّةِ: "كان يقرأ للبنات غناءهُ،إلخ..
الخطاب الصوفي: ورود كلمات ذات مرجعية صوفية مثل"وِرْد" و "الرؤيا المنامية" و هي مقام أقل من رؤيا اليقظة: إنَّه في النهر يقرأ وِرْده الشجريَ، يركعُ، و"المناماتُ" الأليفةُ حول لحيتهِ تزقزقُ، -"طنْبرتهُ" الخائفاتُ، -رأيته في النومِ، و امرأة الضفاف بصدرهِ، تبكي"المسادير"\الزمرُّدَ
عموما هذا ليس استقصاء لتناص النص الشعري مع الخطاب الديني الإسلامي ، و إنما قمنا بإيراد الأمثلة الماثلة للعيان، و العيان هنا هو القارئ النموذجي model reader للنص. مع خالص التقدير هامش: (1) شيخنا عباس الخضر قبل الانقاذ كان رئيس النقابة وزعيم ثوري للعمال وكان إمام العمال في سجون مايو وكان بيحكي ليهم قصص الطغاة وصمود الانبياء منذ عهد سيدنا صالح وقوم ثمود ... بعد الانقاذ شيخ عباس بقى مدير صندوق دعم الشريعة وركب الفارهة بت علوي (مطية الشيوخ بعد التمكين) .. شيخ عباس وقف بالفارهة قدام بوابة السكه حديد وفي اللحظة دي جا عكاز ماري والعربيه بت علوي قافله مدخل البوابه .. فخاطب شيخ عباس : كدي يا مولانا زح لينا ناقة سيدنا صالح دي لي غادي .نقلا عن موقع "عطبرة نت".
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خسوف القمر الأتبراوي-إلى أرواح إضرابات عمال سكك حديد السودان (Re: osama elkhawad)
|
الأخ الأستاذ / أسامة الخواض ..
تحياتي و سلامي و عميق إحترامي ..
والحق يقال.. أنت رجل مثقف و قامة و مبدع بحق ..
و أنا لا زلت مبهورا بنصكم ( إبتهاج ) الذي عرفني بكم لأول مرة حينما قرأته مع صديقي د. جمال فارح أوائل التسعينات .. الحقيقة إني قصدت أن أدفعكم للحديث عما تحدثتم به فأفحمتموني حقاً ..
كتر خيركم و سدد خطاكم ..
ـ
هذا بغض النظر عن حديثكم السالب عن المؤتمر الوطني .. فإختلاف الرأي لن يوئد الحقيقة أو يفسد أعجابي بكم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: خسوف القمر الأتبراوي-إلى أرواح إضرابات عمال سكك حديد السودان (Re: mohmmed said ahmed)
|
عزيزي عصام دهب شكرا على كلماتك المشجعة.
ما وددت أن أقوله هو "السقوط عموديا حتى القاع" الذي حدث لشيخنا عباس الخضر من قائد نقابي ثوري إلى ثري من الأثرياء الجدد و الذين تحوم حول ثرواتهم علامات لانهائية من الإستفهام.
عزيزي محمد سيد أحمد سلامات شكرا لانك نبهتني لثيمة مهمة هي طقوس الحب السوداني،أو بالأحرى طقوس الجماعة السودانية المسلمة المستعربة،حين قلت:
Quote: قبل ايام كنت افكر فى موضوع الكبريت او مهرجان المراة السودانيةالجنسى الباهر
وغياب او ندرة تناوله فى قصائد الشعر السودانى مع عدم اغفال شعر الحقيبة الغنائى ديل ما قصرو تب
اذكر لك فى قصيدة اخرى مفردة كبريت
فى هذا النص نجد مفردات طقس الحب السودانى
خمرة وجلاد قرمصيص المحلبية الكركار |
و سأحاول أن أنظر إلى نصوصي بعين ثالثة هي عينك كناقد حصيف. و سأعود بعد النظر. مع تقديري
| |
|
|
|
|
|
|
|