|
بعد تجاوز المهرولين بالطرد الأصل يتعرض لموجة جديدة .. اتحاديين V ختمية
|
الاتحاديون وعودة الوعي (1-2)
سليمان خالد سليمان :
لقد نشأت الأحزاب السياسية السودانية في ظروف استثنائية؛ حيث كان تخلقها التكويني الاول إبان فترة لم تكن مساحة الحرية فيها بالقدر الذي يمكنها من إدارة حوار كافٍ كما كان لمحدودية ادوات التثاقف وآلياته في الفترة (1944 -1956م) فترة الاستعمار الثنائي (البريطاني/ المصري) لذالك كان لهذه الفترة اكبر الأثر في ضعف بنائها الهيكلي والآيديولوجي مما جعل معظم الافكار والرؤى مرتبطة بظروف المرحلة ولم تستطع ان تنفك منها. لذلك كانت الاحزاب محصورة بين موقفين لا ثالث لهما (الاستقلال أو الوحدة مع مصر). والحزب الوطني الاتحادي كواحد من هذه الاحزاب نشأ في تلك الظروف مضافاً اليها انه تكون من مجموعة احزاب كانت تنادي جميعها بشكل من العلاقة مع شمال الوادي تفاوتت هذه الافكار بين الوحدة والاندماج بين شطري الوادي. وقد أسهم اللواء محمد نجيب في ذلك إسهاماً كبيراً (فبراير 1953م بالقاهرة) وتوحدت هذه الاحزاب دون أن يدور بينها حوار كافٍ يؤسس لفكرة إنما كان الهدف من هذا التحالف هو خوض انتخابات 1953م والتي نجح فيها الحزب الوطني الاتحادي في تحقيق اكثرية مطلقة مكنته من تكوين الحكومة منفرداً دون أي تحالف لاول وآخر مرة يتحقق ذلك في ظل حكم ديمقراطي تعددي وقد تمكنت تلك الحكومة من تحقيق انجازات ضخمة منها على سبيل المثال (السودنة – الجلاء) ومن ثم إقرار الاستقلال من داخل البرلمان في 19 ديسمبر 1955م ومن ثم رفع علم الاستقلال والاحتفال به في الاول من يناير 1956م. ومن هنا بدأت الغيرة السياسية للطائفة الختمية وأصبحت تضع المتاريس للزعيم الازهري وحكومته حيث كانوا يتوهمون انهم الاكثرية داخل الحزب وان النواب الذين حققوا الفوز اغلبهم من منتسبي الطريقة الختمية (راجع مذكرات عبد الماجد أبوحسبو، ص 112) لذلك كانوا يرون أن الذين يقودون الحزب هم دخلاء وليسوا من الطريقة الختمية لذلك انصب جل جهدهم لتنصيب كبار الختمية للسيطرة على الحزب ومقاليده وعلى رأسهم ما عرف بالفرسان الثلاثة (أحمد جلي/ ميرغني حمزة/ خلف الله خالد) أصحاب المذكرة الشهيرة التي وصفها الزعيم اسماعيل الازهري بأنها مذكرة متعقب للأخطاء لا زميل عمل ناشد للإصلاح، وظل هذا الثلاثي يمثل خميرة عكننة داخل الحزب والحكومة وكثر تدخل زعيم الطائفة بصورة مستمرة انتهت بإقالة الفرسان الثلاثة المقربين من زعيم الطائفة في ديسمبر 1954م، لتبدأ مؤامرة رئيس حزب الاشقاء الاستاذ محمد نور الدين الذي نظم اجتماعاً بمنزله لبعض اعضاء هيئة القيادة حضره 60 فقط من اعضاء الهيئة البالغ عددهم 262 وفصلوا في اجتماعهم هذا كلاً من (إسماعيل الازهري/ خضر حمد/ مبارك زروق/ يحيى الفضلي/ المرضي) المصدر مذكرات خدر حمد، ص، 222)، ثم كان لقاء السيدين علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي (نوفمبر 1955م) اكبر كارثة في تاريخ السودان السياسي كما وصفه الاستاذ محمد أحمد محجوب في كتابه (الديمقراطية في الميزان)؛ حيث يعد هذا اللقاء من اكبر المتاريس التي شدَّت السودان الى الوراء كثيراً وحيث انهما لم يلتقيا إلا للتآمر على الزعيم الأزهري وحكومته وبلغت اشدها في جلسة البرلمان 10/9/1955م حيث عملوا لسحب الثقة من حكومة الزعيم الازهري باستمالة ضعاف النفوس من نواب الوطني الاتحادي، ولكن الجماهير هذه المرة كانت خط الدفاع الاول حيث انفجر الغضب الجماهيري بعد تلك الجلسة المشؤومة وقد كان لهذا الالتفاف الشعبي اكبر التأثير على جلسة مجلس النواب في 15/ نوفمبر/ 1955م وحاز الزعيم الأزهري على ثقة معظم النواب وبعد هذه الهزيمة عمد زعيم الطائفة على ابقاء جذوة الخلاف مشتعلة حيث طالب بتكوين حكومة قومية عقب الاستقلال مباشرة انحاز اليها نواب الطائفتين بتوجيه من مرجعياتهم ولم يستطع الزعيم الازهري مقاومة ذلك التكتل الطائفي فتكونت حكومة قومية مثلت فيها كل الاحزاب الرئيسية ومن هنا بدأ مسلسل الحكومات الائتلافية التي حكمت السودان طوال الفترات الديمراطية حتى ديمقراطية العدم الثالثة (1985-1989م) وقد شجع ذالك الطائفية لتطل بوجهها الحقيقي فأوعزت للشيخ علي عبد الحمن الامين بتكوين حزب سياسي حمل اسم حزب الشعب الديمقراطي (16/ مايو/ 1956م) ليكن الواجهة السياسية للطائفة الختمية وقد اتضح الهدف من تكوين هذا الحزب هو التصويت لإسقاط حكومة الازهري فى (5/ يوليو 1956م) بعد اقل من شهرين من تكوين حزب الشعب الديمقراطي، والجدير بالذكر ان المصريين كانوا يقفون مع كل هذه المؤامرات نكاية في الزعيم الازهري الذي انحاز لرأي الجماهير بترجيح خيار الاستقلال لاعتبارات داخلية وخارجية، لذلك دعموا طفل الانابيب الوليد مادياً واعلامياً حيث كانت اذاعة ركن السودان موجهة لخدمتهم وكانت في بعض القضايا تزيد من فترات بثها، وكانت ثالثة الاثافي قضية عبد المنعم حسب الله خير واكبر دليل على استخدام الوسائل غير النبيلة في الصراع السياسي من قبل الطائفية حيث اثبتت وثائق دامغة ان نواب الختمية كانوا يتقاضون رواتب شهرية من السيد عبد الله خليل بواقع خمسين جنيها في الشهر منذ يناير 1956م حتى الإطاحة بحكومة الأزهري وبعد ضغوط اعترف عبد الله خليل بذالك واصدرت المحكمة حكمها عليهم (المصدر مذكرات خدر حمد، ص 261). وقد بلغت المماحكات السياسية مبلغها عندما سلم السيدين علي الميرغني وعبد الرحمن المهدي السلطة في (17/ نوفمبر 1958م) للفريق ابراهيم عبود، كل ذلك لم يقعد من همة الزعيم الازهري من لمم شعث الوسط فكانت وحدة الحزبين (الوطني الاتحادي والشعب الديمقراطي) اللذين خرج من رحمها الاتحادي الديمقراطي جنيناً غير مكتمل النموء اكده تأييدهم لانقلاب جعفر نميري (25/ مايو/ 1969م) أي بعد عامين من اندماج الحزبين قبل ان يجف مداده ومذكرة كرام المواطنين التي بدأ بها الابن حياته السياسية خير دليل على ذلك كما اكدت ان الابن صورة مكررة من والده، عزز قولي هذا منهج المرشد الابن ابان ديمقرطية العدم الثالثة حيث عمل على اسقاط عدد من المرشحين الاتحاديين في آخر انتخابات ديمقرطية (1986م) بأن رشح في مواجهتهم عدداً من ابناء طائفته مما افقد الحزب عدداً من الدوائر الهامة في مناطق نفوذه التقليدية، على العموم يرى كثير من المتابعين للشأن الحزبي والسياسي ان فترة الابن المرشد كانت مليئة بالمماحكات السياسية كما كانت فترة الاب. لكل هذا وغيره فقد ظلت الطريقة الختمية ومرشدها على مر التاريخ تسعى لمجد شخصي ومصالح شخصية خصما على التيار الاتحادي مما يجعل اي تلاقٍ معها على منهج الاندماج والمحاصصة غير مفيد.
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: بعد تجاوز المهرولين بالطرد الأصل يتعرض لموجة جديدة .. اتحاديين V خ (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
الاتحاديون وعودة الوعي (2-2)
سليمان خالد سليمان : لذلك كان التفكير في إيجاد منهج مختلف لتوحيد الوسط مهم جداً حيث لابد من إدارة حوار اتحادي اتحادي على شاكلة الحوار الذي يدور الآن مع المجموعة المتململة من إدارة أبوهاشم لحزبه المرجعيات وعلى رأسهم الاستاذ الباقر أحمد عبد الله، أحمد علي ابوبكر، سيد هارون، حسن هلال ومعهم المئات من القيادات الوسيطة المميزة التي كانت تمسك بمفاصل العمل في حزب السيد، لذلك هذا هو المنهج السليم لتحقيق الوحدة حيث فشلت معظم المحاولات السابقة على الرغم من وصلها لمراحل متقدمة ولكنها كانت تتوقف عند المحطة النهائية (الهيكلة والدمج) لأنها كانت حواراً بين حزب وحزب منها، اتفاق لجنة الثمانية بين الشريف زين العابدين الهندي والميرغني في 13/10/2008م حيث حيث رفض السيد مقابلة وفده المفوض الموقع على الاتفاق الإطاري الموقع مع أربعة من كل حزب من جانب الميرغني (أحمد علي أبوبكر، فتح الرحمن البدوي، هشام البرير، على ابرسي) رغم تكبد الوفد مشاق السفر اليه بالخارج، ووقع من جانب الحزب الاتحادي الأمانة العامة وقتها كل من (د. أحمد بلال، صديق الهندي، محجوب محمد عثمان، حسن ديندش) وان رفض السيد التوقيع على هذا الاتفاق يؤكد عدم جديته في امر الوحدة رغم رغم ان الاتفاق كان مجحفاً في حق الامانة العامة ورغما عن ذلك وقع عليه الشريف الهندي. أيضاً من المحاولات الجادة التي لم تمضِ لغايتها المرجوة اعلان المبادئ الموقع مع الراحل محمد إسماعيل الأزهري والراحل حاج مضوي محمد أحمد وأمين عكاشة الموقع في 15/9/2005م بقاعة الصداقة والتي ردد فيها الشريف زين العابدين الهندي مطلعاً من أبيات من شاعر أم كلثوم جرداق (هذه ليلتي وحلم حياتي حول ماضي من الزمان وآت...) وبعد رحيل القائد المعلم الشريف زين العابدين الهندي لم ينقطع البحث عن وحدة الحركة الاتحادية قي ظل قيادة د. جلال يوسف الدقير الامين العام للحزب حيث كون لجنة دائمة للوحدة الاتحادية بقيادة الشريف صديق الهندي ولكنها أيضاً لم تمضِ لنهاياتها وكان إبانها نشأ تيار تجمع الاتحاديين الديمقراطيين المكون من بعض أساتذة الجامعات أبرزهم د. عمر يوسف د. محمد زين العابدين وآخرون برعاية الناشط الوحدوي محمد مالك عثمان وقد كان لهذا التيار نهج فكري استند على الفكر الاتحادي الأصيل انتهى باجتماع بمجمع الأسكلا في 28/2/2007م ولم يكتب له أيضاً النجاح برغم المجهودات الجيدة التي شملها تقريرهم كما إن من المحطات الهامة بضرورة الوقوف عندها هي إعلان المبادئ الموقع بين عدد من التيارات والشخصيات الاتحادية بمنزل الزعيم الأزهري في 21 أكتوبر 2008م والذي وقع عليه من جانبنا السماني الوسيلة وصديق الهندي وانتكس أيضاً عند مرحلة الهيكلة لأنهم كانوا يمثلون اتجاهات متعددة لذلك لم يكتمل النجاح لهذا الاتفاق مما جعل التفكير يتجه للحوار مع المجموعات المكونة لذلك الاتفاق كل على حدة وكانت إحدى ثماره البيان المشترك الموقع بين لجنة الوحدة الاتحادية ومجموعة الشيخ عبد الله ازرق طيبة بنادي الخريجين (المركز العام للحزب) والذي وقع عليه يوسف محمد زين وحمد النيل علي الشيخ عبد الباقي من قبل الشيخ عبد الله أزرق طيبة ود. أحمد بلال والسماني الوسيلة من قبل الحزب الاتحادي الديمقراطي بحضور د. جلال يوسف الدقير الأمين العام للحزب وصديق الهندي نائب الأمين العام ورئيس لجنة الوحدة وقتها. كل ذلك وغيره يؤكد أن الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة د. جلال يوسف الدقير هو أكثر التيارات الاتحادية بحثاً عن الوحدة الاتحادية منذ حياة الراحل الشريف زين العابدين الهندي وكذلك هو أكثرها تأهيلاً لتحقيق ذلك لما له من مؤسسات ورؤى وأفكار برغم ما يعانيه من بعض المشاكل التي طرأت موخراً إلا أنه يظل الحزب الوحيد المؤهل لذلك على العموم. إن المنهج الأخير (منهج الانضمام والتوحد) هو غير المجرب في كل المحاولات آنفة الذكر وهو يتطابق تماماً مع الرأي القائل بأن وحدة الحركة الاتحادية (تكمن في تيار قوي عريض يشق طريقه ثم يتوحد معه الآخرون) وليس في ذلك عيب وليس فيه انتصار من أحد على أحد إنما هو انتصار للحركة الاتحادية تدفع به للساحة السياسية السودانية التي تعاني من التشرذم والتشظي وإن المجموعة المتوحدة التي وقعت على الاتفاق السياسي لوحدة الحزب الاتحادي الديمقراطي هي واعية لدورها ومؤهلة لاتخاذ هذا القرار الهام والكبير والذي سيكون له ما بعده على أصعدة متعددة وهو يمثل عودة الوعي لقيادات الحركة الاتحادية وبدأ أثر ذلك واضحاً على التبسم الذي علا وجوه الاتحاديين في الاجتماع التنويري لهذا الاتفاق الذي دعا له الأمين العام للحزب د. جلال يوسف الدقير (المكتب السياسي، الأمانة العامة، المكتب الاستشاري وممثلين للولايات) وأصبحوا كالزهرة التي غشاها الطل بعد طول غياب لذلك مطلوب من لجنتي التفاوض أن تبذل جهداً أسرع قبل أن تجد المتاريس طريقها لوأد هذه المحاولة التي قد تكون الأخيرة (بل أنها آخر طلقة وآخر عسكري) ولكم أن تتبينوا ذلك في ما يسمى بلجنة لم الشمل التي أعقبت بداية هذا الحوار الجاد بل أن زعيم الطائفة ذهب أكثر من ذلك واتصل على نافذ من المؤتمر الوطني بأن ضموا هؤلاء إليكم أفضل من أن يذهبوا للحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الدقير ومعروف أن لم الشمل ماذا يعني عند زعيم الطائفة ومرشدها حيث فسرها إبان تأبين شقيقه الراحل أحمد الميرغني حيث قال: بلغة آمرة (اسمعوا واعوا أن الحزب الاتحادي الديمقراطي موحد منذ عام 1967م في شارع 61 في إشارة لمنزل والده السيد علي الميرغني) غير آبه بكل هذه التيارات والجماعات وأن جميعها خرجت من تحت عباءته لخلافات جوهرية وفكرية وتنظيمية منهم على سبيل المثال (الهيئة العامة – الموحد – الوطني الاتحادي – مجموعة الشريف حسين الهندي النضالية....) والشخصيات الفاعلة منهم (علي أبرسي، فتحي شيلا، محمد سرالختم الميرغني، عبد الحكم طيفور) إلى المؤتمر الوطني ومحمد المعتصم حاكم إلى الحركة الشعبية وكذلك جيش الفتح الذي رفع السلاح في وجهه والمئات من القيادات الوسيطة من طائفته، أما التوم هجو فهو حتى الآن في حزبين وهو غير معروف أنهم معارض أم مشارك يؤكد ذلك موقف نائبه علي محمود حسنين الذي شد الرحال إلى الخارج معارضاً وعاد هو مهادن. عليه إن المسؤولية هذه المرة ملقاة على عاتق لجنة الحوار مباشرة وهم (أحمد علي أبوبكر، الباقر أحمد عبد الله/ سيد هارون، حسن هلال) وشقهم الآخر (الدكتور أحمد بلال، السماني الوسيلة، محمد يوسف الدقير، محجوب محمد عثمان ومعاوية إبراهيم حمد) ومجهود أكبر مطلوب من الأمين العام للحزب د. جلال يوسف الدقير حيث تناشدكم جماهير الحركة الاتحادية أن لا تجعلوا النهار يغرق في الليل مرة آخرى بيدكم الآن أكثر مما مضى مستفيدين من كل الدروس والعبر والمواقف التي كنتم شهوداً عليها في جميع مراحل تخلقاتها المختلفة وتعلمون جيداً أن في عافية الحركة الاتحادية عافية الوطن وانظروا ماذا فعل اليسار أمس وأفدح منهم الذي فعله اليمين اليوم بل أفدح منه ما هو متوقع. وبرغم امتداد مساحات التشاؤم إلا أنه في يدكم توسيع مساحات الأمل وعودة الروح والوعي لهذا الوطن الجريح. والله من وراء القصد
} أمين أمانة الشباب والطلاب.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: بعد تجاوز المهرولين بالطرد الأصل يتعرض لموجة جديدة .. اتحاديين V خ (Re: محمد ميرغني عبد الحميد)
|
Quote: كل ذلك وغيره يؤكد أن الحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة د. جلال يوسف الدقير هو أكثر التيارات الاتحادية بحثاً عن الوحدة الاتحادية منذ حياة الراحل الشريف زين العابدين الهندي وكذلك هو أكثرها تأهيلاً لتحقيق ذلك لما له من مؤسسات ورؤى وأفكار برغم ما يعانيه من بعض المشاكل التي طرأت موخراً إلا أنه يظل الحزب الوحيد المؤهل لذلك على العموم. إن المنهج الأخير (منهج الانضمام والتوحد) هو غير المجرب في كل المحاولات آنفة الذكر وهو يتطابق تماماً مع الرأي القائل بأن وحدة الحركة الاتحادية (تكمن في تيار قوي عريض يشق طريقه ثم يتوحد معه الآخرون) وليس في ذلك عيب وليس فيه انتصار من أحد على أحد إنما هو انتصار للحركة الاتحادية تدفع به للساحة السياسية السودانية التي تعاني من التشرذم والتشظي وإن المجموعة المتوحدة التي وقعت على الاتفاق السياسي لوحدة الحزب الاتحادي الديمقراطي هي واعية لدورها ومؤهلة لاتخاذ هذا القرار الهام والكبير والذي سيكون له ما بعده على أصعدة متعددة وهو يمثل عودة الوعي لقيادات الحركة الاتحادية وبدأ أثر ذلك واضحاً على التبسم الذي علا وجوه الاتحاديين في الاجتماع التنويري لهذا الاتفاق الذي دعا له الأمين العام للحزب د. جلال يوسف الدقير (المكتب السياسي، الأمانة العامة، المكتب الاستشاري وممثلين للولايات) وأصبحوا كالزهرة التي غشاها الطل بعد طول غياب لذلك مطلوب من لجنتي التفاوض أن تبذل جهداً أسرع قبل أن تجد المتاريس طريقها لوأد هذه المحاولة التي قد تكون الأخيرة (بل أنها آخر طلقة وآخر عسكري) ولكم أن تتبينوا ذلك في ما يسمى بلجنة لم الشمل التي أعقبت بداية هذا الحوار الجاد بل أن زعيم الطائفة ذهب أكثر من ذلك واتصل على نافذ من المؤتمر الوطني بأن ضموا هؤلاء إليكم أفضل من أن يذهبوا للحزب الاتحادي الديمقراطي بقيادة الدقير |
| |
|
|
|
|
|
|
|