|
سؤال الهوية -رؤية تحتاج الى تعميق-
|
الافاضل القراء/ الفضليات القارئات اعضاء ا/عضوات او زوارا/زائرات لاشك ان سؤال الهوية من اصعب الاسئلة التى تحتشد فى المشهد السودانى فى كل مستوياته السياسى منها , الثقافى والاجتماعى, فالبرغم من ان الحديث عن موضوع الهوية قد اخذ حيزا لاباس به فى دوائر مختلفة فى بلاد السودان الا ان كل الاجتهادات التى قدمت بما فيها من قوة وضعف لم تكن بمستوى حجم الازمة التى تعيشها بلادنا فى اسوا مراحلها , فالوضعية المازومة تاريخيا للدولة السودانية التى افرزت واقع الحرب و التشرزم هى احدى افرازات مشكل الهوية السودانية التى حاول الرعيل الاول من السياسين تعليبها و توجيهها شرقا رغم ان رياحها كانت تهب فى اتجاهات مختلفة , وبتسليط قليل من الضوء على ا لمجهودات التى بذلت من بعض الكتاب السودانيين سنجد ان هنالك اجتهادات قيمة لايمكن ان يغفلها التاريخ فى زمن تسافر فيه الكلمة بلا جواز او ضابط للجمارك . التشخيص الرسمى الذى ظلت تقدمه الدولة السودانية على المستوى الرسمى منذ الاستقلال وحتى هذه اللحظة هو ان السودان بلد عربى مسلم شاء الناس ام ابو مهما تعارضت هذه الفرضية مع الواقع وظل السودان قطر عربى مسلم يتافف من اي جذور تربطه بالقارة السمراء, وفى الوقت الذى نشط فيه التيار السياسى للقوميين العرب و امتدادتهم وجد هذا التيار نفسه ازاء واقع معقد الى درجة بالغة فحذروا وفزروا وخروجوا الى الملا بالحل الناجع وادعوا ان السودان قطر عربى به اقليات افريقية و لكم ان تلاحظوا ان توفر العدل فى النظر من هم الاقلية؟؟؟؟؟ تاريخيا هنالك مدرسة الغابة و الصحراء فى اشارة الى جدلية العلاقة بين العروبة و الافريقانية الا ان هذا المشروع انتهى الى ان ذهب مؤسسوه كل فى اتجاه ريحه فاتجه جلهم الى الصحراء وان لم يعوا ذلك, هذا على المستوى الثقافى دعنا عزيزى القاري نلقى نظرة على المستوى السياسى اى البنيات السياسية , وهى لم تجتهد كثيرا فى التدقيق و التمحيص بل لم تعترف اصلا بوجود مشكل من هذا النوع وفى نطرهم ظلت الدولة السودانية دولة عربية تدين بالاسلام و كل من لاتنطبق عليه هذه الصفة فهو فى دار العرب المسلمين فى بلاد السودان فلا الحزبان الكبيران (الامة و الاتحادى) ولا التيار الماركسى له اجتهادات فى هذا الشان , فمواقف الحزبان الكبيران و موقف جبهة الميثاق الاسلامى يتساوى تماما فى محصلته النهائية ازاء سؤال الهوية, اما الماركسيين فكانوا واعتقد ما زالو امميين ولا يؤمنون بمثل هذه الاسئلة التى هى اسئلة البرجوازية الصغيرة, ولعل محمد جلال كان محقا فى اعادة تصنيفه للقوى السياسية من حيث اليسار و اليمين , فالتصنيف التقليدى لليسار و اليمين هذه لا تحمل اي دلالة علمية ربما تحمل دلالات وصفية, فمحمد جلال صنف كل القوى السياسية بما فيها اليسار الماركسى و اليسار العروبى كيمين باعتبار ان اليمين فى الوضعية السودانية هو الاتجاه الى اسواق عكاظ واليسار هو الاتجاه الى افريقيا, وذلك التصنيف استمد موضوعيته من ان كل هؤلاء الفرقاء السياسيين تستوى عندهم مسالة الرؤية الاحادية للهوية السودانية. اعتقد ان الدكتور ابكر ادم اضاف اضافات نوعية فى التفكير واعادة التفكير فى شان الهوية السودانية فهو قد خلص الى نتيجة فى غاية الاهمية مفادها ان الدعوة التى كانت وما زالت تروج القائلة بان السودان هو بلد عربى مسلم افريقى مسحى و من ثم يمكننا الانصهار فى بوتقة واحدة لهو عملية لاعادة انتاج القوميات المختلفة داخل منظومة الثقافة الاسلاموعربية و ان كانت هذه الرؤيا تقارب ما توصل اليه محمد جلال فيما يتعلق بتيار الافروعروبية الى انها دعوة مغلفة للعروبة و لو قارنا مقولة ابكر بوتقة اللانصهار و الافروعروبية سنجد ان المدلول يكاد يكون واحدا وان كان الاهم من ذلك ان منتوجهما واحد (اعادة الانتاج). الوحدة فى اطار التنوع و الانتقال بالهوية من الظرفية الى التاريخية هو محصلة ما توصل اليه ابكر ادم , قد لا نحتاج الى اي جهد لنجاهر بالقول ان مفهوم الوحدة فى اطار التنوع هى فى حالة تضاد معرفى وواقعى مع ما سمى ببوتقة الانصهار التى خير ما يعبر عنها تلفزيون السودان بعد ان استيقظ من حالة العته والخبل الثقافى والسياسى طوال السنون الماضية منذ ان افتتح بثه و لكن يبدوا انه استيقظ نصف استيقاظة اذ ان القائمين على امر البرامج فيه و ان تمسحوا بالقومية الا انهم يقدمون نموذجا شائها الى القوميات غير العربية بمنظور وعقلية الوسط التى هى نفس عراب بوتقة الانصهار والمواد المقدمة تحتوى على درجة عالية من الثماجة و الاستفزاز لو انهم يعلمون. قصدت بكتابة هذه الرؤية المبسطة الى تسليط مزيدا من الضؤ و اثارة المزيد من الحوارات حول هذا الموضوع الذى ارى انه عصب وجود الكيان السودانى و بدون الاستمرار بالبحث والحوار و رفع مستوى الوعى بمن نحن؟؟؟ فلا اعتقد انه سيكون لنا دور ايجابى لنشارك بقية الامم والشعوب ما لدينا و سيكون كل الذى قدمناه هو شذرات من اخبار المجاعات و الحروب و انى لمؤمن ان هذا البلد الذى اسمه السودان ملى بالرجال المحترمين بقدر امتلائه بالنساء المحترمات و هم/ن قادرون/ات على توجيه المجاديف فى الاتجاه الصحيح ان تجاوز جلنا وليس كلنا عن صغائرهم ومصالحهم الانية. اتمنى ان يدار حوار بناء حول هذا الموضوع وان كنت اعلم انه ادير عشرات المرات الا ان الصورة التى ما زالت فى الاذهان هى نموذج بوتقة الانصهار .
المراجع 1- جلية المركز والهامش للدكتور ابكر ادم اسماعيل فى الموقع ادناه يمكن قراءة الورقة كاملة 2- تحالف الهاربين او الافروعروبية للباحث محمد جلال هاشم ( الورقة نشرت فى هذا البورد ارجو ان يزودنا احدكم باللنك 3- السودان المازق التاريخى وافاق المستقبل(1) – محمد ابو القاسم حاج حمد
بكرى الجاك
|
|
|
|
|
|