|
تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا
|
الاخوة/ات اعضاء/ات البورد القراء الزوار/ات
المتابع/ة بعين التحليل و الفحص لبنية الخطاب الدينى سوف لن يري/تري صعوبة فى تحليل بنية الخطاب الدينى باشكاله المختلفة سواء كان سلفيا او تجديديا , تتفق الخطابات الدينية فى هذه الارضية على كل المستويات و الفرق الذى اتى مع ظهور حركات الاسلام السياسى انها قامت بتوظيف ادوات الخظاب الدينى لقهر خصومها و تعليبهم فى مربع واحد ليسهل وصفهم ومن ثم اقصائهم و بناء الحواجز النفسية بينهم وبين الاخرين. وتتلخص ادوات عمل الخطاب الدينى فى الاتى:-
1- تاسيس سلطة خطاب تقوم على تدشين الخطاب وافتتاحه بايات قرانية او احاديث نبوية و المقصود من ايراد النصوص هو بناء المصداقية عند المتلقى باعتبار ان النصوص من التقديس بمكان حيث لا يمكن ان تكذب , ايضا التاسيس ليقين المتلقى/ية بان ورود النصوص الدينية يجعل ما يرد فى منتصف و بعد النصوص هو ايضا مقدس ولا ياتي الباطل من بين يديه و عليه تبنى وتشيد صروح الدعوة على انها مقدسة فهى قد استقدمت بنص و زيلت بنص وما بين النصين هو الحق و الاختلاف مع الحق هو ما يقودنا الى الاداة الثانية( فى خصوص سلطة الحطاب يمكن مراجعة نظام الخطاب لميشيل فوكو)
2- اليقين المطلق بامتلاك الحقيقة و ممارسة ذلك عمليا من خلال ان المختلف/ة مع الخطاب هو/هى مختلف مع الحق وهذا ما يجعل كل اصحاب/ات الخطابات الدينية فى مستوياتها المختلفة يزعمون امتلاكهم للحقيقة المطلقة التى ستستقر وتوقر فى القلوب بقدسيتها المنصوص عليها تقديما و ختاما, ولعل اصحاب/ات هذا الخطاب على وعى تام ان فتح الباب لاي ثقرة لمفاهيم الفيزياء الحديثة المتمثلة فى النسبية والتطور النوعى الذى اضافته للفكر الانسانى على كل المستويات سيقودها الى فقدان اهم ارضية بنت وتبنى عليها صرحها الفكري , فايراد ان ما يقدمونه من فهم وتحليل للنصوص هو فهمهم/هن وانه من الممكن ان يكون هنالك فهم اخر اكثر صحة للدين من فهمهم/هن عملا بمبدا النسبية , اذن اذا حدث ان اعترف اصحاب الخطاب الدينى بهذا المبدا فحتما ستسقط ورقة التوت و يستحيل الانتقال الى الاداة الثالثة وعليه سوف لن يتنازل اصحاب/ات الخطاب الدينى عن ادعاء اليقين بامتلاك الحقيقة المطلقة
3- تاطير الاخر الذى سيتم توصيفه اتوماتيكيا انه يختلف مع الدين الحق و بالتالى اطلاق العنان لخيال اصحاب/ات الخطاب بوصفه انه ضال /مبتدع/عدو الاسلام/كافر/ كافر ومتامر مع الصهوينية العالمية/ و تتدرج هذه الاوصاف كلما كان الخطاب المضاد يحاصر المسلمات التى بنى الخطاب الدينى و شيد عليها صرحه المتين, وبما ان نظرية المؤامرة موجودة فى مؤخرة العقل العربى الذى هو المنتج الرئيس للخطاب الدينى فعند استحالة منازلة الخطاب الاخر نتيجة لتماسكه و امتلاكه لادوات تحليل معاصرة تمكنه من التفاعل مع القضايا اليومية دون انفصام و ازدواجية فعليه لابد من العودة الى مؤخرة العقل لاستدانة النظرية ومن ثم اطلاق مفردة ان صاحب/بة الخطاب هو جزء من استراتيجية الصهوينية العالمية التى لا شغل لها طبعا الا ان تنفق الاموال لتحطيم الاسلام الذى وكانما هو مزدهر و لا يعانى من انكسارات اينما حل هذا ما لاتراه عدسات الاسلامويين طبعا الا انها تري جيدا ان الصهيونية و اتباعها من امثال ابوزيد و الجابري و عطبراوي و اخرون وبكري الجاك اشد خطرا على الاسلام من جهل الاسلامويين و هزال خطابهم الذى اقل ما يقال عنه انه لا يستطيع اقناع انسان له عقل يعمل و عقل غير مستقيل و عقل غير عاطل.
4- التمثل باعادة انتاج التجربة المحمدية فى وجدان اصحاب الدعوة, والتمثل ياخذ شكلين والشكلين يعكسان كل تاريخ الدعوة المحمدية , ففى المرحلة الاولى للدعوة المحمدية كانت الدعوة سرية ومن ثم اتسعت الى ان ذاع صيتها فرفضت من قبل مجتمع مكة و عذب و نكل بصاحبها ووضع فى طريقه الشوك ورمى بالاوساخ وهذ يمكن تسميته بمرحلة الصبر والمثابرة , والشكل الاخر تمثله المرحلة التى قويت فيها شوكة الدعوة فاخرجت سيفها فى بدر و احد ومن ثم عادة لتستلم مكة و هذه مرحلة السيف , والمتامل لكل الخطابات الدينية يجدها تتحرك فى احدى الفضائين فبن لادن ومن قبله سيد قطب و جماعات اخري تري انها قوية الشوكة وبامكانها تمثل السيرة النبوية برفع السيف ومن ثم موتاها شهداء اسوة بشهداء بدر و احد (مرحلة التايسيس) و الفضاء الذى ينزل علينا كالمطر فى هذا البورد وهذا فقط لانه تستحيل معه تبنى شكل السيف لاسباب موضوعية, هو شكل الصبر والمثابرة فكثير من اصحاب/ات الخطاب الدينى يعتقدون/ن ان هذا البورد ما هو الا قريش و ان الصبر على اذاهم المتمثل فى عدم الرغبة فى الاصغاء لهو مشقة حمل لواء الدعوة اما التمثل الاول فالعالم كله عبارة عن قريش بالنسبة لبن لادن , وخطورة التمثل هذى انها لا تعطى صاحب/ة الخطاب الفرصة لمراجعة نفسه و مراجعة خطابه/ها لربما يري ان قريش (البورد/العالم) قد تكون على حق وان الخطاب المقدم لا يعالج اشكالاتنا اليومية الملحة, فبدلا من يقف اصاحب الخطاب ليحللو/ن الاسباب التى جعلت ان الناس لا يستجيبون ومن ثم قد يجدون/ن انفسهم/ن فى حوجة لانتاج خطاب جديد فهم/ن يكتفون/ين بان المشقة التى يتعرضون لها ما هى الا كالمشقة التى تعرض لها النبى الكريم و ان الصبر على رفض ( قريش/البورد) ما هو الا اجرا يكتب لاصحابه/اته. اي عقل مازوم هذا الذى نشاهد؟؟؟؟ و الاهم فى مثل هذا المقام هو ان اصحاب/ات الخطاب الدينى نساءا/رجالا على استعداد لنعت الذى يخالفهم الراي باشنع الاوصاف كما فصلناها سابقا و لا يرون/ين فى ذلك غضاضة و لا يرون/ين ان للاخر الحق فى ان يحترم رايه و تصان كرامته كاخر مختلف و الذى يثير الدهشة بان بمجرد ما يقوم الخطاب المضاد العلمانى/ التجديدى/ التنويري فى مستوياته المختلفة من استخدام النعوت المعيارية الاختزالية والتى يمتلك منها ايضا قدر ليس بالهين و التى فى حقيقة الامر تعبر عن مواقف نفسية للخطابين معا فى اغلب الاحيان ونعوت الخطاب المضاد تتدرج فى اسلاموي/كوز/سلفى/اصولى/ارهابى , المذهل حقا ان بمجرد ان ترد نعوت الخطاب المضاد تجاه الخطاب الدينى تبدا الولولة و الدعوة لاحترام الاخر وحفظ وصيانة حقه/ها فى ابداء الراي و كانما ان هذا ليس بالحق الذى يجب ان يكفل كشرط لقيام اي حوار موضوعى الا انه من الصعب اذا لم يكن من المستحيل ان يعى الخطاب الدينى ان نعوته تصب فى مصادرة حق الاخر فى التفكير و قد تصل الى الارهاب الفكري و رغم كل ذلك لا نري عقل تراكمى لاصحاب/ات هذا النوع من الخطاب فهم مستعدون لارتكاب مثل هذه الاخطاء مئات المرات ومع اشخاص /اخر مختلف دون ان يكون قد راكموا/ن رصيد من الخبرات لتجاوز الاخطاء و كانى بها عقلية فى حالة ثبات من الماضى والحاضر والمستقبل و تملك سيناريوهات و اكليشيهات جاهزة ان حدث انها خرجت عن سياق قوالبها الجاهزة فهى حتما سوف لن تجتهد فى فهم السياق الجديد الذى ليس له مماثل فى ذاكرتها بل ستعمل كل جهدها فى الباس الاخر احدي الاقمصة الجاهزة بدلا من تصميم قميص جديد يماثله.
المنطقى ان يعبر كل خطاب يعبر عن حالة ثقافية /سياسية/اقتصادية اي انه لا يوجد خطاب ينئشا منبتا من سياقه الموضوعى زمانا و مكانا و عليه اعتقد انه توجد مبررات موضوعية لوجود هذا الشكل البائس للتفكير الدينى المتمثل فى نمط الخطابات الدينية السائدة ساحاول فى الجزء الثانى من هذا المقال ان اعمل على ايجاد الاسباب الموضوعية لوجود خطاب دينى بهذا البؤس . وقد اعمل على الدخول للتطبيقات العملية لسيادة مثل التفكير و ساسعى لاعطاء نماذج من البورد الذى اري انه صنف على انه قريش فى اكثر من مداخلة سابقة . والى ان اعود اترككم فى رعاية الله وحفظه
بكري الجاك
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: عباس فاضل العزى)
|
شكرا اخى عباس على العفرتة وهانذا اعود ببعض التطبيقات العملية لبنية الخطاب الدينى فى الواقع العملى و فى البورد (قريش) (2) الحديث عن ان الحجاب فرض هو يعكس حالة الركود الذهنى والثقافى التى يعيشها المسلمون و الماساة لا تكمن فى ان ترتدي فتاة بنطال او نقاب او حتى بكينى هذا سلوك فردي فى المقام الاول مثلما كل السلوك الدينى التعبدي وان تطاولت الالسن عن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر و عن درء المفاسد بمفهوم العقل السلفى النصوصى, لايوجد بوليس سري من حقه ان يفتش ضمائر الناس و يدخك ايمانوميتر فى قلوبهم كما يفعل الطبيب مع المرضى, او القول ان كل السلوك التعبدي الشعائري الظاهر منه والخفى هو يندرج فى اطار الاحتيارات الشخصية القائمة على مبدا الحرية الشخصية حتى وان تسلطت الدولة فى فرض الحجاب كما فى حالة السودان , فالطالبات يتكممن بالعبايات ويدلفن ابواب الجامعة وما ان يتخطين البوابة فاذا بهن يرتدين اجمل الثياب و يمكن لك ان تفترض انك فى احدي عروض الازياء العالمية, وهذا دليل على انه لاتوجد رقابة فى الاسلام فى المستوي الجمعى و ان وجدت بتسلط الجهلاء من الحكام والاسلاموين والمتشدقين فحتما ستهزم امام رغبات الناس فى اختيار ثيابهم. اردت ان انبه الى ان عرض الموضوع بهذه الطريقة الخالية من احترام العقل والقائمة على اشهار الة التخويف فى وجوه الناس سوف لن تفيد وهى اصلا غير محترمة وغير مجدية و الاهم من ذلك ان مسالة الزي مسالة ثقافية فى المقام الاول لا يوجد ما يسمى بالزي الاسلامى حجاب او غيره حتى وان اوردتم/ن من النصوص ما يملا باندوث بكري ابوبكر لعام 2004 , ما ورد من نصوص فى هذا الشان مثلها مثل النصوص التى وردت فى جانب المعاملات المتعلقة بالحديث عن ما ملكت ايمانكم و التى تتحدث عن اوضاع غير المسلمين فى الدول التى تعتقد انها اسلامية ومثلها ومثل مسالة الزكاة فى ظل الانظمة الاقتصادية القائمة على تدخل الدولة فى الاقتصاد عن طريق التشريع الضريبى, فالزكاة تعبد فردي اختياري اذا اراد ان يقوم به الفرد فهو حر ولكن حتما من غير الواقعى ان يكون هو اداة الدولة فى تحقيق التوازن الاقتصادي و مبدا التكافل الذى يشرع الى فقه الزكاة فى المجتمع الاسلامى له مقابل موضوعى فى مفهوم بنية الدولة الحديثة المتمثل فى الانفاق الحكومى و توفير الخدمات و ما تفعله اي دولة اليوم من جمع لاموال الناس بحجة انها زكاة فهذا نهب منظم فتحت له مكاتب و نصب له بعض من النصابين . اقصد بكل هذا التطويل ان ما يمكن ان يورد من نصوص لاثبات ان الحجاب فريضة اسلامية , من الممكن ايضا ايراد العشرات من النصوص التى تثبت ان مبدا الرق فى الاسلام مازال قائما ومنصوصا عليه والا بماذا نفسر اعطاء غير المقتدر على الصيام الحق فى ان يكفر بعتق رقبة مؤمنة, وايضا يجوز للمسلم ان يطا ما ملكت ايمانه و منصوص عليها ايضا, كما ان النصوص تتواجد بالمئات ولا تحترم حق اصحاب الديانات الاخري بل لا تعترف بدينهم اصلا وتكيل اليهم من الاوصاف ما يسىء حقيقة بل وتطالبهم بدفع الجزية وهم صاغرون و ربما يمهلوا ثلاثة ايام فان لم يؤمنوا فالحرب كل هذه الاشياء منصوص عليها نصا فى القران والسنة, فلاادري اذا كان كل منكم يسرع الى مصحفه الى ايراد نصوص تثبت فرض الحجاب فماذا انتم فاعلون مع النصوص التى لا تتماشى مع مفهوم دولة المواطنة و ماذا انتم فاعلون مع النصوص التى لاتحترم ادمية بعض من يعتبروا عبيدا فى الاسلام, سينبري احدكم ليورد لى فتوي شيخ العثيمين او عبد الحى يوسف او ابن تيمية او بن القيم او القرضاوي قائلا انه لا يوجد رق فى الاسلام و لا يوجد جزية فى واقع اليوم و سارد عليكم بالسؤال كيف استطاع شيخكم ان يعطل نصا قائما وموجودا وستردون ان الحال تغير وان النص كان يوصف وضعية تاريخية محددة بالعودة لاسباب النزول و سارد عليكم بالسؤال لماذا الازدواجية فى التعامل مع النصوص , فما يعتقدون ان به اساءة للاسلام و لا يحترم البشر يهرعون الى تجميله بتقديم تفسير جديد للنصوص, والجدير بالذكر ان اي تفسير للقران هو درجة من درجات التاويل شاء المدعون ام ابو, اذن الى متى سيجدص هذا المنهج الانتقائى فى التعامل مع المشكلات المتجددة التى تحتاج الى رؤي وفهم عميق بل وهنالك الملايين من الضمائر المسلمة التى تعيش حائرة بين متطلبات حياتها و العقول النصية التى تفصل الاسلام فى سيف وجلابية و تعالج التناقضات الاخري و لا تري اي غضاضة فى ذلك. عليه مسالة ان الحجاب فرض هى مثلها مثل الرق فى الاسلام مثلها مثل ما ملكت ايمانكم مثلها مثل دفع الجزية و الاستصغار لغير المسلمين و ليس الحجاب وحده بل كل النصوص التى تقدم فهما معياريا يفرق فيه بين المراءة والرجل فى الحقوق والواجبات بدا بالقوانين الوراثية وانتهاء بالحق فى الحركة و اختيار الزوج والثياب, لا مخرج للمسلمين من التناغض بين سماحة الاسلام النظرية افتراضا وبين النموذج الشائه الذى تقدمه العقول النصية ذات الوعى الاسطوري الا بتبنى التاريخية و ليس تبنى من اجل التبنى وانما هضم واستيعاب كل التراث الاسلامى من نصوص قرانية و سنة فى اطار الفهم التاريخى و اهم النتائج التى سنخرج بها ان استطعنا بناء التاريخية على اسس العقلانية التى تحتاج الى جهود ضخمة لارساء دعائمها هى ان التناغض و الازدواجية المنهجية و فقه التلحيقات الذى يملا ما يسمى بالعالم الاسلامى اليوم سيذهب الى غير رجعة غير ماسوفا عليه , ثانيها ان النفوس الحائرة بين واقع ومتطلبات حياتها و بين نموذج اقل ما يقال عنه انه يطالبها بالاستقالة من الحياة و العمل على التسريع بساعة الرحيل لكيلا تكثر الذنوب, بؤس هذا المنهج يكمن فى انه اصلا ضد مبدا الاقبال على الحياة, فالمعروف والذى لا غلاط حوله ان ما يسمى بالحجاب اليوم هو زي العرب قبل الاسلام بل وكان يضاف عليه ما عرف بالشكيمة و ما زال الاعراب فى البادية يرتدون هذا الزي ومنهم من يجعلك تعتقد انه لم يسمع كثيرا عن ان هنالك نبيا بعث ليتمم مكارم الاخلاق , ومفهوم العورة الذى يلصق فى كل حين وعليه لابد للمراءة من تغطية جسدها حتى لا تتناوشه الذئاب(الرجال) المفترسة التى تقف مصطفة لا شغل لها ولا شاغل سواء انتظار الفريسة, اي افلاس وفقر هذا الذى يدفع القوم على مثل هذا التفكير, و الغريبة ان يدافع عن هذا المنطق بان المراة (السافرة) اي بؤس لغوي هذا - يتكاثر حولها الرجال هذا كلام غير علمى طبعا ولا يمت الى الحقيقة بصلة الا انه يعبر عن الحالة العربية التى يتسيدها الوعى التناسلى الذى يري فى المراءة مستودع للشهوات و مفرخ للنوع و اذا اردنا تجميل المصطلح فلنقل الرجل الشرقى و ضحايا بنية الوعى التناسلى هذى لايرون فى المراة اي قيمة انسانية و متى ما ذكرت المراءة يتحسسون ما بين فخذيهم للتاكد من ان ما يؤكد فحولتهم ما زال موجودا و لا ضير من تعاطى بعضا من الفياغرا , العورة مفهوم ثقافى هذا طبعا اذا قررنا الخوض فى مسالة الحكمة العربية البدوية التى سوقت هذا الزي على انه زي اسلامى نموذجى ترتديه المسلمات من نجد والحجاز والشام الى السكا و من الكيب تاون وحتى اليابان مرورا بامريكا الاتينية و المكسيك و انتهاءا باستراليا, واذا كان الحجاب(الخيمة العربية) الذى اصبح بقدرة الاشاعرة ان يكون الزي الاسلامى النموذجى لستر عورة المراءة فمهوم العورة هو فى حد ذاته مفهوم ثقافى فما هو عورة عند العرب نتيجة لتاهبهم الجنسى للانغضاض هو ليس بعورة فى جزر الكناري وهو ليس بعورة فى شاطى بحيرة تانا فى اثيوبيا اذ ان انسان تلكم البلاد لا تثيره المراة التى قد تجعل الاعرابى فى حالة غير محتملة, لذا اعتقد ان الموضوع اذا اخذ من زاوية العورات وبما ان العورة مفهوم ثقافى فهو لا علاقة له بالعفة و لا علاقة له بالتطهر و التعبد ويبقى امر الحجاب/النقاب / الشكيمة/الاسكيرتو/الجينز/البكينى مسالة اختيارات تحكمها فى المقام الاول عوامل البيئة و الثقافة و القدرة المالية و الحرية الشخصية و اري ان منطق ادخال الذى لا يري بمنطق النصيين فى زمرة الضلال هذا اس مشكلة التفكير الدينى ويمكننى ان اتلمس الايماءات والاشارات التى رميت بها بعض الاخوات اللائى يحملن رايا مغايرا , طبعا سوف لن يتوانى النصيون ليردوا قائلين كيف لا تكون مع الضالات وهى لا تلتزم بفرض دينى و كانما ان ما حاولنا ان ننقاشه امر ثانوي فهم يملكون الحقيقة المطلقة التى لا تناقش وانما تتبع وهذا واقعيا غير منطقى اذ اننا حيال مسلمات فى حوجة الى التساؤل و النقاش و اعادة التعريف وفقا لمعطيات الحياة المتجددة و الذين لا يستطيعون المواكبة سيعملون على ارجاعنا اربعة عشر قرنا الى الوراء حتى يتحقق لهم التوائم النفسى بين المثال والواقع واذا تعذر ذلك فهم سيكيلون لنا الاوصاف التى سوف لن تغير فى الامر شيئا اذا لم تزد الطين بلة فهل من يري ضرورة اعمال الفكر و توظيف العقل و استدعائه من اجازته السنوية المفتوحة.
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
الاخ عبد الرحيم ابايزيد: شكرا على كلماتك الطيبات و شكرا على حسن ظنك بى فى زمن انعدم فيه حسن الظن وتكاثرت محاكم الضمائر.
الاخ اسعد:
وعموما تلخيص لكلامك ما زلت تنازع الله سبحانه وتعالي في اوامره لمخلوقاته وانت منهم الله يهديك.
للرد عليك ساحيلك للنقطة رقم(3) فى اليات عمل العقل الدينى الواردة فى الصفحة الاولى من هذا البوست. فانت اصدرت حكما علنيا انك مع الله و هذا انك صحيح على الاطلاق و اننى ليس معك وهذا ضمنيا يجعلنى انازع الله ان لم اكن ضده اليس كذلك؟؟؟؟
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
الي بكري الجاك مش كل واحد يعرف ليهو كلمتين طوالي يقوم يشطح وينطح في الدين اليس هذا الطرنقوش هو انت؟؟؟؟؟؟؟؟
الحمد لله .. فأنا اليوم " مثقَّفُن سقافتُن عاليتُن " أشرب البيبسي وآكل البيرقر وأجادل في علاقات " عمرو دياب " الغرامية ، وأنا حُجة في مصفف شعر " دي كابريو " في " تايتانيك " ، وكما يقولون " فالعلمو نورُن " ولعلمي الغزير تكاد لا تخطئني قناة فضائية ولا جريدة يومية أو مجلة صغرت أم كبرت في صفحاتها الثقافية " الملوّنة والسادة " ، ولا تخطئني عين خبير أو غير خبير فاحص أو ناقد ( اللهم إلا حاسد أو حاقد ) ؛ وأنا – ولله الحمد – لا أرد لطالب علم طلباً . أما كيف صرت إلى ما أنا عليه اليوم فتلك قصة أخرى . حقيقة الأمر هي إنني كنت تلميذاً مجدّاً مجتهداً في الصغر وفي سني دراستي الأولى .. وللدقة فقد كنت مُجِدّاً في " العربي " واللغويات ، ضعيف بليد في " الحساب " وباقي العلوم والآداب .. ومن هنا جاءت رغبتي في أن أكون " مسقَّفاً " نحريراً لا يشق له غبار منذ الوهلة الأولى . وشيئاً فشيئاً - وبالمراقبة اللصيقة - أدركت إنّه لكي أكون قاطعاً فإنني محتاج فقط إلى نصف " العربي " ثم ربعه " وهكذا دواليبك " إلى أن وصلت إلى إنه يمكنني أن أكون " مسقّف " " مش بطّال " بعُشر العربي فقط ، وعندها أدركت بأنني قد وصلت . كنت أنتقي بيتاً من الشعر ( لأبي تمام مثلاً ) .. يتيماً لا أعرف أماً له ولا أب .. وأحياناً شطر بيت فقط ، وأظل أردده أمام (جمهوري ) بطريقة معينة جذابة يفهم معها إنني أحفظ مئات الأبيات قبله والعشرات بعده ، وحبذا لو أشرت إلى المناسبة التي قاله فيها ( امرئ القيس ) أو( أبي العلاء المعري ) وأصور لهم المشهد تصوير من حضر ؛ ثم ألوي عنقي صلفاً وأغمض عينيّ إغماضة من يتفكر في أعمق أعماق الكون ، وأتمتم في سري بكلمات يحسبها الآخرون سر أسرار الوجود ( وما هي إلا محض هراء لكن عند جمهوري فلها أثر السحر ) .. ذلك قبل أن آتي لهم بتأويله . ثم عرجت على " النغد " ( بالغين لا بالقاف كما هو الخطأ الشائع ) ولله الحمد فحظي معه لم يكن بحال أسوأ منه مع الشعر ولم أجد فيه صعوبة تذكر . كنت أقول أمام من يقول بأنه علمٌ إنه كذلك ، وأمام آخرين بأنه فنٌّ صرف لا علاقة له بالعلوم من قريب ولا بعيد ، وفي كلا الحالتين أنا المحق والآخرون إلى الجحيم كما قال " نيتشة ".( أعرف إنه سينبري لي بعض اللؤماء ويقولون : ( " نيتشة " لم يقل ذلك " ) ، لكن ذلك ليس مهماً بالمرة ، فقد أدرك الكثيرون قبلكم أنني قرأت كل ما كتب الفيلسوف " نيتشة " وأحفظ كتبه عن ظهر قلب ) ؛ وأنا بارع في نقد النصوص واللصوص والخصوص وخصوص الخصوص كمان . عند هذه المرحلة أدركت إنني محتاج إلى تغيير مظهري يواكب تغييري الجوهري ونقلتي النوعية " للأدب الحديث " .. فعمدت إلى إطالة شعري و" تبريمه " و" فلفلته " وغسيله بالبيبسي تارة وبزيت القرنجال تارة أخرى ( لا يسألني أحدكم عنه ولا من أين آتي به فهذه أسرار المهنة ) ، وأضفت إلى ذلك إطالة الأظافر وارتداء بنطلون الجينز لسنة على الأقل من غير غسيل ؛ وسميت هذه المرحلة " الشَعَريّة " – بفتح الشين والعين وتشديد الياء – مرحلة " النيرفانا " أو " الحقيقة المطلقة " . تلتها مرحلة " الفالون غونغ " أو " السلام السماوي " وفيها كنت قد طلقت طلاقاً بائناً كل ما يمت إلى الدين والتراث والعادات والأعراف والتقاليد بصلة بزعم إنها ليست إلا نصوصاً عتيقة وأفكار متحجرة . ثم سرعان ما أدركت خطل رأيي وخطأ مسيرتي فعمدت إلى تصويبه .. فالدين مثلاً .. لا يحسن بالمرء " المسقّف " الخروج عنه بالمرة جملة واحدة هكذا .. خصوصاً إذا كنت ما تزال تعيش في هذا العالم الثالث .. وعلى الأقل حتى تصبح " مسقّف معروف " يتمتع بحماية دولية مناسبة من إحدى جمعيات حقوق الإنسان أو الحيوان ( لا فرق ) أو حماية الملكية الفكرية حتى .. لكن الخروج عنه " بالتقسيط المريح " ممكن جداً .. فبدلاً من أن تسقط الفرائض والتكاليف عنك جملةً واحدة ، عليك بالقول إن بعضها على الأقل ليس ملزماً تماماً " للخواص " ، ويمكنك أن تنسب ذلك الرأي إلى " السهروردي " مثلاً في كتابه " البغائض في ما أضيف إلى الفرائض " دون أن تجد كبير اعتراض ، وصدّقني ستجد عندها كثيراً ممن يحترم وجهة نظرك أو " حريتك الفكرية " على الأقل . ثم تحايل على الأمور القطعية ( والمعلومات من الدين بالضرورة ) بالقول بأن دواعي العصر تستلزم بعض التطوير ( لا تستخدم مفردة الخروج ) عليها ، ولا داعي للانبعاق كثيراً في الحديث فإشارة ذكية واحدة إلى " أمريكا " مثلاً أو إيرادها بالنص في إحدى " كتاباتك الدينية " كفيلة بإيقاظ النائم وتنبيه الغافل إلى مدى أهمية وخطورة الدور الذي تقوم به في " حوار الحضارات " . أما من يطلقون عليهم ( أعلام التراث ) في الفنون والآداب والعلوم المختلفة ، وخصوصاً المشهورين منهم والمعروفين بالإيغال والرسوخ في العلم فلا تتردد في الاجتراء عليهم فهؤلاء ( عندك ) ليسوا أكثر من حفظة ومقلدين بلا أصالة في " الفكر والسقافة " ( كما ستعيد تعريفهما للجمهور ) ، ولكن لا بأس من بعث بعض الأسماء التي تقوم بالتقاطها عشوائياً من ذاكرة الشعوب وليكن منهم واحداً على الأقل من آلهة الأولمب السبعة وآخر من فراعنة مصر القديمة وثالث هو كونفشيوس بعينه ورابع من آلهة مروي القديمة ، ولا بأس بقدر من شذاذ آفاق العلم والمعرفة في العصر الحديث شريطة أن يكونوا من أصحاب الآراء الشاطحة والناطحة التي أثارت غبار جدل كثيف ، وتدعي إن هؤلاء هم مصدر إلهامك الفكري والمعرفي ( لاحظ إنك لست محتاجاً لأن تعرف عنهم أكثر من الاسم والعصر الذي عاشوا فيه ) هذا لتصنع لك مرتكزاً فكرياً عميقاً ومنطلقاً معرفياً تشكِّل – حضرتك – امتداداً طليعياً له في العصر الحديث .بعدها عليك بالاتجاه نحو الصحافة - فليس من وسيلة أفضل ولا أسرع منها في تلميع النجوم ، ودعني أدلك على خير البداية : صدِّقني إن جلسات الشاي و" الونسة " مع المسئولين عن الصفحات الثقافية في " الصحف الاجتماعية " خير لك آلاف المرات من مجالسة الكتب أو التبحُّر في المجلات ، لكن لا تنسى أن تصطحب معك ( لزوم الديكور) مرجعاً غليظاً ( بالمعنى الحرفي المباشر للكلمة ) ، وحبذا لو كان مكتوباً باللاتينية القديمة أو السنسكريتية أو المسمارية مثلاً حتى لا يفهم منه الآخرون حرفاً ، وضع على حواشيه ما شئت من تعليقات وملاحظات بالقلم الرصاص ( ولتكن هي الأخرى باللغة السنسكريتية أو الهيروغليفية مثلاً ) . لا تنس المشاركات العامة بالتعقيب والنقاش في كل المحافل المتاحة : ندوات ، سمنارات ، ورش عمل ، حلقات نقاش ، جلسات مشاهدة أو استماع ، منابر انترنت … الخ ، وارتياد أندية " المُسقّفين " وأماكن الوجود الدائم لهم ، وعليك بالتعقيب والنقاش أياً كان الموضوع المطروح : السياسات الزراعية للخليفة عبد الله ، الحرب النووية بين الهند وباكستان ، فك جينوم الشمبانزي ، أدب جابريل غارسيا ماركيز ، أسبوع السينما الهولندية في العصور الوسطى أو جلسة انتقادية لفيلم " الشروق " للمخرج المشهور " فلان الفلاني " ، ولتكن بداية تعقيبك دوماً العبارة المألوفة أنا أختلف مع الأخ ... ) . صدقوني هكذا صرت – وأنا الطرنقوش – مثقفاً وهكذا أستمر نجماً " ساتعاً في سماء السقافة " ، وهذا هو طريقك - عزيزي القارئ - كي تصير " مسقفاً " .. أليست تلك وصفة سريعة ومفيدة للنجاح ؟؟ تابعونا إذن نهدكم سبل " السقافة " .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
الاخ اسعد: احييك على التهذيب واللغة الراقية التى تتحف المسامع و تجعل كل عصاة القلب يرقصون طربا وشكرا على رفعك للبوست .
انا قبلت انا اكون طرنقوش يسعى الى توسيع معرفته فى الدين والفلسفة و الاقتصاد والسياسة و الطبيخ و يعمل على تطوير ادوات التحليل المعرفى بتبنى مناهج ابستملوجية تستطيع الاجابة على التساؤلات الملحةالتى تطرحها الحياة المتطورة والتى هى غير حياتكم التى توقفت ساعتها فى القرن الرابع عشر , ولكى تكون طرنقوش فقط اطلق الى عقلك العنان للتفكير والتامل ولا تخاف من عواقب اعمال الذهن فهو حتما ذو فوائد جمة كما القضيم لمرضى الانيمياء.
اها لقيتنى كيف طرنقوش ومسغف على قول استاذتك المفضلة اليس كذلك؟؟؟.
انت بتسمى نفسك شنو اذا انا طلعت طرنقوش؟؟؟؟؟
كل سنة وانت طيب بمناسبة راس السنة الميلادية الذى تبقى لها فقط نصف ساعة واذا دينك لا يسمح ليك بتقبل التهانى فى راس السنة عليك الله رجع لي التهانى بتاعتى وخليها لى فى طرنقوشى(بوستى) الفاضى ده يا اسعد فوكو.
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
تعرف يا بكري الجاك لا يسعي الطرنقوش للمعرفة انما يدعي المعرفة والعلم كما في حالتك. اتشرف ان تكون من اشرت ليها استاذتي بس انت خليك شجاع ومنو استاذتك؟؟؟؟؟؟؟؟ بعدين المطاعنة حقت الحريم انا ما بحبها. تعرف بصراحة يا بكري ما في حاجة لخبطت ليك راسك غير الجماعة القالو ليك انك مسغف وانك تستطيع ان تفتي وانت صدقت لكن والله الذي لا اله الا هو حيجيك يوم حتندم حيث لا ينفع الندم ، وما تقوم تولول وتقول انا بهددك ، ربنا موجود وهو يمهل ولا يهمل.
بالنسبة للتهنئة مقبولة وكل سنة وانت طيب وربنا يهديك السنة الجاية تكون حاج [B]بكري الجاك.
انا اسمي نفسي العبد الضعيف وانت ما زلت الطرنقوش علي الاقل حتي الان.
فوكو دي انا ما عرفتها وما عندك مشكلة فوكو فوكو ما فارقة سلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
اسعد فوكو: تعرف يا بكري الجاك لا يسعي الطرنقوش للمعرفة انما يدعي المعرفة والعلم كما في حالتك.
الاخ اسعد تعرف انا حاكون طرنقوش جد جد وحاقول ليك انه توجد علاقة جدلية بين السعى لتحصيل المعرفة و ادعائها, طبعا انت كاسعد فوكو على علم تام بانه توجد علاقات فى اي حقل من حقول الدراسات الانسانية التى يندرج تحتها بحثنا فى هذا البوست , فهنا يوجد تداخل بين علم النفس الاجتماعى و علم النفس التاريخى و هما من العلوم المستحدثة التى تطورت بشكل كبير فى النصف الثانى من القرن العشرين و اصبحت تمتلك مناهج بحثية متطورة, وقد تكون قد سمعت عن الصراع بين العلوم التطبيقية( الفيزياء/الكيمياء/الرياضيات الخ) و العلوم الانسانية(علم الاجتماع/علم النفس/الادب ونقده الخ) فقديما كان قد وجه الاتهام للعلوم الانسانية بانها لا تملك مناهج منضبطة يمكن ملامستها و محاصرتها علميا, الا ان العلوم الانسانية استفادت كثيرا من النقلة النوعية التى احدثتها نظرية انشطاين فى الفيزياء الحديثة و الرياضيات الحديثة, و اصبحت مناهج العلوم الانسانية تتحدث وتؤسس عن علاقات منظقية تماثل تلك التى تتمتع بها العلوم التطبيقية مثل العلاقات الطردية/العكسية/التناسبية/ الخ؟(طبعا كطرنقوش مبتديء انت على علم بالعلاقات الطردية والعكسية فدرست ذلك فى المدرسة الابتدائية) الان نعود الى شرح العلاقة الجدلية بين السعى الى تحصيل المعرفة و ادعائها, اذا كنت قد فهمت الدور الذى لعبته النظرية النسبية فى الفيزياء و تاثير ذلك فى العلوم الانسانية , اذن يجب ان تتفق معى افتراضا بانه لا توجد معرفة مطلقة فى اي حقل بشري و اي كم من التراكم المعرفى هو نسبيا درجة من درجات الجهل المعرفى, وعليه يصبح الذى يسعى الى المعرفة هو فى احدي المستويات ما زال جاهلا بالمفهموم النسبى و فى اللحظة التى تقرر فيها ان تكون طرنبوشا وتبدا فى تدشين معارفك من خلال محاورة الاخرين اذن انت ضمنيا تدعى امتلاك قدر من المعرفة و ان كان هدفك ليس هو ان تبدى ادعاء للمعرفة انما سعى الى اخضاع القدر الذى خصلت عليه للامتحان والفحص باشراك الاخرين فيه و كمثال حى لذلك اجتهادك عن الطرنقوشات (جمع طرنقوش) من امثالى يمثل ادعاء فى امتلاك اسس التحليل النفسى لظاهرة تسمى بلغة اخري الوعى الزائف الطرنقوش = الوعى الزائف طبعا باخذ مبدا المعادلات الاكسيوماتك هنالك فرق كبير فى النتائج , فبمفموم الرياضايت(معادلات الدرجة الثانية)التى تعرفها انت ان الطرنقوش يمكن ان يكون (ص) وان هذه الصاد تساوي افتراضا 2 وبما ان (ص) = (س) – الوعى الزائف الذى افترضنا له (س) فانت ستسارع الى القول بما ان ص = س و بما ان ص = 2 اذن س = 2 وانا ساقول لك ياراجل على طريقة سليمان محمد سليمان والاجابة خطا فالمعادلات الاكسيوماتيكية تفترض ان التحليل لكل من الطرفين المتقابلين المتساويين افتراضا يقود الى محصلة(نتيجة )واحدة وهذا لا يعنى بالضرورة انهما متساويان, وعليه يصبح ما ياتى به الطرنقوش يطابق و يماثل ما ياتى به اصحاب الوعى الزائف , انشاء الله فهمت يا اسعد فوكو, وعشان تفهم يعنى شنو وعى زائف حقو تمشى تفتش و تقرا لانو الباندويث فى ازمة على قول الرواي. نعود الى ادعائك الى وعى حى بامكانه تمييز ظاهرة الطرنقوشات وهو كما ذكرنا ادعاء الا انه غير مطلق كما تفضلت بالذكر فى مشاركة لك اعلاه اذن ليكتمل لابد له من محاورة ومسائلة من اخرين و هذا هو السعى للمعرفة فيما يخص ظاهرة الطرنقوش , الان يجب ان تكون قد فهمت طبيعة العلاقة الجدلية بين السعى الى المعرفة و ادعائها , وباختصار كده يمكن ان تكون كلمة طرنقوش كلمة تنطبق على كل البورداب وعلى كل البشر اذا تصالح الناس معها و افرغوها من دلالاتها السالبة التى حاولت انت واخرون تحميلها بها كمدخل للسخرية من البشر الذين قرروا استخدام عقلهم بدلا من تابيده فى سجن الجهل و الخرافة (التى هى ليست الدين طبعا ولكنها طريقة التفكير الدينى) طبعا هنالك من هم فى حالة تاهب قصوي لياتوا قائلين ان بكري الجاك قال ان الدين خرافة و انه اصلا فى حالة تناطح مع الخالق وانه يسيء للاسلام و يقومون باخراج المفردات من صياغها و زرعها فى بوستات جديدة فى حالة تعكس الجهل التام بمبدا الامانة العلمية التى لا اظن ان اصحاب الخطاب الدينى يعرفونها, عموما اوضحنا الخرافة حتى لا يفتح لها بوست ويهدر الباندويث, وبالمناسبة يا اخى اسعد فوكو انت تملك براءة النجر لمصطلح الطرنقوش , فبعد ان تتم تبيئة المصطلح و تنظيفه من السوالب التى لحقت به سيكون لك الحق فى مقاضاة الذين يستخدمونه دون اذنك اذا لم تتنازل عنه للمصلحة العامة و انت رجل ذو فضل طبعا و حقيقة انا فى منتهى الجدية فيما يتعلق بمصطلح الطرنقوش.
كتبت ايضا اتشرف ان تكون من اشرت ليها استاذتي بس انت خليك شجاع ومنو استاذتك؟؟؟؟؟؟؟؟ بعدين المطاعنة حقت الحريم انا ما بحبها.
طيب شرفك الله بالمعرفة و شرف استاذتك و استاذة الاجيال بنور العلم و الايمان و الخلق الحميد و غريبة تكون هى استاذتك و انت ما بتحب المطاعنة , فبالله كلمها فهى مما رجعت فى الشوط الثانى نازلها فينا مطاعنة و علب صلصة واستلفت الحجار بتاعة جاد كمان, فاذا استاذتك تجيد المطاعنة فكيف لك ان لا تحبها اذن انت تلميذ غير نجيب . ومضيت تعرف بصراحة يا بكري ما في حاجة لخبطت ليك راسك غير الجماعة القالو ليك انك مسغف وانك تستطيع ان تفتي وانت صدقت لكن والله الذي لا اله الا هو حيجيك يوم حتندم حيث لا ينفع الندم ، وما تقوم تولول وتقول انا بهددك ، ربنا موجود وهو يمهل ولا يهمل.
الغريبة يا اسعد فوكو ما فى اي زول قال لى انت ىمسغف لحدي هس, وزمان كنت بمشى المنتديات بتاعة المسغفين فى الجامعات وفى البشير الريح ومنتذى ابو حراز و الانمائية مع ناس محمد مدنى وعثمان بشري وابكر ادم و الصادق الرضى و امين صديق و بابكر الوسيلة ورضون بلال زعبد الله و تماضر واقبال زين و بهجة جلال و بهنس و عاطف خيري وعمو الحارث فى دكاترة من المسغفين كانو بجو و بصراحة يا اسعد انا كنت ما قاعد افهم الكلام علاقة النص بالكاتب و الفصل بين النص و الكاتب و ما قاعد افهم التحليل البنيوي زي بتاع الشيخ محمد الشيخ التحليل الفاعل للشخصية السودانية, و بتكلموا عن البنيوية و عن الهيرمونطيقا و السيرمونطيقا بس انا كنت بحب اكل الباسطة و بستمتع اسمع شعر احسن من كتب شعر فى السودان حسب راي واذا هس الجمعة ديل سمعوا اننى نلت لقب مسغف حينبسطو شديد على و زن ان البباري الجداد بوديه (.........) فياخى ديل خلو حاجة امنة (ست الشاي) فى الانمائية تتكلم عن علاقة السياسى بالثقافى و تنظر عن مفهموم المسقف الملتزم و طبعا الجماعة كانو بقولو نحن ناس سياسة وما ممكن ننفع مسغفين , والله دنيا و يا بشراك يا خالتى امنة اهو بكري الجاك الطالباه 750 جنية لهس ما دفعها استحال الى طرنقوش بقدرة الاخ اسعد فوكو
وقبل تنتهى
بالنسبة للتهنئة مقبولة وكل سنة وانت طيب وربنا يهديك السنة الجاية تكون حاج بكري الجاك.
احييك على الروح الحضارية فى قبول التهنئة, و بقول ليك فى خصوص دعاك امين و جمعا يا حاج فوكو. انا اسمي نفسي العبد الضعيف وانت ما زلت الطرنقوش علي الاقل حتي الان. اسعد اذا اتفقنا فى التحليل الفوقانى داك تعرف كلنا طرنقوشات بما فينا يحي فضل الله و ابكر و بشري الفاضل و اسامة الخواض اخو هبة الخواض , سبيل و الجندرية و خالد عويس و ابو امنة و خالة دوما كمان طرنقوشة والبورداب كلهم تدون فرز اما بنات العباسى فهن تيم طرانقشة بتذكرنى البرامكة لمن اكتبها طرانقشة.
واخيرا ختمت [B]فوكو دي انا ما عرفتها وما عندك مشكلة فوكو فوكو ما فارقة
ولا يهمك ما عرفتها بسيطة , انا الماعرفة اكثر بملايين المرات من العارفة لكن تقول شنو شايل لمبتى و بفتش مر ندخل تحت شجرة و مرة يقرصنا دبيب ومرة يطلعونا معقدين نفسيا لاننا غرابة و مرة جنوبى حاقد على العرب و المسلمين و مرة مدسوس من الاستخبارات الاسرائيلية و مرة ضال لا هادي له و المهم اهو حنمشى فى الضلام ده مره نعافر ومره نقيف زي ما قال الشاعر اه يا يما لس بخوض فى بحر الزيف. فوكو يا صديقى يا اسعد فوكو فيلسوف ومفكر فرنسى لعب دورا كبيرا فى ارساء دعائم الماهج التى وظفت حديثا للعلوم الانسانية و نقد بنيوة جان جانييه و له كتابات غذيرة و مهمة , استخدمت مفهوم سلطة الخطاب التى وردت فى كتابه نظام الخطاب فى التفكيك الوارد فى الجزء الاول من المقال اعلاه.
و انهيت
سلام سلام ليك برضو منى ومعاه احترام زيادة و مودة تلحيقة لقيتنى كيف .
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
الاخ بكري وجميع المتحاورين كل عام وانتم بخير بكري الجاك كل عام وانت بخير ولك ولجميع الاخوه الاعزاء معكم التحيا والاشواق متمنيا من الله العلي القدير ان يعيد ايام تلاقنيا ... لي ملاحظه حول ادارة النقاش في ما تكتب دوما وهي استجابتك للاستفزاز مما يحيل النقاش تماما لاتجاه مغاير فهنا مثلا حددت ادوات الخطاب وكنا في انتظار اكتمال التحليل لنتحاور حوله لكن كالعادة تم جرجرة الموضوع لاتجاه مخالف العزيز اسعد اتمنى ان تدلي بدلوك في الموضوع وان تورد الحجج التي تفند نقد بكري الجاك ولك صادق الاحترام عصام محمد احمد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
سلام يابكري وكل عام وانتم بخير.
هذا الخطاب اعلم انو وافد ودخيل علي مزاجنا الصوفي.
الشخصية السودانية منسوجة من غزل التصوف اللي في جيناتنا!
لانو ماعندو صلة بالاسلام ذي ما فاهمنو ناس سبيل او مهيرة، نلقاه بتجلي في شخصية دينق او محجوب شريف مثلا اكثر من ناس نزار او بت الاحفاد رغم اللعلعة والغبار القاجي!
هذا الفهم الحسي المادي النصي للدين هو ثمار شجرة الثقافة العربية.
هذه دعوة لتقرير مصيرنا الاسلامي ..نعم لحكم محلي اسلامي..ولا لاسلام المركزية العربية!
دي اضافة وحنجي للتعليق علي مساهمتكم.
سلام يا اسعد رغم اختلافي معاك لكن تعجبني فيك تلقائتك واسلوبك المباشر.
اكره الأؤبوها والمظاهر وفشخرة بعض مثقفاتية هذا المنبر!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
الاخ بكري سلامات اتفق اولا مع الاخ ابومنذر بأن الالتفات للمهاترة يفقد الموضوع بريقه مهما كان الجهد الذي انفق فيه0 كما انه يظهر صاحبه بأنه يرغم الآخرين للاتفاق معه، ولا اعتقد أن هذا هو هدف الحوار0 بقليل من النفس الهادي والموضوعية يا صديقي ستصل الرسالة0 فدوما كان اعتراضنا على اصحاب النهج السلفي هو غياب المنهج وضجيج العبارة وتمترس الرؤى مع انعدام الموضوعية0
الاخ اسعد خالص الود
Quote: ومن انت لتكون ضد الله لقد اهلك قبلك كثير من القرون لا يرضون بك خادما عندهم. |
هذه الفقرة من بعض ردودك على الاخ بكري، وأأمل يا صديقي أن لايكون الأمر بقايا استعلاء عرقي مستبطن في اللاوعي؟؟ عموماً، ان الامر لا يستحق كل هذه الشراسة، فالامر متاح لك تماماً لكي تدلي بدلوك منوجهة نظر مغايرة تفند فيها رؤية الاخ بكري، دون اللجوء الى شخصنة الموضوع وكأنه ثأر بايت0 نحتاج كلنا في هذاالمنبر لمزيد من الديمقراطية، حتى وان بدأ الامر قاسياً بعض الشيء، وهو كذلك بالفعل لأنه يتعلق أولاً وأخيراً بمعتقداتنا، ولكنها فرصة حقيقية لكي نتعلم دوماً بأن الحقيقة المطلقة لا تملكها فئة من الناس دون أخرى حتى تستفرد بها ودونها والآخرون خرط القتات من المساس بها0 واقعنا البائس كمسلمين يدل على أن هناك شيء ما خطأ، وهذا ما يستلزم البحث الصادق ونقد الذات بقسوة بغية الوصول الى مخرج0
خالص الود والتقدير عبد الخالق السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
الخطاب العلماني /الألحادي في البورد تأسيس سلطه خطاب تقوم علي الحديث عن التقدم والازدهار والعلميه .. وتجهيل الرأي الآخر وتخلفه وركوده .. والمقصود بها تحجيم الحديث وتأطيره في اطار الوهم الذي رسموه .. و"حشو" دواخل الخطاب بكثير من الجمل والكلمات التى تنهش وتمس العقيده بصورة مزينه بالباطل والأوهام .. حتى يظنوا أنهم بهذه الطريقة قادرين علي تضييق الخناق علي محاورهم.
استنتاج ردة الفعل لدي "الديني" مسبقاً و الاستعداد لهذا الاستنتاج بمزيد من المتاريس اللغويه .. كأن يقولوا بأن المتداخل سوف يقول كذا وكذا وسيورد من الآيات في هذا الأمر كذا وكذا .. وإن فعل محاورهم "الديني" ما اوردوه يقولوا ها هي نبوتنا قد صدقت وهذا هو محاورنا "الديني" يردد ما نبهنا له الناس ... حتى يظن كل من يقراهم بأنهم علي حق وأنهم من العلم ما يجعلهم يحللون شخصية محاورهم .. حتى جعلوا من حججه واهيه ومكشوفه لديهم ولا تحمل شيئاً .. وإن كانت ايات قرآنية حتى. مما يجعل القارى لا يكترث كثيراً حتى للحقيقه ويعتبرها "اداة" من ادوات "الأرهاب" التى يستخدمها "الديني" لأرهاب محاوره "الملحد/العلماني" كما يزعمون.
وهذا اسلوب وإن كان فيه شيئاً من الثعلبه "من ثعلب" فهو اسلوب قديم لا يمر علي ذوي الفطنه.
يتحدثون دوماً بلسان المظلوم الذي انتهكت حقوقهم وأن الطرف الثاني هو من ظلمهم بموجب قوانين ربانيه لم يحسن "الديني" تفسيرها أو انه جيرها لصالحه ضده. وذلك بمغالطه الواقع والاستدلال بأمور فيها ما فيها من الخلط غير المنطقي.
طريقة المخاطبه الاستعلائيه نموذج "للعلماني/الملحد" ومحاولة الظهور بمظهر المثقف الذي يشفق علي محاوره "الديني" من تخلفه وعدوه خلف "نصوص" قد اعاقت تقدمه وأن هذه النصوص غير مواكبه لعصره وتصويرها له بأنها اسباب تقهقره ورجعيته. في محاوله منهم للتلبيس في نفس "الديني" حول "النصوص" التى يسير ويستدل بها.
اخذ نموذج من المفكرين والدول المتقدمه لما سيئول عليه حالهم وحال مخاطبيهم اذا ما تخلوا عن "نصوصهم" واتبعوا نصوص ساداتهم ومسيريهم التى يسيرون علي هديها عوضاً عن نصوص الديني التى هي "القرآن الكريم" والتى جعلوا منها سبباً لتخلف الأمه ورجعيتها .. بل ذهب بعضهم الي عدم جدواها في هذا العصر .. وذلك لفهمه الخاطئ لهذا القرآن العظيم وما يحويه من علم اجتماع واقتصاد وعلم نفس ...الخ . لهذه الأمه كأن يورد لك نص يتحدث عن حاله معينه ويربطها لك بحالة اخري بشرط أن يشكك في الحاله الأولي حتى تتشكك أنت في الحالة الثانيه لتشابه الحالتين في بعض الأمور أو اغفال شئ مربوط بكل حاله في محاوله لمزيد من الارتباك .. وهكذا
لهذا فالأمر واضح ولا يحتاج لكثير جهد لفهم مغزي وفهم هكذا بوستات ... ولن تمر علي فطنه كل ذي لب ما يرمي ويمهد له أمثال بكري الجاك وبقية سربه المغرد بالنشاز.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: kamalabas)
|
الصديق العزيز ابو منذر كل سنة و انت طيب و انشاءالله السنة دى لم تحت نيمة و شية مدورة بالجمر وو نسة دقاقة تذكرنا يام الحنين فيما يتعلق باستجابتى للاستفزاز اعترف انه قد يكون اعترانى شيئا من الانجراف وراء بعض الهتافات هنا وهناك و لكن رغم ذلك ها انت تري ان ما تبقى من الموضوع هو اجراء الحفر فى التكوينات المجتمعية على الاقل السودانية لايجاد المسوقات التاريخية و الموضوعية التى ادت الىظهور مثل هذا الخطاب اصلا , اتمنى ان تسهم فى ذلك اذا اوتيت من الزمن بقية. اعدك باننى ساعمل اقصى ما فى وسعى للانضباط بمحاور الموضوع بالرغم ان الانضباط بالموضوع فى هذا المنبر سيكون من عجائب الدنيا الثمانية. ستجد الجزء الاخير من هذا المقال اي تحليل البنيات الاجتماعية التى تؤسس لنموء مثل هذا الخطاب فى ردي على الاخ هوبفل بالاسفل. الاخ اسعد فيما يتعلق بلغة الحوار التى تبدو مليئة بالتعقيد لانسان الريف العادي الذى انا احد ابنائه اتفق معك ان المفردات التى اقتبستها من السياق هى كل منها يحتاج الى شرح قد يبدو صعبا للانسان العادي, لكن دعنى اختلف معك فى ان الانسان البسيط لا يستطيع فهم مثل هذه العبارات , فيا صديقى انا لى تجربة معايشة فى قري ارياف السودان و كنا نقول نفس هذا الخطاب و لكن بلغة المنطقة بمعنى ان لكل مقام مقال و للاضافة ان الاف من الناس العاديين الذين التقيتهم فى صفوف قوات التحالف و صفوف الجيش الشعبى و صفوف مؤتمر البجا و التحالف الفيدرالى و الحزب القومى و هم اناس عاديون لم ينالو من التعليم حتى ذلك القسط الكبير الا انهم يمكن ان يحاورونك فيما اوردت وبطريقة افضل منى وببساطة لانهم ترجمو هذا الخطاب الى لغتهم الخاصة, اذن من هذه الناحية اطمئنك ليتهم يفتحون السودان لكل الخطابات و يوقفوا لغة التكفير هذي وستري يا اسعد اين سيسقط الخطاب الدينى بشقيه السياسى و السلفى و حينمها دع عجلة التاريخ تفعل ما تشاء.
كتبت قريش تقصد هل هي قريش قبل الاسلام ام قريش بعد الاسلام التي تريد تفكيك خطابها الديني يمكن يكون هدفنا واحد واساعدك في التفكيك؟؟؟؟؟؟
اولا انا اوردت هذا المثال فى الاداة الثالثة التى هى احدي اليات عمل الخطاب الدينى ويمكنك الرجوع للجزء الاول للمقال , و الفكرة هى ان المسوقين للخطاب الدينى عندما يختلف معهم الناس فى ارائهم فهم يستدعون تجربة الرسول(ص) لتماسكهم النفسى اي كواحدة من مكنيزمات الدفاع عن القناعات المترسخة و التى لا يرغب صاحب الخطاب الدينى ان يشكك فى بنائها, فعندما يرون عزوف الناس نتيجة لعدم موضوعية الخطاب وتناغضه فاذا بهم يقولون ان عزوف القوم من مشقات الدعوة المحمدية عندما كانت فى مرحلة الصبر والمثابرة اما الشق التطبيقى من الخطاب المتمثل فى الاسلام السياسى كبن لادن و الجبهة الاسلامية فهم يسارعون الى السيف وايضا تمثلا بالتجربة المحمدية بعد ان قوية شوكتها. و باختصار البورد يماثل قريش فى منظور اصحاب الخطاب الدينى ابان الايام الاولى للدعوة.
كتبت
المهم يا عزيزي في كل الاحوال انت راجل طيب ود بلد ومثقف بس عندك شطحات ودة حال العباقرة المثلك، والله لا استفزك دي حقيقة. الباقي شنو يا بكري الجاك؟؟؟؟؟؟
الاخ اسعد شكرا على حسن ظنك بى و لعمري ان يحسن الناس الظن بك لامانة اثقل من ان يساء الظن بك , فحسن الظن امتحان عسير , وشكرا على الظرافة و التنازل عن مصطلح طرنقوش للمصلحة العامة واطلب المعذرة ان بديت متعاليا فى كلماتى لكن لك ان تسال الذين يعرفوننى ان التعالى ليس من سماتى و ربما يكون استنكاري للتهكم والاستفزاز هو الذى جعلنى ابدو كذلك عموما هل لك ان تعذرنى عما لم اقصد. احمد عطية اسم قريب الى ذهنى و الى نفسى لا ادري اين التقينا فهل لك من مدنى بشيء من محفزات الذاكرة حتى وان كان ذلك فى بريدي الخاص. لك كل احترامى و حبى و تقديري و ان اختلفنا فى الراي
بشاشة يا عظيم وينك انت و كل سنة و انت طيب وبقولو القلوب لبعضيها تصدق امبارح كنت عايز افتح بوست اسميه ابحثوا عن بشاشة, واثناء تجولى فى ثنايا البورد لمحت لك بوست بعنوان نوبيون ام قبليون , اعدك بانى ساذهب الى هناك. اتفق معك فى ان الاسلام الشعبى(الصوف) هو المتاصل فى نسيج المجتمع السودانى, الا ان منذ الاربعينات من القرن الماضى بدا مشروع الاسلام المنهجى متمثلا فى الاسلام السياسى و السلفى لاحقا بدا فى التغلغل والنمؤ عن طريق المناهج التى تدرس فى المدارس طبعا و لاحقا فى البنيات السياسية. اعتقد انه من الصعوبة اذا لم تكن من المستحيلات هزيمة الاسلام السياسى باحياء نموذج الاسلام الشعبى الذى هو نفسه قد تحول الى درجة من درجات الاسلام السياسى فى مستواه غير المنظم بمعنى ان تطلعاته ما زالت محدودة فى مستوي الطريقة وشيخها . يا صديقى يا بشاشة اعلم ان الطريق شاق و مضنى ولكن ليس امامنا سوي الكفاح لارساء دعائم التفكير العقلانى فى جذور الفكر السودانى, او فلنسمها صراع العقلانية و الخرافة هذا هو قدرنا و من كتبت عليه خطى مشاها, اعلم ان فى جعبتك الكثير المفيد و اعلم ان شكل الحوارات فى البورد تسير الاشمئزاز ولكن هلا عدت بشي من دررك التى ستثري الحوار كثيرا.
الاخ جمال كتبت الخطاب العلماني /الألحادي في البورد تأسيس سلطه خطاب تقوم علي الحديث عن التقدم والازدهار والعلميه .. وتجهيل الرأي الآخر وتخلفه وركوده .. والمقصود بها تحجيم الحديث وتأطيره في اطار الوهم الذي رسموه .. و"حشو" دواخل الخطاب بكثير من الجمل والكلمات التى تنهش وتمس العقيده بصورة مزينه بالباطل والأوهام .. حتى يظنوا أنهم بهذه الطريقة قادرين علي تضييق الخناق علي محاورهم.
ماذا تقصد بالخطاب العلمانى /الالحادي , انا اعرف انه يوجد خطاب علمانى و لكنى اعرف ايضا مطابقتك للخطاب العلمانى بالالحاد هو مثال حى وفاعل يؤكد ما ذهبنا اليه فى تفكيك ادوات الخطاب وهى التشكيك فى الاخر و تاطيره ونعته باوصاف معياريه كالالحاد الذى بالضرورة هو محاولة لبناء جدار بينه وبين الاخرين وهذا ما ظلت تفعله الطائفية و الحركات الاسلامية تجاه الشويعيين طوال القرن المنصرم, للتوضيح العلمانية ) secularism ( مشروع حضاري طورته اوروبا بعد خروجها من العصور المظلمة التى كانت تسيطر فيها الكنيسة على حياة الناس و تناصر الملوك و تدعى انهم مكلفون ومفوضون من قبل الله , فلعلك سمعت عن ما حدث لجاليليو نتيجة لافكاره العلمية, كما لعلك قد سمعت بان الهاربين من جحيم الحصار الكنسى و محاكم التفتيش هم اوائل المهاجرين الى امريكا والمؤسسين لها فى القرن الثانى عشر و لعلك ايضا تعرف ان من ضمن المفردات المتوارثة ثقافيا فى امريكا هى قولهم ان امريكا بلد حر free country و لفهم جذور هذه المفردة عليك بقراءة التاريخ الامريكى حتى تستطيع فهم علاقة الحرية بتسلط الكنيسة على الفكر و الفن و الشعر والسياسة, و بنهاية عصور الظلام بدات الكشوف الجغرافية التى لحقتها النهضة و التى بدا فيها تاسيس وتدشين الدعائم الاوليه للمشروع الحضاري الاوروبى و بنهايات عصر النهضة قامت الثورة الصناعية و بدات امبراطوريات اوروبا فى التفكك لتحل محلها الدولة القومية و لولا مشروع العلمانية والذى تاسس فى المقام الاول على العقلانية و الذى فصل السلطة الزمنية عن السلطة الروحية لما نهضت اوروبا و صنعت لك الكمبيوتر و السيارة والموبايل الذى تحمله فى صورتك السابقة. الحصل انو بقدرة قادر و نتيجة لغياب المشاريع البديلة فى المجتمعات الاسلامية ان اصبحت العلمانية من الاشياء المبغوضة والتى تحمل دلالة للكفر و الالحاد, طبعا هذا لم يتم نتيجة للصدفة بل هو عجز الخطاب الدينى فى مواجهة متطلبات الحياة و اسئلتها المربكة و التى تجاوزت القرن الرابع عشر و تجاوزت مكة بكثير , فاصبح كل ما يرتبط بالغرب من علمانية(المشروع الثقافى الاوروبى) و انتاجه المادي من اكتشافات علمية و تكنولوجية هو محل سؤال ورفض و يجب ان يخضع للفقه السلفى و قد كان ان افتوا فى جواز ركوب السيارة و هاهم الان يفتون فى الاستنساخ و عواقبه الوخيمة المتمثلة بالتدخل فى شان التكوين الالهى للاشياء, المشروع الدينى لم يقدم نقد عقلانى ولو لمرة فى واحدة تاريخه المديد للعلمانية باعتبارها مشروع ثقافى بل ظل متمسكا بمواقف متصلبة و اوصاف معيارية عن علاقة العلمانية بالالحاد و هذا ما عبرت عنه انت اخى جمال فى مطلع مداخلتك, و حينما تسال اصحاب الخطاب الدينى عن ما هو سبب رفضهم للعلمانية يردون عليك انها تفصل بين الدين و الدولة و تشاطر السياسيون السودانيين و استحدثو مصطلح الدولة المدنية و فصل الدين عن السياسة كمحاولة لتسويق مشروع العلمانية فى ثوب جديد بعد ان تصلب الخطاب الدينى فى نظرته اليها, و عندما تقول لهم وما المشكلة فى فصل الدين عن الدولة , فالدولة قد يكون بها تعدد اديان لما لا تتركوا الدولة من ان تقوم بدورها فى تخطيط الاقتصاد و رسم السياسات التعليمية والضريبية والصحية لما تريدون اقحام الدولة فى شان الصلاة و الزكاة و الحجاب و فقه الالوب و النبق و الكلب الاسود وقطع الصلاة, لما لا تنهض مؤسساتكم الدينية من تبرعاتكم لتسيير شؤنكم الدينية , فيردون عليك لا والف لا و ان الاسلام وطوال تاريخه كان عبارة عن دين ودولة و عندما تقول لهم دعونا نتحدث عن اي تجربة اسلامية كان فيها الاسلام دين ودولة ينتهى الامر الى ان ما قبل دفن الرسول(ص) اذ اجتمع القوم فى السقيفة(بنى ساعدة) , و اختلفوا و شايع منهم ال البيت منذ ذلك الزمان لتظهر حركة لها منهاج متكامل ليعرف بالشيعة بفرقهم المتعددة لاحقا , واصحاب رسول الله وخلفاءه الراشدين اقتتلوا و تحاربو فى الجمل وفى صفين و اخيرا انتهى الامر بانقلاب عسكري اعاد سيادة مكة الى بنى امية بعد ان اسلموا وحسن اسلامهم وشاركو فى رواية الحديث و كتابة المصحف , فاي تجربة كان فيها الاسلام دين ودولة اهى تجربة العباسيين السفاح (الذى من شدة باسه سمى بالسفاح ويدرسون ذلك فى المدارس دونما اي خجل) ام هارون الرشيد رجل الكاس و الجواري الائي بلغن الالفين جارية فى احدي الازمنة فى قصره , ام دولة عبد الرحمن الداخل ام دولة العثمانيين, وعندما تفشل كل محاولاتهم يردونك الى حيث ظنهم انك عاجز عن الكلام ويقولون دولة المدينة باعتقادهم ان تلك التجربة من القدسية بمكان تعلو على التفكير ناهيك عن النقد و انا بكل بساطة اقول لهم لم تكن هنالك دولة فى المدينة اصلا طالما ان مصطلح دولة فى رقبته قد طور حديثا, يمكنكم ان تتحدثوا عن المجتمع الاسلامى فى يثرب لكن الحديث عن دولة هذا هو مغالطة التاريخ, هكذا هم الاسلاموين يرفضون المشروع العلمانى كمشروع ثقافى ولا يحملون بديلا مغايرا له او مضادا ومنافسا له, ولكى تحلو التصنيفات الاختزالية هكذا يرمون الاوصاف العلمانى /الالحادي كما استهل هوبفل افتتاحيته.
كتب هوبفل استنتاج ردة الفعل لدي "الديني" مسبقاً و الاستعداد لهذا الاستنتاج بمزيد من المتاريس اللغويه .. كأن يقولوا بأن المتداخل سوف يقول كذا وكذا وسيورد من الآيات في هذا الأمر كذا وكذا .. وإن فعل محاورهم "الديني" ما اوردوه يقولوا ها هي نبوتنا قد صدقت وهذا هو محاورنا "الديني" يردد ما نبهنا له الناس ... حتى يظن كل من يقراهم بأنهم علي حق وأنهم من العلم ما يجعلهم يحللون شخصية محاورهم .. حتى جعلوا من حججه واهيه ومكشوفه لديهم ولا تحمل شيئاً .. وإن كانت ايات قرآنية حتى. مما يجعل القارى لا يكترث كثيراً حتى للحقيقه ويعتبرها "اداة" من ادوات "الأرهاب" التى يستخدمها "الديني" لأرهاب محاوره "الملحد/العلماني" كما يزعمون. وهذا اسلوب وإن كان فيه شيئاً من الثعلبه "من ثعلب" فهو اسلوب قديم لا يمر علي ذوي الفطنه
كيف لا يا سيد جمال الاستنتاج من احدي اهم العوامل فى التفكير العلمى و انت حاولت جاهدا فى التشكيك فى فعالية هذه الاداة و دعنى اصور لك الامر ببساطة فاي باحث لابد له من مقدمات نطرية حول موضوع بحثه((Theoretical Framework ومن ثم لابد له من الافتراضات التى سيعمل من خلال المنهج العلمى الذى سيتبناه وعليه تسميته فى المقدمات النطرية سيقوم بفحص و مسائلة ومحاصرة الفرضيات العلمية التى اسس لها فى مقدماته النظرية و فى نهاية البحث لابد له من :اما ان يثبت صحة فرضياته او ان يثبت فشلها وعليه العودة الى الوراء لتغيير فرضياته , واذا اثبت صحة فرضياته فلابد له من استنتاجات من صحة هذه الفرضية طبعا بلغة التعليم السليقة الحايمة هس بسموها توصيات الدراسة, و طبعا مدي علمية الدراسة يتحدد بواسطة عناصر اساسية مثل صحة مقدماتها تقود الى صحة نتائجها, فيا هوبفل اذا قلنا ان اصحاب الخطاب الدينى سيذهبون فى هذا الاتجاه من التوصيف والاختزال و بالحق هم فعلوا فهذا تاكيد على صحة افتراضاتنا وليس ثعلبة كما ذكرت فالثعلبة تصلح فى سوق عكاظ تماما كالعبة التى اسموها التحكيم فى صفين بعد ان رفعت المصاحف فى اسنة الرماح, تخيل ان يقف استاذ يسمى استاذ للتربية الاسلامية ليقول لك ان ابوموسى الاشعري قال "خلعت على كما اخلع اصبعى" هذا بينما قال عمر بن العاص" ثبت معاوية كما اثبت خاتمى" هذا و بذلك تدين الخلافة الى معاوية ويبدا عهد جديد من التاريخ الاسلامى المتباكى عليه حاليا و هكذا بمثل هذه الثعلبة اراد استاذ التربية الاسلامية لنا ان نصدق ان كل تاريخ الدولة الاموية التى عاشت قرون قد بنى على ثعلبة عكاظية و كانما لم توجد مبررات و ظروف موضوعية جعلت التاريخ يمضى فى ذلك الاتجاه, عرفت يا جمال الفرق بين الثعلبة و بين صحة المقدمات تقود الى صحة النتائج ومن ثم تحقق القرضيات(النبؤات) , تعرف لو اتى اي من دعاة الخطاب الدينى و ابتدر خطابه قائلا "انو وحسب فهمى للدين الذى يمكن ان يكون خطا ان بكري الجاك افتى فيما لا يعلم ستجدنى فى الحال فى كامل الاحترام لمثل هذه الذهنية و التى يمكن ان تحاورها دون نعوت اختزالية و لكن لك ان تعود للتاريخ او الارشيف اذا اردت البورد نموذجا ستجد ان من هم المبادرون بالاوضاف الاختزالية وانت سبق ان فتحت بوست اسميته ماذا تريد من الاسلام يابكري وكانما ان هذا الاسلام هو شجرة زيتون فى حديقة منزلكم وانا ود الجيران الشقى الذى ينط الحيطة ساعة القيلولة لسرقة الثمار, هلا اقمت عقلك حكما و ابعدت عواطفك لتري الارهاب الذى تمارسونه على اي شكل من اشكال التفكير الحر.
جمال هوبفل كتبت يتحدثون دوماً بلسان المظلوم الذي انتهكت حقوقهم وأن الطرف الثاني هو من ظلمهم بموجب قوانين ربانيه لم يحسن "الديني" تفسيرها أو انه جيرها لصالحه ضده. وذلك بمغالطه الواقع والاستدلال بأمور فيها ما فيها من الخلط غير المنطقي.
هل لك ان تاتى بنموذج يا جمال.
كتبت ايضا
طريقة المخاطبه الاستعلائيه نموذج "للعلماني/الملحد" ومحاولة الظهور بمظهر المثقف الذي يشفق علي محاوره "الديني" من تخلفه وعدوه خلف "نصوص" قد اعاقت تقدمه وأن هذه النصوص غير مواكبه لعصره وتصويرها له بأنها اسباب تقهقره ورجعيته. في محاوله منهم للتلبيس في نفس "الديني" حول "النصوص" التى يسير ويستدل بها. لا اعتقد انه يوجد استعلاء او شفقة او شىء من هذا القبيل و لكن كما ذكرت فى القراءة المسبوقة بمواقف نفسية هى التى تجعل اصحاب الخطاب الدينى يقولون(بضم الياء وفتح القاف وكسر الواو وتشديدها) الراي المغاير ما لم يقل و يفترضون ما ليس قيل و هكذا يمضون فى استصدار الاحكام التى دائما ما تقود الحوار الى مربع رقم صفر و غلاط منو القال كده. كتبت ايضا
اخذ نموذج من المفكرين والدول المتقدمه لما سيئول عليه حالهم وحال مخاطبيهم اذا ما تخلوا عن "نصوصهم" واتبعوا نصوص ساداتهم ومسيريهم التى يسيرون علي هديها عوضاً عن نصوص الديني التى هي "القرآن الكريم" والتى جعلوا منها سبباً لتخلف الأمه ورجعيتها .. بل ذهب بعضهم الي عدم جدواها في هذا العصر .. وذلك لفهمه الخاطئ لهذا القرآن العظيم وما يحويه من علم اجتماع واقتصاد وعلم نفس ...الخ . لهذه الأمه كأن يورد لك نص يتحدث عن حاله معينه ويربطها لك بحالة اخري بشرط أن يشكك في الحاله الأولي حتى تتشكك أنت في الحالة الثانيه لتشابه الحالتين في بعض الأمور أو اغفال شئ مربوط بكل حاله في محاوله لمزيد من الارتباك .. وهكذا
هذا موقف نفسى اكثر منه راي فكري يستدعى النقاش فمتى ما استطعت تطوير هذا الموقف النفسى و اخراجه فى شكل راي موضوعى فلا ما نع لدي من مناقشته وبكل رحابة صدر,
وختمت
لهذا فالأمر واضح ولا يحتاج لكثير جهد لفهم مغزي وفهم هكذا بوستات ... ولن تمر علي فطنه كل ذي لب ما يرمي ويمهد له أمثال بكري الجاك وبقية سربه المغرد بالنشاز.
هذه محاولة غير موفقة منك فى الاشارة الى انك تشارك علام الغيوب فى مهارة تفتيش ضمائر الناس ومن ثم التنبيه من خطورتها , الا تعتقد ان فى ذلك وصاية على عقول البشر وهى ايضا سمة من سمات الخطاب الدينى التى لم نتطرق اليها بعد فها انت تساهم فى اكمال مشروع البحث , لماذا الوصايا على القاري لم لا تدعه يقرا و يختلف و يتفق و يبتسم او يسب و يلعن هذا موقفه هو وانت تحاول ان تصادر هذا الحق بادعائك انك تعرف مكنونات البوستات التى هى متاحة لكل راغب.
الاخ اسعد : سلام مرة اخري وها نذا اعود.
ولكم جميعا و دي وتقديري و عظيم امتنانى لاسرائكم الحوار.
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
الاخ بكري الجاك تحياتي وحبي اولا التهنئة لك بالكتابة بلغة سهلة وبسيطة عشان علي الاقل نفهم انت عاوز تقول شنو ونحاورك وان كان كلامك لا يخلو من درريبات صغار لكن عموما اشكرك علي استجابتك. الحاصل يا بكري الجاك اخوي : عندما تكتب ان الاسلام دين عنصري او انك تريد تفكيك الخطاب الديني لقريش البورد المشكلة دوما تاتي من البعض الذي ينط ليك في حلقك ويقول ليك انت غرابي وحاقد وخلافه، في نظري ان نوعية هذا الردود ضارة للاتي: (1)الابتعاد عن اصل الخلاف في وجهات النظر وتهميش ما ادعيته انت. (2) اقحام هذه المواضيع الجديدة وشتمك يجعلك ضحية لعنصرية البعض وبالتالي يهب الكثيرون للدفاع عنك امام هذه الهجمة العنصرية الغير مبررة (وانا منهم) ويضيع الخبر الاساسي في خضم هذه الفوضي . (3) الاسلام دين يسر ، وزي ما بيقولو كل شاة معلقة من عصبتها ، يعني انت الوحيد المسؤول امام الله عن ما كتبته لذلك ليس هنالك داعي ان اسل سيفي واقطع راسك يمكنني ان اناقشك بهدؤ وابين لك عدم موضوعية ردك وانت حر. في الحديث الشريف ما معناه عن الرسول صلي الله علية وسلم يقول تنقسم امتي الي احدي وسبعين فرقة كلها في النار ما عدا واحدة) ، ومن هنا يمكن ان يتبين لك ان اصل الانقسمات هم البشر وشطحاتهم وتفسيراتهم الشخصية لنصوص الدين الحنيف و التي سوف توردهم موارد التهلكة ونسال الله ان نكون واياك من الناجيين لذلك سوف تري الصوفية وانصار السنة والشيعة والمجاهدين وغيرهم فارجو ان لا تختلط عليك الامور وتنظر لكل هذه المجموعات وغيرها كجسد واحد وفكر واحد انها ليست كذلك، وتصدر احكامك بناء علي ذلك. اذا كان يهمك من هي الفرقة الناجية واوصافها يمكنك البحث والتقصي وسوف تصل وبدلا عن المناداة بتفكيك الخطاب الديني يمكنك المناداة ببناء الخطاب الديني الصحيح وهناك فرق كبير بين التفكيك والبناء. الاخ بكري تري هل سالت نفسك لماذا اجهد نفسي معك؟ اقول لك لاني احسست احساس صادق انك شخص نضيف من جواك وباحث عن الحقيقة وسوف تصل ، وبقليل من الجهد يمكنك الوصول اليها، تامل في هذا الكون الفسيح ادي شوية من وقتك وجهدك للتفكر والتأمل في كل الماسي والمحن التي مررنا بها، بالله عليك مثال واحد عن الدماء التي سالت في وطني الحبيب واليتامي والارامل في حرب عبثية وفجاة الان اصبح الجميع عاقلون ويجنحون للسلم الا تقول لك هذه الاحداث ان الانسان ما هو الا كائن ظالم جاهل تحركه اهوائه ومصالحه الشخصية.الا تري الكثير من الظلم والقتل والذبح حولك وانت اقرب مني جغرافيا لتلك الاحداث. اخي الكريم ما وددت ان اكون لك ناصحا فانت ارسخ مني علما ومعرفة واكثر اطلاعا ولكن وددت فقط ان اقول لاني احبك في الله وددت لك الخير وانشاء الله انك لملاقيه. تحياتي لك وجعلك الله في زمرة المتقين.اخوك اسعد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
الاخ اسعد الشكر الجزيل... الاخ بكري ,, دعني افكك بوستك الطويل العريض اولا سيدي العزيز افتتاح اي موضوع ديني ,الهدف منه اناره الطريق او ايضاح لي سؤال ديني , لا اري غضاضه من افتتاحه بايه قرانيه او حديث شريف يصب في خانه الاجابه عن موضوع السؤال الداير. مثلا لو سال احدهم ,كم عدد الالهه في الاسلام, نقول اله واحد لا اله الا هو. ويمكننا الاستدلال يسوره الاخلاص. المتقلي ,كما اسميته, له مطلق الحريه باخذ مايسمع او تركه, واليقين عند الله. قدسيه الخطاب لا يمنع سله من الناس بعدم تصديقه. الامثله كثيره , كفار قريش مثلا, ولعمري هذا المنبر يعتبرا مثالا ايضا( هذا راي, الحظ بعضهم يجادل في فرضيه الحجاب ,مثلا لموضوع دائر هذه الايام). سوف اعود لمزيد من التفكيك وسوف ابداء بالنقطه الثانيه, اي موضوع امتلاك اليقين. والسلام
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: tariq)
|
الاخ بكري كتبت الحديث عن ان الحجاب فرض هو يعكس حالة الركود الذهنى والثقافى التى يعيشها المسلمون و الماساة لا تكمن فى ان ترتدي فتاة بنطال او نقاب او حتى بكينى هذا سلوك فردي فى المقام الاول مثلما كل السلوك الدينى التعبدي وان تطاولت الالسن عن الامر بالمعروف والنهى عن المنكر و عن درء المفاسد بمفهوم العقل السلفى النصوصى, لايوجد بوليس سري من حقه ان يفتش ضمائر الناس و يدخك ايمانوميتر فى قلوبهم كما يفعل الطبيب مع المرضى, او القول ان كل السلوك التعبدي الشعائري الظاهر منه والخفى هو يندرج فى اطار الاحتيارات الشخصية القائمة على مبدا الحرية الشخصية حتى وان تسلطت الدولة فى فرض الحجاب كما فى حالة السودان , لنفترض أنك بأحد المرافق .. ووجدت داخل هذا المرفق الذي أنت في زيارته لأمر ما لوحات متفرقه مكتوب عليها بالخط العريض "ممنوع التدخين منعاً باتاً" ... وفي نفس الوقت كنت أنت من المدخنين الشرهين ولا تستطيع حتى الصبر الي حين خروجك من ذلك المرفق الذي أنت فيه ... هل ستخرج "علبه" سجائرك وعود الكبريت ولا تهتم بما حذر ومنع منه المسئولين عن هذا المرفق؟ هل اذا ارسلوا لك رجال الأمن بالمرفق ليكفوك عن التدخين داخل المرفق هل ستجابههم بمقوله "الحريات الشخصية" .. أم انك ستحترم قوانين ولوائح هذا المرفق وتقلع عن التدخين حتى خروجك ؟
ولو أنك تفترض أن التدخين ليس بحريه شخصيه لأنه يؤذي غير المدخن .. فكذلك المتبرجه يا عزيزي تؤذي غيرها ..
ساعود بمداخله اخري اذا ساعفنى وقتي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: tariq)
|
الأخ بكري
تحية طيبة
حقا ان الحوار جميل ... والأخ أسعد ايضا كان جميلا وبقية المشاركين ... ولكن اعتقد ان الحوار تنقصه بعض الجوانب والتحليل فما ذكرته هو اليات وادوات عمل هذا الخطاب ... ولكننا نحتاج الي مرتكزاته الفكرية والتي جاءت علي شكل اشارات ولكن اذا ما تم فصلها كوحدات ومرتكزات فكرية قائمة بذلتها ستضع كثيرا من النقاط علي الحروف ... رغم ان المرتكزات والاليات متداخلة في بعضها البعض ... ولكن تمييزها يصبح امرا ضروريا ...
Hints
مفهوم الحاكمية مفهوم التمكين مفهوم العودة الي جيل السلف الصالح
مع تحياتي أبو آمنة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Abo Amna)
|
الاخ عطبراوي
لك التحية على بقائك قريبا, اذا قلت اننى بمقدرتى ان اعلو على اي استفزاز ساكون من الكاذبين و لكن ورغم الصعاب المتمثلة فى سرقة سويعات من الزمن بكل صعوبة هى ان تجد من يستكثر عليك حق ان تفكر و يستنكر ما تفكر فيه, فان يختلف الناس مع فكرك هذا علمى والراي الاخر هو المكمل للراي المطروح بالمفهوم الجدلى للحقيقة المبحوث عنها فى حقل كلية نفترضه افتراضا هذا الفضاء, ورغم ذلك لا ابريء نفسى من انزلاقى فى بعض المتاهات الجانبية والتى حتما ستفقد الرسالة محتواها وقوة تاثيرها فقط بعونكم سنمضى فى الحفر و التفكيك الذى هو اتوماتيكيا عملية بناء لذهنية مغايرة.
الاخ: كمال عباس شكرا على المتابعة , اعتقد ان الاخ بشاشة غارق فى بوست النوبيون لذا لم يرد على تساؤلك.
الاخ اسعد: عبارة ان الاسلام دين عنصري وردت فى سياق محدد و فضاء محدد وكان الموضوع هو بوست للاخت سودانية 2000 تحدثت فيه عن معايير اختيار الرجل لزوجته بعد ان استنكرت على شقيقها اختياره, و فى ذلك البوست اورد الاخ جاد قولا نسبه الى الامام الشافعى قائلا فيه ان الامام الشافعى قال ان الرجال الذين لا يتزوجون بنساء ذوات بشرة بيضاء هم ليسوا بمحصنين , و للامانة العلمية قال الاخ جاد فيما اعتقد بين قوسين قبل ايراده لقولة الشافعى , و انا رددت عليه مبتدرا كلامى باذن باعتنبار ان ما يرد بعد اذن صحته مشروطة بصحة ما ورد عن الامام الشافعى على لسان الاخ جاد, و كان قد اوضحت الموضوع فى حينه وفى نفس البوست , الا ان هنالك بعض الاخوة الذين لم يتحلو باي قدر من الامانة العلمية وقاموا بقص ما كتبته من كل السياق و منهم من بدا فى اجراء تحليل نفسى للغرابة باعتباري تموذجا و انا افتخر بان اكون نموذجا للغرابة اذا ما استطعت الى ذلك سبيلا , و هنالك من اخرج كلامى من سياقه و طالب بفصلى من البورد وكانما ان هذا البورد حديقة خلفية فى منازلهم, لذا الامر قد اوضح فى حينه و اذا اراد بعض الغلاة فى اثارة مثل هذا الموضوع فهذا امرهم وانا ساقول ثانيا اذا صحت مقولة الشافعى الذى هو احد اربعة اركان اساسية فى الفقه الاسلامى فهذا مسوق موضوعى لعنصرية الاسلام و خصوصيته للعرب و لا يهمنى ان كان الشافعى قد استند على نص من الكتاب و السنة او لم يستند يكفى ان اكثر من نصف العالم الاسلامى يدينون بالمذهب الشافعى. ارجو ان اكون قد اوضحت, بقية حديثك عن الفرقة الناجية التى استندت على حديث من السنة لاثباته هذا هو الموضوع الذى نحن بصدد بحثه و تناوله فانت يا صديقى يا اسعد تعلم ان هذه السنة جمعت بعد مئتان عام من وفاة الرسول(ص) و تعلم ان بعد جمعها وتمحيصها اخرج منها الكثير الذى صنف على انه غير ضعيف السند و بالتالى اضعف, و المنهج الذى اتبع فى اثبات صحة الاحاديث كان فى السند والرواة. فالاحاديث التى وردت باكثر من راوي اعتبرت من الاحاديث الصحيحة, و التى لم يكن لها اكثر من راوي والتى عرفت باحاديث الاحاد تم تضعيفها و هنالك من الاحاديث الصحيحة من حيث انها وردت على لسان اكثر من راوي الا انها ضعفت بالطعن فى سندها(الرواة) , الغريبة ان المنهج الذى استخدم فى تصنيف الاحاديث اي الاسناد دون التركيز على المتن وهو ما يجعل بعض الاحاديث الضعيفة الاسناد الا انها متنا تستوي عقلا و هنالك من الاحاديث صحيحة الاسناد الا انها متنا لا تستوي عقلا , و باختصار يا صديقى يا اسعد كلما يعرف بالسنة القولية والفعلية بما فيها حديث الفرقة الناجية الذى اوردت فى حوجة الى اعادة قراءة وفحص على مستويين اولا لابد من قراءة هذه النصوص(قراءن /احاديث) بمنظور تاريخى يستوعب المسوغات الموضوعية التى ادت الى نزولها او قولها. ثانيا: لابد من توظيف المناهج المستحدثة لاعادة قراءة هذه النصوص و كمثال ما الذى جعل اسناد الحديث يقدم على متنه فى التصحيح والاضعاف وهذا ما ستجاوب عليه العمليات الحفرية التى لابد ان تتم عاجلا ام اجلا. ادري ان فى هذه اللحظة بالذات ان هنالك صوت داخل كل قاريء بما فيهم من يتفق معى يقول ومن نحن حتى نعيد التفكير فى المنهج و فى البناء الذى قامت عليه كل هذه النصوص, و ساجيب من كان هؤلاء الذين قاموا بتصنيف الاحاديث بهذه الطريقة و ادري ان دواخلك تقول ان الرسول قال(ص) خير العهود عهدي والذى يليه والذي يليه, وساقول لك هذا من ضمن ما يجب ان يعاد التفكير فيه وببساطة لان مضمون هذا الحديث غير سليم علميا اذا اخضعنا كلمة (خير) الواردة فى الحديث هذي الى فحص معنى الخير , فبالتاكيد التطور العلمى جعل الحياة حاليا افضل بكثير من ذلك الزمن. و باختصار لا اري سببا يمنع من فتح التفكير فى كل ما يعتبر من المسلمات الدينية صحة الاحاديث ضعفها تفسير القران و تاويله بل وحتى طريقة ترتيب القران التى هى ليست الطريقة التى نزل بها و انما الطريقة التى قراءه بها الرسول(ص) فى حجة الوداع , هنالك ابواب التفكير التى يجب ان تفتح بما فيها انه ان الاوان ليفتى و مالك فى المدينة حيث لا مالك ولا كاهن اعلم من بقية خلق الله . بخصوص اجهاد نفسك معى و البحث عن الحقيقة من زاوية والهداية من زاوية فاشكر لك حسن ظنك بى و كلنا باحثون عن الحقيقة اينما كانت ولو بين براثن الشيطان, اتمنى ان يتواصل حوارنا فهو حتما مفضى الى اضاءات جديدة فى طريق البحث . الاخ محب: شكرا على مرورك من هنا و فكك ما شئت فى هذا البوست وفى ما ورد فيه , فنحن نبحث عن اعادة تعريف الحقيقة اولا , فشتان ما بين الحقيقة العلمية وما بين الحقيقة السيوسيولوجية الشغالة( محمد اركون_ لا اذكر اسم الكتاب) , فعد متى ما شئت وفكك و فرتق ما تشاء فا لتفكيك هو اعادة بناء فى نفس الوقت , فتفكيك البنيات الفكرية ليس كتفكيك البيوت. الاخ طارق: لك التحية و شكرا على المتابعة وكل سنة و انت طيب
اخى بكري واصل رغم الصعوبات ( فى كتاباتك وفى محاربة الاخرين )
لم افهم قصدك اخى طارق, هل قصدت ان اللغة ام المنهج ام القضايا التى تثار ايهما صعب فى كتاباتى فرايك سيمثل توجيه لنا فى اعادة التفكير فى الطريقة التى نسعى بها الى تاسيس مفاهيم جديدة تستطيع ان تخرج بنا من هذه الوهدة .
الاخ جمال: كتبت ولو أنك تفترض أن التدخين ليس بحريه شخصيه لأنه يؤذي غير المدخن .. فكذلك المتبرجه يا عزيزي تؤذي غيرها ..
ليت الموضوع بهذه البساطة , فشتان ما بين اللوائح والنظم التى تستحدث الى حماية البيئة و حماية حقوق الاخرين و ما بين موضوع الحجاب, فالنص الذى اقتبست هو دعوة الى اعادة التفكير فيما يسوق على انه فرض وواجب ومستحب و ما الى ذلك و المدخل الى ذلك هو قراءة هذه النصوص من منظور تاريخى و اجتماعى و سياسى و ثقافى, فالمتبرجة هذى تاذيك فقط لانك تحمل بذرة ثقافة( اسلاموعربية) التحفز الجنسى فيها عالى الى درجة لا يذكر فيها المراءة الا والجنس ملازما لها فالتبرج فى حد ذاته مفهوم ثقافى , وعشان اقرب ليك الصورة ياخى فى شواطى عالمية الناس بيكونو فيها لا بسين بكينى(جكسة فى خط صفر بطريقة صديقى سبيل) و لا يوجد احد متاذى الا يكون فى زول بيحمل بذرة ثقافة عربية عشان يكون تعبان من المنظر ده, و باختصار يا هوبفل يا صديقى فكرة التبرج و السفور و السترة هى مفاهيم ذات دلالات ثقافية و نحن بصدد القول ان تاثير الثقافة العربية على الاسلام اصبح لا يمكن ان يتم الفصل بين الثقافة العربية والاسلام الا جزافا وهو ما يجعلنا نقول ان ما سمى بالحجاب الذى يقول الناس بفرصه استنادا على ( ليدنين عليهن من.... الخ الاية) انه كان خطاب قرانى موجه فى ظرف زمكانى و فى سياق محدد شروطه سبب النزول وغيره وان الفكرة التى هى السترة حتى لا يتم التحرش الجنسى هى فى واقع ثقافة بدوية عربية تمثلها قريش فباي منطق يكون هذا هو الزي الاسلامى باعتبار ان الاسلام رسالة موجهة الى مخاطبة البشر كافة وليس اعراب قريش فقط. ستقول لى ان القران صالح لكل زمان ومكان ولكنى اقول لك فهمه و تفسره و تاويله وقراءته لا تصلح لكل زمان ومكان , وحتى عبارة صلاحية القران لكل زمان ومكان هذى غير منصوص عليها هى فى حد ذاتها و لكنها من المسلمات الماشة و ليتم اثباتها سيستدعى القوم الاحاديث ليقولو ان ما صلح به اول هذه الامة سيصلح به اخرها و يمكن ان نفتح سجالا طويلا فى هذا الاتجاه الا ان المحاور التى طرحناها هنا لا تمت الى ذلك الموضوع بصلة, عموما شكرا على مرورك و اتمنى ان تعود لاسراء الحوار.
الاخ الصديق ابو امنة:
لك التحية فى تواجدك فى هذا الركن , اتفق معك ان الاخ اسعد كان جميلا وهذا ما شجعنى على المواصلة, فيما يخص النقاط التى اثرت والتى تمثل الاركان الاساسية للنسق البنائى للخطاب الدينى و اتفق معك انها بمجملها تم تضمينها فى ثنايا الخطاب و التحليل الذى تم لبعض الردود و اعتقد ان مقترحك عملى و مفيد لاعطاء مزيدا على الاضاءة فى تفكيك شامل لبنية الخطاب الدينى, واذا قررت المساهمة معى فلا مانع لدي على ان تقسم المواضيع فلك ان تختار اي الاركان ستختار و بايهما نبدا, فى انتظار تعليقك . وكل سنة وانت طيب و السنة دي عريس عديل كده و بعدين ياخى فترنا من السنة الجاية البتجى بدون اي حاجة. خلينا نامل فى السنة دى.
و اشكر جميع الاخوة على التواجد و الاسهام و اعتذر عن اي لبس او سوء فهم او استفزاز بدر او سيبدر منى .
ولكم جل احترامى
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
الاخ/ بكرى الجاك التحية لك مثنى و ثلاث و رباع اوافقك تماما فيما ذهبت اليه فى تفكيك فى بنية الخطاب الدينى و الملاحظ ان الخطاب الدينى دائما يبتعد عن التحليل الاجتماعى الدينميكى و يلجا الى تحليل النصوص تحليلا سكونيابعيدا عن الواقع المعاش فنجد ان هذا الخطاب يساهم مساهمة تامة فى تثبيت الاوضاع القائمة فى المجتمعات العربية الاسلامية و ذلك بايراد النصوص القرانية و الاحاديث مثل ( يا ايها الذين امنوا اطيعوا الله و اطيعوا الرسول و اولى الامر منكم ... الخ و مثل امام عادل خير من مطر وابل و امام غشوم خير من فتنة تدوم و ايضا اداعاء الانتساب لبيت النبى (ص) . و يساهم هذا الخطاب ايضا فى تثبيت التمايز الطبقى و فنجد فى كتاب ابى حامد الغزالى احياء علوم الدين الكثير من الاقوال التى تمجد الفقر رغم قول الرسول (ص) (كاد الفقر ان يكون كفرا) ضمن ضمن الاقوال اذا رايت الفقر اتيا اليك فقل مرحبا بشعار الصادقين و ان الفقراء يدخلون الجنة قبل الاغنياء بخمسين الف سنة . ايضا يساهم هذا الخطاب فى تزييف الوعى و الهروب الدينى بدلا من مواجهة الواقع و لنا عودة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
اخى الذى استمتع بمتابعته والقراء له بكرى ما قصدته هو تبسيط اللغة ليس الا حتى تكون الماده فى متناول الجميع. الم تسمع بنكته الذى جاء يحدث جماعة وما ان بداء فى ذكر علم النفس الاجتماعي علم النفس التاريخي الصراع بين العلوم التطبيقية الاكسيوماتك المعادلات الاكسيوماتيكية البنيوية الهيرمونطقيا السيرمونطقيا ابتسمولوجية ايمانوميتر الا ان قال احدهم (والله يا اخوى كلامك ده كان دعا ما بنقول الا اميييين)
فمعنا هنا من يقولون امين اما المنهج والقضايا فلا غبار عليها
ولك التحية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: tariq)
|
جميل اخي بكري, فهاأنذا اعود لمزيد من التفكيك اذا سمحت.. نحدثت اخي بكري عن امتلاك الحقيقه مع من يتكلم من منطلق ديني, او علي من يستدل علي نص ديني لكي يثبت شئ ماْء. اخي , تعلم ان الاسلام هو الدين الحق , ولكن منا من يحاول ان يطوع النص الديني لخدم غرض في نفسه( منا , في هذا المنبر من يطوع النص الديني لكي يثبت انتصاره علي بكري الجاك). اعلم , كما تعلم ان هذا خطاْْْء, وماالمنبر اقيم لهذا. اعود واقول ان الاسلام الدين الحق ( انا مقتنع, وقد تكون غير) ولكن طريقه عرض هذه الحقيقه تصنع الاختلاف الكثبر في نفوس الكثيرين. جاءت طالبان لتقول ان الاسلام الدين الحق ,ولكن كانت رسالتهم عبر الارهاب وقتل الناس واستعباد المراْه. بلا شك ان الطريقه الطالبانيه خطاء , كما الحال واقع علي بعض ( طرق بعضهم في هذا المنبر). أخي اعلم ان هدف الكثييرين في هذا المنبر ايصال حقيقه ( ان الاسلام الدين الحق), ولكن في اثناء عمليه (الايصال) اليك او الي احد آخر, تتم ارتكاب بعض الاخطاء. هذا ما اود ايصاله , وانا مواصل التفكيك لحديثكم الاول في هذا البوست و السلام الي ان اعود..محب ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Muhib)
|
الاخ بكري الجاك
Quote: فالمتبرجة هذى تاذيك فقط لانك تحمل بذرة ثقافة( اسلاموعربية) التحفز الجنسى فيها عالى الى درجة لا يذكر فيها المراءة الا والجنس ملازما لها فالتبرج فى حد ذاته مفهوم ثقافى |
الاخ بكري اتمني ان يتيح لك الزمن روية بائعات الهوي في امستردام (هولندا) او هامبورغ (المانيا) لتعرف ان التبرج في حدوده القصوي هو وسيلة للاغراء او الاغواء وهذا الامر ليس مرتبطاً بثقافة وانما هي الفطرة البشرية العادية، فكل رجل بغض النظر عن مستواه الثقافي او الفكري او الديني تغويه وتغرية المراة المتبرجة، فحتي دعايات الاثارة والاغراء في اوربا لا تستخدم فيها المراة المغطاه او المستورة بل هن نساء عاريات تماماً او جزئياً، فما سوقته في ردك لا يصدقة الواقع باي حال من الاحوال. وكل سنة وانت طيب. ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: msd)
|
ابو الكيم والله مشتاقين.
قلت:
Quote: أرجو أن توضح لي المقصود بهذه العبارة والتي وردت في مداخلاتك اعلاه ــ هذه دعوة لتقرير مصيرنا الاسلامي ..نعم لحكم محلي اسلامي.. |
المقصود اننا تضررنا ايما ضرر من اطروحات الاسلام السياسي الذي يرفض فض الارتباط الاثم ما بين الاسلام كدين كوني والعروبة كقومية محددة.
هذا الارتباط القاتل يفرغ الدين من محتواه ويحولوا الي اداة هيمنة وامبريالية ثقافية.
وعشان كده طالبت بحقنا في تقرير مصيرنا الاسلامي بعيدا عن اسقاطات القيم الثقافية العربية وفرضها علينا كدين.
كما للعرب اسلامهم فليكن لنا اسلامنا.
كل ما بينا وبينهم هو الاركان الخمسة، بخلاف كده وكما قال الامام المهدي عليه السلام هم رجال ونحن رجال.
ومن باب الذكري المهدي هو اللي حررنا نحن مسلمي السودان من استعباد واسترقاق الخلافة الاسلامية الاصطادتنا كما الارانب وباعتنا "بالاقة" في سوق النخاسة كما الانعام.
كمثال لتضررنا من تقديم قيم الثقافة العربية كدين ما يسمي بالحجاب ومحاولة فرضه علينا كدين.
انا كافريقي ارفض فرض الازياء العربية علي تحت اي مسمي.
اذا كانت البيئة العربية مهينة ومحتقرة للمرأة انا كافريقي زنبي شنو؟
مافي شي بقرفني وبطمم بطني ذي منظرالمرأة الملفوفة ذي "عيش الريف"!
حتي مجرد انها تشوف الشارع بي عيونا محرم عليها ومفروض عليها تشوفو فقط من خلال خرمين لا غير!
ده كلو مفهوم بالنسبة لي لاني عارف ده تطور لاحق لي ثقافة مجتمع كان بدفن المرأة وهي حية!
في الزمن داك في ثقافة مجتمعي الافريقي المرأة كانت مهيمنة علي مقدرات مجتمعي كلو!
فوضح تماما كيف مافي اي صلة او علاقة او حتي ارضية مشتركة ما بين هذين الواقعين المتوازيين!
قفزا علي الواقع المتمدد في جوف التاريخ ده، جماعات الهوس والاسلام السياسي عايزة تفرض تشوهات البداوة العربية علينا كدين!
كده نشوف!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bashasha)
|
Quote: الاخ بكري اتمني ان يتيح لك الزمن روية بائعات الهوي في امستردام (هولندا) او هامبورغ (المانيا) لتعرف ان التبرج في حدوده القصوي هو وسيلة للاغراء او الاغواء وهذا الامر ليس مرتبطاً بثقافة وانما هي الفطرة البشرية العادية، فكل رجل بغض النظر عن مستواه الثقافي او الفكري او الديني تغويه وتغرية المراة المتبرجة، فحتي دعايات الاثارة والاغراء في اوربا لا تستخدم فيها المراة المغطاه او المستورة بل هن نساء عاريات تماماً او جزئياً، فما سوقته في ردك لا يصدقة الواقع باي حال من الاحوال. وكل سنة وانت طيب. ودمت
|
العزيز msd تحية طيبة
واتمني انو رجعت البلد بعد الغياب ..
حكي لي يوما احد الاصدقاء الذين درسوا في الاتحاد السوفييتي أنه دخل في احدي الاماكن التي يتواجد فيها ( مسلمين ... شيشان ) وغير مسلمين .. والاكثرية كانوا من الشيشان ... فتوجه احدهم اليه بسؤال عما اذا كان مسلما او غير مسلم .. وكان الموقف ورطة اكثر مما هو مسالة تحديد ولا يمكن ان يتم نكران انتماؤه للاسلام لأنه لا يعلم عاقبة ذلك وفي ذات الوقت لا يستطيع تحمل تبعاتها .... واضطر الي اعلان انه مسلم ... وفي تلك اللحظة قام كل من حول الطاولة ليسلموا عليه ويدعونه الي ( جلسة شراب ) ... ولا مجال للرفض .. والاكثر من ذلك طلبوا منه قراءة بعض الايات القرانية ولا مجال للرفض ايضا .... وما انقذه من هذه الورطة انهم لا معرفةلهم باللغة العربية وعموما قرأ لهم ما تيسر من ( مديح ) حتي لا يقع في ورطة ( العصابات المسلحة ) .....
هذا مدخلي الي الحوار حول مفهوم الثقافة وارتباطها بنظرتنا للأشياء
أود توضيح بعض المفاهيم هنا .. حتي يكون الحوار أكثر سهولة ... واكثر وضوحا ... أولا الثقافة : المقصود بها في هذا الحوار هو الموروث ( الديني واللغوي والسياسي + العادات والتقاليد وكل ما يرثه الانسان جراء وجوده في بئة محددة ) .. وبالتالي حينما نتحدث عن الثقافة الهولندية والثقافة السعودية والثقافة السودانيةوالثقافة التركية .... وعلاقتها بالتصنيفات نجد انها تختلف تماما من ثقافة الي أخري ... فمثلا حسر غطاء الراس في السعودية جريمة ( يعاقب عليها القانون ) وفي بعض الأحيان بالضرب والركل ( علي لسان ودشاموق ) ولكن عموما تبدو استحالة ان تلبس المرأة في السعودية ( اسكيرت وبلوزة ) ... فيما تعتبر ذات المراة بذات اللبس امرا مألوفا في السودان ( ولا يقلل من اسلامهم ) أما في بلاد مثل تركيا فان هذا اللبس ربما يعتبر ( Over Dressed ) ... ولا يرون ان اسلامهم اقل من الاخرين .... اذا النظرةالي ما هو تبرج والي ما هو ساتر يتقيد تماما بالموروث الثقافي لدي الشعوب ... ولم يقصد انه يتقيد بمستوي التحصيل المعرفي ( المفهوم الاخر للثقافة ) ... وعلي ذلك كان حديث الأخ بكري الجاك حول أن ما يعتبر تبرجا في الثقافة ( العربية ) لا يعتبر كذلك في الثقافة السودانية وبالتالي لا يمكن محاسبة الاتراك بموروثاتنا الثقافية وان نصنفهم بتصنيفات مغايرة ومكفرة في كثير من الاحيان ومفاهيم ( السودانيين ) .... والثقافة السودانية ... ويقول ان الاحساس ( الجنسي ) في مثل هذه المفاهيم يزداد ارتفاعا في الثقافة العربية عن مثيبلتها من الثقافت الافريقية والاوروبية ....
Quote: فالمتبرجة هذى تاذيك فقط لانك تحمل بذرة ثقافة( اسلاموعربية) التحفز الجنسى فيها عالى الى درجة لا يذكر فيها المراءة الا والجنس ملازما لها فالتبرج فى حد ذاته مفهوم ثقافى |
اورد النص مرة أخري اكثر اكتمالا ...
Quote: ليت الموضوع بهذه البساطة , فشتان ما بين اللوائح والنظم التى تستحدث الى حماية البيئة و حماية حقوق الاخرين و ما بين موضوع الحجاب, فالنص الذى اقتبست هو دعوة الى اعادة التفكير فيما يسوق على انه فرض وواجب ومستحب و ما الى ذلك و المدخل الى ذلك هو قراءة هذه النصوص من منظور تاريخى و اجتماعى و سياسى و ثقافى, فالمتبرجة هذى تاذيك فقط لانك تحمل بذرة ثقافة( اسلاموعربية) التحفز الجنسى فيها عالى الى درجة لا يذكر فيها المراءة الا والجنس ملازما لها فالتبرج فى حد ذاته مفهوم ثقافى |
وبالتالي ما يهدف الحديث اليه هنا هو ببساطة ( استخدام نموذج ) ... فانا اري ( حسب ثقافتي ) ان التوب السوداني هو لبس ذو مواصفت ( اسلامية ) ولست ملزما احدا ( ليكتمل اسلامه ) ان يلبس العباءة العربية .... فهذه ثقافة أخري مغايرة لا يقلل ذلك من اسلامهم او اسلامنا ... ولا الزم المسلمين في الاسكيمو باي واحدة منها ... ولم يقصد الاخ بكري مسالة التبرج المعني به .... تجارة الجنس في العالم ... بل هو بعض المفاهيم التي لا زلنا خلال 1423 عام لم نستطع حسمها بعد ....
ومرة اخري اعتقد ان الحوار الذي يدور هنا حوار راق وهادف الي درجة كبيرة فاتمني ان يتواصل بهذا المستوي
مع تحياتي أبو آمنة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
كل سنة وانت طيب يا عزيزي بكري الجاك يبدو لي ان ازمة الخطاب الديني الحقيقية تتمثل في انه يدعي القدسية وفي نفس الوقت يتعامل مع واقع بشري تنتفي فيه القدسية بل كل الاشياء فية تخضع الي النسبية .وبي قراءة بسيطة للتاريخ الاسلامي نلاحظ انه توجد علاقة طردية بين توظيف هذا الخطاب في تجريم الاخرين وبين الابتعادعن عصر الرسول .فحينما نشب الخلاف في من سيتولي الحكم بعد رحيل الرسول لم يستعمل هذاالخطاب بصورة سافرة في الصراع ولكن السيد ابو بكر الصديق استخدمه بصورة واضحة في خوض حروبه التي سميت بحروب الردة بي الرغم من ان بعض القبايل التي وقعت ضحية لتلك الحروب لم تغير قناعاتها في الاسلام ولكنها كانت لها رؤية مغايرة في موضوع الزكاة تختلف عن رؤية السيد ابو بكر الصديق ولكنها جوبهت بخطاب شرس يضعها في مواقع الذين بدلوا دينهم .والملاحظ ان عهد السيد عمر بن الخطاب وبي الرغم من انه كان الاطول حين مقارنته بي باقي عهود الخلفاء الراشدين الا انه لم يستعمل الخطاب الديني في تجريم الخصوم بل كانت له اجتهادات قيمة تجاوز فيه نصوص معلومة . وبدخولنا لعصر السيد عثمان بن عفان نجد ان الصراع دخل منحي خطير ما زالت ظلاله تطاردنا حتي اليوم وذلك حين قال قولته الشهيرة *والله لن اخلع جلباب البسن له الله* طبعا السيد عثمان يقصد الحكم وخطورة دعوته تتمثل في انه اعطي لنفسه الحق في ان يكون الممثل لله في الارض ولكن كل هذا لم يحميه في ان يقتل بي ايدي مسلمين بل ان جسمانه لم يواري الثري الا بعد ان انبعثت منه روائح كريها.وفي عهد السيد علي نشبت حروب كثيرة وايضا استدعيه هذا الخطاب من المتحاربين لي اثبات انهم علي حق وان الاخرين علي خطاء. وبدخولنا الي العهد الاموي والعباسي نجد ان الموضوع تطور الي درجة التلفيق في الاحاديث وذلك فقط من اجل تثبيت الاحقيه لمن يحكم وهكذا ظهرت احاديث علي شاكلة ان خليفة المسلمين يجب ان يكون قرشيا واصبح خليفة المسلمين هو الممثل الوحيد والشرعي لله في الارض ومن حولهم التفت بطانة من علماء الاسلام تزين لهم مواقفهم بل في بعض الاحيان تفصل لهم احاديث علي مقاسهم واستمرا هذا الحال حتي سقوط الخلافة الاسلامية. اذا اخذنا التجربة السعودية والايرانية والسودانية في العصر الحديث نلاحظ وبي الرغم من اختلاف هذة التجارب في المرجعيات الا ان كل منه يدعي انه يمثل الاسلام وهذا يقودنا الي سؤال مهم وهو يا تري اين هو الاسلام الصحيح! هل هو السعودي ام الايراني ام السوداني. الملاحظ هنا في البوارد ان انصار الخطاب الديني ايضا يفترضون في انفسهم انهم الممثلون الوحيدون لله وبي التالي ان الاختلاف معهم يعني ضمنيا الاختلاف مع الله وهنا مربط الفرس كما ذكرة في البداية وهو انه بي الرغم من ان الخطاب الديني يدعي القدسية الا انه يتعامل مع واقع غير مقدس ولك كل الود شريف
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: شريف محمد ادوم)
|
شكرا اخي بكري, واعود لكي اواصل التبحر في النفقطه الثالثه في خطابكم الاول. من خلال منظوري الخاص , انا ضد اطلاق الاتهامات جزافا( الفاظ كا ضال , او ملحد , او خلافه ,لها المردود السلبي) ولكن فوق ذاك , انا مع المباشره واحترم من يقول ( انا مسلم, او انا غير مسلم) واتيت هنا لكي ابين للناس اني علي هدي (وان الباقين علي غير). في كلمه او جمله واحده ( نعم للمباشره). ومن الناحيه الاخري لا للارهاب , واطلاق التهم و الخطاب الديني (الاسلامي) يمتلك خير واجدي (آليه) للاجابه لكل التساؤلات دون اللجؤ (للعنف). تفكيك النقطه الرابعه .. اصبت في صدر النقطه ,والتحليل مقبول لموضوع ( الصبر والمثابره) التي اتبعها الرسول الكريم ( داخل مكه). خرج السيف بعد اذي بالغ( كان دفاعا عن النفس) في بدايه الامر , وحتي بعد دخول النبي (مكه) طبق ( العفو عند المقدره) وضرب مثالا رائعا ما كان محتزا في ذاك الوقت. اكتفي بهذا القدر..وشكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: شريف محمد ادوم)
|
الاخ ابوامنة كل سنة وانت طيب.
Quote: فالمتبرجة هذى تاذيك فقط لانك تحمل بذرة ثقافة( اسلاموعربية) التحفز الجنسى فيها عالى الى درجة لا يذكر فيها المراءة الا والجنس ملازما لها |
الاخ ابوامنة من حيث المبدأ انا لا احاول ان اقول ان الحجاب بشكله المعروف هو وسيلة الوحيدة للسترة، واوافق ان الثوب السوداني يمكن ان يودي وظيفة اللبس الشرعي للاسلام، ولكني لاحظت ان الاخ بكري الجاك في رده حاول ان يقول ان الانسان ذو الثقافة الاسلاموعربية فقط الذي يتاثر بالمراة المتبرجة، وهذا الحديث غير واقعي بالمرة، ولهذا اتيت بالحديث عن تجارة الجنس في اوربا، فالمراة المتبرجة هي اداة اغراء واغواء وهذا من فطرة البشر، فلماذا نحاول ان نتجاوز عن الواقع ونبحث عن النظري. وبصراحة انا اعتقد ان المراة غير المتبرجة تتيح للاخرين التعامل معها بشكل محترم لانسانيتها وهذا الحديث ليس نتاج فقط لافكاري بل من تجاربي، فلماذا لا نمارس النقد من خلال تثبيت قيمنا الفاضلة بغض النظر عن تلك النظرة المعادية لكل ما هو عربي او اسلامي بدعوي اننا سودانين، وهنا استعير بعض حديثي مع بكري الجاك الا وهو ان الاسلام هوية في حد ذاته فبامكاني ان اقول اني مسلم وكفي عوضاً ان اي هوية اخري حتي السودانية نفسها المشكوك في حدودها التي صنعها لنا استعمار، فحتي ما يعرف بالسودان كان يمكن ان اراد الاستعمار غير السودان الذي نعرفه الان. وكل سنة وانت طيب ودمت
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: msd)
|
الاخ ابوعرفة:
كل سنة وانت و اسرتك الكريمة بالف خير
انا من المؤمنين اخى ابا عرفة بانه لايوجد مجال لممارسة هذا الفصام النفسى والمعرفى اكثر من ما هو ممارس, فالى متى سيظل هؤلاء القوم( المجتمعات الاسلامية) يتمتعون بالانتاج المادي للعلم الذى لم يساهموا فيه بشيء ويرفضون الاسس النظرية التى قام عليها العلم ( العقلانية المعاصرة) ولا يشعرون باي حرج تحت بند ان الله سخر لهم الغرب( الكفار والمشركين) لانتاج ما يجمل حياتهم من ستلايت و طيران و بلاجات و مراقص و انترنت و لا يبدو عليهم انهم سيعملون ذهنهم فى البحث عن الكيفية التى استطاع بها الاخرون التطور و لا يرون اي غضاضة فى ذلك اما مسالة المساهمة فى انتاج المعرفة فهذا ليس فى دائرة المفكر فيه, ولا خيار امامنا سوي الحفر و النقد و التفكيك لهذا العقل الاسطوري لارساء دعائم العقلانية فى الفكر السودانى على الاقل اذا جاز استخدام فكر سودانى هذى. علنا نسهم فى مسيرة الانسانية بشيء بالرغم من اننا كحال الذى دخل السينما فى منتصف الفيلم. ابقى قريبا و ننتظر مساهماتك
الاخ طارق: انتصب واقفا لتحيتك على بقائك ومتابعتك و اتفق مع ملاحظتك فى مشكل اللغة التى اعتقد انها مفهومة للغالبية خصوصا الذين يستطيعون استخدام التقنية الكمبيوترية اما اذا كان الخطاب سيوجه خارج هذه الشرائح فحتما لابد لنا من الانتباه حتى لا يردد البعض امين , شكرا على كلماتك الطيبات. الاخ محب : مداخلاتك و محاولاتك للتوضيح تثري الحوار اعود واقول ان الاسلام الدين الحق ( انا مقتنع, وقد تكون غير) ولكن طريقه عرض هذه الحقيقه تصنع الاختلاف الكثبر في نفوس الكثيرين. جاءت طالبان لتقول ان الاسلام الدين الحق ,ولكن كانت رسالتهم عبر الارهاب وقتل الناس واستعباد المراْه. بلا شك ان الطريقه الطالبانيه خطاء , كما الحال واقع علي بعض ( طرق بعضهم في هذا المنبر)
اخى محب اذا كان المرجعية كما يقولون واحدة ( الكتاب/السنة/القياس/الاجماع/الاجتهاد) فكيف تري الواقع اليوم الذى يقتل فيه الناس مسلمين و غيرهم تحت بند الجهاد الذى هو مفهوم اسلامى طبعا, اما ان تاخذ بحديث الاخ اسعد وتبحث عن الفرقة الناجية و متى ما وصلت الى يقين وثوقى بان الفهم الذى فى راسك هو الصيح وعليه انت من الناجين وبالتالى سوف تبدا فى وصف الاخرين بالنعوت المذكورة او ان تقف موقف الوسط لتقول ان هذا غلو وتطرف وهنالك من هو متاهب لسفك دمك لانك خارج عن الملة لانك لم تفهم الدين كفهمه الذى طابقه تماما مع الدين وعلى ضوءه بدا توزيع شهادات الايمان, نحن فى تفكيك هذا الحطاب لسنا فقط بصدد التحليل واما المرجعيات المذكورة اعلاه بصدد ممارسة نقد و تحليل لها لانها من وضع بشر عاديون لا يملكون اكثر من ما نملك وربما نتفوق عليهم باننا نعيش فى زمان الكشف العلمى فيه متاح و سهل , فهم كانوا يكتبون على ورق البردي و نحن نكتب فى السيرفا (الهواء) تخيل حجم الفرق .
الاخ MSD
حتى لا اكرر ما ورد على لسان الاخ ابوامنة انا فعلا قصدت ان مفهوم العورة و السفور و السترة تحددها معيير ثقافية, اتفق معك ان الفطرة الانسانية تتعرض للاثارة فى مستويات تختلف نسبيا و ايضا لعوامل ثقافية و بيئية ترتبط بالتنشئة, فاذا انت استعرت بترينات امستردام كمثال انا استخدمت شواطيء و بلاجات مختلفة للاستدلال على ان فكرة الاذية فى حد ذاتها مفهوم ثقافى فانت تثار بفتيات الفاترينات لان لك ذاكرة محددة ثقافيا لكن لا اعتقد كما لم يصادفنى احتجاج من قبل سكان تلكم البلدان بان عرض النساء بهذا الشكل يثير حفيظتهم الجنسية و يؤذيهم و ربما يجعلهم فى حالة عدم قدرة للسيطرة على عواطفهم مما قد يسبب اغتصاب كما لم اسمع عن تحليل فى اي من تلك الدول لربط حالات الاغتصاب بالزي و السفور و العورة وما الى ذلك بل كلها تجنح الى تحليل حالات الاحباط والعطالة وغيرها من عوامل. الاخ بشاشة اتفق معك, بل ازيدك بانه لمن مصلحة الاسلام كدين للبشرية جمعاء من ان يتخلص من جنسيته الثقافية ليخاطب كل ناس بلفتهم و بثقافتهم , والازمة يا يشاشة ان اية مثل (كنتم خير امة اخرجت للناس) تفهم على اساس ان الامة المعنية هى العرب سياقا وعليه يصبح كل من يدخل الاسلام لابد له ان يستعرب و تتم عملية اعادة الانتاج و من ثم يدخل فى دائرة (خير امة) , اذا لم يحدث هذا فستظل حضارية الاسلام كدين محل سؤال كبير ولكى تتم هذه العملية لابد من ثورة عقلانية نحاول مع الاخرين فى ان نساهم فيها بقدر ما اوتينا من قوة. و لتفسير كلامك قصدت ان تقول ان الاسلام عرف طريقه للسودان بعد ان حاور الثقافات الموجودة اخيرا كان هذا الاسلام الشعبى الذى يعمل القوم (جماعة الاسلام السياسى) على تكسيره لارجاعنا للمركزية العربية التى لا ناقة لنا فيها ولا جمل.
الاخ الصديق ابو عرفة: قلت ما قصدت قوله بل احسن منى كعادتك دوما, فى انتظار تعليقك على التقسيم المقترح اعلاه.
اخى وصديقى شريف كل سنة وانت طيب وشنو الغيبة والسنة دى زي ما عايز علها الا تكون مثل سابقاتها. هذا هو جوهر الموضوع اعادة التفكير و النقد و التحليل و التفكيك لكل ما ظل يعتبر من المسلمات فالتاريخ الاسلامى كتاريخ ليس فيه شيء ليتعالى على السياقات الموضوعية التى انتجت كل التواريخ البشرية سواء تواريخ اديان او شعوب او حضارات, فقراءته بعيدا عن القدسية و الهيبة المصطنعة اصبحت ضرورة حياتية لتصحيح الفهم ووقف القتل باسم الله اولا ولدعمه باسس عقلانية تجعل امكانية قبوله هى مدي احترامه للعقل وليس صم لمب على الطريقة السائدة, فها انت تحمل معولك للبحث و التنغيب فى عمليات البحث عن الحقيقة , فهلا رابطت معنا و زدتنا فى الشعر بيت .
الاخ محب مرة ثانية واصل فانت حتما ستضيف الاخ msd كتبت سودانين، وهنا استعير بعض حديثي مع بكري الجاك الا وهو ان الاسلام هوية في حد ذاته فبامكاني ان اقول اني مسلم وكفي عوضاً ان اي هوية اخري حتي السودانية نفسها المشكوك في حدودها التي صنعها لنا استعمار، فحتي ما يعرف بالسودان كان يمكن ان اراد الاستعمار غير السودان الذي نعرفه الان.
ما زلنا مختلفون فى مسالة ان الاسلام هوية , فمقولة ان الاسلام هوية هى فى حد ذاتها اس المشاكل التى تملا الارض ضجيجا اليوم, الغريبة ان التجربة العملية فى السودان اثبتت ان الاشتراك فى العقيدة والدين لا يزيل الفوارق الثقافية , قد تقول ان اسلامهم تملاءه الشوائب ومن ثم ستظل تحدثنا عن واقع افتراضى نظري لم يوجد حت فى مجتمع المدينة التى هى المجتمع المثالى فى الاسلام, فالذى يحدث فى دارفور الان لخير شاهد على ما اقول, فاذا لم يستطع الاسلام ان يكون هوية لشعوب فى وطن صغير مثل السودان ولم يستطع ان يكون هوية لاقطار عدة تفترض ان بها غالبية اسلامية فكيف له ان يكون هوية لشعوب لا تجمعها اي روابط لا اللون ولا اللغة و الا الثقافة ولا العرق, وربما تقول لى ان رسالة الاسلام اتت اصلا لتسمو باناس من ضيق الانتماء الى رحابة التاخى و ساقول لك ان فكرة تحقق ذلك بمفهوم الذوبان فى بوتقة كبيرة لتسمى البوتقة الاسلامية التى انصهر فيها الناس بدون اي خلفيات هى فكرة غير واقعية و غير عملية على الاقل فى زماننا هذا , فالدول التى كل شعوبها مسلمون وثقافتهم واحدة( المملكة) تباينت قبائلهم وبطونهم وافخاذهم لم يستطيعوا تقديم تجربة نموذجية فكيف الشعوب التى تحمل من التضاد والتنافر ما هو فطري, لذلك مفهوم دولة المواطنة هو المخرج على الاقل فى وقتنا الراهن.
ولكم شكري لاثراء هذه النافذة بالحوار المثمر
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
Quote: فاذا انت استعرت بترينات امستردام كمثال انا استخدمت شواطيء و بلاجات مختلفة للاستدلال على ان فكرة الاذية فى حد ذاتها مفهوم ثقافى فانت تثار بفتيات الفاترينات لان لك ذاكرة محددة ثقافيا لكن لا اعتقد كما لم يصادفنى احتجاج من قبل سكان تلكم البلدان بان عرض النساء بهذا الشكل يثير حفيظتهم الجنسية و يؤذيهم و ربما يجعلهم فى حالة عدم قدرة للسيطرة على عواطفهم مما قد يسبب اغتصاب كما لم اسمع عن تحليل فى اي من تلك الدول لربط حالات الاغتصاب بالزي و السفور و العورة وما الى ذلك بل كلها تجنح الى تحليل حالات الاحباط والعطالة وغيرها من عوامل.
|
الاخ بكري الجاك ان بترينات امستردام وغيرها من البرتينات في اوربا بالاضافة للدعاية الجنسية في اوربا ليست موجهة لاسلاموعربيين بل موجهة لمواطن موجود في اوربا، وهذه هي النقطة التي اعتمدت عليها بان حصر المسائل بمسالة الاسلاموعربية مخلة ولن تودي الي شي، فهناك حد ادني انساني يتشابه فيه جميع البشر، وربما يمكنني القول ان السفور واثره الجنسي الاغرائي علي الرجل واحد من هذه المشتركات، فكل افلام الاثارة ودعايتها تعتمد علي عرض المراة بشكل سافر، فهل حدث مرة ان رايت امراة يراد بها اغراء الناس لابسة لتوب سوداني او حجاب ايراني او سعودي، ولهذا فاني اطالب بان يكون النقاش واقعي ويستند علي شي من الواقعية وليس نظرياً بحتاً. بخصوص ان الاسلام هوية فهو هوية، فالمسلم شاء ان ابي هو اخو المسلم، وهناك ملتقيات فكرية وعقدية وتعبدية كثيرة تجمع بين المسلمين، فعلي الاقل جميع المسلمين يتوجهون نحو قبلة واحدة، ويومنون باله واحد ورسول واحد، بالاضافة لوجود توجيهات اسلامية واضحة لهذه الاخوة، فكيف لمسلم ان يستل كل تلك التوجيهات ويرمي بها عرض الحائط، الا ان ما يحدث من شقاق وخلاف هو من طبيعة البشر وغلوهم في ارائهم وغرورهم، ولكن كل ما يحدث لاينفي وجود تلك الرابطة، كما قلت هذا علي المستوي النظري ممكن ولكنك تنفي امكانية حدوثه علي المستوي الواقعي، ولكني اقول انه علي المستوي الواقعي ايضاً موجود، وبامكاني ان اتي بادلة عملية علي ذلك، فانا في بلد غريب واجتمع بشكل دوري مع اخواني المسلمين سواء في الجامع او اثناء بحثي عن الاكل الحلال بالاضافة لنظرتي للحياة بشكل عام ولهذا فالجميع هنا يشعر بذلك التقارب بين المسلمين بغض النظرعن جنسياتنا. اما دولة المواطنة فهي دولة وهمية تحاول ان تضع الجميع في بوتقة واحدة وربما تكون ليس هناك اي مبررات لهذا الاتحاد، ولهذا فاني دائماً عندما انظر لهذه الدول الوهمية لا اجد انها اكثر من مخلف من مخلفات الاستعمار وفي كثير من الاحيان تفتقد المبرر لاستمرارها ولهذا تبدا الحروب والاقتتال، فالسودان بوضعه الاستعماري المتعارف عليه ليس اكثر من مجموعة من الشعوب وضعت مع بعضها البعض ولا تحمل اي بذرة لبقاءها مع بعضهاالبعض ولهذا فلن تتوفق تلك الحروب الاهلية، ولكني انظر دائماً ليوم تكون فيه المصالح الاقتصادية هي الرابط وعندها ربما يكون السودان بشكله المحدد من الاستعمار ممكن. ولك الود
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
عزيزي بكري عذرا لقد كنت بصديد ان انقل بعض الاجزاء من كتاب الحقيقة الغائبة للمفكر الشهيد فرج فؤادة ولكني فضلت ان انقلها في بوستك هنا حتي تساهم في البحث عن الحقيقة وسط هذا الكم الهائل من الارهاب والتكفير واكرار لك اعتذاري اذا انني لم استشيرك
الوضوح والصراحة في الموضوع الذي أناقشه استثناء ، فقد صبت في المجرى روافد كثيرة ، منها رافد الخوف ، ومنها رافد المزايدة ، ومنها رافد التحسب لكل احتمال ، وخلف ذلك كله يلوح سد كبير ، يتمثل في الحكمة التي يطلقها المصريون ، والتي تدعو إلى ( سد ) كل باب يأتيك منه الريح ، فما بالك إذا أتاك إعصار التكفير ، وارتطمت بأذنك اتهامات ، أهونها أنك مشكك ، وأسئلة أيسرها – هل يصدر هذا من مسلم ؟ - وواجهتك قلوب عليها أقفالها ، وعقول استراحت لاجتهاد السلف ، ووجدت أن الرمي بالحجارة أهون من إعمال العقل بالبحث ، وأن القذف بالاتهام أيسر من إجهاد الذهن بالاجتهاد ..
هذا حديث دنيا وإن بدا لك في ظاهرة حديث دين ، وأمر سياسة وحكم و إن صوروه لك على أنه أمر عقيدة وإيمان ، وحديث شعارات تنطلي على البسطاء ، ويصدقها الأنقياء ، ويعتنقها الأتقياء ، ويتبعون في سبيلها من يدعون الورع (وهم الأذكياء) ، ومن يعلنون بلا مواربة أنهم أمراء ، ويستهدفون الحكم لا الآخرة ، والسلطة لا الجنة ، والدنيا لا الدين ، ويتعسفون في تفسير كلام الله عن غرض في النفوس ويتأولون الأحاديث على هواهم لمرض في القلوب ، ويهيمون في كل واد ، إن كان تكفيراً فأهلاً ، وإن كان تدميراً فسهلا ، ولا يثنيهم عن سعيهم لمناصب السلطة ومقعد السلطان ، أن يخوضوا في دماء إخوانهم في الدين ، أو أن يكون معبرهم فوق أشلاء صادقي الإيمان .
لعلك أدركت أيها القارئ أنني أخوض معك في موضوع قريب إلى ذهنك بقدر ما ألح عليه ، وما أكثر ما ألح ، بل ما أصرح ما ألح ، حين ارتفعت ولا تزال ترتفع ، في الانتخابات السياسية والنقابية في مصر رايات مضمونها ( يا دولة الإسلام عودي ، الإسلام هو الحل ، إسلامية إسلامية ) .
وهي رايات لا تدري أهي دين أم سياسة ، لكنك تجد مخرجاً في تصور مصدريها أن الدين والسياسة وجهان لعملة واحدة ، وأن تلك الأقوال تعبير عاطفي عن شعارات الإخوان المسلمين القديمة ، بأن الإسلام دين ودولة ، مصحف وسيف . . . الخ .
وقبل أن تسألني ( وهل تنكر ذلك ) يجدر بي أن أضعك أمام وجهتي نظر ، كل منهما تقبل الاجتهاد ، بل وقبل ذلك كله ، تقتضي الإجهاد ، وأقصد بذلك إجهاد الفكر بحثاً عن حقيقة غائبة .
أما وجهة النظر الأولى ، ولا أشك أنها وراء ما ذكرت من دعاوى ، فأنها تتمثل في إن المجتمع المصري مجتمع جاهلي أو بعيد عن صحيح الدين .
وبين مقولة تجهيل المجتمع ، ومقولة الابتعاد عن صحيح الدين ، تتدرج مواقف القائلين بين التطرف لأصحاب المقولة الأولى ، والاعتدال للقائلين بالثانية ، لكنهم جميعا متفقون على أن نقطة البدء بالحل تكمن في التطبيق الفوري للشريعة الإسلامية ، وأصحاب وجهة النظر هذه يطرحون خلف ظهورهم خلافهم حول رأيهم في المجتمع الحالي ، ويستقرون بدعوة تطبيق الشريعة ، مؤكدين أن هذا التطبيق ( الفوري ) سوف يتبعه صلاح ( فوري ) للمجتمع ، وحل ( فوري ) لمشاكله .
هذا عن وجهة النظر الأولى ، أما وجهة النظر الثانية ، فلعلي ألمح على وجهك قبل أن أعرضها تساؤلاً مضمونه ( وهل هناك وجهة نظر ثانية ) ، ولعلي أتلمس خلف هذا التساؤل تصوراً بأن وجهة النظر الثانية لابد وأن تتناقض مع ما توصلت إليه وجهة النظر الأولى ، وأنها تصبح والأمر كذلك مصطدمة أو متصادمة مع دعوة لتطبيق أصل من أصول العقيدة .
لكني أبادر فأطمئنك بأن وجهة النظر الثانية ، لا تناقض الإسلام بل تتصالح معه ، ولا تأتي من خارجه بل تخرج من عباءته ، ولا تصدر عن مارق بل تصدر عن عاشق لكل قيم الإسلام النبيلة والعظيمة ..
إن وجهة النظر الثانية تستند إلى مجموعة من الفروض يمكن عرضها فيما يلي :
أولا : إن المجتمع المصري ليس مجتمعاً جاهلياً ، بل هو أحد أقرب المجتمعات إلى صحيح الإسلام إن لم يكن أقربها ، حقيقة لا مظهراً ، وعقيدة لا تمسكاً بالشكليات، بل أن التمسك الأصيل والشديد بالقيم الدينية يمكن أن يمثل ملمحاً مصرياً .
يصدق هذا على موقف المصريين من العقائد الدينية الفرعونية قبل ظهور الأديان السماوية ، بقدر ما يصدق على موقف المصريين من الدين المسيحي قبل دخول الإسلام مصر ، بقدر ما يصدق أيضاً بدرجة أوضح من كل ما سبق على موقف المصريين من الإسلام ، والشواهد على ذلك كثيرة ، بدءاً من تردد المصريين على المساجد وحماسهم ، وتنافسهم على مركز الصدارة في عدد الحجاج من بلاد العالم الإسلامي كله ، واحتفائهم بالأعياد الدينية ، بل وتحول شهر رمضان إلى عيد ديني قومي لا يمكن تبرير الشغف به ، والاحتفاء بحلوله ، والحسرة على انتهائه إلا بأصالة وعمق الشعور الديني ، وانتهاء بما ساهمت مصر في مجال العقيدة والاجتهاد ، بدءاً بالليث بن سعد ، وفقه الشافعي في مصر ، وانتهاء بالأزهر الشريف ودوره كمنارة للفكر الإسلامي .
ثانياً : إن تطبيق الشريعة الإسلامية ليس هدفاً في حد ذاته ، بل إنه وسيلة لغاية لا ينكرها أحد من دعاة التطبيق وأقصد بها إقامة الدولة الإسلامية ، وهنا مربط الفرس ومحور النقاش ، ودعاة تطبيق الشريعة الإسلامية كما سبق وذكرنا يرفعون شعار أن الإسلام دين ودولة ، والشريعة الإسلامية في مفهومهم تمثل حلقة الربط بين مفهوم الإسلام الدين ومفهوم الإسلام الدولة ، ليس ربطاً بين مفهومين مختلفين ، بل تأكيداً على أنهما وجهان لعملة واحدة – في رأيهم – وهي صحيح الإسلام .
هنا ينتقل النقاش إلى ساحة جديدة ، هي ساحته الحقيقة ، وهي ساحة السياسة ، وهنا يطفو على سطح النقاش سؤال بسيط وبديهي ، ومضمونه أنهم ما داموا قد رفعوا شعار الدولة الإسلامية وانتشر أنصارهم بين الأحزاب السياسية يدعون لدولة دينية يحكمها الإسلام ، فلماذا لا يقدمون إلينا – نحن الرعية – برنامجاً سياسياً للحكم ، يتعرضون فيه لقضايا نظام الحكم وأسلوبه ، سياسته واقتصاده ، مشاكله بدءاً من التعليم وانتهاء بالإسكان ، وحلول هذه المشاكل من منظور إسلامي .
أليست هذه نقطة ضعف جوهرية يواجههم بها من يختلفون معهم سواء بحسن نية ، وهو ما نظن ، أو بسوء نية ، وهو ما يعتقدون وما يتعين عليهم سد ذرائعه حتى لا يتركوا لأحد مجالاً لنقد أو رفض .
هنا يبدو الأمر منطقياً لا تناقض فيه ، وهنا يصبح رفعهم شعار الدين والدولة معاً أمراً مقبولاً ، وهنا يصبح رفضهم لفصل الدين عن السياسة وأمور الحكم رفضاً له من الوجاهة حظ كبير ، وله من المنطق سند قوي ، بل وأكثر من ذلك تصبح قضية تطبيق الشريعة الإسلامية جزءاً من كل ، وهي جزء لا يتناقض مع الكل بحال بل يتناسق معه ، ففي مجتمع الكفاية والعدل ، حيث يجد الخائف مأمناً ، والجائع طعاماً ، والمشرد سكناً ، والإنسان كرامة ، والمفكر حرية ، والذمي حقاً كاملاً للمواطنة ، يصعب الاعتراض على تطبيق الحدود بحجة القسوة ، أو المطالبة بتأجيل تطبيقها بحجة المواءمة ، أو عن قبول بارتكاب المعصية اتقاء لفتنة ، أو تشبها بعمر في تعطيله لحد السرقة في عام المجاعة ، أو لجوءاً للتعزير في مجتمع يعز فيه الشهود العدول .
لعلك متفق معي – أيها القارئ – فيما توصلت إليه من أن مسألة كهذه ، يحب ألا تفوت على المشتغلين بالعمل السياسي الديني ، بل لعلك تتجاوز التعجب إلى الاعتقاد بأن هذا أمر يسير وأنه إلى تدارك ، بل ربما اعتقدت عن تفاؤل بأنه أمر سهو ، وأن السهو إلى زوال ، لكني لا أشاركك تفاؤلك ، لسبب يعلمه دعاة تطبيق الشريعة ويعانون منه ، وأقصد به عقم الاجتهاد ، بل إن شئت الدقة اجتهاد العقم ، وخوف الاختلاف ، بل إن شئت الدقة خلف الخوف ، وطمع الاستسهال ، بل إن شئت الدقة استسهال الطمع ، وعجز القدرة ، بل إن شئت الدقة قدرة العجز .
ليس فيما أقوله بلاغة باللفظ ، بل هي حقيقة تستطيع أن تلمس عشرات الأمثلة على صدقها ، ودونك أيها القارئ العزيز ما حدث في قوانين الأحوال الشخصية ، والتي شهدنا ثلاثة منها في عشر سنوات ، أثار الأول منها ثائرة المدافعين عن حقوق المرأة فكان القانون الثاني الذي أثار حفيظة المدافعين عن حقوق الرجل ، فكان الثالث الذي هدأت به ثائرة الثائرين إلى حين ، على الرغم من أن قانون الأحوال الشخصية جانب هين من جوانب أي برنامج سياسي ، بل أنه أسهل جوانب تطبيق الشريعة الإسلامية ، لأنه لا خلاف عليها أو حولها في كونها المصدر الوحيد للتشريع في هذا المجال ، وهي في النهاية قضية يبدو وجهها الديني أكثر وضوحاً من أي وجه آخر .
لكن المشكلة أتت من مواجهة العلماء لعالم جديد ، ترتبت فيه للمرأة حقوق لم تترتب في عصر سابق ، وأصبح عمل المرأة على سبيل المثال واقعاً لا منـّة أو منحة ، وحقاً مكتسباً لا سبيل إلى مناقشته ، وطرحت المتغيرات الجديدة في المجتمع من الظروف ما لا سابقة له في عهد مالك أو أبي حنيفة أو الشافعي أو ابن حنبل ، فأزمة الإسكان قائمة ، بل إن هناك ما لم يعرفه الفقهاء الأربعة حين ناقشوا هذه القضية ، من حكم الشقة المستأجرة أو ( التمليك ) ، وهي كلها أمور أوقعت العلماء في حيص ( و هو الاختلاف بينهم ) ، وفي بيص ( وهو الخلاف بينهم من ناحية وبين قطاعات كبيرة في المجتمع من ناحية أخرى ) .
وفي كل حال من الأحوال الثلاث – أقصد القوانين الثلاثة – وجد العلماء ضالتهم في الانتقال من مالك إلى أبي حنيفة ، فإن لم يجدوا انتقلوا إلى فتاوى فقهاء أقل حظاً من الشهرة من أمثال سهل بن معاوية ، وهم في كل الأحوال لم يتجاوزا القرن الثاني الهجري قيد أنملة ، أو إن شئنا الدقة قيد عام .
ماذا سيكون الحال إذا تطرق الأمر إلى مجال الاقتصاد ، وشغل دعاة الدولة الإسلامية أنفسهم بقضية زيادة الإنتاج في المجتمع ، وفوجئوا بحجم استثمارات القطاع العام التي تتراوح بين ثلاثين إلى خمسين مليار جنية ، يعتمد تمويلها على مدخرات المصريين في بنوك القطاع العام . والمدخرات في صورة ودائع ، والودائع تستحق فوائد ، وآخر اجتهادات القرن الثاني الهجري ، والتي لم تعاصر قطاعاً عاماً أو بنوكاً أدخلت العائد الثابت للمدخرات في دائرة الربا ، وآخر ما و صل إليه الداعون للدولة الإسلامية هو الركون إلى اجتهادات هؤلاء الفقهاء ، وكأنها تنزيل من التنزيل ، ماذا سيكون الحال ؟ ..
مأزق إن تجمدوا ، وبرنامج سياسي إذا اجتهدوا ، ولعل أول الحالين أقرب لتصوير الواقع ، فالتصوير أهون من التطوير ، والحكم بخروج المجتمع كله من دائرة الإيمان أسهل ، والحكم بعدم مشروعية الفوائد أيسر ، وتجهيل المجتمع ومؤسساته أضمن ، والنحو باللائمة على الزمان أسهل السبل ، والترحم على الشاعر العربي وارد حين قال ( نعيب زماننا والعيب فينا ) ، هذا عن هين الأمور ، وأقصد به التفصيلات ، أما أصعبها وأقصد به الأمور العامة ، والمنظمة لأسلوب اختيار الحاكم أو أسلوب الحكم أو العلاقة بين السلطات فإن تناول أي منها هو المحك الحقيقي لدعوة ( الدولة الدينية ) بعيداً عن سجع الألفاظ وشقشقات البلاغة .
وأنت في طرحك للأسئلة وبحثك عن الإجابات تكتشف أنك في سباق للموانع ، ومباراة لاستعراض حجم ضخم من الخلافات التي لم تحسم ، ولم يمنع عدم حسمها ، نتيجة غياب الاجتهاد المستنير ، أن يدعوك البعض إلى خوض التجربة ، وأن يتحاشى الجميع الخوض فيها إيثاراً لراحة البال ( بالهم هم ) ، وتجنباً للخلاف ( خلافهم هم ) ، وهم في كل الأحوال في مأمن ، إن أعجزتهم الإجابة أفتوا بأنك لا تملك أدوات البحث في القضايا الدينية ، وإن أفحمهم المنطق تنادوا بأنك عميل للإمبريالية ، أو متأثر بالشيوعية ، أو ناطق بلسانهما معاً .
وحتى لا تتحول القضية إلى تراشق فإنني سأحاول معك أن أستعرض بعضاً من تلك الموانع التي أشرت إليها ، ولنبدأ بالحاكم ، وبديهي أن أول ما سيتبادر إلى ذهنك هو الشروط التي يجب أن تتوافر فيه ، وقد تتصور أن الشروط سهلة ، وأنها يمكن أن تتمثل في كونه مسلماً عاقلاً رشيداً إلى آخر هذه الأوصاف العامة ، لكنك تصطدم بشرط غريب ، تذكره كثير من كتب الفقه ، وهو أن يكون ( قرشياً ) ، وقد تتعجب من أن ينادي البعض بهذا الشرط باسم الإسلام ، الذي يتساوى الناس أمامه ( كأسنان المشط ) ، والذي لا يعطي فضلاً لعربي على عجمي إلا بالتقوى .
وقد يتبادر إلى ذهنك خاطر غريب ، وإن كان صحيحاً ، يتمثل في أن هذا الشرط قد وضع لكي يبرر حكم الخلفاء الأمويين أو العباسيين ، وكلهم قرشي ، بل قد يتداعى إلى ذهنك ما قرأته في كتب التاريخ القريب عن الملك فاروق في أول عهده ، حين قدمه محترفو السياسة إلى المصريين في صورة الملك الصالح ، وظهر في الصور بلحيته ومسبحته ونصف إغفاءة من عينيه ، وتسارع بعض رجال الدين ( الطموحين ) إلى المناداة به ملكاً ( وإماماً ) للمسلمين ، واجتهد الأذكياء منهم في إثبات نسبه للرسول ، وتبارى الإعلام في الإعلان عن هذا النسب وتأكيده ، تحقيقاً لشرط من شروط الإمامة ، وسداً للذرائع على المعترضين .
ولعلك مثلي تماماً لا تستريح لهذا الشرط ، الذي يصنف المسلمين إلى أصحاب دم أزرق وهم القرشيون الحكام ، وأصحاب دم أحمر ينتظم الأغلبية ، لكنهم يواجهونك بحديث نبوي مضمونه أن الإمامة من قريش ، وتتبادر إلى ذهنك في الحال عشرات الأحاديث التي وضعها الوضاعون ، والتي و صلوا فيها إلى تسمية الخلفاء العباسيين وتحديد موعد خلافتهم بالسنة واليوم ، وهي كلها أحاديث وضعها من لا دين لهم هوى الحكام ، ولا ضمير لهم ولا عقيدة ، لكنك في نفس الوقت تخشى من اتهامك بالعداء للسنة ، خاصة من الذين قصروا دراستهم للأحاديث النبوية على أساس السند وليس على أساس المتن ( أي المعنى والمضمون ومدى توافقه مع النص القرآني ) .
ولا تجد مهرباً إلا بتداعيات اجتماع سقيفة بني ساعدة في المدينة ، والذي اجتمع فيه الأنصار لانتخاب سعد بن عبادة ، وسارع أبو بكر وعمر وأبو عبيده الجراح إليهم ورشحوا أبا بكر ، ودار حوار طويل بين الطرفين ، انتهى بمبايعة أبي بكر ، وأنت في استعراضك للحوار ، لا تجد ذكراً للحديث النبوي السابق ، وهو إن كان حديثاً صحيحاً لما جرؤ سعد بن عبادة سيد الخزرج على ترشيح نفسه ، ولكفى أبا بكر وعمر والجراح مؤونة المناظرة ، ولما فاتهم أن يذكروه وهو في يدهم سلاح ماض يحسم النقاش ، ويكفي أن تعلم أن سعد بن عبادة ظل رافضاً لبيعة أبي بكر إلى أن مات ، ولم يجد من يأخذ بيده إلى هذا الحديث فيبايع عن رضى وهو الصحابي الجليل ذو المواقف غير المنكورة في الإسلام ، غير أن لكل ظاهرة سيئة وجهها المفيد ، فقد انبرى أصحاب الرأي الآخر ، والذين يؤمنون بحق الاكفأ في الحكم دون اعتبار لنسبه إلى ذكر أحاديث مضادة بمنطق " وداوها بالتي كانت هي الداء " ، مضمونها أنه لا مانع من أن يحكم المسلمين عبد حبشي أسود ( كأن رأسه زبيبة ) فأعادوا للمنطق توازنه ، وأعطوا لكثير من الطوائف الإسلامية التي نشأت فيما بعد سنداً لرأيهم المعارض لخلافة العباسيين ، وإن كانت نتيجة ذلك كله ، وضع المانع الأول في مسيرة الدولة الإسلامية ، وهو الخلاف الفقهي حول نسب الحاكم وهل يكون بالضرورة قرشياً أم أنه الاكفأ بغض النظر عن نسبه ، ولا عبرة هنا بالمنطق أو بواقع الحال ، فسيف إنكار الحديث وارد على رقاب كل من الطرفين ، في قضية أتصور أنا وأنت أنها هينة سهلة ، لا تستحق عناء ولا تقتضي طول بحث ، ولا تنتقل منها أو تتجاوزها إلى أسلوب تولية الحاكم حتى تكتشف مانعاً ضخماً يدور حوله الجدل إلى اليوم ولا يقنع المتجادلون فيه بمنطق بسيط وواضح وهو أن القرآن لم يترك قاعدة في هذا الأمر ، والرسول لم يعرض لها من قريب أو بعيد وإلا لما حدث الخلاف والشقاق في اجتماع السقيفة ، ولما رفض على قبول تولية أبي بكر ومبايعته على اختلاف في الرواية بين رفضه المبايعة أياماً في أضعف الروايات ، وشهوراً حتى موت فاطمة في أغلبها ، بل إن أسلوب السقيفة لو كان هو الأصح ، لاتبعه أبو بكر نفسه وترك تولية من يليه إلى المسلمين أو أهل الحل والعقد منهم ، وهو ما لم يفعل حين أوصى لعمر بكتاب مغلق بايع عليه المسلمون قبيل وفاته دون أن يعلموا ما فيه ، وهو أيضاً مرة أخرى ما خالفه عمر في قصر الاختيار بين الستة المعروفين ، وهم على وعثمان وطلحة والزبير وابن عوف وسعد ، وهو ما اختلف عن أسلوب اختيار على ببيعة بعض الأمصار ، ومعاوية بحد السيف ، ويزيد بالوراثة .
أنت هنا أمام ستة أساليب مختلفة لاختيار الحاكم ، يرفض المتزمتون تجاوزها ، ويختلفون في تفضيل أحدها على الآخر ، ويرى المتفتحون أن دلالتها الوحيدة أنه لا قاعدة ، وأن الإسلام السمح العادل ، لا يرفض أسلوب الاختيار بالانتخاب المباشر أو غير المباشر ، وهو ما لا أظن أنه كان يوماً ، حتى يومنا هذا محل اتفاق أو قبول عام من أنصار الدولة الدينية .
ولعلي لا أتحدث من فراغ ، بل أصدر عن واقع النظم الإسلامية المعاصرة في عالمنا الحديث ، فهناك بيعة أهل الحل والعقد ( المختارون ) في السعودية مع قصر الترشيح على أفراد الأسرة المالكة ، وهناك المبايعة على كتاب مغلق يكتبه الحاكم ويوصى فيه لمن يليه اشتقاقاً من أسلوب اختيار أبي بكر لعمر ، في السودان في عهد النميري، وهناك ولاية الفقيه في إيران ، وهناك اعتبار الموافقة في الإستفتاء على الشريعة الإسلامية موافقة ضمنية على الحاكم واختياراً له في الباكستان ، وهناك في كل الأحوال مانع جديد يضاف إلى ما سبق ، وهو أن مدة تولية الحاكم في كل الأحوال السابقة مستمرة مدى حياته ، ولا عبرة في ذلك بأن البيعة على أساس الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله ، وأن الحاكم يعزل إذا خالف ذلك ، فما أكثر ما خالف ، دون أن يعزل أو حتى يعترض عليه قديماً كان أو حديثاً ، وحديث التاريخ في هذا ذو شجون بل قل ذو جنون ، سواء في تطرف الحاكم في خروجه على صحيح العقيدة أو تطرف الرعية في الخنوع لإرادته والخضوع لبطشه ، ولعل القارئ يلاحظ أنني قد تشددت في العبارات الأخيرة حتى أستلهم في ذهن دعاة الدولة الدينية رداً منطقياً بأن الشورى مانعة لبطش الحاكم ، حافظة لحق الرعية ، غير أني آسف إذا ذكرت لهم أن هذا بدوره يقود إلى مانع جديد هو الخلاف حول كنه الشورى ، وهل هي ملزمة للحاكم وهو رأي الأقلية أم أنها غير ملزمة له وهو رأي الأغلبية التي تفرق بين كون الحاكم ملزماً بأن يستشير ، وبين كونه في نفس الوقت غير ملزم باتباع رأيهم حتى إن اجتمعوا عليه جميعهم أو أغلبهم .
لقد أدرك بعض المخلصين من الدعاة أنهم يواجهون من ظروف المجتمعات الحديثة ما لم يواجهه السلف ، وأن الديموقراطية بمعناها الحديث ، وهو حكم الشعب بالشعب لا تتناقض مع جوهر الإسلام وأن اجتهادات المؤمنين بالديموقراطية ، والتي تمخضت عن أساليب الحكم النيابي ، والانتخابات المباشرة ، لا يمكن أن تصطدم بجوهر العدل في الدين الإسلامي ، وروح الحرية التي تشمل ويشملها ، ومن أمثالهم الأستاذ الكبير خالد محمد خالد والعالم الجليل محمد الغزالي ، لكنهم واجهوا تياراً كاسحاً من الرفض لما أملاه عليهم اتساع أفقهم ، وفهمهم لجوهر العقيدة الأصيل ، وانبرى زعماء التيارات الثورية والتقليدية في نقد الآراء وتفنيدها ، لا فرق في هذا بين معتدل أو متطرف ، ودونك ما نشر على لسان الأستاذ عمر التلمساني والأستاذ عمر عبد الرحمن وهو في مجمله يرفض مقولة حكم الشعب بدعوى أن الحكم لله ، وهو أمر لو أمعنت النظر فيه لما وجدت تناقضاً ، لكنهم يحاولون تأصيل منهجهم بافتراضات منها أن الأغلبية قد تقر تشريعاً يعارض شريعة الله ، وأن التسليم بحق المجالس النيابية في التشريع سلب لحق إلهي ثابت ومقدس ، وهو كونه جل شأنه المشرع الأكبر والوحيد .
وأنها – أي الديموقراطية – قد تعطل النص الشرعي بالرأي الشخصي ، وهكذا أيها القارئ لا تنتهي عقبة أو مانع إلا وتظهر عقبة جديدة أو مانع جديد ، وهي كلها موانع قد يسعد بها المجتهدون المتفتحون ، لأنها تفتح أمامهم باباً واسعاً للرأي وللاجتهاد دون خروج على صحيح الدين ، ودون تصادم مع روح العصر ، لكنها في الجانب الآخر تفزع من ركنوا إلى اجتهادات السلف أيما فزع ، وتضعهم بين شقي الرحى ، إن دارت يميناً طحنت برفض العصر ، وإن دارت شمالاً طحنت برفض العقل ، وإن سكنت أبقتهم حيث هم ، يهربون من الأصل إلى الفرع ، ويخفون منطقاً أواجههم به ، بل إن شئت الدقة أتحداهم به ، وهو أن الشريعة وحدها لا تستقيم وجوداً أو تطبيقاً إلا في مجتمع إسلامي أو بمعنى أدق دولة دينية إسلامية ، وأن هذه الدولة والجزئيات ، وأنهم أعجز من أن يصيغوا مثل هذا البرنامج أو يتقدموا به ، وأنهم يهربون من الرحى برميها فوق رؤوسنا ، داعين إيانا إلى تطبيق الشريعة الإسلامية ، التي تقودنا بالحتم إلى دولة دينية إسلامية ، نتخبط فيها ذات اليمين وذات اليسار ، دون منارة من فكر أو اجتهاد مستنير ، وليحدث لنا ما يحدث ، وليحدث للإسلام ما يحدث ، وما علينا إلا أن نمد أجسادنا لكي يسيروا عليها خيلاء ، إن أعجزهم الاجتهاد الملائم للعصر رفضوا العصر ، وأن أعجزهم حكم مصر هدموا مصر .
ثالثا : إنه من المناسب أن أناقش معك أيها القارئ مقولة ذكرتها لك ضمن وجهة نظر الداعين للتطبيق الفوري للشريعة ، وهي قولهم بأن التطبيق ( الفوري ) للشريعة ، سوف يتبعه صلاح ( فوري ) لمشاكله ، وسوف أثبت لك أن صلاح المجتمع أو حل مشاكله ليس رهناً بالحاكم المسلم الصالح ، وليس أيضاً رهناً بتمسك المسلمين جميعاً بالعقيدة وصدقهم فيها وفهمهم لها ، وليس أيضاً رهناً بتطبيق الشريعة الإسلامية نصاً وروحاً ، بل هو رهن بأمور أخرى أذكرها لك في حينها ، دليلي في ذلك المنطق وحجتي في ذلك وقائع التاريخ ، وليس كالمنطق دليل ، وليس كالتاريخ حجة ، وحجة التاريخ لدى مستقاة من أزهى عصور الإسلام عقيدة وإيماناً ، وأقصد به عصر الخلفاء الراشدين .
أنت أمام ثلاثين عاماً هجرياً ( بالتحديد تسعة وعشرون عاماً وخمسة أشهر ) هي كل عمر الخلافة الراشدة ، بدأت بخلافة أبي بكر ( سنتين وثلاثة أشهر وثمانية أيام ) ثم خلافة عمر ( عشر سنين وستة أشهر وتسعة عشر يوماً ) ثم خلافة عثمان ( إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وتسعة عشر يوماً ) ثم خلافة علي ( أربع سنين وسبعة أشهر ) .
وتستطيع أن تذكر بقدر كبير من اليقين أن خلافة أبي بكر قد انصرفت خلال العامين والثلاثة أشهر إلى الحرب بين جيشه وبين المرتدين في الجزيرة العربية ، وأن خلافة علي قد انصرفت خلال الأربعة أعوام والسبعة أشهر إلى الحرب بين جيشه في ناحية وجيوش الخارجين عليه والرافضين لحكمه في ناحية أخرى ، بدءاً من عائشة وطلحة والزبير في موقعة الجمل ، وانتهاء بجيش معاوية في معركة صفين ومروراً بعشرات الحروب مع الخوارج عليه من جيشه ، وأنه في العهدين كانت هموم الحرب ومشاغلها أكبر بكثير من هموم الدولة وإرساء قواعدها .
أضف إلى ذلك قصر عهد الخلافتين ، حيث لم يتجاوز مجموع سنواتهما ست سنوات وعشرة أشهر ، ويبقى أمامك عهد عمر وعهد عثمان ، حيث يمكن أن تتعرف فيهما على الإسلام الدولة في أزهى عصور الإسلام إسلاماً ، وأحد العهدين عشر سنين ونصف ( عهد عمر ) ، والثاني حوالي أثنى عشر عاماً ( عهد عثمان ) ، وهي فترة كافية لكل من العهدين لكي يقدم نموذجاً للإسلام الدولة كما يجب أن تكون ، فعمر وعثمان من أقرب الصحابة إلى قلب الرسول وفهمه ، والاثنان مبشران بالجنة ، وللأول منهما وهو عمر مواقف مشهودة في نصرة الإسلام وإعلاء شانه ، وهي مواقف لا تشهد بها كتب التاريخ فقط ، بل يشهد بها القرآن نفسه ، حين تنزلت بعض آياته تأييداً لرأيه ، وهو شرف لا يدانيه شرف ، وللثاني منهما وهو عثمان مواقف إيمان وخير وجود ، ويكفيه فخراً أنه زوج ابنتي الرسول ، هذا عن الحاكم في كل من العهدين .
أما عن المحكومين ، فهم صحابة الرسول وأهله وعشيرته لا تحدث واقعة إلا تمثل أمامهم للرسول فيها موقف أو حديث ولا يمرون بمكان إلا وتداعت إلى خيالهم ذكرى حدث به أو قول فيه ولا تغمض أعينهم أمام المنبر إلا وتمثلوا الرسول عليه قائماً ولا يتراصون للصلاة خلف الخليفة إلا وتذكروا الرسول أمامهم إماماً ، وهم في قراءتهم للقرآن يعلمون متى نزلت الآية ، وأين ، ولماذا إن كان هناك سبب للتنزيل ، وباختصار يعيشون في ظل النبوة ويتأسون بالرسول عن قرب وحب ، هذا عن المحكومين ، ولا يبقى إلا الشريعة الإسلامية وهي ما لا يشك أحد في تطبيقها في كل من العهدين .
بل أنك لا تتزيد إن أعلنت أن هذا العهد أو ذاك ، كان أزهى عصور تطبيقها لأنها لزوم ما يلزم في ضوء ما سبق أن ذكرنا بشأن الحاكم والمحكوم ، ومع ذلك فقد كان عهد عمر شيئاً وعهد عثمان شيئاً آخر فقد ارتفع عمر بنفسه وبالمسلمين إلى أصول العقيدة وجوهرها ، فسعد المسلمون به ، وصلح حال الدولة على يديه ، وترك لمن يليه منهجاً لا يختلف أحد حوله ، ولا نتمثل صلاح الحكم وهيبة الحاكم إلا إذ استشهدنا به ، بينما قاد عثمان المسلمين إلى الاختلاف عليه ، ودفع أهل الحل والعقد إلى الإجماع على الخلاص منه ، إما عزلاً في رأي أهل الحجى ، أو قتلاً في رأي أهل الضراب ، واهتزت هيبته في نظر الرعية إلى الحد الذي دفع البعض إلى خطف السيف من يده وكسره نصفين أو حصبه على المنبر ، أو التصغير من شأنه بمناداته ( يا نعثل ) نسبة إلى مسيحي من أهل المدينة كان يسمى نعثلاً وكان عظيم اللحية كعثمان ، أو الاعتراض عليه من كبار الصحابة بما يفهم منه دون لبس أو غموض أنه خارج على القرآن والسنة ، ووصل الأمر إلى الدعوة الصريحة لقتله ، حيث يروي عن عائشة قولها : اقتلوا نعثلاً لعن الله نعثلاً ، وهي كلها أمور لا تترك لك مجالاً للشك فيما وصل إليه أمر الخليفة قبل رعيته ، وما وصل إليه أمر الرعية قبل الخليفة .
وعلى الرغم من أن عمر وعثمان قد ماتا مقتولين ، إلا أن عمر قد قـُتل على يد غلام من أصل مجوسي ، وترك قتله غصة في نفوس المسلمين ، وأثار في نفوسهم جميعاً الروع والهلع لفقد عظيم الأمة ، ورجلها الذي لا يعوض ، بينما على العكس من ذلك تماماً ، ما حدث لعثمان عند مقتله ، فقد قتل على يد المسلمين الثائرين المحاصرين لمنزله وبإجماع منهم ، وقد تتصور أن قتلة عثمان قد أشفوا غليلهم بمصرعه على أيديهم ، وانتهت عداوتهم له بموته ، لكن كتب التاريخ تحدثنا برواية غريبة ليس لها نظير سابق أو لاحق ، وإن كانت لها دلالة لا تخفى على أريب :
فالطبري يذكر في كتابه تاريخ الأمم والملوك الجزء الثالث ص 439 :
( لبث عثمان بعدما قتل ليلتين لا يستطيعون دفنه ثم حمله أربعة " حكيم ابن حزام وجبير بن مطعم ونيار بن مكرم وأبو جهم بن حذيفة " فلما وضع ليصلي عليه جاء نفر من الأنصار يمنعوهم الصلاة عليه فيهم أسلم بن أوس بن بجرة الساعدي وأبو حية المازني ومنعوهم أن يدفن بالبقيع فقال أبو جهم ادفنوه فقد صلى الله عليه وملائكته فقالوا لا والله لا يدفن في مقابر المسلمين أبداً فدفنوه في حش كوكب ( مقابر اليهود ) فلما ملكت بنى أمية أدخلوا ذلك الحش في البقيع )
وفي رواية ثانية ( أقبل عمير بن ضابئ ، وعثمان موضوع على باب فنزا عليه فكسر ضلعاً من أضلاعه ) ، وفي رواية ثالثة أنهم دفنوه في حش كوكب حين رماه المسلمون بالحجارة فاحتمى حاملوه بجدار دفنوه فوقع دفنه في حش كوكب .
هذا خليفة المسلمين الثالث ، يقتله المسلمون ، لا يستطيع أهله دفنه ليلتين ويدفنوه في الثالثة ، يرفض المسلمون الصلاة عليه ، بقسم البعض ألا يدفن في مقابر المسلمين أبداً ، يحصب جثمانه بالحجارة ، يعتدي مسلم على جثمانه فيكسر ضلعاً من أضلاعه ، ثم يدفن في النهاية في مقابر اليهود .
أي غضب هذا الذي يلاحق الحاكم حتى وهو جسد مسجى ، وينتقم منه وهو جثة هامدة ، ولا يراعي تاريخه في السبق في الإسلام والذود عنه ، ولا عمره الذي بلغ السادسة و الثمانين ، ويتجاهل كونه مبشراً بالجنة وزوجاً لابنتي الرسول ، ويرفض حتى الصلاة عليه أو دفنه في مقابر المسلمين شأنه شأن أفقرهم أو أعصاهم . هو غضب لا شك عظيم ، وخطب لا ريب جليل ، وحادث لا تجد أبلغ منه تعبيراً عن رأي المسلمين في حاكمهم ، وأمر لا يؤثر في الإسلام من قريب أو بعيد ، فعثمان رضي الله عنه ليس ركناً من أركان الإسلام ، وإنما هو بشر يخطئ ويصيب ، وحاكم ليس له من الحصانة أو القدسية ما يرفعه عن غيره من المسلمين ، لكنك لا تملك إلا أن تتساءل معي وأن تجيب .
* ألم يكن عثمان وقت اختياره واحداً من خيار المسلمين ، مبشراً بالجنة وأحد ستة هم أهل الحل والعقد ، وأحد اثنين لم يختلف المسلمون على أن الخلافة لن تخرج عنهما وهما عثمان وعلي ؟
والإجابة ( بلــــى )
* ألم يكن المسلمون في أعلى درجات تمسكهم بالعقيدة ، وأقرب ما يكونون إلى مصدرها الأول وهو القرآن ومصدرها الثاني وهو السنة ، بل كان أغلبهم أصحاباً للرسول وناقلين عنه ما وصلنا من حديث وأحداث ؟
والإجابة ( بلــــى )
* ألم تكن الشريعة الإسلامية مطبقة في عهد عثمان رضي الله عنه ؟
والإجابة ( بلــــى )
* هل ترتب على ما سبق ( حاكم صالح ومسلمون عدول وشريعة إسلامية مطبقة ) أن صلح حال الرعية ؟ ، و حسن حال الحكم ؟ وتحقق العدل ؟ وساد الأمن و الأمان ؟
والإجابة ( لا ) .
وهنا نصل سوياً إلى مجموعة من النتائج نستعرضها معاً عسى أن تحل لنا معضلة التفسير وأن تجيب معنا على السؤال الحائر و موجزه لفظ ( لماذا ) .
النتيجة الأولى :
أن العدل لا يتحقق بصلاح الحاكم ، ولا يسود لا بصلاح الرعية ، ولا يتأتى بتطبيق الشريعة ، وإنما يتحقق بوجود ما يمكن أن نسميه ( نظام حكم ) ، وأقصد به الضوابط التي تحاسب الحاكم إن أخطأ ، وتمنعه إن تجاوز ، وتعزله إن خرج على صالح الجماعة أو أساء لمصالحها ، وقد تكون هذه الضوابط داخلية ، تنبع من ضمير الحاكم ووجدانه ، كما حدث في عهد عمر ، وهذا نادر الحدوث ، لكن ذلك ليس قاعدة ولا يجوز الركون إليه ، والأصح أن تكون مقننة ومنظمة .
فقد واجه قادة المسلمين عثمان بخروجه على قواعد العدل بل وأحياناً بخروجه عل صحيح جوهر الإسلام ، فلم يغير من سياسته شيئاً ، وبحثوا فيما لديهم من سوابق حكم فلم تسعفهم سابقة ، ومن قواعد لتسيير أمور الدولة فلم يجدوا قاعدة ، وأشتد عليهم الأمر فحاصروه وطلبوا منه أن يعتزل ، ولأن قاعدة ما في الأمر لم تكن موجودة ، فقد أجابهم بقوله الشهير والله لا أنزع ثوباً سربلنيه الله ( أي ألبسنيه الله ) ، وحين اقترب الأمر من نهايته ، وأصبح قاب قوسين أو أدنى من ملاقاة حتفه على يد رعيته ، أرسلوا إليه عرضاً فيه من المنطق الكثير ومن الصواب ما لا يختلف عليه .
فقد خيروه بين ثلاث :
- إما الإقادة منه ( أي أن يعاقب على أخطائه شأنه شأن أي مسلم يخطئ ) ويستمر بعدها خليفة بعد إدراكه أنه لا خطأ دون عقاب.
- وإما أن يتبرأ من الإمارة ( أي أن يعتزل الخلافة بإرادته ) .
- وإما أن يرسلوا الأجناد وأهل المدينة لكي يتبرأوا من طاعته ( أي أن يعتزل الخلافة بإرادة الرعية ) .
فكان رده كما ورد في رسالته الأخيرة كما انتسخها بن سهيل ( وهم يخيرونني إحدى ثلاث إما يقيدونني بكل رجل أصبته خطأ صواباً غير متروك منه شئ ، وإما أعتزل الأمر فيؤمرون آخر غيري وإما يرسلون إلى من أطاعهم من الأجناد وأهل المدينة فيتبرأون من الذي جعل الله سبحانه لي عليهم من السمع والطاعة فقلت لهم أما إقادتي من نفسي فقد كان من قبلي خلفاء تخطئ وتصيب فلم يستقدمن أحد منهم وقد علمت إنما يريدون نفسي وأما أن أتبرأ من الإمارة فإن يكلبوني أحب إلى من أن أتبرأ من عمل الله عز وجل وخلافته وإما قولكم يرسلون إلى الأجناد وأهل المدينة فيتبرأون من طاعتي فلست عليكم بوكيل ولم أكن استكرهتهم من قبل على السمع والطاعة ولكن أتوها طائعين ) .
هنا يوضح عثمان بصراحة أن مراجعة الخليفة على الخطأ لم تكن واردة فيمن سبقه من الخلفاء ( أبو بكر وعمر ) أو على الأقل ليس لها قاعدة ، وهنا أيضاً يعلن بلا مواربة أنه مُصر على تمسكه بالحكم حتى النهاية وأن اعتزاله غير وارد ، وهنا أيضاً يواجه الدعوة إلى سحب البيعة بمنطق غريب مضمونه ، وهل كنت أكرهتكم حين بايعتم ؟ وكأن البيعة أبدية ولا مجال لسحبها أو النكوص عنها .
لا قاعدة إذن ولا نظام للرقابة ، والأمر كله موكول لضمير الحاكم إن عدل وزهد كان عمر ، وإن لم يعدل ويمسك بالحكم كان عثمان .
لقد أعلن عثمان أن نظام الحكم الإسلامي ( من وجهة نظره ) يستند إلى القواعد الآتية :
- خلافة مؤبدة
- لا مراجعة للحاكم ولا حساب أو عقاب أن أخطأ .
- لا يجوز للرعية أن تنزع البيعة منه أو تعزله ، ومجرد مبايعتها له مرة واحدة ، تعتبر مبايعة أبدية لا يجوز لأصحابها سحبها وإن رجعوا عنها أو طالبوا المبايع بالاعتزال .
ولأن أحدا لا يقر ولا يتصور أن تكون هذه هي مبادئ الحكم في الإسلام ، قتله المسلمون ، لكن السؤال يظل حائراً ، ومضمونه ، هل هناك قاعدة بديلة ؟
أو نظام حكم واضح المعالم في الإسلام ؟
هل هناك قاعدة في القرآن والسنة تحدد كيف يبايع المسلمون حاكمهم ، وتضع ميقاتاً لتجديد البيعة ، وتحدد أسلوباً لعزل الحاكم بواسطة الرعية ، وتثبت للرعية حقها في سحب البيعة كما تثبت لها حقها في إعلانها ، وتعطي المحكومين الحق في حساب الحاكم وعقابه على أخطائه ، وتنظم ممارستهم لهذا الحق ؟
أعتقد أن السؤال كان حائراً ولا يزال ، بل إن السؤال نفسه قد اختفى بعد عهد الخلفاء الراشدين ، وحرص المزايدون والمتزيدون في عصرنا على إخفائه ، تجنباً للحرج ، وتلافياً للخلاف ، ونأياً بأنفسهم عن الاجتهاد وهو أمر بالنسبة لهم عسير ، ربما عن قعود ، وربما عن جمود ، وربما عن عجز .
النتيجة الثانية :
إن تطبيق الشريعة الإسلامية وحده ليس هو جوهر الإسلام ، فقد طبقت وحدث ما حدث ، وأخطر من تطبيقها بكثير وضع قواعد الحكم العادل المتسق مع روح الإسلام ، فقد رأينا أن الشريعة كانت مطبقة ، وأن الحاكم كان صالحاً ، وإن الرعية كانت مؤمنة ، وحدث ما حدث ، لغياب ما غاب ، وأظنه لا يزال غائباً .
ولعل ما حدث في السودان خير دليل على مغبة البدء بالوجه العقابي للإسلام ، وهو ما حدث حين أعلن الحاكم عن تطبيق الشريعة الإسلامية وبدأ في إقامة الحدود في مجتمع مهدد بالمجاعة ، الأمر الذي ترتب عليه أن أصبح أنصار تطبيق الشريعة الإسلامية بعد تلك التجربة أقل بكثير من أنصارها قبل التطبيق ، فالبدء يكون بالأصل وليس بالفرع ، وبالجوهر وليس بالمظهر ، وبالعدل قبل العقاب ، وبالأمن قبل القصاص وبالأمان قبل الخوف ، وبالشبع قبل القطع .
النتيجة الثالثة :
إنك إن انتقلت من عهد عثمان إلى عهدنا الحاضر ، لا تجد شيئاً قد اختلف أو استجد سواء بالنسبة لحل مشاكل المجتمع ، أو بالنسبة لمواجهة السلطة إن انحرفت ، من خلال منظور إسلامي ، ودونك ربطهم بين تطبيق الشريعة وحل مشاكل المجتمع ، واسألني وأسأل نفسك .
* كيف ترتفع الأجور وتنخفض الأسعار إذا طبقت الشريعة الإسلامية ؟
* كيف تحل مشكلة الإسكان المعقدة بمجرد تطبيق الشريعة الإسلامية ؟
* كيف تحل مشكلة الديون الخارجية بمجرد تطبيق الشريعة الإسلامية ؟
* كيف يتحول القطاع العام إلى قطاع منتج بما يتناسب وحجم استثماراته في ظل تطبيق الشريعة الإسلامية ؟
هذه مجرد عينات من الأسئلة ، على الداعين للتطبيق الفوري ( للشريعة ) والمدعين أنها سوف يترتب عليها حل ( فوري ) لمشاكل المجتمع أن يجيبوا عليها ، وهم إن حالوا الإجابة وجدوا أنفسهم أمام المأزق الذي يدور هذا الحوار حوله ، وهو وضع برنامج سياسي متكامل ، بل إن تفرغهم للإبداع ( النقلى ) من اجتهادات القرن الثاني الهجري يمكن أن يقودهم إلى تعقيد المشاكل بدلاً من حلها ، فالنظرة الضيقة إلى مفهوم الربا إن طبقت في عالم اليوم ، سوف تقود إلى ارتباك هائل في سوق المال وسوف تلجئ إلى تحايل نرى ملامحه في تجربة البنوك الإسلامية ، وربما أدت إلى الخراب بدلاً من التنمية ، والكساد بديلاً عن الرواج .
وقبل أن تفغر فاك مندهشاً أو ترفع يدك معترضاً دعني أذكر لك أن الشريعة لا تقود إلى ذلك ، بل إنه اجتهاد القرن الثاني الهجري هو الذي يقود إذا طبق في عالم تغيرت معالمه تغيرت معالمه ، وتبدلت أحواله ، وعرف أنماطاً من التعامل لم يعرفها السلف ، وطرأت فيه من المتغيرات ما لا يقصر الاستدانة على الحاجة ، أو الادخار على مفهوم إقراض الغير ، وعرف التضخم الذي يترتب عليه خفض القوة الشرائية للنقود ، إلى غير ذلك مما لا يسعه حصر ولم يشمله اجتهاد بعد ، اللهم إلا اجتهاد في مناخ غير المناخ ، ولعصر غير العصر .
هذا عن الربا ، فماذا عن الأجور والأسعار والإسكان ، هل هناك علاقة بين هذه الظواهر أو المشاكل وبين تطبيق الشريعة ، المؤكد أنهلا علاقة ولا ارتباط ، لكن الارتباط قائم ومؤكد إن كان الحديث عن برنامج سياسي ينتظم مفردات المجتمع بما فيه الشريعة في منظومة لا تتناقض مع الإسلام ولا تتصادم مع متغيرات الواقع .
النتيجة الرابعة :
إننا يجب أن نفرق بين الهروب والمواجهة ، وبين النكوص والإقدام ، وبين المظهرية والجوهر ، فالمجتمع لن يتغير والمسلمون لن يتقدموا بمجرد إطالة اللحية و حلق الشارب ، والإسلام لن يتحدى العصر بإمكانيات التقدم بمجرد أن يلبس شبابنا الزي الباكستاني ، ومصر لن يتألق وجهها الإسلامي الحضاري بمجرد أن يتنادى الشباب بغير أسمائهم فيدعو الواحد منهم الآخر باسم ( خزعل ) ويرد عليه الآخر التحية بأحسن منها فيدعوه ( عنبسة ) .
واللحاق بركب التقدم العلمي لن يحدث بمجرد استخدام السواك بديلاً عن فرشاة الأسنان أو تكحيل العينين أو استعمال اليد في الطعام أو الاهتمام بالقضايا التافهة مثل نظرية ( حبس الظل ) في شأن التماثيل أو الصور أو إضاعة الوقت في الخلاف حول طريقة دخول المرحاض وهل تكون بالقدم اليمنى أم اليسرى ، وميقات ظهور المهدى المنتظر ، ومكان ظهور المسيخ الدجال ، فكل هذه قشور ، والغريب أنها تشغل أذهان الشباب وبعض الدعاة بأكثر مما يشغلهم جوهر الدين وحقيقته .
وهو جوهر لا يتناقض مع التقدم بحال ، وهي حقيقة لا تتوقف أمام هذه الأمور الصغيرة ، ولعلي أعترف لك أيها القارئ أنني حزين أشد الحزن ، ومكلوم حقيقة لا مجازاً ، وأنا أشهد شبابنا وقد امتلأ رأسه بهذه الأمور التافهة ، وأشهد قادته من أصحاب الطموح ، ومدعى إحياء الإسلام ، وهم يرسخون فيه هذه الأسس ، بل ويتجاوزون ذلك إلى دعوته لترك العلوم ( الوضعية ) أو الأعمال ( العلمانية ) والتفرغ للعبادة .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: شريف محمد ادوم)
|
الاخ msd شكرا على تمسكك بمواصلة الحوار: و لنتجاوز هذه النقطة الثانوية جدا مقارنة بموضوع البوست, وبما ان الموضوع اقرب الى المختصين نفسيا , فنحن لسنا بصدد دراسة مقارنة حول القاعدة المشتركة للاغراء التى يتفق حولها الناس باختلافاتهم الثقافية, وان صحت مسالة ان التعري فى بترينات امستردام هى مؤشر ومحفز جنسى , الا ان كل هذه الحجج سوف لن تعير شيئا فى موضوعنا بان العورة و التعري والسفور والاغراء و الجنس نفسه كلها ذات بعد ثقافى يختلف فيه البشر وان اتفقوا فى التكوين الفطري الذى يتم تحويره وتغليفه بالمكتسب(الثقافة).
كتبت ولهذا فاني دائماً عندما انظر لهذه الدول الوهمية لا اجد انها اكثر من مخلف من مخلفات الاستعمار وفي كثير من الاحيان تفتقد المبرر لاستمرارها ولهذا تبدا الحروب والاقتتال، فالسودان بوضعه الاستعماري المتعارف عليه ليس اكثر من مجموعة من الشعوب وضعت مع بعضها البعض ولا تحمل اي بذرة لبقاءها مع بعضهاالبعض ولهذا فلن تتوفق تلك الحروب الاهلية، ولكني انظر دائماً ليوم تكون فيه المصالح الاقتصادية هي الرابط وعندها ربما يكون السودان بشكله المحدد من الاستعمار ممكن.
كيف هذا يا م س د , صحيح ان معظم الدول فى الجزء الجنوبى للكرة الارضية هى صنيعة الاستعمار القديم( كحال امريكا الاتينية) وحديث كحال القارة السوداء , و نحن الاجيال التى تعيش الان بل وابائنا لم نساهم فى صنعها و تشكيلها بهذه الوضعية, الا اننا لضرورة حياتية كان لابد لنا من ان نجد صيغة ترضى طوحاتنا جميعا بما اننا نشترك فى هذه الارض, الجزء الثانى من حديثك لا يخلو من نظرة عبثية لا اعتقد انك جادى فى طرحها, فكيف تخلص الى نتيجة ان هذه الدول هى صنيعة استعمارية ولذا تقتتل و سوف تقتتل الى الابد هكذا دون اي مقدمات مبررات, فاول قولى ان مسالة ادانة المستعمر الذى خرج منذ نصف قرن هى تندرج تحت بند التبرير الذى يعبر عن العطالة الذهنية للبعض و يسوق مطامع البعض فى الاستغلال و القتل بنظرية المؤامرة التى يلجا لها البعض لتبرير اخطاءه و يلجا لها اخرون لتاكيد استقالة عقولهم و هؤلاء يشتركون فى انهم منتفعون فى استمرار الوضع على ما هو عليه. الاهم هو انك تخرجت من كلية علمية تطبيقية و تعرف جيدا شروط البحث العلمى كيف لك ان تخلص الى نتيجة حتمية هكذا, كحتمية قيام الثورة فى بريطانيا الحلم الماركسى الذى كذبه التارخ, كحتمية الاسلامويين الذين يحدثوننا عن انتصار الاسلام دونما ان يحدوثوننا عن الكيفية التى سينتصر بها, فكيف لك انت الرجل الموضوعى والموضوعية من سمات العلم والعلم هو ابن العقلانية الشرعى , كيف لك ان تخلص الى مثل هذه النتائج وبهذا المنطق السليقة الذى ربما يعبر عن امنياتك او مواقفك النفسية التى ان صحت لكم سيحزننى ذلك لسببين لانى لم اتوقع ان اسمع منك مثل هذه الاشواق الفطيرة وانت رجل تبدو عقلانيا, ثانيها انها اذا تحققت فهذا يعنى ان اكثر من ثلاثة ارباع اقطار العالم ستدخل حربا ومن ثم تتفرتق, وهذا لا يعبر عن الواقع باي حال, فالمصالح تجمع الناس بعد ان فرقتهم الدولة القومية بعد الحرب العالمية الثانية و دولة المواطنة دولة مصالح فى المقام الاول لانها تقوم على احترام اشياء الناس جميعا دون تمييز .
الاخ شريف : شكرا على اثراء الحوار بكتابات فرج فودة الذى اقتالته العقول الذابلة كما اقتالت حسين مروة و الاستاذ محمود محمد طه و شردت نصر ابوزيد و تسنيمة نصار و شريفة فاضل , ليتنا ندير حوار ضافيا عن عما اوردته من كتاب فرج فودة الذى سوف لن تنساه الانسانية والمسلمين خصوصا متى ما اصبح الفكر العقلانى راسيا ومركزا فى واقعهم اليومى. ارجو ان تواصل الحوار اخى شريف
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: alsngaq)
|
الاخ السنجك : شكرا على استجابتك الى ندائى , ساكبر فيك هذه الاستجابة كتبت هل هجومك على الخطاب الديني بهذا الشكل المطلق دعوة لمحاربة كل أشكال الخطابات الدينية أي أيمانا منك بعدم جدوى الخطاب الديني أي كان؟؟؟؟؟ ام انك ترى انه يجب التحاور والبحث والتمحيص لايجاد شكل الخطاب الديني الذي يعبر عن عالمية الإسلام فعلا التى فشل فى تحقيقها الكل الآن ؟؟؟؟
اعتقد ان السؤالين هما سؤال واحد مركب , ولا جيب على سؤالك مباشرة هى اننى لم ابدا الهجوم بعد انا فقط اقدم الصورة كما هى فى الواقع بواسطة التحليل و التفكيك وممارسة النقد التاريخى على الخطابات الدينية فى كل مستوياتها سواء كان فى دار الحزب او فى منهج التعليم الذى تحشى به رؤس التلاميذ مثل ما حشى راسى وراسك ورؤس الكثيرون, وفى الجامع وفى الاذاعة والتلفزيون, وهدفى من هذا التفكيك و التحليل والنقد هو المساهمة مع اخرون منهم من مضى( سواء بالقتل او بالتقادم) ومنهم من هو على قيد الحياة ومنهم من لم يولدوا بعد فى ارساء دعائم العقلانية فى الفكر الدينى بشكل عام , وهذه العملية لا يمكن ان تتم اذا ما لم نمارس النقد و التفكيك الذى بدوره عملية بناء بشكل مغاير , فيا صديقى يا السنجك انظر عن يمينك وعن شمالك سوف تجد ان كل الماسى التى يعيشها المسلمين فى هذا العالم هى افراز او نتاج الى سيادة طبيعة التفكير اللاتاريخى (الاسطوري) الذى سوف لن ينتج الا اساطير تنتهى فى شكل كوارث انظر حولك و ستجد كارثة حكم الجبهة الاسلامية باسم الدين وبلا اي برنامج سياسى سوي تكفير الاخر و من ثم اباحة قتله واخيرا بعد ان سفكت دماء الشباب من معها و من ضدها ها هم يقولون اننا كنا نهزر وكنا فى مسرح عبثى , ستجد طالبان وما اوصلت اليه العالم, ستجد القاعدة التى ان ظنت ان بفعلتها فى سبتمبر و بما تفعله الان انها تخدم الاسلام فهم حقيقة يسيئون اليه بلا شك , ستجد ان الناس يؤمنون بالخرافة كالشائعات التى ملات الخرطوم قبل ايام عن وجود اناس ياخذون الاعضاء التناسلية, ستجد الجهل و المرض و التخلف و هذا الذى تراه حسب افتراضى انه نتيجة لغياب الفكر العقلانى الذى ظل يحارب من قبل الخطابات الدينية العادي منها و المسيس لا لشيء الا لعدم قدرة ذلك الخطاب فى مواجهة و تحمل النقد الموضوعى البناء و هو ما جعل الواقع فى معظم البلدان التى بها مسلمين هو واقع مكفر( بكسر الفاء) و مكفر ( بفتح الفاء) و بينهم ضحايا تائهون بين متطلبات الحياة و حقيقة الدين الصحيح . اتمنى ان اكون قد اجبت على سؤالك بصورة شافية.
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
العزيز بكري الجاك لست من المومنين بنظرية الموامرة وارجاع كل مشاكلنا للاستعمار، ولكني ساحاول بصورة مقتضبة توضيح راي، من نتائج الاستعمار نشوء دول ذات حدود متعارف عليها دولياً وفي كثير من الاحيان هذه الدول تحمل تناقضات فظيعة ربما تودي الي نشوء مشاكل كبيرة في استمراريتها، فكما لا يخفي عليك هناك نزعة في تلك الدول الناشية علي الحفاظ علي تلك الحدود المرسومة بغض النظر عن الثمن الذي سوف يدفع في ذلك يستوي السودان وغيره من الدول مثل المغرب وسيريلانكا وغيرها وحتي ارتريا واثيوبيا رغم بعض التباين، اذا اخذنا الحالة السودانية كمثال هناك تباين واضح وكبير في التركيبة العرقية والدينية والثقافية بين الجنوب والشمال بشكل سافر مما ادخل الدولة السودانية الناشية في حالة شد وجذب بين عروبية لها مبرراتها وافريقية لها ايضاً مبرراتها، مما ادي الي نشوء تناقض واضح في طريقة ادارة ذلك البلد، ومن هنا اتحدث عن ان السودان بوضعه الحالي هو نتاج استعماري، اما حديثي عن حتمية الصراع والاقتتال ففيه كما قلت بعض الاسقاطات النفسية السالبة فلا اخفي عليك كرهي لتلك الحروب التي اكلت الاخضر واليابس في السودان، ورغبتي في وقفها بغض النظر عن الثمن حتي لو كان نشوء مجموعة دول من تلك الدولة المعروفة باسم السودان.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: alsngaq)
|
الاخ بكري وجميع الاخوة المتداخلون بهذا البوست الشيق اهنيكم على هذا المنحى الراقي الذي اتخذه البوست، وتلك الحوارات الممتلئة حضورا فكريا حياً0 وان كان لي من مداخلة صغيرة فهي محض تعليق على رأي الاخ mcd فيما يخص الاسلام كهوية0 عن هذا الرأي احب ان استشهد بالصومال كمجتمع متفرد في القارة الافريقية بوحده دينه وجذره العرقي رغم تعدد البطون والافخاذ0 ما يهمني هنا البعد الديني الواحد الذي يميز الصوماليين دون غيرهم من الشعوب الافريقية على وجه الخصوص وهي حالة استثنائية حتى على مستوى العالم وتعد على اصابع اليد الواحدة، ولكن رغم ذلك لم يكن الدين عاصم من أن ينحدر الصومال الى هذا المستوى المذهل من الصراعات الدموية والتي فاقت اعتى الحروب الدينية - العرقية في مجمل اجزاء القارة المتشظية اصلا دينيا وعرقيا بين مجمل كيانتها الجيوسياسية0 بل ذهبت الصومال في ذلك مذهبا قصيا، فهي الدولةالوحيدة تقريبا على وجه الكرة الارضية التي لا توجد بها حكومة على ارض الواقع نتيجة لهذا الصراع، وبلغ الصراع حدا هزليا حيث أن مدينة كمصوع العاصمة بها اكثر من حكومة0 والطريف في الامر وبينما هذا هو حال الصوماليين والذي بالطبع لا يسر عدو أو حبيب، نجدهم يجندون كامل طاقاتهم في المنفى الذي احتضنهم من عذاباتهم، في تكريس الدعوة السلفية ويقومون بها نيابة عن السعوديين في مختلف بقاع الكرة الارضية0 السؤال أخ mcd : أين الدين هنا كهوية جامعة على ارض الواقع؟ ولماذا فشل في تثبيت اللحمة الصومالية الموجودة اصلا؟ في رأي المتواضع أن الموضوع أكثر تعقيدا من التصدي له بهذا الشكل ، وهو في الاصل تعقيد نابع من ماهية الثوابت الدينية نفسها لأن النصوص المقدسة لا تفسر من تلقاء نفسها بل مجمل تفسيرها قائم على التأويل وكما قال الامام علي (رضي الله عنه) ان آياته "القرآن الكريم" سطور بين دفتين لا تنطق وانما ينطق بها الرجال - وهذا يعني بالضرورة الاعتماد على العقل بشكل اساسي، وان اشرنا الى أن الامكانيات العقلية تتباين من شخص الى آخر (وهذه معلومة بدهية بطبيعة الحال) نجد انفسنا بالتالي أمام حقيقة انه من الصعوبة بمكان الركون الى مصطلح أن الدين يمكن أن يكون هوية جامعة0 ولكم خالص التقدير عبد الخالق السر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: alsngaq)
|
الاخ م س د سعيد للغاية بمداخلاتك التى اضفت بعدا اخر على الموضوع والجوانب التى تناولها نقدك للخطاب الدينى بالرغم من ورودها اجمالا فى الاليات التى حصرتها فى اربعة اليات رئيسة الا انك ذهبت فى اتجاه تفصيلها و تقديمها فى الصورة التى تمارس بها ليس لى الا ان اتفق معك فى الكثير منها, فيما يتعلق بمداخلتك الواردة عن الدول صنيعة الاستعمار , فقط ساقول لك هذا هو الواقع الذى نحن ازاءه فحتى لو اردنا العمل على تغييره ليس امامنا سوي القبول به ابتداءا والانطلاق منه كارضية واقعية ماثلة امامنا وعليه انا ساتعامل مع هذا الواقع كمصير واقع نعيشه و ساترك خيارات الاجيال للتاريخ. عودتك لتفكيك الخطاب العلمانى الذى ذكرت لك بعض اشكالاته المتمثلة فى وقوعه فى حالة دفاع عن نفسه لتبرئة نفسه من معاداة الدين و نفى الالحاد عنه صرفته كثيرا من طرح مشروعه الثقافى بشكل موضوعى ولعلى يمكننى ان اوجز ان الخطاب العلمانى الذى ظل يقدم فى الدول العربية والاسلامية هو خطاب مازوم نتيجة للازمة المزمنة التى ادخل فيها من كثرة الهجوم عليه من الاسلامويين الذين كانوا يكسبون بريقا فى ذلك الزمان من محاربة الخطاب العلمانى وتتفيهه الا ان التجربة اثبتت ان خير هزيمة للاسلاميويين هى التجربة فهاهم اعتلو السلطة فى اكثر من دولة كان اخرها السودان فماذا كانت المحصلة ؟؟ ما نحن فيه الان من واقع حروب انتجت مليونى نفس بشرية و تناحر وتصفيات عرقية بدات بالجنوب و مرت بجبال النوبة ثم الشرق ثم انتهت بدارفور و تشرد امثالك من الكفاءات وانتهاكات حقوق الانسان و تدهور اقتصادى و انهيار فى القيم والاخلاق انتج الفساد الاداري و الاجتماعى , الصورة القاتمة اعلاه هى نتاج مقولة الاسلام هو الحل, هذا ما ظل يتردد كجوهر الخطابات الاسلامية فالتجربة هى التى كشفت عن فقر وجهل الاسلاموين فى تقديم نموذج للحكم و للمجتمع.
الاخ كمال عباس : الاخ كمال اشكرك على القراءة المتانية والتحليلية لما كتب فى هذا البوست و كم جميل ان يكون بيننا اناس يلعبون دور البوصلة فى توجيه مراكبنا الحواراتية التى كثيرا ما تبحر فى اتجاه الريح اكثر مما تبحر فى الوجهة التى يجب ان تمضى اليها.
كتبت أرجو منك تفاديا للضبابية\والتعميم أن توضح مرادك بدقة للمصطلحات والمفاهيم الواردة في أطروحتك... فمثلا ماذا تقصد بتفكيك بنية الخطاب الديني؟؟ هل هو تفكيك لغوي ؟؟هل هو تفكيك للنص الديني نفسه؟ أما لفهم البعض للنص ؟؟ \ أم هل المقصود هو تفكيك الدلالات الاصلية للنص أو الدلالات التي أعيد بها شحن وتعبئة مفردات النص بحيث حملت المفردات بمعاني أو مضامين أخري لم تكن مرادة أو مقصودة أصلا.. أما أنك ترمي فقط لتفكيك الخطاب الاعلامي والسياسي ومفردات الشعار المرفوع من الاسلامو يين؟؟
هذا مدخل صحيح علميا فى فهم المحاور , لا ما نع لدي فى تعريف اي مصطلح من المصطلحات الواردة فى الموضوع الرئيس او فى الردود التى اوردتها فى هذا الحوار , وسابدا بالاجابة على سؤالك عن المقصود ببنية الخطاب الدينى و ان كنت قد اجبت على هذا السؤال فى ردي على الاخ السنجك اعلاه الا انه لا مانع لدي من اجراء المزيد من التوضيحات , فانت من العارفين يا صديقى يا كمال ان الخطاب الدينى يستخدم فى حياتنا منذ لحظة الميلاد والى لحظة ايداعنا القبر و بمستويات تتفاوت فى التناول ففى داخل الاسرة هنالك خطاب دينى يمارس فى النصح والارشاد و الزجر و المدح , الا اننا اذا تاملنا المصادر الحية الفاعلة لكل انواع واشكال الخطاب الدينى سنجده يتلخص فى الاتى: المسجد/ المدرسة/المؤسسات جمعيات احزاب جماعات هيئات منظمات طرق صوفية خلاوي القراءة الحرة التى تتم بواسطة الافراد. فالتفكيك بمعنى عام يجب ان يتناول( شكل الخطاب و الياته واهدافه) التى هى فى مجملها بنية الخطاب الدينى , وبالرغم من ان المحور الذى طرحناه فى هذا البوست لم يشمل كل البنية الا اننا عرجنا على جلها فى لمسات متفاوتة, فالخطاب الدينى بشكل عام عادة ما ينطلق من موقف وثوقى يقينى بانه الصحيح على الاطلاق وهذه الشرطية تنطبق على كل الخطابات الدينية فى كل الاديان توحيدية او تاملية , و الانطلاق من قاعدة معرفة وثوقية هى ما تجعله حادا فى وصفه الى كل المختلفين بالاوصاف المعيارية و من ثم اشعال الحرب ضدهم اي بمعنى ادق ان اليات عمل الخطاب الدينى التى سميتها اعلاه وحصرتها فى اربع اليات رئيسة يتم تفعيلها لانفاذ هذه اليقينية او الوثوقية, خطورة هذه الاليات اذا ظلت فى اطار تعميق الايمان وفى المستوي التعبدي فهى وان كانت سوف لن تخدم قضيتها بحفز الناس على الايمان بشكل فاعل كما ظلت تفعل فى السابق مع انسان عصر اخر الا انها ستظل ليس بذاك القدر من الخطورة مثلما تفعل عندما تنتقل الى الخطاب السياسى الذى تشترك معه فى قاعدة الانطلاق, فالاسلاموين وبولوجهم للحديث عن قضايا الدولة هم لا يظنون انهم يتحدثون عن قضية خارج اطار الدين فهم وثوقيون يقينيون فى ادعائهم ان الاسلام دين ودولة و انهما لا ينفصلان و بمجرد تقديم السؤال لهم عن رؤية كيف الاسلام هو دين ودولة وكيف الاسلام هو الحل؟؟؟ تبدا الاليات فى العمل و يبدا التصنيف الايجازي و التعسفى و من ثم اصدار الاحكام التى قد تنتهى بتكفير المختلف/الناقد/ المجتمع/ و هذه الاليات تنشط فقط للدفاع عن ضعف الخطاب وعوراته وذلك للترابط البنيوي المتماسك للخطاب الذى يظن معتقدوه ان مجرد النقد او التشكيك فى صحة مسلماته ومقدماته النظرية سيقود الى هدم كامل للبناء الذى قد ينتهى بهدم طوطم الايمان الوثوقى الذى تقوم عليه الفكرة بمجملها وهذا غير صحيح و السبب الذى يجعل مروجى الخطاب الدينى يظنون ذلك يرجع ببساطة لان الجهاز المفاهيمى الذى يقوم بعملية النقل و التفكير غير ملم وغير مؤهل نفسيا لقبول بمبدا النسبية الذى هو اس العقلانية التى يفتقدها الخطاب على الاطلاق بل انه فى سبيل ذلك سعى لانجاز مشروع عقلانيته الخاصة به. لاكمل الصورة التى بداتها اعلاه فى ان الاليات التى كانت تعمل فى السابق وبشكل فاعل فى زمن غير هذا الزمان و توجه لانسان ليس انسان هذا الزمان, فالرسالات التوحيدية كانت تعتمد المعجزات لاقناع الناس , وفى العهد القديم و العهد الجديد و فى القران عشرات الملاحم الاعجازية , منها شفاء المسيح للابرص و قيامة المسيح فى حد ذاتها و فى سيرة الرسول(ص) هنالك الاسراء و المعراج و بدر و احد فانسان ذلك الزمان كان فى حوجة لايات تثبت له صحة ما جاء به الانبياء و هم قد فعلو حسب رواية الكتب المقدسة بل المدهش ان مثل هذه الايات توجد فى اي دين وان كان من الاديان الارضية و اخرها الكاهن الهندي الذى لم ياكل ولم يشرب لمده سبعة و خمسين عاما, الا اننا سنجد ان انسان العصور الحديثة اكتشف ما يمكن ان يكون اعجازا لانسان تلكم العصور , وعليه ان محفزات الايمان و الاقناع تحتاج الى مداخل جديدة حتى تحترم عقل الانسان العادي الذى يري مركبة فضائية تسير بسرعة اقرب الى سرعة الضوء ويري العالم كله وهو جالس فى بيته و لا يمكن للخطاب الدينى من خدمة رسالته الاصلية التى هى تشجيع الايمان والحفز عليه لخلق السلام النفسى والاجتماعى باستخدام الياته التقليدية اي انه لابد له من رفد نفسه بالاسس التى ادت الى انسان هذا العصر للوصول الى كل هذا الانجاز وهذه هى العقلانية المعاصرة بكلياتها, فالذى يحاول ان يفعله بعض التلفيقيين امثال الزندانى وبروفسير التيجانى حسن الامين حين يحاولون توظيف بعض الاكتشافات العملية و الادعاء ان القران قد ذكر ذلك ما هو الا محض تاكيد على اعجاز العلم و سوف لن يخدم قضية الايمان كثيرا فهم ما زالو ينطلقون الى منتجات العقلانية (الاكتشافات العلمية) من موقف اسطوري وثوقى يقينى فهذه هى الحالة تطابق حالة وضع الحصان خلف العربة لانها تفتقد الى المنهج الذى يخاطب انسان هذه الزمان. هذا ما قصدته بتفكيك الخطاب الدينى فى كل المستويات حتى يتسم بالعقلانية التى ان تحلى بها فهو اتوماتيكيا سيقرا النصوص الدينية (قران/سنة/اقوال ماثورة) سيرة النبى و السلف و سيعرف اين هو مكانه الصحيح من الحياة اليومية (التعبد) السياسة والدولة, و لاقرب لك الصورة كنت ذات يوم مدعو الى زواج فى احدي قري الجزيرة (شلعوها الخوالدة) لحضور زواج شقيقة احد زملاء دراسة لى و بينما كان الامام فى صلاة الجمعة يخطب للناس و يحدثهم عن امراءة فى عهد سيدنا عمر فعلت وفعلت و اخيرا ادخلت(بضم الالف) النار و ما كان من المصلين الا ان هزوا راسهم للتعجب ملهمين من نصاعة الخطاب الذى بابسط سؤال موضوعى للامام انه من كان يعلم بمصائر العباد و فى الاخرة اذا كان الرسول(ص) كان يشك فى امر نفسه, هذا هو الخطاب الاسطوري الذى لا يمكن ان يقنع انسان فى هذا الزمان فالتفكيك ما هو الا عملية محاصرة الملمسات التى يعتبرها الناس من اليقينات وبما ان هذا الخطاب متماسك فى شكل حلقات فاذا نجحت هذه العملية فى المصادر (مناهج التعليم) و المؤسسات فهى حتما ستخرج هذه النفوس الحائرة من الوهدة والضياع والتى تجعلها تطلق الاحكام يمنة ويسري كحال دون كيشوت فى عصر ذاك اليوم البعيد حين كان يصارع طواحين الهواء.
كتبت:
موقع الاسلام الشعبي والصوفي وخطابهم الاسلامي من تحليك وتفكيك البنيوي هذا؟؟
الاسلام الشعبى الذى بصورة اخري هو الاسلام الذي تمت تبيئته ليتماشى مع الثقافة السودانية هو ايضا وبشكل غير مباشر سيخضع لهذه العملية , الاعتقاد السائد بان احياء الاسلام الشعبى و تشجيعه ليقف فى وجه الاسلام السياسى هو افتراض غير سليم لان هذا الاسلام الشعبى ما ان يستاسد وتقوي شوكته سوف لن يتردد فى اعادة طرح اسئلة الاسلام السياسى وسيدعى قدرته الاجابة عليها, هذا مع العلم انهما يتفقان فى المشارب و يختلفان فى المدخل فالاسلام الشعبى (الصوفى) عرفانى (باطنى) فى تلقى المعرفة و العلوم و بيانى و برهانى فى مستويات اخري, الاسلام السياسى (المدرسى) هو بيانى من الدرجة الاولى الا انه لا يمانع من توظيف البرهان فى خدمة اغراضه الدنيوية, (لمزيد من الفهم للمصطلحات الواردة هنا _ البيان – البرهان – العرفان_ الرجاء مراجعة بنية العقل العربى للدكتور محمد عابد الجابري )
فى بقية المداخلة التى تحدثت فيها عن تجليات الفشل لتجربة الاسلام السياسى فى السلطة فستجدنى اتفق معك فيما ذهبت اليه بل قد اضيف حتى ان حاولت.
اخيرا كتبت:
وأخيرا أرجو منك أخي بكري أن تبين رأيك في الدور الايجابي للدين في حياةالفرد والمجتمع ولماذا تطرح فكرة فصل الدين من الدولة حتي تتضح مقاصدك بصورة جلية للقارئ وتنزاح الغشاوة والتشويش من جانب البعض
هنا ساقول وبكل بساطة ان الدين من الثوابت الاجتماعية حسب ما توصلت له احدث الدراسات الانسانية و تحديدا علم النفس الاجتماعى / علم النفس التاريخى, وهذه علوم مستحدثة تعنى بدراسة الظواهر فى اطار كلى كما فى حالة علم النفس الاجتماعى, اذا لم يكن من المستحيل فمن الصعب ان يوجد مجتمع بالمفهوم العلمى لكلمة مجتمع ان يعيش بلا دين يوفر له السكينة والطمانية . فالدين بالنسبة للفرد هو ا اكثر الادوات فعالية على مر الزمان وعبر التاريخ فى تحقيق السلام النفسى الذى يسعى اليه الفرد وفى كل الحالات الشدة و الفرج ففى الشدة لطلب الغوث وفى الفرج خوفا من ذهابه, فاذا كان الامر فى المستوي الفردي فليبقى المجتمع بافراد ذو ايمان ويقين و سلام نفسى فهذا من الدواعى لتحقق السلام الاجتماعى, الا ان خروج المسالة من هذا الاطار حتى تقحم فى الشان العام هذا هو الوضع الاشكالى الذى نحن بصدده والى دفعنا الى بذل كل هذا الجهد وتكريس كل هذا الوقت لندلو بدلونا فى كيفية الخروج من النفق. فى احدي مداخلاتى اعلاه ردا على الاخ هوبفل تحدثت عن العلمانية كمشروع ثقافى ذو منتوجات مادية اوصلنا اليها العلم الذى هو حملا حلال للعقلانية المعاصرة التى هى الاب الروحى للعلمانية كمشروع ثقافى. الدولى وفى كل التعريفات القديمة والحديثة هى وبرغم اختلاف مفهوم السيادة الا انها ذلك الاقليم المحدد بحدود جغرافية و به ناس يعيشون ربما تتمايز و تتباين الوانهم و لغاتهم و لهجاتهم و اديانهم واعراقهم و ربما يكونون منحدرون من اصل عرقى واحد ويتحدثون لغة واحدة و يدينون دينا واحدا, و من الامثلة النادرة على هذا النموذج الصومال الذى لم تشفع له كل تشابهاته من الاقتتال و التناحر, و تاريخيا نشوء الدولة بهذه التسميات هو من حديث, و مع جان جاك روسو اكتمل المفهوم لفكرة الدولة التى يتعاقد الناس عليها اجتماعيا و هذا التعاقد قد يتم اختياريا او تعسفيا او تاريخيا , كالدول القومية(اوروبا), الاستعمار والاقامة(الامريكيتين) , الدول التى خلفها الاستعمار(افريقيا) , فالتعاقد يهدف الى ان يقوم الناس ياختيار من يحكمهم , ففى السابق كان الملوك الطبيعيين يحكمون برعاية الكنيسة و طوروه الى حكم ملك وراثى ومن ثم الى تسلط بعض العسكريون كنابليون, واخيرا تطور الشكل الانتخابى عبر الديمغراطية الليبرالية والديمغراطية قديمة مورست فى اليونان وحديثة طورت مع تطور مشروع العلمانية الثقافية , والهدف التاريخى من تكوين حكومات هو تحقيق اكبر قد من الرفاهية للشعوب او السكان الذين يقطنون الاقليم المحدد و ان ترمز الحكومة الى سيادة ذلك الاقليم الذى طور له اسم و سلام وطنى و رمز وطنى وعلم , و اذا كان هدف الدولة اصلا هو رفاهية البشر و هذه تتم عبر حزم من البرامج السياسية والاقتصادية و الثقافية التى ليس للدين بها اي شان خصوصا اذا كانت الدولة دولة تعدد فانحياز الدولة لاي دين هو بداية انحراف عن المفهوم التاريخى لفكرة الدولة التى تراضى عليها حتى غالبية الاسلاموين عدا القلة التى ما زالت تتحدث عن خلافة اسلامية وهؤلاء صادقون مع عقلهم النقلى ففى الاسلام لم تكن هنالك دولة بمفهوم الدولة بالشكل الحديث كما اشرت اعلاه وكما ورد فى الجزء الذى نقل عن فرج فودة, ففى عهد ما كانت الخلافة فيه ملك عضود و توسعت فى حروب طويلة على حساب جاراتها من الامبراطوريات البيزنطية و الرومانية, فهنالك امبراطورية على غرار تجربة التاريخ التى كانت سائدة عند الفرس والرومان و الحاكم هو ملك يرث عن ابيه وابيه عن جده و البلاد تدار بحد السيف و يدفع سكان البلاد المحتلة جباية لا مقابل لها من خدمات من قبل الدولة كنظام الضرائب الحديث بل هى تاكيد للخضوع والخنوع للحاكم الذي كان رومانيا ويدعى عيقان فتحول الى عربى يدعى معاوية بن يزيد الا ان الاخير بدلا من ان يسمى نفسه امبراطور اختار ان يسمى نفسه خليفة المسلمين او امير المؤمنين حتى يتثنى له المسك بزمام السيادة طالما ان سكان البلاد المحتلة (المفتوحة ) سيدخلون الاسلام رغبة او رهبة او بالتقادم والتعايش هذه هو حال كل ما سمى بالدولة الاسلامية منذ عهد معاوية و ما تلته من تجارب سواء عباسية او فاطمية او مملوكية او عثمانية هو ان تتغير الاسر و البطون ويبقى الشكل والمضمون, اما تجربة المدينة كما اشرنا انها لم تكن دولة وانما كانت مجتمع اسلامى يتمدد فى فراسخ تقطع ببعير فى سويعات. اذن تطور مفهوم الاسلام دين ودولة اتى لاحقا بعد ظهور الخلافات السياسية التى لكى تحسم وظف لها الفقهاء لاستخدام اكثر الوسائل فعالية لاخضاع الناس وهى الايمان, فما حدث للمعتزلة الذين قربهم العباسيون ومنحوهم قضاة اللامارات فى الوقت الذى كانو يحتاجون الى تثبيت ملكهم وما ان دان لهم تقربوا من الاشاعرة الذين هم اباء المذهب السنى بابوابه الاربعة الحالية وهم من شرع فى اصدار الفتاوي التى تمكن لبنى العباس حكمهم و بواحدة منها هكذا اصبح الاسلام دين ودولة مع العلم انه توجد الكثير من الاراء المغايرة فى التاريخ الاسلامى التى لم تصلنا لان الذى وصل الينا هو ما اراده السلاطين فقط, فزبدة القول ان الاسلام كرسالة هى للمجتمع فى المقام الاول وعبر تجاربه لم يقم دولة تصلح كمرجع كما لم يقم دولة بالمفهموم الحديث لفكرة الدولة وانما اقام مجتمعات اسلامية , فشكل الدولة الحديثة الذى طور لاحقا بعد انهيار الامبراطوريات الكبيرة فى اوروبا هو اصلا قام وفصل بين السلطة الزمنية(الدولة) السلطة الروحية(الدين) بعد ان راي الناس العجب من حكام يباركون من قبل الله بواسطة الكنيسة, فعدم وجود نموذج فى التاريخ الاسلامى وغياب اي رؤي موضوعية لمخاطبة قضايا الساعة هو ما يجعلهم يتشددون فى الدعوة وليس فى جعبتهم شىء كما تفضلت بالذكر اعلاه فى قضايا الاقتصاد/السياسة اسلوب الحكم/ الديمغراطية الثقافية/ وهذا ما جعل كل هذا العالم يعج فى صراع طويل حول الهوامش تاركين لب الموضوع لشعارات فارغة تدرجت فى التطرف من الاسلام هو الحل الى الحاكمية لله التى تقف كعقبة فى فهم الاسلاميوين للديمغراطية باعتبارها هى حكم الشعب للشعب بواسطة اختيار نوابه فهم يروجون قول ان الحاكمية لله و لا يجوز ان تعطى الى بشر و يسالون عن الكيفية التى يمارس بها الله حاكميته لحل قضايا المجاعات و الجفاف و السوق الحر والفساد المالى يردون بالتكفير, اذن السؤال اصلا ليس للعلمانينن عن ضرورة فصل الدين عن الدولة نتيجة للحالة الدفاعية التى اوقع فيها نفسه واقوعه فيها خصومه بل الاصل فى الدولة هو العلمانية واما السؤال للسلامويين المنظمين والذين يشاركونهم الفكر , عن كيف هو الاسلام دين ودولة ؟؟؟ وكيف الحاكمية هى لله وهو سبحانه لا يتنزل ليباشر شؤن الدولة من قصر جمهوري؟؟؟ واجابة مختصرة لسؤالك اخى كمال ان فصل الدين عن الدولة هو ضرورة حياتية تقتضيها الرغبة فى الاستمرار و العطاء .
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
الاخ السنجك : اري اننا بدانا فى الاتفاق على الارضية التى سيدور عليها حوارنا وهذه محمدة و انجاز سيختصر الزمن و سيتجاوز بنا الكثير من العقبات مثل سوء الظن و تفتيش الضمائر و محاكمة النوايا, وفى قولك كتبت:
وسوف اذهب بعيدا جدا فوق ما قد يتصور الكثيرين وانت منهم ايضا وهو انني لدي قناعة تامه بانه لقد آن الاوان فعلا لتفسير كتاب الله مرة اخرى(طبعا باستثناء النصوص التى لا تتغير بتغيرهما) على يد الراسخين فى العلم وبشكل اكثر وعيا ودراية بمتطلبات هذا العصر فهكذا فى راي يكون معنى ان القران صالحا لكل زمان ومكان
هذا موقف افتتاحى متقدم و ان كان لم يدهشنى على عكس توقعاتك, فالكثيرون هم من ينادون باعادة تفسير القران ليجيب على اسئلة العصر وهم بدعواهم هذى فى حالة انفعال لتاكيد مقولة صلاحيته لكل زمان و مكان اكثر من كون التفسير ضرورة يتطلبها العصر, وبذلك يشعرونك احياننا وكانهم ينتظرون اعادة القراءة والقران للتفسير ليكون الناتج جهيزة ليقطعون بها قول كل خطيب ( مختلف) ولكنى دعنى احبطك قيلا فدعواك باعادة تفسير القران و ان تمت سوف لن تغير فى الامر كثيرا فالازمة يا اخى يا السنجك فى المنهج, فهم يستخدمون السنة و اقول السلف و البيان (علم اللغة) لتفسير القران وهذا هو اس المشكلة , فالتحدي ليس هو ان يعاد تفسير القران بل التحدي يكمن فى الكيفية (المنهج) الذى سيفسر ويقرا به القران, فالتاكيد على شروط معينة يجب ان تتوفر فى المفسرين و المجتهدين مع العلم ان هذه الشروط من وضع بشر واذا كنا نحن نطعن فى المنهج الذى صنفت به هذه السنة التى سيستخدمونها كاول مدخل للتفسير فكيف لنا ببقية الاليات, نحن يا صديقى يا السنجك ندعو الى مسائلة اللوحة الخماسيةالاسلامية الكتاب السنة القياس الاجماع الاجتهاد وان كان قد اقفل بابه بعد اصبحوا يعلمون ما سياتى لامم بعدهم
نحن فى حوجة لمحاصرة مقولات لا اجتهاد مع النص كقاعدة فقهية اساسية, واذا كان النص فى رقبته و فى حد ذاته امام سؤال التاريخ وحركته ناهيك عن هذه القاعدة التى هى من وضع انسان عادي قد لا يتفوق عليك فى اي شى , بل المؤكد انك وبحكم العصر تتفوق عليه تكنولوجيا. اذن اراك قد بدات تتامل اين يكمن المشكل, كيف يمكن للعقلانية و ما انتجته من الاسهام فى مسيرة الانسانية فى النهوض بهذه العقول المستقيلة و الاذهان العاطلة, فهل من مجال. فهم ما زالو مختلفون عن دور العقل /النقل, فانا لا ابلغ لكن هذا هو الراي الرسمى لكل المؤسسات الدينية وعلى راسها الازهر الذى يعتبر معتدلا الى حد ما.
كتبت: ولكن ان الغايات عندما تحدد يكون الامر اكثر وضوحا فيه ابتعاد عن الشبهات واختلاط الامر على العامة وحتى لا نجعلهم صيد سهل للذين يلعبون باسم الدين لذلك الدقة ضرورية هنا وبل مطلوبة لذلك اقول لك اخي بكري الجاك أجبت على جزء من سؤالي وتركت الجزء الآخر
حديثى عن الاتفاق على الارضية اعلاه هو الذى سيجيب على سؤالك الذى كنت اعتقد اننى اجبت عليه بالمصادرة وادخاله فى دائرة ما سكت عنه الخطاب, فالارضية اقصد بها الموضوعية و الحياد كاهم الركائز فى اسس التفكير العلمى و احترام مبدا الاختلاف باعتبار ان الاراء المغايرة تكمل بعضها البعض اذا سلمت معى بمبدا النسبية فى اطار البحث عن الحقيقة الذى هو شغل البشرية منذ وجودها على كوكب الارض, فاذا توفرت هذه الشروط التى اظن انها عادلة للجميع يصبح السؤال عن الغايات لا جدوي له بل لا مبرر له اصلا, فانا يا صديقى يا السنجك ذكرت فى اكثر من موقع ان تفكيك بنية الخطاب الدينى السائد الان هى اجرائيا عملية بناء لخطاب بشكل مغاير يخدم قضايا الدين بشكل فعال و مواكب اكثر من الشكل البائس الذى تقدمه المؤسسات الدينية الاسلامية بلا استثناء وفى جميع الدول, عليه ما يرمى اليه سؤال النوايا وان كان بشكل غير مباشر هو ايضا من يؤكد فعالية وعمل الاليات التى اشرنا اليها وهنا المرحلة الاولى التشكيك, اعتقد ان الغاية واضحة الان ولا تحتاج الى بطارية ذات حجار قوية لكشفها.
وهو غايتنا أليست هي إيجاد مجتمع سليم ومعاصر يعكس حقيقة كون الاسلام دين عالمي
هنا اتفق معك اننا نبحث عن ونعمل على تكوين مجتمع سليم و معاصر بل وحضاري , ومسالة ماذا سيعكس هذه متروكة للتاريخ فدعنا من الخوض فى الحتميات اليقينية الوثوقية التى هى اشواق اكثر منها حقائق ماثلة للعيان. مرحبا بك فى عمق الموضوع وفى انتظار اسهاماتك
الاخ عطبراوي:
لا ادري لماذا تصادفنى مثل هذه الاشياء فى هذا المنبر فهذه هى المرة الثالثة التى اكتب فيها رد او تعليق يشابه رد يكون فيه الردين قد كتبا فى نفس التوقيت , فقد تلاحظ اننى اوردت الصومال فى ردي الذى اسفل تعليقك وان كان ليس فى مسالة الهوية, اتمنى ان تواصل معنا , فهانحن نعود الى صوت العقل الذى وان خفت فهو لا محال ناهض. ولكم جميعا عظيم تقديري و فى انتظار مساهماتكم
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: kamalabas)
|
الاخ اسعد: نعمت صباحا
انا ايضا تبين لى انك اخ وصديق فاضل لما تتمتع به من روح و رحابة صدر, واؤمن ان كل الاخوة فى هذا المنبر حتى المختلفون مع طرحى هذا هم اخوة فاضلون و اصدقاء متوقعون, وان ما يعكر صفو نفوسهم هو تحفزهم الفطري للتصدي الى المختلف معهم باعتبار ان الراي الموضوعى فى قضايا الدين والايمان يشكل لهم مخاوف بان الهدف هو نسف الدين فى نفسه وهم فى ذلك معذورين فالمدرسة و الخطاب الاعلامى و شكل التربية كلها تكرس الى نظرية المؤامرة التى تضعهم فى خانة الراحة النفسية من عناء البحث والتفكير بنسب كل راي مختلف الى انه متامر مع الصهيونية و الامبريالية لهدم الدين الاسلامى ولعمري ان مواقف المسلمين الراهنة من العلم و التطور وقضايا العصر فى كل العالم لهى خطر على الاسلام اكثر من الصهوينية التى لا اري لها دورا سلبيا على قناعات الناس و يقينياتهم. فعد متى ما اتاح لك الزمن فالحوار باقى ومتواصل ما بقيت الازمات و اخيرا لا بد من مخارج من هذه الورطة الوجودية.
الاخ كمال عباس:
اتفق معك فى كل ما اوردت وكم كان سيكون هذا النقاش مجديا لو انضم اليه نفر من جماعة الاسلام السياسى ليحدثوننا عن برامجهم للمرحلة القادمة, ودعنا ننتظر تعليق الاخ السنجك ربما يجفز بعض الاسلاموين للمشاركة ودمتم بكل عافية
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
أخي بكري ومحاوريه لكم التحية انشغالي بكتبات عديدة في المنبر وما يترتب عليه من متابعتها والرد عليها صرفني عن متابعة هذا البوست وأخريات ذوات قيمة علميةوأدبية رفيعة ،، بكري يطرح طرحا موفقا والحوار معه يسير هادئا ، وسعدت كثيرا أن أرى الأخ أسعد ابراهيم يقترب من الآخرين ويحتفظ بحقه في الاختلاف ، والأخ السنجك أيضا يقول أنه لا يمانع من إعادة النظر في التفاسير والتأولات ، وسعدت كثيرا بدعوة بشاشة للعودة للإسلام الشعبي ، وسعدت كثيرا لقوة مداخلات قريبي msd وعطبراوي ، وللإشارات القيمة من صديقي كمال عباس ،، وكنت أتوقع أن أجد الاخوة الجمهوريين هنا ، لكن أعتقد أنهم لم يشاركوا ،، ولعل المانع خير ، وأتصور أن لبكري حديثا طويلا لم يقله بعد ، وأستميح الاخوة عذرا أن يأخذوا استراحة محارب ويمنحوا بكري الفرصة لإكمال رؤيته ،،
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
الاخوان بكري الجاك كمال عباس تحياتي وكأني اراكما ونحن فى هذه المرحلة الثقافية التى نعيشها تؤيدان الظاهرة المشاعة التي تقول اما الاسلام او اما هذا العصر بكل علومه وفنونه. وللاسف هذا هو الخلط الذي وقع فيه الكثير من الناظرين لواقعنا اليوم فيما يتعلق بفشل كل الجماعات فى تحقيق خطاب ديني سليم فالأرضية فى نظرى التى يعملون عليها لا تعدو كونها نظرة غير عميقة للنصوص وشروح(مقولات كما يحلو للاخ بكري تسميتها) توارثوها بشكلها وبما هي عليه وهذه من اكبر الأخطاء التى وقع فيها كثير من الإسلاميين. ولكن الامر يختلف عند من يدعو الى التجديد الحق، وعندما اتحدث عن تجديد لا اتحدث عن تجديد الدين نفسه فالدين الاسلامي متجدد بطبعه قد يتساءل البعض كيف؟؟ اذا اردنا ان نتحدث عن هذا العصر ونضعه امامنا لكي نتعرف على اميز واهم دعائمه ماذا سنجد اليس هو العلم يبدو لي انكم سوف نتفقون معي كون ان العلم هو اميز دعائم هذا العصر وانه يوفر بيئة الحياد التى ينشدها الكل. والآن هل فى الاسلام ما يحضك على العلم ام يصدك عنه؟؟؟. واذا رجعت الى كتاب الله القران الكريم ستجد عدد ضخم جدا من الآيات التى تتحدث عن العلم هذا نهيك عن الايات التى تتضمن مادة الفكر ودلالتها. لعمرى لن تجدوا مصدرا قدر العلم حق قدره مثل كتاب المولى عز وجل وحديثكم عن الاشواق والاماني حديث موضوعي جدا وقد اعجبني كثيرا لانه يذهب بي مباشرة الى اصل المشكلة فليس المراد معرفة تقام على ظنون وأماني كما اشرتم بل المراد معرفة تقوم على علم وهذه هي الهداية التى ارادها المولى عز وجل ورسوله الكريم للإنسان. وهذا يقودنا الى التحدى الذي نحن نعيشه الآن وهو ما اشار اليه الاخ كمال عباس تحديدا حول قضايا المراة وحقوق الاقليات غير المسلمة وقضاي ا السياسة والاقتصاد والفكر و...الخ. الاخوان بكرى /كمال كثيرا ما قلت ان من اكبر مشاكلنا هي مسألة الإسلام السياسي. موضوع الاسلام السياسي يعتبر اكبر تحدي واجهته النماذج الإسلامية الراهنة وبكل طوائفها وأقلياتها غير المسلمة لذلك لا ارى فشل الكثيرين مبرر كافي لترك قناعتي بأن فى الاسلام الحل. ومن جانبي ارى ان المشكلة الحقيقة التى فشلت بسببه ا النماذج الإسلامية تكمن فى الكيفية التى يتم من خلالها التجديد كواقع نؤمن به ايمانا كاملا وليس فقط كون الأحداث فرضته علينا كما اورد الاخ بكري، والشي الثاني اننى أراه فى الاصل من اهم سمات الدين الاسلامي التى تجعله مصدر تشريعي ملائما لكل زمان ومكان. فمشكلتنا فى الوقت الراهن ليست كيف نجارى متطلبات هذا العصر وكيف نتصدى لقضايا وحقوق المراة او كيف نقنع العالم بان الدين الاسلام يحفظ حقوق الأقليات. مشكلتنا تكمن فى عدم فهمنا لكتاب الله عدم فهمنا لنصوص الايات فهم عميق فهم من اجل العمل والتطبيق. مشكلتنا تكمن فى ان المسلمين تركوا ابرز ملمح من ملاح هذا العصر(العلم) ولم يكونوا فى عصرنا هذا من المتفكرين فى خلق السموات والأرض كما امرنا المولى عز وجل بل تركوا ذلك لغير المسلمين وكان ذلك سبب الفشل الذي نسبح فيه الآن لقد تركوا الكشف العلمي لأولئك الماديين؟ السنجك سوف اعود مره اخرى للتكملة لكم التحايا ــــــــــــــــــــــــــــــــــ BE YOURSELF AND HAVE AN IRON WILL AND DEFINTELY THERE IS NO AWAJA
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: alsngaq)
|
الاخوة المتحاورين اولاً اوافق علي اقتراح ود قاسم لاخذ قليل من الراحة فالموضوع شائك ومعقد ويحتاج الي تركيز ذهني عالي، ولكني اود قبل اخذ تلك الراحة او الانفاس ان نعقب علي بعض الحديث. الاخ عطبرواي و بكري لا اعتقد ان كل الحروب التي قامت في العالم سببها فقط اختلاف الهوية، ولهذا فان الحالة الصومالية لا تنفي ان الاسلام يمكن ان يكون هوية، ولكنها توضح ان هناك اسباب كثيرة يمكن ان تودي لحرب، ولكني اود توضيح ايضا ان الحرب بين الفئات الاسلامية في حد ذاته متوقع وكما تعلمون ان هناك اية واضحة تذكر ذلك وتضع المعاملة التي يجب ان يتبعها المسلمون في تلك الحالة. ونلتقي بعد قليل من الراحة. ودمتم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: kamalabas)
|
الاخ ودقاسم: طلتك البهية من هذه النافذة ستساعدنا على الاستجمام غير الكسول بل الذى سيكون اعادة قراءة و تحليل ومن ثم سنواصل, شكرا على التلخيص المفيد لمواقف المتحاورين.
الاخ السنجك: كم انا سعيد لمواصلتك الحوار التى ستسهم مع حوارات اخر فى اضاءة شمعة فى طريق المعرفة الذى كم هو كالح الظلام, سانتظر بقية مداخلتك حتى لا اقراءك مجزوءا والى ذلك الحين عض على عقلك بالنواجز و اعمل فكرك فى الراهن والماضى والقادم فنحن فى انتظار اشراقاتك.
الاخ MSD كتبت: الاخ عطبرواي و بكري لا اعتقد ان كل الحروب التي قامت في العالم سببها فقط اختلاف الهوية، ولهذا فان الحالة الصومالية لا تنفي ان الاسلام يمكن ان يكون هوية، ولكنها توضح ان هناك اسباب كثيرة يمكن ان تودي لحرب، ولكني اود توضيح ايضا ان الحرب بين الفئات الاسلامية في حد ذاته متوقع وكما تعلمون ان هناك اية واضحة تذكر ذلك وتضع المعاملة التي يجب ان يتبعها المسلمون في تلك الحالة.
ما دفعنى ودفع الاخ عطبراوي لايراد تجربة الصومال هو قولك السابق اعلاه بان اختلاف الهويات الصغري فى البلدان صنيعة الاستعمار هو سبب مباشر للاقتتال والتناحر و نحن اسشهدنا بالصومال لنقول لك ان تشابه الانتماء العرقى والدينى والاثنى ليس ايضا مبررا للسلام والاستقرار وها انت تاتى لتقول انك " لا تعتقد ان الحروب التى قامت فى العالم سببها فقط اختلاف الهوية" واري حالك كحال الذى سئل هل 2* 2 = 4 فرد قائلا لا بل تساوي 2+2 يا صديقى يا أم س د الم تسمع بقاعدة منطقية تسمى نفى النفى اثبات , الموقف العلمى الامين هو ان تقول اتفق معكما اخوتى فى ان عامل الاختلاف الثقافى من اسباب الاقتتال التى استطاعت كثير من البلدان ذات الخواص المشابهة من تجاوزه بتبنى دولة المواطنة التى تساوي بين الناس دون اهتمام بخلفياتهم. وهذا ضمنيا يعنى انه من الممكن قيام حروب فى مناطق اخري لاسباب ليس لها علاقة بالانتماء بكل تفاصيله سواء عرقى او اثنى او دينى او ثقافى. احدي مشاكل التربية السودانية هى اننا نري فى التراجع عن الموقف الخطا انكسار و هزيمة لذا نحتاج الى خطوات تكتيكية متعددة حتى نتراجع ولابد لنا ان نبدي اننا لا نتراجع وهذا نوع من العناد و المكابرة وهو خلل تربوي نعانى منه جميعنا و بالغاء نظرة بسيطة فى حوارات المنبر ستجد ان حتى الذى يثبت له محاوريه انه على خطا سوف لن ياتى ويعترف بانه كان على موقف خطا. المهم يا اخى يا ام س د , دولة اليوم دولة مواطنة فى كل العالم وليست دولة اديان وايمان فالايمان من شان الافراد و توفير الامن والاستقرار وسبل العيش من شان الدولة , فحتى ولو سلمنا بان الاسلام يمكن له ان يكون هوية فهذا غير متوفر لمجرد خروجى من المكتب الان فلتبقى اشواق تراودك والكثيرون ولكن فلنساهم فى حل المعضلة الوجودية الحالية التى نحن ازاءها الاخ كمال عباس: افدت بالتوضيح وهذا يكفى حفاظا على الباندويث وتجنب التكرار, فلنرابط تحت هذه الشجرة الى حين عودة السنجك وربما اخرون لنواصل المسير.
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
الإسلاميون والمثقفون: مشروع اضطهاد العفيف الأخضر
نفض الإسلاميون المعاصرون الغبار عما هو معاد للثقافة والحياة في التراث لتكفير التفكير وتبديع الإبداع، حرم فقهاء القرون الوسطي الرسم، النحت، الفلسفة وحتى المنطق: "من تمنطق فقد تزندق" (السيوطي)، "المنطق يؤدي إلي الفلسفة وما يؤدي إلي الكفر كفر" (ابن الصلاح)، ويوم نكب ابن رشد أنشد فقهاء قرطبة في جوقة: اشتغلوا بالمنطق فقالوا حقيقة / إن البلاء موكل بالمنطق، إتكأ الإسلاميون علي هذا التراث الظلامي أي المعادي لنور العقل واستمدوا منه سلاحين من أسلحة الدمار الثقافي الشامل: الرقابة والقتل، يصف الكاتب الإيراني سركوهي الفصامية التي فرضتها الرقابة الإسلامية علي المثقفين علي هذا النحو: "يتساكن في كل صحفي وكاتب شخصان، أحدهما يكتب، والآخر يمحو ويحول الجمل إلي مجازات وتعابير مزدوجة المعني" (الاكسبرس 8/6/200)، أما حزب الله الإيراني الذي لا يمكن التنبؤ بالممنوع والمسموح في رقابته، فإنه كثيراً ما أحرق كتباً سمحت لها الرقابة الرسمية بالصدور، وأحرق الدور التي أصدرتها وطارد مؤلفيها.
لم يكتف الإسلاميون في اضطهادهم للمثقفين بالرقابة، بل عززوها بالتكفير والقتل. فقد ظل الخميني طوال حياته "يفخر بالفتوى التي أصدرها بقتل المفكر الإيراني أحمد كسراوي سنة 1947" (أمير طاهري)، ولما سئل الخميني عام 1979 عن سبب إصداره أمراً بإعدام المعارضين دون محاكمة أجاب: "لأنهم مذنبون ولا حاجة لإضاعة الوقت في محاكمتهم" (نفس المصدر). واصل خلفاؤه المتشددون باسم الشريعة، تطبيق شريعة الغاب علي المثقفين داخل وخارج إيران: تنص المادة 228 من " قانون الجزاء الإسلامي" على تبرئة الجاني: "إذا أثبت للمحكمة أن القتيل مهدور الدم" أي مرتد! وباسم هذا القانون الغابي رصدت مؤسسة الشهداء التابعة لمرشد الثورة جائزة بمليوني دولار إضافة إلي النفقات، لقتل الروائي سلمان رشدي. وباسم هذا القانون أهدر البوليس السياسي الإسلامي دماء 180 مثقفاً إيرانياً سجلوا على "القائمة السوداء" الشهيرة، اغتيل منهم أربعة، ولولا تدخل الرئيس محمد خاتمي لكان أعضاء القائمة اليوم تراباً في التراب!
حمام الدم الإيراني الذي دشنة الانقلاب الإسلامي في 1979 أيقظ في نفوس الإسلاميين خارج إيران الحقد علي الاخر المتأصل في نفسيتهم التي تشربت الآخر كمنتهك لـ "طهارة الأم" إذن كعدو برسم التصفية. مثلاً لا حصراً، شنق حسن الترابي في 1985 الفيلسوف المتصوف محمد محمود طه بتهمة "الردة"، وسنة 1999 أقرت محكمة الاستئناف في الخرطوم الحكم علي فنان ب 260 جلدة بالتهمة التفتيشية التي نفض الإسلاميون عنها الغبار: "الإساءة إلي الدين". في لبنان اغتال إسلاميون من جزب الله مهدي عامل وحسين مروة الذي كان علي فراش الموت! في مصر أقام إسلاميون دعوى الردة علي محمد عبد الوهاب من أجل أغنية "من غير ليه؟" وأصدروا حكماً بردة نصر حامد أبو زيد وغرس إسلاميون آخرون خنجراً في رقبة نجيب محفوظ تنفيذاً لفتوى بردته من أجل "أولاد حارتنا".بفتوى مماثلة اغتال إسلاميون فرج فوده، عندما سأل القاضي الجاني لماذا إغتاله؟ أجاب: لأنه علماني، ولما سأله مرة أخرى: ما معني علماني؟ أجاب: لا أعرف! ولما سئل القاضي محمد الغزالي، أحد أقطاب الإخوان المسلمين عن حكم الله في القتلة، أجاب بكل يقين المتعصب: "لقد نفذوا فيه حكم الردة الذي تقاعس الإمام عن تنفيذه"، عاد القاضي يسأله: وما حكمهم إذن؟ أجاب الغزالي: "رمز الإعتدال لقد افتاتوا على الإمام والافتئات (الاستبداد بالرأي) لا عقوبة له في الإسلام"، بعد سماع فتوى الغزالي بإهدار دم فرج فوده صرخ القاتل: "الآن أموت وضميري مرتاح" لأن وظيفة الفتوى هي استكمال تجفيف ضمير المتعصب الأخلاقي برفع الذنب عنه، ليغدوا جاهزاً ككلب الطريدة للانقضاض علي فريسته دون تفكير. في الجزائر اغتال الإسلاميون أكثر من 60 مثقفاً بينهم الشاعر الطاهر جعوط والجامعي الجيلالي اليابس الذي تبنت جبهة الإنقاذ الإسلامية علي لسان رئيس بعثتها البرلمانية في الخارج أنور هدام اغتياله في تصريح لوكالة الأنباء الفرنسية، والجدير بالذكر أن متطرفاً تونسياً كتب معلقاُ علي اغتيال هذا المثقف الجزائري: "العلمانيون (التونسيون) المتحالفون مع النظام سيكون مصيرهم مصير اليابس"، وأخيراً لا أخراً، أصدر يوسف القرضاوي الذي يكاد ينعقد الإجماع علي اعتداله، فتوى بتكفير حيدر حيدر وتكفير روايته "وليمة لأعشاب البحر" و"تكفير كل من يقول عنها إنها إبداع" أي غالبية المثقفين والمبدعين والنقاد في مصر والعالم العربي حتى من يختلف معه في مضمونها السياسي مثلي. لا يشك لحظة في شاعريتها الخلابة. فتوى التكفير إهداراً لدم من تم تكفيرهم وتحريض لكل مؤمن على تنفيذ حكم التكفير فيهم ما استطاع إلي ذلك سبيلا! اضطهاد الإسلاميين للمثقفين بمصادرة كتبهم، بمطاردتهم، بإصدار الفتاوى بقتلهم، بمحاكمتهم، بإعدامهم وباغتيالهم يأخذ بتكراره وانتظامه في الزمان والمكان حكم القانون. لا شك أن سؤالاً يرف على الشفاه: لماذا يكفر الإسلاميون التفكير والمفكرين ويبدعون الإبداع والمبدعين؟ كمشروع إجابة مفتوحة للنقاش أقدم خمس فرضيات متكاملة:
1- التعصب المتأصل في بنيتهم النفسية يوهمهم بأنهم يمتلكون المعرفة الإلهية التي لا مزيد بعدها لمستزيد. حقيقة المتعصب هي في الواقع وهم لذيذ يلوذ به كبديل عن حقيقة مريرة لا يستطيع مواجهتها دون أن يفكر في الانتحار، وهذا ما يجعله يعيش لا شعورياً كل معارضة لها أو حتى مجرد اعتراض عليها كعدوان شخصي عليه، كنفي للمعني الذي أعطاه بتعصبه لحياته، وهذا ما يهيؤه للعدوان والقتل كما لو كان في حالة دفاع شرعي عن النفس.
2- هم أيضاً مسكونون بروح تبشيرية تجعل رغبتهم في توجيه (LE DESIR DE DIRIGER ) البشرية و هدايتها إلي سواء السبيل هوسية. هذه الرغبة في التوجيه هي كما يقول علم نفس الأعماق، مزيج من النرجسية والسادية والميل إلي التلصص من ثقب الباب مما يجعل المصاب بها مدفوعاً دفعاً إلي فرض وجهة نظره علي الآخرين أي علي جميع الذين لا يؤمنون بها كما لو كانت إرادة إلهية فيما هي لا تمثل في الواقع إلا تعبيراً باتولوجياً عن بواعثه وصراعاته الشخصية اللاشعورية.
3- عجز النخب السائدة في الفضاء العربي والإسلامي والفاقدة لشرعية الإنجازات عن الفصل الضروري بين المواطن والمؤمن، بين الدين والسياسة، وتالياً بين الدين والبحث العلمي والإبداع الأدبي والفني حتى يتشرب الوعي الجمعي هذا الفصل الذي هو لب الحداثة.
4- التثبت في المرجعية الفقهية القروسطية التي لم تجدد بعد، أي لم تتكيف مع روح قوانين العصر التي هي حقوق الإنسان التي تقدم حرية التعبير والتفكير والاعتقاد وتساوي بين جميع المعتقدات، وتعتبر كل قانون مناقض لها فاقداً للشرعية وجديراً فقط بأرشيفات تاريخ الأفكار، لقد بات لزاماً على جميع دولنا التي وقعت علي مواثيق حقوق الإنسان التي صاغتها الأمم المتحدة أن تحترم توقيعها بإعادة تأسيس الفقه القديم علي أسس حديثة تنقذه من ماضويته. وذلك يعني إصدار قوانين تكفل لجميع الاتجاهات الأدبية والفنية والفلسفية والعلمية بالتعبير عن نفسها، وبحرية البحث والشك والتجريب وتحرير العقل والخيال من جميع العوائق، علي غرار ما هو سائد في القارات الخمس، فكل استثناء للذات من المكاسب الحديثة التي تتمتع بها جميع الذوات هو عنصرية ضد الذات.
5- الإسلاميون الذين احترفوا اضطهاد الفكر والإبداع هم في الواقع جلادون وضحايا في آن، جلادون لأنهم باسم الشريعة يطبقون شريعة الغاب علي الثقافة والمثقفين فيصادرون حرياتهم ويهدرون دمائهم. ضحايا، لأنهم لقنوا في معظمهم منذ نعومة أظفارهم تعليماً دينياً قديماً وعقيماً لم يخصب بعلوم الحداثة من سسيولوجيا الأديان، تاريخ الأديان المقارن، الألسنية وسيكولوجيا الأعماق. مثل هذا التعليم غرس أو رعي في وعيهم كراهية الحياة والأحياء وتالياً الانغلاق علي العصر أي تكفيره، وهم أيضاً ضحية إعلام لا يقل عن التعليم إياه في تخويف مستهلكيه من معانقة الحياة الحديثة كما هي: بوعدها ووعيدها.
حسبنا أن نعرف أن أحد المحامين الذي شارك في الإفتاء باغتيال فرج فوده كانت له حصة في التلفزيون المصري يطل منها بانتظام علي ملايين المشاهدين لغسل أدمغتهم تحضيراً لهم ليكونوا قتلة وقتلي، قتلة للمثقفين وقتلي من قوات الأمن!
تدخل في ندوة عن "الإسلاميون والثقافة" عقدها النادي اللبناني في باريس
إيلاف خاص www.elaph.com
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: muntasir)
|
Dear Bakry Now I will take rest, but for my last contribution look again to the Atbarwi contribution and his question and then look to my reply, by the way you know very well that i can say that i am wrong when i convinced that i am wrong, and even in this post i return from ideas and apologize when i felt that i am not right Best regards
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: ASAAD IBRAHIM)
|
الاخ : منتصر: شكرا على اثراء الحور بنقل هذا المقال المتيز الذى لا يقل جودة فى وصفه للمشهد الثقافى فى البلاد العربية و المستعربة الاسلامية والمتاسلمة , حقيقة استمتعت بقراءة الحوار , ارجو ان تكون قريبا وان تسهم معنا. لك التحية.
الاخ م س د
ليس لى الا ان احترم سعة صدرك و طول نفسك بالرغم من اننى ما زلت لا استطيع تمييز موقفك بالضبط من قضايا الهوية والدين, فعملا بنصحك عدت وقرات اسئلة عطبراوي اكثر من مرة و لم ار غير انك تغالط الواقع او ربما انا لم يتسنى لى فهمك , على العموم الحوار بيننا وستضح الامور ان عاجلا ام اجلا. الخالة الحنينة دوما: كم يسعدنى و يشرفنى وجودك فى هذا الركن الذى فيه نحاول ان نستجمع قوي الذات لاعمال عقلنا فى قضايا الواقع الشائكة والمستحدثة عسى ولعل ان نضىء شمعة فى هذا الطريق الطويل المضنى. كلماتك عقد شرف يزين المتحاورين جميعا بلا استثناء فى هذا البوست ولك القومة ايتها القامة.
الاخ : اسعد: اعتز كثيرا بصداقة انسان فى مدي صفاءك و نبلك و اريحيتك المباشرة
ولكم جميعا حبى وتقديري:
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
البعض يطالب بسجن للنساء وفرض الجزية وآخرون يريدون حدائق وورودا داخل المدرسة (Re: Bakry Eljack)
|
From Asharq Al-Awsat of today
حديث مع فئة لم تتحدث من قبل: آراء لمراهقين سعوديين عن تصوراتهم للإصلاح
البعض يطالب بسجن للنساء وفرض الجزية وآخرون يريدون حدائق وورودا داخل المدرسة وحق قيادة السيارات للنساء
جدة : محمد جزائري «سجن للنساء»، «جلد المعاكسين» وغيرها أفكار صادمة لشبان صغار تتراوح اعمارهم بين(15-17 عاماً) يعتقدون انه لو نفذت هذه الافكار سيكون المجتمع أفضل وأجمل. والآراء جاءت نتيجة لجولة قامت بها «الشرق الأوسط» في أكثر من عشرة فصول دراسية في المرحلة الثانوية. والأفكار التي جُمعت في مجمل موضوعاتها جاءت متقاربة، واللافت أنه على تنوع الفصول الدراسية جاءت معظم الإجابات والمواقف متطابقة إلى حد بعيد. وربما من المفيد أن نشير إلى أن الأسئلة لم تنتق فئة معينة، بل أن جميع الطلاب الواردة آراؤهم ليسوا محسوبين تماماً على أي تيار فكري محدد. «حسن»، 16عاما، للوهلة الأولى جوابه سيبدو صادماً في وضوحه وقصره، خصوصاً إذا ما تذكرنا أن السؤال كان عن الإصلاح الذي يرتجيه ليصبح المجتمع أفضل. فرد قائلاً« أول تغيير لا بد له أن يحدث هو إخراج المشركين أو أن يخيروا بين الإسلام ودفع الجزية». هنا انتهى رأي حسن. ولكن «عامر»، 15عاماً، بدا رأيه مختلفاً في إصلاح المجتمع، قائلاً «لا بد من النظر في أخلاق المرأة ، ووقف زحف الموضة الغربية. فالعباءات مشكلة خطيرة تهدد مجتمعنا. ولكن السؤال كيف نبعدهن عن الموضة؟» ويجيب « أنا اقترح تشكيل هيئات أمر بالمعروف ونهي عن المنكر خاصة للعباءات، وتغريم النساء اللائي يرتدينها، حتى نستطيع تحويل المجتمع إلى بيئة إسلامية». «أحمد»، 15عاما، زاد على رأي عامر بقوله «أقترح وجود سجن للنساء اللواتي لا يتقيدن بآداب المجتمع والشريعة، مثل التي تكشف عن وجهها أو تلبس العباءة المخصرة، وألا يقل الحبس عن أسبوعين حتى يأتي ولي أمرها ويتسلمها. «رامي» من فصل دراسي آخر يقترح حلاً يجده مفتاحاً لهذه المشكلة.. يقول «يجب أن تكون المجمعات التجارية على فترتين، واحدة خاصة بالرجال، وأخرى للنساء. حتى نضمن عدم الاختلاط. مع التشديد على أن يقوم رجال الهيئة بجلد المعاكسين حتى نحد من الظاهرة. أما «حمد» فله رأي آخر، 16عاماً، فقال«وسائل التنقل في السابق كان يستخدمها الرجل والمرأة، وكانت تركب الجمل والخيل، وتفعل مثلما يفعل الرجل. فلماذا تُمنع المرأة الآن من قيادة السيارة. فلو أن كل منا تذكر ان أمه أو أخته أو زوجته ستمر من هذا الطريق، لعرف كيف يعامل النساء الأخريات باحترام وتقدير. وهذا رد على الذين يقولون أن المرأة عندما تقود السيارة ستتعرض للأذية. علينا أن نحترم المرأة أكثر في بلدنا». «مازن»، 17عاماً، بدت اهتماماته مختلفة، وعبر عنها قائلا: «دائماً يتحدثون عن إصلاح التعليم والتغيير في المناهج، ولكن لماذا لم يفكر أحد بأن ما نحتاجه أيضا هو حدائق وورود داخل المدارس، وتكون الممرات مشجرة بشكل جميل وجذاب ومريح للنظر». مازن رغم نظرته الوردية إلا أن جاره «عادل»، 16 عاما، كان له رأي قاس ولكن في موضوع مختلف يخص الشباب، قال «اقترح أن لا يسمح لمن هم دون الخامسة والعشرين بالسفر خارج البلاد حتى لا يتعرضوا للفساد، والغزو الفكري». إلى هنا انتهت آراء الشبان الصغار، وبدأ رأي نضال حامد وهو أحد معلمي مادة التربية الوطنية في المرحلة الثانوية قائلاً لـ«الشرق الأوسط»: «آراء هؤلاء اليافعين بدت وكأنها نتيجة لزراعة تصور معين، وتختزل كل هذه المؤثرات وتصاغ بصورة أحادية. من هذا المنطلق تجد نفوراً من اليافع تجاه كل ما هو مختلف أو حديث، وهذا ما يشعره بأن أي محاولة لتنمية ذوقه محاولة لسلب هويته». من جهتها تقول التربوية والكاتبة أميمة الخميس لـ«الشرق الأوسط»: «يبدو لي أن الأجوبة صادمة نوعا ما، كونها تحمل كماً من العدوانية والنفور في أكثر من جهة، وعلى رأسها المرأة وكأن هناك برمجة مسبقة للأدمغة لتظل تدور في نطاق محدود يتمثل في كره كل ما هو جديد وطارئ، فضلاً عن تسمية جميع الذين شاركونا في صناعة نهضة هذا المكان بـ(المشركين)». القاضي الشرعي الشيخ عبد المحسن العبيكان انتقد آراء الشبان الخاصة التي تحدثوا فيها عن المشركين وعلاقتنا بهم. غير أنه بارك حسهم الاجتماعي والشرعي تجاه المرأة «في ما يخص أمر المشركين فمن الخطأ دخول الشبان الصغار فيه كونه أمراً متروكاً للعلماء والقادة. أما ما يخص المرأة وآراءهم في شؤونها ، فهي آراء محمودة يشكرون عليها، فهم انطلقوا من مبدأ الحماس للدين والغيرة على المحارم، ولا أرى في ما قالوه سلوكاً عدوانياً تجاه المرأة». أميمة الخميس تعارض هذا الطرح الخاص بالمرأة قائلة «التصورات المتزمتة المغلقة عبر التاريخ، هي التي تصور الأنثى على كونها الحامل والموزع الرسمي للرذيلة وأنها سبب الشرور جميعها ومندوبة ابليس في الأرض، لذا يجب قمعها والحد من حركتها والتضييق عليها إلى أقص الحدود». في هذا السياق، يقول المحامي والكاتب السعودي عبد العزيز القاسم لـ«الشرق الأوسط»: «نحن في السعودية نعاني من غياب خطاب، يشحذ الطاقات ويوجه الهمم والاهتمامات نحو أهداف واضحة وطموحات نتطلع إليها. وهذا الفراغ لم يملأه سوى الخطاب الوعظي، ولا نقول هنا الإسلامي». ويضيف «الخطاب الوعظي بطبيعته سطحي، ويعتني بالقضايا الرمزية، أكثر من الهموم والمصالح الموضوعية المطلوبة لتحسين حياة المواطنين. ومن الطبيعي في هذه الحال أن يكون الطفل أو الشاب معرضاً لهذا الاختراق الكبير في اختلال الأولويات». وبالعودة للعبيكان اتفق مع القاسم في وجود جنوح في الخطاب الوعظي «هناك مآخذ على هذا الخطاب الذي يتحمس أحياناً أكثر من اللازم. ويختلق القصص والحكايات الغير منطقية لإقناع مستمعيه». وتثير أميمة الخميس سؤالاً حول المسؤول عن صناعة مجتمع مقسوم إلى قطاعين متضادين متنافرين بين أهل الشر وأهل الخير، قائلة «آراء الشبان الصغار تعاني ازدواجية ، فبينما هم يتعاملون مع العالم الخارجي كل لحظة ودقيقة ويوظفون منجزه الحضاري في أدق شؤون حياتهم، تجدهم من ناحية أخرى يرفضون بشكل مطلق كل ما هو قادم من العالم الخارجي. ففي حين قد يكون الخارج مصدراً ثابتاً للشرور والآثام والخراب، لم يحل الطلاب قضية كون هذا الخارج نفسه هو مصدر آخر المخترعات العلمية والتقنية التي أسهمت في نجاة البشرية من الكثير من الآثام والشرور». ويجيب القاسم أيضاً على السؤال «مناهجنا لا تقدم للطالب رؤية متوازنة للعالم والمجتمع، ولكنها تقدم له عالماً مليئاً بالكفار الذين يجب كرههم. ولا تذكر المقررات الدراسية صيغة للتعايش. والخطاب الصحافي باهت، والثقافي والليبرالي أيضاً نخبوي ومنعزل، فشل في الوصول إلى الناس. فضلاً عن أن الخطابات المُحبطة، تهيئ لهذا النوع من الأفكار الحادة. إضافة إلى وجود خطاب يغلف نفسه بالتدين فيه شراسة وعنف، وتركيز على المقاومة عبر المواجهة، ويتسق مع الخطاب الوعظي الذي يصعد القضايا حتى نهاياتها ليحظى بالشرعية. وبالتالي نحن جميعاً مسؤولون». غير أن الشيخ العبيكان يبدو أن له رأيا في المناهج «النقد الذي يوجه للمناهج وحلقات الذكر وغيرها، مشكلته أنه صادر من طرفين متناقضين، الأول لا يتفق مع تغيير المناهج بأي شكل من الأشكال، فيما الطرف الآخر على النقيض تماماً يريد تمييع الدين ونقل النموذج الغربي إلى بلاد المسلمين بأي شكل». ويرى المعلم المدرسي نضال أنه «لا يمكن أن نلقي باللوم الكامل على المدرسة وان كانت تتحمل قدراً كبيراً من مسؤولية هذه الآراء.. فالمجتمع بدوره يتحمل جزءاً آخر. بمعنى تضارب الأدوار التي يقوم بها المعلم بجانب الأب والأم والأخ الأكبر وأمام المسجد والأقارب، وجميعهم ينهجون طريقة الأوصياء على الشاب، ولا يساعدونه على التفكير والوصول إلى النتائج بنفسه، وبالتالي يشعر أنه بدوره وصي على المجتمع والأنثى، التي هي أقل منه سلطة». وفي ما يخص المنزل يقول القاسم «الأسرة لا تستطيع أن تملأ فراغاً بهذا الحجم، يجب أن تعاد تركيبة المعادلة العامة في المجتمع، فمن غير المعقول أن نصنع مشاكل بالخطاب والإعلامي، ومن ثم نطالب الأسرة بحلها»
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: هدهد)
|
الاخ: زاكى سلامات وكل سنة وانت طيب شكرا لتزويدنا بالمقال الذى يعتبر مثال عملى لمجتمع يسيطر عليه وعى اسطوري باكمله فليت اصحاب الخطابات الدينية فى بلادنا يعون ان شكل المطالب اعلاه من سجن وضرب وقتل تصيب بالاشمئزاز هو النهاية الطبيعية لاستقالة العقول ويعكس مستوي العطالة الذهنية التى يعانى منها المجتمع السعودي اسوا النماذج على وجه الارض على الاطلاق الى درجة ان تطرفهم جعلهم يحلمون بمزيد من التطرف وكانما هذه المراءة مخلوق هبط من كوكب اخر وكانها لم تكن الام والاخت والزوجة وبنت العم والخال وكنها لم تكن انسانة فى المستوي الرحب للانسانية التى لا تميز الناس بخصائصهم الجنسية والوانهم و اديانهم وثقافاتهم.
الاخ هدهد: بهية طلتك فى هذا المحور كم هو مفرح ان اراك تتمشى بين اغصان الزيتون غير مباليا بطعنات الاشواك فالوصول الى الثمرة لا يتاتى الا عبر معركة مع الاشواك فهلا عطرتنا بشىء من اريج اشراقاتك وهل لنا بثمر من بستان ذهنكم المتقد اتوقع رجوعك
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: هدهد)
|
الأخ بكري الجاك طابت اوقاتك وطاب يوم المتداخلين
لمزيد من الفائدة، احيلك وكل مهتم بالخطاب الدينى للأطروحة الرائعة للدكتور نصر حامد ابوزيد والمنشورة بواسطة مكتبة مدبولى... عنوان الكتاب هو نقد الخطاب الديني... وبسبب كتابه هذا اهتزت اركان المساجد فى مصر استهاجا وتكفيرا وتهديدا بأهدار دم الكاتب... الكتاب معى، لكنني لست جيدا فى الطباعة.... الكتاب تحفة، لا مناص من اقتنائه...
مع وافر التقدير
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: kamalabas)
|
هنا تلخيص لكتاب المفكر المصري الكبير نصر حامد أبوزيد في "نقد الخطاب الديني" مساهمة منا في دفع هذا الحوار .. لكم الود .. التلخيص وجدته في موقع من المواقع لا احتفظ به الآن فالمعزرة ...
هي محاولة لفهم ودراسة كتاب نقد الخطاب الديني للدكتور نصر حامد ابو زيد والذي اثار موجه من الغضب والغضب المضاد والتكفير .... وقضيته اشهر من ان نذكرها هنا لكن المهم هو الموضوع الذي تعرض اليه نصر حامد ...محاولا تلخيص الافكار الاساسية به ..... ثم نطلب منقاشتكم مدى صحة او خطأ الكاتب ..... مع اعترافي مسبقا ان تلخيص مثل هذا الكتاب هو امر شاق وربما يكون هناك اجحاف بحق هذا الطرف او ذاك تحياتي لكم جميعا الاولى ينطلق الكاتب في دراسته على اخذ الخطاب الديني موضوعا متكاملا دون اخذ التفرقة الاعلامية بين الخطاب الديني المتطرف والخطاب الديني المعتدل لأن الكاتب يعتبر ان الفرق هو في الدرجة لا في النوع والدليل ان الباحث لا يجد فرقا او اختلافا بينهما من حيث المنطلقات الفكريه او الاليات .ويتجلى التطابق بينهما اعتمادهمها على عناصر اساسيه ثابته غير قابلة للنقاش او الحوار او المساومة ويأتي في مقدمتهما عنصران جوهريان هما (( النص )) و (( الحاكميه )) كذلك يتطابقان من من حيث الاليات التي يعتمدان عليها في طرح المفاهيم وفي اقناع الاخرين واهم هذه الاليات التي تجمع المتطرف مع المعتدل هي 1) التوحيد بين الفكر والدين والغاء المسافه بين الذات والموضوع 2) تفسير الظواهر كلها بردها جميعا الي مبدأ او علة اولى تستوي في ذلك الظواهر الاجتماعيه او الطبيعيه 3) الاعتماد على سلطة السلف او التراث وذلك بعد تحويل النصوص التراثية ( وهي نصوص ثانوية ) الي نصوص اوليه تتمتع بقدر هائل من القداسة لا تقل في كثير من الاحوال عن النصوص الاصلية 4) اليقين الذهني والحسم الفكري القطعي ورفض اي خلاف فكري ...الا اذا كان في الفروع والتفاصيل دون الاصول 5) اهدار البعد التاريخي وتجاهله ويتجلى ذلك في البكاء على الماضي الجميل يتساوى في ذلك عصر الخلافة الراشده والخلافة العثمانية بهذا يحدد الكاتب اسس نقد الخطاب الديني من حيث المنطلقات وهما الحاكميه والنص والاليات الخمس المذكورة اعلاه يفرغ الكاتب مساحة كبرى لاثبات انه ليس هناك اختلاف بين المعتدل وبين المتطرف ما داما ينطلقا من نفس المنطلقات ويستعملا نفس الاليات وياتي بامثلة كثيرة تدعم رؤيته هذه وهي كثيرة وطويله لكن احاول وضعها على شكل نقاط لسهولة القراءة اولا -.. حدثت في مصر بعد اغتيال السادات نوع من الحوار الاعلامي بين المعتدلين والمتطرفين سواء في الصحف او الاذاعة او التلفزيون ويصف الكاتب الحوار بأنه مثل حوار الصم او حوار الصوت والصدى .....ففي احدى هذه الحوارات سأل احد امراء الجماعات الاسلاميه استاذا جامعيا عميدا لاحدى الكليات العلميه السؤال التالي :- لمن الحاكمية ؟؟ فكان جواب الدكتور حاسما وقاطعا (( الحاكمية لله )) رددها ثلاث مرات... ثم يستدرك بان اخذ يعدد مظاهر الايمان في مصر وبلغ به الحماس في تدين المصريين انه في صلاة الجمعة يؤم مسجد الكلية مئات من الطلبة (( ناسيا ان يوم الجمعة هو عطلة رسمية )) وايضا يمنع الدخول الي الكليات يوم الجمعه اذن هذا اتفاق في المبدأ , ولم يتلعثم الدكتور في مبدأ الحاكميه وانما تردد في مبدا تكفير المجتمع لما يترتب عنه من تكفير للسلطه السياسية حتى لا نطيل هناك فصل كامل موثق يقارن به الكاتب بين الخطاب المتطرف والمعتدل .....ويؤكد به انه لا يوجد اختلاف في الجوهر بين الاثنين لكن للضرورة فقد كتبت هنا بداية نقد اليات الخطاب وهي النقطة الاولى من الاليات الخمس اولاً : آليات الخطاب يصعب في الحقيقة في تحليل خطاب ما الفصل بين آلياته ومنطلقاته الفكرية فكل منهما يحتوى الآخر ويدل عليه دلالة لزوم ، وكثيراً ما تتداخل الآليات والمنطلقات إلى درجة التوحد في الخطاب الديني خاصة ، حتى ليستحيل التفرقة بينهما وسيؤدي هذا التداخل في تحليلنـا إلى الوقوع أحيانـاً في تكرار نرجو ألا يكون أكثر من طاقة القارئ على الاحتمال ، وقد بدأنـا بالآليات دون مرجع في الحقيقة سوى حدس خافت ان المنطلقات تتأسس من الوجهة المنطقية الصورية على الأقل – على الآليات ، هذا بالإضافة إلى أنه تم في الفقرة السابقة التعرض لبعض منطلقات الخطاب الديني التي نرجو أن تكون قد مهدت تمهيداً كافيـاً لتحليل آليات هذا الخطاب ، وذلك قبل مناقشة أهم وأخطر منطلقاته الفكرية بعد ذلك . وإذا كنـا في هذا التحليل سنتوقف عند خمس آليات ، هي التي استطعنـا رصدها حتى الآن ، فمن الواجب ألا نزعم أنها تستوعب كل آليات الخطاب الديني ، فلا شك أن مجال الرصد والإضافة – بمزيد من العمق والدقة في التحليل – سيظل مفتوحاً سواء بالنسبة للآليات أو بالنسبة للمنطلقات . إن هذه الآليات الخمس تمثل – في تقديرنـا – الآليات الأساسية والجوهرية التي تحكم مجمل الخطاب الديني وتسيطر عليه ونفس الحكم ينسحب على المنطلقين الفكريين اللذين سنتناولهما بالتحليل بعد ذلك . التوحيد بين الفكر والدين : منذ اللحظات الأولى في التاريخ الإسلامي – وخلال فترة نزول الوحي وتشكل النصوص – كان ثمة إدراك مستقر أن النصوص الدينية مجالات فعاليتها الخاصة ، وأن ثمة مجالات أخرى تخضع لفاعلية العقل البشري والخبرة الإنسانية ، ولا تتعلق بها فعالية النصوص ، وكان المسلمون الأوائل كثيراً ما يسألون إزاء موقف بعينه ما إذا كان تصرف النبي محكوماً بالوحي أم محكوماً بالخبرة العقل ، وكثيراً ما كانوا يختلفون معه ، ويقترحون تصرفاً آخر إذن كان المجال من مجالات العقل والخبرة والامثلة على ذلك كثيرة وتمتلئ بها كل وسائل الخطاب الديني وأدواته من كتب ومقالات وخطب ومواعظ وبرامج وأحاديث ، ورغم ذلك يمضي الخطاب الديني في مد فعالية النصوص الدينية إلى كل المجالات متجاهلا تلك الفروق التي صيغت في مبدأ "أنتم أعلم بشئون دينكم" . ولا يكتفي الخطاب الديني بذلك ، بل يوجد بطريقة آلية بين هذه النصوص وبين قراءته وفهمه لها ، وبهذا التوحيد لا يقوم الخطاب الديني بالغاء المسافة المعرفية بين "الذات" و "الموضوع" فقط ، بل يتجاوز ذلك إلى ادعاء – ضمني – بقدرته على تجاوز كل الشروط والعوائق الوجودية والمعرفية والوصول إلى القصد الإلهي الكامن في هذه النصوص وفي هذا الأدعاء الخطير لا يدرك الخطاب الديني المعاصر أنه يدخل منطقة شائكة هي منطقة "الحديث باسم الله" وهي المنطقة التي تحاشى الخطاب الإسلامي – على طول تاريخه عدا استثناءات قليلة لا يعتد بها – مقارنه تخومها ومن العجيب أن الخطاب المعاصر يعيب هذا المسك ويندد به في حديثه عن موقف الكنيسة من العلم والعلماء في القرن الوسطى . ومن الضروري الإشارة هنا إلى أن هذه الالية تتداخل مع آليات أخرى وتشتبك بها فآلية "اليقين الذهني والحسم الفكري" – مثلاً – يمكن أن تعد إحدى نتائجها ، وإن كان هذا ينفى استقلالها بوصفها إحدى آليات الخطاب . أما آلية "إهدار البعد التاريخي" فهي تعد في جانب منها – جزءا من بنية آلية "التوحيد بين الفكر والدين" وذلك أن التوحيد بين الفهم والنص حيث يقع الفهم في الحاضر ، وينتمي النص إلى الماضي (لغة على الأقل) – لا بد أن يعتمد على "إهدار البعد التاريخي" والخطاب الديني المعاصر يبدو في هذا كل وكأنه يصدر عن مسلمات لا تقبل النقاش أو الجدل ، وقد مر بنـا في الفقرة السابقة بعض الاستشهادات التي تمثل هذا التوحيد بين الفكر البشري والدين ، فالجميع يتحدثون عن الاسلام – بألف ولام العهد – دون أن يخامر أحدهم أدنى تردد ويدرك أنه يطرح في الحقيقة فهمه هو للإسلام أو لنصوصه ، وحتى الاستناد لأراء القدماء ولاجتهاداتهم أصبح هو الآخر استناداً إلى الإسلام الذي كثيراً ما تضاف له صفة الصحيح فصلا له عن الزائف الذي يمثل اجتهاداً آخر وإذا كنـا لسنـا هنا بصدد الحكم على هذا الاجتهاد أو ذاك . فإن الذي يشغلنـا هنا ليس قيمة الاجتهاد في ذاته ، بل شاغلنـا الأساسي الكشف عن ذلك الاقتناع بامتلاك "الحقيقة" في الخطاب الديني وهو الاقتناع الذي جعله يتخلى عن كثير من فضائل الخطاب السلفي . يقول واحد من ممثلي تيار الاعتدال "ليس هناك إسلام تقدمي وآخر رجعي ، وليس هناك إسلام ثوري وأخرى استسلامي وليس هناك إسلام سياسي وآخر إجتماعي أو إسلام لسلاطين وأخر للجماهير ، هناك إسلام واحد ، أنزله الله على رسوله وبلغه رسوله إلى الناس وهو قول ينقضه تاريخ الإسلام ذاته ، ذلك التاريخ الذي شهد "تعدداً" في الاتجاهات والتيارات و "الفرق" التي قامت لأسباب اجتماعية اقتصادية سياسية ، وصاغت مواقفها بالتأويل والاجتهاد في فهم النصوص ، ولكن هذا الإصرار على وجود إسلام واحد ، ورفض التعدية الفعلية يؤدي إلى نتيجتين بصرف النظر عن نوايا هذا الكاتب أو ذاك النتيجة الأولى : أن للإسلام معنى واحداً ثابتاً لا تؤثر فيه حركة التاريخ ، ولا يؤثر باختلاف المجتمعات ، فضلا عن تعدد الجماعات بسبب اختلاف المصالح داخل المجتمع الواحد النتيجة الثانية : أن هذا المعنى الواحد الثابت يمتلكه جماعة من البشر – هم علماء الدين قطعاً – وأن أعضاء هذه الجماعة مبرأون من الأهواء والتحيزات الانسانية الطبيعية . لكن الخطاب الديني لا يسلم ابداً بالنتائج المنطقية لكثير من أفكاره ، بل كثيراً ما يجمع هذا الخطاب بين الفكرة ونقيضها ، يقول نفس الكاتب في سياق آخر : "أفتح أي صفحة من صفحات التاريخ الإسلامي ستجدها ناصعة في كل مرحلة ، مكتوبة بفصيح اللسان وصريح العبارة : كما تكونوا يكون دينكم" وها هو كاتب آخر يتحدث عن نوعين من الإسلام الإسلام المستأنس وهو الذي تباركه السلطة السياسية وترعاه والإسلام الحقيقي إسلام القرآن والسنة وإسلام الصحابة والتابعين . والإسلام الحقيقي في نظر هذا الكاتب هو الإسلام الذي يفصح عنه العلماء في خطابهم ، لأنهم – وحدهم – القادرون على فهم الإسلام الصحيح ومعنى ذلك أن سلطة التأويل والتفسير لا ينبغي أن تتجاوز هذه الدائرة "فمن أدعى على الكتاب والسنة وطعن في علماء الأمة فليس بمامون على تعاليم الدين ومن أخذ عن العلماء وكتب المذاهب مهملاً دلائل القرآن والحديث ، فقد أهمل الدين ومصدر التشريع" وهكذا ينتهي الخطاب الديني إلى إيجاد "كهنوت" يمثل السلطة ومرجعاً أخيراً في شئون الدين والعقيدة ، بل يصل إلى حد الإصرار على ضرورة التلقي الشفاهي المباشر في هذا المجال عن العلماء ذلك أن جراسه الشريعة بغير معلم لا تسلم من مخاطرات ولا تخلو من ثغرات وآفات … وهذا ما جعل علماء السلف يحذرون من تلقى العلم عن هذا النوع من المتعلمين ويقولون : لا تأخذ القرآن من مصحفي ولا العلم من صحفي . أن هذا التناقض في الخطاب الديني بين إنكار وجود "كهنوت" أو سلطة مقدسه في الإسلام – على المستوى النظري والاجرائي – وبين الإصرار على ضرورة الاحتكام إلى هذه السلطة وأخذ معنى الدين والعقيدة عنها وحدها – على المستوى التطبيقي والفعلي – إنما يمثل تناقضا خطيرا ينسف من الأساس المنطلقات الجوهرية لهذا الخطاب ، كم يكشف في الوقت نفسه عن الطبيعة الإيديولوجية التي لا يكف الخطاب عن إنكارها والتنصل منها زاعماً "موضوعية" مطلقة وتجرداً تاماً عن التحيزات والأهواء الطبيعية في البشر رد الظواهر إلى مبدأ واحد أن الحديث عن إسلام واحد ثابت المعنى ، لا يبلغه إلا العلماء يمثل جزءا من بنية آلية أوسع في الخطاب الديني وليست هذه الآلية من البساطة والبداهة التي تبدو بها في الوجدان الشعور الديني العادي والطبيعي ، بل نجدها في الخطاب الديني ذات أبعاد خطيرة تهدد المجتمع ، وتكاد تشل فاعليته "العقل" في شؤون الحياة والواقع ويعتمد الخطاب الديني في توظيفه لهذه الآلية على ذلك الشعور الديني العادي ، فيوظفها على أساس أنها أحد مسلمات العقيدة التي لا تناقش ، وإن كانت كل العقائد تؤمن بأن العالم مدين في وجوده إلى علة أولى أو مبدأ أول – هو الله في الإسلام – فإن الخطاب الديني – لا العقيدة – هو الذي يقوم بتفسير كل الظواهر الطبيعية والاجتماعية ، بردها جميعاً إلى ذلك المبدأ الأول أنه يقوم بإحلال الله في الواقع العيني المباشر ، ويرد إليه كل ما يقع فيه وفي هذا الإحلال يتم تلقائياً – نفى الإنسان كما يتم إلغاء القوانين الطبيعية والاجتماعية ومصادره أية معرفة لا سند لها من الخطاب الديني ، أو من سلطة العلماء . وفي هذا الخطاب ، وبفضل هذه الآلية ، تبدو أجزاء العالم مشتتة ، وتبدو الطبيعة مبعثرة ، إلا من الخبط الذي يشد كل جزء من العالم أو من الطبيعة إلى الخالق والمبدع الأول ، ولا يمكن لمثل هذا التصور أن ينتج أية معرفة "علمية" بالعالم أو بالطبيعة ، ناهيك بالمجتمع أو بالإنسان . هذا التصور امتداد للموقف "الأشعرى" القديم ، الذي ينكر قوانين السببية في الطبيعة والعالم لحساب "جبرية" شاملة ، تمثل غطاء إيديولوجيا للجبرية الاجتماعية والسياسية في الواقع . وإذا كنـا لا نريد استباق مناقشة آلية الاستناد إلى التراث ألان فإنـنـا نكتفي هنا برصد التشابه في توظيف الآلية إن معاداة "العلمانية" والهجوم المستمر عليها في الخطاب الديني المعاصر يرتد – في جانب آخر – إلى أنها تجرده من السلطة المقدسة التي يدعيها لنفسه حين يزعم امتلاكه للحقيقة المطلقة الكاملة ، ورغم استنكار الخطاب الديني لموقف رجال الكنسية في بدايات عصر يستنكره نظريا ، وهذه نقطة سنعود لها في سياق هذه الفقرة بعد قليل . إن رد الظواهر كلها "طبيعية واجتماعية" إلى علة أولى أو مبدأ أول ، من شأنه أن يقود بالضرورة إلى "الحاكمية" الإلهية بوصفها مقابلا ونقيضا لحاكمية البشر ، وهكذا ترتبط هذه الآلية بمفهوم "الحاكمية" وهو أحد المنطلقات الأساسية في الخطاب الديني ليساهما معاً في الهجوم على العلمانية ، أن العلمانية تنسجم مع التفكير الغربي الذي ينظر إلى الله على أنه خلق العالم ثم تركه ، فعلاقته به علاقة صانع الساعة بالساعة صنعها أول مره ثم تركها تدور بغير حاجة إليه وهذا الفكر موروث من فلسفة اليونان وخاصة فلسفة أرسطو الذي لا يدبر الإله عنده شيئاً من أمر العالم .. بخلاف نظرتنـا نحن المسلمين إلى الله فهو خالق الخلق ومالك الملك ومدبر الأمر الذي أحاط بكل شيء علما وأحصى كل شيء عددا ووسعت رحمته كل شيء ورزقه كل حي ، لهذا أنزل الشرائع أحل الحلال وحرم الحرام وقرض على عباده أن يلتزموا بما شرع ويحكموا بما أنزل وإلا كفروا وظلموا وفسقوا . وليس مهما هنا أن يكون مثال "الساعة وصانعها" معبراً عما يسميه الكاتب "التفكير الغربي" كله فالدقة العلمية ليست مطلباً في الخطاب الديني بل المهم هو ما يحمله الوصف "غربي" من دلالات وإيحاءات "بغيضة" في واقع عانى – وما زال يعاني – من سيطرة الاستعمار الغربي واستغلال حلفائه المحليين .. المهم – من منظور هذا الخطاب – مد سيطرته من خلال تكريس مبدأ "الحاكمية" الذي يرد كل شيء إلى الله ويلغى فاعلية الإنسان . ولا يكتفي الخطاب الديني بتوظيف هذه الآلية لتكريس هذا المبدأ فحسب ، بل يوظفها أيضاً في هجومه على كثير من اجتهادات العقل الإنساني في محاولاته لتفسير الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية وفهما ويتم ذلك باختزال كل اجتهاد من هذه الاجتهادات ورده إلى فكرة واحدة تبدو ساذجة متهالكة في تغيير الخطاب الديني عنها ، يتم اختزال "العلمانية" الأوربية في صفة واحدة في مناهضة الدين ، أي أنها تتحول إلى حركة لا دينية مبدؤها الرئيسي وشغلها الشاغل "فصل الدين عن الدولة" لكن الغريب في الخطاب الديني أن يتباكى على ما حدث من تأصيل لهذا المبدأ في الوقع الأوربي رغم إدراكه الواضح لمسئولية رجال الكنيسة بسبب مناهضتهم الدموية – باسم الدين والعقيدة – للعلم والعلماء ، وبدلاً من أن يحاذر الخطاب الديني مقارفة نفس الخطيئة يضع نفسه في خندق الكنيسة ذاته بمهاجمة العلمانية وتكفيرها بوصفها "ردة" رغم أن العلمانية أبعد ما تكون عن التأصيل في واقع المجتمعات الإسلامية فإن الخطاب الديني – في سعيه الدائم لمدة سيطرته ولتأييد الواقع الراهن – يتحدث عنها بوصفها خطراً ماثلاً "المنكر يستعلن" والفساد يستشري ، والعلمانية تتحدث بملء فيها ويحرص هذا الخطاب حرصا له دلالته ومغزاه على الربط بين العلمانية المزعوم خطرها وبين الماركسية بعد أن يقوم باختزال هذه الأخيرة أيضا في الإلحاد بل يتجاوز ذلك إلى الربط بين كليهما وبين الحركة الصهيونية فيضيف "والماركسية تدعو إلى نفسها بلا خجل والصليبية تخطط وتعمل بلا وجل" وتصل المبالغة إلى حد الزعم "أن عندنا الألف العلمانيين من أتباع ماركس وهيدجر وسارتر قد تعلموا أن يسايروا كل ما يأتي من أوروبا .. إنهم يؤمنون بنظرية المسايرة إيمانا قوياً" … وليس هذا الخلط مما يعنينا مناقشته هنا بقدر ما يعنينا الكشف عن توظيف آلية "رد الظواهر إلى مبدأ واحد" في الخطاب الديني ، وقد ألمحنا إلى اختزال الماركسية في الإلحاد والمادية ، فليس مهماً على الإطلاق في أي سياق ورد قول ماركس أن "الدين أفيون الشعوب" وليس مهماً كذلك أن يكون هذا القول موجهاً إلى الفكر الديني والتأويل الرجعي للدين ، لا إلى الدين ذاته ، بل المهم أن يؤدي هذا الاختزال غايته الإيديولوجية ، وهكذا يؤكد الخطاب الديني – بمثل هذا التأويل والاختزال – مقولة ماركس ، في حين أراد أن يدحضها ، وبالطريقة نفسها يتم اختزال "الداروينية" في مقولة يصوغها الخطاب الديني بشكل منفر ، وهي "حيوانية الإنسان" ويتم بالمثل اختزال "الفرويدية" في "وحل الجنس" يتحدث سيد قطب عن تاريخ الفكر الأوربي ويرى أنه بدأ ثورته على الكنيسة وعلى التصورات الكنيسة بـ"تأليه العقل" – لاحظ الصياغة – ثم انتهى عصر التنوير بانتهاء القرن الثامن عشر ، وابتدأ القرن التاسع عشر بضربة قاصمة التي تنشئ هذا العقل ، وهي التي تطبـع في حس الإنسان ما تراه ، بذلك تضاءل دور العقل وتضاءل معه الإنسان ، لم يعد هذا الإنسان إله نفسه ولا إله شيء من الأشياء إنما أصبح من مخاليق الطبيعة ومن عبيد هذا الأله ثم جاء دوارين بحيوانية الإنسان ثم تمت الضربة القاضية على يد فرويد من جانب وكارل ماركس من الجانب الآخر الأول يرد دوافع الإنسان كلها إلى الميول الجنسية وبصورة غارقاً في وجل الجنس إلى الأذقان والثاني يرد تطورات التاريخ كلها إلى الاقتصاد ويصور الإنسان مخلوقا ضيئلاً سلبياً ، لا حول ولا قوة أمام إله الاقتصاد بل اله أداة الإنتاج . ليس مهماً أيضاً في سياق الخطاب الديني إهدار مبدأ الجدل الذي يعد من أسس الفكر الماركسي ومن أولياته ، وليس مهماً دعواه أنه فكر يهدف إلى تغيير العالم – لا مجرد تفسيره – بتغيير الإنسان بوصفه أداة التغيير والفاعل في التاريخ والواقع فالخطاب الديني لا يستهدف الوعي بقدر ما يهدف إلى التشويش الإيديولوجي وقد حاول الخطاب الديني مؤخراً أن ينفي عن هجومه على العلمانية معاداة العلم والمعرفة العقلية فلجأ إلى حيلة "تكتيكية" كشفت – عكس المراد منها – عن تهافت هذا الخطاب وتناقض مقولاته ومنطلقاته لجأ بعضهم إلى إعادة اختزال الحركة عن طريق ترجمة المصطلح الدال عليها إلى الدنيوية بدلاً من العلمانية غافلاً عن أن مثل هذا التوجيه يضع الحركة الإسلامية المعاصرة في الجانب النقيض للمفهوم من الدنيوية وهو الأخروية ، الأمر الذي يتناقض مع المنطلق الرئيسي لهذه الحركة والذي يذهب إلى أن الإسلام "دين ودنيا" وهكذا نرى أن آلية رد الظواهر إلى مبدأ واحد تكاد تكون آلية فاعلة في معظم جوانب الخطاب الديني ، وأنها آلية لا علاقة لها بالشعور الديني الطبيعي والعادي وإن كانت تحاول الاستناد إليه لأهداف إيديولوجية .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: elmahasy)
|
الاعتماد على سلطة التراث والسلف : مرت بنا بعض الشواهد الدالة على كيفية توظيف هذه الآلية في الخطاب الديني ، وذلك عن طريق تحويل أقوال السلف واجتهاداتهم إلى نصوص لا تقبل النقاش ، أو إعادة النظر والاجتهاد ، بل يتجاوز الخطاب الديني هذا الموقف إلى التوحيد بين تلك الاجتهادات وبين الدين في ذاته ، وبعبارة أخرى يقوم الخطاب الديني باستثمار آلية "التوحيد بين الفكر والدين" في توظيف هذه الآلية ، أما بالنسبة للآلية الثانية "آلية تفسير الظواهر بردها إلى مبدأ واحد فإنها موجودة بذاتها في ذلك الجانب من التراث الذي يستند إليه الخطاب الديني المعاصر ومن الواضح أن الخطاب الديني يعتمد تجاهل جانب آخر من التراث ، يناهض توظيف هذه الآلية ويردها على أصحابها وهذا في حقيقة يمثل موقفاً نفعياً إيديولوجيا من التراث موقفاً يستبعد منه العقلي والمستنير ليكرس الرجعي المتخلف ولعل هذا ما يدفع البعض لاستخدام نفس الآلية مستنداً إلى العقل المستنير في التراث متوهماً بذلك أنه يمكن أن بحارب التخلف بنفس صلاحه ، ومتصوراً أنه يستطيع بنفس السلاح هزيمته والحقيقة أن هذا الموقف النفعي من التراث الخطاب الديني يساعده في تظيف آلية إهدار البعد التاريخي وذلك كما سيتضح حين نتعرض بالتحليل لهذه الآلية . سبق وأن أشرنـا إلى أن المسلمين كانوا على وعي بوجود مجالات لفعالية النصوص ومجالات أخرى لفعالية العقل والخبرة لا فعالية للنصوص فيها ، وقد ظل هذا الوعي حياً حاضراً في ضمير الجماعات والأفراد ، ولم ينل من وضوحه في العقل والضمير تلك الخلافات الدامية التي ظل المسلمين ينظرون إليها بوصفها خلافات "مصالح دنيوية" لا خلافات عقائد دينية ، وقد كان الأمويون لا الخوارج على عكس ما يروج الخطاب الديني المعاصر – هم الذين طرحوا مفهوم الحاكمية بكل ما يشمل عليه من دعوى فعالية النصوص في مجال الخصومة السياسية وخلافات المصالح وذلك حين استجاب معاوية لنصيحة ابن العاص وأمر رجاله برفع المصاحف على آسنة السيوف داعين إلى الاحتكام إلى كتاب الله وهذه المسألة سنعود إليها تفصيلاً في مجال تحليل مفهوم الحاكمية لكنها هنا تكشف عن بداية عملية تزييف الوعي وهي عملية ظل النظام الأموي يمارسها بحكم افتقاده إلى الشرعية التي ينبغي أن يقوم عليها أي نظام سياسي وقد ظل الاتجاه إلى الأسلوب الأموي مسلكاً سائداً في كل أنماط الخطاب الديني المساند لأنظمة الحكم غير الشرعية في تاريخ المجتمعات الإسلامية . احتاج النظام الأموي إلى تثبيت شرعيته على أساس ديني يتلاءم مع مبدأ "الحاكمية" الذي غرسه فكانت مقولة "الجبر" التي تسند كل ما يحدث في العالم – بما في ذلك أفعال الإنسان إلى قدرة الله الشاملة وإرادته النافذة تم تحول هذا المبدأ من بعد وتطور مع تطور الفكر الأشعرب قد حاول في مجال الفعل الإنساني أن يقيم نسبة ما بين الفاعل والفعل أطلق عليها أسم الكسب فإنه في مجال الطبيعة يجعل العمل لله مباشرة ، يذهب الغزالي في رده على الفلاسفة إلى أن الله هو الفعال على الحقيقة في كل جزيئات العالم وأحداثه وان هذا هو معنى الخلق والفعل ، وإذا كان معنى الخلق – كما يفهمه الغزالي من النصوص وإذن كان يوحد بينه وبين العقيدة ذاتها – هو الإيجاد من العدم في كل لحظة فإنه هو أيضاً معنى الفعل وهو "إخراج الشيء من العدم إلى الوجود بإحداثه " ومن الطبيعي بعد هذا التوحيد بين الخلق والفعل أن ينكر الغزالي الفعل الطبيعي وذلك ليتجنب الإيهام بان الطبيعة خالقة إن وصف الطبيعة بأنها فاعلة تعبير متناقض من المنظور الغزالي فالإحراق لا يتسبب ضرورة عن النار لأن العلاقة بينهما علاقة لزوم لا علاقة ضرورية إنها أشبه بالعلاقة بين المصباح والضوء أو العلاقة بين الشخصين والظل وهذه ليست علاقة ضرورية وليست من ثم من الفعل في شيء إلا على سبيل التوسع والمجاز . وليس من الضروري – فيما يرى الغزالي – إذا قلنـا إن الله سبب وجود العالم وإن المصباح سبب وجود الضوء أن نستنتج من ذلك أن المصباح فاعل ذلك أن الفاعل لا يكون فاعلاً صانعاً بمجرد أن يكون سبباً ولكنه يكون فاعلا لأنه سبب الفعل على وجه مخصوص أي على وجه الإرادة والاختيار ومن الوضوح أن الغزالي أوقع نفسه في إشكالية لغوية وفي شبكة من الألفاظ المترابطة كالفعل والخلق والخالق ، وأنه – علاوة على ذلك – خلط بين مجالات الفكر الديني الكلامي – المستند إلى مفاهيم أشعريه – وبين مجالات البحث في الطبيعة وانتهى به ذلك إلى إهدار قوانين السببية من هنا جاء الاعتقاد الذي ساد الخطاب الديني في الثقافة العربية أن النار لا تحرق وأن السكين لا تقطع وأن الله هو الفاعل من وراء كل الأسباب . وحين يستند الخطاب الديني المعاصر إلى هذا الجانب من التراث فإنه يتعمد تجاهل الجانب الآخر مثل اتجاه أصحاب الطبائع من المعتزلة والفلاسفة ويتم ذلك في أحيان كثيرة بإضفاء صفة القداسة الدينية على الاتجاه الأول ورد الاتجاه الثاني إلى تأثيرات أجنبية انحرفت به عن الإسلام الحقيقي ها هو سيد قطب يحدثنا عن الجيل القرآني الفريد – جيل الصحابة – الذي يرتد تفرده – من منظور الكاتب – إلى أنه استقى معرفته ووعيه من نبع القرآن وحده ثم ما الذي حدث .؟ اختلطت الينابيع صبت في النبع الذي استقت منه الأجيال التالية فلسفة الإغريق ومنطقهم وأساطير الفرس وتصوراتهم وإسرائيليات اليهود ولاهوت النصارى وغير ذلك من رواسب الحضارات والثقافات واختلط هذا كله بتفسير القرآن الكريم وعلم الكلام كما اختلط بالفقه والأصول أيضاً ، وتخرج من ذلك النبع المشوب سائر الأجيال بعد ذلك الجيل فلم يتكرر ذاك الجيل ولا ينبغي أن نخدع هنا بهذا التعميم الذي يسحبه الكاتب على عصور الإسلام كلها – حاشى العصر الأول – من أنها خضعت لكارثة اختلاط الينابيع ذلك أنه كما سنشير بعد قليل – يعتمد كثيراً من اجتهادات بعض فقهاء تلك العصور ومفكريها . ورغم هذا الموقف الانتقائي "النفعي" من التراث – أو ربما بسببه – لا يتورع الخطاب الديني عن التفاخر بهذا الجانب الذي يرفضه من التراث ولكن هذا التفاخر ينحصر في مجال المقارنة بين أوربا القرون الوسطى وبين حضارة المسلمين وكيف تأثروا أوروبا بمنهج التفكير العقلي عند المسلمين خاصة في مجال العلوم الطبيعية وليست هذه المباهاة في حقيقتها إلا مبرراً يطرحه الخطاب الديني يسمح للمسلم بـ استيراد الثمرات المادية للتقدم الأوروبي والثورة الصناعية بوصفها " بضاعتنا ردت إلينا " – طبقاً للخطاب الديني – نسترد ثمرات "المنهج التجريبي" الذي أخذته أوروبا عن أسلافنا لكننـا لا نأخذ عنها ما سوى ذلك من "كفر" والعياذ بالله يقصد العلمانية ذلك لأنه أوروبا قطعت ما بين المنهج الذي اقتبسته وبين أصوله الاعتقادية الإسلامية وشردت به بعيداً عن الله في أثناء شرودها عن الكنيسة التي كانت تستطيل على الناس بغياً وعدواناً باسم الله وهكذا يخضع الإنجاز الأوروبي لمثل ما خضع له التراث من انتقائية ونفعية . ولا يكتفي الخطاب الديني في استناده إلى التراث بآلية "رد الظاهر إلى مبدأ واحد " بل يعتمد نفس المنهج الانتقائي النفعي حين يتعرض بالنقاش لكثير من القضايا حين نناقش مشكلة النصوص فمن المفيد في هذا السياق الإشارة إليها يعتمد سيد قطب – مثلا – تقسيم ابن القيم لعلاقة المجتمع المسلم بغير المسلمين عامة وهو – قطب – بصدد مناقشة مبدأ الجهاد وليس يهمنا هنا مناقشة رأي قطب أو رأي ابن القيم إنما الهام هو التسليم باجتهاد ابن القيم دون مناقشة والأهم من ذلك التسوية بين ذلك الاجتهاد وبين الإسلام ذاته يقول قطب عن المواقف التي حددها ابن القيم للمسلمين من غير المسلمين "وهذه المواقف هي المواقف المنطقية التي تتفق مع طبيعة هذا الدين وأهدافه ، لا كما يفهم المهزومون أمام الواقع الحاضر وأمام هجوم المستشرقين الماكر" وحين نناقش في تفسيره حد السرقة ومجال تطبيقه ، لا يناقش تصورات الفقهاء الذين يعتمد عليهم إنما يورد آراءهم مورد "النصوص" التي لا تقبل ولا ينتبه لخطورة هذه الآراء إذا ما طبقت في الوقع الراهن كما يحلم بذلك كل من يطلقون على أنفسهم اسم "الإسلاميين" وطبقاً لهذه الآراء التي يوردها قطب يشترط في المسروق الذي يقام فيه الحد أن يكون في مكان مغلق أو بتعبير الفقهاء "أن يكون محرزاً وأن يأخذه السارق من حرزه ويخرج به عنه" وهذا معناه أنه لا يعد سارقاً يقام عليه الحد كل من يهرب من البلاد بعد أن يستولي على أموال بعض المواطنين – أو يحصل على قروض من البنوك – ما دامت هذه الأموال لم تكن محرزة ، وثمة شرط آخر أشد خطورة وهو ألا يكون للسارق في المال المسروق نصيب ، أي أن يكون المال مملوكاً ملكية خاصة للمسروق منه وبديهي أن هذا الشرط لا يتوافر في بيت مال المسلمين أو الخزانة العامة فكل من يستولي على بعض هذا المال العام أو كله لا يقام عليه الحد لأن له "نصيباً فيه فليس خالصاً للغير" وهكذا ينحصر مجال تطبيق حد السرقة على النصابين وصغار اللصوص وهذا هو الإسلام الذي يطرحه الخطاب الديني على الناس ويبشرهم بأنه قادر على حل مشكلات الواقع . ويكاد الخطاب الديني المعاصر – علاوة على ذلك – يتمسك بالشكليات ويحرص عليها مهدراً كليات الشريعة ومقاصدها فالعبادات عند كثير من المتكلمين والفلاسفة وعلماء أصول الفقه – مثلها مثل التشريعات – تهدف إلى نفع الناس وتحقيق المصالح ، ذلك أن الإنسان هو الغاية وهو الهدف في كل ما جاء به الدين من عبادات أو معاملات ، ولكن بعض العلماء فصلوا بين العبادات والمعاملات وأخرجوا الأولى من مجال المقاصد والمصالح وهذا هو الموقف الذي يتبناه الخطاب الديني المعاصر ويدافع عنه ويطلق على أصحابه في التراث اسم المحققين تمويهاً بأن الاجتهاد الآخر ليس صائباً ، وأن أصحابه ليسوا من المحققين . يقول القرضاوي : " وأنا مع المحققين من علماء المسلمين في أن الأصل في العبادات هو التعبد بها دون نظر إلى ما فيها من مصالح ومقاصد بخلاف ما يتعلق بالعادات والمعاملات .. فلا يجوز أن يقال إن إنفاق المال على فقراء المسلمين أو على المشاريع الإسلامية النافعة أهم من فريضة الحج الأول أو أن يقال : أن التصدق بثمن هدى التمتع والقران في الحج الأولى من ذبح النسك الذي تعظم به شعائر الله ولا يجوز أن يقال : أن الضرائب الحديثة تغني عن الزكاة ثالثة دعائم الإسلام شقيقة الصلاة في القرآن والسنة المطهرة " . اليقين الذهني والحسم الفكري سبق وأن أشرنا إلى التلاحم العضوي بين هذه الآلية وآلية "التوحيد بين الفكر والدين" الأمر الذي نأمل أن تجليه هذه الفقرة ولا شك أن هذا التلاحم العضوي بين هاتين الآليتين في الخطاب الديني المعاصر هو الذي يقود أصحابه إلى المسارعة بتجهيل الخصوم أحياناً وتكفيرهم أحياناً أخرى ، إن هذا الخطاب لا يتحمل أي خلاف جذري وأن اتسع صدره لبعض الخلافات الجزئية وكيف يحتمل الخلاف الجذري وهو يزعم امتلاكه للحقيقة الشاملة المطلقة .؟ أن ظاهرة "الجماعات الإسلامية" مثلاً لا يصح أن يسمح بمناقشتها أو بالكتابة عنها إلا للعلماء "أهل العلم بالإسلام" ذلك " أن أقلاماً كثيرة : جاهلة أو حاقدة أو مأجورة خاضت في الموضوع بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير فكان على أقلام أهل العلم بالإسلام أن تبين ولا تكتم فتأتي البيت من بابه وتضع الحق في نصابه وفي محاولة لتقديم تعريف لما هو "التطرف" وهو ظاهرة معقدة تحتاج لتعاون مجموعة من المتخصصين في مجالات مختلفة – يصر الخطاب الديني أنه جهة الاختصاص الوحيدة ، فلا قيمة لأي بيان أو حكم ما لم يكن مستنداً إلى المفاهيم الإسلامية الأصيلة وإلى النصوص والقواعد الشرعية ، لا إلى الآراء المجردة وقول فلان وعلان من الناس فلا حجة في قول أحد دون الله ورسوله وبناء على هذه الأصول – التي يستند فيها الكاتب بالطبع إلى آراء فلان وعلان من القدماء – يخرج من إطار "التطرف" الآراء المتشددة التي يتبناها الشباب في مجال "الغناء والموسيقى والرسم والتصوير وغيرها" مما يخالف اجتهادي شخصياً في هذه الأمور واجتهاد عدد من علماء العصر البارزين ولكنه يتفق مع العديد من علماء المسلمين متقدمين ومتأخرين ومعاصرين والواقع أن كثيراً مما ينكر على من نسميهم المتطرفين مما قد يعتبر من التشدد والتنطع له أصل شرعي في فقهنا وتراثنا ، تبناه بعض المعاصرين ودافعوا عنه ودعوا إليه ويدخل في هذا الكثير "المؤصل" في التراث التزام المرآة بالحجاب والنقاب وإطلاق اللحية للرجال وليس الجلباب بدل القميص والبنطلون وتقصيره إلى ما فوق الكعبين والامتناع عن مصافحة النساء وغيرها . وهكذا فالحطاب الديني حين يزعم امتلاكه وحده للحقيقة لا يقبل من الخلاف في الرأي إلا ما كان في الجزئيات والتفاصيل وهنا يبدو تسامحه واتساع صدره واضحاً ومثيراً للإعجاب يتسع للتشدد والتنطع بل وللتطرف ولكن الخلاف إذا تجاوز السطح إلى الأعماق والجذور احتمى الخطاب الديني بدعوى الحقيقة المطلقة التي يمثلها ولجأ إلى لغة أنه يفصل بين الاعتدال والتطرف . وإذا كان البعض يرى أن وصف الآخرين بالكفر حتى لو كانوا يختلفون في عقائدهم ومنطلقاتهم الفكرية معنا تطرف وتعصب بل ومسلك غير متحضر فإن الخطاب الديني يرى أن هذا المسلك من أس الإيمان الديني " ورأينا من يرى أن اعتبار الآخرين من غير المؤمنين بدينه كفاراً تعصباً وتطرفاً مع أن أساس الإيمان الديني أن يعتقد المؤمن أنه على حق وان مخالفة على باطل ولا مجاملة في هذه الحقيقة " . يقوم الخطـاب الديني مثلاً بافتراض أن الإسلام قد تم عزله وإقصائه عن حركة الواقع ، تم يقوم – انطلاقا من هذه الفرضية التي يحاولها إلى حقيقة لا تحتمل الشك – بتفسير كل مشكلات الواقع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية والأخلاقية ويرى في العودة إلى الإسلام والاحتكام إلى الشريعة حلاً لكل تلك المشكلات هكذا تبدو هذه القضية بديهية في الخطاب الديني الذي لا ينشغل بطرح أي تساؤل عن لماذا وكيف ومتى تم إقصاء الإسلام عن واقع المجتمعات الإسلامية أو التي كانت كذلك مع أنها تساؤلات جوهرية تمثل لب المشكل ودون مواجهة هذه التساؤلات ومحاولة الإجابة عنها بطريقة علمية سيظل افتراض إقصاء الإسلام عن حركة الواقع أمراً قدرياً يستعصي على الفهم والتحليل ولا يقبل التفسير والواقع أن الأمر يبدو كذلك في الخطاب الديني أي يبدو هذا الانفصام المفترض بين الإسلام والوقع حدثاً قدرياً ولعل هذا يفسر عجز الخطاب الديني عن تقديم حلول تفصيلية لمشكلات الواقع اكتفاء برفع شعار "الإسلام هو الحل" ويتم طرح المشكل باختصار وتبسيط شديدين " كأن بيدنا سلاح استخدمناه مرة للانتصار ثم ألقيناه فمضينا على طريق الهزيمة والاندثار … … … وعندما يطلق سراح القرآن ، سوف يطلق سراح هذه الأمة " . هكذا ينتقل الخطاب الديني من الافتراض إلى توصيف الواقع إلى اقتراح الحل في ثقة ويقين وحسم قاطع ، وكأنه يطرح أولويات أو بديهات الخلاف حولها "كفر" أو جهل في أحسن الأحول وإذا كان ذلك التحليل المبسط للواقع يعكس رؤية عاجزة عن فهمه وإدراكه فإنه يؤدي – من جانب آخر – إلى التستر على حقيقة أوضاعه ومشكلاته وذلك بإرجاعها جميعاً إلى عامل واحد ويعتمد الخطاب الديني بالطبع في تحليله ذاك على بعض النصوص الدينية المؤولة تأويلاً خاصاً مثل " لا يصلح آخر أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أمر أولها " ويظن الاستناد إلى النصوص وحدها فيه الكفاية أن هذا الدين " صنع الأمة المسلمة أول مره وبه يصنع الأمة المسلمة في كل مرة يراد فيها أن يعاد إخراج الأمة المسلمة للوجود كما أخرجها الله أول مرة " وليس من الضروري أن يحدد الخطاب الديني – بنفس الحسم واليقين والقطع – توقيت ذاك الانفصام الذي وقع بين الواقع والدين ولا أن يرصد علله وأسبابه وإذا كان البعض يعود بهذا الفصام إلى فترة الصراع الذي وقع بين المسلمين في منتصف القرن الأول أو قبله بقليل فإن البعض الآخر يرد ذلك إلى الضعف العام الذي أصاب البناء السياسي للإمبراطورية الإسلامية وانتهى بالقضاء على وحدتها والقضاء على وحدتها والقضاء على الخلافة ذاتها ورغم استمرار الخلافة استمرار شكلياً تحت سيطرة حكم المماليك في مصر ثم انتقالها بعد ذلك – أو بالأحرى نقلها عنوة – وبعد سيطرة الأتراك على مصر إلى تركيا ذاتها فإن الخطاب الديني يعتبر أن ما قام به كمال اتاتورك من إلغاء لنظام الخلافة الشكلي كان بمثابة طرد للإسلام وقضاء على دولته . وإذا كانت نقطة البداية – على أهميتها – غامضة فإن البحث على العلل والأسباب يتسم أيضاً بقدر هائل من الغموض ويؤدي ذلك كله إلى تعميمات خطابية تتسم بالحسم واليقين والقطع ومن الطبيعي أن يقود ذلك إلى الخلط بين الأسباب والنتائج وعلى ذلك يتم تحميل حركة المد الاستعماري الأوربي مسؤولية تخلف العالم الإسلامي ، تجاهلاً لحقيقة أن تخلف العالم الإسلامي كان أمراً واقعاً سهل لحركة الاستعمار مهمتها في تعميق هذا التخلف وفي محاولة تأبيده وإذا كانت مناهضة كل أشكال الاستعمار بكل الوسائل والأساليب الممكنة أمراً لا خلاف عليه ، فان تحميل أوروبا وحدها كل المسؤولية يؤدي في الخطاب الديني إلى تحويلها إلى شيطان يتحتم مناهضة كل ما يصدر عنه لكن الخطاب الديني – والحق يقال – يفصل بين المنجزات المادية والمنجزات الفكرية والثقافية في الحضارة الأوربية فيتسامح مع أخذ الجانب الأول بل يدعو إليه ويحبذا ويحرم الأخذ من الجانب الثاني واصفاً إياه بالجاهلية والكفر إن اتجاهات الفلسفة بجملتها واتجاهات على النفس بجملتها – عدا الملاحظات والمشاهدات دون التفسيرات العامة له – ومباحث الأخلاق بجملتها ، واتجاهات التفسيرات والمذاهب الاجتماعية بجملتها – فيما عدا المشاهدات والمعلومات المباشرة ، لا النتائج العامة المستخلصة منها ولا التوجيهات الكلية الناشئة عنها – إن هذا الاتجاهات كلها في الفكر الجاهلي – أي غير الإسلامي – قديماً وحديثاً متأثرة تأثراً مباشراً بتصورات اعتقادات الجاهلية وقائمة على هذه التصورات ومعظمها – إن لم يكن كلها – يتضمن في أصوله المنهجية عداء ظاهراً أو خفياً للتصور الديني جملة وللتصور الإسلامي على وجه خاص إن حكاية أن الثقافة تراث أنساني لا وطن له ولا جنس ولا دين هي حكاية صحيحة عندما تتعلق بالعلوم البحتة وتطبيقاتها العلمية ، دون أن تجاوز هذه المنطقة إلى التفسيرات الفلسفية الميتافيزيقية لنتائج هذه العلوم ، ولا التفسيرات الفلسفية للإنسان نفسه ونشاطه وتاريخه ولا إلى الفن والأدب والتعبيرات الشعرية جميعاً ، ولكنها فيما وراء ذلك إحدى مصايد اليهودية العالمية " . وهكذا يكون على المسلم المعاصر أن يحيا بجسده في الحاضر معتمداً في تحقيق مطالبة المادية على أوروبا وأن يحيا بروحه وعقله وعاطفته في الماضي مستنداً إلى تراثه الديني ويتم تكريس هذا الوضع المتردي لواقع المجتمعات الإسلامية باسم الإسلام ذاته وذلك أن الخطاب الديني لا يطرح أفكاره تلك بوصفها اجتهادات وإنما يجزم أن أطروحته هي الإسلام "إن الإسلام يتسامح في أن يلتقي المسلم عن غير المسلم ، أو عن غير التقى من المسلمين في علم الكيمياء البحتة أو الطبيعة أو الفلك أو الطب أو الصناعة أو الزراعة أو العمال إدارية والكتابية وأمثالها .. ولكنة لا يتسامح في أن يتلقى أصول عقيدته ولا مقدمات تصوره ولا تفسير قرأنه وحديثه وسيرة نبيه ، ولا منهج وتفسير نشاطه ، ولا مذهب مجتمعه ، ولا نظام حكمه ولا منهج سياسته ، ولا موجبات فئة وأدبه وتعبيره … الخ من مصادر غير إسلامية ، ولا أن يلتقي من غير مسلم يثق في دينه وتقواه في شيء من هذا كله " وإذا كان كل ما هو مادي لا جنس له ولا وطن ، فإن كل ما سوى ذلك يدخل مباشرة في مجـال العقــائد والتصورات التي يجب أن تؤخذ عن الله " هذا هو الإسلام … هذا هو وحده " وكما أن الله لا يغفر أن يشرك به : فكذلك هو لا يقبل منهجاً مع منهجه .. هذه كتلك سواء بسوء لأن هذه تلك على وجه اليقين ولا غرابة بعد هذا كله أن نجد هذه الأطروحات كلها في خطاب الشباب مطروحة بنفس الدرجة من اليقين والحسم والقطع وهذا واضح في البيان الذي أصدرته حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين المحتلة يهمنا منه هنا هذه الفقرة الخاصة بالدولة القومية وكيف أدخلها الاستعمار الأوروبي إلى العالم الإسلامي بعد أن خلق لنفسه أعواناً من أبناء العالم الإسلامي ذاته . يقول البيان محملا جرم الدولة القومية على عاتق أوروبا وخالطاً بين الأسباب والنتائج في تحليل الواقع : "إن انحدار القوة المدنية العسكرية وجمود الفكر في العالم الإسلامي الذي بدأ بعد القرن السابع عشر الميلادي ، وإن كان يعود لأسباب كثيرة تراكمت منذ القرون الهجرية الأولى ، هذا الانحدار قابلته الحيوية المتصاعدة لأوروبا ، ثم تبلور المشروع الاستعمار الغربي ، وفي حين اخترق الاستعمار معظم أنحاء العالم بسهولة نسبية إلا أن الجدار الإسلامي رغم تراكم الضعف كان لا يزال صلباً قوياً قادراً على المقاومة لأكثر من قرنين كاملين ، ومع تزايد الخلل في ميزان القوى كان لهذا الجدار أن ينهار ، إلا أن انهياره لم يتم إلا عبر عملية غاية في التعقيد والشمول ، لقد نجح المشروع الاستعماري أولاً في استلاب قطاع واسع من نخبة العالم الإسلامي لصالح رجعيته الثقافية ، ثم نجح ثانياً في تمزيق العالم الإسلامي بالقوة ، قوة السلاح والجند والاحتلال الدموي ، من معارك ساحل عمان إلى ليبيا ومصر وإلى الحرب الأولى ، ثم نجح ثالثاً في زراعة دولة الكيان الصهيوني في قلب العرب والإسلام كضمان لديمومة التجزئة والتبعية والإلحاق والهيمنة " ، تبدو الحركة القومية في هذا الخطاب مؤامرة أوربية لتمزيق وحدة العالم الإسلامي وهذه مقمة – تطرح بوصفها بديهية – لرفض إعلان الدولة الفلسطينية الذي صدر مؤخراً عن المجلس الوطني الفلسطيني . وهذه المقدمة البديهية تنبى في الخطاب الديني العام على أساس أن القومية مقولة علمانية تناقض العقيدة والدين ، وأن أواصر " الجنس والأرض واللون واللغة والمصالح المشتركة " عوائق حيوانية سخيفة ، وأن الحضارة الإسلامية لم تكن يوماً ما " عربية إنما كانت دائما إسلامية ، ولم تكن يوماً قومية إنما كانت عقيدية " وبمثل هذا التحليل وبنفس لهجة اليقين والحسم والقطع يفسر الخطاب الديني الواقع الدولي الراهن ويرد مشكلات البشرية إلى مخالفة الفطرة والابتعاد عن منهج الله " لم يكن بد وقد شرد الإنسان عن ربه ومنهجه وهداه … لم يكن بد وقد رفض الإنسان تكريم ربه له ، فاعتبره نفسه حيواناً … وجعل نفسه آله … بل جعل الآلة إلهاً يحكم فيه بما يريد … وجعل الاقتصاد إلها يحكم بما يريد … لم يكن بد وقد جعل الإنسان من المرآة حيواناً لطيفاً – كما أن الرجل حيوان خشن – غاية الالتقاء بينهما اللذة وغاية الاتصال بينهما المتاع … لم يكن بد وقد عطل الإنسان خصائصه الإنسانية ليحصر طاقته في الإنتاج المادي … لم يكن بد وقد أقام الإنسان نظامه على الربا … وفي النهاية لم يكن بد وقد اتخذ الإنسان له آلهة من دون الله فاتخذ من المال إلهاً ومن المشرعين إلهاً ومن المادة إلهاً ومن الإنتاج إلهاً ومن الأرض إلهاً ومن الجنس إلهاً ومن الهوى إلهاً ومن المشرعين إلهاً يغتصبون اختصاص الله في التشريع والعبادة فيغتصبون بذلك حق الألوهية على عباد الله … لم يكن بد وقد فعل الإنسان هذا كله بنفسه أن تحل به عقوبة الفطرة وأن يؤدي ضريبة المخالفة عن ندائها العميق ، وأن يؤديها فادحة قاصمة مدمرة وقد كان - … … … - وكتب على البشرية كلها أن تؤدي الضريبة فادحة صارمة ثقيلة : حروباً رهيبة ضحاياها بالملايين قتلى وجرحى ومشوهون ومعتوهون ومعذبون وأزمات تلو أزمات " بمثل هذا الحسم واليقين والقطع تطرح المشكلات وتقترح الحلول ولا مجال بعد ذلك للخلاف إلا إذا كان في الجزئيات والتفاصيل والأخطر من ذلك أن يتم تقديم هذا كله على أنه الإسلام الحقيقي . إهدار البعد التاريخي تبدو هذه الآلية واضحة وضوحاً ساطعاً في كل جوانب الخطاب الديني فضلاً عن منطلقاته الأساسية ، تبدو واضحة كما سبقت الإشارة في وهم التطابق بين المعنى الإنساني – الاجتهاد الفكري – الآني وبين النصوص الأصلية والتي تنتمي من حيث لغتها على الأقل إلى الماضي وهو وهم يؤدي إلى مشكلات خطيرة على المستوى العقيدي لا ينتبه لها الخطاب الديني يؤدي التوحيد بين الفكر والدين إلى التوحيد مباشرة بين الإنساني والإلهي وإضفاء قداسة على الإنساني والزماني ولعل هذا يفسر لنا تردد كثير من الكتاب في تخطئة كثير من آراء علماء الدين ، بل والتستر أحياناً على هذه الآراء وتبريرها وإذا كنـا في مجال تحليل النصوص الأدبية – وهي نتائج عقل بشري مثلنـا – لا نزعم تطابق التفسير مع النص أو مع قصد كاتبه فإن الخطاب الديني لا يكتفي بإهدار البعد التاريخي الذي يفصله عن زمان النص بل يزعم لنفسه قدرة على الوصول إلى القصد الإلهي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: elmahasy)
|
وبالدرجة نفسها من الوضوح يبدو إهدار البعد التاريخي في تصور التطابق بين مشكلات الحاضر وهمومه وبين مشكلات الماضي وهمومه ، وافتراض إمكانية صلاحية حلول الماضي للتطبيق على الحاضر ، ويكون الاستناد إلى سلطة السلف والتراث واعتماد نصوصهم بوصفها نصوصاً أولية تتمتع بذات قداسة النصوص الأولية ، تكثيفاً لآلية إهدار البعد التاريخي ، وكلتـا الآليتين تساهم في تعميق اغتراب الإنسان والتستر على مشكلات الواقع الفعلية في الخطاب الديني ، ومن هذه الزاوية نلمح التفاعل بين هذه الآلية وبين الآلية الثانية : "رد الظواهر إلى مبدأ واحد" خاصة فيما يرتبط بتفسير الظواهر الاجتماعية إن رد كل أزمة من أزمات الواقع في المجتمعات الإسلامية – بل وكل أزمات البشريـة – إلى "البعد عن منهج الله" هو في الحقيقة عجز عن التعامل مع الحقائق التاريخية وإلقاءها في دائرة المطلق والغيبي والنتيجة الحتمية لمثل هذا المنهج تأييد الواقع وتعميق اغتراب الإنسان فيه والوقوف جنباً إلى جنب مع التخلف ضد كل قوى التقدم ، تناقضاً مع ظاهر الخطاب الذي يبدو ساعياً للإصلاح والتغيير منادياً بالتقدم والتطوير . ولعله يكفينا هنا الكشف عن توظيف هذه الآلية في استخدام الخطاب الديني لمصطلح "الجاهلية" ما دمنـا سنعاود الكشف عن توظيفها – وتوظيف غيرها من الآليات – في سياق تحليلنا للمنطلقات الفكرية ، ومن البداية لا يجب الخلط بين الجهل – بمعنى انعدام العلم والمعرفة في لغتنا المعاصرة – وبين الجهل المناقض للحلم في اللغة العربية قبل الإسلام . الجهل في لغة ما قبل الإسلام يعني الخضوع لسطوة الانفعال والاستسلام لقوة العاطفة دون الاحتكام إلى رزانة العقل وقوة المنطق وهكذا نفهم افتخار بعض شعراء هذا العصر بالقدرة على مقابلة الجهل بهذا المعنى بمثله وذلك كقول بعضهم : إلا لا يجهلَن أحد علينا.......... فنجهل فوق جهل الجاهلينا وقول لآخر : أحلامنا تزن الجبال رزانة ........ وتخالنـا جناً إذا ما نجهل فالجهل هنا ينصب على السلوك المنافي للعقل والمنطق وهو – كما يفهم من سياق الاستخدام في شعر ما قبل الإسلام – العنوان الذي لا سبب له ولا مبرر من جهة العقل والمنطق أنه في التأويل الاجتماعي للغة الاستناد إلى مبدأ القوة والقهر في العلاقات بين القبائل من جهة وبين الأفراد والجماعات (بطون القبائل) داخل القبيلة من جهة أخرى ، أنه المبدأ الذي صاغه زهير بن أبي سلمى الشاعر في قوله : ومن لم يذد عن حوضه بسلاحه......... يهدم ، ومن لا يظلم الناس يظلم ولا شك أن العلاقات الاجتماعية القائمة على الظلم / الجهل كانت من أهم أسباب التخلف العام في ذلك الواقع ، وكان من أخطر ما جاء به الإسلام لتطوير هذا الواقع مبدأ الاحتكام إلى العقل ونفي الظلم والجهل ، ويمكن استناداً إلى هذه الحقيقة فهم كل ما جاءت به النصوص الدينية الأولية من تنديد بـ "حكم الجاهلية" بوصفه دعوة لتحكيم العقل والمنطق ، وهو فهم يتعارض تعارضاً جذرياً مع فهم الخطاب الديني ، أن النصوص تخاطب في الأصل والأساس واقعاً تاريخياً محدداً من خلاله – وعبر لغته بكل اجتماعاتها – دلالتها ، ولكن هذه الدلالة قابلة دائماً للانتفاخ والاتساع شريطـــــة عدم الإخلال أو التناقض، مع الدلالة الأصلية وهكذا نجد بين المعنى التاريخي لمصطلح "الجاهلية" وبين معنى "الجهل" في استخدامنا المعاصر وشائج، فعدم العلم وانتفاء المعرفة ركيزة أساسية للخضوع لسطوة الانفعال والاستسلام لقوة العاطفة، أو لنقل لـ " التعصب". تحولت كلمة "الجاهلية" في لغة ما بعد الإسلام لتكون مصطلحا دالا على مرحلة تاريخية في تطور المجتمع العربي، هي مرحلة ما قبل الإسلام، وإذا كان الإسلام يمثل الموقف النقيض فمنى ذلك انه يمثل جوهريا موقف الاحتكام إلى العقل والمنطق حتى في فهم نصوصه ذاتها ، لكن الخطاب الديني – مستخدماً آلية إهدار البعد التاريخي – يرفض كل ذلك في سبيل أيدلوجية الخاصة فالجاهلية طبقاً لتعريفه هي الاعتداء على سلطان الله في الأرض ، وعلى أخص خصائص الألوهية وهي الحاكمية إنها تسند الحاكمية إلى البشر … وفي صورة إدعاء حق وضع التصورات والقيم والشرائع والقوانين والأنظمة والأوضاع بمعزل عن منهج الله للحياة . وبناء على هذا التعريف لا يعبر المصطلح عن مرحلة تاريخية انقضت ومضت ولكنه يعبر عن حالة أو موقف فكري قابل للتكرار "كلما انحرف المجتمع عن نهج الخطاب الديني هو التعريف الموضوعي ، وفي إطار تدخل "جميع المجتمعات القائمة اليوم في الأرض فعلا" ولا يستثنى من ذلك المجتمعات الإسلامية أو التي تسمى كذلك " فهي – وإن لم تعتقد بألوهية أحد ألا الله – تعطى أخص خصائص الألوهية لغير الله فتدين بحاكمية غير الله " . الجاهلية إذن نقيض الحاكمية وهي الخضوع لحكم البشر في مقابل الخضوع لحكم الله ورغم أن الحاكمية تعني في التحليل النهائي الاحتكام إلى النصوص الدينية فإن هذه النصوص لا تستغني عن البشر في فهمها وتأويلها أي أنها لا تفصح بذاتها عن معناها ودلالتها إنما ينطق بها الرجال كما قال الإمام علي بن أبي طالب وطبقاً للخطاب الديني – كما سبقت الإشارة – فالسلطة الوحيدة القادرة على القيام بهذه المهمة بموضوعية مطلقة – بعيداً عن الأهواء والتحيزات الأيديولوجية – هي السلطة التي يمثلها رجال الدين أي أن الحاكمية الإلهية تنتهي في الحقيقة إلى حاكمية رجال الدين ، وهم ليسوا في النهاية سوى بشر لهم تحيزاتهم وأهوائهم الإيديولوجية لكن الخطاب الديني يجفل من هذه النتيجة المنطقية ولا نقول الاستنتاج ويلجأ إلى التعمية الإيديولوجية التي تحل هذا التناقض يقول "ومملكة الله في الأرض لا تقوم بأن يتولى الحاكمية في الأرض رجال بأعيانهم – هم رجال الدين – كما كان الأمر في سلطان الكنيسة ، ولا رجال ينطقون باسم الآلهة كما كان الحال فيما يعرف بـــاسم الثيوقراطية أو الحكم الإلهي المقدس، ولكنها تقوم بان تكون شريعة الله هي الحاكمة وان يكون مرد الأمر إلى الله وفق ما قرره من شريعة مبينة". ولا يقف إهدار البعد التاريخي وتجاهله عند وهم التطابق بين الماضي والحاضر، بل يتجاوز ذلك إلى فهم حركة الإسلام في مرحلة النشأة في واقع المجتمع العربي، ولا نريد أن ندخل هنا في تحليل جدلية العلاقة بين الإسلام والواقع منذ اللحظة الأولى لنزل الوحي، فالخطاب الديني يبدو مدركا لبعض أبعاد هذه العلاقة حين يريد إثبات واقعية الإسلام، أو مراعاته التدرج في الإصلاح والتغيير، ولكنه يتجاهل كل ذلك حين يتحدث عن علاقة المسلمين الأوائل بواقع مجتمعهم، فيتطابق تصوره للمسلمين في عصر الوحي مع تلك الصورة "الفانتازي" التي تعرضها المسلسلات الدينية التليفزيونية، حيث يتمايزون عن معاصريهم في كل شيء تقريبا، في الأزياء والحركات والإيماءات وفي كثير من خصائص لغتهم وطريقة نطقهم لها. أن الإسلام فيما يتصور الخطاب الديني خلع عن المسلم كل ما يربطه بواقعة " لقد كان الرجل حين يدخل في الإسلام يخلع على عتبته كل ماضيه في الجاهلية، كان يشعر في اللحظة التي يجئ فيها إلى الإسلام انه يبدأ عهدا جديدا، منفصلا كل الانفصال عن حياته التي عاشها في الجاهلية… كانت هناك عزلة شعورية كاملة بين ماضي المسلم في جاهليته وحاضرة في إسلامه، تنشأ عنها عزلة كاملة في صلاته بالمجتمع الجاهلي من حوله ورابطه الاجتماعية فهو قد انفصل نهائيا عن بيئته الجاهلية، واتصل نهائيا ببيئته الإسلامية حتى ولو كان يأخذ من بعض المشركين ويعطي في عالم التجارة والتعامل اليومي، فالعزلة الشعورية شيء والتعامل اليومي شيء آخر". ومن الطبيعي في مثل هذا التصور أن يرتبط بالدعوة إلى الانفصال عن الواقع واعتزاله والاستعلاء عليه، "ليست مهمتنا أن نصطلح مع واقع هذا المجتمع الجاهلي ولا أن ندين له بالولاء، فهو بهذه الصفة، صفة الجاهلية، غير قابل لان نتصالح معه، أن مهمتنا أن نغير من أنفسها أولا لنغير هذا المجتمع أخيرا… أن أولى الخطوات في طريقنا هي أن نستعلى على هذا المجتمع الجاهلي وقيمه وتصوراته، وإلا نعتزل نحن عن قيمنا وتصرواتنا قليلا أو كثيرا لنلتقي معه في منتصف الطريق، كلا أننا وإياه على مفرق الطريق، وحين نسايره خطوة واحدة فأننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق" من هذا النبع يمتح خطاب الجماعات الإسلامية، ويتشكل سلوك أفرادها، وهكذا يعيش المسلم، بفعل هذا الخطاب، خارج التاريخ، وكما أن المسلم يستحيل أن يتصالح موع واقعة إلا بعد تغييره، كذلك الإسلام يستحيل أن يتصالح مع أي نمط من أنماط الفكر، أو أي تصور من التصورات الوضعية آيا كان، "فنظرة الإسلام واضحة في أن الحق لا يتعدد، وان ما عدا هذا فهو الضلال، وهما غير قابلين للتلبس والامتزاج، وانه أما حكم الله وآما حكم الجاهلية… لم يجيء الإسلام أذن ليربت على شهوات الناس الممثلة في تصوراتهم وأنظمتهم وأوضاعهم وعاداتهم وتقاليدهم سواء منهما ما عاصر الإسلام، أو ما تخوض البشرية فيه الآن، في الشرق أو الغرب سواء، إنما جاء ليلغي هذا كله، وينسخه نسخا، ويقيم الحياة البشرية على أسسه" وهكذا تتبدد واقعية الإسلام كما يطرحها الخطاب الديني ذات، ناهيك بالعلاقة الجدلية التي يكشف عنها التاريخ بين الإسلام والواقع منذ اللحظة الأولى لنزول الوحي. وينتهي الخطاب الديني بعزل الإسلام عن الواقع والتاريخ معا، مع أن الوحي - ومن ثم الإسلام – واقعة تاريخية. ثانيا : المنطلقات الفكرية : الحاكمية : كانت دعوة الإسلام في جورها دعوة لتأسيس العقل في مجال الفكر، والعدل في مجال السلوك الاجتماعي، وذلك بوصفهما نقيضين للجهل والظلم، وهما ركيزتا الواقع في المجتمع العربي الذي خاطبه الوحي أولا، كما سبقت الإشارة، وقد ظل الخطاب الديني في تاريخ الثقافة الإسلامية بتيارات واتجاهاته المختلفة حريصا على نفي أي تعارض يمكن أن ينشأ بحكم حركة الواقع المستمر وثبات النصوص بين الوحي والعقل، واتفق الجميع تقريبا على أن النقل أنا يثبت بالعقل، والعكس ليس صحيحا، العقل هو الأساس في تقبل الوحي، ثم كان الخلاف فيما بعد ذلك. هل يستقبل العقل بعد أن قام بدوره في إثبات النقل، أم يظل يمارس فاعليته في فهم النصوص وتأويلها، لكن هذا الخلاف ظل خلافا نظريا واستمر الخطاب الديني يحرص على إثبات "موافقة صريح المعقول لصحيح المنقول" كما عنون ابن تيمية أحد كتبه الهامة، وهو الفقيه السني الأصولي المحافظ، وقد ساهم علماء أصول الدين والفقه في تأسيس مجموعة من المبادئ المهمة، كالقياس ومراعاة المقاصد والمصالح المرسلة، في مجال فعالية العقل الإنساني في فهم النصوص وتأويلها، وظلت الثقافة العربية الإسلامية حية نشطة طالما ظل تأسيس العقل شاغلها الأساسي، وطالما ظلت قائمة على "التعددية" و "حرية الفكر" وهو ما لم يستمر طويلا بحكم عوامل اجتماعية سياسية سنشير إلى بعضها في سياق تحليلنا. وتعود أولى محلولات إلغاء العقل لحساب النص إلى حادثة رفع المصاحف على أسنة السيوف، والدعاء إلى "تحكيم كتاب الله" من جانب الأمويين في موقعة "صفين" ولا خلاف على أنها كانت "حيلة" أيدلوجية استطاعت أن تخترق باسم النص صفوف قوات الخصوم وان توقع بينهم خلافا أنهى الصراع لصالح الأمويين، أن حيلة التحكيم تكشف عن محتواها الأيدلوجي حين ندرك أنها نقلت الصراع من مجاله الخاص السياسي الاجتماعي إلى مجال آخر هو مجال الدين والنصوص، وقد أدرك الأمام على ذلك وكان قوله لرجاله: "عباد الله امضوا على حقكم وصدقكم قتال عدوكم، فان معاوية وعمرو بن العاص (وذكر أسماء أخرى) ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن، أنا اعرف بهم منكم، قد صحبتهم أطفالا، وصحبتهم رجالا، فكانوا شر أطفال وشر الرجال، ويحكم انهم ما رفعوها… لكم إلا خديعة ودهاء ومكيدة . وحين يتحول الصراع الاجتماعي السياسي من مجال الواقع إلى مجال النصوص، يتحول العقل إلى تابع للنص وتتحدد كل مهمته في استثمار النص لتبرير الواقع أيدلوجيا، وينتهي ذلك إلى تأييد هذا الواقع من جانب مفكري السلطة المعارضة على السواء، طالما تحول الصراع إلى جدل ديني حول تأويل النصوص، وبالإضافة إلى ذلك يؤدي تحكيم النصوص، في مجال الصراع الاجتماعي والسياسي إلى "الشمولية" في فعالية النصوص، حتى وصلت إلى حد الهيمنة في الخطاب الديني المتأخرة، كما يبدو في مبدأ "الحاكمية" في الخطاب الديني المعاصر. وإذا كان مبدأ تحكيم النصوص يؤدي إلى القضاء على استقلال العقل بتحويله إلى تابع يقتات بالنصوص يولد بها ويحتمي، فان هذا ما حدث في تاريخ الثقافة العربية الإسلامية، بشكل تدريجي حتى تم القضاء على الاعتزال بعد عصر المأمون وتم بالمصل حصار العقل الفلسفي في دوائر ضيقة، ثم جاء أبو حامد الغزالي ووجه للعقل الضربة القاضية وليس من الغربي أن يكون العصر الذي شهد خطاب الغزالي وأنصت إليه هو عصر الانهيار السياسي والتفكك الاجتماعي وسيطرة "العسكر" على شئون الدولة، وهو العصر الذي انتهى بسقوط بغداد والقضاء على الشكل الرمزي الأخير للدولة الإسلامية . كانت ضربة الغزالي للعقل، كما سبقت الإشارة، من زاوية تفكيكي العلاقة بين الأسباب والنتائج، أو بين العلل ومعلولاتها، وانتهى الأمر إلى حد استعداء السلاطين من جانب الفقهاء، بعد حوالي قرن من وفاة الغزالي على كل من يتعاطى الفلسفة تعلما أو تعليما، لان الفلسفة "أسس السفه والانحلال" مادة الحيرة والضلال ومثار الزيغ والزندقة ، ومن تفلسف عميت عينه من محاسن الشريعة المطهرة المؤيدة بالحجج الظاهرة والبراهين الباهرة، ومن تلبس بها تعليما وعالما قارنه الخذلان والحرمان، واستحوذ عليه الشيطان….. فالواجب على السلطان أن يدفع عن المسلمين شر هؤلاء المشائيم، ويخرجهم عن المدارس ويبعدهم، ويعاقب على الاشتغال بفنهم، ويعرض من ظهر منه اعتقاد عقائد الفلاسفة على السيف أو الإسلام لتخمد نارهم، وتمحي آثارها وآثارهم". وهكذا ينتهي الخطاب السلفي إلى التعارض مع الإسلام حين يتعارض مع أهم أساسياته "العقل" ويتصور انه بذلك يؤسس "النقل" والواقع انه ينفيه بنفي أساسه المعرفي. أن العودة إلى الإسلام لا تتم إلا بإعادة تأسيس العقل في الفكر والثقافة، وذلك على خلاف ما يدعو إليه الخطاب الديني المعاصر من تحكيم النصوص، مرددا أصداء نداء أسلافه الأمويين الذي أدى إلى نتائجه المنطقية في الواقع الإسلامي. وإذا كانت النهضة الأوروبية الحديثة قامت على أساس تحرير العقل من سلطة الاحتكام إلى النصوص التي تحتكر الكنيسة تأويلها وفهمها، فقد كان من الطبيعي إن تجد في عقلانية الثقافة الإسلامية، وهي العقلانية التي حوصرت حتى تم القضاء عليها، سندا لتوجهاتها، ولعل هذا يفسر لنا أن مفهوم "الجاهلية" في الخطاب الديني المعاصر يمتد ليشمل كل اتجاهات التفكير العقلي في الثقافة العربية الإسلامية أو في ثقافة أوروبا على السواء، وقد مر بنا كثير من الاستشهادات التي تهاجم الشيطان الأوروبي، وترى في كل نتاج الفكر الإسلامي بعد عصر الوحي " النبع الصافي" انحرافا عن الإسلام، وإذا كان أبو الأعلى المودود، أحد مصادر قطب الهامة، يجمع "الجاهلية" في ثلاثة اتجاهات : هي الإلحاد، والشرك، أو الوثنية بكافة أشكالها القديمة، والنزعة الصوفية العرفانية، فانه يرى أن هذه الاتجاهات الثلاثة قد تسللت إلى الواقع الإسلامي، متسترة بعباءة الإسلام بعد عصر الخلفاء الراشدين مباشرة، وبدأت تبث سمومها في ثقافته، وانتهى الأمر فيها يرى المودودي " إلى تدفق خليط من الفلسفة والأدب والعلوم من اليونان والإيرانيين والهنود في التربة الإسلامية وبذلك بدا الخلاف النظري بين المسلمين، بدأت عقائد المعتزلة والنزعات الشكية والإلحادية، وقبل ذلك أو على رأسه بدأ الاتجاه إلى الفرقة والخلاف في مجال العقائد، وأدى إلى وجود فرق واتجاهات جديدة وبالإضافة إلى ذلك وجدت فنون الرقص والموسيقى والرسم، وهي فنون غير إسلامية، تشجيعا من أولئك الذين كان محرما عليهم أن يقترفوا هذه الفنون (القبيحة). هذا الهجوم على التفكير العقلي ورفض الخلاف والتعددية، قديما وحديثاً، يمثل أساسا من الأسس التي يقوم عليها مفهوم "الحاكمية"، والأساس الثاني والأخطر، هو وضع "الإنسان" مقابل "الإلهي" والمقارنة الدائمة بين المنهج الإلهي ومناهج البشر ومن الطبيعي أن تؤدي المقارنة إلى عدمية الجهود الإنسانية: " أن تجارب البشر كلها تدور في حلقة مفرغة وداخل هذه الحلقة لا تتعداها، حلقة التصور البشري والتجربة البشرية والخبرة البشرية المشوبة بالجهل والنقص والضعف والهوى، في حين يحتاج الخلاص إلى الخروج من هذه الحلقة المفرغة، وبدء تجربة أصلية، تقوم على قاعدة مختلفة كل الخلاف، قاعدة المنهج الرباني الصادر من علم (بدل الجهل)، وكمال (بدل النقص)، وقدرة (بدل الضعف)، وحكمة (بدل الهوى)….. القائم على أساس: إخراج البشر من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده دون سواه، ومثل هذا الفصل الكامل بين الإلهي والإنساني يتجاهل حقيقة هامة ثابتة في طبيعة الوحي الإلهي ذاته بوصفه "تنزيلا" أي بوصفه حلقة وصل وخطابا يتواصل به الإلهي والإنساني، وبعبارة أخرى، إذا كان الخطاب الإلهي، المتضمن لمنهجه، يتوسل بلغة الإنساني "تنزيلا" مع كل علمه وكماله وقدرته وحكمته، فان العقل الإنساني يتواصل مع الخطاب الإلهي "تأويلا" بكل جهله ونقصه وضعفه وأهوائه، لكن الخطاب الديني يتجاهل هذه الحقيقة الكبرى، ويمضي، مقتفيا خطا سلفه الاشعري، ومكرسا أيدلوجية مشابهة، في نفي الإنسان وتغريبه في الواقع، مفسحا المجال لتحكم سلطوي من طراز خاص. ولكي تتعمق الهوة بين الإلهي والإنساني يتم إعادة صياغة المفاهيم الدينية بإعادة تأويلها لتصب في أيدلوجية " الحاكمية" خاصة مفاهيم "العبادة" و "الإله" و "الرب" و "الدين" وهي المفاهيم التي افرد لها المودودي رسالة مستقلة، طبعت طبعات عديدة في عديد من البلاد الإسلامية، كما أنها تعد بمثابة "مانيفستو" بالنسبة لكثير من الجماعات الإسلامية ويكاد قطب أن يكون شارحا لأفكار المودودي ومفسرا لها، ويكفينا هنا الوقوف عند شرحه لمفهوم "الألوهية" بوصفه المفهوم المركزي الذي تتمحور عليه المفاهيم الثلاثة الأخرى، يعتبر قطب أن أهم خصائص الألوهية، بل أولى هذه الخصائص، " الحاكمية" أو "حق الحاكمية المطلقة، الذي ينشأ عنه حق التشريع للعباد، وحق وضع المناهج لحياتهم، وحق وضع القيم التي تقوم عليها هذه الحياة… وكل من ادعى لنفسه حق وضع منهج لحياة جماعة من الناس فقد ادعى حق الألوهية عليهم، بادعائه اكبر خصائص الألوهية، وكل من أقره منهم على هذه الادعاء فقد اتخذه آلها من دون الله، بالاعتراف له بأكبر خصائص الألوهية" والمنهج الإسلامي على ذلك هو المنهج الذي "يقوم على أفراد الله وحده بالألوهية، متمثلة في الحاكمية، وينظم الحياة الواقعية بكل تفصيلاتها اليومية، وعدم الخضوع للحاكمية بوصفها اكبر خصائص الألوهية يعني التمرد على عبودية الإنسان لله، ولكنه تمرد يفضي به إلى الوقوع في عبودية البشر، وهي العبودية الكبرى في نظر الإسلام فيما يرى قطب، موحدا بذلك بين تأويله، وتأويل المودودي، وبين الإسلام، أن الإسلام جاء في نظر الخطاب الديني ليحرر الإنسان، لكن فهم هذا الخطاب للتحرر الذي جاء به الإسلام يتم اختزاله في نقل مجال الحاكمية من العقل البشري إلى الوحي الإلهي : " أن إعلان ربوبية الله وحده للعالمين معناها الثورة الشاملة على حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها، والتمرد الكامل على كل وضع في أرجاء الأرض، الحكم فيه للبشر بصورة من الصور، أو بتعبير مرادف: الألوهية فيه للبشر في صورة من الصور، ذلك أن الحكم الذي مرد الأمر فيه إلى البشر ومصدر السلطات فيه هم البشر هو تاليه للبشر يجعل بعضهم لبعض أربابا من دون الله". وإذا كان المنهج يرتد في النهاية إلى فهم البشر للوحي وتأويلهم له كما سبقت الإشارة مرار، فان مفهوم الخطاب الديني للتحرر الذي جاء به الإسلام للإنسان يتبدد كاشفا عن الغطاء الأيدلوجي لمفهوم الحاكمية، بكل ما يحايثه من إلغاء لفاعلية العقل وتسليم الإنسان، مقيدا إلى تحكم سلطوي من نمط خاص، لقد جاء الإسلام بعقيدة التوحيد تحريرا للعقل البشري من سلطة الأوهام والأساطير، وتأسيسا لحريته في ممارسة فعاليته في الفكر والواقع الطبيعي والاجتماعي على السواء، هذا بالإضافة إلى مخاطبة هذه العقيدة، التوحيد، للواقع الاجتماعي ومساهمتها في إعادة صياغة العلاقات بين قبائله المتصارعة، وتأسيس علاقات جديدة جوهرها العدل والمساواة، لكن الخطاب الديني يختزل هذه الحقيقة، ويؤول منطوقها. ويسند هذا التأويل المختزل إلى العربي المعاصر للوحي: "لا اله إلا الله كما يدركها العربي العارف بمدلول لغته لا حاكمية إلا لله، ولا شريعة إلا من الله لا سلطان لأحد على أحد، لأن السلطان كله لله" أن هذا التوحيد بين الألوهية والحاكمية الشاملة المطلقة في كل شئون الواقع والحياة ينتهي إلى اختزال الإنسان في بعد "العبودية" ويعتقد الخطاب الديني أن التأكيد على هذا البعد وحدة في مسألة علاقة الإنسان بالله هو قمة التحرر التي يمنحها الإسلام للإنسان، والحقيقة أن التركيز على هذا البعد، له مردودة الخطير على مستوى علاقات الأفراد في المؤسسات الاجتماعية المختلفة من جهة وفي علاقتهم بممثلي السلطة آية سلطة على أي مستوى من جهة أخرى ويعتمد الخطاب الديني في تكريسه لعبودية الإنسان على سلطة النصوص الدينية الكثيرة بالطبع دون أدراك أن للنصوص جميعا، ومنها الدينية تاريخيتها التي لا تتناقض مع الأيمان بمصدرها الإلهي فالوحي، كما سبقت الإشارة واقعة تاريخية لا مجال لانتزاع لغته من سياق بعدها الاجتماعي ولأننا سنناقش في الفقرة التالية ، بتفصيل كاف، معضلة النص في الخطاب الديني فعلينا أن نمضي في هذه الفقرة في تحليل ما يرتبط بمفهوم الحاكمية، ولم يبق أمامنا إلا البحث عن الأسباب الحقيقية لسيطرته على الخطاب الديني بدءا من فترة الستينات من جهة والكشف عن مردودة في الواقع الاجتماعي السياسي والثقافي الفكري من جهة أخرى.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: elmahasy)
|
بدأ الخطاب الديني التركيز على مفهوم الحاكمية من خلال كتابات سيد قطب مفكر جماعة الأخوان المسلمين، خاصة في فترة الستينات، وبعد الصدام الكبير الذي وقع بينها وبين السلطة السياسية في منتصف الخمسينيات تقريبا، وهو الصدام الذي أدى إلى حل الجماعة، ومحاكمة أعضائها، حيث تم إعدام عدد من القيادات، وحكم على الأعضاء بالسجن لمدد متفاوتة حسب موقعهم التنظيمي، وإذا كان الأخوان قد أنكروا ولا يزالون ينكرون علاقة التنظيم بحادث المنشية، بل يذهب كثير منهم إلى أن الحادث كان "تمثيلية" مدبرة من جانب السلطة السياسية لإيجاد مبرر للقضاء على نشاط الجماعة ومصادرة فكرها، فان نشاط أعضاء الجماعة في الحقيقة لم يتوقف، بل تحول إلى "السرية" وكان سيد قطب من أعضاء الجماعة الذي خاضوا تجربة السجن، لكنه لم يتوقف عن الكتابة، ولعل هذه الفترة هي التي جعلت منه مفكر الجماعة والمعبر عن أيدلوجيتها، لذلك يميل الكثير من الدارسين إلى القول بان التركيز على مفهوم الحاكمية في كتابات قطب بكل ما ترتب عليه من تكفير للمجتمع، ومحاكمة كل الأنظمة والإنسان الاجتماعية والسياسية والفكرية في تاريخ البشرية يمكن تفسيره بالاضطهاد والتعذيب الذي عانى منه الأخوان، ومعهم سيد قطب، في السجون والمعتقلات، أنها أذن عقدة "الاضطهاد" هي التي جمعت بين قطب والمودودي، وجعلت الأول ينقل عن الثاني، لكن هذا الرأي في الحقيقة يقدم تبريرا اكثر مما يقدم تفسيرا، خاصة بعد أن كشفنا في كثير مما سبق أن مفهوم الحاكمية محاديث للخطاب الديني الذي ساد تاريخ الإسلام الثقافي، وانه من ثم كامن في بنية هذا الخطاب، يتجلى حينا ويتخفى حينا آخر، أن عقدة الاضطهاد قد تصلح لتفسير الظواهر السلوكية عند بعض الشباب الذي حمل أفكار قطب، وتشربها داخل السوجونن وخرج بعد ذلك يحولها إلى واقع ولو بالاستشهاد، وأذ جاز لعقدة الاضطهاد أن تفسر تجلى المفهوم في خطاب قطب، فأنها لا تفسره في المصدر الذي اعتمد عليه قطب، خطاب المودودي، ويظل السؤال معلقا ينتظر الإجابة. * * ولعله من المفيد في محاولة الإجابة عن السؤال أن نرصد بعض ملامح التغير في خطاب قطب قبل انضمامه لجماعة الإخوان وبعد انضمامه لها، والقارئ لكتابي "معركة الإسلام والرأسمالية" (1950)، و"العدالة الاجتماعية في الإسلام" (1951) يدرك مدى انشغال الكاتب بقضايا الواقع الملحة، ومحاولته البحث عن حلول لها في الإسلام، لكنه أيضا – القارئ – يستطيع بسهولة أن يجد في نفس الكتابين الأصول العامة التي سيطرت على خطاب قطب بعد ذلك: مثل وضع النظام الإسلامي في علاقة تعارض تام مع الثقافة الغربية، ومثل نعي الانفصام الذي وقع في الغرب بين الكنسية والعلم، والهجوم على ممثلي الدعوة إلى التحرير الفكري والعقلي، خاصة سلامة موسى وطه حسين، لكن الأهم من ذلك انه يرفض التراث الفلسفي العقلي في الثقافة الإسلامية، على أساس أن للإسلام فلسفته الأصلية الكامنة في أصوله النظرية والقرآن والحديث، وفي سيرة رسوله وسنته العملية، ما فلسفة ابن سيناء وابن رشد وأمثالهما ممن يطلق عليهم فلاسفة الإسلام فليست سوى ظلال للفلسفة الإغريقية لا علاقة لها حقيقة بفلسفة الإسلام، وحينما يقارن بين علماء الأصول والمذاهب الفقهية من حيث موقف كل منها من إشكالية النص وعلاقته بالمصالح المرسلة نجده يقف مع المالكية لانهم يجمعون بين المصلحة والنص، ويرفض اجتهاد الطوفي لتقديمه المصالح المرسلة على النص، كما يرفض موقف الشافعية الذين لا يعتدونها، لكن هذا الموقف "المعتدل" من علاقة النص والواقع سيتراجع عنه قطب بعد ذلك لحساب مبدأ أثير – سنناقشه فيما بعد – لدى الخطاب الديني المعاصر بشكل عام وهو مبدأ لا اجتهاد مع النص. إذا كانت تلك هي الثواب في خطاب قطب، فان متغيراته تتحدد في الإلحاح على القضايا الساخنة في الواقع والتي كانت شاغل كثير من القوى السياسية والاجتماعية، بل كانت شاغل الخطاب المصري والعربي على مستوى الفكر والأدب، ناهيك بالخطاب السياسي كانت تلك هي قضايا الاستعمار والإقطاع والظلم الاجتماعي والسياسي، وكان ثمة وعي بالترابط بين هذه القضايا يقول قطب "يدرك الاستعمار إن قيام حكم إسلامي سيرد الدولة إلى العدالة في الحكم وعدالة في المال فيقلم أظافره ديكتاتورية الحكم واستبداد المال والاستعمار يهمه دائما أن لا تحكم الشعوب نفسها لأنه يعز عليه حينئذ إخضاعها، فلا بد من طبقة ديكتاتورية حاكمة تملك سلطات استبدادية، وتملك ثروة قومية، هذه الطبقة هي التي يستطيع الاستعمار أن يتعامل معها" وتحقق عدالة توزيع الثروة في الإسلام، فيما يرى قطب – في مجموعة من الإجراءات التي لا تتعارض مع الحكم الشيوعي أو الاشتراكي، بل إن هذه الإجراءات كفيلة أن تقدم للبشرية مجتما من طراز آخر، هو المجتمع الإسلامي، الذي قد "تجد فيه الإنسانية حلمها الذي تحاوله الشيوعية ولكنها تطمسه بوقوفها عند حدود الطعام والشراب، وتحاول الاشتراكية، ولكن طبيعتها المادية تحرمه الروح والطلاقة" وبصرف النظر عن ذلك الفهم السطحي القاصر لكل من الاشتراكية والشيوعية، فان قطب لا يرى تعارضا بنيهما وبين الإسلام إلا فيما يتصل بالحقيقة في جانبها الروحي، وهذا قريب إلى حد كبير من طرح الميثاق الوطني لثورة يوليو للاشتراكية العربية، بل إن الإجراءات التي يطرحها قطب لتحقيق عدالة الثروة في الإسلام لا تختلف كثيرا عن تلك التي تحققت في مرحلة الستينات. إن الإسلام – فيما يرى قطب – يضع في يد الدولة سلطات واسعة "لتحدد الملكيات والثروات، ولتأخذ منها ما يلزم لإصلاح المجتمع وتدع ما يضر، ولتتحكم في إيجار العقارات، وفي نسب الأجور، ولتؤمم المرافق العامة، وتمنع، ولتحرم الربا والربح الفاحش والاستغلال، هذا الإسلام لا يوافق الطبقات المستغلة ولا يضمن معه المستغلون البقاء"، ويتجاوز قطب أحيانا هذا الطرح العام ويقدم حلولا تفصيلية، فحل مشكلة الغلاء مثلا ميسور : "أن تتحكم الدولة في التصدير والاستيراد، وان تشتري لحسابها كل المحصولات التي تصدر إلى الخارج وفي أوائلها القطن بسعر يجزي الزراعة، ثم تبيعها هي لحسابها بالأسعار العالية، فأما الحصيلة الناشئة عن الفرق، فتساهم بها في تخفيض سعر الواردات حين تباع للمستهلك، وتسد بها الفرق بين ثمن شرائها المرتفع وثمن بيعها المناسب للجماهير". هذا هو الشق الأول الخاص بعدالة المال في الإسلام، أما الشق الثاني الخاص بعدالة الحكم فهو يتحقق بتطبيق مبدأ الشورى بطريقة عصرية، أي بالديمقراطية حيث الشعب هو مصدر السلطات "فالحاكم في الإسلام يتلقى الحكم من مصدر واحد هو إرادة المحكومين، والبيعة الاختيارية هي الطريق الوحيد لتلقي الحكم، والواقع التاريخي قام على هذا المبدأ". وتتحقق البيعة بالانتخاب الحر، ولا تتحقق الحرية الحقيقية إلا بنفي الاستغلال الاقتصادي، وما يترتب عليه من قهر اجتماعي أولا "كل ما يحتمه الإسلام هو إزالة القيود التي تجعل الانتخاب غير ممثل لحقيقة الرأي في الآمة، فلا يكون الناخب تحت رحمة صاحب الأرض أو صاحب العمل أو صاحب السلطان كما هو واقع الآن" كيف حدث التحول في "أولويات" الخطاب الديني عند قطب، وكيف عبر هذا التحول عن عداء واضح لكل إنجازات يوليو – وصل إلى التجهيل والتكفير – وهي الإنجازات التي كانت مطلب ذلك الخطاب؟ ولكن علينا أن نكون على بصيرة من أن التحول كان تحولا في "الأولويات" لا في المنطلقات، أصبحت الأولوية لقضية العقيدة – ولم تكن بالقطع غائبة – على قضية العدل واصبح الخطاب يتضمن رفضا قاطعا لطرح آية اجتهادات تقدم على أساس أنها من قبيل التضليل عن الهدف الأسمى وهو إقرار المجتمعات البشرية بالعقيدة، واصبح من واجب أصحاب الدعوة الإسلامية أن يرفضوا السخرية الهازلة في ما يسمى الفقه الإسلامي في مجتمع لا يعلن خضوعه لشريعة الله ورفضه لكل شريعة سواها، من واجبهم أن يرفضوا هذه التلهية عن العمل الجاد، التلهية باستنبات البذور في الهواء وهذه الدعوة في حقيقتها موجهة ضد فريق من علماء الدين – بعضهم كان من الأخوان – تعاونوا مع رجال يوليو، لكن الأهم من ذلك أنها تعتمد على مبدأ "الحاكمية" فلا اجتهاد ولا تشريع إلا بعد الإقرار به وسيادته بوصفه لب العقيدة وجوهرها، وكما اختفت قضية العدل الاجتماعي، أو تأجل الفصل فيها اللأي ما بعد الإقرار بالحاكمية، كان من الطبيعي أن يختفي العدل السياسي نهائيا فمفهوم الحاكمية ذاته – كما سبق أن شرحنا – ينفي التعددية الفكرية والسياسية، ويعادي الديمقراطية، "إن هناك حزبا واحدا لله لا يتعدد وأحزاب أخرى كلها للشيطان وللطاغوت". إن طرح مفهوم الحاكمية بهذه الصورة يعكس ظروفا شبيهة بتلك التي طرح فيها المفهوم أول مرة مع الفارق طبعا بين الظرفين في الزمان والمكان وتعقد الواقع، وكلنه الصراع على سلطة الحكم، ولجوء أحد طرفي الصراع إلى نقله من إطار الصراع الأرضي إلى صراع ديني، يسمح له بتزييف وعي الناس وتخديرها للوصول إلى السلطة، ومن الخطأ البين تصور أن الصراع الذي وقع بين الأخوان وبين الثورة كان صراعا حول الدين أو العقيدة، بل كان صراعا حول السلطة السياسية، أو حول الحاكمية بمعنى حكم المجتمع والتحكم في إدارة الوطنية الأخرى التي اختلف معها وقهرها بعنف أن تحول أولويات الخطاب عند قطب ناتج عن تحقيق نظام يوليو لكل مطالب الخطاب في مرحلة التقائه بالخطاب العام المسيطر لمجمل فصائل الحركة الوطنية، فكان من الطبيعي أن تفسح المجال لأسس هذا الخطاب ومنطلقاته الأيدلوجي لخطاب قطب يكشف عن نفسه في جلا لا يحتمل اللبس لدى القراءة التي تتجاوز القشرة السطحية دون أن تتعمق في الأغوار البعيدة، وقد مر بنا أن رفضه لتطوير الفقه الإسلامي – وهو ما اعتبره بمثابة استنبات للبذور في الهواء – كان رفضا لتعاون فريق من العلماء مع نظام يوليو وبالإضافة إلى ذلك فانه يتوجه بخطابه بشكل مباشر إلى الشعارات التي صاغها النظام في مرحلة الستينات وهي شعارات : الحرية والاشتراكية والوحدة. وباستثناء شعار الحرية يتوجه خطاب قطب لتحطيم هذه الشعارات. نافيا عنها كل مشروعية، ما دامت لا تناسب - في رأيه – على العقيدة / الحاكمية، أن الاشتراكية – أو العدالة الاجتماعية – والوحدة – التي تقوم على أساس القومية العربية – أن هي إلا طواغيت أرضية وأصنام جاء الإسلام ليحطمها، أن محمداً "كان في استطاعته أن يثيرها قومية عربية تستهدف تجميع القبائل العربية التي أكلتها الثارات ومزقتها النزاعات، وتوجيهها وجهة قومية لاستخلاص أرضها المغتصبة من الإمبراطوريات المستعمرة، الرومان في الشمال والفرس في الجنوب" وربما قيل انه كان في استطاعته – محمد صلى الله عليه وسلم أن يرفعها راية اجتماعية، وان يثيرها حربا على طبقة الأشراف، وان يطلقها دعوة تستهدف تعديل الأوضاع، ورد أموال الأغنياء على الفقراء ولأنه لم يفعل ذلك، بل أطلقها دعوة للعقيدة، فليس من حق أحد أن يفعل غير ذلك لان العالم يعيش في جاهلية كتلك التي جاء الإسلام ليواجهها، بل أسوأ، هذا خطاب موجه لنظام يوليو في الستينات ولعبد الناصر تحديدا، وهو النظام الذي استدعيت مقولة "الحاكمية" لمحاربته. * * ولا نحتاج في خطاب قطب للبحث عن مصدر مفهومة للحاكمية، فأبو الأعلى المودودي حاضر فيه بشكل لا يحتاج لإثبات، ومن المصدرين معا يتلقى خطاب الجماعات الإسلامية، لا من الخوارج ولا من غيرهم، كما يوحي بذلك أحيانا ممثلو الخطاب الرسمي "المعتدل" ومن الطريف أن يسكت الأزهر ورجاله ويلزموا الصمت إزاء "معالم" قطب حين صدر، ثم تتوالى الردود – بعد سجن المؤلف ومصادرة الكتاب – وتجمعها الدولة في كتاب بعنوان "إخوان الشياطين"، وتتركز الردود كلها في تحميل الخوارج فكر "المعالم" وقد سبق أن بينا أن الأمويين هو الذين طرحوا مبدأ الاحتكام إلى القرآن حين رفعوا المصاحف على أسنة السيوف، وخدعوا جماهير المؤمنين الطيبين الذين أنهكهم القتال، ومن يجرؤ على رفض الاحتكام إلى كتاب الله إلا أن يكون مظنونا في دينه وعقيدته، وآفاق الجميع والخوارج خاصة على حقيقة أن تحكيم القرآن يؤدي بالضرورة إلى تحكيم الرجال، فالقرآن كما شرح لهم الأمام على "إنما هو خط مسطور بين دفتين لا ينطق، إنما يتكلم به الرجال" لذلك فان مبدأ لا حكم إلا لله الذي أعلنه الخوارج، وبسببه أطلق عليهم اسم "المحكمة" كان ردا على حكم رجال بأعينهم في قضية محددة، هي قضية الخلاف السياسي بين الطرفين المتصارعين، وذلك ينفي عن الخوارج التشويه المتعمد الذي يمارس ضد فكرهم منذ أحقاب بعيدة في كتب الفرق والمقالات، وان كان لا ينفي عنه مثاليته التي دفعت سلوكهم إلى التطرف في أحيان كثيرة، لقد كانوا على وعي بأن للنصوص مجالات فعاليتها الخاصة، وان أمة مجالات أخرى لا تتعلق بها هذه الفعالية، فقد سألهم ابن عباس " ما نقمتم من الحكمين، وقد قال الله عز وجل: (إن يريدا إصلاحاً يوفق الله بينهما) فكيف بأمة محمد صلى الله عليه وسلم، فقال الخوارج : قلنا : أما ما جعل حكمه إلى الناس، واقر بالنظر فيه، والإصلاح له، فهو إليهم كما أمر به، وما حكم فأمضاه، فليس للعباد أن ينظروا فيه : حكم في الزاني مائة جلدة، وفي السارق بقطع يده، فليس للعباد أن ينظروا في هذا، قال ابن عباس: فالله يقول (يحكم به ذوا عدل منكم) فقالوا: أو تجعل الحكم في الصيد، والحديث يكون بين المرأة وزوجها، كالحكم في دماء المسلمين، قالت الخوارج : قلنا له فهذه الآية بيننا وبينك، أعدل عندك ابن العاص وهو بالأمس يقاتلنا ويسفك دماءنا، فان كان عدلا فلسنا بعدول ونحن أهل حربة، وقد حكمتم في أمر الله الرجال، وقد أمضى الله عز وجل حكمه كتبتم بينكم وبينه كتابا، وجعلتم بينكم وبينه الموادعة والاستفاضة، وقد قطع الله عز وجل الاستفاضة والموازعة بين المسلمين وأهل الحرب منذ نزلت براءة إلا من أقر بالجزية، ولم يكن استدعاء مفهوم الحاكمية – بالمعنى الأموي لا الخارجي – في خطاب المودودي إلا في سياق الصراع على السلطة بين المسلمين والهندوس في شبه القارة الهندية عشية الاستقلال، وقد اسهم المستعمر البريطاني دون شك في تعميق الصراع حتى اصبح "انفصال" المسلمين هو الحل الأمثل، وهو حل روجت له الدوائر الاستعمارية منذ منتصف القرن التاسع عشر، وقد انقسم المسلمون فيما بينهم، فانحازت الأقلية إلى الحل الديمقراطي، بينما أصرت الأغلبية على "الانفصال" وكان من أهم مبررات الانفصال في الخطاب الديني الدعوة إلى اعتبار الدين – لا الأرض ولا القومية ولا التاريخ أو الثقافة – أساس أي تجمع بشري وما دام الإسلام يمثل طريقة في الحياة تغطي جميع المجالات، فمن الضروري أن يكون لمسلمي شبه القارة الهندية وطنهم المستقل حيث يمكن لهم أن0. ينظموا حياتهم وفقا لتعاليم الإسلام وإذا كان للمودودي بعض العذر في الحكم على متمعه بالجاهلية تأسيسا على طبيعة العقائد الهندوسية فان متابعة قطب له في تجهيل مجتمعه لا تفسير لها إلا في مفهوم الحاكمية ذاته، وعلينا ألا ننسى أن المودودي – ويتابعه قطب – يحكم على كل المجتمعات والأنظمة التي لا تقر بالحاكمية بأنها مجتمعات وأنظمة جاهلية. بقي لنا في هذه الفقرة تحليل النتائج الخطيرة – الاجتماعية السياسية بشكل خاص – التي تترتب على طرح مفهوم الحاكمية، بالإضافة ألي ما يؤدي إليه من إهدار لدور العقل ومصادرة الفكر على المستوى العلمي والثقافي، أن هذا المفهوم ينتهي إلى تكريس اشد الأنظمة الاجتماعية والسياسية رجعية وتخلفا، بل انه ينقلب على دعاته أنفسهم إذا أتيح له أن يتبناه بعض الساسة الانتهازيين كما هو واقع الأمر في كثير من أنظمة الحكم في العالم العربي والإسلامي، وإذا كانت الديكتاتورية هي المظهر السياسي الكاشف عن مدى تدهور الأوضاع في هذا العالم، فان الخطاب الديني يصب بمفهوم الحاكمية مباشرة في تأييد هذا المظهر، وتأييد كل ما يتستر وراءه من أوضاع، وذلك رغم التناقضات التي تطفو على السطح بين الحين والآخر، وهي تناقضات ترتد في تقديرنا إلى تجاوز في السلوك السياسي الكثير من ارتدادها إلى خلاف في المنظور الأيدلوجي، كان الخلاف بين الإخوان ونظام يوليو في الستينات – كما رأينا – خلافا حول الحكم، ولم يكن الإخوان – خلافا لكثير من القوى السياسية التي اختلفت مع النظام – يقبلون بأقل من سيطرتهم الكاملة – باسم الإسلام وتحقيقا لحاكمية الله - على شئون المجتمع. كان الانفراد بالحكم إذن هو جوهر الخلاف، وهذا ما يفسر طبيعة الصدام ومداه، هذا الإضافة إلى أن رجال الحكم في الستينات كانوا يدركون خطورة السماح بإثارة الحساسيات الدينية في مجتمع يتضمن اقليه مسيحية لا يستهان بها. ومع ما أحدثه انقلاب السبعينات من تغيرات في توجهات النظام السياسي والاجتماعي، حاول أن يضفي على هذه التوجهات طابعا دينيا يوحي بالحادية سلفة في الستينات من جهة، ويستغل عواطف الجماهير لتبرير توجهاته المعارضة لمصالحها من جهة أخرى، لذلك لم يكن غريبا أن ترفع شعارات مثل "دولة العلم والإيمان" و "الرئيس المؤمن" وأن يسيطر على الخطاب السياسي الاستشهاد بالنصوص الدينية، وان يشار إلى السلطة باسم "الولاية" استدعاء لآليات اختيار الحاكم في العصور القديمة، عصور الخلافة حتى نهايتها على يد أتاتورك، واصبح يشار إلى الجماهير باسم "شعبي" وإلى الجنود والطلاب "أبنائي وبناتي"، وحين تظهر بعض آبار البترول في قطعة من أرض الوطن تكون نعمة من الله على الحاكم شخصياً، وهكذا أصبح الوطن بأرضه وناسه وتراثه ملكا للحاكم، واصبح كل خلاف في الرأي معه خيانة للوطن، وكل نقاش لسياسته هجوما على الوطن. ولم يقف الأمر عند هذا الحد من ابتلاع الوطن في شخص الحاكم، بل تخطى ذلك إلى مقاربة تخوم تالية الحكم لذاته، فهو يعلن في سياق السجال السياسي : "ما يبدل القول لدي" إن الحاكمية واضحة جلية لا لبس فيها ولا غموض، ولا غرابة بعد ذلك كله أن يكون كل خصوم النظام، بل خصوم الحاكم شخصيا فحسب، كفارا ملاحدة، ولو كانوا من المشايخ وأصحاب اللحى. لكن التعارض بين نظام السبعينات وبين الخطاب الديني وممثليه لم يكتشف إلا في النهاية حين تبين لهم أن الدعم والتأييد الذي شملهم به النظام في بدايته كان دعما مشروطا بتأييده ومحاربة خصومه السياسيين والقضاء عليهم إذا أمكن، وقد اصبح معروفا أن السماح الحكومي للجماعات الإسلامية بممارسة نشاطها، بل وتمويلها ماديا وتدريبيا، في الجامعات وخارجها كان مقصودا به تحجيم نشاط القوى السياسية الأخرى، الناصريين والشيوعيين تحديدا، التي كانت تمثل خطرا على توجهات النظام، وحين وصل الصدام إلى منطقة اللاعودة وقع الانفجار الكبير في السادس من أكتوبر، ولكنه صدام يظل – رغم دويه الهائل – صداما مع شخص الحاكم لا مع نظام الحكم. لقد قدم الخطاب الديني – الذي تمت صياغته في الستينات – غطاء إيدلوجيا جاهزا لتحولات السبعينيات وما زال يفعل ذلك، رغم مظاهر التوتر والصدامات الأمنية. إن نظامنا السياسي الراهن يقوم على أساس احتكار سلطة الحكم، وهذا تأويله للحاكمية وفهمه لها، وهو تأويل يختلف عن تأويل الخطاب الديني، ومن هذا الخلاف يقع الصدام. إن الاتفاق بين الخطابين السياسي والدينين اتفاق جوهري. وأما الخلاف فهو أمر ثانوي، فكلاهما يتأسس على مفهوم واحد. وإذا كان الخطاب السياسي في مرحلة الثمانينيات قد تغيرت نبرته قليلا، خاصة في السنوات الخمس الأولى، فان مضمون الخطاب لم يتغير كثيرا، كان تغير النبرة مرهونا بحالة فقدان التوازن التي أحدثها الصدام السابق، وحين استعادة النظام توازنه، بدأ الخطاب السياسي يعاوده داؤه القديم، وانتهت الانفراجة الديمقراطية إلى حاكمية تمتلك وحدها الحقائق الخافية على القوى السياسية الأخرى كلها، بما فيها تلك التي تشارك في المؤسسات التشريعية، أن دعوى احتكار الحقائق، وما يترتب عليها من دعوى احتكار القرار، تمثل الأساس النظري لمفهوم الحاكمية الديني كما شرحت من قبل، ولا يكتفي الخطاب السياسي بهذه الدعوى الخطيرة، بل يقرنها بدعوى لا تقل عنها خطورة من حيث قيام مفهوم الحاكمية عليها، تلك دعوى الصواب الدائم وعدم اقتراف أي خطأ، وتتبدى هذه الدعوى واضحة في تحميل الخطاب السياسي كل أوجه القصور والعجز في سياساته، بل وكل أزمات الواقع ومشكلاته، على أكتاف المواطن العادي الذي يصفه بأنه قليل الإنتاج، كثير الاستهلاك، كثير التكاثر، عديم الانتماء، وإذا يجتمع للنظام السياسي العلم التام والقدرة الشاملة والكمال الذي لا يحتمل الخطأ، في حين تتسم الجماهير بالجهل بالحقائق والعجز والنقص، فهل يصح له أن يشرك هذه الجماهير في إدارة شئون البلاد؟ وهل للحاكمية في الخطاب الديني معنى غير هذا؟. وهذه الحاكمية المحايثة لكل من الخطابين الديني والسياسي على السواء تنتقل في الخطاب السياسي خاصة لتكون أساسا أيديولوجياً تصوغ عليه القوى الحاكمة والمسيطرة في الواقع علاقاتها بالقوى الدولية التي تساندها وتحمي ظهرا وتشاركها استغلال شعوبها. والدليل على ذلك ما دأب نظامنا السياسي على الترويج له من أن أمريكا – وحدها – تملك 99% من أوراق اللعب في الصراع العربي الإسرائيلي، ووصلت هذه النسبة في فترة الثمانينيات إلى الاحتكار الكامل، وفقدت القوى المحلية ذلك الواحد بالمائة الذي كانت تشارك به في إدارة الصراع، وليس هذا في النهاية إلا تعبيرا عن العجز التام والتبعية المطلقة من جانب النظام في علاقته بقوى الاستغلال العالمي، وهكذا تكون الحاكمية مفهوما ديكتاتوريا محايثا للخطاب السياسي الرسمي في علاقته بالقوى السياسية المحلية، حيث تتحدد العلاقة من خلاله بين النظام والمعارضة من منظور أعلى / أسفل، أو سيد / عبد، على حين تتغير هذه العلاقة وتصبح أسفل/ أعلى أو عبد / سيد في علاقته بالنظام العالمي. وفي كلا النمطين يقوم مفهوم الحاكمية على ثنائيات : العلم / الجهل، والقدرة / الجز. الصراع إذن – أو بالأحرى مظاهر التوتر التي تشهدها – بين النظام لسياسي ومؤسساته وبين مجمل فصائل التيارات الدينية ليس صراعا أيدلوجيا حول الأفكار والمفاهيم، بل هو صراع حول حق تمثيل الحاكمية في إدارة شئون المجتمع، حول من ينطق باسم هذه الحاكمية ويتذرع بسلاحها، انه صراع بين قوى سياسية متقاربة فكريا حول السلطة والسيطرة والتحكم. لكن طرح الحاكمية من منظور ديني يتجاوز مجرد كونه يقدم غطاء أيدلوجيا لنظام سياسي يزعم الخطاب الديني انه يسعى إلى تغييره بنظام إلهي يحقق للإنسان سعادة الدنيا والآخرة. إن التغطية الأيدلوجية تمثل وجها، ربما كان غير مقصود، من خطورة المفهوم، أما الوجه الأشد خطرا فهو الوجه المعلن المقصود يزعم الخطاب الديني أن النظام الذي يقوم على حاكمية البشر – وهي كل الأنظمة السياسية والاجتماعية القائمة – يؤدي إلى استعباد بعضهم للبعض الآخر باحتكار حق التشريع لهم وتنظيم حياتهم، وهو الحق الذي لا يصح أن يكون إلا لله بوصفه سبحانه الخالق والرازق، والمهمين والمسيطر والعالم القادر الحكيم وان الإنسان يجب ألا يخضع بالعبودية والطاعة والامتثال إلا لله وما سواه من البشر الذين ينازعونه السلطان والحاكمية طواغيت جاء الإسلام ليحرر البشرية من سطوتهم وسلطانهم. ولا خلاف أن الإسلام بالفعل حرر الإنسان من سيطرة الأوهام والأساطير على عقله، وحرر وجدانه وعقائده من كل ما يعوق حريته، لكن الخطاب الديني يصر على اختصار علاقة الإنسان بالله في بعد واحد فقط هو العبودية، التي تحصر فاعلية الإنسان في الطاعة والاذعان، وتحرم عليه السؤال أو النقاش، ولا شك أن الإيمان يقوم على التسليم بهذه العلاقة على مستوى العقيدة، وهو المستوى القلبي الشعوري الذي لا مجال فيه للتأويل والاجتهاد، ولا مجال فيه كذلك لتدخل البشر، إنها العلاقة الذاتية الشخصية بين الإنسان وربه. وإذا كنا سنتعرض بمزيد من التفصيل في تحليل مسالة العبودية في الفقرة التالية، فان الذين يعنينا في سياق "الحاكمية" أن الخطاب الديني يجعلها أساسا ينسحب على مجالات التشريعات التي تحتاج في استنباطها للاجتهاد والتأويل، وتحتمل الخلاف بحسب اختلاف المصالح، وبحسب اختلاف العوائد والعادات كما أدرك الفقهاء، وهذا من شأنه أن يؤدي – في احسن الفروض مع افتراض كل النوايا الحسنة في الخطاب الديني – إلى العبودية لإحكام بعض البشر بالخضوع لاجتهاداتهم، إن التقليد الذي نهى عنه الإسلام وحرمه بعض الفقهاء وقارنه بالشرك، وبعبارة أخرى : إذا كان الخطاب الديني يستهدف بمفهوم الحاكمية القضاء على تحكم البشر واستبعادهم لبعضهم البعض، فان هذا المفهوم ينتهي على المستوى التطبيقي إلى تحكيم بشر من نوع خاص، يزعمون لانفسهم احتكار حق الفهم والشرح والتفسير والتأويل، وانهم هم وحدهم الناقلون عن الله. وإذا كانت حاكمية البشر يمكن مقاومتها والنضال ضدها وتغييرها بأساليب النضال الإنسانية المختلفة، واستبدال أنظمة أكثر عدالة بها، فان النضال ضد حاكمية الفقهاء يوصم بالكفر والإلحاد والزندقة بوصفه تجديفا وهرطقة ضد حكم الله، ويصبح المفهوم بذلك سلاحا خطيرا يفقد البشر أية قدرة على تغيير واقعهم أو تعديله، لانه ينقل مجال الصراع من معركة بين البشر والبشر إلى معركة بين البشر والله. إن كل الثنائيات التي يتأسس عليها مفهوم الحاكمية تتأسس بدورها على ثنائيات العلم / الجهل، والقدرة / العجز، والحكمة / الهوى، وكلها تضع الإنسان في علاقة مقارنة مع الله، ومن شأن هذه المقارنة أن تنتهي إلى الإنسان، الذي لا يمكن أن يصعد أمام العلم الشامل والقدرة المطلقة والحكمة الكاملة، وبذلك يتعمق في شعور المؤمن إحساس يؤدي إلى ضياع ثقته في قدراته وإمكانياته، فيركن إلى التواكلية والسلبية، وهكذا يقدم الخطاب الديني تبريرا للعجز والقهر والاستغلال بتجاهل الأبعاد الاجتماعية للوجود الإنساني والتركيز على البعد الميتافيزيقي، ويتم ذلك عبر سلسلة من الوثبات تتجاهل الشروط المعقدة والعلاقات المركبة المتشابكة للواقع الاجتماعي والإنساني، تختزل الوجود الإنساني في عملية "الخلق" الأولى، الأمر الذي يؤدي إلى تأييد الواقع الآني الزماني بإضفاء ذلك البعد الميتافيزيقي عليه، وهكذا يتم تمهيد الأرض بإفراغ وعي الإنسان من كل إيجابياته، حتى يصير ريشة في مهب الريح، لتحويل الأيديولوجيا إلى واقع، وتسكين الإنساني في "جب" السلطة، أية سلطة. النص لا يتوقف الخطاب الديني ليبذل أدنى جهد لتحديد أو توصيف المحور الأساسي لكل منطلقاته وآلياته، وقد تعمدنا حتى الآن أن نتحاشى الدخول مع الخطاب الديني في أي نقاش أو سجال حول آليات التأويل التي يصوغ من خلالها منطلقاته وآلياته بدءا من هذا المحور، ولا حاجة بنا في هذه الفقرة أيضا إلى مناقشة هذه الآليات طالما أن النقاش هنا حول إشكالية النص، لا تلك التي يطرحها الخطاب الديني أحيانا خاصة في مجال السجال مع الجماعات الإسلامية أو مع غيرهم، بل تلك الإشكالية التي يعتمد الخطاب تجاهلها، ومن أهم الجوانب التي يتم تجاهلها في إشكالية النص الديني – ولعها من أخطرها على الإطلاق – البعد التاريخي لهذه النصوص، وليس المقصود بالبعد التاريخي هنا علم أسباب النزول – ارتباط النصوص بالواقع، والحاجات المثارة في المجتمع والواقع – أو علم الناسخ والمنسوخ – تغيير الأحكام لتغير الظروف والملابسات – أو غيرها من علوم القرآن التي لا يستطيع الخطاب الديني تجاهلها، وان كان يتعرض لها على سبيل السجال لتأكيد واقعية الإسلام في اتجاهه إلى التدرج في الإصلاح والتغيير، ولأننا سبق أن ناقشنا تلك العلوم مناقشة مستفيضة في دراسة سابقة، فان البعد التاريخي الذي نتعرض له هنا يتعلق بتاريخية المفاهيم التي تطرحها النصوص من خلال منطوقها، وذلك نتيجة طبيعية لتاريخية اللغة التي صيغت بها النصوص.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: elmahasy)
|
الاخ السنجك فى انتظار تكملتك:
الاخ عبد الاله زمراوي
جميل ان تتواجد فى هذه الزاوية نحتاج الى اراء لاثراء الحوار
الاخ كمال عباس: شكرا لاستجابتك بالظهور والعودة, سنترك الاخ السنجك يكمل طرحه حتى تسهل عملية المتابعة والربط
الاخ: المحسى: شكرا على تكبدك المشاق فى نقل تلخيص نقد الخطاب الدينى لنصر ابوزيد, وللامانة معظم الذى ورد فيه يدور فى حوارنا هذا وهذا ما جعل الحوار يمضى فى ابجاهه الصحيح
شكرا لكم جميعا
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
قال تعالى: (انا عرضنا الامانة على السموات والارض والجبالفابين ان يحملنها واشفقن منهاوحملها الانسان انه كان ظلوما جهولا") صدق الله العظيم الاخ بكرى الجاك والاخوة الكرام سلام للجميع ميزنا الله بنعمة العقل وعبء التكليف واخترنا نحن حمل الامانة ونحن مسؤلون عن ذلك يوم الحساب,فلا مناص من التفكير ولا معنى لتلك الاجازات المفتوحة التى يودون لعقولنا ان تذهب فيها انا اتابع باهتمام وهو من اكثر الحوارات ثراءا" بهذا المنبر شكرا" لكم جميعا" لهذى الاضاءات
هالة
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: kamalabas)
|
الاخ السنجك:
لك التحية فى هذا المجهود الذى بذلت والوقت الذى اتحت لحوارنا وباطلاعى على تلخيص الاخ كمال وجدتك تخلص معنا الى النتائج التى نحن خلصنا اليها وان اختلفت مناهجنا فى البحث و الحفر و لكن دعنى اوجه لك اسئلة مباشرة عسى ان اسمع فيها رايل فهى ستدفع بنا الى حوار من مستوي اخر
اولا: الا تري ان افضل نموذج للدولة فى السودان هو دولة المواطنة التى تقوم على معايير الفرد دون اعتبار لعرقه ولونه و لدينه ؟؟؟ كلازمة لقيام دولة المواطنة ان تحكم الدولة بدستور علمانى( ارجو مراجعة ما كتبناه فى العلمانية اعلاه) اذا ان مبدا المواطنة فى حد ذاته هو مبدا علمانى هل تؤمن بتطبيق الدستور العلمانى الذى يفصل فيه بين الدين و الدولة واذا لم تكن تؤمن بالدستور العلمانى هل لك ان تقدم لنا مقترجات عملية؟؟؟ باجابتك على هذه الاسئلة سنفتح صفحة جديدة لحوار اخر
الاخ الصديق كمال:
ليس لى الا ان انتصب واقفا لتحيتك على هذا المجهود المميز فى دفع هذا الحوار فى وجهته الاجابية وا حييك على الطريقة العلمية البسيطة التى لخصت بها حوارنا مع الاخ السنجك .
القراء الكرام
هنا ساقدم الحلقة الاخيرة من التطبيقات العملية للخطاب الدينى على مستوي السلطة قبل ان نتحول الى تفكيك الخطاب العلمانى اطروحته و اشكالاته و وعوده لحل مشكل الدولة و السياسة والدين
الاسلامويين و مشكل السلطة و البرامج السياسية
تناولت فى صدر هذا البوست الحديث عن اليات عمل الخطاب الدينى و كنت قد اختصرتها فى اربع اليات رئيسة تتفرع منها فرعيات و كتذكير للقاريء قلنا ان اليات عمل الخطاب الدينى هى سلطة خطاب تقوم على استخدام النصوص الدينية الوثوقية و اليقين التام بامتلاك مطلق الحقيقة تاطير الاخر المختلف و جعله فى خانة الضد/الملحد/الكافر/المرتد/الذى يجب قتله التمثل بالتجربة المحمدية لمزيد من التماهى القصور الواضح فى تناولنا لهذه الاليات هو اننا لم نقدم الاسس النظرية التى تجعل هذه الاليات فاعلة و عاملة بهذه الطريقة, و قد نبهنا الاخ ابو امنة الى ذلك و قد ساهم معنا كثيرا تلخيص الاخ المحسى لكتاب دكتور نصر حامد ابو زيد الذى فيه تحليل للاليات بشكل اوسع و فيه تطرق الى اس بلاء الخطاب الاسلامى الحاكمية لله و ان كنت انا اري ان غالبية الحركات الاسلاموية قد تجاوزت مسالة الحاكمية الالهية هذى فى خطابها الحربائى المتلون , عموما اعتقد ان قراءة كل المجهود الفكري الذى كتب فى هذه الزاوية وان افتقد الى الترتيب و التنسيق الا انه يقدم الاسس النظرية التى تدفع باليات الخطاب الدينى على ان تشتغل بفعاليتها , الان وبعد ان قدمنا ما نراه من قراءة نقدية تاريخية للتراث الاسلامى و خلصنا الى نتيجة مفادها انه لم تكن هنالك دولة اسلامية بمفهوم الدولة الحديثة فى الاسلام و ان حتى ما تعورف عليه بدولة المدينة( ثلاثة عشر عاما) لم تكن دولة اسلامية وانما نواة الى مجتمع اسلامى كرست فيه قيم الاخاء و التسامح و التكافل و التاخى و التوادد و لم تقوم فيه نهضة عمرانية و خدمة مدنية و اجهزة وهياكل و بنوك و هيئة مياه وما الى ذلك من تفاصيل فى عالم اليوم, و خلصنا الى ان التاريخ الاسلامى على امتداده منذ فتنة سقيفة بنى ساعدة بداية بخلافة ابوبكر و انتهاء باخر الامبراطوريات الاسلامية العثمانيين لم يقدم نموذجا واحدا صالحا يمكن الاهتداء به , اذن ماذا يريد الاسلاموين و هم يجعجعون و يزعقون و يملاون الارض غبارا بشعارات مثل الاسلام هو الحل العودة الى الله الحاكمية لله واحيانا ايات هكذا فى الهواء " ومن لم يحكم بما انزل الله الخ" ماذا فى جعبة الاسلاموين اذن اذا لم يكن فى حوزتهم برامج و استراتيجيات لادارة الدولة؟؟؟ كنا سنعانى كثيرا فى الاجابة على هذا السؤال اذا لم تكن هنالك تجربة حية للاسلاميين الان تلفظ انفاسها قبل الاخيرة فى السودان و لو لم يكن هنالك مشروع اسلامى فى السعودية منذ تاسيسها وفى ايران منذ ان نعق البوم فى عقول شبابها بما اسموه الثورة الاسلامية. كان من السهولة ان ترد الينا افكارنا بانها بحث و تفتيش فى ضمائر الاسلاميين يدفعنا اليها كفرنا و الحادنا الذى هو معلوم من الخلاف مع الاسلاموين بالضرورة, و بما ان البرامج السياسية لا تقاس و تحاكم بحسن النوايا فماذا سيقدم الاسلاموين الذين ينتظرون فرصة للانقضاض على الدولة فى مصر و فى تونس و فى ليبيا الحديثة ؟ اذن الاليات التى حصرنا و حللنا علاقتها با لبنيات الاجتماعية القائمة هى ان تعمل لتجييش المشاعر و القلوب و لاقصاء الاخر مرحليا و الانقضاض عليه وقتله اذا اصبح معوقا لمسيرتهم الحياتية (التى يسمونها الالهية) نحو السلطة, اذن كل ما فى الامر هو انهم يسعون الى السلطة و بما ان الدين افضل واقصر طريق الى قلوب الناس فما المانع من ان يسلكوه و قد فعلو و حدث ان تاتى اليهم و اعتلو السلطة فى السودان فى 89 والسودان هاهنا فقط لا يعدو ان يكون الا نموذجا ماذا كانت البرامج التى حملوها لادارة شئون البلاد و تسيير احوال العباد؟؟ الاقتصاد الاسلامى الدستور الاسلامى اسلامية المعرفة التى كانت فى البداية اسلمة المعرفة التى يبدو انها لم تكن تدين بالاسلام الدعوة الشاملة الشريعة الاسلامية هكذا امتلات الشوارع و اجهزة الاعلام بمثل هكذا شعارات جديدة اي ان الشعارات التى استخدموها للوصول الى السلطة لم يتم تعريفها و تفكيكها و تقديمها فى شكل برامج سياسية فاذا بهم فقط ينجرون شعارات جديدة للخم و لاحصاب عقول الناس الذين تحرك بعضهم عواطفهم اما الذين تحركهم مصالحهم من الذين وعوا الامر برمته من اوله بانه سلطة و لا باس من ان تكون لله على وزن ان اي شيء هو لله بما فى ذلك اغلاق باب المكتب و امضاء شيء من الوقت مع السكرتيرة , هؤلاء اتجهوا الى البنوك مباشرة ولم يضيعوا وقتهم كثيرا. ما هو الاقتصاد الاسلامى وماذا تعنى اسلامى هذي اهى صفة ام علم كامل له اصول فى الاسلام لم نجد اجابات و سوف لن نجد لانه لا توجد فى الاساس معارف انسانية بهذا الشكل اللهم الا فى اطار تلبيس ابليس , وهذه هى ورطة الاسلاموين اما الدستور الاسلامى فكان اس البلاء و طامتهم الكبري فهم هرجلوا و ارقوا و ازبدو فى خطب فى الجامعات و فى القري بانهم يحملون الحل الناجع لازمة البلاد والعباد فماذا كان فى الدستور الاسلامى اول بند فيه ان الدولة تقوم على المواطنة و ان من حق غير المسلم ان يكون رئيس للبلاد و ان لم يمتلكوا الشجاعة الى فتح الطريق امام المراءة, الا انهم اخذوا كل اسس الدساتير العلمانية فى العالم و اعادو صياغته بشيء من الفذلكة و اطلقوا عليه الدستور الاسلامى فقط لانهم ارادو تسميته بذلك حتى يتم تسويقه لعامة الناس. اما اسلمة المعرفة او اسلامية المعرفة هذى كل الذى اتتنا به انها اضعفت من شروط البحث العلمى و ضوابطه ففتحوا كناتين جديدة اسموها جامعات و اصبح من السهولة ان تجد د كتور فلان و عندما تسال هل هو طبيب فتجاب بلا اهو حامل دكتوراة فتجاب نعم و عندما تسال فى اي علم كان تخصصه يرد عليك احدهم و بكل زهو و اعتزاز فى المذى او فى غسل الجنابة هذا كل ما فعلوه باسلمة المعرفة الملحدة و سرقوا و نهبوا اموال تاتى بالملايين من دول مختلفة لهذا الغرض , فامتلات البلاد عن اخرها بحملة الدكتوراة فى دم الحيض و المضاجعة فى الاسلام و تحليل الحرام لاغراض الهية كبري. اما الدعوة الشاملة فكانت مزيد من التجنيد و اللهو كغيرها من مفردات كالتوالى السياسى و نظام الرباة الاسلامى السلم و سرقة مؤسسات الدولة تحت بند الخصخصة و القرض الحسن و الشراكة الذكية فهى مفردات فضفاضة اريد بها اللهو و شغل الراي العام . اما الشريعة التى تحولت من مقاصد عليا ومن مجتمع فاضل الى خمسة او ستة حدود و الغريبة المسؤلون عن تطبيقها و انفاذ اوامر الله فى الارض بلغة الاسلاموين هم خير من يخرقها, فاصبح الامر عبث و مصالح اكثر منه تربية مجتمع هذا اذا افترضنا انهم فعلا لا يقصدون بذلك اهانة الانسان و اذلاله حتى يسهل اقتياده الى حتفه, فما اسموه بالنظام العام اصبح يقوم بحملات الكشة على بائعات الخمور البلدية و اللائى معظمهن غير مسلمات و ليس لان الخمر فيه ضرر وما الى ذلك من خطب المساجد ببساطة لان للنظام العام نسبة فى الغرامات التى تفرض على النساء و الاهم من ذلك ان المراءة بعد خروجها فى اليوم التالى مباشرة تقوم بشراء عفشها و براميلها و حتى الخمور نفسها من شرطة النظام العام و بنفس المبلغ الذى ستبعها به وتعود للمارسة نشاطها بعلمهم و معاونتهم الى ان تضيق ضائقتهم مرة اخري فيعودون لتكرارها وهذا ما شاهدته بام عينى وليس نقلا و متن وسند, اذن هذه هى شريعة الاسلاموين. قد يتساءل القاريء لماذا كل هذا السرد الممل لتفاصيل نعلمها جميعا , ولكن قصدت ان امهد بهذا السرد الى سؤال ماذا تريد بقية الحركات الاسلامية التى ما زالت تنتظر فى الصفوف السلفيين وغيرهم املا فى ان تنغض على السلطة يوما ما و معينها فى ذلك ان تجلابة الانقاذ و الجبهة لم تكن اسلامية خالصة لله و هم يعيدوننا بتشييد بناءهم على ما هدمته التجربة العملية للاسلامويين بقى لابد ان نذكر كل الحالمين بقيام تجارب اسلامية بان تجربة الجبهة الاسلامية هى افضل تجربة تعبر عن الاسلام فى الوقت الر اهن و من اراد حقا دولة اسلامية عليه ان يدعم هذه التجربة قبل انهيارها لانه لا يوجد افضل منها يمكن ان يتاتى من كل الحركات التى تسوق نفسها على انها الاسلام الحق الذى لات طمع فيه فى السلطة و انما فقط انفاذ اوامر الله و هى لا تختلف كثيرا عن نفس الذى كان يردده الاسلاميين. وقصدت بهذا القول انه وعلى مر التاريخ كل الدول التىقامت و اطلق عليها دويلات او امبراطوريات اسلامية هى انقلابية و شموليه و تسلطية ولم تعرف من الشوري الا ما يخدم ارء و توجهات الحكام بغض النظر عن كون الحكم اموي او عباسى او فاطمى او مملوكى او عثمانى هذا من ناحية ومن ناحية اخري انه لما اصلا تحميل الاسلام اكثر مما يحتمل , شان الدولة شان بشري يتطور مع الزمان و المكان و اذا لم يقدم فيه الاسلام تفصيلا منصوصا عليه و كان جل الامر هو اجتهادات بشر سواء صحابة كانوا او طلاب سلطة فانى اري هذا خير للمسلمين ان نتفكروا فيما سكت عنه القران و هذا خير لهم ان دروا , فماذا ستوعدنا الحركات الاسلامية التى ما زالت تتحدث عن دولة دنيية و منها من يتحدث عن خلافة و جزية و امهال ثلاثة ايام كجزب التحرير الاسلامى, ماذا تريد ان تفعل و هى ما زالت تجعجع و تملا الارض زعيقا هل ستظل فى حالها تحلم و تفتش الضمائر و تكفر الناس و توزع شهادات حسن الايمان و تعد الجماهير بالحلول الناجعة ولسان حالها يقول مرة اخري الاسلام هو الحل طبعا هنالك احاديث و اقوال ماثورة جمة يتم تسويق هذا الخطاب فى وسطها و تبدا بالتغيير فهم حينما يقولون لا يغير الله ما بقوما حتى يغيرو ما بانفسهم يقصدون بالتغيير ان ينضم الفرد لتنظيمهم و من ثم يدخل الناس فى دين الحزب افواجا و من بعده ها هو الله يعدكم بالتغيير فانتم غيرتم انفسكم بانضمامكم الى الحق الحل الذى هو الاسلام وهكذا ويتم كل هذا دونما ان تقدم لنا ولنفسها نموذجا عمليا واحدا عن الكيفية التى ستدار بها الدولة و كيفية تبادل السلطة و سلميا و كيفية توزيع الثروات و ماذا عن مناهج التعليم البائسة التى تدرس تاريخ العلم والمعروف ان تاريخ العلم هو تاريخ اخطاءه وهذا ما يدرس اليوم فى المدارس والجامعات و مشكلة مجانية التعليم و العلاج و دعم السلع المنتجة محليا لتشجيع المنتجين التى سيكون لها عائد فى المدي الطويل و غيرها من خطط. سوف لن يحدثونك عن اي شيء من هذا القبيل لانهم لا يملكون عقلا تحيليليا و كل الذى يفعلون انهم يردون كل الذى يحدث من بلاء و جوع وضنك و مشقة فى العيش الى انه من عند الله ولسببين ابتلاء لان الله اذا احب العبد ابتلاه ان المجتمع ساءت اعماله عاقبه الله لذا لابد من العودة الى حظيرة الرب و الحظيرة هذى تصور فى الخطاب على انها الحزب او الجماعة.
الملاحظة الاولية التى تبدر الى ذهن اي قاريء فى ان تفسير كل الكوارث التى تحدث نتيجة سوء تخطيط و تردي وفساد اداري على انه ( الابتلاء ) هذا ما قدمه الاشعريين من مناهج جبرية و مرجئة وغيرها لتصوير ان حتى ظلم الحكام للعباد هو ابتلاء و انه من عند الله فبدلا من ان يخرج الناس لمحاربة الحاكم فهم يركنون الى ان ذلك من عند الله وهو امتحان والصبر هو معول النجاح. والشق الاخر من المعادلة هو ان الناس ساءت قلوبهم فهذه السبب لابتلاءهم فلابد ان يغيروا انفسهم حتى يرفع عنهم البلاء. التحليل المنطقى للاشياء هو ان هذا الحاكم هو الذى اوجد هذه الظروف وان سياسياته هى المسؤلة عن هذا البلاء و لو ان هنالك ابتلاء حقيقى فى هذا الامر هو استقالة العقول و عطالتها الذهنية من البحث و الحفر فى اسباب الظواهر و الاستسلام الى افكار و تفسيرات اشعرية قديمة طورها اصحابها لان لهم مصالح حماية السلطان فى ذلكم الزمان الغابر, فاذا جاع الناس فهذا خلل فى سياسات فلاحة الارض ة خلل فى سياسة تقديم الاولويات فى الدولة و لا يمكن ان نرده باي حال الى انه ابتلاء من عند الله و كفى كما تريد هذه الجماعات ان تؤبد عقول الناس بعد ان تابدت عقولهم و كيف لا فهم لا يحبون العقل الذى يفكر ولا يرون فى اعمال العقل سوي الزندقة و البدعة و البدعة ضلالة و هى وصاحبها فى النار و فى هذا الشان ارجو ان تراجعو الشاعر محمد سبيل ,
وهكذا يستمر تاريخ الحلقات الاسلامية فى حلقات يتبدل فيها الزمان و يتغير فيها الانسان لتطور اشياءه و احتياجاته و نزعاته و تظل هى تكرر فى نفس الخطاب و هنا لا بد لنا ان نتساءل هل نحن فعلا نجنى على هذه الحركات بحصارنا لها بهذا الشكل ام انها هى تجنى على نفسها و تحمل الاسلام ما لا يحتمل بتبنها لشعارات فارغة من اي محتوي علمى معرفى يمكن ملامسته و تطبيقه.
وحتما سنواصل التفكيك ما اتيح لنا الوقت
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
ماهو دين الغالبيه في السودان . الاجابه معروفه واحب ان اسمعها منكم . اذا ارادت ( الغالبيه التي تدين بالدين المعروف ) ان تحكم ( مبني علي المجهول ) بالعلمانيه , فلهم ذلك . ولكن ان ارادت (نفس الغالبيه) ان تحكم ( بدينها وشرعها المعروف ),,اعتقد يجب ان يكون لهم ذلك ايضا.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: kamalabas)
|
الاخ محب شكرا على المتابعة, اري فى كثير من مداخلاتك انك تنطلق من عواطفك الدينية الجياشة التى سوف لن تقدم اجابات لاسئلة المعاصرة واستمرار الحياة اكثر من اعمال عقلك فيما كتب و كانك اصلا تحمل رؤية مسبقة ولا يهمك الجديد الذى كتب وفقط وكان الامر معاندة تاتى هكذا تلقى نتائج دون ان توضح لنا الكيفية التى خلصت بها الى هذه النتائج وهذا ابتسار و اختزال فيه عدم امانة علمية و عدم احترام لمحاوريك و انا اذا لم يكن يعنينى امرك سوف لن اوجه لك هذا النقد الذى اري انه بناء اكثر من انه هدام, فيما يخص تعليقك اعتقد ان الاخ كمال افى الرد عليك , و لكن دعنى اضم صوتى الى صوته و اوجه لك الاسئلة التى تبحث عن اجابة وهى واردة فى مؤخرة مشاركة الاخ كمال اعلاه و ايضا يمكنك مراجعة مداخلات السنجك.
الاخ كمال: اجبت بما يكفى و دعنانرابط هنا قليلا قبل ان نبدا فى جزئية اخري ربما اخصص لها بوستا منفصلا عسى و لعل ان ينبري لنا بعض من اصحاب مشاريع الاسلام السياسى او اصحاب الصيغة المحمدية للاجابة.
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
أحييك أخي بكرى الجاك على مجهودك الرائع وأقول من أحال السودان إلى رماد أليس هم الذين استخدموا و يستخدمون الخطاب الديني في تغييب وعي الإنسان السوداني الحساس تجاه هذه المسائل ألم تكن حكومة الإنقاذمثالاً ونموذجاً عشناه على مدى أكثر من عقد من الزمان استخدمت فيه كل وسائل القهر والقمع والكبت في صيغة الخطاب الديني المهووس هنالك فرق كبير بين الدعوة للإلحاد ومحاربة الهوس الديني المتمثل في الخطاب الديني المهووس لبعض الجماعات الذين نصبوا أنفسهم أوصياء على المجتمع أيها الإخوة إن الهروب والخوف من واقع مناقشة مثل هذه المسائل له عواقب وخيمة يجب دائماً أن نناقش أنفسنا حتى لاننغلق على ذاتنا.بل يجب أن ننفتح على الآخر والسودان بلد متعدد الثقافات والأديان والهويات . والله الموفق .. ول عودة إن أمد الله في الأجال
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: Bakry Eljack)
|
الاخ العزيز السنجك تحياتي تقول
هل انت فاقد الثقة فى الدين الاسلامي كفكر يوفر مناخ ملائم لدولة بها كل حقوق المواطنة والمساواة لكل الأجناس والأعراق مهما كانت اختلافاتهم.
وتقول اخ كمال حديثك عن طرح بديل (علماني) يعتبر هرب منك من امانة انت حملتها وتؤمن بها ان الامانه هي هذا الدين (الاسلام) وليس قولك اشهد ان لا اله الا الله محمد عبده ورسوله وصلاتك وصيامك يكفيك. اين حقها يا اخ كمال اين حقها؟؟؟
الاخ السنجك لم أقراء أو أطلع علي صيغة أسلامية تحدد في الجانب السياسي كيفية أختيار الحاكم فمثلا حكام السعودية يرون أن هذه صيغة أسلامية ومن يعارضها له السيف .. وقد خبرنا جميعا تجربة الانقاذ ونميري العسكريتين والتي قال أصحابها أنها الاسلام وما عداها باطل،، فهل تقل ما كيفية أختيار الحاكم في الاسلام وما هي صلاحيته ؟؟؟ وما هي اليات الشوري ونظام ضبط السلطات فيها؟؟ كما تعلم أن الاطروحات التي أمامنا في حقل الاقتصاد والسياسة ونظام الحكم والقوانين متناقضة ومتصارعة فمنها من يقول بحق المراةوالكتابي في الترشيح والانتخاب وبعض الحقوق الاخري ومنها من يري أن لاحق للمراة والكتابي في الولاية الكبري رئاسة الجمهورية مثلا ولعلك تعلم أنه لايحق للمراة في السعودية قيادة السيارة ويرفض مجلس النواب في الكويت ترشح أو تصويت المراة وترفض قوانين افغانستان حتي الان غناء المراة ويعتبر أخريين صوت المراة عورة... أما في مجال القوانين فيختلف العلماء في عدد الحدود وعلي من تطبق وكيف تطبق ومتي؟؟ ويطول الخلاف في مجال الاقتصاد ... وكل يري أنه علي حق وغيره غارق في الضلال ولو ترك المجال لاي من الفئات لتحكم وتتطبق أجتهادها لاغرقت البلاد بدماء مخالفيها من المسلمين قبل غيرهم ومن هناأري أن الاحتكام للتشريعات الدستورية والقانونية التي كانت مطبقة في العهود الديموقراطية هو الاسلم والافضل لانه يجنب البلاد الصراعات الدينية ويعامل الجميع علي قدم المساوة وهو النظام المطبق الان في مصر وسوريا وتونس والعراق أيام صدام ومعظم الدولة العربية والاسلامية .. أما سؤالك عن فقداني الثقة في نموزج يكفل كافة الحقوق المتساوية في الاسلام ..فأقول لك أني لم أطلع علي هذا النموزج ضمن الرؤي المعاصرة وقد وعدت أنت باعمال العقل والاتكاءةعلي العلم والمعاصرة وأصول الدين لتقديم ذلك لنا ... أخي السنجك أن أحترام الحوار يتتطلب أن تخاطب ببديلك وطرحك الاخر باعتباره مواطن بغض النظر عن اسلامه ومسيحيته وكفره وعلمانيته ... أطرح بديلا يلبي متطلبات وأحتياجات وتطلعات المواطن بغض النظر عن خلفيته الدينية والطائفية والعرقية ... ما نحتاجه هو مخاطبة العقول لامخاطبة عواطف الناس الدينية والتي يتمثل في قول البعض أن الديموقراطية وحقوق الانسان تغريب وأستلاب وأن بديلها موجود في الاسلام دون طرح البديل عمليا ... أن العصر هذاليس هوعصر دغدغة العواطف وخم الناس باسم الدين وأنما هوعصر الحرية وأحترام حقوق الانسان ومن هنا دعني أطالبك بالاجابة علي تساؤلاتنا السابقة وتقديم بديلك المقنع حتي تتجاوز سلبيات التنظيمات الاخري وحتي يصل الحوار لخواتيم مثمرة وشكرا
| |
|
|
|
|
|
|
Re: تفكيك بنية الخطاب الدينى/ البورد (قريش) نموذجا (Re: alsngaq)
|
الاخ ياسر خليل مرحبا بك فى اول مشاركة لك فى هذا المنبر , اتمنى ان يكون قلمك اسهاما فى انارة شمعة فى هذا الظلام الدامس وفى هذه العصور المظلمة التى نعيشها فى السودان وفى المنظقة عموما. اتفق معك انه لا حل الا بان نقوم بمزيد من اعمال العقل و مواصلة التفكير واعادة التفكير واجراء مزيدا من الحفريات للخروج باجابات شافية لسؤال الوجود والمصير. ليتك تعود و جرابك محملا بالدرر التى تسهم ايجابا فى ذلك.
الاخ محب لم استطيع فهم ما ترمى اليه من مفردات الاغلبية و الاقلية , فنحن نتحدث عن مشروع فكري سياسى افضل للسودان فالمسالة ليست فى اغلبية المسلمين عدم اغلبيتهم المسالة تكمن فى هل تدري هذه الاغلبية اي الوسائل ستتبع فى ادراة شئون الدولة ؟؟ هل تدري الاغلبية باي الانظمة ستحكم؟؟ هل هذه الاغلبية موحدة حول رؤية لنظام الحكم و للتبادل السلمى للسلطة؟؟ فهنالك من يدعو الى خلافة اسلامية تتجاوز الحدود القطرية وهنالك من يدعو الى جمهورية اسلامية لا مكان لغير المسلمين الذين هم اكثر سودانية منى ومنك فمع من انت ارجو ان تقرا بهدوء وان تقدم لنا رؤيتك مسنودة باسانيد و حجج وان تكف عن تقديم النتائج التى ما اسهل الوصل اليها مجانا و بهذا المنطق السليقة الذى تتبع . اذا عدت برؤية موضوعية تاكد اننى ساكون من اسعد الناس لمناقشتك وبالتفصيل.
الاخوين كمال والسنجك
هل لكما ان تعطيانى فرصة لاجراء مقاربة نظرية بين طرحيكما الاخ كمال يقول
ومن هناأري أن الاحتكام للتشريعات الدستورية والقانونية التي كانت مطبقة في العهود الديموقراطية هو الاسلم والافضل لانه يجنب البلاد الصراعات الدينية ويعامل الجميع علي قدم المساوة وهو النظام المطبق الان في مصر وسوريا وتونس والعراق أيام صدام ومعظم الدولة العربية والاسلامية هذا ضمنيا يعنى ان الاخ كمال مع مشروع العلمانية كمشروع ثقافى متكامل بعيدا عن الدلالات السلبية , فالدساتير المطبقة فى تلكم البلدان هى دساتير علمانية الروح والمبدا و ان كانت فيها اشارة الى ان الاديان مصدر من مصادر التشريع, فالاخ كمال يقف موقف ايجابى من العلمانية مسائلا لها ولمنتجاتها العلمية والتكنولوجية و الثقافية من حداثة وما بعدها و يدعو الى تبيئة ما يصلح حالنا و المضي به قدما فى مسيرة الانسانية الرحبة و لم افهم من قوله ان ناخذها هكذا صمب لمب.
اما الا السنجك فيري
واقولها لك مره اخرى ان هذا العصر عصر العلم والعمل ، وانا وانت وبكري الجاك مطالبين بايجاد هذا النموذج. والا كيف نؤمن بدين دعائمه الحرية والمساواة وانه انزل لكافة البشر ، وفى نفس الوقت لا نستطيع ان نبرز هذه الأشياء او نطبقها فى حياتنا وبل نذهب ابعد من ذلك ونرى فيه عائق بيننا وبين الآخر. اذن لماذا نؤمن به اصلا اخي كمال عفوا لا أؤمن بأنصاف الحلول
السنجك يري انه يمكن لنا ان نوجد بديل من داخل منظومة وفكر الاسلام بما يصلح و يتماشى مع روح العصر عن طريق اعمال الذهن واعادة فهم و تفسير القران ولا ادري ان كان يؤمن بتفسير القران وفقا لمناهج جديدة ام لا و الاستفادة من التطورات العلمية, ويري فى تبنى العلمانية كمشروع بديل موقف سلبى حالة هروب و تعبير عن الفشل , و المقاربة هى كالاتى
هل يري الاخ السنجك تضاربا بمعنى تضاد بين العلمانية كمشروع ثقافى و بين قيم الاسلام؟؟ اذا كانت الاجابة بنعم فهذا ضمنيا يعنى انه لابد من ايجاد بديل اسلامى ينتظر اجابة سؤال كيف يتاتى الى ذلك البديل الاسلامى ان لا يكون واحدة من حلقات الاسلام السياسى طالما انت تدري اخى السنجك ان الخلاف بين اي مشروع اسلامى واخر لا توجد فيه مساحة لا فتراض ان هذا ما فهمه كل منهم من الدين وكل طرف يظل يؤكد انه الصواب و انه الحق وفى ذلك سنده الدين نفسه؟ الجانب الاخر من السؤال الفرعى اذا كانت الاجابة بنعم هل لك ان تبين لنا اين يوجد التضاد بين مشروع العلمانية و مبادي الاسلام المتمثلة فى العدالة و المساواة و الحريات و حقوق الانسان فلنترك الاقتصاد و اجهزة الدولة جانبا فى هذه اللحظة؟؟ اما اذا كانت الاجابة بلا بمعنى انه لا يوجد تضارب وتضاد بين قيم الاسلام و المشروع الثقافى للعلمانية اذن فهل للسنجك ان يبين لنا المحاذير والتحفظات النفسية و الفكرية و الايدولوجية التى يحملها على مشروع العلمانية.
فى انتظار تعليق الاخ السنجك
بكري الجاك
| |
|
|
|
|
|
|
|