و نـجـد مـلامح هـذه الفترة مختصرة في السيرة الذاتية التي كتبها الشاعر في صدر ديوانه الشعري الأول الصمـت و الـرمـاد ) الصادر في عام 1961م ، حيـث كـتب نشأت في بيئة دينية صرف. وكان والدي رحمه الله من المتشددين في الدين، يأخذ اولاده بالشدة التي تبلغ احياناً حد القسوة، فكان يأمرنا ونحن اخوة اربعة، ان نصحو في الرابعة لصلاة الصبح جماعة، ثم نوقد المصابيح ونخرج الواحنا ونقرأ أجزاءً من القرأن الكريم مكتوبة على الالواح. ونظل على ذلك حتى الساعة السابعة صباحاً، ثم نعرض القراءة غيباً على والدنا. والويل لمن لم يكن يحفظ لوحه فإنه عرضه للعقاب الصارم. وبعد تناول الإفطار نذهب إلى المدرسة، فاذا عدنا ظهراً أخذنا في كتابة أجزاء جديدة على الألواح. وهناك درس بعد صلاة العصر. ودرس بعد صلاة العشاء يشمل الفقه والتوحيد وقراءة القرآن. ويستمر ذلك أحياناً حتى منتصف الليل. في الرابعة عشرة كنت قد حفظت القرآن وأتممت المدرسة الاولية، فارسلني والدي أنا واخوتي الى ام درمان للدراسة في معهدها الديني. وقضيت في المعهد خمس سنوات. وعندما رأى والدي وكان متزوجا من اربع نساء، ان يسرح والدتي اضطررت للانقطاع عن الدراسة. ودخلت معترك الحياة واشتغلت في التجارة برأسمال بسيط لأعول والدتي. لكن الدكان الصغير الذي افتتحته احترق ايام الحرب، حينما امر المستر (لي) حاكم القضارف بحرق القرية التي اتخذتها موطناً لتجارتي، إذ اتهم اهلها بأنهم يهربون الاسلحة من الحدود الحبشية الى منطقة القضارف، فاشعل الجنود النار في القرية ليلاً بعد أن امروا السكان بالخروج منها، دون ان يأخذوا شيئاً من امتعتهم. ولم تكن الاسلحة تستعمل لطرد الانجليز من السودان، بل كان الناس يستعملونها للصيد. وكان الصيد محرماً في زمن الانجليز وهو مورد مهم للرزق في تلك القرية. عدت للقضارف خاوي الوفاض. وقدمت طلباً الى مفتش تعليم المديرية لاشغل وظيفة مساعد مدرس عام 1947م، فقبل طلبي وتلقيت تدريباً على التعليم في معهد بخت الرضا(4).
تشكل البيـئة الإجتماعية بركان خامـد ، ينتظر البعد النفسي ، الـذي يتنامى منذ الـصغـر حتى يجد حرارة مـرتفعة أو لهب يـلـفح وجهه، أنـفجر، و الحـمم قـصائد نارية عبر لغة صـارخـة عــنيــفة( لي لـغـتي فهي قـصـف و نـار) في حالة المواجهة مع أعـداء الـحرية مع أنها في الأصل لغة إنسانية مفعمة بالرقة و الخيال أغـنية تعـشقها الـرياح في السفوح و الجـبال/ أروع مـما قـيل أو يـقال/ أبـدع مـن قـصـائـد الـشعـر و مــن تألـق الـخيال(5). و هـذه اللغة التي يجيدها ، بوابة الحياة الأولى نحو عالم الشعر ، الصوت الذي يملكه و هـا أنـا أفـتح باب الـشعـر/ لا أمـلـك غـير نـغــم / ينساب في أمسية الذهول). و ينسج مـفرداتها ضـمـن سـمـفونية العـشق و الحرية( و ها أنذا في اخضرار المسافات أعشق/ كل تراب الـوطـن(6)، التي عـشـقها مـنذ مولده في بيت من أصل بجاوي ذو صبغة ديـنـية حـسـب مـا أشــار إلـيـه كجـراي فـي مـقـدمـة ديـوانـه.
عنصران مؤثران في حياة كجراي ، الأول إجتماعي ، يتمثل في جبروت الأب ، و طلاق الأم ، و الثاني جبروت سـلطة الإحتلال الإنجليزي ، و فـقدان مصدر الـرزق ، و أصـداء ذلك في قصيدته المعنونة(تشرين والرياح(7) : أبعد عن القرى / لا لم نعد نطيق ان نرى / وردينا موحشة معدودة / ارواحنا تائهة مفقودة / اطيارنا ميتة موؤودة / تنح عن ديارنا يا موسم الصقيع / يا قبضة من الثلوج تخنق الربيع ). و هـذان العنصران يشكلان بداية التكوين النفسي ، و يمثلان الخطوة الأولى للبحث عـن البديل الذي وجده " كجراي" في العمل في السلك التعليمي0 و يضاف إليهما عنصر البيئة الخضراء التي تبعـث على الأمل و التمسـك بالحياة مع أن العنصرين الأولين يكتمان أنفاسه التي ترفض التقوقع ، و بالتالي الخروج إلى عالم الشعر بروح متمردة . و أدى تمازج العناصر الثلاث إلى مكون أساسي لصياغة مسيرة كجراي بين البحرين الحلو و المالح على ضفاف نهر النيل و مـؤثـراتـه الحـالمـة في بيئة موسومة بالخضرة و الماء ، و مربد العشاق و الحالمين ، و أمواج الشرق الهادرة بملوحة البحر الأحمر، مما أوجد التوتر في القصيدة ، و خروجها مـن نطاق الفصحى إلى العامية0 حـيـث عمـل كجراي مدرسـاً في الجنوب ، و بالتالي تناقض نفسي بين لغتين ، و أثر ذلك على القصيدة و جنوحها من لغة عنيفة إلى النهر و مؤثراته الجمالية و لغته البسيطة المعروفة في السودان بـلغـة عـرب جـوبـا0 و أدى هـذا الأمــر لحالة مـن التناغم بين لغتين و ميلاد تـعاون مـشترك بـين صرحين عظيمين ، حيـث غـرد البلبل السوداني محمـد وردي في سماء الحرية بكلمات كجراي و قصيدته المشهورة ( ما في داعي تقولي ما في (8).
الشاعر / محمد عثمان كجراي مواقف الشاعر محمد عثمان كجراي. ------------------------------------------------
منتديات " الراكوبة " :
07-08-05,
موقف أول: ------------------
لم أكن أعرف أنى حينما أدخل فى الأوطان تلقانى بتهديد ظلامى جهول فأنا فى شرعها أول مشبوه على الأرض وفى كل مناحات الفصول اننى لا بدَّ أن أسمع قولاً جارحاً قبل الدخول فأسمعونى إننى أعرف حقاً ما أقول فأنا لا أعرف المسح على الجوخ ولا قرع الطبول
موقف ثان: ----------------
هاهم الآن يقيمون صلاة الشكر فى ظل الحراسة ثم يضفون على الجالس فى العرش أساطير القداسة وتردى وطن الأغنية الخضراء فى قاع التعاسة وجه من هذا الذى أنهكه الجوع وإفلاس السياسة جدل التاريخ يشتد فتمتد معايير الخطاب يا صغارى تحلم الريح بأن تبقى نواة الإستلاب وصغار الجند ما زالوا كما كانوا أداة الإنقلاب
موقف ثالث: -------------------
هذه وسوسة الساعة تهذى بالثوانى والدقائق حين تنداح من الغابة ألوان الحرائق تتعرى خلف ضوء النار آلاف الحقائق وجه نيرون تبدى من خلال المشهد الفاجع يزداد بشاعة ولسان النار يمتد الى الخضرة فى أبهى المدائن هرب الناس عراة وحفاة ليس فى مستنقع الموت تباشير سفائن ما تبقى أحرقته النار فى وقد الكمائن
موقف السادس: ----------------------
يا أبا الطيب حقاً: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح ميت ايلام وإذا ما تنسم الظلم عرشاً فعلى العدل فى الزمان السلام
07-16-2007, 01:58 PM
Alsa7afa_30
Alsa7afa_30
تاريخ التسجيل: 02-06-2003
مجموع المشاركات: 6618
ورايت ان اتـقـدم له وعـبـر هـذا " البوسـت " الفـنـي الذي وجـد قبـولآ واسـتحـسانآ وان اتقـدم للفنان الكبيـر بأسـمـي ايآت التهاني القلبيـة راجـيآ من الله تعالـي ان ينـعـم عـليه بالصـحـه الـوافرة التامـة وان يسبغ عـليه واهـله اوج العـافيـة والسـعادة.
وكـل عام وانـت بخــيـر ياحـبيـب الـمـلاييـن.
ور دي ... ليل الملــــــــك.
اطفأ شمعة عيد ميلاده الـ (74) طريقي لم يكن مفروشا بالورود. ------------------------------
الخرطوم : الصحافة;
صرخ المولود في ذاك المساء 19 يوليو في العام 1932 في قرية صاي و«الداية» تخرجه من رحم امه.. استمعت الى الصرخة لكنها قطعا قد انتبهت الى ان ثمة تغييرفي هذا الصوت الذي ليس ككل الاصوات، ولعلها بعد سنوات طوال تأكد لها ان ظنها قد تأكد، لقد كان الطفل المولود يومها ـ محمد ـ الذي هو الآن محمد عثمان وردي. من صاي عام 1932 في بيت عادي جدا كانت بداية رحلة «عبقري» لم تنته ولن تنتهي.. لكننا بالامس كنا في احتفالنا بذكرى ذاك التاريخ وهذه المرة في مكان انيق وفخم وسط احتفاء اسرته واهله ونجوم المجتمع بصالة «قريل هول» بالخرطوم 2 حيث اطفأ الموسيقار وردي شمعة ميلاده الرابعة والسبعين على انغام نجله مظفر وصوت الفنانة آمال النور التي ادت اغنية الميلاد وسط دعوات الحاضرين له بدوام الصحة والعافية وميلاد سعيد وعمر مديد . وانهت ليلة الميلاد المطربة اسرار بابكر باغنية ابراهيم عوض «لو داير تسيبنا» وقدم الفنان محمد النصري اغنية طعم الدروس «دويتو» مع المحتفى به وتألق الفرقة الاثيوبية في لوحات استعراضية راقصة نالت الاستحسان وشارك الفنان النوبي محمد عبد الرحمن بأغنيات نوبية وكان الشعر حاضرا خلال قصيدة «وردي المعجزة» التي نظمتها الشاعرة هدى يوسف وجمعية محبي وردي الوطن والتي نظمت الاحتفال الذي نقلته اذاعة ولاية الخرطوم ومانقو 96 وقال الدكتور محمد وردي وهو يودع عاماً حافلاً بالانجازات ويستقبل آخر حاشداً بالطموحات والآمال الفنية والشخصية في حديث قصير لضيوفه ومعجبيه: طول عمري بنحني للشعب السوداني وهذه انحناءة اخرى ربما كان البعض يظن ان المشوار سهل لكنه لم يكن كذلك انا وصلت الخرطوم وعمري «25» سنة ولا داعي لان نكذب على الناس في العمر انا وصلت و«25» سنة هنا ودلوقت 2006 يعني عمري بالتمام والكمال «74» سنة تخللت هذا العمر احداث كثيرة مثيرة مفرحة ومزعجة فلنبدأ من البداية بداية انا كنت اعتقد اني غير محظوظ في هذه الدنيا لاني فقدت والدي وانا صغير جدا لم ارَ امي وابي فاتني في عمر الثامنة ولكن ايضا اهلي قاموا بواجبهم نحو هذا الصغير اليتيم ولم يقصروا ابدا في حقي لكن تقمصني الغناء في عمر السادسة يعني وانا في عمر احفادي ديل كنت بغني «يعني عندي جنون بتاع غنا» من صغري خالص اتعلمت الطمبور قبل ما اخش المدرسة الابتدائية وكنت ملقب بزول «همبيا الغنائي» كنت بغني وكان الناظر بيقول لما يلاقيني بغني مع الاولاد «انت بتقول ايه يا محمد» كان ما بيعرف عربي بقول ليهو انا بمدح يقول ما شاء الله صوتك حلو». وهكذا تدرجت وتعلمت قبل ما اصل الخرطوم وكان ذلك في 19 يوليو 1957 الذي صادف يوم عيد ميلادي كان يوم اختياري للاذاعة وكان الطريق ليس سالكا مثل الآن هناك اساطين الغناء عبد العزيز داؤود وحسن عطية واحمد المصطفى وعثمان حسين وابراهيم عوض يعني مش من السهل انك تاخد ليك مساحة في الوسط الفني لكن الحمد لله وفقت بما لي من خلفية حضارية وجدت اهلي النوبيين احتضنوني في الاول خصوصا اهالي حلفا وبعد ذلك وجدت اني يجب ان احصل زملائي الفنانين فكانت المنافسة حصرية فدخلت المنافسة وتنافست ونوفست وفي العام 1958 قرر مدير الاذاعة آنذاك ان يجمع كبار الفنانين منهم الاساتذة احمد المصطفى وعثمان حسين والكاشف وحسن عطية وقال ليهم الولد دا حالة غريبة في خلال سنة انتج اكثر من «17» اغنية والحالة دي ما مرت علي.. ايه رايكم نديهو الدرجة الاولى ونشوف اذا نفع نفع ما نفع نرجعه للدرجة الرابعة. الحل دا كان تشجيع والفنانين كلهم وافقوا ووفقت في ان اكون في الدرجة الاولى منذ ذاك التاريخ والمشوار كان طويل وليس مفروش بالورود كان فيهو اعتقالات وسجون وتفاعل مع الجماهير.. نوفمبر واكتوبر ومايو وابريل وهكذا عشنا الـ 74 سنة، وصلنا الى هذه المرحلة من العمل واتمنى ان اكون في باقي العمر معطاء في حكم الشعب السوداني الذي وقف معي حينما مرضت وغبت وعدت وهو يقف معي حتى الآن هذه هي بعض ملامح قصة الحياة الطويلة التي ارجو ان تطول مع الصحة لكي استطيع ان اقدم للشعب السوداني الكريم الذي اتمنى له الوحدة والوئام والانسجام وان نتوحد شرقا وغربا وشمالا وجنوبا واشكر كل الذين قاموا بهذا الاحتفال من محبي وردي الوطن ومن اناس مجهولين لا يعرفهم احد. توقيعات: محمد المحيسي ـ رئيس جمعية وردي الوطن: ____________________________________
في العادة كان الاحتفال بهذه المناسبة يتم على المستوى الاسري لكننا في الجمعية اقتحمنا تلك الخصوصية وقررنا اقامة هذا الاحتفال لان وردي ليس ملكا لاسرته فقط بل لكل الشعب السوداني، عرضنا عليه الفكرة ورحب بها والحدث فريد ان يحتفل فنان بقامة الوطن بهذه الطريقة.
ومشاريع الجمعية سوف تتواصل ونستعد لتكريم محجوب شريف واقامة ليلة وفاء للراحل ابراهيم عوض وحفل جماهيري لوردي بقاعة الخليل في الاسبوع الاول من اغسطس القادم.
ويقول الصحفي ود الشريف: وردي عطر التاريخ ويستحق لقب فنان الشعب بجدارة وقد تغنى للشعب السوداني في كل المراحل ويستحق ان يحتفى به معجبوه لقد ملأ حياتنا فنا وابداعا. * وتواصل اسرار بابكر الاحتفال بميلاد فنان عظيم مثل الاستاذ محمد وردي حيث قالت إنه فنان السودان الاول وحبيب الشعب وانا من المستعمين للفنان وردي وكل الفنانين الشباب بيحبو وردي ونقول ليهو كل سنة وانت طيب وربنا يطول لينا في عمرك. * عازف الكمان عبد الله عربي: وردي اجتهد كثيرا في تجويد اعماله، وشارك في كل الاغنيات العاطفية واغاني التراث نتمنى ان يقدم المزيد من الروائع. * عبد القادر سالم: وردي هرم فني وانساني اثرى وجداننا بالحان واغنيات خالدة وانجز خلال مشواره الفني عطاء متميزا.. اقول له كل عام وانت الفن. * راشد دياب: انا سعيد بحضور المناسبة، ميلاد الفنان الكبير محمد وردي وبتمنى ليهو عمر مديد. * الاذاعي علم الدين حامد: عام سعيد وحافل بالجديد وكل سنة وحبيب الشعب وردي بخير.
07-18-2007, 11:17 PM
Alsa7afa_30
Alsa7afa_30
تاريخ التسجيل: 02-06-2003
مجموع المشاركات: 6618
فـي مثل هـذا اليوم 23 يـوليو " وقبل 36 عامآ وتـحـديـدآ في 1971 وبعـد فشـل انقلاب هـاشـم العـطا" اعـتقلت السلطات الأمنيـة الفنان الكبيـرمحـمـد وردي ووضـعـته مـع باقي الشـرفاء والـمناضـليـن في سـجـن " كوبر"، ورأيـت واحـياءآ لـذكري هـذه الـمناسـبه وان ارفـع " البـوسـت ".
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة