|
القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم
|
لاحول ولاقوة الا بالله
والحمد لله الذي لايحمد على مكروه سواه
القلب منفطر والحزن يملاء كل المسام ....المصيبة كبيرة كبيرة
الشقيق الزعيم ابن الزعيم يرحل عن دنيانا في لمح البصر
دون كلمات وداع ....
الذهول على وجوه الجميع وصورة الحزن الذي خيم علينا يصعب وصفها
نعزي بعضنا البعض ولكن هل يكفي هذا العزاء ؟؟
منزل الامة كما يحلو للفقيد العظيم في وصفه لمنزل الزعيم الازهري
تدافعت اليه جماهير الشعب السوداني من كل حدب وصوب وقد زرفت الدموع
واحمرت العيون ...إنها لحظات الوداع الاخير ...
وداعا شقيقي وصديقي واستاذي المناضل محمد اسماعيل الازهري
ونسال الله العلي القدير ان يسكنك الفردوس مع الصديقين و الشهداء
اللهم ارحمه واغفر له اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة
...
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
نكتب
اليوم
بأقلام الفاجعـة وحبـر المصيبة
ونتقطر دماً نزوفـاً على مفاجأة الوداع
كان الفتى الأسمـر يتلفح برداء الدمـور اعتزازاً بسـودانيـة تشربها وتربى عليها,
وكان موطأ الأكنـاف حنـوا وتواضـعـاً وسـعـة بال.
كان الصديق الأوفى والحضـن الأدفـأ والمقام الرفيـع,
محمـد الأدب الراقي والصـمـت الحكيـم.
كان السهـل والجبـل معـاً
كان النيـل والغيـم معا
سنبكيك يا شقيقنا ونغني لك وللوطـن,
قطعاً سترافقنا في كل الصباحات القادمـة وسنستشرف برؤاك الذرى التي يستحقها الوطـن,
بدأهـا الأب في باندونق ونيويورك, وعلى سـطح القصـر الجمهوري وأروقـة البرلمان,
كما بدأهـا تنظيما للشعب ووعيا وتحرراً
رحـم الله محمـدا وأخلفنا الخير من بعـده,
أحمـد الشايقي
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: أحمد الشايقي)
|
بلادي تفتقد رجل في قامة العظماء..
أتذكره جيدا بوجهه المنير وصوته العذب المائل للخفوض والحكمة , والمسكن للنفاثات في العقد , والمتحيز دوما للعقل والمؤسسية وروح الجماعة والصواب : (( أنتم يأهل رفاعة يا بلد العلم والمعرفة , أعلم بمن هو أصلح لكم في هذا الوقت الدقيق .. والجميع يعلم أن الاتحادي الديمقراطي لا يحجر رأي أحد .. فدوائرنا مفتوحة لكل من يرغب في خدمة هذا البلد العظيم , ولن يغلق الحزب الباب أبدا في وجه أحد ... ) إلى آخر تلك المحاضرة التي أضاءت لي الطريق بصورة غير مسبوقة وأعتقد أنها عجلت من بلوغي الرشد وأنا أستمع إليها وقتئذ وعمري ما بين الطفولة والمراهقة في بيت عمنا المرحوم حسين حامد الشيخ قبل عشرون عاما خلت .. مرت فيها كما يقولون مياه كثيرة تحت الجسر .. بل وفوق الجسر ؟! وسقطت التجربة الغضة للحرية بمعاول ياجوج وماجوج وخفافيش الظلام .. خفافيش أعياها النهار بضوئه *** واقفة قطع من الليل مظلم !! نعم سقط الحكم ولكن لم يسقط رجاله النبلاء أمثال الحاج مضوي وسيد أحمد الحسين وفقيدنا الزعيم ابن الزعيم محمد إسماعيل الأزهري . فله من الله واسع الرحمة ... وغفر له واسكنه فسيح جناته واللهم آله وذويه وأصدقائه الصبر الجميل والعزاء موصول لكل أهلنا الاتحاديين و إنا لله وإنا إليه راجعون
أبوبكر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
انها لفاجعة كبرى شقيقي جمال
انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون انا لله وانا اليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: حسين يوسف احمد)
|
الرفيق / حسين يوسف
ندعوا الله له بالرحمة والقبول الحسن ...
لك شكر وتحايا جميع الاشقاء و الشقيقات ...
وايضا الرفيق عمر فقد ظل متواجدا بصورة دائمة
في بيت الامة يعزي ويتلقى العزاء ايضا فزوجة الراحل
المقيم محمد اسماعيل بنت خالته...
لك الشكر حسين والشكر موصول لقيادات حزب البعث العربي الاشتراكي
هلى راسهم الدكتور محمد شيخون لمشاركتهم في تشييع الراحل ..
وحضورهم الدائم ...
...
....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: elhilayla)
|
عزيزي جمال
اسمح لى ان اتنفس قليلا صديقي فعندى رغبة بالصراخ باعلى صوتى واقول....
فبعدك (محمد) النصوص عارية من الظلال ؛والليل يلعب بالقصيدة كيف ما شاء.. والحزن هذا اليوم مذبحة بطعم الدم لكل العاصروك غشية الوعد الاخير.. لم تمت كى يكتب الناعون فيكـ قصيدة انت اودعها فى عمق الجمال...
(محمد)..مطرا يعالج لحظة الافراح بالصمت الشجاع؟ ام ان سابعة القوافى قد مهدت للصمت والصمت المضاد كي نعود الى الغياب عبر سابعة الدموع والفقد جمر...والصبر جمر.. والسفر فى ظل المصيبة صحوة تمشى الى غيبوبة التفكير فيما قد حدث.. هذا هو الوجع المتالق بعينه؛المتانق ؛المتدفق ،المتوسد اهاتنا؛واسئلته وضرع غيمة حلوب من الدموع والالم.. ان يتكلم بجلال ؛ان يصمت بشموخ؛ان يمتشقنا ونتنفسة لنمتطي ؛وتضى الدمعة فقد التاريخ وسيف العداله ... انه شعاع الفجر الخارج من ليل الوطن الصوفي..يضيق بتقديس المكان فننزف؛يمتلئ بحب البلد؛فيسعفة جرح فى سابع انفعالاته؛ثم يحترق ويحترق ؛ونحن الذين بدانا نضئ .. يـــــــــــا سيدي صمتك جارحه على شفق الغروب..رايتكـ بين انسجة المدامع والظلال الصفر فى أصدأء بارقة لكـ .. تستمد وفاضكـ المليان مسألة ملحة وروعة لاتنتهى .. ومدائن الفرح العتيق ترملت إبتداءا بالسفر وإنتهاءا بالقدر والتأمل فى مضامين التنازل عن فضاء وهو قيد الإشتعال .. سيدا تبدو كبيرا .. فارعا..متجاوزا ..مستأسدا ..متوهجا ..متناميا..وموحدا .. مذهبا تسمو ؛ حاضرا ؛ متساميا ؛ متأدبا ؛ متراميا ؛ متطلعا ؛ ومجددا.. لم تعد تكفى الدموع ولا القلم وصفا لكونكـ ماثلا مرتقب... فلتتخذ أبعادنا الاخرى مدها المطلق المشبوب نحو حزنكـ بإحترام وأناقة ..فانعم بها من هالة مثقوبة صوب السماء..بكل عاطفة لها فى الجرح داء ودواء.. ياااااااااااااااااه الجفن طويلا لايغمض .. انه الذهاب القسرى الى احلام اليقظه المتواضعه بانحناء حيث الحرف ،حيث الخبز حيث كل حيث تموت الاهه.. لكنه اراحها من اعتصار القلب حين الاغنية التى لاتليق الا بالقبيلة ؛ الوعد السيد..!!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: معتز تروتسكى)
|
يقيـم الحـزب الاتحـادي الـديمقراطـي فـرع الممـلكـة المـتحـدة العـزاء علي شـهـيـد الوطـن والديمقراطـية السيـد محمـد اسـماعيل الأزهـري
يقـام العـزاء في
Lancaster Hall Hotel London W2 - 3EL
التـاريخ:
السـبت المـوافـق 29 أبريـل
الزمـان:
مـن الخـامسـة حـتي العاشـرة مسـاء
أقـرب محطـة قطـار
Paddington and Edgawrd Road
أرقـام البصـات
16 -98 -6-23-70-7
والعـزاء لكـل الـوطـن...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: معتز تروتسكى)
|
الشقيق / معتز
لك الشكر و التقدير و العرفان
فبعدك (محمد) النصوص عارية من الظلال ؛والليل يلعب بالقصيدة كيف ما شاء.. والحزن هذا اليوم مذبحة بطعم الدم لكل العاصروك غشية الوعد الاخير.. لم تمت كى يكتب الناعون فيكـ قصيدة انت اودعها فى عمق الجمال... (محمد)..مطرا يعالج لحظة الافراح بالصمت الشجاع؟
محمد رحيله ترك فينا جرح غائر يصعب ان يندمل ..
اللهم ارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة ..
......
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
Quote: يقيـم الحـزب الاتحـادي الـديمقراطـي فـرع الممـلكـة المـتحـدة العـزاء علي شـهـيـد الوطـن والديمقراطـية السيـد محمـد اسـماعيل الأزهـري
يقـام العـزاء في
Lancaster Hall Hotel London W2 - 3EL
التـاريخ:
السـبت المـوافـق 29 أبريـل
الزمـان:
مـن الخـامسـة حـتي العاشـرة مسـاء
أقـرب محطـة قطـار
Paddington and Edgawrd Road
أرقـام البصـات
16 -98 -6-23-70-7 |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
Quote: النشوف اخرتا رحيل .. تاني
سعد الدين ابراهيم
* الرحيل المباغت للمرحوم (محمدإسماعيل الأزهري) ألجم القلم وقد عرفت الراحل على قلة معارفي من السياسيين .. فوجدته شابا حُلواً .. ظريف المعشر .. ترفع الكلفة معه سريعاً .. وفي مدينة القاهرة ضمتنا جلسة ونسة .. ورأيته وهو يتعامل مع شباب الحزب هناك بأريحية ومودة .. وكنت قد استكتبته لصحيفة (الحرية) ابان صدورها وفي البدء ابدى تواضعا .. ثم اخذت اجادله حتى لان .. ولما وافق وشرع في الكتابة لنا .. توقفت الحرية عن الصدور .. واذكر انه اختار ان يكتب عن قضايا الشباب ودوره .. وكثيرا ما أداعبه هاتفا (لامكان للقدامى) فيقول لي : انت بتحلم ـ كان في قرارة نفسه ينشد التغيير وله افكاره الشبابية الجريئة .. ولكن البروتوكول يمنعه من الصراحة. بل ان السمت السياسي جعله يتنكر لموهبته الموسيقية .. حيث والانقاذ قابضة وكنت احد مُعدى برنامج «من الخرطوم سلام» وذهبت له برفقة المخرج عبد العظيم قمش ، فأنكر صلته بالموسيقى نهائيا .. مما حيرني حيرة شديدة .. اذ كنت اعرف اهتماماته الموسيقية وبراعته في العزف وقد سمعت عن مؤلفاته الموسيقية وربما سيكشف الاخ «طارق شريف» عن ذلك حسب الترويج لصفحته القادمة . بيدأنني عندما وجدت فرصة فيه جابهته لماذا الانكار في هذا الامر ؟ فابتسم وقال لي : الحكاية طويلة. كان منزعجا جدا من الحديث التلفزيوني الذي وصفه فيه احد النكرات الزعيم الراحل اسماعيل الازهري بما لا يليق وقد اجتهد في ان تتناول الصحف القضية وزودنا بـ (سي دي) لما قاله الرجل النكرة المصري .. وكان حريصا على ان نستمع لما قال ثم نكتب .. ولم يشفع ذلك بأى معلومات او اي مبادرات فقط اقتنع ان السماع يكفي. - وقد كنت قاطعت قناة دريم بعد ذلك محملا اياها مسؤولية ذلك الحديث الفج وما اعادتني اليها الا الصحفية الشاطرة منى الشاذلي عبر برنامجها العاشرة مساءً . - في صالون العزاء في المرحوم محمد والمقام بالميدان المجاور لمنزله لاحظت ما يدعو الى التسجيل .. فهناك يلوح علم السودان القديم وذلك اصراراً من اسرة الزعيم على استخدام هذا العلم يدعو الى الانتباه كما ان (الجثمان) لف بذات العلم القديم. لاحظت وجود امرأة وسط الرجال تمخضت عن الفنانة «حواء الطقطاقة» .. لاحظت ان الجميع يعتبرون الفقد فقدهم .. لاحظت ان الحضور يمثلون الاجيال كافة .. والطبقات كافة .. لاحظت ان الجميع يعتبرون «البكا» حقهم. قال لي الاستاذ الفاتح حمدتو ربما كان الحادث المروري الذي تعرض له ليس سببا فربما كانت ازمة قلبية اذ لوحظ ان يديه مدلتان بجانبه ولم تكونا قابضتان على (عجلة القيادة) كما ذكر لي انه كان في اول المساء في مناسبة عزاء ولوحظ انه اوشك ان ينام على الكرسي .. ولم يعرف بالتأكيد ذلك لان الاسرة رفضت التشريح .. ولست متفقا معها في ذلك فكان من باب اولى ان يخضع للتشريح حتى تعرف أسباب الوفاة الحقيقية. - ومثل (محمد) يكون قلبه معرضا للاصابة فقد حمل الكثير من الاعباء... تركة والده المثقلة ودخوله المبكر ساحة السياسة وحلمه بتوحيد الحزب. رحم الله الازهري الصغير .. وسيتحدث غيري كثيراً عن مآثره وما أكثرها. |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
رحل مبگراً.. وترك جرحاً نازفاً محمد إسماعيل الأزهري يوحد الاتحاديين حياً وميتاً علي محمود حسنين: الوفاء للفقيد بالعهد ألاَّ نختلف وألاَّ نتشرذم رصد:أنور التكينة تواثقت القيادات الاتحادية على تحقيق وحدة الحزب التي عاش من أجلها الفقيد محمد اسماعيل الازهري وظل يسعى لها حتى لقي ربه في حادث الحركة المشؤوم يوم أمس الأول. واتفقت قيادات اتحادية بارزة تحدثت لـ«الصحافة» على أن أشواق الفقيد محمد اسماعيل الأزهري ستتحقق بفضل حرص الاتحاديين على توحيد الكيان الاتحادي. «يا ولدي.. سنة 57 الزعيم الازهري جاءنا في عطبرة في بداية رحلة طويلة للمديرية الشمالية.. قال لي «يا محمد اتصل بحاجة مريم خليها ترسل لي ملابس تقيلة لأني بردان». ولما اتصلت بحاجة مريم قالت لي.. قول ليهو أهم من الملابس التقيلة جاك ولد.. اسموهو منو؟.. وكان هذا الولد هو محمد عليه رحمة الله». هكذا كان يحدثني مرافقي في موكب التشييع وهو ينتحب بمرارة وهو العم محمد صديق حاج حمد من قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي بمدينة عطبرة. موكب التشييع الهادر يتخذ نفس المسار السنوي لتأبين ابو الوطنية الشهيد الازهري.. عشرات الآلاف من الشيوخ والرجال والنساء والشباب والاطفال.. رجالات الطرق الصوفية.. لا إله الا الله محمد رسول الله.. تتردد والجمع يتجه صوب مقابر البكري.. نساءأم درمان وقفن في الشوارع امام منازلهن.. الكل يبكي.. الفقد فقد ام درمان وفقد السودان.. ساحة المقابر امتلأت لآخرها.. كل ألوان الطيف السياسي.. مولانا احمد الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي.. عبد الباسط سبدرات وزير ديوان الحكم الاتحادي ممثلا لرئيس الجمهورية.. احمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني، د.نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية.. الدكتور حسن عبد الله الترابي.. جميع قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي بلا استثناء.. المشير عبد الرحمن سوار الذهب، محمد الشيخ مدني.. شيوخ الطرق الصوفية.. القيادات الاعلامية والصحفية.. وأم المصلين شيخ الطريقة الاسماعيلية.. ليسحب الجثمان اخيرا جوار مرقد والده الشهيد الزعيم الازهري. * علي محمود حسنين: على حافة القبر وقف الاستاذ علي محمود حسنين وبأعين دامعة وكلمات مرتعشة نعى الفقيد الراحل.. في هذه اللحظات الدامعة تتفجر ينابيع الحزن فينا جميعاً.. وفي كل اتحادي وكل وطني.. اليوم نودع ابناً باراً.. نودع ثائراً اتحادياً مقداماً.. ونودع مناضلاً جسوراً كبيرا.. نودع الزعيم ابن الزعيم اسماعيل الازهري.. وكنت حاضرا ساعة ولادته عام 57 وكان آخر العنقود وكان الابن الوحيد للزعيم اسماعيل الازهري ففرح به الزعيم ايما فرح وكان يعده لمهام كبيرة ولكن شاءت الاقدار ان جاءت مايو واعتقلت الزعيم ومات في سجونها في يوم 26/8/1969م وكان فقيدنا محمد يبلغ من العمر احد عشر عاما في ذلك الوقت ولكن هذا الابن ظل وفياً لمباديء والده.. ولمباديء الحركة الاتحادية.. نذر نفسه وحياته كلها للوطن.. وللحزب الاتحادي الديمقراطي كما فعل والده.. تشرب بالمباديء الديمقراطية التي زرعها فينا ذلك الزعيم الفذ اسماعيل الازهري.. فكان محمد نتاجا لذلك العملاق فلا عجب ان يكون النتاج عملاقاً كذلك العملاق.. كان فقيدنا محمد يعمل ليل نهار من اجل وحدة الحزب الاتحادي الديمقراطي ومن اجل وحدة الحركة الاتحادية.. كان يجعل بيته مفتوحا ليل نهار من اجل تخليد ذكرى والده وتخليد مبادئه ووحدة الحزب وهموم الحزب وظل كذلك حتى لاقى ربه. ان محمد اسماعيل الازهري الذي ذهب الآن لربه ذهب على خطى والده وعلى دربه وانا هنا لا اقول الا ما قاله سيدنا ابوبكر الصديق عندما انتقل الرسول صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الاعلى. ان الازهري مباديء.. ان الازهري قيم ونضال وعمل دؤوب من اجل الوطن. في هذا اليوم الحزين اعلن اننا لن نختلف ولن نتشرذم وهذا هو الوفاء للزعيم محمد اسماعيل الازهري. سنعمل من اجل ان تتوحد الحركة الاتحادية لتعود قوية صلبة كما كانت.. قائدة كما كانت.. أودعك ابني محمد وأعاهدك ان نعمل على هذا الطريق ومن اجل الحركة الاتحادية.. فلا تشرذم بعد اليوم ولا خلاف بعد اليوم.. فنحن جسم واحد وموقف واحد وقواعدنا واحدة. ذهبت اليوم الى والدك فبلغه عنا السلام.. اخبره اننا لازلنا على العهد نسير من أجل تحقيق مبادئه ولن تنتكس الراية أبداً. * عثمان عمر الشريف: الاستاذ عثمان غلب عليه التأثر.. خرجت كلماته مجروحة دامية.. دامعة.. ألهب المشاعر لتتدفق حزناً وتمتليء ثورة وتضيف مشاعرا.. قال: في هذه الساعة الاليمة اذ نودع الشهيد ابن الشهيد ابننا محمد اسماعيل الى مثواه الاخير انما نودع فيه المروءة والشهامة والرجولة والاخلاص والوفاء. نودعه أخاً وصديقاً وابناً.. نودعه وكان مرجواً فيه ان يحمل عنا هذه الامانة الثقيلة.. كنا نؤمله قائدا للوحدة الاتحادية.. مؤسسا لوحدة السودان ولسلامته.. حاميا له من كل دخيل حيث كان يعمل على وحدة الصف ووحدة الكلمة.. كان يحترم الكبير والصغير.. كان باذلا نفسه وماله وروحه من اجل ان يرى أهل الاتحادي على قبلة واحدة ورأي واحد يذودون عن السودان كما كان آباؤهم بالامس. نعاهدك يا محمد أن نحمي الوطن الذي من اجله ساهرت الليالي واجتهدت وثابرت ومن اجل الحزب الاتحادي الديمقراطي ليكون في قبلة واحدة وكيان واحد. يا ايها الجمع الكريم.. ويا أهل السودان قاطبة، أناديكم والحزن يملأ قلبي.. أناديكم بحق روح ابن الزعيم.. بحق روحه الطيبة الطاهرة ان تتركوا كل الإحن وكل الخلافات وان تتجهوا جميعاً لكي نؤمن هذا السودان.. لقد اصبح السودان الآن كما ترون وكما تسمعون مطمع الطامعين وقبلة الحاقدين.. تتناوشه وتتناوله كل الأيادي الآثمة.. فلا سبيل لنا الا بالوحدة ولا أمان لنا ولا طريق الا طريق الوحدة.. نسأل الله ان يتغمد روحه الطاهرة وان يجعلها في أعلى عليين وان يسكنه الجنة وان يجعل البركة فينا جميعا. * علي السيد المحامي: في سرادق العزاء الذي اتخذ من ميدان المدرسة الاهلية المواجه لمنزل الزعيم الازهري امتلأ المكان على سعته بالمعزين.. جلست الى الاستاذ علي أحمد السيد المحامي فتحدث قائلاً: كل الخلافات التي كانت تدور داخل الحزب فان الامل الأقوى كان معقودا على محمد الازهري لتوحيد الاتحاديين كما فعل والده حيث كان المحور الذي يجمع كل الآخرين رغم اختلافات وجهة نظرهم وهكذا كان محمد فهو رمز للمجاهد رغم حداثة عهده الا انه كان كبيرا بقدره وفكره قادراً على الافصاح والفصاحة.. صبورا مع مخالفيه.. يستمع جيدا ويتحدث في الوقت المناسب ويقود خطه بهدوء بعيداً عن الضوضاء. كان الأمل المرتجى ولكن الذين عاصروه وشاطروه الأفكار والآراء سيرفعون الراية بعده وسيقودون النضال الذي خطط له محمد الازهري فهو لم ينكف على نفسه ويبعد الآخرين انما كان صبورا ومستمعا جيدا لمؤيديه ومخالفيه.. كان بيته مفتوحا لكل ألوان الطيف السياسي ولكل مخالفيه من الاتحاديين. في الايام العصيبة كان بيته مقراً لنضال الطلبة وكان صبوراً لسماعهم رغم اصرارهم على الخروج للشارع احيانا فكان يقودهم للخط السليم من اجل بناء الامة والحزب.. لم يسع للشقاق وانما سعى لترسيخ افكاره وكان مؤدباً يحترم الصغير والكبير وكان مثالاً للقائد الصارم وحقاً كان زعيماً ابن زعيم
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
عفواً... أيها «الموت»... ماذا أبقيت لنا؟! يكتبه:صباح أحمد قررت مساء أمس كما قرر كثيرون غيري أن أنام جيداً.. سنطارد طيفه حتى يخرج من حياتنا.. أو نحبسه في خزانة حديدية ضخمة ونغلق عليه بالمفتاح، لكن.. يا للهول.. هاهو طيفه يشع في أحلامنا ونحن غير نيام ويسمرنا على قارعة الحزن من جديد. يا لجرأة طيفه.. يا لتماسكه ونحن منهارون على وسائد تحترق.. لا تسألنا كيف الحال.. لا تقل لنا ما بالكم واجمون... فلا شئ يوقف الدموع ولا شئ يمكن ان يوازي حزناً يسكن الضلوع.. ولا شئ اقسى من مشهد اناس يوسدون عزيزاً التراب.. فقد نعيش حياتنا نحلم.. ونتمنى، لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فالقدر رفيق الغيب والموت رفيق الحياة، والحزن وعد مقدر والفراق أمر محتوم بلا ميعاد.. رحل محمد اسماعيل الازهري.. رحل الزعيم ابن الزعيم.. لا شئ يمكن له ان يوقف الرحيل.. لا شئ يمكن ان يوقف الدموع.. لا شئ يمكن ان يوازي حزناً يسكن الضلوع.. لا شئ اقسى من رحيل شقيق عزيز.. لا شئ اوجع من رؤية اشقاء يوسدون جسد شقيقهم التراب. فقد رحل محمد اسماعيل الازهري القيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي بعد رحلة طويلة على طريق العطاء والعمل قضاها مهموماً بأمرالحزب الاتحادي الديمقراطي فكان الرحيل الابدي، والموت الذى لف ود الازهري بعباءته ورحل.. وقد عرف المقربون للراحل غير اهتماماته السياسية اهتمامات فنية وثقافية حيث كان منزله ملتقى للمبدعين حيث يقف على استقبالهم بنفسه في باحة المنزل يتفاكر معم في شئون الثقافة والمجتمع كما يتفاكر مع غيرهم في شئون السياسة، والشأن العام. وخلال زياراتي له بالمنزل كنت اجده امام بيانو ضخم يعزف مقطوعات كلاسيكية.. لكنه سرعان ما يترك العزف ويعود الى شغله الشاغل «السياسة». الراحل من مواليد مدينة ام درمان25/11/1957م، درس المرحلة الوسطى بمدرسة ام درمان الاهلية التي تجاور منزله والثانوي بمدرسة حنتوب تخرج من جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد 81-82 ، الابن الوحيد وسط خمس بنات والاصغر للزعيم اسماعيل الازهري الذي فرح به أيما فرح وكأنه كان يعده لمهام كثيرة وعندما مات الزعيم الازهري شهيداً من أجل الحرية والديمقراطية في سجون مايو عام 1969م ونعاه نظام مايو ببضع كلمات يتيمات لم تتعد عبارة «مات اليوم بامدرمان الاستاذ السابق اسماعيل الازهري.. وسوف يدفن في مقابر... ويقام العزاء في منزلهم الكائن في بيت المال» لم يكن الراحل محمد قد تجاوز عامه الحادي عشر وحتى عندما جاءت الديمقراطية وكبر الازهري الابن لم يسع للمطالبة بتعويضات كما فعل غيره.. كان محمد الازهري يرحمه الله من الداعين لسيادة المؤسسية والديمقراطية داخل الحزب الاتحادي الديمقراطي طيلة سنوات طويلة قضاها ينافح ويدعو لذلك وعندما تأخر قيام المؤتمر العام للحزب ظهرت فكرة قيام ما يسمى بالهيئة العامة في 2000م وحتى 2001م وقد تواضع على الفكرة التي نبعت من مجموعة من قيادات الحزب الاتحادي بالداخل وعلى رأسها في ذلك الوقت علي محمود حسنين والحاج مضوي محمد احمد ومحمد اسماعيل الازهري تواضع عليها عدد مقدر من الاتحاديين بالداخل، وبدا مؤتمر المرجعيات الذي عقد في القاهرة العام قبل الماضي عند كثير من المراقبين كرد فعل مضاد لقيام الهيئة العامة.. والحقيقة ان اختلاف من يقودون الهيئة العامة مع السيد محمد عثمان الميرغني زعيم الحزب الاتحادي كان حول النهج الذي يدار به الحزب والمتمثل حسبما رأوا في غياب المؤسسية والديمقراطية وسياسة الاقصاء، لكن سرعان ما عبرت مياه كثيرة من تحت جسر الهئية العامة إذ ذهب علي محمود حسنين للقاهرة للمشاركة في مؤتمر المرجعيات فيما كون الحاج مضوي محمد احمد وميرغني عبد الرحمن بالتنسيق مع «القوى الحديثة» داخل الحزب بقيادة الدكتور يعقوب شداد تياراً يعرف الآن بتيار الهيئة العامة، في وقت واصلت فيه مجموعة محمد الازهري السير بخطى حثيثة نحو تبني فكرة قيام مؤتمر استثنائي للحزب الاتحادي الديمقراطي، وبالفعل قام هذا المؤتمر في يناير 2005 من العام الماضي بدار الزعيم اسماعيل الازهري. وعلى الرغم من انقسامات الحزب الاتحادي الديمقراطي واتساع الهوة يوماً بعد يوم بين تياراته المختلفة الا ان شعار وحدة الحزب ظل شعاراً ترفعه كل هذه التيارات بلا استثناء وإن اختلفت في كيفية الوصول لهذه الوحدة، وكان الراحل وعلى الدوام يقول بأن وحدة الحزب الاتحادي الديمقراطي من المحاور المركزية التي تداولها المؤتمر الاستثنائي ويتداولها الآن حيث وجه هياكل الحزب المنتخبة نحو السعي الى وحدة الحزب في اطار المؤسسية والديمقراطية الداخلية، وفوض المؤتمر الاستثنائي الاجهزة المنتخبة في ان تحل نفسها وكل مؤسساتها إن كانت هذه من استحقاقات الوحدة الاتحادية، ورويداً رويداً كانت الدعوة لوحدة الحزب الاتحادي بوحدة تياراته المختلفة تطل برأسها وتجد من يساندها يوماً بعد يوم وخلال اليومين الماضيين كان هناك اجتماع بمنزل الزعيم الازهري عقد للتحضير للاحتفال بوحدة المؤتمر الاستثنائى بقيادة الراحل محمد الازهري والهئية العامة بقيادة الحاج مضوي محمد احمد وميرغني عبد الرحمن ومجموعة من حزب الشريف زين العابدين الهندي بقيادة حسن دندش.. وقد ناقش الاجتماع الذي استمر حتي الساعة الحادية عشرة مساء التحضير لمؤتمر الوحدة وبعدها ودع الفقيد المجتمعين واتفق مع بعضهم على اللقاء منتصف اليوم التالي للذهاب لتقديم واجب عزاء بالسروراب، وقال إنه سيذهب لبيت خاله «نسابته» بالخرطوم2 ومن هناك خرج متجها الى ام درمان عن طريق بحري وفي منطقة شمبات حصل الحادث الاليم بعد ان اصطدمت عربة الفقيد الملاكي التي تحمل الرقم «خ أ ص 5» بعربة لنقل النفايات كانت تقف يمين الطريق ووقع الحادث طبقاً لادارة المرور عندما كان الراحل يقود عربته بشارع السيد علي الميرغني من الجنوب الى الشمال بسرعة مما ادى الى انحرافها الى اليمين وارتطامها بمؤخرة عربة نظافة ولاية الخرطوم التي كانت تقف على الجانب اليمين للطريق مما ادي الى وفاته.. وفي لقاء جمع مجموعة من الاتحاديين بمنزله يوم السبت الماضي فاجأ الازهري الحضور بحديثه عن موت الفجاءة وقال المحامي امير خضر بشير رفيق الازهري لاكثر من عشرين عاماً لصحيفة «اخبار اليوم» امس «تحدث الراحل عن ما وصفه بالموت البقى يلفح لفح.. ونادى بضرورة العمل من اجل مصلحة الوطن والحزب ونادى بضرورة الاسراع في الوحدة». ومن المؤكد ان احداً وقتها لم يكن يدري ان الازهري الابن تبقت له ساعات معدودات في الحياة يريد استثمارها لصالح وطنه وحزبه لكن.. ربما كان يشعر بدنو اجله فأهلنا البسطاء يقولون إن الانسان يشعر بدنو اجله قبل اربعين ليلة من موته.. ربما كان هذا صحيحاً وربما كان مجرد تخرصات لكن المؤكد أن الراحل كان يرغب في استباق القدرغير ان الموت لم يمهله فرحل سريعاً وكأن القدر يقول: آن لهذا القائد ان يترجل عن صهوة جواده ويلقي سلاحه ويغفو.. وبعد تشييع الجثمان وقف الاستاذ علي محمود حسنين نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي يكفكف دموعه ليعلن أن الاتحاديين لن يختلفوا ولن يتشرزموا وفاء لذكري الازهري وابنه.. وان قيادات الحزب العريق ستعمل من اجل توحيد الحركة الاتحادية كيما تعود قوية كما كانت.. وهو الامر الذي اكده سيد احمد الحسين حينما ذكر ان وحدة الاتحاديين ستكون هي الاساس للعمل في المرحلة المقبلة.. وهنا يطل سؤال برأسه.. هل سيكون رحيل الازهري الابن سبباً في وحدة الحركة الاتحادية؟ سؤال بدهي لكنه وعلى بداهته مهم يبقى بلا اجابة مؤكدة.. ربما تجيب عليه الايام القادمة.. * لحظة تشييع الجثمان الى مثواه الاخير عشية امس الاول بمقابر البكري بام درمان احتشد الآلاف في الموكب الجنائزي للفقيد الذي تقدمه السيد احمد الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي وقيادات الحزب والدكتور الترابي زعيم حزب المؤتمر الشعبى والرئيس الاسبق المشير عبد الرحمن سوار الدهب ونائب والي الخرطوم د. الصادق الهادي المهدي ود. نافع على نافع القيادي بالمؤتمر الوطني، وعبد الباسط سبدرات وزير ديوان الحكم الاتحادي ود. عبد النبي علي احمد الامين العام لحزب الامة، وكانت حشود المواطنين ومنسوبي الطرق الصوفية تتدافع الى مقابر البكري تسبقهم أصوات التهليل والتكبير ودوي الدفوف ولف الجثمان بعلم الحزب الاتحادي فيما أمَّ المصلين في صلاة الجنازة شيخ الطريقة الاسماعيلية. أخيراً: بقي أن نقول امطار الحزن لا تتخير الأرصفة بل تهطل وبغزارة على كل الارصفة فليتهيأ الناس للتعايش مع موسم الحزن هذا.. ولنحزن ما شاء لنا الحزن ثم تذكروا ان هذا هو حال الدنيا.. توقيعات على دفتر الحضور * تعرفت على محمد إسماعيل الأزهري في فترة الديمقراطية الثالثة عن طريق شقيقي مضوي الترابي، وأصبحت أزور دارهم في صحبة مضوي، وكان هو يزور دار مضوي بلا انقطاع. فقد جمعت بينهم الإتحادية وهموم حزبهم، عرفت في محمد الأزهري إنساناً من طراز خاص جداً، فهو التواضع وحسن المعشر يمشي بين الناس على قدمين ولم يطمس مجد الأسرة، ولا الموهبة الموسيقية الخارقة. فطرته السليمة ولم تحركا فيه ما تحركانه في الناس عادة من نزوع إلى التعالي واستمعت إليه في داره مرات، وهو يعزف على الجيتار ببراعة نادرة كما جلست أستمع إليه وهو يعزف على الاورغن في دار صديقه، سليم الكردي القريب من بيتهم في بيت المال، بتمكن وحساسية مدهشتين، وأصبحت عاشقاً لموسيقى محمد إسماعيل الأزهري و كان كثير من الفنانين يزورونه، وكلهم كان يود لو أنه صحبهم في العزف، ولكنه كان يدخر نفسه للدور السياسي بوصفه ابن الزعيم إسماعيل الأزهري. د. النور حمد كاتب صحفي مقيم بالولايات المتحدة الامريكية * عندما جاء للدراسة بمدرسة حنتوب عرفت فيه مدرستنا كلها شخصاً مهذباً خلوقاً متواضعاً، كان صامتاً لكن وجهه كان يضج بالاسئلة ومن بعد عرفناه في داخلية بحر العرب وهو يعزف الجيتار مصاحباً لصلاح حسن احمد على العود. كان ما يقدمانه في ذلك الوقت من موسيقى فتحاً جديداً، وفي منزل اسامة فرحان ببحري كان محمد الأزهري يجئ لعمل بروفات مع مصطفى سيد احمد ولدى اسامة تسجيلات لهما هو ومصطفى ويمكننا إعتبار تلك التسجيلات مساهمة غير معروفة للكثيرين في التكوين الموسيقى لمصطفى بواسطة محمد الازهري الذي اظهر نبوغاً في هذا الفن قبل ان يتفرغ للسياسة. الفنان محمد هو ما يعرفه كل من اقترب منه. كان رصيناً وقد ذهب بهاتين الصفتين للسياسة في دروبها المتعرجة وللاسف لم تتح الفرصة للكثيرين خارج الوطن لمحاورة أدائه فيها. بشري الفاضل صحافي وقاص وشاعر المملكة العربية السعودية * محمد أزهرى صديق عزيز، علاقتى به تعود إلى عام 1968 حيث كان يتقدمنى في الدراسة بسنة وكان أيضاً صديقا لشقيقي أسامه. كان محباً لكرة القدم وكثيراً ما يمضي فسحة الفطور فى لعب كرة القدم ولا يفطر. كان يأتى للمدرسة سيراً على الأقدام رغم أن والده رئيس الجمهورية، وكثير من أبناء المسئولين يحضرون إلى المدرسة بعربات حكومية وعربات خاصة. كان يدخل معنا السينما «شعب» وله نفس عدد القمصان والأردية والبناطلين التى يملكها البسطاء من أبناء أمدرمان. كان يحب الأفلام الهندية، وقد كنا نمازحه بمقولة والده الزعيم الأزهرى عليه رحمة الله عندما زار الهند وخاطب الشعب الهندى بقولته المشهورة «لقد شاهدت فيلمكم جانوار وقد شاهده إبنى محمد سبع مرات». كان محمد يشارك الناس أفراحهم وأتراحهم. ويحب الموسيقى وفرقة البلو ستارز وتربطه علاقة قوية بأعضائها عمر والدرديرى. كان يحب كل ضروب الرياضة والفنون، وقد بدأنا مشروعاً لإنتاج أفلام سينمائية عام 1983 لكنه لم يكتمل بسبب سفرى. هاشم بدر الدين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
حياة محمد اسماعيل الأزهري الفنية .. أسرار تنشر لأول مرة ودعت البلاد في يوم الاثنين الماضي الاستاذ محمد اسماعيل الازهري الذي عرفه الناس سياسيا لا يشق له غبار، ولكن الجانب المخبوء في شخصية الراحل محمد اسماعيل الازهري، كان الجانب الفني، رغم ان الراحل تميز بموهبة كبيرة في التوزيع الموسيقي تضاهي موهبة اميز الموسيقيين المحترفين، ويقال إن مجلس الراحل الفني كان يضم عددا من اهل القبيلة الفنية، مثل صهره الشاعر الفاتح حمدتو، والفنان نادر خضر، والموسيقي احمد المك، وعازف الاورغن الماهر محمد بابكر، وربطت محمد الأزهري ايضا صداقات عديدة بكبار الفنانين مثل ابوعركي البخيت وحمد الريح. ويروى ان الراحل كان يحتفظ بود مقيم مع آلة البيانو، ويدندن عليها في اوقات فراغه «الصحافة» حاولت ان تلج الى عوالم الراحل محمد اسماعيل الازهري الفنية. وفي ما يلي نقدم افادات عدد من اصدقائه المقربين الذين وقفوا على موهبته الفنية المميزة. نادر خضر: سأغني أعماله لأرد له الدين لن يتكرر: سألت الفنان نادر خضر الصديق المقرب للراحل محمد اسماعيل الازهري عن الحياة الفنية لصديقه الراحل، وفي خاطري بعض المعلومات التي رواها لي مقربون، عن ان المشروع الفني لنادر خضر يقف خلفه موسيقي مبدع عرفه الناس كسياسي هو الراحل محمد اسماعيل الازهري. قال لي نادر خضر وهو يغالب دموع الحزن: محمد اسماعيل الازهري اعظم موسيقي انجبته حواء، وقاتل الله السياسة التي حرمتنا من فنان مبدع. ويضيف نادر ان بعضهم وقف بقوة ضد انضمام محمد الازهري الى مجال الفن، بدعوى انه لا يليق بابن الزعيم ان يكون فناناً ويوضح نادر ان هؤلاء لا يعلمون ان الموسيقي هي اسمى ما اكتسبه الشقيق محمد الازهري، وقد قدم بعض الاعمال الموسيقية وجاهر بألا يغنيها غير نادر خضر، وبعض هذه الاعمال لم ير النور. وسأقوم بتقديمها الآن لارد بعض جميل هذا العبقري، وهو سياسي من طراز فريد، وموسيقي لن يتكرر، وزعيم ابن زعيم قل ان يجود الزمان بمثله. من القلب: الشاعر الفاتح حمدتو هو صهر اسرة الازهري ، وخلاف علاقة النسب فقد ربطته علاقة صداقة عميقة بالراحل محمد الازهري. ولهذا كان اكثر الناس حزنا على الفقد الجلل، وعندما طلبت منه الحديث عن حياة الراحل الفنية، جاء حديثه صادقا ونابعا من القلب. وقال لي حمدتو ونبرات الحزن تطغى على حديثه: لقد كان محمد الازهري مواطنا صالحا لاهله ولوطنه، فقد كان بارا بوالدته واخواته البنات، وقد كان هو الابن الوحيد للزعيم الراحل الازهري. وقد تشرب من صهره مبادئ الزعيم الراحل الازهري، ولم يدخل الي مجال السياسة بصفته ابن الزعيم الخالد الازهري، ولكنه تدرج في اروقة السياسة بداية بمدرسة المؤتمر الثانوية في عهد النظام المايوي، ثم بعد ذلك مواصلاً لمشواره الطويل في جامعة الخرطوم متخرجا في كلية الاقتصاد، وكان من العلماء الذين برعوا في هذا المجال. وكان سياسا محنكا. ورغم صغر سنه الا انه استطاع ان يكون في وقت وجيز في مصاف الكبار الذين لهم باع طويل في التجربة السياسية، فكان محمد واحدا منهم اذا لم يكن أحسنهم، وقد استطاع ان يجمع حوله القاعدة السياسية وقد كان ذكيا في هذا المجال من خلال دعوته لتواصل الاجيال في الحزب الاتحادي ، والذي لم يتم الا من خلال الدماء الحارة التي يزخر بها الحزب. ويضيف حمدتو: كان محمد رجلا متعدد المواهب مرتب الافكار، متحدثا لبقا يتحدث في كل المجالات وفي شتى المواضيع.. وكان موسيقيا من الطراز الاول، ومعظم الاغنيات التي صغتها شعرا بصوت الفنان نادر خضر، وحتي وان كانت ملحنة من نادر شخصيا او من ملحنين آخرين، فقد كانت بصمات فقيدنا العزيز في هذه الاغنيات واضحة وهذه شهادة للتاريخ. ويشير حمدتو الى أن الراحل محمد الازهري واصل مسيرته السياسية، فلم يعمل ابدا بوظيفة، وانما نذر حياته ووقته للعمل السياسي الذي تدرج فيه الي ان اصبح احد القادة المرموقين بالحزب الاتحادي الديمقراطي. وكنا نأمل أن يمتد به العمر حتى تصقل تجربته ليعيد لنا امجاد الازهري، ولكن ارادة الله كانت الغالبة. ونحن لا نستطيع ان نقول الا ما يرضي الله، وستظل ذكراه العطرة في قلوب الناس وفي قلوب الجماهير الاتحادية خاصة، التي عمل جادا في الفترة الاخيرة من أجل توحيدها. ونحن على ثقة من ان القاعدة الشبابية ستواصل المشوار من اجل مبادئ الزعيم الراحل اسماعيل الازهري وابنه الزعيم محمد الازهري.. رحم الله محمداً بقدر ما قدم للوطن، وقد قدم الكثير حتى اختاره الله الى جواره.. ونسأل الله ان يكون مع الصديقين والشهداء وحسن اولئك رفيقا. و«إنا لله وإنا إليه راجعون». حياة محمد اسماعيل الازهري الفنية يتضح لنا جليا انها حياة كانت عامرة بالخير والابداع والجمال كحياته السياسية. وتمثل هذه الافادات اضاءة اولى في هذا الجانب. ويختتم الاضاءات الموسيقي احمد المك، وهو ايضا من الموسيقيين المقربين بقوله: محمد الازهري كان فنانا مطبوعا والفن كان يجري في دمه. وقد ظهر فنه في علاقاته الطيبة مع الناس. وهو كان صاحب شخصية مميزة. وكان كريما فياضا هاشا باشا دمث الأخلاق، كما ان محمد الازهري كان رجلا نبيلا، وقد وقف مع الفنانين ومد لهم يد العون، وهو الذي علم محمد بابكر عزف الأورغن. أحمد المك: أنا أشهد بأن الزعيم علَّم محمد بابكر عزف الأورغن..!!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
رحيل محمد الأزهري وشجون أخرى
جعفر عباس بريد إلكتروني: لم يسبق لي الالتقاء بمحمد إسماعيل الأزهري، بل لم أر له صورة من قبل، ولا علاقة تربطني بالحزب الذي ظل عضوا فيه وظل يناضل لإصلاح الأحوال فيه، ولكنني حزنت كثيرا لما سمعت بوفاته .. لم ألتق به ولكنني أعرف أنه كان صاحب مبادئ سياسية ظل ثابتا عليها، ولو اختار الهرولة الى المناصب لنال أرفعها فما من حكومة إلا وتتشرف بأن يكون نجل الأزهري «سيد الاسم» بين أقطابها.. الثابتون على المبادئ والمواقف جديرون بالاحترام مهما اختلفنا معهم، ولهذا كان السيد عبد الرحمن المهدي مؤسس حزب الأمة (اليميني الكبير) يحب ويحترم السيد عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي (اليساري الصغير)، ولهذا يحترم أقطاب في الحكومة الحالية الأستاذ سيد احمد الحسين (احتراما غير معلن) أكثر من احترامهم لزملائه في الحزب الذين يساومون على المناصب، رغم أن الحسين لا يفوت مناسبة دون النيل من الحكومة والمطالبة بفركشتها،.. وكان أقل ما يمكن ان أفعله لذكرى الراحل الكبير محمد الأزهري هو التأكد من أن قناة الجزيرة بثت الخبر الأليم من خلال الشريط الإخباري المتحرك (سكرول بار)، بعد أن بح صوت زميلي عيسى البشير عباس وهو يهاتف المسؤولين في الجزيرة لبث الخبر.. ومن غرائب الأمور انني ظللت لعدة أسابيع أبحث عن مدخل للحديث عن جامعة الزعيم الأزهري التي ذكرتها عرضا في سياق اقتراح عبر زاويتي هذه للتوصل الى آلية تجعل خريجي جامعة الخرطوم يسهمون في تطويرها وتمويلها.. وكنت قد عبرت عن ضيقي وحزني لما آل اليه حال جامعاتنا واستشهدت بلافتة تحمل اسم جامعة الأزهري على بيت في حي المساكن الشعبية بالخرطوم بحري، وبعد نشر المقال بيوم واحد وصلتني رسالة مطولة عبر البريد الالكتروني من ادارة العلاقات العامة بجامعة الأزهري تشرح ان المبنى يتسع للشؤون الإدارية وكيف ان الجامعة تتميز ببرامج اكاديمية لا تتوفر في غيرها من الجامعات ثم عن مشروع بناء «كامبوس» أي مبنى متكامل للجامعة في موقع قريب من سوبا.. ولم تكتف الجامعة بذلك بل أرسلت إلي عبر البريد وعلى عنوان هذه الصحيفة مجموعة من الوثائق المتعلقة بالجامعة (ويؤسفني أنني لم اطلع عليها).. الانطباع البديهي عندما تجد حماسا وغيرة كتلك التي لمستها لدى أسرة جامعة الأزهري هو أنهم فخورون بجامعتهم وواثقون من انها متميزة وعاكفون على تطويرها وعلى استعداد لعرض «كتابهم» على كل من يريد ان يقرأ. تألمت كثيرا لأن جامعة الخرطوم لم تعبأ باقتراحي الداعي لابتداع وسائل لحث خريجيها على العودة اليها والارتباط بها دعما لها ماديا وأدبيا لها بعد ان صارت «تاني الطيش» حتى على مستوى قارة «تمامة عدد» مثل أفريقيا، ثم قرأت مقالا للدكتور عزان سعيد في موقع سودان نايل على الانترنت (12/3/2006) قال فيه ان الجامعة بدأت في السقوط نتيجة الإهمال واللامبالاة قبل عام 1989 ، ولكنه يورد العديد من الأدلة بأن حكومة الإنقاذ تعمدت تدمير جامعة الخرطوم بوصفها مؤسسة علمانية ذات تقاليد ليبرالية، فكان ان طفش منها خيرة أساتذتها، ثم جاء قرار تعريب المناهج فيها بنفس الأسلوب المرتجل الذي اتبعه نميري في تعريب المرحلة الثانوية مقرونا بتغيير السلم التعليمي والمناهج في غضون شهرين.. ووصلتني العديد من الرسائل من خريجي جامعة الخرطوم يبدي أصحابها استعدادا كاملا للمشاركة في أي جهد يرمي الى إدخالها غرفة العناية الفائقة والإنعاش لتسترد بعض عافيتها، وقد ضاعت مني معظم تلك الرسائل بسبب «الخمج» المعتاد في مكتبي، فعندي تربيزة تشبه طبالي الأسواق العشوائية بما عليها من أكوام الورق والكتب والقواميس وملحقات الكمبيوتر.. وبعد عمليات تنقيب تشبه عمليات منظار القولون (ولا أنصحك أيها القارئ بتعريض نفسك لتجربة هذا المنظار.. وإذا كنت تحمل جينات جعلية فإنك لا شك ستدخل السجن عندما تعتدي على الطبيب الذي يقوم بالتنظير دفاعا عن شرفك!).. المهم بعد التنقيب عثرت على رسالة من الاستاذ وليد محمود أبكم الذي يعمل مستشارا قانونيا في العاصمة السعودية الرياض، وقد أيد أبكم اقتراحي وحدثني عن تشكيل رابطة لخريجي كلية القانون بجامعة الخرطوم في السعودية من بين أولوياتها الإسهام في دعم الكلية التي تخرجوا فيها،.. كما تلقيت رسالة من الطبيب بابكر اسماعيل الذي يعمل استشاريا في الباثولوجي (علم الأمراض) في مستشفى سانت بيتر في مقاطعة سَرِي بانجلترا، وقد شدد الدكتور بابكر على نحو خاص على ضرورة إنشاء صندوق مركزي خاص بالأبحاث العلمية/ الأكاديمية في الجامعة. طبعا يحزنك ان تبادر الى عمل فيه مصلحة البلاد والعباد فيتجاهلك من بيدهم الحل والربط، ولكن ليس معنى ذلك انني تخليت عن اقتراحي او عن مساندة أي اقتراح آخر يهدف الى الارتقاء بالتعليم الجامعي في السودان.. فجامعة الخرطوم وغيرها من الجامعات ليست ملكا لمن يتولون إدارتها الآن فهم «سيغورون» ولو بعد حين.. وبحكم إقامتي الطويلة في منطقة الخليج فإنني أعرف كيف يساهم أبناء مختلف المناطق في مساعدة الجامعات البروس التي أنشئت في مناطقهم بطريقة «ويطيب لي أن أعلن ان الحاج اسماعيل تبرع بمنزله كي يكون جامعة للولاية وسنوعز لوزارة التعليم العالي لتزويد الجامعة الوليدة بالطباشير والكربون».. ما هو مطلوب هو دعم مستدام sustainable للجامعات ، وقد يتأتى ذلك بتشكيل روابط لخريجيها دون الالتفات الى انتماءاتهم الجهوية والمناطقية، ويكون هدف تلك الروابط هو تمويل مشاريع تكون غايتها توفير موارد مالية منتظمة لتلك الجامعات.. وبحكم إقامتي في منطقة الخليج (أيضا) يأتيني الشباب من خريجي جامعاتنا طلبا للمساعدة في الحصول على وظائف.. وبدون ادعاء للتواضع فإنني أبذل أقصى جهد ممكن لمساعدة أي سوداني يستعين بي للحصول على عمل في منطقة الخليج، ولكنني لم أقدم أي عون للفئة آنفة الذكر من الخريجين، فليس من الأخلاق في شيء ان تستغل علاقاتك وثقة الناس بك لإيكال وظيفة لشخص لا يحسن حتى كتابة طلب الوظيفة.. شخص تقرأ سيرته الذاتية فتخرج بانطباع واحد: صاحبنا هذا جاهل عصامي ويحمل بكالريوس في الأمية الألف - بائية
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
عاش مهموماً بوحدة الاتحاديين البلاد تشيع محمد إسماعيل الأزهري في موكب مهيب امدرمان: انور التكينة شيعت البلاد عصر امس بمقابر البكري، الفقيد محمد اسماعيل الازهري، القيادي البارز بالحزب الاتحادي الديمقراطي، والابن الوحيد للزعيم الراحل ابو الوطنية، اسماعيل الازهري، والذي وافاه الاجل المحتوم في الثانية من فجر امس في حادث مروري بشارع السيد علي الميرغني ببحري، وهو في طريق عودته الى منزله. وشارك في مراسم التشييع عشرات الآلاف من المواطنين تتقدمهم القيادت السياسية بالبلاد وعلى رأسها احمد الميرغني نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي، واحمد ابراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني، والدكتور حسن الترابي رئيس حزب المؤتمر الشعبي، والمشير عبدالرحمن سوار الذهب، وكافة قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي، ورؤساء الاحزاب السودانية المختلفة، وممثلي الهيئات ومنظمات المجتمع المدني ورجالات الطرق الصوفية، والقيادات الاعلامية والصحفية، وجمع غفير لم تشهده البلاد في وقت قريب. وعدد المشاركون في التشييع مآثر الفقيد الراحل وجهده الوطني، حيث اكد علي محمود حسنين، ان الو فاء للراحل سيكون بالعمل من اجل الوحدة الاتحادية التي كرس الشهيد جهده لها، مؤكدا انه لا تشرذم بعد اليوم ولا خلاف، اذ ان الحركة الاتحادية جسم وفكر وموقف و احد. وقال عثمان عمر الشريف إن الفقيد كان بازلا نفسه وماله وروحه من اجل ان يرى اهل الاتحادي الديمقراطي علي قبلة واحدة كما كان آباؤهم بالامس. ونادى اهل السودان جميعا بترك كل الإحن والخلافات والتوجه لتأمين السودان الذي اصبح مطمع الطامعين وقبلة الحاسدين. وذكر علي احمد السيد المحامي، بأن الامل الاقوى لتوحيد الاتحاديين كان معقودا على الزعيم الراحل كما فعل والده من قبل رغم حداثة عهده، إذ انه كان كبيرا بفكره، وكان صبورا صادقا مخلصا لمن معه، قادرا علي الافصاح والفصاحة، وصبورا مع مخالفيه، مؤكدا ان الذين عاصروه وشاطروه الآراء والافكار سيرفعون الراية من بعده، وسيخوضون النضال الذي خطط له ليتوج بالوحدة الاتحادية الكاملة. من جهة اخرى، احتسب رئيس الجمهورية، المشير عمر البشير، للأمة السودانية الفقيد الراحل، وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية ان الامة السودانية فقدت واحدا من ابنائها الاوفياء وقادتها الوطنيين. فيما اورد التحالف الوطني السوداني في بيان له ان البلاد فجعت برحيل محمد الازهري وهي في اشد الحاجة لاسهاماته الوطنية لبلوغ الحرية والديمقراطية والسلام والوحدة التي عمل الفقيد لتحقيقها لحزبه ولوطنه. ونعت حركة القوى الجديدة الديمقراطية، (حق)، الراحل ببيان ذكرت فيه انه برحيل محمد تنطفيء نجمة اخرى في سماء بلادنا الحالكة، وتصاب صفوف المنافحين المستنيرين ضد الدكتاتورية والطغيان بخسارة جسيمة.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
الجماهير الصابرة الحزينة اتت تتدافع من العاصمة و الولايات لحضور الندوة
المقامة في ختام ايام العزاء بميدان المدرسة الاهلية جوار منزل الزعيم اسماعيل
الازهري ... ضاق الميدان بجماهير الشعب السوداني ...فكانت جماهير الحزب الاتحادي
الديمقراطي بمختلف تياراتها شيوخ وشباب وطلاب ونساء ممثلوا الاحزاب السياسية و القوى
الوطنية الطرق الصوفية رجال السلك الدبلماسي على راسهم سفير جمهورية مصر العربية
الشقيقة، قيادات الحزب الاتحادي الديمقراطي، السيد الصادق المهدي امام الانصار وزعيم
حزب الامة ،الحزب الشيوعى السوداني وحزب البعث العربي الاشتراكي والحركة الشعبية لتحرير
السودان ...الخ
حواء الطقطاقة ... هذه المرأة ظلت تنتحب ودموعها تنهمر منذ يوم الرحيل المر ، في
مشهد حزين ومبكي وهي ترتدي ثوب بالوان العلم الثلاثة ...
اللهم ارحم محمد اسماعيل واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة
>>>>
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
فتح الحزب الاتحادي الديمقراطي فرع الجمهورية اليمنية في يومي الخميس والجمعة 27 و 28 ابريل 2006 أبواب مقره في صنعاء لتقبل التعازي في فقيد الوطن والحزب الاتحادي الفقيد محمد إسماعيل الأزهري. وتوافد عدد كبير من السودانيين المقيمين في اليمن وممثلي الأحزاب والتنظيمات السودانية لتقديم التعازي ،وشاركوا جميعهم في تقبل التعازي من الأشقاء اليمنيين ورفع الأكف تضرعاً لله الرحمن الرحيم العادل بان يتقبل الفقيد أحسن القبول وينعم عليه بأرفع الدرجات في جنات الخلد. وتداول الحاضرون في العزاء مقتطفات من سيرة الفقيد وجهوده الناجحة المثمرة في مجال العمل العام ، خاصة في وجهيه السياسي والفني، حيث نبغ محمد الأزهري كثيراً. خصصنا جزء من وقت لقاءنا في العزاء لقراءة بيانات النعي الصادرة من الحزب الاتحادي في الداخل وفروعه في الخارج، ولكثير مما كتب عنه في مواقع الانترنت، وفي مقدمتها هذا الموقع وموقع سودانيات. وعرج بنا الحديث إلى الزعيم إسماعيل الأزهري، وأبناء جيله من رواد الاستقلال، ومن سبقهم ولحقهم من أبطال الحركة الوطنية السودانية، الذين ناضلوا بجد من أجل الاستقلال والديمقراطية والتقدم. ثم وصل بنا الحديث إلى راهن السودان بكل ما يعتمل فيه من أوضاع وأحداث يثير معظمها الحزن الإحباط. كأن محمد الأزهري قد حضر بيننا ونحن نتبادل التعازي في فقده. فقد أحضر الوطن بكل همومه أمامنا، مثلما كان يفعل في أي مجلس يرتاده. وفي مناسبة فقده الأليم أصدر الحزب الاتحادي الديمقراطي فرع اليمن بياناً جاء فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم "(من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) بقلوب ملؤها الحزن والأسي ينعي الحزب الاتحادي الديمقراطي فرع اليمن فقيد الحزب والوطن الأستاذ المناضل محمد إسماعيل الأزهري الذي فجعنا برحيله المفاجئ في وقت كنا فيه نتلقى بشغف أنباء جهوده الخيرة الخالدة لتحقيق وصيانة وحدة حزبنا. ونضاله الناصع من أجل قيادة مسيرة الوطن إلى مرافئ الديمقراطية والنهضة الشاملة. ومثلما عاهدنا الزعيم الشهيد الأزهري، والزعيم الشهيد حسين الهندي وغيرهم من شهداء وأبطال الحركة الوطنية نعاهدك يا محمد بأن نسير على الدرب: سيظل حزبنا قوياً موحداً وفاعلاً، وبجهد واحد، مع بقية أطراف الحركة الوطنية الديمقراطية، سنصنع السودان وفق مانهوى : سودان واحد مزدهر تسنده أعمدة راسخة من الديمقراطية والعدل والسلام الدائم والرفاهية والتقدم. لك الرحمة محمد الأزهري.. ولحزبنا ووطننا العز والسؤدد. الحزب الاتحادي الديمقراطي فرع اليمن
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: تراث)
|
الشقيق / عثمان تراث
نعزيك ونعزي كل الاشقاء في اليمن في فقيدنا الزعيم محمد اسماعيل
Quote: ومثلما عاهدنا الزعيم الشهيد الأزهري، والزعيم الشهيد حسين الهندي وغيرهم من شهداء وأبطال الحركة الوطنية نعاهدك يا محمد بأن نسير على الدرب: سيظل حزبنا قوياً موحداً وفاعلاً، وبجهد واحد، مع بقية أطراف الحركة الوطنية الديمقراطية، سنصنع السودان وفق مانهوى : سودان واحد مزدهر تسنده أعمدة راسخة من الديمقراطية والعدل والسلام الدائم والرفاهية والتقدم |
.
ليظل هذا العهد هاديا ونبراسا.... ونعاهدكم ونعاهد انفسنا بان نعيد لهذا الحزب العريق سيرته الاولى
ليعيد للوطن الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية وسيادةحكم القانون ...
...
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
لحــــــظة دامـــــعة :-
تجتر مع الحزن ألف فكرة بائسة ، وتنزلق معها مرارة الشكوى ، وأنين الخاطر وعذابات الروح ،ونزف الذكرى،وتسقى بماءٍ دافق .
علمتني ان للحياة معنى عندما تعيش فيها من اجل فكره
وان الافعى لن تفلح وان حشدت اساطين الظلام وتحصنت باوكارها...
اتفقنا واختلفنا واتفقنا واختلفنا.. وبقيت انت شقيقي وصديقي واستاذي ستبقى ذكراك فينا عطرة وستبقى دائما" فينا وحادينا من الجرح الذى يمضى الى الجرح الذي فينا فان ضاقت بنا ارض فانت الارض تاوينا...
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
الشهيد بن الشهيد محمد الأزهرى/فقيرى شاويش طه-دالاس، تكساس، الولايات المتحدة May 6, 2006, 13:14 بسم الله الرحمن الرحيم
وبه الأعانة بدأً وختماً، وصلى الله على سيدنا محمداً ذاتاً ووصفاً وإسماً..........
خالدى الذكر لا يعيشون كثيراً...........
غيب الموت الشهيد أبن الشهيد محمد الأزهرى، فالأزهرى الأب يلقى ربه فى السجن فى العهد المايوى العسكرى الديكتاتورى، الذى كان يرتدى الثوب الأحمر البغيض فى ذلك الوقت، وهو رافع علم الأستقلال.
وهاهو الأبن يستشهد فى عهد الهوس الدينى، أسوأ نظام حكم فى التاريخ السودانى، ولا أظن أنه يتكرر مرة أخرى على وجه المعمورة.
أتوجه بأحر التعازى لأسرته الكريمة، ولكل المناضلين الشرفاء المرابطين فى خندق الديمقراطية والكرامة والسيادة الوطنية، وعزائى موصول لأبو المكارم الشقيق الأكبر حسن دندش ونجله الشريف والأزهرى، وعبرهم..... إلى كل الشرفاء الأحرار من أبناء وبنات وطنى المفدى فى كل مكان، وأقول لروح الفقيد الغالى، أن النضال سوف يستمر متقداً وتشتعل جذوته ويحمل الشباب الذى أحبك الراية واحداً بعد الآخر حتى ترفرف رايات الحرية والكرامة والمحبة أرجاء البلد الحبيب، وتنطوى إلى الأبد عهود الهوس الدينى، والجهل الطائفى من على أرض ترابنا الطاهر.
أتضرع إلى الذى أختارك ورفعك من بيننا أن يكرمك، وقد جرت العادة أن تكرموا بعد رحيلكم، فإلى الفردوس الأعلى برضوان أرحم الراحمين، وحسن مآب.
وإنا لله وأنا إليه راجعون .
فقيرى شاويش طه دالاس، تكساس، الولايات المتحدة
[email protected] Cell: 817-637-6896 Home: 214-492-1338
.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: gamal elsadig)
|
Quote: أيا قميص يوسف في أجفان يعقوب
محمد الأزهري: كان بدري عليك
د. محمد عثمان الجعلي/دبي [email protected]
(كلمات في وداع عازف الأوتار السياسية ومرتجى الآمال الاتحادية الشقيق الاتحادي الرفيع، والصديق المبدع البديع محمد إسماعيل الأزهري غشت قبره شآبيب المزن الهطال غفرانا ورحمة)
"إقرعي في عتمة الصمت المدوي
يا نواقيس الرياح الأربعة
عل ذاك الميت يصحو ويغني
تحت شمس مبدعة"
(محمد عبد الحي: نواقيس الرياح الأربعة: ديوان حديقة الورد الأخيرة)
المواقيت والسرادق والمنشدون:
كسنن الأفلاك والشموس والكواكب تتناغم حياتها ودوراتها ورحيلها مع تراتيب العلامات والمواقيت والمواعيد ...رحل محمد إسماعيل الأزهري والمسلمون يواصلون احتفالهم واحتفاءهم بميلاد سيد ولد آدم محمد بن عبد الله عليه السلام...رحل الشاب الموعود بالمجد والسؤدد والزعامة وتلك سنة الله في خلقه وذاك سبيل الأولين والآخرين.
رحل محمد ليذهل خلق ويتجرع أهل الرجاء كؤوس حزنهم وترفع الأكف بالدعاء الصادق بالرحمة والمغفرة لعريس المجد الراحل خلسة ...يرحل الزعيم الشاب وأهل الإنشاد يواصلون مديحهم للمصطفي عليه أفضل السلام ناهلين من حياض أهل الإشراق آخذين من عيون أبيات الإمام الأكبر سيدي محي الدين بن عربي:
ألم تر أن اللهَ أسرى بعبدهِ من الحرمِِ الأدنى إلى المسجدِ الأقصى إلى أن علا السبع السمواتِ قاصداً إلى بيتهِ المعمورِ بالملأِ الأعلى إلى السدرةِ العليا و كرسيه الأحمى، إلى عرشه الأسنى إلى المزدوى الأزهى إلى سبحاتِ الوجهِ حتى تقشعت سحابُ العمى عن عينِ مقلتهِ النجلا رحل محمد في هزيع ليل حالك السواد فمحق البدر قبل تمامه ...رحل الأزهري ليجزع خلق ويتساقى المتشوفة كؤوس يأسهم وقنوطهم ومن ثم يكون استغفار ودعاء فتلك إرادة الله ومشيئته ...رحل الأزهري ليواصل أهل الحضرة مديحهم لأشرف خلق الله للمصطفي عليه أفضل السلام وأصفيائه الأولياء آخذين من بديع قصيد الشيخ العارف بالله عبد الرحيم وقيع الله (البرعي) في مدح الأستاذ الكامل والبحر الشامل إسماعيل الولي الكردفاني:
إن ناب خطب فى البلاد نزيل فقل يا ولي الله إسماعيل
قطب الوصال الكردفاني الذي من ربه قد حفه التبجيل
وله جنان بالمعارف مفعم وعليه عقل راجح وثقيل
عيناه ساهرتان إن جنّ الدجى ومنامه نصف النهار قليل
أقضى عن الدنيا وعن زهراتها لا للتكاسل والملاهي يميل
أخلاقه تزن الخلائق رأفة يعفو ويصفح عنهم ويقيل
في داره المسكين أمسى مكرماً وعلى الكرامة بالنهار يقيل
رحل ابن الزعيم وحفيد الولي والساحة السياسية الاتحادية تمور بكل "جلجلة وشيتن يحير" كما قال ود الفراش..رحل الشاب وقد نذر نفسه ،بمعاونة العصبة من أولي العزم، لرتق الفتق الاتحادي ..لم يدخر جهدا ولا وسعا ...كان يواصل يومه أصباحا وعشيات سعيا لأنجاز المهمة المستحيلة مستعينا بشبابه وثقة البشر وببيت أبي الطيب المتنبي:
أزورهم وسواد الليل يشفع لي وأنثني وبياض الصبح يغري بي
ذلك اليوم المشئوم سواد الليل لم يشفع له ولكن بياض الصبح أغرى به وقد فعل...راح الشاب في شارع "سيدي علي" ...والموت يطوف بالمكان رب هاتف بعيد كان يسمعه تنغيم "البراك" حزينا أسيفا يردده خلفاء الختم ود سيدي عثمان برمكي أشراف مكة:
أيا سيد الرسل الكرام بلا مرا أيا خير من عبد الإله على حرا
إليك التجائي حين يذهل الورى وفي دار دنياي وفي يوم محشرا
فإنك ملجأ للأنام تحفظ
أجرني إذا عدت ذنوبي من البلى وأدنيني في الحضرات منك مبجلا
وأشهدني نور الوجه في كل منزلا بدنياي والأخرى دواما على الولا
ورقيني مع أهل الكمال الموعظ
حزن في جوف حزن ...ألم في باطن ألم ...يا رحمة الله الذي خلق الإنسان في كبد ...فقد ليس بالهين ولا باليسير ولكنها إرادة الله.
بالرحيل المباغت لمحمد الأزهري ينهد ركن من الرجاء متين وحائط للعشم الاتحادي كبير ... كان مشروعا لزعيم كبير ومختلف ليس للإتحاديين وحدهم بل لأهل السودان ...هذا رجل نشأ في كنف أبي الاستقلال ومعلم الأجيال ..أخذ من "لابس بدلة الدمور" الكثير ..أوضح ما أخذه عن "الماستر" التواضع الجم والأدب الوفير والذكاء الوقاد ومهارات التواصل والاتصال والصبر على الناس وأذاهم ... شاءت له الأقدار أن يضطلع بمسئوليات "بيت الأمة" وهو من بعد غض الإهاب واسع الأماني فأظهر صلابة الرجال وحكمة الشيوخ في تدبر الأمر وتدبير الأمور فوصل وواصل وأوصل ...قدراته في التواصل الحميم مع الناس باختلاف منابعهم ومراتعهم وقدراتهم هي صك بنوته للأزهري إسماعيل ذاك الذي وهبه المنان قدرة أخذ الأنوار بدون سلوك رغم وفرتها طريفاً وتالداً ...حلمه وصبره على مكاره السياسة ومكائدها أدخلته زمرة حواريي أيوب ... أفل ذلك النجم القطبي الوقاد والناس في حلكة التيه يعمهون ...إنحرفت العربة فتاهت الخطى وضاع الأمل وانسربت منا نسمة الصيف الباردة والدنيا قيظ وسموم.
رحلت إذن محمد؟...رحمة الله تغشاك وصبره وسلوانه يغشيان من تركت خلفك في "بيت الأمة" ودار الاتحاديين ومنازل أهل السودان.
الأزهري والقيادة الإبداعية و"الخلدونية المضادة":
"فلا يتوهمن جيل العطاء (والإشارة لعمل ود المكي الكبير في الأكتوبريات) أن مهمة الإبداع سهلة، وطريق الابتكار سالكة، إنها شحنة من التوتر والعناء والفعل- الفعل الآمر الناجز في شعر التيجاني: "فتخير وصف وصور رؤى الوحي وصغ واصنع الوجود المغاير" (محمد إبراهيم نقد: علاقات الرق في المجتمع السوداني: 1995، صفحة 1 ألا ما أصدق كلمات نقد وما أقسى شروط الإبداع كما عبر عنها العبقري التيجاني وما اندر القادة القادرين على الوفاء بشروطها...فجيعتنا في فقد محمد أن رحيله قد وافى وبعض سمات ومواصفات القيادة المستقبلية لديه قد بدأت تلوح مظاهرها..وهنا الفقد الفاجع والجرح الذي قد تعز مراهمه...إن أزمة القيادة الاتحادية ليست طارفة بل كانت نتيجة طبيعية للتكوين، ومن ثم التطور، "الأوليجاركي" للقيادة الاتحادية منذ نشأتها كما لاحظ أحمد خير في "كفاح جيل" ...القيادة الاتحادية في هذا السياق ليست استثناء فمجمل الحركة السياسية السودانية ظلت تتسم بصمدية الرأي وأبدية القيادة ...تأمل المشهد السياسي حولك يسارا ويمينا .. حداثة وتقليدا...نفس التكوين وذات النهج في القيادة.
بالنسبة للقوى الاتحادية استفحلت أزمة القيادة في أعقاب إنقلابين مشئومين منعا التطور الطبيعي للكوادر الاتحادية القيادية...أكثر من ثلاثة عقود من الديكتاتوريات العسكرية الجبروتية كانت كافية لقطع نسل التطور التلقائي للقيادات الوسيطة والفاعلة في أوساط القوى الاجتماعية المتجددة بفعل التطور الكبير في بنيات التعليم والحراك الاجتماعي والتفاعلات المتعددة على كل الصعد...حكم العسكر شكل حاجزا حال دون ظهور وتطور القيادات الاتحادية وأضحى البون بين قيادي أصيل صاحب رؤية وآخر بعثة نبي. طوال العقود الثلاث الماضية ظلت الحركة الاتحادية تبحث عن قيادات شابة ،قادرة وفاعلة لها مهارة تجسير ماض عريق عبر هضمه ومن ثم تجاوزه في خطاب جديد جاذب لأجيال ما بعد الانتفاضة ..إن أزمة الحزب الاتحادي الديموقراطي الحقيقية تتجذر في غياب القيادات الملهمة القادرة على استنهاض الهمم من خلال طروحات تزاوج بين عراقة الماضي وتحديات الحاضر ورؤى المستقبل ...نعم، ما تحتاجه الحركة الاتحادية ليس سهل المنال بل يأتي عبر لحظات تاريخية مواتية من أفراد موهوبين لهم وشائج إبداعية وقدرات الأمساك المستحيل بالمتناقضات ...في الراحل الكبير كمنت بعض متطلبات هذه القيادة وبانت بعض تباشيرها. محمد الأزهري لم يركن للموروث كمنصة إنطلاق وحيدة للقيادة ولا توسل بنسبه للمطالبة بها رغم أنهما مكونان حقيقيان لأي تطلع للقيادة في مجتمع بطريركي كالسودان وفي حزب كالأتحادي الديموقراطي ...ولكن قيمته المضافة كمشروع قائد حقيقي أخذت بسبب وأسباب تتصل بإسهاماته ومواهبه الإبداعية المعروفة ...كان اجتماعيا من طراز فريد كما كان ميالا للاستزادة الثقافية وكان موسيقيا متقدما ....لربما تمكن - في ظروف وأحوال أخرى أكثر مواتاة - من تحقيق حلمه الأزلي في بعث النهضة الفكرية للحركة الاتحادية. ضمن مجموعة خيرة من الاتحاديين تركزت حواراتنا مع الراحل الكبير حول بعث الحزب الاتحادي على قوائم مشروع نهضوي يستشرف المستقبل ...من عجب إن حواراتنا اتصلت بذات الحميمية والتقدير والمودة رغم وقوفنا في مربعات متباينة داخل رقعة الشطرنج الاتحادية ...ولعل المقولة المركزية في هذه الحوارات كانت حول سبل الفكاك من الماضي الذي أضحى بعبعا حقيقيا لمحاولات التجريب الأستشرافية ...عقبات كثيرة حالت دون تطور السياق الفكري للحركة الاتحادية...هذا حزب له في مدارسات ومناقشات قادة مدرسة أبي روف وشائج مع الفكر العالمي ومحاولات تجريب فكرية أبرزها البرامج الإصلاحية الراكزة على مفاهيم الفابية الإنجليزية.. إن محاولات الاتحاديين في الأربعينات لابتداع أسس ومرتكزات فلسفية كموجهات لعمل الحزب بعد الأستقلال تمثل رؤية متقدمة على مستوى المنطقة لصياغة مشروع وطني نهضوي. الاتحاديون (استنادا على التطوير الفكري لمدرسة أبي روف) ركزوا على مباديء وقيم تشمل : التوزيع العادل للثروة بين المواطنين، تعميم الجمعيات التعاونية للمزارعين والعمـال، تحريم النظم الإقطاعيـة، تشجيع الملكيات الصغيرة في الأراضي، تحريم الاحتكار، وتسليم المنافع العامة كالكهرباء والمياه ووسائل النقل للبلديات لتدار للمصلحة العامة، توفير فرص العمل لكل القادرين، وإدخال نظام الضمان الاجتماعي ضـد العطالة والمـرض والشـيخوخـة...هذه كانت بعضا من مرتكزات العمل الفكري الاتحادي قبل ستين عاما فتأمل. تاريخيا تنكب الحزب مساره حين اندحرت مدرسة أبي روف الفكرية (وحزبها السياسي – الاتحاديين قبل إنقسامهم لإتحاديين واتحاديين أحرار ) تحت سنابك ودهاء وبراغماتية "الأشقاء" ....بتراجع أثر "الاتحاديين" والاتحاديين الأحرار" دانت السيطرة للأشقاء وأعلنت نهاية حقبة فكرية هامة ...ما لم تنتبه إليه الأجيال الاتحادية اللاحقة (أو تنبهت له ولم تعره اهتماما) أن الحزب في تلك الفترة كان قد فقد بوصلته الفكرية وذراعه الثقافي.. بوجود أمثال محمد وبما كان لديه من اهتمامات كان الأمل كبيرا أن تبعث حركة فكرية للحزب تخرجه من إسار الفعل العاجز القائم على الخواء الفكري.. خلافا للكثير من القادة الاتحاديين كان للراحل الكبير اهتمام كبير بهذا الجانب الفكري ...صحيح إن العمل الإجرائي الحركي اليومي قد استهلكه كثيرا ولكنه كان حريصا على مواصلة الحوار في الشأن الفكري...في إحدى لقاءاتنا الحولية نبهته إلى مضار الاجتماعات المتواصلة وغير المجدولة والقائمة على الحكي والاجترار ..قال إنها ضريبة العمل العام الاتحادي ....ذكرته بكلام ذكي لطيف للأستاذ محمد إبراهيم نقد أورده في كتابه المهم "حوار حول النزعات المادية في الفلسفة العربية الإسلامية"...قال نقد نصا :""فمن مناقب المشتغلين بالسياسة في السودان، إن لم يكن من مؤهلاتهم ، أن يتغذى الواحد منهم من سنامه الثقافي الذي بناه قبل التفرغ لتعاطي شئون السياسة ...لكنه قد يعاود القراءة إن اختزن عادتها، في ظروف تعتبر استثنائية في البلدان المتحضرة، وتعتبر في السودان "ضريبة وطنية" تحصل قسرا بواسطة القوات المسلحة، اعتقالا ، أو سجنا أو اختفاءً، أو الثلاثة معاً"....ذكرت محمد بهذا وقلت له أمازحه :"حين يأتي الوقت لن تجد سناما تتغذى عليه وستصبح كغيرك ممن يؤذون الناس بالحديث الطويل الممل الممجوج الذي إن ظللت "تخشه" وتعتصره حولا كاملا لن تخرج منه بمثقال زبدة!"....اكتفى بالأبتسامة رداً! في سياق متصل تشير الشواهد إلى أن الحركة الاتحادية ظلت في حالة كمون وبيات شتوي طويل تبحث عن محرك فاعل فيها ل"خلدونية مضادة" تتفهم الماضي ...تقف منه موقف الناقد العارف لتتجاوزه .."الخلدونية المضادة" ابتدعها المفكر الكبير عبد السلام بنعبد العالي واستخدمها في سياق تعليقه على الذكرى الدورية لميلاد العلامة سيدي عبد الرحمن بن خلدون ...يقول بنعبد العالي :"إن إحياء الذكرى لا يقتضي الوقوف على التأثيرات وتقصي الآثار، لكنه لا يقتضي بالاولى تمجيد الماضي وإعلاءه بحيث يغدو جاثما بثقله على الحاضر. إحياء الذكرى هو أن نجعل الماضي ينفجر اندفاعة نحوالمستقبل، تفتحاً على المستقبل بطبيعة الحال، ولكن أيضا وفاء للماضي"... بانتظار اكتمال عدد وأدوات محمد إسماعيل ورفاقه كان الأمل أن تتكون لدينا بؤر الحراك الفاعل للمزاوجة بين تاريخ الحركة وحاضرها ومستقبلها ...بل لعل رحيل الرجل يمثل انتكاسة كبيرة لمحاولات جادة لإعادة النظر في موقف الاتحاديين من تاريخهم السياسي الجاثم فوقهم بلا رحمة . لقد ظل وقوف الاتحاديين الخاشع امام التاريخ الاتحادي كإرث إيجابي في مجمله هو "كعب أخيل" التطور السياسي للحركة الاتحادية...لقد ظل هذا التاريخ (بحسنه وقبيحه) عند الكثير من الإتحاديين أمانة تاريخية لا مكان فيها لجرح ولا لتعديل ...إن جيل ما قبل الأستقلال وجيل "حررت الناس يا اسماعيل" وجيل "حريق العملة حريق الشعب" لا يزال يعس ويحرس الإرث الاتحادي ككهنة آمون .... هؤلاء الاتحاديون كانوا في حاجة ماسة لمن يهز النخلة الاتحادية علها تأتينا ،والسودان ، بالرطب الجني والفكر الرطب وكان يمكن لمحمد الأزهري أن يسهم بقدر كبير في هكذا مسعى يحتاجه الحزب وتحتاجه البلاد لشق طريق جديد للوسط المأزوم يلبى طموحات أهل السودان ويدرأ عنهم تغولات التطرف وغول الإنقلابات العسكرية.
بدون إعمال "خلدونية مضادة" يتبناها قادة إبداعيون من طبقة الأزهري محمد ستظل الحركة الاتحادية حبيسة ماض ولى دون رجعة وحقب إندثرت وتاريخ أضحى كباقى الوشم في ظاهر اليد.... بدون إرادة سياسية واعية قادرة على بعث جديد للفكر الاتحادي ستظل كتائب "تحرير لا تعمير "تحرس مومياء الحزب وهي تخاطب أجيال التقنية الرقمية بلغة ما قبل مايو وما قبل يونيو ...سيظل هذا الإرث الاتحادي عند بعضهم شيئا من "تابو" مقدس يماثل شيئا من "عجل بني إسرائيل"..حينها لن يندهش أحد والمراقبون يرددون قول الآخر:
حينَ تهتَزُ العُقول
ْ رُبَ ذي لُب يقولْ:
أعُجول ٌ في قلوبٍ
أمْ قلوب ٌ في عُجول؟
محمد إسماعيل هنا كان مرتجي نزالك وساحة جهدك الخلاق ....ولكنها ليلة ظلماء وبدر مفتقد في عام رمادة أغبر.
المبدع الرؤيوي:عازف الأوتار سياسيا
"أعلق في جناح سفري
خطابات لي زمن فجري
وأدخل من درب سري
لكل مضاجع الأحزان
وأضفر من شجر بلدي
بروقاً مارقة من صدري"
(عمر الطيب الدوش: وطني)
من إشكاليات الحركة الاتحادية اتساع الفجوة بين الاجيال ...هناك حقيقة مشكلة اتصال (وتواصل) لغة ومضمونا ...لقد بعدت الشقة بين الأجيال وصعبت المجايلة إذ اختلفت الرؤى والتطلعات وسقوفات التوقع ...هناك قطيعة ليس بين الفصائل فحسب بل بين أجيال ذات الفصائل ...الأجيال الراهنة والفاعلة آنيا ومستقبلاً بعد البون بينها واستقلال السودان ومجاهدات الاتحاديين ...من كان ميلاده مع انقلاب الإنقاذ يدق على أبواب الجامعات هذا العام ...من منهم يعرف تاريخا للحزب الاتحادي الديموقراطي؟.
إضافة محمد إسماعيل الحقيقية( والتي كان المأمول أن تنضج عبر التجارب) أنه –خلافا للكثير من القيادات الاتحادية الأخرى – عمل بأدوات مختلفة في فضاءات مغايرة ... مستعيرا بعض العبر من إرث "مدرسة أبي روف" الفكرية في ثلاثينات القرن الماضي، احتقب الزعيم الشاب المعينات الثقافية والفنية زادا للعمل السياسي واستخدمها ببراعة في مخاطبة قطاعات واسعة من الشباب والطلاب..بدأ في الجامعات والمعاهد العليا .. جهده وجهد الآخرين من القيادات أثمر اتحادات طلابية اتحادية متعددة لأول مرة في تاريخ الحزب... الدلالات الكبيرة والخطيرة لهذا الأمر أن هؤلاء الشباب صعدوا رؤاهم وفكرهم السياسي فقط بمساعدة بعض القادة المستنيرين أفرادا ودون سند فكري مؤسسي......محمد إسماعيل الأزهري كان في صلب الدفع الفكري لهذه الشبيبة وسندا كبيرا لها .
كان للراحل الكبير اهتمامات كبيرة بالثقافة وكان من جانب آخر مبدعا حقيقيا في مجال الموسيقى والتي آخذها عليه متبلدو الحس بأنها نقيصة ومذمة ... ككل طليعي رائد كان لا بد أن يجابه سلسلة الاحتجاجات والأعتراض ....نعم ، تساءل بعضهم كيف لابن الزعيم وحفيد الولي ومرتجي الآمال الاتحادية إن يضرب دفاً أو أن يحرك وتراً... هؤلاء لم يسمعوا آراء شيوخنا شلتوت والنابلسي ..في عمله الراقي "زرياب وأهل الوساوس؟" حاجج منصور خالد متفيقهي أهل زماننا ممن يحرمون السماع بقول حجة الإسلام الإمام أبو حامد الغزالي في "الإحياء" : "من لم يحركه السماع فهو ناقص مائل عن الاعتدال، بعيد عن الروحانية، زائد في غلاظة الطبع وكثافته عن جميع البهائم فإنها تتأثر جميعها بالنغمات".
من أراد أن يسلب الزعيم الشاب من مواهبه الموسيقية لم يدرك أنها، وغيرها من المواهب الإبداعية لم تكن في يوم سببا في حجب زعامة ولا جرح قيادة... القيادة والمسئولية السياسية لم تمنع إدوارد هيث عن قيادة الفيهارمونيكا البريطانية ولم تقف حاجزا عن قيادة الملك المستنير الحسن الثاني للفرقة الموسيقية المصاحبة لعبد الحليم حافظ ... فاتسلاف هافل اعتلى سدة الحكم في تشكيا عبر المسرح وقوافي الشعر ...هوفل لم يحارب النظم الشمولية بالدبابات ولا بالعمل السري ... كان كاتبا مسرحيا وشاعرا بارزا وقد أقلته مواهبه الإبداعية لسدة الحكم في بلاده ....ونستون تشيرشل بكل جبروته وحروبه من "حرب النهر" ضابطا صغيرا في جند الفريق هربرت كتشنر وحتى الحرب العالمية الثانية كان يجد السلوى والإلهام في الفن التشكيلي حيث خلف إرثاً راقيا.
الإبداع الموسيقي لم ولن يكون عائقا أمام القيادة السياسية بل قد يكون خير زاملة تقل صاحبها للناس ولثقافتهم ولهويتهم... القيادة كعلم له أصول تنادى بل تؤكد على قيمة دراية وعلم القائد بخائص وسمات من يقودهم ...من أراد ان يقود الجماعة فليعلم ثقافتها ومكونات هويتها وجوانب خصوصيتها ...ومن أراد قيادة أهل السودان فليعلم ،ضمن ما يعلم عنهم، نغماتهم وغناءهم فهذه في صلب ثقافتهم وهويتهم... الاتحاديون ليسوا استثناء من أي نوع بل على العكس تماما...أجمعهم على صعيد واحد ودع نغمات "صه يا كنار" وكلماتها الراسخة تملأ الفضاء وانظر ماذا ترى؟؟....أنها تفعل الأعاجيب في الشيوخ والشباب سواء بسواء...محمد الأزهري طور الاحتفالات الاتحادية السنوية بإدخال الكورال كأحد أهم أجندة العمل السياسي الاحتفالي....وفي هذا كان الراحل يجاهد لإستعادة مجد سابق ....إن القاريء الفاحص لتاريخ الحركة الاتحادية لن يغيب عنه أثر الفنون جميعها في رفد العمل السياسي بمقوماته التي نعرف ...إن أشعار على نور ومحمود ويحي الفضلي وخضر حمد (إلى العلا) ومحي الدين صابر (صرخة روت دمي) و"النسر" الصاغ محمود أبو بكر وألحان إسماعيل عبد المعين في "صه يا كنار" كانت روافع وروافد للتيار الوطني بذات القدر الذي كانت فيه مذكرات "لابس بدلة الدمور" سيدي الأزهري إسماعيل للحاكم العام وقودا لها.
وجود الأورغن في صالون "بيت الأمة" يمثل علامة نبوغ سياسي وليس فنياً فقط ...من يريح أعصابه من "غلبة" الاتحاديين بالتأليف الموسيقى والتوزيع الكورالي أحق بأن يفسح له في مجالس القيادة والرئاسة وأجدر أن يسمع في المنتديات السياسية كما الفنية كما الاجتماعية فالإبداع رافعة القبول ووسيلتها من بعد...ففي التحليل الأخير يبقى الإبداع" (كما "البلادة"!) كل متكامل لا يتجزأ.
رحم الله محمد الأزهري ... كان يعلم تماما وهو الموسيقي الموهوب أن "التخت" الاتحادي يعاني من النشاز وعدم التوافق ...كان كل فصيل اتحادي يعزف ما يحب من ألحان وفق ما تهيأ له آلة وما دروا أن توافق الألحان في هارمونية مستساغة هو سبيلهم الوحيد لأسماع وعقول وقلوب من يخاطبونهم ...الأزهري الراحل حباه المولى موهبة "الدوزنة" وكان الأمل كبيرا أن يقود فريق عمل ينهد لجمع الصف الاتحادي في نسق يحقق هارمونية الصوت وتفرد الأداء ولكن كان الموت أقرب .
كلمات الوداع: قميص الأزهري وأجفان الاتحاديين الكليلة:
في وداع أمثالك يا محمد يحرن القلم وما عهدته إلا سيالا ويتوقف النطق وما خبرته إلا دفاقا ..كانت الآمال كبارا بقدر ما حباك المولى من مواهب ...كان المرجو أن تسهم في طبابة علل الاتحاديين وأهل السودان ...أهلك الاتحاديون عانوا كلل البصر وأدواء البصيرة وكانت آمالهم أن تكون لبصرهم الكليل كقميص يوسف في أجفان يعقوب عليه وإبنه السلام ...وكان المرجو أن تسعف البصائر الاتحادية برفد وقبس من فيض فكرك ولكنها الآجال ولكل أجل كتاب.
عند جلال الموت وحده يتذكر الإنسان وأنى له الذكرى...عند رهبة الفراق الأبدي يقف الناس عند عتبة ما زاغ البصر وما طغى ...يسألون الله الرحمة الصبر والسلوان ...في وداعك يصطف الاتحاديون كلهم.... كلهم ...كلهم ...مآقى باكية وقلوب منفطرة وألسن ذاكرة لله وأكف ضارعة وهي تلحف في الدعاء:
اللهم اغفر لمحمد إسماعيل الأزهري وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله ووسع مُدخلهُ .. واغسله بالماء والثلج والبرد، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدله داراً خيراً من داره، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة... اللهم لا تحرمنا أجره ولا تضلنا بعده.
اللهم إن محمدا بن إسماعيل الأزهري عبدك وابن عبدك وابن أَمَتِك احتاج إلى رحمتك، وأنت غني عن عذابه، إن كان مُحسناً فزده في حسناته، وإن كان مُسيئاً فتجاوز عنه.
اللهم إنه في ذمتك وحل بجوارك فقه فتنة القبر، وعذاب النار، وأنت أهل الوفاء والحمد ...اللهم فأغفر له وارحمه إنك أنت الغفور الرحيم.
وداعا محمد إسماعيل ..وداعا أيها الزعيم والصديق الراحل خلسة .........وداعا:
يا كابنا وكنزنا وعزة بهانا مفتاح سرنا ومرواد عمانا |
| |
|
|
|
|
|
|
Re: القــلب منفطـر والحـزن يملاء كل المسام ..وداعـا الزعيم ابن الزعيم (Re: Hani Abuelgasim)
|
Quote: اذن من قتل محمد اسماعيل الأهري ؟؟؟؟
خضر عطا المنان [email protected]
يشكل رحيل السياسي السوداني الشاب محمد اسماعيل الأزهري أحد أهم قادة الحزب الوطني الاتحادي علامة فارقة في تاريخ هذا الحزب .. كما أنه يستدعي مافي الذاكرة من أحداث مشابهة جرت فصول بعضها على أرض السودان يكاد بعضها يصل حد التطابق.. وبعضها الآخر في عالمنا العربي .. كان ضحاياها شخصيات قيادية مؤثرة في الحياة العامة .. فهناك حالات رحيل غامضة تم الكشف عنها لاحقا بأنها كانت بفعل فاعل كما هو الحال مع الزعيم جمال عبدالناصر الذي راجت شكوك قوية بأنه مات مسموما عن طريق اختصاصي للعلاج الطبيبعي وليس بأزمة قلبية كما أعلن عقب وفاته يوم 28 / 9 / 19970 .. وذات الأمر ينسحب على القائد الفلسطيني ياسر عرفات الذي أثار صموده المشهود تحت الحصار بمقره في مدينة رام الله واعلانه بأنه مشروع شهادة مرتكزا على شعاره المعلن يومها من أنه لا خروج ولا هروب ولا مساومة , أثار حفيظة الاسرائليين , فكانت وفاته البطولية ليس بآلام حادة في معدته كما راج في بادئ الأمر وانما اغتيال متعمد عبر السم أيضا . والشاهد أن رحيل محمد اسماعيل الأزهري في حادث مروري يكاد يصل حد التطابق مع رحيل قادة كبار قبله كانوا معارضين لنظام الانقاذ الحاكم في الخرطوم في كبرياء واعتزاز وأنفة وصلابة , من أمثال قطب حزب الأمة الدكتور عمر نورالدائم وقبله ابن امام الأنصارالطائفة التابعة لحزب الأمة الهادي المهدي الذي تمت تصفيته على الحدود السودانية الاثيوبية ابان حكم الرئيس جعفر نميري الممتد من 25 / 5/1969 وحتى يوم 6 / 4 / 1985 وهي ذاتها الفترة ا لتي شهدت رحيل أول رئيس وزراء سوداني بعد الاستقلال عام 1956 الزعيم الخالد اسماعيل الأزهري وذلك يوم 27 / 8 / 1969 والواقف عند الظروف التي أحاطت برحيل الأزهري الأب والتداعيات التي سبقت ذلكم الرحيل المحزن يرى أمامه شريطا سينما ئيا بدأ منذ لحظة عودته من آخر زيارة له خارج السودان والتي كانت للعاصمة الكنغعولية كنشاسا والتي امتدت نحو اسبوع عاد منها للخرطوم يوم 23 / 5 / 1969 , ثم ما جرى ليلة انقلاب جعفر نميري أي يوم 24 / 5 عندما أحاطت الدبابات بمنزله الكائن بمدينة أمدرمان وتم القبض عليه ونقله الى سجن كوبر الشهير ثم وفاة شقيقه علي الأزهري والسماح له بالمشاركة في تشييعه ثم اصابته ولأول مرة في حياته بنوبة قلبية استدعت نقله الى مستشفى الخرطوم المركزي ومنعه من السفر الى القاهرة للعلاج ثم تعرضه لنوبة قلبية ثانية ونفاذ أنبوبة الأكسجين واحضار آخرى اتضح أنها فارغة لتصعد روحه الطاهرة الى بارئها عصر الثلاثاء المصادف 27 / 8 /1969 بعد أن رفع أصبعه بحسب الشهود الحضور دلالة على أنه رددالشهادة قبل أن يسبل جفنيه ويمغض عينيه. وقد وصلتني عدة رسائل عبر بريد الاليكتروني الخاص استوقف أصحابها مقالي الذي نشرته نفس يوم رحيل صديقي الحميم محمد اسماعيل الأزهري بأحد المواقع السودانية بالشبكة العنكبوتية .. وهو ا لمقال الذي تناقلته لاحقا العديد من تلك المواقع على اختلاف توجهاتها ونافشه البعض هناك .. وقد أجمع أصحاب تلك الرسائل التي وصلتني على مشاطرة الشعور بأن رحيل هذا الشاب الطموح وعلى هذا النحو ا لذي تم به ليس بأمر عادي أو حادث مروري عابر .. وهو ماكان مسار حديث هاتفي جرى بيني وبين السيد حاتم السر القطب الاتحادي والناطق الرسمي باسم التجمع الوطني الديموقراطي السوداني المعارض والذي أشار الى أنهم ربما يطالبون بتحقيق في ظروف وملابسات الحادث وانهم بصدد الانتظار والتقييم وتجميع حيثيات تلك الظروف والملابسات .
وقد كنت عبر مقالي المذكور والذي جاء تحت عنوان يقول : الموت في السودان : سيارة أو طيارة !! ونشرته نهار يوم الحادث نفسه الذي صادف الاثنين 24 / 4 / 2006 ..قد أشرت كذلك لرحيل بعض القادة السودانيين بطريقة دراماتيكية اكتنفتها كثير من ملامح الغموض , بعضها حادث طائرات كما هوالحال مع الدكتور جون قرنق زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان بعد ثلاثة أسابيع فقط من آدائه اليمين الدستورية نائبا أول لرئيس الجمهورية , وقبله بسنوات النائب الأول للرئيس اللواء الزبير محمد صالح والذي كان قد سحب البساط والأضواء من تحت على عثمان محمد طه النائب الثاني للرئيس .. وبعضها حادث سير كما ذكرت آنفا.. وطرحت أيضا عدة تساؤلات في ذلكم المقال منها : ما اذا كانت هي محض صدفة أن يرحل أؤلئك الرجال عبر سيناريوهات يكاد يصل بعضها حد التطابق الفعلي سواء في طائرة أو سيارة , مشيرا الى أن مثل الأمور لا تثير الشكوك فحسب ولكنها تشكل لغزا طلسميا محيرا بحق !!!.
وقد كان الراحل محمد الأزهري وفي احدى مكالماته الهاتفية الأخيرة معي قد أوضح لي بأنه يشعر بمضايقة النظام له وأن هواتفه مراقبة ويتم تعطيلها أحيانا مما اضطر معه ولأكثر من مرة لتغيير أرقامها , وهو أمر يعلمه كل من كان على صلة به سواء عبر علاقاته الأسرية أو السياسية أو شبكة أصدقائه الواسعة المتدة داخل وخارج الوطن .. كما شدد لي في المكالمة الأخيرة على وجه التحديد على أنه مشغول ليل نهار بمحاولاته التي لم تفتر من أجل رأب الصدع الذي أصاب الحزب الوطني الاتحادي والعمل على جمع شمل الاتحاديين وتوحيد صفوفهم , مؤكدا على حراجة المرحلة الحالية من تاريخ السودان وأهمية الاجماع الوطني لتلافي خطر الانقسام وربما التفتيت المؤدي الى تلاشي السودان بشكله الحالي من على الخارطة .. وكرر لي أكثر من مرة بأن الخلافات داخل هذا الحزب التاريخي العريق ليست حول المبادئ أو الثوابت التي يقوم عليها الحزب , وانما اختلاف في وجهات النظر يتركز في معظمه حول الوسائل لتحقيق تلك الغاية .. وهو ذات الأمر الذي شدد عليه في آخر حوار أجراه معه المركز السوداني للخدمات الصحفية SMC ستظل الظروف الحقيقية لرحيل صديقي الحميم محمد اسماعيل الأزهري عالقة في السماء الى أن ينجلي الموقف وتبين الحقيقة عارية .. حقيقة لا يتلبسها الشك أو يعتريها التخمين , حيث يبقى التحقيق أمرا مطلبيا ملحا يعيش كل أبناء الشعب السوداني بانتظار نتائجه .. وهو انتظار يأمل الكل ألا يطول ويطول .
رحم الله محمد اسماعيل الأزهري , فقد كان شابا مثاليا حتى في خصومته , وقد رحل في وقت كان السودان وهو في هذا المنعطف الحرج من تاريخه السياسي والجغرافي أحوج ما يكون لأمثاله .. وهو ما تجلى للعيان في مهابة موكب تشييعه الذي شارك فيه عشرات الآلاف من أبناء السودان على ا ختلاف مللهم ونحلهم وطبقاتهم وتوجهاتهم الفكرية والسياسية والعقدية .
* اعلامي سوداني
****************************************** نقلا عن صحيفة / القدس العربي / اللندنية .
|
| |
|
|
|
|
|
������� ��������� � ������ �������� �� ������� ������ ������� �� ������
�������
�� ���� �������� ����� ������ ����� ������ �� ������� ��� ���� �� ���� ���� ��� ������
|
� Copyright 2001-02
Sudanese
Online All rights
reserved.
|
|