بالمنطق
بعيداً.. (جداً).. عن السياسة..!!
صلاح الدين عووضه
كُتب في: 2006-09-12
*(عجب أمو) شخصية ظريفة من شخصيات إحدى القرى في الشمال ولكنه أُبتلي بـ(أفعال) كانت على الدوام مثار استنكار من عقلاء أهل البلدة، ومثار تندر وتهكم من صبيانها وغلمانها و(صعاليكها)...
*عقلاء البلدة هؤلاء من كبار السن أجمعوا أمرهم يوماً في أن يضعوا حداً لـ(عمايل) عجب أمو هذا عقب استماعهم لخطبة (متوعدة) لإمام مسجدهم ذكّرهم فيها بأن الله قد يهلك قرية فسق فيها مترفوها فيحق عليها من ثم العذاب...
*ورغم أن (عجب أمو) لم يكن من المترفين، ولم يكن له أشباه كثر إلا أن كبار البلدة وجدوا في ما قاله الإمام رابطة (تبريرية) بين ما كانت تعاني منه زراعتهم في ذلك العام وبين (فعايل) العجب المستهجنة فدعوه إلى الاجتماع المشهود.. والمشهور.. بدار شيخ البلدة مساء الجمعة تلك...
*وجُرجر (عجب أمو) جرجرة إلى موقع الاجتماع إذ كان عاجزاً عن مقاومة أداء (طقوس كل ليلة!!) حتى إذا ما أدخلوه المجلس المهيب وأقعدوه على الأرض تناوب الحاضرون سلقه بألسنة حداد طارحين عليه خيارين ثالثهما الـ(متاواة!!) إما أن يقلع عما يشين سمعتهم وينذر بتفشيه بين ضعاف النفوس منهم، وإما أن يخرجوه من قريتهم لأنهم أناس (يتطهرون!!)...
*وكان في المجلس رجل (يعرفه) العجب حق المعرفة.. وما المعرفة التي نعنيها هنا معرفة الظاهر مما يتساوى فيه العامة وإنما هي معرفة (ما وراء الظاهر!!).. فأراد أن يدلي بدلوه مع الآخرين حتى لا يفوته (فضل) الإسهام في ما يمكن أن يتمخض عن الجلسة التاريخية، سيما وأن أصوات جمع نسائي تناهت إلى مسامعه من وراء حائط حوش الحريم فعلم أن الـ(قرار) لن ينتظر إلى أن تُغلق على الأزواج أبواب الحجرات، أو أن (تتراص) الفُرُش في الحيشان..
*طفق الرجل يتحدث ويعظ وينذر ويتوعد.. وليته لم يفعل.. فقد كان العجب ينظر إليه وعلى شفتيه ابتسامة (غريبة) بدت جلية بفعل ضوء (الرتينة) الباهر حتى إذا أوغل الرجل في الحديث.. وفي الوعظ... انتفض عجب أمو وحلت محل الابتسامة - على غرابتها - تكشيرة مخيفة ورمى بـ(قنبلة) في وجه الرجل.. وفي وجوه الحاضرين جميعاً.. وامتد (أثرها) إلى النسوة اللائي يقبعن خلف الحائط الفاصل بين حوشي الرجال والحريم...
*(سبحان الله.. حتى انت يا ود عشمانة داير تنضم.. حتى انت يا ود عشمانة داير تعمل عليّ واعظ.. أها حرّم ما دام حشرت خشمك إلا اكشح القدر بالفيهو واليحصل يحصل)...
*والذي (حصل) في الليلة تلك بعد مكاشفات العجب كثير.. كثير..!!...
*كثير إلى الدرجة أن بعض الحجرات لم تُغلق أبوابها على الذين (يسكنون) إلى بعضهم البعض فيها كما كان يحدث في كل ليلة.. وإلى درجة أن بعض الفُرش استعصت على التراص.. وإلى درجة أن (ست النفر) نسيت واجبها تجاه زبائنها ممن ينشدون الـ(عرق) المميز...
*هذا بعض ما حدث في الليلة تلك تحت تأثير كلام العجب ولكن ما تجدر الإشارة إليه أن أحد الخيارين اللذين كان على عجب أمو أن يواجههما صار (قدراً محتوماً!!) أمام كثيرين.. ولزم من لم يصبهم (رذاذ) ما انكشح من (قدر) العجب حدوداً كان يمكنهم تجاوزها لولا (مكاشفات) الليلة الشهيرة!!!!....
????????????????????????????????????
..