|
|
 عثمان عمر الشريف القيادي الاتحادي: نحن كومبارس في برلمان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.
|
.
القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي 1
نحن كومبارس في برلمان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية
حاوره / يوسف عبد المنان - تصوير: سفيان (اخر لحظة )
عثمان عمر الشريف وزير العدل والاسكان الأسبق وعضو المجلس الوطني الحالي يمثل الوجهى الوسطي في تيارات الحزب الاتحادي المتصارعة.. خرج من عباءة الطائفية لفترات طويلة وأقترب من الراحل الشريف زين العابدين الهندي, عندما كان الشريف يقود التفاوض مع الإنقاذ ولكن فجأة ابتعد عثمان عمرعن الهندي, وجلس في الفضاء بين الميرغني وزين العابدين لتهب رياح شديدة على الحزب, ويعود عثمان عمر قريباً من زعيم الحزب محمد عثمان الميرغني ويتم ترشيحه ضمن ممثلي الحزب في المجلس الوطني..
آخر لحظة التقت عثمان عمر الشريف في حديث عن قضايا الساعة الاتحادية لتقييم تجربته في البرلمان الحالي, ومستقبل الحزب في ظل حكومة الوحدة الوطنية ودوره في البرلمان الانتقالي؟ فقال الشريف الكثير وصمت عن أشياء أخرى ولكنه أفاض في تقييم تجربة الحزب فماذا قال عثمان عمر الشريف:
أين عثمان عمر الشريف النجم البرلماني ووزير العدل في حكومة التعددية الثالثة والقيادي النافذ في الحزب الاتحادي الديمقراطي الآن؟ هل ثمة أسباب جعلت الشريف بعيداً عن الأحداث ومجرد عضو في البرلمان لا صوت له؟
أشكر (آخر لحظة) على إهتمامها بقضايا الحزب الاتحادي الديمقراطي والقضايا العامة وآخر لحظة صحيفة ولدت بأسنانها واحتلت موقعها في الصدارة, دون المرور بمراحل الطفولة لأنها جمعت مجموعة خيّرة من الصحافيين.. مافي شك إن عثمان الشريف متأثر بقانون الزمان والمكان واحكامه, وهذا قانون عام يحدد للناس أدوارهم ومواقعهم.. في عام 1986م كنت أنا الرجل الثاني على مستوى العمل السياسي وكان المناخ ديمقراطياً يتيح درجة عالية من التشاور ودرجة عالية من حرية الرأي والبرلمان الديمقراطي يختلف جداً عن برلمان التحول.. لذلك كنت مطالباً أن أكون المتحدث عن كل قانون, وكنت أبتدر الحديث وأظهر أفكار ورؤى الحزب الاتحادي في القضايا العامة سواء أكان من موقعي في لجنة التشريع-وكانت هي اللجنة الأولى والقيادية في البرلمان- أو من خلال موقعي كوزير للأشغال والمرافق العامة والإسكان, أو من خلال موقعي كوزير للعدل, كانت هذه المواقع تتيح لي إبراز قدراتي.. أما الآن من حيث تكوين الاتفاق فإنه خاضع لقسمة نيفاشا وهي اتفاقية جعلت الغلبة في البرلمان للمؤتمر الوطني والحركة الشعبية, والقوى السياسية كلها في البرلمان اليوم مجرد كومبارس أو قوى مباركة ومؤيدة لخطوات المؤتمر الوطني والحركة الشعبية في تنفيذ الاتفاقية, والاتفاقية روحها متعصبة جداً واحتكارية جداً, وفيها روح إعلاء للجهوية والقبلية والعرقية ومحاولة الاستمرار في السيطرة.
وبالتالي المؤتمر الوطني ممثل بـ 52% والحركة 28% .. وقد أجريت أحصائية في البرلمان فخلصت إلى أن أية قضية يتم طرحها يتحدث فيها (10) نواب (6) من المؤتمر الوطني وثلاثة من الحركة الشعبية و(1) أما للأحزاب الجنوبية أو القوى الشمالية.
كيف أرتضيت بدور الكومبارس؟
هذا حكم الزمن والمرحلة علينا إذا رغبنا في إيقاف الحرب, لابد لنا من دفع ثمن إيقافها.... ثمن ايقاف الحرب الآن لايدفعه المؤتمر الوطني المتسبب الأول والأخير في رفع درجة الحرب, ولا تدفعه الحركة الشعبية وهي الفاعل الأصلي للحرب وإنما تدفع ثمن إيقاف الحرب القوى السياسية مرتين, دفعته وهي تتحمل آثاره منذ عام 1956م ودفعته وهي الآن تحاول إيقاف الحرب.. حتى سياسياً نحن في الحزب الإتحادي نقبع في هامش محصور جداً جداً والثمن الحقيقي لرفضنا لهذا الوضع هو إننا نقف ضد اتفاق نيفاشا وضد الاتفاقيات الأخرى التي جاءت من رحم نيفاشا وبالتالي هذا يتطلب منا أن نغير طبيعتنا ونلجأ للحرب..
ولكن الحزب الاتحادي الديمقراطي جاء للبرلمان باتفاقية القاهرة وليس بإتفاق نيفاشا؟
إتفاق القاهرة مولود من رحم نيفاشا وأبوجا والشرق, ولكن هناك فارق ضئيل إن اتفاقنا مع المؤتمر الوطني هو اتفاق سياسي إعتمد على المبادئ السياسية وهو يعتبر شعارات مثل التحول الديمقراطي والاصلاح الاقتصادي..
الحزب الاتحادي دخل بإرادته أم مجبراً وعلى عنقه سيف؟
أنا دخلت مجبراً لإيقاف الحرب وبأي ثمن, وحكم الزمن علينا كحزب, وشعورنا بضرورة التضحية من أجل وقف الحرب والنأي ببلادنا عن التدخل الأجنبي.
هل أجبرك الحزب على مقعد البرلمان الذي تشعر إنك مهمش فيه؟
يا أخي الحزب هو رأي جماعي وليس فرداً (عشان نقول فلان أجبرني).. نحن الاتحاديون تدارسنا الموقف العام والظروف التي تحيط بالسودان. وكانت أمامنا خيارات محدودة.. أما أن نذهب في إتجاه ايقاف الحرب وهذا له ثمن أو نذهب باتجاه استمرار الحرب والوقوف مع القوى الأجنبية الراغبة في ذلك.. حقيقة نحن كان لدينا أمل بان اخواننا في المؤتمر الوطني يتفهمون هذا الوضع.. وعندما نقول المؤتمر الوطني في نيفاشا كنا نعتقد إنه سيمثل السودان جميعه, وتكون لديه درجة عالية من الإيثار والموضوعية, بحيث يشرك القوى السياسية اشراكاً حقيقياً حتى وإن لم يكن بالعدد وإنما بالموضوع, ونضرب مثلاً: نحن في المجلس الوطني أي موضوع يتم طرحه نجد نواب المؤتمر الوطني يتحدثون فيه بلهجة واحدة كأنهم صورة بالكربون من بعضهم البعض, والمنصة في ذات الوقت تصر على منحهم الفرص كلها, وفي ذات الوقت الإعلام يصوّر الوضع بطريقة مختلفة.. ولمصلحة استمرار المؤسسات آثرنا عدم مضايقة قيادات الحكومة في الاجهزة الثلاثة, وهناك ممارسات بالقانون صحيحة ويقولون القانون حمار ولكن ينفذه إنسان والسلطة التنفيذية اليوم اغلبها للمؤتمر الوطني والحركة لديها وزيران فقط ولايسمح لهما بالحديث إلا إذا اصبحوا مناكفين أوخميرة عكننة داخل مجلس الوزراء, ولكنهم فضّلوا انسجام المؤسسة على الكسب الذاتي, ونحن في البرلمان عددنا 18 نائباً من 450 نائباً يمكن أن نثير مواضيع خلافية ونصبح نواباً مثيرين للجدل والنقاش وكل يوم الصحف تتناول أخبارنا.. كان يمكن أن نخلق مشاكل مع رئيس المجلس كما يسعى بعض الأخوة ولكننا وضعنا مصلحة البلاد فوق المكاسب الذاتية.. أما في الجهاز القضائي فنحن مستبعدون..
هل الجهاز القضائي يقوم على قسمة سياسية؟
الجهاز القضائي حالياً يقوم على قسمة سياسية وله مفوضية ولذلك لاتستطيع الآن الادعاء بان الجهاز القضائي بعيد عن التوجه السياسي على الأقل في الجوانب المالية والإدارية.. بمعنى هناك مفوضية للقضاء.
أنت وزير عدل سابق وتعلم استقلالية القضاء؟
القضاء مستقل في احكامه نعم بمعنى أنه أي حكم يصدر يكون بحيادية وبروح القانون, لكن القضاء من حيث التعيين والتنقلات والمجلس العالي للقضاء وميزانيته والتسيير, كل هذه المسائل تؤكد ماذهب إليه, أما القضاء حساس ولايمكن الحديث عنه.. هذا لايبرر نمط حقوق الآخرين.. نحن نفهم هذا ونقدِّره ولكن إذا حاول البعض (أستعباطنا) نفتكر هو (العبيط)..
عثمان عمر جاء للبرلمان بموجب اتفاق ولكنه يعتقد إن التهميش يطاله حالياً فلماذا لم تستقيل؟
أنا لم أقل مهمشاً لكنني قلت إن تطبيق اللائحة والقانون هو وضع طبيعي, أنا كنت في السابق أمثّل أغلبية أما اليوم فأنا هامشي.ولكن الآن خاضع لحكم القانون واللائحة التي قبِلت بها.. إذا أنا حاولت قياس وضعي السابق بما هو الآن فعلي أن أتمرد والتمرد ليس بالضرورة حمل السلاح ونحن على قناعة بالكلمة أكثر من السلاح.. ومتاح لي يومياً عقد مؤتمر صحافي في دار الحزب واكشف مايجري في البرلمان وأقول رأيّ الخاص, ولكن هذا لن يخدم قضية السودان في شئ وفي ظروف تتكالب على بلادنا القوى الأجنبية ولن يخدم قضية الوضع الحالي المتفجر والحساس في دارفور, والحذر والترقب في العاصمة والمدن على صعيد الأمن الشخصي للمواطنين والوضع الاقتصادي المتمردي..
بعض المراقبين يعتبرون الاحزاب التقليدية ستخسر الكثير في الانتخابات القادمة مثلاً شرق السودان كان منطقة مغلقة للختمية والحزب الاتحادي الديمقراطي الآن تم توقيع اتفاق يعطي الشرق خصوصية؟
جبهة الشرق لاتمثل إزعاجاً للحزب الاتحادي الديمقراطي, والله خالق البشر لم يجمع عليه كل الناس فلا يمكن الاجماع على مخلوق في هذه الأرض.. نحن نحترم إن في الشرق ودارفور قامت حركات مسلحة لها رأي آخر وهو مقّدر, ولكن الظروف الموضوعية التي فرضت نسبة الإسلاميين الموجودة في السودان حكاماً والمستأثرين بالثروة والسلطة والظروف التي حكمت على الحركة الشعبية-وهم آلاف العسكريين من حاملي السلاح- وليس لديها جذور تجربة في العمل السياسي إن تبقى القوى الثانية الحاكمة في السودان, هي ذات الظروف التي جعلت مني أركو مناوي كبيراً لمساعدي الرئيس لانستكثر ذلك على أخوتنا في شرق السودان, لأن البلاد تعيش ظروفاً استثنائية وغير طبيعية وهي فترة انتقالية قبلنا بها مقابل الآثار المدمرة لعدم وجودنا..
أنتم في الحزب الإتحادي حاولتم الركوب على ظهر المليشيات ولكنها رفضت ذلك؟
هذا كلام غير صحيح لو كان الحزب الإتحادي الديمقراطي واحدة من رؤاه أن يكون مليشيات عسكرية واليوم إذا اقتنع الحزب الاتحادي الديمقراطي أن يغيّر من طبيعته يستطيع أن يفعل في السودان مالم تفعله المليشيات القبلية في الصومال.
لدى الحزب مليشيات الفتح؟
هذا استثناء الضرورة فقط ولم تتكون مليشيات جيش الفتح إلا بعد أن وقف الرئيس عمر البشير في قلب الجزيرة وقال: نحن أخذنا السلطة بالبندقية ومن يريد السلطة فليأخذها بالبندقية..
قوات ومليشيات الفتح كانت ضعيفة؟
أنت لاتستطيع الادّعاء بان هذه المليشيات ضعيفة إلا من منطلق عقليتك المتحيزة ضد القوى السياسية غير الجبهة الإسلامية, ولكن أقول لك المليشيات هي واحد مقابل ألف والنشاط المسلح للعصابات والمليشيات يمثل واحداً مقابل الف.. بندقية واحدة تستطيع أن تفعل الكثير.. ومسألة أن المليشيات ضعيفة وعددها قليل هذا يدل على العقلية نفسها التي جعلت بعض الناس يحملون السلاح, والمليشيات الضعيفة التي تقولها دخلت كسلا وهي التي قطعت طريق بورتسودان وبعضها اضطرت الأقوياء يجلسون معها ويتعاملون معها.. مسألة المليشيات والتآمر وعدم الاخلاق ليست لها علاقة بكثرة العدد ولا بالموضوعية.. الإسلاميون بعددهم القليل استطاعوا قيادة البلاد من خلال انقلاب لمدة 17 سنة... هذا الكلام أقوله لك من منطق إن المليشيات ضعيفة .
لماذا لاتعتبر الإسلاميين- بعددهم القليل كما تدعي- إنهم اقلية ذكية ومبدعة؟
لا أعتبرهم أقلية ذكية إلا إذا كان هذا الذكاء سلبياً وفي هذه الحالة أعتبر الإسلاميين أذكى الناس ولكن سلبياً.
تاريخياً عُرف الحزب الإتحادي الديمقراطي بأنه حزب التجار والتاجر أصلاً لايخسر المواطنين من أجل بضاعته هل أثرت هذه العقلية في تعاملكم مع الآخرين؟
مسألة التجارة هي عنصر من عدة عناصر, والحزب الاتحادي هو حزب الوسط ويمثل مصالح الطبقة الوسطى وهم أعلى وأكثر قوة فعالة فيهم هي التجار وهذا الكلام لا يؤثر على سلوكنا كإتحاديين.. نحن الآن مع السلام وعدم إثارة المشاكل وعدم إعلاء القوة على المنطق هذا سلوكنا المكتسب.. والمنهج السياسي غير العقدي يفرض علينا أخذ الناس على أقل حد من الرضا. وليس على أكبر قدر من القهر عوامل كثيرة في مجملها تشكل سلوك الوسط.
بعد وفاة الشريف زين العابدين الهندي ترددت أخبار عن لملمة الحزب لأطرافه وعودته للماضي القديم رغم وجود تيارات رافضة هنا وهناك ماصحة ذلك؟
مجهودات توحيد الحزب الإتحادي لم تنقطع قبل وفاة الشريف وبعد وفاته, أساساً المسألة في التكييف مع مسألة خلافات الاتحاديين وشرذمتهم.. ونحن المختلفون في الحزب قيادات عليا وشخصيات لها دورها التاريخي والنضالي ومشاركتها والعمل الطويل والممارسة اللصيقة هي التي تقود للخلاف مثل الذي حدث بين الترابي والبشير..
لكن في الحزب الاتحادي هناك صراع بين الطائفية والاتحادي؟
لايمكن عنصر واحد أن يشكل قضية لذا هي مجموعة عناصر الآن هناك طائفيون وختمية بالدرجة الأولى ودخلوا الحزب على هذا الأساس ولكنهم الآن من كبار المنقسمين مثل السيد ميرغني عبد الرحمن الذي كان النائب الثاني للميرغني, وظل يعمل معه لمدة 10 سنوات أختلف معه في الممارسة.
ميرغني خليفته ليست ختمية؟
ميرغني ختمي ووالده ختمي صحيح كان من الأخوان المسلمين الذين دخلوا الحزب الاتحادي, حيث نجد بعض الذين دخلوا كانوا شيوعيين وبعضهم أخوان مسلمين وانصار سنة ولا منتمون هؤلاء التصقوا بالقيادة وحدثت وسطهم خلافات مع القيادة. لذلك الخلاف وسط الاتحاديين مؤقت جداً..
أنت كنت على خلاف مع الميرغني وعدتَ إليه؟
أنا لم أعد للحزب لأنني لم أخرج منه أصلاً أنا موجود في الحزب الذي أعتبره مواقف ومبادئ وليس اشخاصاً.. أنا خرجت من منطقة وعي وهي ودمدني.. وهي منطقة اتحاديين بجملة الأصوات التي حصلوا عليها.
.
|
|
 
|
|
|
|
gamal elsadig
حسين يوسف احمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست