|
سيد احمد خليفه: صباح الخير يا قادة الشرطة السابقين..!
|
كتب الاستاذ/ سيد احمد خليفه صباح الخير يا قادة الشرطة السابقين..! لكم التحية والإمتنان.. فقد كنتم وراء كل هذه الصروح العظيمة.. التغيير من سنن الحياة.. وانتم تظلون في ميادين العطاء للوطن والمواطن الشرطة من «الكومر»... واللاندرفر.. وزقة يا أخينا.. والمباني الجحور إلى التحديث والرقي في إطار التغييرات والتقلبات والتحركات الوظيفية التنظيمية التي أعقبت التشكيل الوزاري الأخير رحبنا كغيرنا من الصحف بالقادمين الجدد في قيادة قوات الشرطة - أهم وأكبر وأخطر جهاز من إجهزة الدولة - لأن «البوليس» كما قلنا من قبل ونقول الآن هو بنظر المواطن قولاً وفعلاً هو «الحكومة» اذ يقول - الإنسان «المدروك» أو الشاعر بأي خطر كان - يا حكومة - ويعني بالطبع يا بوليس..! ونحن قطعاً عندما - رحبنا بالقادمين الجدد في قيادة الشرطة منحنا هذا القول الأسبقية مشاركة منا في التنوير والتبصير ومن ثم نعود للذين رأت التغييرات أو الذين قرروها ضرورة إحلال قيادة جديدة مكان القديمة، وهذه بالطبع سنة الحياة وحتميات التغيير والتجديد في كل مكان ومرفق.. وهو عمل لا يعني بالضرورة تقليلاً من قدر الذين كانوا في القيادة لصالح الذين جاءوها من القادة الجدد...!
أما إن جهاز الشرطة السودانية ومع كل التحولات الضخمة التي عاشتها بلادنا منذ إستقلالها عام 1956م وحتى يومنا هذا ظل هو «الجسم السليم» وبالتالي «العقل السليم» بل يمكن القول بأنه الجهاز الوحيد من إجهزة الدولة المهمة والحساسة ظل الأكثر «إستقلالية وقومية» والأقل عرضة للإختراق الحزبي على الأقل في مستوياته ودرجاته ورتبه العسكرية ذات الطابع المهني البحت..!
كذلك يعتبر جهاز الشرطة السودانية ومنذ تأسيسه على أيدي قادة عظام وضباط أعظم في الخمسينيات وقبلها وبعدها جهاز متطور في ناسه وأساسه فقد عمل رجال الشرطة في زمان صعب وبأقل الإمكانات.. والقدرات، وأضعف المرتبات والمخصصات.. بل كانت أدوات ومعدات وإمكانات الشرطة متواضعة غاية التواضع ولكنها لم تقلل من دور الشرطة في الحفاظ على الأمن والسلام الإجتماعي ومحاصرة الجريمة في عاصمة مثل الخرطوم - كب وصب.. فيها كل السودان بصراعاته ونزاعاته وحروبه الأهلية والقبلية..!
إن كل الذين زاروا الخرطوم أو عاشوا من الأجانب منحوها شهادة «فخر وإعزاز» وإستقرار وأمان وأمن مقارنة بدول الجوار أو حتى ما كان يسميه أخوانا زمان بدول الإستكبار..!
والفضل في هذه الشهادة الحقيقية لبلادنا وعاصمتها المزدحمة يعود بعد الله سبحانه وتعالى والشعب السوداني العظيم الكريم لرجال الشرطة «قمة وقاعدة»...!
إننا وعودة لموضوعنا الأساسي في هذا الصباح العيدي الجميل نود أن نجزل التهاني والأماني لأخوتنا وأصدقائنا قادة الشرطة السابقين الذين إقتضت التغييرات الأخيرة إحالتهم إلى المعاش، وهي إحالة شرفية عظيمة تقبلها الجميع بروح الود والإنضباط والإحترام الشديد، وهي أيضاً وفي حالة - الضباط العظام - كالذين ذهبوا إلى الحياة العامة الجديدة لا تعني ذهابهم بعيداً اذا دعا داعي الوطن واذا حتمت أية ظروف أن يكونوا جنوداً في الميدان..!
جردة إنجازية مختصرة وما دمنا متحدثين هنا عن هذه القيادات الشرطية التي ذهبت، ودون تحديد للإسماء والرتب والمواقع السابقة نود أن نقدم «جردة» مختصرة تعكس بكل الصدق والأمانة جملة من الحقائق التي لابد أن نثبتها ونحن نودع هؤلاء الضباط والقادة العظام السابقين في جهاز الشرطة السودانية العظيم..!
أولاً.. يشهد الكل أن وزارة الداخلية برمتها وبأجهزتها .. وفروعها.. ووظائفها المتعددة شهدت في السنوات العشر الأخيرة تطوراً كبيراً في «الكم .. والكيف» والأداء والشكل والمضمون..!
فإنتقال الداخلية نفسها كأساس.. وناس.. ومعدات.. من عهد «الكومر التعبان» واللاندروفر «الهلكان».. والهيلمان... والدراجة .. والمواتر.. إلى عهد السيارات الحديثة والمباني الفخمة الضخمة.. والتجهيزات الكمبيوترية التي شملت كل مرافق الوزارة.. والترتيبات.. والأنظمة.. وسمح المعاملة... وحسن التعامل.. والإنضباط وإختفاء مظاهر الرشوة.. والبقشيش.. الا ما ندر.. والنادر لا حكم له، إن كل هذه التحسينات ما كان لها أن تحدث في أداء الشرطة ووزارة الداخلية لولا تلك القيادة التي تستحق وعن طيب خاطر أو نحوها من أجل التغيير الذي هو من سنن الحياة..!
وقيادة الشرطة السابقة هي التي جعلت من العمل في هذا الجهاز الوطني القومي الحساس أمراً جاذباً ومطلوباً بعد أن كان عكس ذلك.. وأنا شخصياً أذكر حديثاً قديماً لاحد أصدقائي من قادة الشرطة حيث قال لي أن وفداً أو لجنة للتجنيد والشرطة كانفار - مسحت وزارت كل الولاية الشمالية - يوم أن كان إسمها الإقليم الشمالي لكي تجند بعض - الأنفار - للشرطة ربما لأجل خلق نوع من التوازن القبلي والجهوي أو لتخفيف عبء العطالة والبطالة وسط الشباب من الذين فاتهم قطار التعليم العالي لسبب أو لآخر..!
إن ذلك المشهد القديم وبسبب «الوضع المنفر يومذاك» تغير الآن إلى حد كبير حيث أصبح جهاز الشرطة في مستوياته الأدنى جهازاً جاذباً - للانفار- وجهازاً جاذباً للضباط - وذلك بسبب التحسينات والمراجعات في شروط الخدمة وإستحقاقاتها من مرتبات «وبدلات» ومعاشات وسعت من مظلة الشمول والرعاية لكل المنتسبين إلى جهاز الشرطة إلى حد لا نقول هو الكمال أو النهاية أو المطلوب ولكن إلى حد يمكن القول معه بأن نقلة ضخمة وكبيرة حدثت في أوضاع الشرطة - من فوق إلى تحت- وهو أمر اذا كان يصب ولا شك في مصلحة الوطن والمواطن لابد من الإعتراف والقول الواضح بأن هناك من قرره.. ونفذه.. ورعاه.. وجعله واقعاً معاشاً في حياة رجال الشرطة في مختلف مستوياتهم.
إن هذا التحول قاده رجال - هم في معظمهم من الذين شملتهم قرارات الإحالة والإحلال الأخيرة..!
المزيد من الأوسمة..! كذلك نزيد الذين ذهبوا من قادة الشرطة - بكل التقدير والوفاء لهم - نزيدهم أوسمة ونقول أنه وفي عهدهم كقيادات.. وكإدارات شيدت أعظم «دار للشرطة» ان كانت موجودة قبلهم فقد بنوها وطوروها.. وحدثوها واضافوا إليها وجعلوها داراً تليق بالإسم.. وبالمهنة.. وهي دار كانت وما زالت مفتوحة لرجال الشرطة من ادناهم إلى اعلاهم .. تستقبل كل مناسباتهم السعيدة وكل لقاءاتهم .. وإحتفالاتهم..!
والذين شيدوا هذه الدار - الصرح الكبير- هم أخوتنا ورجال شرطتنا الذين شملتهم قرارات الإحالة والتغيير الأخيرة...!
وساهرون المستشفى .. والشرطة المستشفى.. وجامعة الرباط.. والأكاديمية الأنيقة الرشيقة.. وكل الإنجازات التي تراها العين.. وتسمع بها الأذن.. ما كانت لتكون وتبرز في حياة البلاد والشعب لولا هؤلاء القادة الشرطيين العظماء الاكفاء..
وللتذكير فقط، ومع كل التقدير للظروف السابقة التي كانت تجعل من وصول الضابط.. أو صف الضابط أو الجندي في الشرطة إلى مكان عمله أمراً شاقاً وصعباً، فإننا نرى اليوم كل أو جل ضباط الشرطة قد تيسرت لهم المواصلات ... والإتصالات.. والسكن.. سواء من خلال - التمليك أو تدبير الأمر على نحو مريح جعل من وظيفة الضابط.. أو الشرطي العادي مسألة جاذبة.. ومريحة.. ومحترمة..!
أن العمل في كل مكان اذا لم يجد العامل فيه مناخاً عادلاً ونظيفاً لا يتوقع أن يكون العائد منه مريحاً ونظيفاً..!
والضابط السوداني الآن تقدم على غيره من ضباط الشرطة في الدول المجاورة التي مازال - عميدها - أو عقيدها - يركب المترو.. والترام .. ويتشعلق في الأتوبيس..!
وكل هذا التقدم.. وهذا الترفيع من شأن هذه المهنة المهمة ما كان يمكن ان يحدث لولا جهد قيادات الشرطة السابقة التي ذهبت الآن عن رضاء وطيب خاطر..!
طبعاً ثمة من يقول ان كل هذا الذي حدث من تطور..و تطوير في جهاز الشرطة بكل الفروع والإقسام وأبرزها المرور.. والجوازات .. والبطاقة.. وغيرها من الإقسام المتعاملة مع الجمهور ما كان ليحدث لولا العائد الكبير من الخدمات في هذه المرافق المذكورة..!
ولنراجع رسوم الخدمات اذن ونحن من جانبنا نؤمن على هذا القول، ونرى ضرورة أن تراجع القيادة الجديدة لوزارة الداخلية - وزراء.. وشرطة.. هذه الأوضاع والرسوم.. المقررة على الخدمات.. فليس رجال الشرطة وحدهم الذين عانوا من الرسوم.. والضرائب.. والعوائد بل المواطن نفسه عانى.. وهذه المعاناة جاء وقت رفعها.. أو على الأقل تخفيفها وذلك من خلال مراجعة قيمة ورسوم الخدمات .. من رخص.. وترخيص.. وجوازات.. وجنسيات.. وبطاقات.. بل وغرامات.. فان كان لكل هذه الدفعيات الضخمة ما يبررها من عمل إنمائي وإنشائي لوزارة الداخلية وفروعها.. فإن الوقت قد ازف للمراجعة.. والتحقيق.. ولا نقول الإلغاء..
إن عذر الذين قرروا كل تلك الرسوم للخدمات.. إن الوزارة كانت في حالة بناء للذات والقدرات.. ونرى إن هذا قد تحقق ولو نسبياً.. ومع الشكر والتقدير للقادة السابقين للشرطة والذين قرروا كل هذه الرسوم وبأحجامها الحالية فإننا نرى ضرورة المراجعة والتراجع اذ لا يعقل ان تكون حالة الرسوم شئ ثابت ودائم.. بل وفي زيادة سنوياً أحياناً..!
إننا نكرر الوفاء والتقدير لقادة الشرطة السابقين - وسابق السابقين - ونرحب بالقادة الجدد ولسنا في شك عندما نقول أن هؤلاء الذين ذهبوا في التحولات الأخيرة نالوا شرف وضع اللبنات.. بل ما هو أكبر.. وضع الصروح الضخمة لوزارة الداخلية والإجهزة الشرطية..!
فلهم التحية.. والدعوات بالصحة والعافية إينما حلوا.. فهم في خدمة الوطن- وفي ذاكرة الوطن..!
|
|
|
|
|
|