|
Re: السوداني: تحاور الشاعرالدكتور وعضو المنبر أنس مصطفى بمناسبة صدور ديوانه (نثار حول أبيض) .. (Re: gamal elsadig)
|
..
ِنثَــــارْ.. أنس مصطفى
قلتُ لها:
(أيتُّها المَجْدولةُ من أنْسِجَتي, يوما" ما ستدركينَ معنى أن يكونَ للأُنثى دَوِيّ...) لكنَّ الأبَيْضَ فيها لا زالَ يأسرُني, لا يخبوأبدا", تمنحُ كلَّ التَّفاصيلِ الصَّغيرةِ جدواهَا, حتَّى الألم.. حين تُلامِسهُ يُضِئ... كانت دائما" بنكهةِ المَطَرْ, لا تشبههمْ, يبقي الصُّبْحُ أسيرَ مشارِقها أبدا".. سُنبلةُ القَمْحِ المَسْبيَّة : تُرَي لأيِّ مَدَي" أنتمي إليكِ..؟ ................................... يا مَدَي النَّخلِ, ابقي قريبا", فكلُّ الأماكنِ نَفْسَ المَذَاقْ, وكُلُّ المَسَاراتِ تُفْضِي إليكِ.. أمهليني .. مسافةَ أن أستعيدَ المناديلَ فيكِ، وأُنهِي عَويلي... يا مَدَي النَّصلِ ابقي عميقا", كلُّ الرَّواحلِ تسلبُ مِنَّا, ألَقَ الرَّفيقِ ودفئ الجُوَارْ.. كلُّ الوَدَاعَاتِِِ تُوصي عليكِ، وتهفو، وتسألْ... يا نقاءَ الرَّتِينَةِ, ذوِّب زجاجَ انعزالكَ عنَّا, وخُُذنا رُوَيدا" رُوَيدا" إلينا... يا زِمَامَ القوافلِ رتِّب متاعكَ فينا وحَاذِرْ، فبعضُ الحنينِ اليك يُوَارَى، وبَعْضُ العيونِ الأليفةِ تأسِرْ... يا احتباسَ الكلامِ, وتيهِ الُّلغَاتِ أصْغِى اليّ : منذورةٌ أنتِ للكلماتِ الوسيمةِ مثلَ البَنَاتْ.. مَنهُوبةٌ أنتِ بالاحتراسِ، ارْثَ الأسَاورِ, والذِّكرياتْ.. يا اكتمال النَّوَايا, وفرع القموحْ.. أين سنفتحُ زُغْرودة" في سياجِ الوجوم..؟ وأينَ سنسطعْ..؟ أينَ اللذين أرَدْنا..؟ وأينْ..؟ يا صَدَي البَحْرِ يكفي ... فكلُّ المراكبِ تذرفُ نَفْسَ الوَدَاعَ وتُبحِرْ.. كلُّ السَّواحلِ تتركُ أيَّامها مُشْرَعاتٍ.. وتنسي.. وتغفرْ... يا تَمَاهِي التَّفاصيلِ ما بيننا أين مَواعيدُ بُنِّكِ فينا..؟ وأينَ غطاؤكِ..؟ شمسكِ تَسْهُو... مسقوفةٌ أنتِ بالاحتياجِ، وقَصَبِ الحَكَايا.. فكيف أدلُّ عليكِ هُبُوبي وسربُ بيوتكِ سافرَ عنِّي..؟ وكيفَ سأرسلُ نوَّارَ حَقلي وطعمُ المواسمِ فيكِِ غريبْ..؟ يا زوَّادَتي.. أمْعَنتُ في سِكَكِ الحَرَازِ, لم أجِد أثََرَ السَّوَاقي..لم أجِد خَضْراءَ دونكِ.. لم أجدها في العناوينِ الغريبةِ.. لم أجدها في الحنينِ إلى سِوَاكْ..
لم أجِدْها...
يا مساءَ اشتهائك, لي أن أحِنَّ لِبُنِّ ضُحَاكِ رغم نُحُولكْ.. لي أن أكَابر أنَّكِ كنتِ بطعمِ عُيوني, أعْذَبَ منكِ بطعمِ غيابكْ.. لي أن أدوِّنَ كلُّ وُشُومكِ قبل اختلاسكْ.. لي أن أقرِّرَ أنِّي عبرتُك قبل خفوتكْ، أنَّكِ كنتِ أفسحَ منِّي, وأنِّي اتكأتُ مِرَارَا" عليكِ.. لي أن أشيحَ بحزني قليلا" وأكتُب عن أيِّ حُزْنٍ سواكْ... يا دَمَ اللَّيلِ, كيفَ اقْتسمتِ غيَابكِ معنا شِراعَ رُجوعٍ, وصَوتٍ يغطِّي ِسُكُوتَ المَشَارقْ, و طَرْحَات بِنْتٍ سَتسألُ عنَّا.. وأُخْرَى ستَخبوْ.. وبَلَدٍ سيأتي...
يا... كيف أسِّميكِ إنَّ الأسَامِي تضيقُ عليكِ.. أسمِّيكِ ثَوْبَ الغيابِ الوحيدْ..أسمِّيكِ أوْرَاقَ كلِّ البَنَاتْ..أسمِّيكِ وَرْدَ البلادِ الضَّريرةْ... يطولُ احتمائك بالأغنياتْ, ولا أستطيعُ اقترابكِ منِّي .. يطولُ الطَّريقُ وصُولا" إليكِ.. أنادى عليكِ... يا صَبَاحَ القَسَاوةِ, والابتعادْ.. يا صَبَاح انفلاتكِ مثل الحَمَامَاتِ من بيننا, يا صَبَاحَ الرَّباباتِ غنِّي قليلا", ذهابك قد يخمدُ الأغنياتْ... يا سُدَي الأوْبَاتِ, لن تَجِدِي الحَقَائبَ, فالمغنِّي قد رحَلْ, خَلْفَ الرَّواكِيبِ القصيَّةِ, والمحطَّاتِ الخَدَرْ.. يبحثُ عن حليبكِ في مَسَاديرِ الرُّعاةِ, وعن ندائكِ في اسْتراحاتِ السَّفَرْ.. ولديهِ ما يكفيهِ منكِ لكي يُسمِّيكِ شُرُوعَا" في الحنينْ.. ولديه متَّسَعٌ من الصَبواتِ كي ينساكِ عندَ العَابِرَاتْ.. كم مُوجعٌ أن نرتديكِ وأنتِ مُوصَدةُ الرُّجوعْ.. كم أنتِ شاسِعةٌ عليَّ, وغائِرةْ.. كم مُتعِبٌ ألاَّ نعودَ إلى أحَدْ... ياالتي في عُيونِي أتستمعينْ..؟ لماذا سَرَحتِ وفََتَرَ حنينكْ..؟ لماذا أخذتِ العناوينَ منِّي ولم تأخذيني..؟ يا لفدَاحةِ بُعدُكِ عنِّي ويا لتُخُومكْ... يا انْحِسارَ المَخَاوفِ بيني وبينكِ, نَسْلُ العَسَاكرِ والاحِترازْ.. بيني وبينكِ, خَوفُ الرَّتابةِ والاعتيادْ.. بيني وبينكِ, بعض ارتباكي وأنِّي أحبُّك.. بيني وبينكِ, أنَّكِ جئتِ أوَانَ انشغالي, أتوقكِ أكثرَ في الأُمسياتْ... يا سَلامي سَكنتكِ ثمَّ انطفأتْ.. أتنسى دروبكِ وقعَ خُطَايَ .. وتنسينَ أنِّى.. وأنِّى و أ نِّ ي . . ؟
اكتمل في 27/3/98 امدرمان
| |
|
|
|
|