قد نقلت بعض الاقتباسات من كتاب حروب الدراويش للمؤرخ نيللاند في بوست البطل موسى أبو حجل، وللأسف الشديد لأسباب تقنية لم أستطع الدخول لبوستك المعني، وفي نفس الوقت لابد لي من إكمال ما كتبته لأن القصة ناقصة، لذا إفترعتُ هذا البوست لإكمال معركة الكربكان، وياريت لو تنقل الباقي إلي بوستك التوثيقي أو أي شخص آخر متابع للموضوع أن يساعدني بنقل البقية إلى هناك لمتابعة التسلسل
وشكري للجميع
البقية
(3)
غادر طابور النهر مدينة كورتي في الثامن والعشرين من ديسمبر 1884 ، على المراكب النيلية والأطواف وبعضه سيراً على الأقدام، ولم تواجه هذا الطابور مقاومة تُذكر من الأنصار ولكن مشاكله وصعوباته مع النهر كانت عديدة، وكانت قوات الجنرال أيرل تبلغ في مجملها ستة آلاف وخمسمائة رجل يبحرون على ظهر مائتي طوف يقوم بالتجديف فيها الجنود ويوجهها الرحالة الكنديون ويسحبها بالحبال من على الشاطيء أربعمائة من الفلاحين المصريين.
وكما كان ولسيلي يتوقع فإن الرحلة على النهر تستغرق وقتاً، فقد إحتاج الطابور إلى أربعة أيام كاملة ليقطع مسافة السبعة أميال الأولى، ولم يصل أيرل إلى الشلال الرابع أمام كورتي إلا في الرابع من فبراير 1885، حيث توقف هناك لتلحق به بقية قواته المتخلفة، وفي أثناء إنتظارهم ذاك جاءت الأنباء من الخرطوم تفيد بسقوطها.
لو قلنا أن تلك الأنباء المفجعة قد صدمت وأصابت جنود أيرل بالكآبة والألم لما عبرنا عن الحقيقة، فقد سقط الجيش بكامله في حالة من الحزن والفجيعة، إلا أن الجنرال أيرل إلى جانب مشاعره الشخصية بالأسى أصبح في حيرة من أمره، فبعد سقوط الخرطوم وإحتمال موت الجنرال غردون فإن السبب الوحيد لقيام هذه الحملة قد إنتهى، فقرر إيرل الإنتظار أربعة أيام أخرى إلى أن تأتيه أوامر جديدة من ولسيلي المقيم في كورتي، وأخيراً جائته تلك الأوامر بمواصلة تقدمه إلى أن يلتقي بطابور الصحراء في المتمة.
(4)
بعد أن غادر طابور النهر مدينة كورتي وجد الجنرال أيرل أن التقدم على النهر بطيء لدرجة مؤلمة، فقرر في 8 فبراير أن يترك النهر لفترة ويسير بقواته عبر الصحراء إلى إبي حمد، إذ أن ذلك سيختصر الطريق وقلل من وزن المراكب مما يساعدها على المرور سريعاً وهي صاعدة النهر عكس إتجاه التيار، كان الجنرال أيرل في عجلة من أمره حتى يلحق بطابور الصحراء وينطلق بعد ذلك إلى الخرطوم.
بعد يومين من المسير أي في يوم 10 فبراير 1885 قابل الجنرال أيرل قوة ضخمة من الأنصار محتشدة على تل بجانب النهر بالقرب من قرية الكربكان، فتوقف الجنرال واستطلع الموقع لبرهة ثم قرر أن يشن هجوماً مباشراً على موقع الأنصار بواسطة سرية الهجانة المصرية ومجموعتين من جنود سرية ثاوث ستافورد شير يسندهم اثنان من مدافع الميدان، بينما يقود هو بقية القوة إلى ناحية اليمين ويهاجم الأنصار من الجانب.
مضى كل شيء كما ينبغي أول الأمر، مدفعية الميدان أدت مهمتها كما كان مقرراً، ومناورة سرية الهجانة نفذت كما يجب، ثم تقدم جنود ثاوث ستافورد ليصرفوا إنتباه الأنصار بينما كان الجنرال أيرل يقود قوات البلاك ووتش في الجانب الآخر ليداهم بها قوات الأنصار في الخاصرة، ونجح في ذلك تماماً حيث إنقض عليهم وأخرجهم من مواقعهم وخنادقهم ووضعهم تحت رحمة نيران وحراب رجاله، ولكن وقع حدث تراجيدي غير مجرى الأمور، إذ تمكن أحد الأنصار من إصابة الجنرال أيرل بعيار ناري في رأسه فأرداه قتيلاً في الحال.
لم يوقف مقتل الجنرال الهجوم الذي كان في لحظاته الحاسمة على المقدمة وعلى الجانب، وإنقض الجنود البريطانيون على الأنصار في التل وقتلوا منهم المئات بما فيهم الأميرين اللذين كانا على رأس القوة، وكما هي العادة عند مقارنة التنظيم وقوة السلاح تكون شجاعة الأنصار هي الراجحة، قُتل من الأنصار المئات في تلك المعركة قبل أن ينسحبوا، أما خسائر البريطانيين فكانت قليلة.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة