|
الشاعر جعفر محمد عثمان خليل صاحب قصيدة تبلدية ينتقل الى رحمة الله
|
جعفر محمد عثمان فرحة قبل الرحيل شيع بعد صلاة العصر هذا اليوم الخميس 23 يونيو 2011 جثمان الشاعر جعفر محمد عثمان خليل الى مثواه الأخير بمقابر الصحافه بالخرطوم وكان الأستاذ جعفر قد تعرض الى وعكه صحيه الزمته السرير الابيض خلال الاسابيع الماضيه . وقبل رحيله كان قد اكتملت طباعة ديوانه الأول ( توآم الشعاع) كأول اصدار يحوي مجموعه من قصائده علما بأنه كان يصر على عدم نشر شعره في ديوان مطبوع وعوض ذلك كان يفضل تسجيل قصائده بصوته على أشرطة تسجيل وقد اهداني أوائل العام 1980 شريطا يحتوي على معظم القصائد التي وردت في الديوان واذكر انني سالته عن سبب احجامه عن طباعة شعره فذكر لي أن شعره جزء أصيل من حياته وأنه لايرغب في تجميد وتعليب أي جزء من حياته لأن ذلك يعني نهايته هو . ومن غريب الصدف أن ما ذكره لي الأخ عبد القادر سعيد من خريجي المغرب الذي اشرف على طباعة الديوان , حمل اليه أول نسخة من الديوان وكان الشاعر وقتها منهكا للغاية , حمل الديوان في يده تأمله وصمت طويلا , ففسر الأخ عبدالقادر ذلك الصمت بأنه تعبير عن فرح عارم انتاب الشاعر , ولكنني تذكرت ما قاله لي قبل أكثر من ربع قرن وبالحرف الواحد أن الشعر هو مشاعره وان تعليب المشاعر ايذان بانتهاء الشاعر وهذا ما حدث , فلم يكد حبر المطبعة يجف على صفحات الديوان الا وكانت الدماء قد جفت في أوردة الشاعر فأفضى الى ماقدم من عمل , عليه رحمة الله . ان الاستاذ جعفر لما أفاق من ذلك الصمت ورأى توآم الشعاع ماثلا أمامه طلب أن تهدى نسخ منه الى بعض الأصدقاء الذين سماهم بأسمائهم والى روابط ابناء حلفا بالمهاجر المختلفة وبالمملكة العربية السعوديه على وجه الخصوص وركز على أن تهدى نسخ من الديوان الى معهد الدلنج باعتباره المكان الذي شهد ميلاد أحب قصائده اليه (قصيدة تبلديه) والى الرباط العاصمه المغربية التي شهدت ميلاد اجمل قصائده بعد (تبلدية) . صدر ديوان (توآم الشعاع) ليخلد أجمل القصائد في ذاكرة ومعجبي الشاعر العربي الرصين ومضى جعفر محمد عثمان بعد أن ترك فينا نبضه واحساسه نسال الله له الرحمة الواسعة والمغفرة وأن ينزله منزل صدق مع الصديقين والشهداء وان لله وانا اليه راجعون ونواصل ....... سيف الدين عيسى مختار
|
|
|
|
|
|