الاسلامويون .....وخم الرماد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-22-2011, 06:55 AM

محمد مصطفي مجذوب
<aمحمد مصطفي مجذوب
تاريخ التسجيل: 09-22-2010
مجموع المشاركات: 1298

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الاسلامويون .....وخم الرماد

    (الأسلامويون) لفظ ، ورد في ويكيبيديا إستخدامه في وصف الـجماعات السلفية و الجهادية. وقد شرح معناه في غير هذا المكان ، د. فضيلي جماع فقال : (لفظ أسلاموي اشتقاق يتواضع بالكلمة إلى معنى أقرب إلى لفظ الدارجة. فهو ينفي احتكار القداسة ويجعل الخطاب يدور في إطار الإسلام بمعناه العريض). ود. فضيلي مد الله في أيامه ، وزانه بما هو اهل له ، حسبناه و نحن اترابا من العرب العاربه لعمق معرفته بلغة الضاد وأسرارها.
    وتعلمنا من ويكبيديا ، وهي ماعونٌ إسفيريٌ حاويا ، ما يفيد بأن مصطلح إلاسلاموى أول من قام بتعريفه واستخدامه على نطاق واسع عماد الدين الدباغ. وقد اشُير إلي انه هو الاخر، سودانيٌ تعود اصولِهِ كالرئيس عمر البشير، ورفقاء دربه د نافع على نافع والاستاذ علي عثمان محمد طه الي العباس بن عبد المطلب - عم المصطفي عليه افضل الصلاة والسلام . وقد فصل عماد الدين الدباغ اللفظ علي اساس إنه مشتق من كلمتين وهما : إسلامي + دموي.
    وعماد الدين الدباغ لمن شاركنا في الجهل بما كتب من قبل ، شَهِد علي نفسه بأنه (ناقد لحال ومآل التجارب الإسلآمية) و(الإسلام السياسي) وليس ناقدا للإسلام كدين . ونادي في مدونته (من غسلوا أدمغتهم بمياه المجاري بدون صابون) للبحث في صفحات الحكم الإسلاموي في السودان (منذ ثمانينيات القرن الماضي وحتى الآن) مؤكدا إن الباحث لن يجد (سوى الفقر والجهل والجثث المتفحمة و الخراب و الدمار و سجون الطغاة … إنها حقا المفردات التي يكتب بها التاريخ في السودان منذ تبنية لنظرية (الإسلام هو الحل).
    ومن هذه الشروح ، لم نر سبيلا لإنكارإسلامويه الانقاذيين اونكرانها عليهم. ومن ثم كان اختيارنا لها عنوانا لهذا المقال.
    وخم الرماد الذي هدانا للجزئيه الثانيه في عنوان المقال ، خطر لنا بعد إطلاعنا لشرح دكتور عبد الماجد عبد القادر عبد الماجد له بأنه (الارتواء لدرجة التشبع من المنبهات) وإختلافنا معه. وسبب مخالفتنا للشرح الذي تفضل به قلم الدكتور الساخر، وهي سخرية استشفيناها من مواظبتنا الاطلاع علي كتاباته الممتعه ، إنه نسب (الخم) الي منبهات (القهوة والشاي والسجائر والسعوط ) . ومعروف لدي جيلنا الذي انتقل منه لرحمة مولاه من انتقل ، وبات منهم من ينتظر، ان ود عماري الذي ادمنه الاجداد, يسف ولا يخم. كما تُسف بعض مشتقاته كالعطرون مثلا . والتي كثيرا ما تأتي الاشارة الي سفها كمضافٍ الي دعوةٍ من عجوز ضاق صدرها .
    ومن انواع السفوف التي عرفناها نحن في طفولتنا وعرفها رجال الانقاذ وبعض كبار تجار الانقاذ في كهولتهم سف السكر. ومن انواع السفوف سف التراب والذي يعني الموت . كذلك سف الحرجل والجردقه الترابيه لعلاج التقلصات العصبية للنفاخ الذي لا نخالك ايها القارئ الكريم إن كنت من بني جلدتنا الذين مُد في اعمارهم ليعيشوا احياءاً امواتا من منقصات العيش في ظل الانقاذ، تحتاج لشرح معناه.اما الشاي والقهوة من السوائل و السجائر وغيره من انواع الدخان مما يسحب او يستنشق ، فجميعها في عرف اهل السودان اشراب لا تسف.
    وقد تعجب قارئنا العزيز من ربطنا لانتفاخ بطوننا بمنقصات العيش في ظل الانقاذ. فنحن قد وصلنا مرحلة متقدمة من العمر . ومعروف طبيا ، كما تواترت القصص والحكاوي في التراث السوداني عن ضعف تحكم من هم في خريف العمر في وظائف عضلاتهم البدنية . وبنفس القدر عُرف عن جيلنا عدم قدرته علي إمساك السنته عليه. فيفلت من احاديثه ما يتطاول به علي الغير. وهو امر كثرت اساءة فهمه وبالتالي تكاثرت عليه من جراء ذلك تسلط عناصر امن النظام وحمايته التي يرسلها علي الناس مدرارا. فتتطايرت امور القبض في حق من سار علي مثل النهج. فيستضاف من لم يجعل له الله مخرجا في بيوت خفي رسمها واشتهر اسمها. فيُدفع بانه ليس علي المرض حرج. ويدافع الناس عن رعيلنا بان السن لها حكمها . و عدم قدرة هذا الجيل علي إمساك السنته عليه مرده النقة من الملل وكثرة العلل. وسواء أن أغاروا علينا او جاروا علي غيرنا ، فتُحشرج صدورنا وتضيق. وتنتفخ منا البطون ولا تفيق. ويكون بعد ذلك ما هو كائن.
    من مصائب الدهر علينا اننا جُبلنا علي اللا نرضي لانفسنا الظلم ولا نفرح بالشر متي ما كان (بره وبعيد) . فمن ابتلاءنا ، نسأل الله أن يعظم الاجر، أن قضي اللا تستكين افئدتنا لرؤي الاسلامويين ودعواتهم لشن الجهاد علي اهلنا في جنوب السودان واهلنا في بلاد النوبة وفي دار فور. ولم تطمئن ضمائرنا للسكوت علي ظلم اهلنا في وسط السودان وشماله ممن لم يسعفهم الحظ بوجه مليح ولسان فصيح ليشدوا مع اختهم التي قالت في وصف البشير
    انت الجنوب ...
    انت النخيل..
    أنت العيون الجاريه
    لست لك بديل ...
    يا ابن الأسودالضّاريه
    يا مرحبا
    ترحيبة السودان الجديد
    يا مرحباً
    يا جامع أطراف البعيد
    يا غاسل قلوب الملا
    عقب الكدر
    ملّيت من حكم الغريب
    ملّيت بوقات السّروق
    ياما نطَرتك يالحبيب
    قلبي علَى وصلك يتوق
    وبالتوحيد
    وحّدنا الإله
    وحّدنا الوطن.. السودان الجديد
    وانت موجة افريقيا ..
    عبر بها شيخ القبايل
    والسلام من الساحل الشّرقي
    إلىَ الجنوب الغربي..
    لها عطر وأريج
    وانت الكنز الدفين
    علَى موعد
    مع التوحيد والتاريخ
    والرئيس الأمين

    فما تفاقم انتفاخ بطوننا وازمن إلا بسبب تحجر عواطفنا من التفاعل مع ما وضح لهذه الملهمة من استبدال جنوب السودان بسمائه ومائه وارضه علي مافيها من نفط وثروات من الله بها عليه ، بعمر البشير. ولا نعلم من اين تأتي لها او أتاها نباء ان عيون ابن (الاسود الضارية) ستجري ذات يوم علي ربما علي ما حاق بشعبه من (سروق) . وقد حوراللفظ لضرورة الشعريه. وفي رواية اخري إن عيون الرئيس جرت حسرة علي مالم ينقل له من اخبار الفساد الذي كالنيل فاض وامتلاء، ممن احاط به إحاطة السوار بالمعصم . حتي اصبح عينه التي تري ، واذنه التي تسمع ، وقلبه الذي جافي كلما خطر علي قلب غيره من البشر.
    ولا نشك كثيرا في أن ينهال الرماد علي ام رأس هذه الشاعره متي ما اطلعت السيدتان الاولي والثانيه
    علي افصاحها بان نظَرة من الرئيس حبيبة الي قلبها. وكيف انها تتوق الي ان يجمع الله بينهما.
    وتصريح هذه السيده علي مافيه من رومانسيه ، إلا ان له بعدا خطيرا في السودان الذي اصبح يتغني ب (راجل المره حلو حلا) . ومصدر خطورته إن الرئيس ، (اولا) يحل له اربعة من النساء إذا عدل . (ثانيا) الرئيس من إصول جعلية عرف عنها الجمع في النساء بالحلال! والرئيس بذلك اقرب الي التجاوب مع من قالت له هيت لك متي ما حل له.
    ونحن لا ننتقص بحديثنا هذا من قدرالجعليين الذين ننتمي اليهم بابوينا رحمة الله عليهما. ولا من حق الرئيس في ثالثة ورابعة وان كان تقديرنا إن (التالته واقعه) وهي نصيحة عظيم قدرها لمن يتفهمها. ونحن علي قناعه بإن الرئيس لا يحتاج لنصح منا فيما يتعلق بامور القلب وما هوي. فلا يفتأ ومالك بالمدينه. وقد رُوي لنا عن الرئيس إنه رجل مرح و (ابن نكته) يتعشقها و (يفهمها وهي طايره) . ويسلتذ منها ولا يتورع من روايتها حتي في احلك الظروف. فمن طرائف ما يحكي مصدرُ ثقةٍ عنه ، إنه استجارت به ذات يوم حرم شقيقه ، عندما صرح لها الشقيق عن عزمه علي الزواج عليها. فوعدها الرئيس بالحديث معه. فناداه ووبخه امامها مذكرا اياه بالملح والملاح واكل اللحم ورمي العظم . ثم انفرد به وقال له ضاحكا (يا.... اخوي الانقلابات ما بعلنوا عنها) . وقد صَدّق الرئيس وعده وصَدَقَ في نصحه . فقبض الاخ الشقيق عروسه وقبضت حرمته الرماد.
    ونجتهد علي جهلنا في دراسة ابعاد سؤ الفهم والتقدير في خلط الاسلامويين الدين ، الذي هو عند الله الاسلام ، والذي قال فيه تعالي (إنا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) بالسياسة ، التي كثيرا ما تمليها مصالح الولايات المتحده والغرب . فالخلط بين السياسة والدين ، والامر لله من قبل ومن بعد ، اودي بكثير من الابرياء الي للتهلكة . وما كانت جناياتهم إلا أن رماهم الزمان والمكان في الوقوع بين براثن الاسلامويين الداميه . وفي راينا إذا لم يكن من الجهاد بد ، فالاولي به ، لنا و للإسلامويين ، أن يكون جهادأ للنفس الامارة بالسوء ومجاهدتها . وقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( ليس الشديد بالصرعة وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) .
    فخطاب الانقاذيون الاسلامي منذ عهد جاهليتهم الاولي ، كان اكثر دعاويهم مكاءا وتصدية. و قياس دمويتهم مبني علي الشواهد. فعلم النوايا ،عند من جل شأنُهُ وتعاظَمَ سُلطانَهُ . وعلي القياس نقول ، إن مخالفة خطابهم الاسلاموي بما دعي اليه من جهاد ، وما دعي اليه الاسلام الذي امر بالدفع بالتي هي احسن، فارق بين الاسلامويين والاسلام فَراق (الطريفي لجمله). وحجتنا علي ذلك ما ثبت من صحيح حديثي رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن هوي والذي قال في اولهما ( إن الْحَلالَ بَيِّنٌ وَإنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُما أمور مُشْتَبِهَاتٌ لا يَعْلَمُهُنَّ كَثيِرٌ مِنَ الناسِ، فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ، وَمَنْ وَقَعَ في الشَّبُهاتِ وَقَعَ في الْحَرَامِ، كالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِك أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ، أَلا وَإنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمىً أَلا وَإنَّ حِمَى الله مَحَارِمُه، أَلا وَإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحً الْجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْب) وقوله صلي الله عليه وسلم (كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه) . وقد سعينا لتمحيص خطاب الانقاذيين الاسلامي ومزاوجة ذلك بما اقترفت ايديهم . فقارنا ما ثبت عندنا منذ زمن الكتاتيب والخلاوي من حرمة دَم المسلم وَمَاله وَعِرْضه علي المسلم بما يتناقله جمع غفير من امة محمد عليه افضل الصلاة والسلام - التي لا تجتمع علي ضلال - من سودانيين وغيرهم ، من هم علي الاسلام او علي غيره – عن ولوغ الاسلاميون في دماء واموال وعروض الناس.
    فدموية الاسلامويون ثبت امرها منذ بداية عهدهم . وقد كان من ذبائحها الشهيد مجدي محجوب وغيره ، تقبلهم الله سبحانه وتعالي قبولا حسنا . وما إنفك الانقاذيون يقدمون قرابين من الرجال والنساء والاطفال ما لم يحصهم إلا (كِرَامًا كَاتِبِينَ . يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ) لترسيخ قواعد حكمهم وتثبيت دعائم سلطانهم. ونترك الحكم علي ذلك يوم تخاصمهم هذه القرابين امام رب العرش العظيم في اليوم الذي قال فيه تبارك اسمه وتنزه عما سواه ( الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ).
    وانتهاك الاسلامويون لاعراض الرجال والنساء ثابت مثبت بالتواتر وتكرار القصص والروايات التي هوت بالسودان واخلاق رجاله ونسائه التي كان يشار اليها بالبنان الي الحضيض. وهتك العروض لم يبداء بصفية الطاهره المبرأة من العيب وغيرها من قوارير تستر بالاثم عليهن من ظن بالله الظنون. ولا توقف حده علي ما فعلوا برجال علم وفكروخلق ودين كانوا ومازالوا نجوما يهتدي بها . ولن ينتهي من اخذته العزة بالاثم ظانا إنه معجز في الارض من استعباد من ولدتهم امهاتهم احرار. ففات عليهم وهم ذوي غفلة وعجز وعلي من ولاهم امور الدولة، إن معظم النار من مستصغر الشرر. كأننا بهم لم يعوا قول الله عز وجل: ( وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ (.) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء )
    ومن فساد الاسلامويون اخذهم من اموال العباد زكاة وجزية وضرائب ورسوم وعوائد وغيرها من اموال ما خُفِيَ امرها، (يزكونهم بها). فقُسِمتْ الاموال ما بين الله وقيصر، قسمة طيزي. ثم عادوا فنكصوا . فآثر قياصرتهم ومن تبعهم بسوء من العاملين علي جمع الاموال ما خص لله ، انفسهم لما بهم من خصاصة. وجمعوا لانفسهم ما انتهي في الحفظ والصون في شرق اسيا وجنوبها وفي جنوب افريقيا وغيرها من ارض الله الواسعه. فضرب الحديث عن فساد الانقاذ ارجاء الارض ولم يسمع به عمر الذي حكم ثلاث وعشرين عاما . وقد قال من تسمي عليه رضي الله عنه وارضاه (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق يا عمر). وبكي عمر البشير وهو من قبيل عرف بالشدة يعيب علي رجاله البكاء. وكم تمنيا لو كان بكاؤه علي ما آل اليه حال الشعب السوداني.

    من تطاول الاسلامويون علي الاسلام ، تغولهم علي حريات الناس ومصادرة حقوقهم في الرأي والتعبير والنشر مخالفين ما نص عليه القرآن الكريم مرارا وتكرار كقوله تعالي (ادْعُ إلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِي أَحْسَنُ ) وقوله ( قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إن كُنتُمْ صَادِقِينَ)
    وهاهي الاخبار تنبئ هذه الايام ، ونحن نسمع ونري ونعجب مما نراه من حشد الاسلامويون الحشود ليوم موعود قالوا فيه لا يبقي ولا يذر . ونتوجس خيفة أن يمطر الاسلامويون اهلهم حِمما تهلك الزرع والضرع . فيذهب بذلك البقية الباقية من إسلام الاسلامويين و سلام اهل جنوب كردفان وما جاورها. ولا تبقي باقية من إقتصاد السودان الذي اختفي نفطِهِ وغار ماء شُرْبِهِ. ونخشي علي أمن وامان كردفان ودارفور من سلام هش ، وما قنع به اهليهما من هذه الفانية من بيوت من قش . وكأن درس جنوب السودان وانتزاعة من بين يدي الاسلامويون الذي لم ينته بعد ، بنافع ٍ. وجِهادالاسلامويون الذي لا ظهرا قطع ولا ارضا ابقي ، رُد عليهم ، فلم يستوعبه شافعٍ . وصدق من قال إنه لا يلدغ مؤمن من جحر مرتين.
    واخبار جنوب السودان وابيي وجنوب كردفان ودافور، وآفة الاخبار رواتها ، من هول ما نقلوه لنا خرج بنا من موضوعنا وان كان قد جمع بين الأرمدة والاسلامويين. فالارمدة لغة ،عزيزنا القارئ ،هي جمع رماد. والرماد هو ما تكاثر وتناثر من الملّ. وسفُ المل غير خمه. وقد جاء ذكر الملّ في حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم الذي قال فيه لمن جاءه يشكو من قرابةٍ يصلهم ويقطعُوه، ويحسن إليهم ويُسيئون إليّه ، ويحلمُ عنهم ويجهلون عليّه! فقال له (لئن كُنتَ كما قلتَ فكأنما تُسفهم المل، ولا يزالُ معك من الله تعالى ظهيرٌ عليهم ما دُمتَ على ذلك)
    وسف الرماد الذي كال حماد حتي اخمص قدميه ، امر خبره معظم اهل السودان منذ عقدين من الزمان او تزيد قليلا عندما نصب الاسلامويون انفسهم ولاة امره. والرماد كال السودانين يوم اتاهم اليقين علي لسان رائد (لم) يكذب اهله مبينا إن وطنهم ما هو إلا جنازة لفظها البحر. فخم السودانيون الرماد وصروه .
    وخم الرماد جمعه. و(الخم) في الرماد تورية للجلوس علي ما كثر نداه في غُصْنٍ رَطيبٍ برفقة غضٍ يفوح طيب. و(الخم) مجازا هو كنس الدراهم والدنانير وكنزها. ومحسنات الخم البديعية من تورية ومجاز امور عرفها الاسلامويون وبرع فيها منهم الخواص من العُباد والزُهاد الذين حاسوا البلاد.
    وهنا قد يستوقفنا من لم يستطيع معنا صبرا ممن سآل لعابة حتي جف ريقه من الاشارة لندي الشراب ومنادمة الاحباب لا سيما ورمضان قد هلت بشائره علي الابواب؛ او ممن إستفزه رنين الدراهم والدنانير وقد جانبة الحظ والتدبير ليستفسرا عن ماهية العلاقة وما اردنا بيانه من رابط بين خَمْ الرمادِ والاسلامويين. ففي السودان لا تسمع عن الخمر إلا عند الاشارة لتطبيق حدها تعذيرا علي من لا يملك من الكاش الذي يمنع النِقاشْ. وما جاءت سيرة الدراهم والدنانير إلا وإقترنت بالاشارة الي اسماء تفننت في التخطيط والتدبير في اساليب الفساد الذي طغي علي البلاد. وحق لمن يتسآل فنقول له صبرا جميلا والله المستعان.

    ممارسة الحكومة في العالم تعددت انماطها وتطورت علي مر التاريخ. فظهرت منها الممارسة الديمقراطية والتي جاءت كفكرة في القرن السادس قبل الميلاد و تعددت أشكالها ومسمياتها. ونظم الحكم الديمقراطية التي تقوم علي التعدديه ، قيل انها لا تصلح لنا لاسباب عده . من هذه الاسباب إن الدساتيرالديمقراطيه لم ترجع مصادر التشريع للشريعة الاسلاميه . ومن الاسباب ايضا عدم الاشارة الي ان الاسلام كدين للدوله . كذلك احتج أن الدساتير الديمقراطية لا تقدم اسم الجلاله علي ما كتب من نصوصها. وفوق ذلك كله إن التعددية تعني الشقاق وفي ذلك مخالفة لامر الجماعة . اما عيب الديمقراطية الاكبر هو فتحها الباب للخروج علي ولي الامر بسحب الثقة منه اواسقاطه وهنا مربط الفرس .
    علي نقيضها تماما برزت الديكتاتوريه التي تقوم علي الانفراد والتفرد وعندها مبتداء السلطة ومنتهاها. والدكتاتورية اسم يجوز إطلاقه علي نظم حكم غيرنا من دول العالم . اما عند اهل السودان فقد يشار اليها بمسميات عده منها الاسلامويه والجبهجيه و المؤتمر الوطني و غلب عليها الانقاذ. وتعدد الاسباب والموت واحد. ففي حكم الانقاذ الاسلاموي تملكت الدولة كافة وسائل الإنتاج في البلاد. وعندما خرجت اتفاقية نيفاشا للوجود وتأكد لزوم اشراك الجنوبيين في إدارة امور البلاد ، فخرج اساطين الاقتصاد الاسلاموي بفكرة الخصخصه والتخصيص. فانتقلت ملكية المؤسسات الاقتصاديه لرجال ونساء بأسهم بينهم شديد تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى ذلك بأنهم قوم لا يعقلون. فهيمنوا علي سوق العملات وسيولتها والشركات والمشاريع الزراعيه والعقاريه ووضعوا ايديهم علي مداخل الانتاج عن طريق التحكم في المصارف والثغور وعن طريق فرض الولاية علي كل صغير وكبير. وربطوا بين التحصيل والمرتبات والأجور بالمعروف او بغيره برباط يتذبذب كمقياس الريختر بتذبذب التحصيل او بتعديل المربوط .
    إحتكر الاسلامويون التعيين في كل وظيفة ذات خطرسياسي او مالي بدعوي إنه لا فضل في عرفهم لعجمي علي عربي بخبرة او بعلم اوبشهادة . احتجوا بكثرة وتكاثر اعداد الدكاترة والمتدكترين واعدادهم في ازدياد بتوجيهات وتوجهات حزبيه الي يوم الدين. ولما كان الخروج في انقلابهم الثوري قبل ثلاث وعشرين سنة غير محتاج لغير بندقية وترديد الشهادة وقسم النصر او الموت ، برزت في الآونة الاخيره الدعوة بان شهادة لا إله إلا الله تكفي لتعين اولي القربي من اهل الشمال والوسط من الدرجة الاولي. او من الذين يربط بينهم رابط كصلة الرحم.
    ولم يشعر الاسلامويون بحرج في ذلك. لا سيما وقد تأطر في ثقافتنا أن (الزيت ان ما كفي ناس البيت فحرام علي الجيران) . وعلي ذكر البيوت فقد اضحي العرف الساري الاعتماد علي ما امكن توثيقه اوما يشتهر او يعرف بين الاقران من قيام الميسار والعرفي. وبات يجري في (وضح النهار) عند الكبار ما كان يجري في خفاء الليل الذي يغطي الجبال. واصبح لغير قسيمة الزواج ما لها من قوة في قسمة الانصبة والاتعاب.
    عرف العالم دكتاتوريات مدنية كدكتاتورية الحزب الواحد السوريه وفاشية واخري عسكرية جماهيريه ليبية ويمانية . إلا ان الغالب علي العسكرية منها جميعا خلوها من فكر موجه ونظرية تقوم عليها . ويرد نجاح الحكم العسكري الي تربية افراده علي السمع والطاعة. والحكم العسكري قد يأتي في شكل غزو استعماري كما جري بالعراق . او كبديل لم توفرالساحات السياسيه والوطنية غيره كما هو حال مصر. او تستولي علي مقاليد الحكم ثلة من قوي وطنية ومن آلف وائتلف معهم العسكر كما حدث بالسودان في زمن الانقاذ. وظهر من أنظمة الحكم النظام (الاوتوقراطي) وهوحكم الفرد . كماظهر منه كذلك النظام ( ألاوليغارشي) والتي تعني حكم القلة. وبين الفينة والاخري تتغير طبيعة الحكم خصوصا عندما تأتي عن طريق انقلابات عسكريه ضمت مجموعة من المدنيين مع العسكر. فتبرز للوجود حاملة بذرة تزاوج بين الاوتوقراطيه والأوليغاريشيه . في هذا التزاوج تتركز مفاتيح السيادة السياسية والاقتصاديه والاداريه وقبل ذلك كله التنفيذيه في قمة الهرم والذي قد يصبح محور شد وجذب تحاول أن تستأثر بها عصبة دون سواهم.
    وقبل ان يمل القارئ الذي يبحث عن (شمار) الربط بين الاسلامويين وخم الرماد ، نقول له لعلك تتفق معنا في إن للسلطة طعم خاص يصرع ذو اللب حتي لا حراك به. والهمر قال فيها ابو نواس
    وَقُـلتُ إِنّي نَحوتُ الخَمرَ أَخطُبُها قـالَ الـدَراهِمَ هَـل لِـلمَهرِ إِبـطاءُ
    وخمر السلطة تميز علي بنت الحان بدفعه الاسلامويين لفعل الافاعيل لكنز الذهب والفضة والاحجار الثمينة والعملات الحرة با نواعها المختلفة. و الاسلامويون نوعان. منهم من استجدت نعمته وقد كان لحافه من جلد شاة ونعلاه من جلد البعير. ومنهم من تعلم من صغر سن الجلوس علي الحرير. فإشتد عوده ونمت قوة تحمله . وكلاهما ربط وجودة وتنامي سلطانة بما يكنس من اموال . وكان لهم في بن علي وآله، والقذافي وانجاله ، ومبارك ورجاله ، والاسد واخواله ،اسوة ، ولم تكن لهم منهم والعياذ بالله عظة .

    وحكمة الله في خلقه التي جاءت في قوله (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الأرض) جعلت لكل شئ آفة من جنسة . وجاء في الماثور إن القرين بقرينه يعرف. فمن حسنت بطانته حسن ظنه بالناس جميعا. ومن فسدت بطانته كان امره وبالا علي خلق الرحمن. ولحكمة يعلمها هو ، بتنا نري سُكر السلْطَةِ ذهب بعقل الاسلامويين . فخف رأس من خف ممن التصق بالحجاب ووقف علي الباب وظن انه من الاحباب . فذهب صفاء ذهنه ونقاء سريرتة بعندما رشف من السلطة رشفة ظن أنه بعدها ملاق الموت. فوقع هو ورمي بغيره كثير ممن تحلق حول السلطة في المحظور.
    فهؤلاء ملكيون اكثر من الملك . يعيثون في الارض فسادا بسايكولوجية التركي ولا (المتورك) والتي فسرها ابكر ادم اسماعيل بالاستعلائيه والتشدد والمغالاة . والمغالاة في حُبِ الايادي القوية وإن كانت ملويه او التوت من كثرة الحِبِ عليها. والحِب علي اليد هو تقبيل ظاهر كفها وله دلالات عديدة من الخضوع والانتماء وطلب الحماية .
    (المتوركون) من الباش بزق– وهي تركية تعني رجال الباشا - كما هو معروف عنهم يفرحون مهللين ومكبرين لوجه المَلِك لا لوجه مَالِك المُلك الذي يهب الملك لمن يشاء وينزعه عمن يشاء . و يغضبون لغضبة ولي النعمة قبل غضبهم لله سبحانه وتعالي . ومن المتوركين من يعرف إن الايام دول. فيسعي يجمع الرماد عن غيره جمعا ويأكل التراث اكلا لمّا. ويبيت ليله تَجَافِي جنبيه المضاجع متوجسا مما عرف عن ، او شارك في، او سعي لالحاقه من اذي بمن عرف وعاشر ووعد وواعد من اهل العصبة الاولي ومن تبعهم من الشركاء ممن قلبت لهم الايام ظهر المجن..
    وسلطة الاسلامويين درجات . اعلاها سدة الحكم وادناها لجانهم الشعبيه. وامور سدة الحكم عندهم كالصلاة ، سر وجهر . فمما يُجْهرون به ، ما يصدر عنهم من بيانات وتوجيهات رئاسية . ومنه ما يذاع من خطب. ومنه ما ينشر من لقاءات واحاديث واخبار.
    وما جهر من امر السلطة فموكول امره لنوعين من الناس من اهل النصوص واهل الخصوص. فمن اهل النصوص كتاب الخطب ومعدي اللوائح والقوانيين ممن يطلق عليهم تأدبا المستشارين. وقد قال عمنا بروفسيرعبدالله الطيب المجذوب رحمة الله عليه (والمستشار قد لا يستشار) . والمستشار قد يستهدف حتي لو كان اسمه الدكتور رياك مشار. ومن المستشارين ابواق لا تتورع في ان تفتري علي الله كذبا.
    اما اهل الخصوص فهم كاتمي الاسرار التي يسهر الخلق من جراها ويختصموا. لا يُعلم لهم عددا ولا يستفت فيهم وقلما يأت من اخبارهم مددا . منهم صفي الوجدان عفيف اللسان امين علي اسرارالسلطان . ومنهم من خاف تقلبات الزمان فباع نفسه للشيطان الذي ربط بينه وبين الانجليز والامريكان.
    ومن اسرار رئاسة الاسلامويين ان عدد الجالسين من الاسلاموييين علي سدة الحكم الحقيقيه الذين تقاسموا كالفقراء (النبقه) التي تتدلي منها كل المفاتيح ، كعدد اهل الكهف الذي قال فيه تعالي (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِرًا وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَدًا) . ونحن نسلم امرنا لله والمؤمن صديق ، ونحسن الظن فيمن جاءنا بخبرهم فقال إنهم ثلاثة ورابعهم قارب ولم يلصق. عُرِف عن نجاحه في مده لشعرة معاوية بينه وبين اطراف الثالوث الحاكم. كذلك من دلالات ذكائه غَضِهِ طرفه امتثالا لنصيحة من يقول
    غض الطرف انك من نمير فلا كعب بلغت ولا كلابا
    ونحن لا نسمه من باب اللياقة والادب وحتي لا يربط هماز مشاء بنميم بين ربضه بين ايديهم وتسميتنا له باننا عمدنا الي ما استتر من معني في عجزهذا البيت من اشارة الي كعب وبني كلاب.

    يحضرنا هنا تصريح الرئيس عن عدم رغبته في ولاية عشرية رابعة . وحقيقة الولاية عشريتها وإن قيل إنها خمس سنين مما يعدون . فولاية السودان تعد من واقع حالها بعقود الزمان . ومن الثوابت في دستور السودان إن ما ينطبق علي الرئيس ينسحب علي نائبيه. وهنا يحق لنا ان نستنتج إن المقصود من إخفاء من هو رابض عند سدة الحكم إنه هو الخليفة الذي سيستخلف ولا يورث . ومدخل ذلك إن امور الثالوث الحاكم شوري بينهم. ولا يسعنا إلا أن نقر علي جهلنا بمافي هذا القول من مغالطات لغويه وتداخل يذهب المعني بين وراثة وتوريث. فالميراث يستعصي فهمه علي عامة الناس وقد يشق كتابه وحسابه كذلك علي الاسلامويين. واصعب منه منه قسمة ميراث من زواج جمع بين ثلاث رؤوس بالحلال . والشراكة بين الرئيس ونائيبيه ، علي الرغم من توجه دستور السودان الاسلامي ، املتها روح الزمالة . ولا إدعاء فيها بأنه قد جمع بينهم حبهم في الله ليستظلوا بظله يوم لا ظل إلا ظله. والشركاء تملَكَ كل منهم ما إمتلكْ واعد كلا منهم عدته ليوم عبوس قمطرير مما ليس لنا به علم. وهنا نري إنه واجب علينا تقديم العزاء لسعادة الفريق. فقد قال تعالي (وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس). فصبرا جميلا والله المستعان. والمجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة. وهنا كذلك قارئنا العزيز، نري وميض نار ستخلف اكواما مهولة من الارمدة نسأل الله منها حسن الختام.
    وقاعدة حكم الاسلامويين هي لجانهم الشعبيه. ومنوط بها امور تهم العامة كاستخراج شهادات السكن للمواطنين، وإعادت تسكينهم متي ما دعت الحاجة الانتخابية لذلك. كذلك من انجازات الاسلامويون انشاء بعض الولاة للمقابر التي ازداد الطلب عليها بصورة كبيره هذه الايام . ولا نعلم إن كان ذلك من جراء تقلب مناخ السودان بين حار جدا ونار جهنم الحمراء ام لكثرة من سقطوا في المعارك اومن قضوا نحبهم من الشهداء أم أن لصادمات الحركة يدا علي ما يصرح به من اعداد بين الحين والاخر . والحركة هنا لا نعني بها الحركة الشعبيه انما تلك التي تطوي الارض بقوة الدفع الرباعي او تلك التي تجري علي اربع او تلك التي تئز علي ثلاث وزين بعضها بعبارات مثال (نفسي اقطع الكوبري) وهي اصغر شانا واعظم خطرا.

    ومما تكلف به اللجان الشعبيه جمع النفايات و دفنها. والنفايات في السودان يرد بعضها لما خرج من بين ايدي الناس . والبعض الاخر مما تبرعت به بعض الدول
    الصديقة . ولك ان تفهم ايها القارئ الكريم ما أعجزنا بيانة او ما لا نود الدخول في تفاصيله حتي لا نكون عرضة لبلاغات الامن الطائره والتي فاق عددها شيكات السودان المكتوبة بحبر اسود لتعود بعد قبضها بيضاء من غير سوء ..
    ومن انجازات الاسلامويون ايكال امر إدارة المقابر للجان الشعبيه لتنشيطها بعد ان نامت في العسل نومة عروس وعرس زادهم الوجد لوعة. فتضاعفت أعباء اللجان الشعبية لجهودهم لضبط منظمة (حسن الخاتمة ) وهي تتطاول في البينان فتبني من الشواهق ما ربما قصدت منه ان يؤنس وحشة من سكن التراب وفارق الاحباب او ان تلقي عمائرهم بظلالها علي المقابر لتقي ساكنيها عليهم رحمة الله اجمعين من هجيرة السودان.
    وقد جاء في الاخبار ، رغما عن الحرمة التي نص عليها حديث المصطفي عليه افضل الصلاة والسلام الذي قال (لا يَبِيعُ أَحَدُكُمْ عَلَى بَيْعِ أَخِيهِ ، وَلا يَخْطُبُ عَلَى خِطْبَةِ اخية ) و زَادَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَةٍ : (وَلا يَسُمْ الرَّجُلُ عَلَى سَوْمِ أَخِيهِ ) ؛ عكفت سلسلة مجموعة حسن الختام والتي تخصصت في حفر المقابر وشعارها الحسنة بعشرة امثالها ؛ فدخلت مجال الاستثمار العقاري . إلا أن بعضهم كدكتور الكرسني اشار الي ربحية المؤسسه وتوجهها الرأسمالي وانصرافها عن العمل الخيري الذي قامت من اجله . فبتنا نخشي من انتقال المؤسسة امن اعمال الخير لاعمال الاستثمار فينتهي بها لمصيرمن سبقها من مؤسسات كسودانير وسكك حديد السودان وشركات البريد التي لم يسمع عن وفاء إدارتها لوعودها ولا يعرف لناقلاتها ميعادا . ونخشي أن يأت يوم يسبق الي دار البقاء ما كُتِبَ من حسنات واوزار المراحيم جثامينهم التي تبقي رهينة دار الفناء في انتظار الانتهاء من ابراء ذمة الفقيد كما حدث في بعض المستشفيات الاستثماريه . و ندعو الله ان يتلطف بنا فلا يُكتشف يوما من بين استثماراتها في المدافن مقابر جماعيه . او تكون اولية ستر المرحوم ، بالدفن بالنقاط او بدفع الرسوم اوتخرج علينا شيكان بوثيقة اشتراك تفرق بين المقابر الفاخره والمقابر الشعبيه . (فكلو) عند العرب صابون. و(كلو) بثوابه.
    وما بين قمة السلطة الاسلامويه وقاعدتها، نجد رِجالٌ ونساء ممن قال فيهم سبحانه وتعالي ( لا تكرمون اليتيم ولا تحضون على طعام المسكين وتأكلون التراث أكلا لما وتحبون المال حبا جما) . زين لهم حب المال فيجمعونه . فكَثُرَ رَّمَادِهم فحثوه في وَجْوه من احبهم واحب رمادهم. وذَروه في عيون من هَمّ بالخروج من النص او الخط المرسوم له. وكالوا ما تبقي علي هامات تبيت ليلها طاوية ، وتحوم نهارها ساعية شاكية من قلة الفئران وكثرة الصَرَاصِيرُ والعنكبيات في بيوتها.
    كثرت الشكاوي التي يرددها الناس من الفساد. وهو غير فساد المعصية الذي يشار اليه بخم الرماد . فشرب الخمر فسادٌ قد يهدي الله من يتوب عنه ، فيتوب عليه. لكن الفساد الذي جأر بالشكوي منه الدهماء والعلماء والكتاب والمفكرين ، هو فساد استشري فغطت ارمدته كالبركين كل مكان. وصوره من الكتاب من هم ابلغ مني كدكتور سعاد إبراهيم التي فاض بها الكيل فكتبت عما اصابها من دهشة وحيره ليس مما يجري من فساد في السودان فحسب ، بل لتقاعس الحكومة عن معالجته فقالت : (إن الحكومة ظلت تملأ الدنيا ضجيجا بإعلان حربها على الفقر والفساد، وفى ذات الوقت ظلت تمدهما بكل الأسلحة والعتاد الذى تمكنهما من الانتصار عليها.) و د.الكرسني اشار الي خلطة للدين و الجريمة المنظمة، فقال (ميزة نظام الإنقاذ منذ نجاح إنقلابه المشؤوم على السلطة الشرعية فى البلاد قد كانت أكثر وضوحا فى إستغلاله للدين الإسلامي الحنيف لأغراض دنيوية رخيصة لخدمة سدنته و متنفذيه على حساب المساكين و الفقراء.) وهو امر اشار الاستاذ مرتضى الغالى بدعوته الي وجوب تناول الفساد كظاهره).. .... ضد الاساليب الخاطئة، وضد الفساد بكل صوره وأشكاله، وضد القهر وضد الاحتكار.. ) .
    وغير هؤلاء الكتاب ، تحدث كثير من الناس عن الفساد كدولة وعن ثقافة الفساد ومؤسسة الفساد. واجمع الناس بما فيهم الرئيس البشر نفسه باستشراء الفساد مما دعي الامر لانشاء مفوضية له ، وعلي الرغم من قناعتنا بأنه لن يصلح العطار ما افسد الدهر ، يخرج علينا الاستاذ عبدالله عبيد حسن وهو يتميز غضبا من مقولة الفريق أول ركن مهندس صلاح عبد الله محمد صالح التي إتي فيها ببهتان عظيم حيث قال (بأن حكومة وقيادة الإنقاذ رجالاً ونساء أطهار منزهون عن الفساد والإفساد، وهم كأهل بدر، أو كما سماهم يوماً صحفي وكاتب إسلامي مصري (إنهم كالصحابة. )) وما دري سيادته إن التنزيه لا يصلح إلا لوجهه الكريم . وإن رسول الله عليه افضل الصلاة والسلام قال (كل ابن آدم خطاء، وخير الخطَّائين التوّابون ) . وهكذا نري عزيزنا القارئ إن ارَّمدِة الفساد تاتي في المقام الاول من رهط النظام الاقربين وفلول من المقربين والطامحين والطامعين الذين قضوا علي الاخضر واليابس.

    وبالطبع كما قال سعادة الفريق إن السودان ليس سوريا واليمن وليبيا ومصر . فأمن السودان منتشرفي العمق السوداني ومستتب . وحادثة غزو العدل والمساواه لامدرمان ما كانت سوي اختبار ليقظة عناصره الدفاع القوميه ، والاستخبارات العسكريه ، وشرطة النظام القوميه ، وشركاتهم الامنية والجواسيس الاسرائيليه. وفوق ذلك كله فالسودان رغم كل تلك الاجهزة التعدديه ،يحرسه (راجل البنيه والشب واللبان من العين العنية الكافره النصرانيه) .ان العدل في السودان يومان. يوم نعيم ويوم بؤس. فمن اختلس او سرق او اغتصب وتاب ، فتُقبل توبته في الدنيا . فيمثل في المحاكم في يوم نعيمها ، فيخفف له العقاب . وبما إن حرية الرأي والتعبير في السودان الشمالي مكفولة بنص الدستور و فقوانينه قيل إنها مستنبطة من الشريعة الغراء ، وهي من كثير منها براء. فالعدالة تكفل لافذاذ الرجال وكرائم النساء ممن كتب كتاب ، بحرية رأي في امر الحجاب؛ ومن كشف الغطاء عما وجب له الخفاء؛. فيمثل امام المحاكم يوم بؤسها ويشهد عذابه طائفة من المؤمنين. ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب.

    وحتي لا يلتبس عليك الامر عزيزنا القارئ دعنا نسترسل في الشرح بتؤدة وتمهل. فمثلا إثارة الفتنة والكراهية هي في الحديث عن اغتصاب صفيه. ومن يشير الي اختلاس في اموال الدولة ، إنما استهدف للرئيس ومن حوله وما بين الخيرين حساب . والإخْبار عن ما يجري في دارفور و جنوب كردفان ، هو تهديد لامن السودان. وما يشيع الحديث عن المظاهرات ، إلا المندسين المجندين لاحداث الاضطرابات . واي تقرير يُعد عن عدم الاستقرار فهو تَعِد للخطوط الحمراء التي رسمت بدماء الجرحي والشهداء.
    ليثبت المعني عندك ويتبين لك الصحيح من الغي , فاعلم إن حرية النشر والرأي والتعبير مكفولة لمن يريد الحديث عن الغناء الهابط ولمن يتناول الصراع الرابط بمجالس الاندية الرياضية او للحديث عما تحقق من انجازات من طرق وكباري وعمائر لا عن المال السايب . ولا تجزعن من كثرة الاشارات الي الامام الغائب و الفريضه الغائبه و صلاة الغائب. فالغياب حالة عقليه ووجدانية ونفسية. وهذه حالات تجرها علي نفسك ولا تلومنها إلا هي ، متي ما تطورفكرك وساء مخبرك .
    واخيرا نقول لك ايها القارئ الكريم، لك ان تري في اسلاموية اهل الانقاذ ما تري. ولا يجرمنك شنان حديثنا عن خم الرماد وعن الحقيقة الغائبه وما سبق . فحالهما مع الاسلامويين كحال الشمس مع اهل الكهف التي بيّن امرها سبحانه وتعالي في قوله (وترى الشمس إذا طلعت تزاور عن كهفهم ذات اليمين وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال وهم في فجوة منه، ذلك من آيات الله، من يهد الله فهو المهتد، ومن يضلل فلن تجد له وليا مرشدا)
    اللهم لا أملك لضعفي وقلة حيلتي وهواني علي الناس إلا أن اردد قولك ، تبارك وجهك الكريم ( قل من كان في الضلالة فليمدد له الرحمن مدا حتى إذا رأوا ما يوعدون إما العذاب وإما الساعة فسيعلمون من هو شر مكانا وأضعف جندا ويزيد الله الذين اهتدوا هدى والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير مردا ).

    (عدل بواسطة محمد مصطفي مجذوب on 06-22-2011, 06:57 AM)
    (عدل بواسطة محمد مصطفي مجذوب on 06-22-2011, 07:30 AM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de