محمد حامد تبيدي يصف الاستاذة اشراقة النور بالاسفاف!!! .. قراءة لمداخلة

Quote: مرافعة الإنتربول يلقي القبض على صحفية سودانية * اشراقة النور « يلزمني جنون آخر لكى أعرف من «هم» انا فى «بلد» كمثل فاصلة بين الموت والموت. «ادونيس بتصرف» العنوان أعلاه تخيلته ذات يوم مانشيتاً منطبقاً على شخصي الضعيف ،وأنا أسمع صوت والدي «رحمه الله» مشفقاً عبر الهاتف يسألني إن كان في إمكاني العودة من مهجري إلى السودان كي أمثل أمام القضاء بسبب قضية رأي عام ،كانت قد رفعتها إحدي الجهات ضدي وضد هذه الصحيفة «الرأي العام» آخر مطبوعة عملت فيها قبل «هجرتي» «قالوا إذا ما جيتي حيجيبوك بالانتربول». هكذا هددت إحدى الجهات أفراد أسرتي وقالت لهم بالحرف الواحد «إذا لم تعُد إشراقة إلى السودان من أجل القضية فسيحضرونها بالانتربول». أمي وأبي لم يناما ليلتها، قلقاً، وهما يقلبان أمر ابنتهما التي سيلقي الانتربول القبض عليها، هما لم يكونا يصدقان القول الساذج ذلك، لعلمهما بأن قضيتي لا تليق بهذا الانتربول الذي يقبض على عتاة المجرمين في العالم، بقدر خوفهما من تلفيق «أهل القدرة» جريمة أخرى لا تتعلق بكوني مجرد قلم أحاول الدفاع عن حقوق الضعفاء من أهل بلادي، فقلت حينها ثائرة أهدئ روع والدي "رحمه الله" هل يقبضون عليّ ويتركون الحرامية الذين أكتب عنهم، طلقاء؟! ، أيقبضون عليّ ويتركون صقر قريش الذي نهب المليارات من مال الشعب السوداني، وبعضٌ من أفراد عصابته يمرحون في الأرض ويؤلفون الغناء؟؟!!، أيقبضون عليّ و«مافيا» محاليل كور الفاسدة أحرار «يتنططون» من منصب إلى آخر؟!! أيلقون القبض عليّ بالانتربول ويتركون ناهبي مال الشعب أحراراً؟!! أمام منطقي صمت والدي الذي عاش قسطاً من عمره يحاول التأقلم مع قلق أبويِّ لازمه، بسبب توابع المهنة التي اختارتها ابنته، في بلد مصير الصحفي فيه بين كفي عفريت، ولم يزُل همه إلا بعد أن قرأ اسمي على صحافة الخليج، مذيلاً المواضيع الاجتماعية الناعمة . وحمدت الله أنه لم يرَ في حياته «كأب لصحفية» نهاية شهيد الكلمة الصحفي المرحوم محمد طه محمد أحمد ، وأنه مات «أثابه الله الجنة»، ولم يسمع بزميلنا أبوالقاسم الذي قبض عليه «وزير المالية!!»، ولا شهد الأيام التي حُكم فيها على أبو ذر علي الأمين بالسجن. من عجائب مسلسل صراع المؤسسات الحكومية مع الصحافة في بلادي ، أن الصحفي دائماً هو الأقرب إلى الزنزانة وإلى المحاكمة ،حتى أصبح عدد الذين وقفوا وراء القفص من زملائي الصحافيين ينافس أصحاب قضايا الشيكات والنظام العام . ولو كانت السلطات المختصة تعمل بمثل هذا النشاط والهمة العالية، في القبض على المعتدين على المال العام والفاسدين في أروقة الخدمة المدنية، لأصبح السودان دولة خالية من «مصاصي الدماء». والقصة من نهايتها سادتي والتي أرجو أن لا تُقرأ في سياق اجترار الأمجاد الصحفية "وأعوذ بالله من هذا الظن " أني خرجت من السودان العام 2001م، أخرجتني «قرفة» من الحال المائل وعجزي عن فعل أمر واحد اعرفه وهو الكتابة، حيث لم تكن لديّ مشكلة شخصية مع أحد، لم اسرق ولم انهب ولم آكل أموالا بالباطل، وكان ضميري راضياً لانحياز قلمي إلى المعذبين في الأرض مثلي. وسيرتي الذاتية تحمل ، حباً كبيراً لأرض المليون ميل «قبل وبعد الانفصال»، وهماً انكسر قلمي وهو يحمله، بسبب إيقاف عمودي ، مجبرةً خرجت وأنا أرى زاويتي التي أتنفس بها تُغلق أمام وجهي، و«21» بلاغاً صحفياً ضدي حتى إن قسماً من رجال الشرطة الذين يكتبون محضر القضايا، باتوا أصدقائي وأعفوني من الأسئلة الروتينية: «اسمك وعمرك ومهنتك وهل تعرفين القراءة والكتابة» «أمزح». خرجت إلى الخليج، وعيني على أوضاع بلدي، وأخرى على قلمي الذي أعياه الأذان في مالطا. إذ كانت لي قضية لم تغلق أضابيرها مع أحد وكلاء الوزارات. وبحسب تجربتي مع المحاكم فقد كنت حريصة على تجنب الثغرات القانونية في الكتابة "هأنذي أكشف أسراري «وقدرت أن هذه المسألة ستؤول إلى الشطب، أو كسب القضية، كما هي عادتنا مع مثل هذه القضايا» ومطمئنة إلى «شطارة» الأستاذ كمال الجزولي المحامي الذي أوكلته الصحيفة مدافعاً عنا. والشاهد سادتي، أنني نجوت من ذاك الانتربول المزعوم، حيث كسبنا القضية، لأقع بكل ود وتقدير بين «براثن» الأساتذة والاخوة الأجلاء وجدي الكردي ومحمد عبد القادر وعوض العراقي من أهل هذه الدار، الذين ألقوا القبض عليّ لكن هذه المرة بتهمة «حب الصحافة السودانية» وبعد قرابة عشرة أعوام من الغياب حكموا عليّ بالعودة مرة أخرى إلى زنزانة «المرافعات» والتي، أتمنى وهذا أضعف الإيمان، أن يطل بها قرائي من خلال كلماتها، على نافذة العدل والحرية والحلم بعالم سعيد.

Quote: محمد حامد تبيدي - (الدوحة) - 16/6/2011 فذلكة مرهقة لكنها ضرورية كقصف تمهيدي لعودة قلم شفيف لحياض الوطن الذي لم يغب عنه .. عودة نتأمل أن تكون صادقة ومتجردة للإسهام في خدمة الوطن ونهضته ورفعته وسلامته وكرامته بعيداً عن الإسفاف والشيزفرونيا والشخصنة والتناقض مع الذات .. إشراقة محمد أحمد النور مؤهلة وقادرة - لو أرادت - للإسهام بما ينفع ويدفع ويفيد ... مرحى لصاحبة الجلالة بها وجيداً جيتي وعوداً حميداً