الثورات وبناء الدولة الحديثة في العالم العربي

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-26-2024, 09:15 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-16-2011, 06:02 AM

فيصل أحمد سحنون
<aفيصل أحمد سحنون
تاريخ التسجيل: 08-11-2009
مجموع المشاركات: 884

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الثورات وبناء الدولة الحديثة في العالم العربي

    قبل فترة قليلة استقال مدير صندوق النقد الدولي ستروس كان من منصبه بعد أن وجهت له اتهامات بالاعتداء الجنسي على فتاة، وعلى الرغم من أن هذه الاتهامات لم تتحقق ولم يصدر حكم ضده فقد قرر الرجل الاستقالة من منصبه.
    ولم يكن تصرف ستروس كان فريدا في نوعه إذ هناك أمثلة كثيرة في العالم الغربي لمسؤولين ووزراء وجهت لهم اتهامات اضطروا بعدها للاستقالة من مناصبهم، ذلك أن معظم هؤلاء المسؤولين لا يعتبرون العمل ملكا خاصا لهم بل يعرفون أنهم مفوضون للقيام بمسؤوليات محددة ، فإذا ما أثيرت شكوك حول قيامهم بهذه المسؤوليات فإن التصرف السليم هو أن يبتعدوا عن مواقعهم حتى يثبت دليل براءتهم، ولكن الأمر عندنا في العالم العربي يختلف تماما، إذ سمعنا قبل فترة قليلة أن العقيد معمر القذافي حول هو وأبناؤه مليارات الدولارات إلى الخارج، وكذلك فعل الرئيسان بشار الأسد وعلي عبدالله صالح بل وغيرهم من المسؤولين العرب، وعلى الرغم من اعتراف بعض الدول الكبرى بوجود أموال لهؤلاء في مصارفها فإن ذلك لم يحرك ساكنا عندهم ولم يفكروا في الاستقالة، بل اعتبروا نشر تلك المعلومات تحديا لسلطتهم، وهكذا رأينا القذافي يشن حربا على شعبه ويقتل الآلاف بالأسلحة التي قال إنه سيوجهها ضد إسرائيل، وذلك ما فعله بشار الأسد حيث رأينا جنوده يركبون بأحذيتهم فوق ظهور المواطنين المقيدين جزاء ما قاموا به من احتجاجات ضد النظام، وذلك كان موقف الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وهي جميعها مواقف تدل على أن معظم القادة العرب لا يعتبرون أنفسهم مفوضين من قبل شعوبهم لأداء مهمات معينة في فترة محددة بل يعتبرون أنفسهم أصحاب حق يملكونه حتى نهاية الحياة، وإذا خرج أحد على سلطتهم فإن مصيره السحل والموت دون اعتبار لحقوق المواطنة.
    وإذا نظرنا إلى مواقف الدول الأجنبية وخاصة الغربية منها وجدنا أنها تتسم بالنفاق بكونها لا تريد أن تطبق المعايير نفسها التي تطبقها على شعوبها، ويبدو ذلك واضحا في موقف الاتحاد الأوروبي الذي يريد أن يحافظ على عملياته في ليبيا حتى نهاية العام، ويعني ذلك أنه يوافق على استمرار القذافي في الحكم حتى نهاية هذه المرحلة دون أن تسأل دول الاتحاد كم شخصا سيقتلهم القذافي خلال هذه الفترة، أما الولايات المتحدة فتتحدث على لسان وزيرة خارجيتها مطالبة بإصلاحات في سورية، فهل يريد الشعب السوري إصلاحات أم هو يريد إسقاط النظام الذي فقد كل أسس الشرعية؟ وإذا نظرنا إلى مواقف هذه الدول الغربية وجدنا أنها تعتمد على مواقف تقليدية لا تفكر إلا في مصلحة إسرائيل وتعتبر وجود هذه الأنظمة الدكتاتورية مبرر لمجرد فرض القهر على شعوب المنطقة، وعلى الرغم من الأكاذيب التي تعلنها الولايات المتحدة على وجه الخصوص من وقت لآخر والتي تظهر فيها تعاطفا مع ثورات الشباب فالحقيقة هي أن الولايات المتحدة تتقدم لحظة انتصار الثورات من أجل محاصرتها كما حدث في مصر وتونس وكأن شعوب المنطقة لا هدف لها سوى المحافظة على مصالح إسرائيل والولايات المتحدة.
    وفي الحقيقة من غير الموضوعي أن يكون التركيز فقط على مواقف الدول الغربية والولايات المتحدة بصفة خاصة، لأن المؤسسات العربية والإسلامية أيضا لا تحرك ساكنا، إذ على الرغم مما يحدث في العالم العربي ـ فإن جامعة الدول العربية لم تتحرك إذ كل ما يشغلها في الوقت الحاضر هو اختيار أمين عام لها بعد أن انتهت فترة أمانة عمرو موسى الذي يريد أن يلعب دورا جديدا كرئيس لمصر ليمارس الفشل نفسه الذي مارسه في جامعة الدول العربية، التي تعتبر مؤسسة غير ديمقراطية بل إن وجودها نفسه هو مظهر من مظاهر التخلف، ولا يختلف الأمر بالنسبة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي لم تحرك ساكنا تجاه ما يجري في هذا العالم ولا يعرف أحد ما هي الأهداف الحقيقية لوجود هذه المؤسسة أصلا.
    ويقودنا ذلك مباشرة للوقوف عند الثورات والانتفاضات التي تنتظم العالم العربي الآن، والتي يؤثر الكثيرون على تسميتها بالثورات الشبابية، وذلك في حد ذاته نوع من الخداع لأن الثورات لا يقودها الشباب فقط بل يقودها جميع أفراد الشعب شبابا وكهولا وشيوخا، كما أن نجاح الثورات لا يشترط أن يقودها الشباب فقد رأينا في العالم قادة كبارا قدموا خدمات جليلة لشعوبهم من أمثال ونستون تشرشل ومارغريت ثاتشر وأيزنهاور ورونالد ريغان ولم يكونوا شبابا إذ الشباب ليس مرحلة عمرية ولو كان كذلك ما استطاع أحد أن يقود بسبب قصر فترة الشباب وعدم اكتمال الخبرة فيها، فالشباب هو شباب العقل، وذلك ما يجعلنا نتساءل هل هؤلاء الشباب أو الذين يقومون بالثورات العربية قادرون بالفعل على إحداث التغيير في عالمنا العربي؟ الإجابة تتطلب منا أن نكون على وعي بنوع التغيير الذي نريده ومعرفة ما إذا كان الذين يقومون بأمره قادرون على إحداثه.
    وهنا لا بد أن نقول إن التغيير يعني شيئا واحدا في العالم العربي وهو قيام الدولة الحديثة لتحل محل الدولة التقليدية التي لا تقوم على أسس تخدم مصالح الشعوب في هذه المنطقة.
    وإذا أدركنا ذلك تبين لنا أن المشكلة التي يواجهها دعاة التغيير في العالم العربي، تقوم على ثلاث دعائم عقلية وثقافية وأيديولوجية، وهذه الدعائم هي التي تجعل التغيير أمرا عسيرا في هذه المنطقة. فإذا توقفنا عند الدعامة العقلية تبين لنا أن معظم دعاة التغيير يؤمنون بالثقافة الأبوية، إذ هم يبحثون دائما عن الأب الزعيم الذي يقودهم إلى طريق الخير، وهم بالتالي لا يستطيعون التفكير من داخل الفكر المؤسسي ويعتقدون أن التغيير يحدثه زعيم توكل إليه مسؤولية تغيير الأمة وبالتالي لا يكون البحث عن مؤسسة بل يكون البحث عن الأب القائد الذي لا يجود الزمان بمثله دائما:
    أما دعامة الثقافة فهي العقبة الحقيقية أمام التغيير في العالم العربي، ذلك أن معظم الناس لم يعيشوا في إطار الدولة الحديثة كما هو الشأن في بعض دول العالم الغربي، وبالتالي لا يعرف هؤلاء حكم القانون لأنهم يعرفون أن القضاء مسيس ويأتمر بأوامر الحكومة، ولا يعرفون الديمقراطية الحديثة لأن الديمقراطية عندهم لا تقوم على أحزاب لها نظمها وتحاسب أعضاءها عند المخالفة بل الديمقراطية عندهم هي انتخاب زعماء القبائل والطوائف والأعيان وتشكيل برلمانات تفتقر إلى أبسط قواعد العمل الديمقراطي، وأما دعامة الأيديولوجية سواء كانت يسارية أو يمينية أوعقدية، فهي تعتمد على نظر مغلق لا يرى العالم إلا في حدود ضيقة، وأن تغييره لا يكون إلا بالكلام النظري الذي لا علاقة له بعالم الواقع وأسس الدولة الحديثة.
    هذا هو الواقع الذي يعيش فيه العالم العربي والذي يجعل التغيير مهمة صعبة في ظل غياب مفهوم الدولة الحديثة وسيادة الرؤى الشكلية، وخاصة تلك المطالبة بالديمقراطية دون أن يكون هناك وعي خاص بالديمقراطية
    ولا شك أن تغيير هذا الواقع أمر صعب لأن الشعوب العربية خضعت فترة طويلة لسيطرة الأجنبي وعملائه في الداخل ولم تطور نظرية في البناء خاصة في المجال الاقتصادي ونظريات الضمان الاجتماعي بدليل أننا نرى حكاما يهربون مليارات الدولارات دون أن يسألوا أنفسهم هل هم حقا بحاجة إلى هذه المليارات في الخارج بعد نهاية فترة حكمهم، وهل يتصور أحد أنه بعد أن يصل إلى منصب رئيس الجمهورية ويحال إلى المعاش لن يجد شيئا يعيش عليه؟ كل تلك أسئلة مهمة حتى لا تضيع المليارات بعد موت القادة أو وضعهم في السجون، والدرس الأساسي الذي يجب أن يتعلمه القادة في البلاد التي تعتمل فيها الثورات هو أن قتل الشعوب لن يؤمن لهم الاستمرار لأننا لا نتصور أن يستمر القذافي في الحكم حتى لو انتصر على الثوار وذلك هو شأن الأسد وعلي عبدالله صالح.

    ----------------------------------
    http://hurrassudan.com/article-mid2-aid180.html
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de