مرح الشيكولا

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 01:12 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2011, 01:48 PM

Yahia Elhassan
<aYahia Elhassan
تاريخ التسجيل: 06-13-2011
مجموع المشاركات: 57

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
مرح الشيكولا

    الجميع كانوا هناك: يشهدون -في سرنمة عذبة - هذا التبدل والتحور البديع في الهوية ،الذي كانت تمارسه الشيكولاتة، وهي تعزف بهيلتون جدة، سيمفونيات عشقها للتزلج على جليد زمان الهوية الواحدة ، تتبدل ، شكلا ..لونا طعما ورائحة ، كما تزين لها شقاوة مكر الأطفال وهم يلعبون " الاستغماية" أو غبطة القمر وهو يلعب ذات اللعبة مع السحاب ، ولكن الشيكولا في حيل التخفي تضاهي كل الكائنات التي تجيدها – ببراعة محيرة - مثل: الماء،الحرباء النساء،كانت الشيكولا،تتراقص بغنج وهي تتقاطر من على شرفة نافورة ،فرحا سائلا يتمازج في عصير غبطته الأسود المعتم والأحمر القاني ، تتغطي في حياء كوردة داخل علب أنيقة ،خوف الفتنة، ترتدي فساتين زهرة تهب رحيقها بدلال لعاشقيها،كانت الشيكولا في مهرجانها الأنيق ، ليلة البارحة ، تحاول فعل كل شيء يصيرها أنشودة عشق لمليك هام به الجميع ،رمقني رفيقي بابتسامة وضيئة ، وكنت حينها غارقا في كنف حيرتي الكبرى ، قلت :
    ألا ترى هذه البراعة: الماء يطل على الوجود بكل صيرورته:فهو سائل ، غاز ، صلب والحرباء تخفي هويتها –في إيثار بليغ- طي هوية كلية لمحيطها،والمرأة ماء –كما تعلم : سائلة في حال العشق ،وبخار كما الحلم ، وأنت تدري كيف بقلبها حين يجفو ودادها،أما الشيكولا فأمرها جد عجيب : تمتزج بالماء واهبة ذاتها كل حيل وجوده ، تتلون كما الحرباء،وتعشقها النساء صنوا يغير طعمه كما يشاء له الهوى:فمرة تسكرك حلاوته ، ومرة تدهشك مرارته ، ومرات تكون بين أول السكر ومنتهى الاندهاش ، في تلك البرهة الشفيفة بين الحلاوة والمرارة : ذلك الموطن الأثير للنساء، فهن هناك بين صحوة الوعي وغيبوبة الغلس : طعما يتأرجح : نغما يصفو كي يتشرخ : وهجا يسعى كي يكون رمادا،الشيكولا تعرف لم تعشقها المرأة رسالة حب من عاشق مجنون: فهما صنوان في براعة الاختباء بين نقائض وأضداد شتى ، لكن ما يفوت على فطنة النساء: ان الشيكولا لا تغرم بسوى الأطفال ، فهي شديدة الاحتفاء بذاتها وليست فقط :ذكرى حب وبريد شهوة ملتاعة .
    في ذاك المحفل الأنيق، كنت أختلس النظر في صمت،لحوار بليغ بين العطر واللون،عطر الناس ولون عشقهم لهذا الفرح الأنيق الذي تعرف الشيكولا-وحدها – كيف تشيع همسه الساحر في روح المكان ،وعطر ضحكات الصغار، وهم يتعجبون من سخاء يتبارى فيه الجميع : كانت الشيكولا على غير عادتها:متاحة لمن شاء ولمن لم يشأ،لمن يملك شرط وصالها كغانية عزيزة المنال ، ولمن قعد به فداحة مهرها عن الهيام بلذائذ القرب : ليس بالمال : بل بفرط الهوى وانشغال البال عن سواها من الحسان ، الشيكولا لا تهب ذاتها لعاشقيها إلا لماما وفي غسق الغيبة :تبا كرهم بغتة ، أو تغافل أرواحهم عند الأصيل، فهي لا تنتمي إلا لزمانها الخاص،تتوهم انك تملكتها وأنت تتلمظ رحيق فتنتها ولكنها ترحل فيك بعيدا كنغمة ناي ، نوح يمامة على فنن الروح تغني قيثارات حنينها الخاص غير العابئ-إلا هونا ما بأشجان عاشقيها، الشيكولا لا ترتمي في أحضان مغازليها الكثر، وهذا سر إنميازها عن بقية النساء،وانما ترسل أهدابها الطويلة مركبا فضيا الى قمر لقاءها لمن شاءت ، لكنها تولع بالصغار ، تهبهم يخضور عذرية فتنتها،وتستحلفهم كتمان سر براءتها من غواية الفانين ، وهذيان الشعراء، ولعل (إيمان العبدلي) تلك الفتاة العدنية هي وحدها من أدرك هذا الولع ، عرفت –بفراسة قاطني البراكين الخامدة –سر هذا العشق الغافي بين اللهو بالحلوى وخصوصية الهوى ، فالأطفال –كما الشيكولا –بارعون في إخفاء خصوصية عشقهم وسريته ، في ما يراه الكبار براءة ومجانية : تعلقا بالحلوى يرتبط دوما بالصغار ،عرفت كيف تقتنص من الشيكولا أروع أسرارها،وصاغت مايتناثر في رمال السر من منمنمات عاشقة ، صاغته بأنامل أسلافها من (مملكة أوسان)التي يأسطرها الخليج، وبركانها الذي يفح نار آخر الزمان ،كانت هي وحدها في مهرجان الشيكولا من عرف كيف يعاين من خلل شقوق تلك الأمسية،ما كانت تعانيه الشيكولا من عشق دفين للأطفال وشعور بعبثية الكبار وطيش أحلامهم ،وهم يروجون بها ما كسد من علف الأجساد : فهنا دقيق ..سكر ...بلح ..لكنه ممزوج بالشيكولا،كي تلطف روحانيتها فحيح كثافة مادية نداء الجسد ورغباته الأرضية ، ففعلت بمحبة ولم تتأفف من كل هذا التسليع لمعناها الباطني العميق ،الذي عرفته( العدنية ) امتزجت بالجميع كي تهبهم- ببهجة حضورها- عرفان الفناء في رقائق المعاني ودقائق الأشواق ، فاليوم نشيد عشق الشعب لمليك فؤادهم ، وما أجدرها من قيثارة تضوع لحنا،تتشكل فرحا وتتمطى (سيرينية) جزلى في نهر مرحها الخاص.


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de