حروب أفريقيا الأبدية ..لماذا الصراعات في القارة بلا نهاية ؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 02:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2011, 03:24 AM

ناظم ابراهيم
<aناظم ابراهيم
تاريخ التسجيل: 04-18-2008
مجموع المشاركات: 3734

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حروب أفريقيا الأبدية ..لماذا الصراعات في القارة بلا نهاية ؟

    حروب أفريقيا الأبدية ..
    لماذا الصراعات في القارة بلا نهاية ؟
     
    Africa's Forever Wars
    Why the continent's conflicts never end
     
    مقال ... للكاتب جيفري جيتليمان


    هناك سبب بسيط جدا لأستمرار الحروب الوحشية والأكثر دموية في أفريقيا والتي هي دائما بلا نهاية : فهي ليست حقاً حرب , ليس بالمعني التقليدي على الأقل . المقاتلين ليس لديهم اهداف واضحة وليس لديهم الكثير من الأيديولوجية . انهم لا يكترثون في حال تم استيلائهم على عاصمة او مدينة كبيرة -- في الواقع -- أنهم يفضلون عمق الأدغال . لآنة اسهل بكثير على ارتكاب الجرائم . المتمردين اليوم يبدو غير مهتمين في الفوز , الأهتمام بدل من ذلك هي سرقة الأطفال الأخرين , ووضع كلاشنيكوف او فأس بين أيديهم . وجعلهم يقومون بالقتل . أنظر عن كثب في بعض النزاعات في القارة الأكثر أستعصاء , من متمردين جداول لادن لـ دلتا النيجر إلى جحيم جمهورية الكونغو الديمقراطية , وهذا هو ما ستجدة :


    ما نراة هو تراجع حركة التحرير الأفريقية الكلاسيكية وأنتشار شيء أخر -- شيء أكثر غرابة , اكثر تعقيداً ووساخة , أكثر عنفاً , وأكثر صعوبة من ان يفهمة عقلنا . إذا أردت ان تسمي هذا حرباً , فحسناً . ولكن ما ينتشر في أنحاء أفريقيا مثل الوباء الفيروسي هو في الواقع مجرد انتهازية واللصوصية المدججة بالسلاح . وظيفتي في مجلة نيويورك تايمز كـ "رئيس مكتب شرق أفريقيا" هي تغطية الأخبار والقصص في 12 بلد . ولكن أقضي معظم وقتي منغمس في هذة الـ لا حرب .


    لقد شاهدت عن قرب -- عن قرب قريب جدا -- كيف في كثير من الأحيان يتحول القتال من جندي مقابل جندي (التي أصبحت الأن نادرة في أفريقيا) الى جندي مقابل المدنيين . معظم المقاتلين اليوم في أفريقيا ليسم متمردين ولهم قضية , أنهم حيوانات مفترسة . هذا هو السبب في أننا نرى الفظائع المذهلة مثل الأغتصابات في شرق الكونغو , حيث الجماعات المسلحة في السنوات الأخيرة أعتدوا جنسياً على مئات الألأف من النساء وغالباً بطريقة سادية وعنيقة مما يجعلهم عاجزين عن العيش . ما هو الهدف العسكري او السياسي عندما تدخل البندقية في فرج المرأة وتضغط على الزناد ؟ لقد اصبح الإرهاب بدون حد , وليس مجرد وسيلة .


    هذة هي القصة في معظم أنحاء أفريقيا , حيث ان نصف دول القارة المكونة من 53 دولة اصبحوا الوطن ومصدر لنزاع ما زال مستمر او قد انتهى لتوهة . أماكن هادئة مثل تانزانيا هي اماكن وحيدة وقليلة , حتى كينيا التي كانت صديقة ومملوئة بالسياحة أنفجرت في عام 2008 . إذا جمعنا الضحايا في الـ 12 دولة التي اعمل بها , سيصل العدد الى عشرات الألأف من المدنيين في كل سنة . أكثر من خمسة مليون قُتلوُا في الكونغو وحدها منذ عام 1998 , كما قدرت اللجنة الدولية للإنقاذ .


    بطبيعة الحال , فإن العديد من صراعات الجيل القديم لـ ألأستقلال كانت دموية ايضاً . ويعتقد ان التمرد الطويل ولعقود طويلة في جنوب السودان قد كلف أكثر من 2 مليون شخص . ولكن المشكلة ليست بالأعداد , المشكلة في الأساليب والأهداف , والقادة الذين يقودهم . أكبر عصابة في أوغندا عام 1980 , "يوري موسيفيني" كان يطلق النار على المتمردين ويقول لهم انهم كانوا في الطابق الأرضي لجيش الشعبي الوطني . "موسيفيني" اصبح الرئيس في عام 1986 , وأنة لا يزال يحتل هذا المنصب (هذا مشكلة اخرى - وقصة أخرى) لكن كلماتة تبدوا كأنها نبيلة بصراحة مقارنة مع زعيم المتمردين المعروف في بلادة اليوم . "جوزيف كوني" الذي يعطي اوامر بالحرق فقط .


    حتى لو تمكنت من أقناع هؤلاء الرجال للخروج من مخابيء الغابة وحملهم على المجيء الى طاولة المفاوضات , فهناك القليل جدا لتقدم لهم . انهم لا يريدون وزارات او مساحات من الأررض للحكم . فجيشوهم هي اكثرها من الأطفال المصدومين , من ذوي الخبرة والمهارات (إذا استطعت تسميتها بذلك) الغير ملائمة تماما للحياة في المدينة . كل ما يريدونة هو المال والبنادق و ترخيص ليعيثوا فساداً . وهم لديهم هذة الأشياء الثلاثة , فكيف يمكنك ان تتفاوض مع ذلك ؟


    الجواب القصير هو -- لا تستطيع . في الحقيقة الطريقة الوحيدة لوقف المتمردين اليوم هو أعتقال او قتل قادتهم . العديد منهم لهم شخصيات فريدة وملتوية وحالما تختفي منظماتهم سيختفون هم ايضاً . هذا ما حدث في أنغولا عندما قـُتل زعيم المتمردين لتهريب الماس "جوناس سافيمبي" وبذلك وضع نهاية مفاجئة لآحد صراعات الحرب الباردة التي كانت في ذروتها . في ليبيريا , كانت اللحظة التي ألقي القبض على زعيم الحرب الذي تحول الى الرئيس "تشارلز تيلور" في عام 2006 كانت هي نفس اللحظة الذي أسدل الستار على سيرك هذا القاتل اللذي مارس القتل لعشرة أعوام حيث كان يرتدي أقنعة مستعارة (مثل أقنعة عيد الهالوين) . قبل ذلك اهدر عدد لا يحصى من الدولارات , وساعات طويلة ومملة لجولات من المحادثات الغير مثمرة التي لم تنتهي بمثل هذة النتيجة الواضحة . ويمكن قول نفس الشيء على القادة المتمردين المتهمين بأرتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل لوائح الأتهام للـ المحكمة الجنائية الدولية . مع احتمال الملاحقة القضائية التي تلوح في الأفق , هؤلاء المقاتلين بالتأكيد لن يستسلموا او يتخلوا عن المعارك .


    كيف وصلنا الى هذة الحالة ؟ يبدوا ان المتمردين القدامة في شمال أفريقيا كانوا اكثر تحضراً . حيث كانوا يقاتلون ضد الأستعمار والأستبداد , أو الفصل العنصري . وكان الفوز لحركات المقاومة في كثير من الأحيان تأتي مع الخطاب الساحر والإقناع بزعيم ذكي , مثل "جون قرنق" الذي قاد التمرد في جنوب السودان مع جبش شعب السودان للتحرير . لقد حقق نجاح بحرب -- القليل من قادة حرب العصابات تنجح فية في أي مكان . وفاز لشعبة وحرر بلدهم . يرجع الفضل في ذلك جزئيا الى مثابرتة , وجنوب السودان سيجري أستفتاء العام القادم للإنفصال عن شمال السودان . توفي "قرنق" في حادث تحطم طائرة هليكوبتر عام 2005 , ولكن الناس ما زالوا يتحدثون عنة وكأنة إلة . لسوء الحظ , بدونة تبدوا المنطقة كانها ضاعت . سافرت الى جنوب السودان في نوفمبر لأكتب تقريرا عن ان كيف تشكلت الميليشيا العرقية في ظل السلطة الجديدة التي ملئت الفراغ والتي بدأت تقلص ألألأف من المدنيين .


    وحتى روبرت موغابي , دكتاتور زيمبابوي , كان قبلاً رئيس حرب عصابة ولة خطة وهدف . بعد ان حول روديسيا التي كانت تديرها الأقلية البيضاء في زيمبابوي الى حكم يديرة الأغلبية السوداء . تحولت فيها البلاد وأصبحت واحدة من أسرع الأقتصادات نمواً وأكثرها تنوعاً في جنوب الصحراء الكبرى -- للعقد الأول والنصف من حكمة . صفتة كانت بطل حرب حقيقي . والمساعدات التي قدمها لغيرة من حركات التحرير الأفريقية في الثمانينات , كانت السبب للعديد من الزعماء الأفارقة لآنتقادة اليوم , حتى انة قاد زيمبابوي في السير على طريق مستقيم الى الجحيم .


    هؤلاء الرجال الذين يعيشون من بقايا الماضي التي تم طمس جوهرها . ضع المتعلم "قرنق" و "موغابي" في غرفة مع القادة المتمردين اليوم اللذين دون رؤية , لتجد انة لا يوجد أي شيء مشترك بينهم . ماذا تغير في جيل واحد كان في جزء من العالم نفسة . ولدت نهاية الحرب الباردة انهيار الدولة والفوضى . حيث تدخل القوى العظمة منعت هذا الدومينو من السقوط . فجأة شاهدوا انة لا مصلحة وطنية لهم على الأطلاق . (بأستثناء الموارد الطبيعية والتي يمكن شراؤها بسهولة وبسعر مخفض من مختلف الجماعات المسلحة) . فجأة , كل ما تحتاجة لتكون قوي هو السلاح , وكما تبين انة يوجد الكثير منة ويكفي للجميع .


    في الكونغو , كانت هناك عشرات من الرجال من هذا النوع منذ عام 1996 عندما حمل المتمردين السلاح ضد الذي كان يلبس بأستمرار جلد النمر, لذلك اطلق علية أسم جلد النمر - الدكتاتور "موبوتو سيسي سيكو" , وربما كان هذا الرجل الأكثر فسادا في تاريخ هذة القارة الأكثر فسادا . بعد أنهيار دولة موبوتو لم يتمرد احد في الفوضى التي ازدهرت , وزعماء المتمردين تقاسمت واقتطعت اقطاعيات بسخافة بالدولة الغنية بالذهب والماس والنحاس والقدير والمعادن الأخرى . وكان من بينهم لوران نكوندا , بوسكو نتاغاندا , توماس لوبانغا , وهو خليط سام من قادة الماي ماي , الذين فعلوا الأبادة الجماعية في رواندا , وقادة مجانين لمجموعات شرسة تسمي نفسها "راستاس" او تسريحات .


    ألتقيت نكوندا في مخبأة الجبلي في أواخر عام 2008 بعد تسلق ساعات صعودا في طريق موحل , وكان يتوسط صفوف من الجنود الأطفال . هذا الجنرال المسلول ظعيف مثل العودة تكلم ببلاغة عن أضطهاد الأقلية " قبيلة التوتسي" الذي إدعى انة يمثلهم . ولكن بدا علية الأنزعاج عندما سألتة عن الضرائب التي يجمعها مثل أمراء الحرب , وجميع النساء التي يغتصبها جنودة .السؤال لم يزعجة ما فية الكفاية , حيث هتف بعدها بقليل بأنشراح , بيت المزرعة كبير وبها مساحات كثيرة للضيوف , فلماذا لا تقضي الليل هنا ؟


    نكوندا ليس مخطيء تماما عن الفوضى في الكونغو . التوترات العرقية هي جزء حقيقي للصراع , جنبا الى جنب مع النزاعات حول الأراضي واللاجئين وتدخلات الدول المجاورة . ولكن ما بدأت أفهمة كيف المظالم المشروعة في هذة الدولة الأفريقة الفاشلة او التي في طريقها الى الفشل تتحول الى مواجهة شجعة لإراقة الدماء لتحقيق الربح . الكونغو اليوم هي موطن الموارد لحركة التمرد المناهضة للحكومة تصبح ذريعة لسرقة الممتلكات العامة . ثروات الكونغو هي ملك 70 مليون كونغولي , ولكن خلال الـ10 الى الـ15 سنة الماضية , هذة الثروات أختطفت من قبل بضع عشرات من الزعماء المتمردين الذين يستخدموها لشراء المزيد من البنادق وتعيث فسادا أكثر .


    ربما كان المثال الأكثر إثارة للقلق من الـ لا حرب الأفريقية تأتي من "جيش الرب للمقاومة - LRA ", التي بدأت كحركة تمرد في شمال أوغندا خلال انعدام الأمن في الثمانينات . مثل هذة العصابات في منطقة دلتا النيجر النفطية الملوثة , جيش الرب للمقاومة في البداية كان لدية بعض التظلمات المشروعة -- وهما الفقر والتهميش وسرقة الأراضي والمناطق لقبيلة "أشولي" العرقية . وكان زعيم الحركة جوزيف كوني , شاب في مقتبل العمر , يرتدي شعر مستعار , ويتكلم كلام غير منطقي بلغة غير مفهومة , وكان يسمىَ النبي الذي تبنى الوصايا العشر . بعدها بقليل , يفترض انة أستخدم سلطاتة السحرية و (المخدرات) لوضع أتباعة في حالة من الجنون -- ومن ثم أطلق لهم العنان لقتل قبيلة "أشولي" الذي من المفترض انة كان يحميهم .


    جيش الرب للمقاومة نحت طريقة في جميع انحاء المنطقة , حيث خلف في طريقة أيادي مقطوعة وأطراف مبتورة وأذان منشورة بالمنشار . فهم لا يتحدثوا عن الوصايا العشر بعد الأن , واللذين بقيوا على قيد الحياة من خلفهم بالكاد يستطيعون الكلام , ومنهم لا يستطيع الكلام ابدا. لن أنسى زيارتي الى شمال أوغندة منذ بضع سنوات , وأجتمعت بمجموعة كاملة من النساء اللواتي شفاههم قد قصت بالمقص او قطعت بالسكاكين من مجانين جوزيف كوني . كانت أفواههم مفتوحة دائما , وتستطيع ان ترى دائما أسنانهم . عندما حصلت اوغندا اخيرا على بعض النظام وإجراءات صارمة في أواخر التسعينات وبدأت الملاحقات لـ كوني ورجالة , رحلوا -- وتابعوا سيرهم الى بقية أفريقيا حيث أنتشر هذا الوباء الى احدى اكثر المناطق انعداماً للقانون مثل: الحدود مع السودان و الكونغو و جمهورية أفريقيا الوسطى .


    الجنود الأطفال هم جزء لا يتجزأ من هذة الحركات . جيش الرب للمقاومة علي سبيل المثال لم يسيطر او يحتل اي أرض , بل أستولى على الأطفال . يتم تعبئة صفوف هذا الجيش بفتيات وفتيان خطفوهم وهم رضع او صغار ويعرضوهم لغسل دماغ . في الكونغو , ثلث المقاتلين هم دون سن 18 عاما . حيث ان هذة الحرب المفترسة الأفريقية يتم تمويلها عبر الجريمة والسرقة , فلا يوجد دعم شعبي لهؤلاء المتمردين . الجانب السلبي لعدم كسب عقول وقلوب الشعب انة لا يحصل على العديد من المجندين . السبيل الوحيد يصبح اختطاف الأطفال وغسول عقولهم للحفاظ على اللصوصية المنظمة . وأكتشفوا ان الأطفال هم أسلحة مثالية , لآن من السهل غسيل دماغهم , وموالين بشكل كبير , لا يعرفون الخوف , والأهم من ذلك , يوجد امدادات لا نهاية لها .


    في هذا العصر الجديد من الحرب الأبدية , حتى الصومال تبدو مختلفة . هذا البلد يثير بالتأكيد صورة دولة أفريقية من حيث الفوضى -- أستنائية حتى في جوارها لنزاع لا ينتهي . ولكن ماذا لو ان الصومال هي غيمة صغيرة للغيمات المخيفة التي تنبيء بكيف ستكون الصراعات والحروب القادمة في أفريقيا ؟ على السطح , يبدو ان الصومال تجتاحها حرب أهلية تحت عنوان ديني بين الحكومة الأنتقالية المدعومة دولياً ولكنها عقيمة وضعيفة , وبين ميليشيات شباب الأسلامية . ومع ذلك , يتم تغذية القتال من نفس المشكلة الصومالية القديمة والتي حرمت هذا البلد منذ عام 1991 : أمراء الحرب . كثير من الرجال الذين يقودون الميليشيات الأن او يدعموها مادياً هم أنفسهم الذين مزقوا البلد الى اجزاء على مدى السنوات الـ20 الماضية في حالة من الصراع على الموارد القليلة المتبقية -- الميناء والمطار وأعمدة الهاتف والمراعي .


    الصوماليين بدأوا بالملل والقرف من حركة شباب وقواعدها الصارمة -- الموسيقى ممنوعة , اسنان الذهب ممنوعة , حتى حمالات الصدر ممنوع بيعها . ولكن ما منع السكان المحليين في الصومال من الأنتفاض ضد الأرهابيين الأجانب هي ثقافة الحرب التي هي عميقة الجذور . العالم قد ترك الصومال تتفاقم وقتا طويلا من دون حكومة دائمة . ألأن , كثير من اقوياء الصومال لديهم مصلحة في أبقاء الفوضى في الوضع الراهن على حالها . قال لي احدى مصدرين الزيتون في مقديشو انة وبعض اصدقائة اشترى قفص من الصواريخ لإطلاق النار على جنود الحكومة بسبب "الضرائب" لآنها مزعجة .


    المخيف هو كم من الدول المريضة مثل الكونغو بدأت تبدو عليها اعراض مرض الصومال . كلما ظهر زعيما محتملا لإعادة فرض النظام في مقديشو , الشبكات الإجرامية ترتفع الى تمويل خصمة , بغض النظر عمن يمكن ان يكون . كلما طالت مدة بقاء هذة المناطق بدون حكم او ولاية , كلما كان من الصعب العودة الى شر لا بد منة الحكومة .


    كل هذا يبدو تبسيطا أجمالي , وفي الواقع , ليست كل الصراعات في إفريقيا تناسب هذا النموذج الجديد . الطريقة القديمة -- الأنقلابات العسكرية -- لا تزال طريقة شائعة في الأضطراب السياسي , كما تبين لـ غينيا في عام 2008 ومن بعدها بوقت قصير في مدغشقر . مررت ايضا على البعض من المتمردين القلائل من غير السفاحين والتي تبدوا ذات دوافع مشروعة , مثل بعض قادة دارفور في السودان . ورغم انهم يعرفون شكاواهم السياسية , لكن المنظمات التي يقودوها لا تعرف . المتمردين الأفارقة من الطراز القديم أمضوا سنين في الأدغال لشحذ مهارتهم القيادية , وتلميع أيديولوجيتهم , والتعلم على تقديم الخدمات في أي وقت قبل ان يلتقوا او يجتمعوا بدبلوماسي غربي او يجلسون لمقابلة تلفزيونية . الأن يتم رفع المتمردين من الغموض بعد ان كانوا ليس لديهم سوى موقع على شبكة الأنترنت , ومكتب للصحافة . عندما ذهبت الى مؤتمر السلام في دارفور في سرت , في عام 2007 , أدركت بسرعة ان القرعة الرئيسية لكثير من هؤلاء القادة "المتمردين" لم تكن جلسات الحوار , بل كان "البوفية المفتوح" كل ما تستطيع أكلة .


    وبالنسبة للباقي , يوجد هناك الـ لا حرب , هذة الصراعات التي لا تنقطع , قضيت أيامي بكتابتها ووضع الفهرس . مؤخراً , كنت في جنوب السودان لأكتب تقرير حول مطاردة الجيش الأوغندي لكوني ورجالة , وألتقيت أمرأة شابة تدعى فلو . وقالت إنها كانت من العبيد (الرقيق) في جيش الرب للمقاومة لمدة 15 عاما , وفروا في الأونة الأخيرة . جسمها وسيقانها مشوهة كليا مثل السلسلة, وعيونها حجرية , وكانت تتوقف عن الكلام لفترة طويلة بعد أسئلتي, عندما سرح عقلها وبدأت تبحلق بالسماء , قالت : أنني أفكر فقط في طريق العودة للمنزل . ولم يتضح لها لماذا كان جيش الرب للمقاومة يقاتل . إليها , يبدو كما لو انهم كانوا يتجولون عبر الغابة بدون هدف ويسيرون في حلقـة مفرغة .


    هكذا اصبحت العديد من النزاعات في أفريقيا -- دوائر العنف في الأدغال , وبدون اي نهاية في الأفق .
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de