يناقش جمال محمد ابراهيم في مقاله المعنون هَلْ يكون عَبدُ الفَضيْل المَاظ مِنَ "البِدوْن" والمنشور بتاريخ الخميس, 19 أيار/مايو قضايا الانفصال وتداعياتها علي الذاكرة السودانية خصوصاً في التاريخ المشترك بين شمال السودان وجنوبه ويتخذ من ذلك نموذجاً وهو البطل السوداني عبدالفضيل ألماظ كنموذج لهذا التاريخ المشترك ويتسائل فيما يتسائل كيف تكون النظرة الي هذا التاريخ متمثلاً في موقفنا من عبدالفضيل الماظ.
ذكر جمال محمد أحمد لتوضيح أهمية تساؤله حول التاريخ المشترك موقف القوي الوطنية (والشمالية بالتأكيد) من حركة عبدالفضيل الماظ وعلي عبداللطيف وغيرهم من أبطال السودان التاريخيين وكتب يقول ان الدكتور تيم نبلوك في كتابه صراع السلطة والثروة في السودان انه ليس من ذِكرٍ لإسم عبد الفضيل الماظ في الكتاب، لكنه أشار إلى مذكرة مخزية وقّعتْ عليها عليّة الزعامات السودانية ، تتبرأ فيها ممّا وقع، وكادت المذكرة أن تدمغ الذين قادوا انتفاضة 1924 وكأنهم من حثالة المجتمع، ولا يمثلون رأيا سودانياً يعتدّ به في البلاد. تلك مذكرة تكاد العين السودانية أن تتجاوزها عمداً، وكأنها حملت في أحشائها ذلك الاستعلاء الذي دفع بنا إلى أنفاق المفاصلة المأساوية .
وفي رصدٍ تاريخي آخر، أشار الدكتور حسن عابدين في كتابه "فجر الحركة الوطنية" ( صفحة 63 من الترجمة العربية ،الخرطوم، 2005)، إلى أنّ بين مؤسسي وروّاد جمعيتي "الاتحاد السوداني" و"اللواء الابيض" الأوائل ، ضباط في الجيش السوداني..(( لذلك كان من الطبيعي أن تكون لهم أراؤهم السياسية وطموحهم الوطني، شأنهم في ذلك شأن رصفائهم من المدنيين، ولم يكن سبب مساهمتهم النشطة في الأحداث والتنظيمات الوطنية، هو انتماؤهم إلى الطبقة المتعلمة فحسب، وانما أيضاً لأن تصرفاتهم كانت تنبع من موقع فريد ، كانوا يحتلونه في سلم السلطة الاستعمارية وفي البنية الاجتماعية للبلاد .)) ومضى د.عابدين ليشير إلى كون أكثرهم ينتمي إلى طبقة اجتماعية جديدة من أبناء الأرقّاء السابقين ظهرت في السودان، في بداية القرن العشرين..(( لذا يجدر بنا قبل أن نتحدث هنا عن دورهم السياسي أن نتطرق إلى أصولهم الاجتماعية والعرقية، وإلى تقاليد الانخراط في الخدمة العسكرية التي جذبت الكثيرين منهم ..))
فهل ستعود تلك النظرة التي تجاهلناها خلال قراءتنا الحالية للتاريخ المدون بنفس العقلية التي قادتنا وتقود الوطن حالياً الي نسف هذا التاريخ المشترك واحلال الرؤية الشمالية الاستعلائية لتاريخنا في حال نهاية الأمر.
وأري أن التساؤل مشروع جداً في ظل سلطة لا تهيمن فقط السلطة والثروة وتقود البلاد الي تمزقات منطلقاتها استعلائية في المقام الأول وجرائم ضد الشعب في المقام الثاني لكنها تمتلك جميع أدوات توثيق التاريخ ... فهي التي قامت بمحاولات جادة لمحو تاريخنا بأكمله وبدأ التأسيس لتاريخ جديد يبدأ عند الثلاثين من يونيو ... يوم الفجيعة السوداني لتبدأ بتغيير اسماء الشوارع والمباني التي كانت تحمل تاريخنا .. الي التاريخ الجديد المتوهم من قبلهم ووصلت في ذلك الشأن الي أن تحاول محو ذاكرتنا من خلال برامجها التي ما تركت وسيلة والا نفثت من خلالها ادبياتها ومفاهيمها متوسلة بإلإعلام والمال وكل الأدوات التي يفترض أنها للشعب للمحافظة علي مكتسبات الشعب وليس لتدجين وقولبة الشعب وحشره في إطارات مصنوعة وموجهة بدقة لخدمة أهداف ايديدولجية أو حتي شخصية.
(عدل بواسطة Gafar Bashir on 06-09-2011, 12:52 PM) (عدل بواسطة Gafar Bashir on 06-09-2011, 06:05 PM) (عدل بواسطة Gafar Bashir on 06-09-2011, 06:06 PM)
06-09-2011, 02:13 PM
nada ali
nada ali
تاريخ التسجيل: 10-01-2003
مجموع المشاركات: 5258
مشكلة الجنسية والانتماء هي احدي المعضلات التي ستستهلك الكثير من الحبر والورق والاجتماعات ... فهي كانت معضلة في حد ذاتها بينما كنا دولة واحدة خصوصا للمتحدرين من القبائل الافريقية دون العربية او القبائل العربية في الهامش اما بعد الانفصال فستكون علي أسوأ ... خصوصاً وأن بعض الاصوات ترتفع هنا وهنالك من منطلقات عمصرية واستعلائية لتنفث سمومها ... بدلا عمن اعمال عقلها في مواجهة الأزمات ... وهي من القضايا التي لم يتم التطرق اليها او مناقشتها في الاتفاقية وربما حتي الان ... وهي ضخمة بضخامة السودان ..
والسؤال المطروح بالفعل يذهب الي ذلك الاتجاه .. ويتساءل حول الهوية ومن نحن والي اي الاماكن ننتمي قبل وبعد الانفصال ... وهي ليست سوي عود علي بدء ... وتدور الجائرة الئريرة مرة أخري
تحياتي وودي
06-09-2011, 08:34 PM
Khalid Kodi
Khalid Kodi
تاريخ التسجيل: 12-04-2004
مجموع المشاركات: 12477
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة