الفراغ الوطني: حرب مملكة الخضروات!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 06:14 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-07-2011, 02:07 PM

راشد مصطفي بخيت

تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفراغ الوطني: حرب مملكة الخضروات!

    حرب مملكة الخضروات!
    راشد مصطفي بخيت.

    تمضي الأيام مسرعةً كأنها تسابق نجماً هوى علي سطح الأرض، ولا يشعر بها أحد! الكل منهمكٌ في دوامة واسعة من التفكير التفكير في المستقبل، لا تبصر عيناه بادرة أملٍ واحدة فيما ستسفر عنه مُقبل الأيام القادمة! ومع ذلك؛ الكل أيضاً.. ينتظر!
    يسكن أرخبيل الخوف من الغدِ كل شوارع البلاد محتلاً فراغها الملحوظ من المارة فتدنوا له أتربتها ميتةً بلا حراك!لم يعد بالحلة صوت أطفال يلعبون البلي أو كرة القدم! الكل منهمك يلعب فقط (عسكر وحرامية)! لم تعد النسوة يسألن بعضهن تكملة ما انتقص من بُهار الملاح بالمنزل! وشمس الظهيرة الغائظة لا تفعل شيئاً سوي التركيز بحنق! إمعاناً في تكملة مشهد الفراغ العام هذا!
    الفراغ العام،
    النظام العام،
    الذوق العام،
    الأمن العام!
    الفراغ أصبح في هذه الناحية من البلاد، فراغٌ وطنيٌ من كل احساس ببذرة الانتماء لبلدٍ وقع في غلالة الأسر ولم ينفك من رسنه بعد! ذلك لأن وتيرة الحياة في (بلاد الغربة)! هذه، لم تترك مساحة للخصوصية في حياة أي فرد! ولم تترك ثمة شعرةً تفصل بين الإنسان وسلة الخضروات!
    الفراغ الوطني يشبه إلي حدٍ ما ذلك الذي نسميه الفراغ العاطفي! فكليهما يشعر الإنسان أنه يخلو مما بالداخل تماماً مثله مثل أنابيب النفط! يعيش متخففاً من الانتماء لأي شيء! وهو يعلم سلفاً أن الداخل؛ ليس أكثر من مجرد تجويف بطني فحسب! والتجاويف البشرية لا تورث سوي سهولة الانقياد مع الريح! والريح ماضية في (هبوبها الحضاري) ذاك! غير آبهة بسكون من حولها وغير عابئة أيضاً بما حملته معها من بقايا (أجاوف)!
    يتمكن الإنسان الأجوف عادةً من إصدار صوت عالي الضجيج، يملأُ صماخ الأذنين فذعاً، لكنه لا يقوى علي المواجهة! فالأخيرة شأنٌ يحتاج المرء معه لأكثر من ضجيج الصوت فحسب! وهذا ما لن تبلغه الهياكلٌ البشرية التي يملؤها الفراغ وحنى ظهرها الانقياد تحت ضغط الهبوب!
    في هذه الناحية من البلاد، يمكنك أن تشاهد حوار الخضروات! وتحتسي كوبٌ من الدهشة في انتظار الحوار القادم، وغالباً ما تستمر هذه الدهشة بوقعها الطفولي ذاك، إلي بداية حوار الزواحف القادم! وفي الأثناء دائماً يوجد من يبدون الأسف!
    قالت قطعة طماطم بأنفةٍ عالية مخاطبة حبة الباذنجان بعد أن جمعتهما خريطة صحنٍ واحد من الأزل: أخرجي من صحن مجالسنا أيتها السوداء البدينة! فلا مكان اليوم لك بعد أن قطعنا مشوار الكراهية كاملاً وبلغنا نهايته! أجابت الباذنجانة بسرعة: أيتها الإعرابية القحة لما الضيق من سكناك معي في هذا الصحن الواسع؟ ألم يسعنا مهرجان الخضروات هذا من قبل معاً؟ لما الآن؟ ثم تعالي إلي هُنا! يجب أن تخافي علي نفسك أولاً لأن الصيف مسرعٌ في المجيء هذا العام، وغداً ستموتين حسرة عندما لا تجد جيوب الرجال إليك سبيلا! تمهلي قليلاً علي إعلان خصومتك الفاجرة هذه! فرب صيف قادم في جمعةٍ ما، أسوةً بجمعة الغضب الشهيرة! يطيح بك من سُدة الصحن هذا ومن افتراءك علي بقية الخضروات! الجملة الأخيرة أطلقتها البصلة طبعاً، فهي تشاهد من منصة الصحن (صدام الخضروات) هذا وبين يديها غالباً غلاف أنيق كتب في ذيله صمويل هنتغتون!
    ردَّت حبة الطماطم اللئيمة بعد أن تململت فوق ربطة جرجير رطبة، أرهقتها قيلولة ساخنة بعد خروجها من الماء قائلة: ألم تسمعي باختراع الزراعة المحمية يا هذي؟ نعم بالطبع – مجيبة نفسها - أين يمكنك سماع هذا الاسم وأنت من أنت! كاسدة السوق بالمرة ولا يشتهيك قلب رجل. أما أنا، فقد نُصبت خيام زراعتي مدججةٌ بمكيفات الهواء الكبيرة، ولن أخشي بعد اليوم علي نفسي من فاقة جيب الرجل!
    في الأثناء؛ تحركت سكينة حادة كالنصل محدثةً صوت ارتطام جنوني بمؤخرة الصحن، بعد أن قطعت حبة الطماطم إلي نصفين متساويين تماماً، وتفاجأ الباذنجان بأن الطماطم المزهوة بنفسها، وجدت جوفاء من الداخل كلياً كأنها باذنجانة تستعد للحشو بالأرز! خاف الباذنجان علي نفسه وقتها لكنه ما فتئ أن استعاد ثقته بالنفس مؤكداً علي أن الخضار من حال بلاده! كلما كان كبير الصوت! علا صوته مزعجاً بقية قبائل الخضروات بذات أنفة الطماطم الميتة قبل قليل!
    في هذه الأنحاء من البلاد، يحدث هذا يومياً دون تَدخُل مجلس الأمن! فالطماطم وشقيقتها الباذنجانة ألفتا المنظر وأصبح عادي مثله مثل طوابير النمل التي احتلت مباني البلدية العام الماضي، لكن البصلة دائماً لها مفاجأة العفونة! فمتى تطلقها لتريحنا وتستريح!
                  

06-07-2011, 04:45 PM

راشد مصطفي بخيت

تاريخ التسجيل: 08-08-2009
مجموع المشاركات: 105

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الفراغ الوطني: حرب مملكة الخضروات! (Re: راشد مصطفي بخيت)

    صحيفة الجريدة 7/6/2011
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de