|
بأوامر من عمر البشير ، علي عثمان يشترط إقصاء عرمان للحوار مع الحركة
|
(حريات) أعلن المشير عمر البشير أمام مجلس شورى المؤتمر الوطني برنامجه الحقيقي للفترة القادمة . فتوعد الحركة الشعبية لتحرير السودان ، قائلاً ، انه لقنها درساً مهماً في أبيي (!) وإنها إذ تحولت إلى ذراع للقوى الغربية لإسقاط الإنقاذ فسيلقنها مزيداً من الدروس . وقال بان هناك قيادات معينة في الحركة الشعبية تعمل على توتير الأوضاع بينها وبين المؤتمر الوطني ، مشيراً بذلك إلى الأستاذ ياسر عرمان ضمن آخرين ، وأبلغ (حريات) مصدر موثوق بان علي عثمان محمد طه قال لرياك مشار في لقائهما الأخير بالخرطوم بان المؤتمر الوطني على استعداد للحوار مع الحركة الشعبية بشرط إزاحة عرمان ! وكرر عمر البشير انه لن ينسحب من أبيي ، ولا يقبل بوجود الجيش الشعبي في جنوب كردفان والنيل الأزرق ، وسبق وأرسل رئيس هيئة الأركان إنذارا لقوات الجيش الشعبي في المنطقتين بتسليم أسلحتهم بحلول الأول من يونيو ! وقال عمر البشير ان وثيقة الدوحة الصادرة عما يسمى بمؤتمر أصحاب المصلحة الذي قاطعته القوى الرئيسية في دارفور ، قال انها الوثيقة النهائية ( الداير يوقع .. يوقع عليها ) ( والما داير ستتجاوزه الأحداث) ! وبذلك حدد عمر البشير الجند الرئيسي في برنامجه ، كبرنامج للحرب ، ولإخضاع القوميات المهمشة ، في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق . ويرتبط بالحرب بنده الثاني ، وهو تركيز موارد البلاد ، لصالح المجهود الحربي والأمني والسياسي والدعائي ، وذلك ما أعلنه تحت بند تقليل الإنفاق وزيادة الإيرادات ، ورغم انه تعهد بعدم زيادة الضرائب ، إلا انه لا يملك بدائل سوى الضرائب غير المباشرة ، بزيادة أسعار البنزين والجازولين والسكر وغيرها من سلع الاستهلاك الشعبي . وأما تقليل الإنفاق ، فيقصد به بالأساس تقليل الصرف على الصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية ، ورغم ما قد يترافق مع ذلك من خطوات دعائية بتقليل بعض بنود الصرف السياسي السفيه ، فان فاتورة المصروفات السياسية والأمنية والدعائية ستظل الأكبر والاهم خصماً على التنمية والخدمات ، ولسبب يتعلق بطبيعة الإنقاذ ، فكأقلية لا تستطيع المحافظة على سلطتها إلا بالقمع والصرف الأمني والدعائي . والمحور الثالث لبرنامج عمر البشير القمع السياسي ، فتوعد البشير من اسماهم بالعناصر المتفلتة في المؤتمر الوطني بالإبعاد (!) ودعا إلى ان يقسم أعضاء المؤتمر الوطني على المصحف لإطاعة أوامر أجهزة الحزب ! هذا في داخل المؤتمر الوطني (!) مما يشير إلى ما ينتظر القوى السياسية الأخرى التي ترفض الاستتباع للمؤتمر الوطني وترفض قبول إصلاحاته الشكلية التي لا تمس جوهر النظام الشمولي . لقد حدد عمر البشير برنامجه في الحرب والقمع ومزيد من الإفقار والتجويع ، وهو برنامج يصطدم مع مصالح غالبية الشعب السوداني ، ولذا فان هزيمته ليست سوى مسألة زمن ، ويتبقى على قوى المقاومة والتغيير ان توحد صفوفها وتعبئ جماهيرها لهزيمته .
|
|
|
|
|
|