بترول السودان ... ضؤٌ علي قطراتٍ من بحر الغموض

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 02:37 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-02-2011, 02:13 PM

صالح عمار

تاريخ التسجيل: 06-14-2010
مجموع المشاركات: 492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بترول السودان ... ضؤٌ علي قطراتٍ من بحر الغموض

    بترول السودان ... ضؤٌ علي قطراتٍ من بحر الغموض
    هجليج : صالح عمار
    حموده فضل بلل (42 عاماً) راعي أبقار كغيره من أهالي منطقة هجليج، إستوقفنا ونحن نقوم بجولة في المنطقة بصحبة مندوب من شركة النيل الكبري للبترول. وبغضب وهياج ذكر لممثل الشركة أن مياهاً ملوثة تخرج من احد مقار الشركات العاملة، تشرب منها ابقاره في غيابه ويلعب فيها أطفاله، شكوي تكررت فيما بعد وسمعنا الكثير من أمثالها.
    الغضب وحالة الهياج البادية علي حموده كانت تخفي وراءها حالة إحتقان وعدم رضا للاهالي عن الشركة، وشكاوي من هضم حقوقهم كاصحاب حق في الارض والخروج صفر اليدين من مليارات البترول، ليس ذلك فحسب يضيف حموده : (الاكبر منك يدوسك .. هؤلاء غيروا حتي إسم المنطقة من عِّد المرافعين لهجليج، فقط لمجرد رؤيتهم لشجرتي هجليج وحيدتين لاثالث لهما في المنطقة).
    ولكن حالة التذمر لا تقتصر علي الاهالي لوحدهم، بل يمتد لموظفين وعمال داخل الشركة يرون أن الشركات الصينية تمارس عمليات نهب منظم وترتكب مخالفات جسيمة.
    ثمانية واربعون ساعة قضيتها في حقل هجليج لإنتاج البترول ـ الواقع جنوب غربي السودان الشمالي والمحاذي لولاية الوحدة بالجنوب ـ لم تكن محصلتها في ذهني سوي إضفاء المزيد من الإثارة والغموض علي صناعة النفط في السودان، المحاطة تفاصيلها بسياج السرية والكتمان منذ نشوئها.
    ورغم الكثير من الايجابيات التي تستحق التركيز وتحسب لمصلحة الشركات المنتجة، إلا أن الحذر البالغ من الإعلام والكاميرات يثير الدهشة ويبعث علي الفضول، ويفتح الباب لتصديق الإتهامات لهذه الشركات بعدم مراعاة شروط السلامة والبئية، والفساد، والإستغلال ... إلخ.
    وليس من رأي كمن سمع، فقد تم تقييد حركتنا لاقصي درجة، وفرضت علينا مايشبه حالة حصار الزمتنا مساكننا، كان ختامها طردي مع مرافقي بدبلوماسية قبل إنتهاء برنامجنا المتفق عليه، مع طائرة الصباح الاولي المتجهة للخرطوم.
    وبما يشبه المعجزة، كانت إدارة شركة النيل الكبري للبترول قد وافقت ـ بناءً علي خطاب من وزير النفط ـ علي سفرنا للحقل، وأجازت برنامج زيارتنا الذي كانت أهم فقراته الوقوف علي مشاريع التنمية والخدمات التي تقدمها الشركة لمواطني المنطقة، والآثار البئية لإستخراج النفط ووسائل السلامة، والإلتقاء بالمجموعات المحلية.
    في هجليج ومنذ اللحظة الاولي لوصولنا مطارها الصغير، أرسل لنا مندوب الامن الذي كان في إستقبالنا رسالة واضحة : (المنطقة لها ظروف خاصة، والإجراءات ستكون دقيقة، وحركتنا مقيده)، وقد اوفي الرجل فيما بعد بما وعد.

    وبمجرد دخولنا مباني الشركة إلتقينا بممثل لوزارة النفط، شرحنا له برنامج الزيارة وأهدافها، ووقتنا المحدد بثمانية واربعين ساعة، ووعدنا من جانبه بتسهيل مهمتنا. كان ذلك في العاشرة صباحاً، ولكن اليوم مرّ ونحن لم نغادر مقر إقامتنا.
    صباح اليوم الثاني تم توجيهنا نحو قسم التنمية. مدير القسم وعلي غير العادة في مثل هذه الحالات كان متردداً في مرافقتنا لمعاينة المشاريع الخدمية المنفذة بواسطة إدارته (بينما المنطق أن يكون هو الاكثر ترحاباً بالإعلام لعكس ماقام به من مشاريع). بعد ذلك طرح أحد الحاضرين مقترحاً بأن نبدأ جولتنا بقسم آخر.
    مدير قسم السلامة والصحة والبئية عمر خضر الشريف إستقبلنا بترحاب وأوضح أنهم يعملون بنظام متكامل للحفاظ علي البئية، ويقدمون للعاملين بالشركة منذ لحظة إلتحاقهم بها تنويراً عن ابجديات الصحة والسلامة، واوفد معنا بعد ذلك مرافقين للمرور ميدانياً علي مايقومون به.
    غابات واسراب طيور علي مد البصر
    مرحلة الإنتاج الاولي والاساسية التي يتم خلالها استخراج النفط من باطن الارض، لم يتسني لنا معاينتها، وهي المرحلة التي سمعنا من عاملين بالشركة أن اخطاءً تلازم بعض جوانبها؛ تؤثر سلباً علي البئية وتؤدي لتلوث الارض.
    في المرحلة الثانية وبمرافقة ممثلين لقسم السلامة، إطلعنا علي عملية فصل كميات المياه الضخمة من الزيت العالق بها، وهي العملية التي تشرف علي تنفيذها شركتي اوشين الانجليزية والتكامل السودانية.
    حيث يتم تجميع المياه في احواض كبيرة، وبمرور الزمن يطفو الزيت علي السطح، ويتم سحبه بواسطة مضخات، فيما يتم الإستفادة من المياه في الزراعة والبساتين ـ وحتي الاسماك ـ كما شرح لنا ممثل شركة اوشن ستيفن ماكدونالد.
    وبكميات المياه تلك أقامت الهئية القومية للغابات بالتعاون مع شركة النيل حزاماً شجرياً يمتد علي مساحة 650 فدان من المتوقع أن ترتفع لـ 1250 فدان، وفقاً لعادل محمد علي مفتش الغابات والمشرف علي تنفيذ المشروع. ويقول علي إن المشروع بدأ التخطيط له في العام 2006 وتنفيذه الفعلي في 2008، ويتم من خلاله زراعة أشجار البان والمهوقني والتيك ونبتة المورينقا (التي تعمل بذرتها علي تنقية المياه وتستخدم لاغراض طبية).
    ومايثير الإطمئنان علي سلامة وصحة البئية في تلك المساحات التي تشرف عليها شركتي اوشين والتكامل والغابات، وجود أسراب الطيور الضخمة التي تحلق فوق المياه والاشجار، وعدد كبير من الحيوانات البرية تعيش هناك.
    مستشفي هجليج : مطالبات بالتوسعة
    تم تأسيس مستشفي هجليج بواسطة شركة النيل للبترول، بهدف خدمة أهالي المنطقة، ويضم عدد من الاقسام وغرفة للعمليات، ويقول المدير الإداري للمستشفي عبدالرحمن عبد المطلب إن (المستشفي أفتتح في مايو 1999 ويقدم خدمات علاجية متكاملة ومجانية للمرضي).
    ويري جمعه علي احمد وهو شاب من مواطني المنطقة إلتقيناه برفقة احد اقربائه المرضي أن المستشفي خفف الكثير من المعاناة علي الاهالي الذين كانوا يقطعون مسافات طويلة جداً لتلقي الخدمات العلاجية، وتشاركه عائشة محمد (50 عاماً) نفس الرأي. غير أن جمعه علي يقول إن اعداد المرضي كبيرة جداً ويفدون للمستشفي من مناطق متعدده، ولهذا يجب (توسعة المستشفي وإنشاء مستشفيات أخري).
    الإزدحام والشكوي من بطء الإجراءات تكررت لدي عدد من المرضي والمرافقين. ماجده عيسي (في الاربعينيات من عمرها) تقول بغضب إنها حامل وجاءت من منطقة بعيدة منذ الصباح الباكر وتنتظر لساعات طويلة؛ ولكنها لم تجد العلاج حتي تلك اللحظة (حوالي الثالثة ظهراً)، وقد تضطر للعودة لمنزلها بعد ذلك دون أن تقابل الطبيب.
    الاهالي والشركة : قصة عداء معلن
    حموده فضل بلل الذي مضينا لمنزله وجلسنا مع أسرته الممتدة بعد إبلاغه للشركة شكواه بتلك الطريقة الحادة، يروي بحسرة أنهم كانوا يعيشون في المنطقة منذ عشرات السنين بسلام، يعتمدون في حياتهم علي ابقارهم والزراعة.
    وبعد إكتشاف البترول وأثناء عمليات التنقيب كانت شركة شيفرون الامريكية تقوم بحفر آبار للمياه مع كل بئر بترول يتم إكتشافها، اما الشركات الصينية التي جاءت فيما بعد فلاشئ تقوم به لخدمة الاهالي، وكميات المياه التي تقدمها لا تتعدي اثنين من الدوانكي تسقي كل المنطقة. ويشدِّد حمودة علي أن الشركة لاتقدم لهم خدمات ذات أهمية وتسجل غياباً عن مجالات التعليم والمياه والبيطرة والزراعة، بينما إستولت علي مساحات واراضي واسعة كانت فيما مضي مناطق تخصهم ويستخدمونها في الرعي والزراعة، ويشارك تقريباً كل الاهالي (الذين ينحدر أغلبهم من قبيلة المسيرية) حمودة رأيه.
    وفي الآونة الاخيرة تطورت الاوضاع لحالة شبيهة بحالة (حرب صامته) حيث تقوم مجموعات يعتقد أن افرادها من أبناء المنطقة بإختطاف عربات وممتلكات الشركة بقوة السلاح. ولهذا تتوقف الحركة بين الحقول ومناطق الانتاج بعد حلول الظلام.
    وفي حال إستمرار وتنامي موجات الرفض والسخط من الاهالي علي الشركة، فليس من المستبعد أن تتحول عمليات الإختطاف لتمرد منظم وتوسيع دائرة الهجمات والنزاع. مع الاخذ في الإعتبار حقيقة إنتشار السلاح، ووقوع المنطقة في دائرة النزاعات السياسية (تحاذي ولايتي الوحدة بالجنوب وولاية جنوب دارفور).
    الشركات الصينية : الغموض يحيط كل شئ
    خبراء وعاملين إلتقيناهم في هجليج يتهمون الشركة الصينية بقلة وضعف الكفاءة الفنية، ويستدلون بعدد من الوقائع كان آخرها قطع كيبل لشركة زين للاتصالات، تسبب لعدد من الايام في توقف خدمات الشركة.
    ولكن ضعف الكفاءة الفنية ليس هو بيت القصيد، فهولاء الخبراء يتهمون الشركة الصينية صراحة بالتورط في مخالفات وتعمد عدم تنمية المنطقة.
    دفن المخلفات بطريقة مخالفة للمواصفات أخطر هذه الإتهامات، وعلمنا ان الشركة الصينية قامت اكثر من مرة بدفن آليات ومخلفات حديدية بطريقة مخالفة للمواصفات، بينما كان يمكن الإستفادة من هذه المخلفات وإعادة إستخدامها اوتصديرها.
    وطوال ثلاثة عشر عاماً هي عمر إستخراج البترول من المنطقة، لم تقم الشركة بسفلتة كيلومتر واحد، رغم الحوجة الماسة لسفلتة الطرق بين الحقول والتي تبعد من بعضها عشرات الكيلومترات (ولايتي الوحدة وجنوب كردفان).
    مصدر رفض ذكر إسمه اوضح لنا أن الشركة الصينية تتعمد عدم سفلتة الطرق والإعتماد علي الصيانة اليومية ورش الطرق بالمياه بسبب إمتلاكها لمئات اللودرات والآليات الثقيلة التي يبلغ إيجار اليوم لها 2000 جنيه فيما يبلغ إيجار عربة المياه 500 جنيه لليوم الواحد، ويمكن تخيل المبالغ الضخمة التي تتقاضاها الشركات من هذه العملية إذا علمنا ان واحداً من الطرق فقط يبلغ طوله 70 كلم. ومن نماذج الخلل أيضاً يذكر محدثنا تعمد الشركة عدم إنشاء دوانكي وحافظات مياه كبيرة، والإعتماد علي السقيا اليومية بالعربات التي تمتلكها، الامر الذي يزيد التكاليف ويضمن لها أرباحاً يومية.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de