اختفاء ام هروب علي عثمان من السودان

Quote: طه... في ماضي الأيام غياب أم تغييب؟ تقرير: لينا يعقوب: اجتمعت بضعة مواقف مع بعضها في الأسابيع القليلة الماضية لم تسفر إلا عن تساؤل مهم، أين هو النائب علي عثمان من الأحداث المتصاعدة التي تمر بها البلاد إثر اختلاف الشريكين في تنفيذ آخر جزئيات اتفاقية السلام... بات ظهوره في المجال الخدمي أكثر من عبارات يدلي بها أو يصف فيها الراهن السياسي؟... رئيس الجمهورية، مثلاً، يجمع الاتهامات والأحاديث التي يتناولها السياسيون أو حتى المواطنين، ليأتي ويفندها أو يصححها أو يستهزأ بها في أي من الخطب أو الكلمات التي يلقيها بين فينة وأخرى، أما نائبه علي عثمان، بات الصمت أفضل وسيلة يعبر بها، رغم أنه أكثر رموز المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية مهارةً في فن الخطابة ووسائل الإقناع.. يبدو أن النائب الذي درج على التصدي لقضايا السودان داخلياً وفي المحافل الدولية، في حالة أقل ما توصف أنها "قرفة وزهجة"، فمستشار رئيس الجمهورية أحمد بلال عثمان، الذي لم يعرفه الكثيرون، سوى أنه قيادي فيما يُعرف بأحزاب حكومة الوحدة الوطنية، توقع في حوار مع صحيفة (التيار) أن يصدر قرار وشيك بإقالة علي عثمان في سيناريو شبيه بالقرارات التي أبعدت الشيخ حسن الترابي عن الحكم سنة 1999م، منتقداً في ذات الوقت تمسك النائب بكيان خاص في الحركة الإسلامية برئاسته في ظل وجود حزب المؤتمر الوطني الذي يرأسه الرئيس البشير ويتقلد طه منصب نائبه- على حد تعبيره.. ورغم غرابة الحديث الذي لم يُنفَ أو يُصحح من الرجل أو من قبل أعضاء آخرين من المؤتمر الوطني، لكنه صدر من منصب رفيع وهو مستشار رئيس الجمهورية.. ثم جاء ما أعلنته وزارة الخارجية عن زيارة وفد مجلس الأمن إلى السودان والتقائه بعدد من المسئولين أهمهم نائب الرئيس علي عثمان.. الأمر الذي أكدت عليه الأمم المتحدة، حينما كشفت عن برنامج الوفد الذي يتضمن لقاءات مع وزير الخارجية والنائب وقبيلة المسيرية ولقاءات مشابهة لهم في جوبا.. لكن في اللحظة الأخيرة أُلغى اللقاء لسبب غير معلوم وهو ما أغضب الوفد الزائر الذي أبدى أسفه على الخطوة، حيث قالت المندوبة الأمريكية سوزان رايس "الحكومة أضاعت فرصة ثمينة للالتقاء بأعضاء مجلس الأمن".. وما هو معلوم أن الوفد بذات وجوهه، زار الخرطوم قبل ستة أشهر والتقى بالنائب، كما أن النائب ذاته كان قد زار نيويورك في اجتماعات الجمعية العمومية للأمم المتحدة سبتمبر من العام الماضي، واجتمع في لقاءات منفصلة بسفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ناقش معهم مواضيع مختلفة تتعلق باتفاقية السلام، أبيي، دارفور، ديون السودان، المحكمة الجنائية، رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعقوبات الاقتصادية عنه.. وفيما يتعلق بالموضوع الأخير، لا بد من ذكر حفل العشاء الذي أقامه مندوب السودان لدى الأمم المتحدة دفع الله الحاج، في منزله ودُعي فيه عدد كبير من ممثلي المجتمع الدولي، كان أهمهم سوزان رايس، التي لم تدخل لأي منزل أو مقر يتبع لأحد من الحكومة السودانية منذ أن عملت مع الإدارة الأمريكية، وحسب مصادر تحدثت لـ(الأخبار) كانت حاضرة هناك، جلست رايس بقرب النائب وتحدثا لفترة من الوقت، وقبلت تناول بعض المشروبات، إلا أنها رفضت التقاط صور تذكارية، وتعذرت بحجج دبلوماسية بأنها "غير أنيقة بما يكفي لأخذ الصور"!..وهو العذر الذي اضطر أن يقبله من أراد تصويرها.. ولهذه الأسباب وغيرها أبدت المرأة غضبها الشديد حينما أبلغت وأعضاء وفدها بإلغاء النائب لقاءه معهم، ولأن رفض المقابلة من النائب كان غريباً بعض الشيء، استفسرت (الأخبار) من مكتبه عن السبب الذي دعاه للاعتذار عن عدم المقابلة، فما كان منهم إلا التأكيد بأن النائب لم يتلقَّ طلباً من وزارة الخارجية أو الأمم المتحدة يفيد برغبتهم في لقائه، وكل ما أثير عن رفض المقابلة أمرٌ غير صحيح.. وبدا من هذا الرد أن جهات أخرى عمدت على عدم ترتيب اللقاء الذي كان مدرجاً في البرنامج سلفاً...وفي اليوم التالي لما حدث، كان من المقرر أن يخاطب علي عثمان في معرض الخرطوم الدولي ببري، المعرض الزراعي الثاني للتكنولوجيا والأمن الغذائي، لكن حينما آن وقت (كلمته) المدرجة في البرنامج والمخصص لها خمس عشرة دقيقة، اعتذر طه بهدوء رافضاً طلب من ألحوا عليه بالحديث.. ويبدو أن للقيادي أمين حسن عمر تفسيراً لما جرى، حيث أشار إلى أن الوفد الأممي حينما زار الخرطوم المرة الماضية اشترط عدم مقابلة رئيس الجمهورية وهو الأمر المرفوض بروتوكوليا ودبلوماسياً، إلا أن الرئيس كان في زيارة خارجية مما دعا النائب للقائهم، بيد أنهم هذه المرة أيضاً أصّروا على رفض مقابلة الرئيس والالتقاء بالنائب، ويضيف قائلاً "هناك غير الرئيس والنائب من بإمكانه التحدث بلسان الحكومة". مع هذه الأسباب جاء أيضاً فشل تنفيذ آخر بنود نيفاشا، التي لم يُكتب لها بعد النجاح الكامل.. ولعل عدداً من المراقبين يذكرون الرابع من أكتوبر من العام الماضي، بعد أن صدر تصريح من الأمين العام لمجلس الوزراء، جاء فيه " لو لم تُرسم الحدود بين الشمال والجنوب فلن يجرى الاستفتاء في التاسع من يوليو".. وهي عبارة كانت كفيلة بأن يخرج علي عثمان محمد طه إلى الإعلام ويعقد مؤتمراً صحفياً يؤكد فيه التزام الحكومة القاطع بإجراء الاستفتاء في موعده المحدد...حينها بعث برسائل حاسمة وواضحة لجميع الأطراف، قيادات من حزبه في المؤتمر الوطني، ولشركائهم من الحركة الشعبية، وإلى المجتمع الدولي خاصة الدول الراعية للاتفاقية.. وما إن انتهى الاستفتاء، حتى عقد النائب مؤتمراً صحفياً آخر، أعلن فيه اعتراف الحكومة بنتيجة الانفصال، وهنأ دولة الجنوب الجديدة.. ويبدو أن طه لم يعد في (مزاجه) إيصال رسائل لأي طرف، أو محاولة لحل المعضلات، سيما في الأيام الماضية، بعد أن بعدت المسافات مع أصدقائه من الحركة الشعبية، أهمهم نائب رئيس حكومة الجنوب د.رياك مشار، الذي لم يزر الخرطوم منذ شهور عديدة، رغم أنه وصل أمس في محاولة لإعادة الأمور إلى نصابها، بعد أن بدا طه كأنه خسر رهان العودة للتفاوض لحل أزمات الشريكين مفضلاً النأي بعيداً عن الفشل الدائر حالياً، خاصة أن عودة الحرب تعني فشل نيفاشا، وفشل الاتفاقية يعني فقدان الأرض والسلام.. ورغم ما يتناوله السياسيون والمواطنون عن صراع "الشايقية والجعلية" داخل المؤتمر الوطني خاصة بعد إقالة الفريق أول صلاح قوش، إلا أن طه لم يحاول ولو مازحاً، إيصال رسالة بنفي الأمر.

Quote: ناس ود البشرى طلعوني اهبل!!