|
|
 أغـــرب حــرب
|
.. تلفزيونات وصحف أوروبا تضج هذا الأسبوع حول القس الذي أعلن أن 12/5/2011 هو يوم القيامة.. ثم لم يحدث شيء
٭ والضجيج سببه أن القس هذا يدير مراكز هائلة.. وأتباعاً بالملايين «وهبوا» كل ممتلكاتهم الأسبوع الماضي انتظاراً للقيامة.. ولم تتحقق.
٭ لكن النبوءة تتحقق في أبيي في التاريخ ذاته..
(1)
٭ والعام الأسبق نحدث عن أن لوكا بيونق يهرب إلى أمريكا في اليوم الثاني لمقتل قرنق.. لأن الرجل يعلم أن العداء بينه وبين سلفا كير يبلغ درجة تجزم بأن السودان لا يحتملهما معاً.
٭.. وبيونق معركته الأخيرة كانت تنطلق في الأسبوع الماضي وهو يطلب من الوزراء الاتحاديين = من الحركة = الاستقالة..
٭ والوزراء يرفضون ساخرين.
٭ بعدها بيونق يحدث الصحافة عن أنه «استقال احتجاجاً على دخول الجيش لمنطقة أبيي»
٭.. والرجل.. وكل ما في الأمر = هو أن لوكا وأولاد أبيي كلهم يجد نفسه شخصاً لا أبيي تبقى له.. ولا جنوب سلفا كير يقبله.. ولا الشمال.
(2)
٭ قبلها بأسبوع كانت معركة أولاد أبيي ضد سلفا كير تذهب إلى ضربة.. إما أن تأتي بكل شيء.. وإما أن تطيح كل شيء..
٭.. وألور في واشنطون يجد أن أمريكا تنظر إلى الخرطوم .. والخرطوم تنزع سلسل الجنوب من عنقها.
٭ وتصل في الدوحة إلى قرار كامل يصبح نهايةً لمشكلة دارفور.
«القرار هذا يعلن الأيام القادمة»
٭ و..و..
٭ أمريكا = كما يجد ألور = تبحث عن مشكلة تدفع إليها الخرطوم.
٭ وألور يلتقط اللعبة «مقشرة»!!
٭ فالسيد ألور وأولاد قرنق الذين ظلوا يبحثون عن ضربة تطيح سلفا كير يقدمون لأمريكا الحل الذي يصبح عرساً للجانبين.
٭ والحل هو... ضربة توجهها مجموعة أولاد قرنق في أبيي..
٭ ثم قتال .. ساعات.. ثم تدخل من الأمم المتحدة وأمريكا..
٭ عندما تنتفض خلايا الحركة الشعبية والتجمع في الخرطوم.. والمواطنون الذين يغضبهم ذهاب أبيي ودخول أمريكا ويحملون الوطني وزر ما يجري و..
٭ عندها يصبح لأولاد قرنق من البطولة = في الشارع الجنوبي = ما يطيح سلفاكير
٭ والمشروع يبدأ..
٭ وجيمس هوث يرسل «0052» جندي إلى أبيي قبل أسبوعين = بينما الاتفاقية ترفض هذا..
٭ ثم الأمر يرتب مع قائد الإدارية.. سراً «وقائد الإدارية كان هو الذي يحدد للسرايا المنسحبة من جيش السودان مسار الانسحاب.. ويتواطأ مع الحركة الشعبية للضربة التي حدثت الخميس الماضي..
٭..و
٭ وغرابة ما يجري يكشفها محلل بريطاني مساء السبت
٭ المحلل قال: «لا أفهم كيف يقوم جيش بإشعال حرب في بداية خريف يجعل خط إمداده مغلقاً تماماً.. مثلما فعل جيش الحركة الشعبية.. ما لم يكن الجيش هذا ينتظر إمداداً جوياً عبر مطارات كثيفة...».
٭ وقوات اليونميد = بالتعامل السري مع أولاد قرنق = كانوا يقيمون المطارات هذه منذ عام كامل.. ويقيمون مخازن هائلة لكل شيء...
٭.. وسلسلة متصلة.. من الأعمال المستفزة يقوم بها جيش أولاد قرنق .. الذي حين يصل إليه لواء من جوبا لقيادته حسب تعليمات سلفا كير .. يمنعه أولاد قرنق.. في إشارة مباشرة لسلفا كير.. ولحلفاء أولاد قرنق.. إشارة تقول: إن الأمر لم يعد في أيدي سلفا كير.
٭.. والمجموعة هذه تمتد إلى جنوب كردفان وتجعل عبد العزيز الحلو = حين = يفشل في إشعال الحرب هناك = يعلن الآن رفضه لحكومة هارون.. واستعداده للحرب..
٭.. وكل شيء كان يعد بدقة في حرب ثلاثية الأبعاد يديرها أولاد قرنق... يلطمون بها سلفا كير من جهة ويلطمون الخرطوم من جهة ثانية ويصطلي بنيرانها غيرهم من جهة ثالثة.. «فقد كانوا ينتظرون جنود الأمم المتحدة لتقاتل بدلاً منهم».
٭.. ونقص هنا الأسبوع الماضي حكاية عن أن اغتيال قرنق كان يتم باتفاق إسرائيل مع سلفا كير..
٭ والحكاية كان تسريبها جزءاً من الحرب بين أبيي وجوبا..
٭.. لكن أبيي تنسى أن الآخرين كانوا يديرون حروبهم أيضاً.
(5)
٭ والجيش يضرب ضربته ..
٭.. والمفاجأة تجعل كل أحد يصاب بالدوار.. ومراقب الأمم المتحدة الذي يتخبط بين ما يراه وما تطلبه أمريكا يعلن أن «جهة مجهولة هى التي ضربت جيش السودان»!!
٭.. ومندوبو مجلس الأمن في بداية الأمر يعلنون إدانة كاملة للجنوب.. ثم «يفيقون» ويعودون إلى توجيه اللوم للخرطوم.. فقط..
٭ وهذا.. وهذا كلاهما لا يصلح قارباً يتعلق به أولاد أبيي الذين يغرقون.
٭ وسلفا كير بدهاء ممتاز يلطم هؤلاء بأسلوب غاية في الذكاء أمس الأول.
ـ سلفا كير يجعل المواطنين في جوبا يخرجون في مظاهرة ضد دخول الخرطوم لأبيي.
٭ لكن المظاهرة يمشي فيها مائة شخص.. يصيحون بصوت هزيل..!! ولدقائق..!!.. سلفا يقول لأولاد قرنق: هذه هي قيمتكم عندنا..!!
٭ وسلفا يعلن أنه طلب دعماً من جيش يوغندا..
٭ والجملة يرسلها سلفا كير إجابة ماكرة على مخطط أولاد أبيي الذي كان ينتظر أن يرسل سلفا كير جيشه من جوبا إلى أبيي.. لتنكشف أبيي أمام جيوش أطور وياو باو.. ليسقط سلفا كير في يومين.. ويصبحون هم قادة الجنوب..
٭.. والملخص الأعظم لقصة أبيي ما يقدمه الآن هو فرندات السوق الفارغة في الخرطوم.
٭ والمارة يلاحظون الآن أن مظلات برج البركة.. وفندق أراك وفندق بحر الغزال والعمارات ومليون صنف وغيره.. كلها خالية بعد أن كانت تزدحم بالجنوبيين من أولاد أبيي فقط.
٭ الجنوبيون طاروا إلى أبيي لجلب أهلهم من هناك بعد أن فشل المخطط كله.. والانفصال بعد شهر!!
٭.. وكل حاجة انتهت.
٭ وأغرب ما في الأمر هو أن أولاد أبيي الذين كانوا ينتظرون أن يكسبوا المعركة دون اشتراك فيها.. كانوا هم الذين يخسرون المعركة مع اشتراكهم فيها.
٭.. والذي يكسب دون حرب هو سلفا كير.. الذي يجد أن جيش الخرطوم يحارب نيابة عنه.
٭ والقيامة قامت في أبيي!!
اسحاق احمد فضل الله
_________________
|
|
  
|
|
|
|
وليد الطيب قسم السيد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست