كان ينظر للأحداث وكأنها متضاربة، لا يستطيع أن يفصل بين الحدث وضده، فيها كثير من التشابه والمتشابهات، وكان يرى الكل يدلو بدلوه من زاوية يراها هو ولا يراها غيره، فكان التقييم مجحفاً، وليس مجحفاً بحيث أنزل ظلماً على حقيقة، ولكن مجحفاً حيث أن معياره أحادي، كأنما يقارن بين عمق النهر وشدة الضوء على سفح الجبل أو يقارن ما بين رشاقة الفراشة وسواد الليل.
المثقفاتية دائماً ما يجدون التفسير التبريري الذي بالضرورة يتماشى وينسجم مع معتقداتهم، دون التوقف ولو لبرهة من الزمن لتقييم معتقداتهم في حد ذاتها، فقد تكون معوجة بعض الشيء أو تكون ديماجوجية أو غير ذلك مما يعيبها ويطعن في مصداقيتها.
إستفذته الأحداث ولكنها لم تشعل بداخله رغبة المواجهة، لعلها مثل عواء ذئب ضال لا يعرف لماذا ومتى يعوي؛ تزعجه الأصوات والكتابات فلا يجد ما يواجه به غير ذلك الصمت العميق.
حقاً إختلطت الأمور وعمت الفوضى كل محراب، حتى محرايب الصلاة صارت وكأنما ساحات حرب عشوائية ضد من ومن أجل من لا أحد يعرف بل فقط يردد الجميع نفس الأهازيج المستهلكة والتي لا تشبع روحاً ولا تصلح مادة، إنما هي فقط رواتب محفوظة تأخذ حيزها في الجدول الزمني ولا ترقى لأن تكون حتى مثل الأعلاف المالئة التي يستفاد منها في إقتصاديات الماشية توفيراً لفترات عدم نمو السمنة في أجساد تلك الحيوانات الأليفة، حيث تكون الأعلاف الدسمة غير مجدية إقتصادياً عندما يصل الحيوان إلى منحنى تكون فيه جدوى تسمينه صفراً.
فماذا يفعل صاحبنا؟!!
قرر أن ينظر للأشياء بعين واحدة فقط لأنها لا تستحق، بل إذا كان ممكناً لنظر إليها بنصف عين أو قل ربع عين؛ وحتى يحتفظ بالعين الأخرى للبكاء طالما أصبح البكاء هو الشيء الوحيد الذي يجني منه فائدة على الأقل فهو يغسل العين ويخفف الإجهاد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة