القذافي فات و( برج الفاتح) قااااااعد ..الاستثمارات باقية ومُلاكها زائلون !!

Quote: كلما مررت بتلك البقعة بشارع النيل موقع (حديقة الحيوان) سابقا؛ ووقع بصري على تلك اللوحة الفنية الجميلة التصميم حد الدهشة والمسماة (برج الفاتح) أقول في نفسي(عاشت ليبيا)؛ وكلما مررت بشارع المطار ورؤيتي للمطاعم المصرية والعربية الأنيقة بمن فيها من وجوه طيبة من أبناء وطني وأشقائهم المصريين سعدت وتمنيت المزيد!! كلما رأيت أي مشروع استثماري في بلادي- غض النظر عن جنسية القائمين عليه، وبالنظر للمستفيدين منه من أبناء بلدي- حمدت الله ودعوته أن يكثر من المشاريع التي من شأنها رفعة هذا البلد الصابر أهله، والإسهام ولو قليلاً في إنهاء (عطالة) شبابه الممتدة جذورها في باطن هذه الأرض الخصبة دون استفادة من خصوبتها الشديدة!! غبار كثيف و(كتاحة)، أرض تثور عواصفها عندما يرد الحديث عن استئجار أراض زراعية للأشقاء المصريين، يفلحونها ويقتسمون معنا خيرها!! عند زيارة حزب الوفد المصري مؤخرا للخرطوم تسرب حديث عن موافقة نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان محمد طه، لتخصيص مليون فدان للحزب الزائر برئاسة الدكتور السيد البدوي!! نفت الرئاسة الأمر بينما لسان حال الرافضين يردد (نديهم أراضينا ليه هم قعد يدونا أرضهم؟ موش كفاية شالوا مننا حلايب)؟!! حديث د. البدوي في تصريحه الخاص لـ (أفريقيا اليوم) قال فيه: (إن حزب الوفد سوف يشتري الأرض بعد موافقة الجهات المعنية بالسودان، وسوف يتبرع بها لمصر)!! هذا الحديث أثار (الحساسية) رغم (طيب مقصده) عندما قال: إن مطلبهم كان لمصلحة الشعب المصري وليس لأجل مصالح حزبية ضيقة !! كلمة (شراء الأرض) التي وردت في ثنايا تصريح د. البدوي أظنها السبب المباشر في (الحساسية) إذ إن الشعب السوداني كما الشعب المصري يعتبر أي شبر من الأرض حتى لو كانت (بورا وخرابا) فهي (حتة) من قلبه، وبمثابة ابنه الذي لا يقبل أن يأخذه منه أحد حتى لو فشل هو في إعاشته!! المصريون وخاصة (الفلاحين) منهم يساوون بين (الأرض) و(العرض)! وكذلك السودانيون؛ لذا فالمسألة في اعتقادي تحتاج لدراسة النفسية السودانية من قبل المستثمر المصري قبلاً؛ ويحتاج ذلك لانتقاء المفردات الصحيحة في التعامل مع السوداني! فمن الطبيعي أن يكون أي سوداني ساعياً وراغباً في الخير لوطنه؛ وبالتالي فهو لا يرفض الاستثمار مصريا كان أو عربيا أو غربيا، شريطة أن يتم التعامل في ذلك بمراعاة الطبيعة والنفسية السودانية الرافضة بطبعها لمجرد (شبهة) الاستيلاء على ما يخصهم! ولعل الحساسية المفرطة تجاه المصريين خاصة تكمن في سياسة (دفن الرؤوس في الرمال) التي اتبعتها الحكومات في البلدين لإيجاد حل جذري لتحديد تبعية منطقة (حلايب) !! ذلك بالإضافة لخلفيات أخرى وسوء تخطيط وتنفيذ في بعض القضايا كـ (المعاملة بالمثل) فيما يتعلق بالحريات الأربع وغيرها من (غبائن) تكمن في نفوس الشعب السوداني خاصةً، كمثل (دمامل) ملتهبة يجب تنظيفها أولا ، ومن ثم البدء من جديد على (جسد غير ذي صديد)؛ ومن خلال صفحة جديدة بيضاء فاقع لونها تسُر الشعبين!! و الاستثمارات باقية للأوطان وملاكها زائلون !!