|
أزمة مياه حادة بمدينة الأبيض و(6) جنيهات للبرميل
|
عمر عبد الله - الأبيض: مشكلة مياه الأبيض أو أزمة مياه الأبيض سمها ما شئت، خلدها الشعراء في قصائدهم والحكامات وأهل الدوبيت وتغنى بها المغنون وسار بذكرها الركبان واطاحت بوزراء وهزمت حكومات. طالت واستطالت وعجز عن فك شفرتها أغلب من تولى أمر الولاية ورغم اجتهاد البعض إلا أن المشكلة ما زالت تؤرق وتحرق كل من اقترب منها خصوصاً وان المركز وعلى مر السنين كان اهتمامه بالعطش في كردفان عامة والابيض خاصة ضعيفاً ولا يهمه كثيرا اذا عطشت كردفان أو ارتوت وفقا لرؤية اعداد كبيرة من اهل كردفان؟ صيف هذا العام جاء ساخناً ومعه ازدادت حاجة المواطن للماء وارتفعت أصوات المواطنين بالشكوى . (الصحافة) استطلعت بعض المواطنين بأحياء الأبيض لمعرفة حجم المشكلة ومدى المعاناة: قال المواطن احمد جابر من حي السلام بالأبيض غرب بأن حي السلام من الأحياء التي تقع خارج شبكة توزيع المياه ولذا نعتمد في الشرب على عربات الكارو والتناكر التجارية ،حيث يبلغ سعر البرميل 6 جنيه أما أشواق معلمة تسكن حي حسيب فقالت بأنهم يعانون من انقطاع المياه لفترة فاقت الاسبوعين مما اضطرنا لشراء الماء من عربات الكارو والتناكر بسعر يتراوح ما بين 5- 6 جنيه للبرميل. وقال عبد الاله كامل (صيدلية عرفات الأهلية) بأنهم في السوق لا يعرفون سعراً معيناً للماء فقد يشترونها يوماً بمبلغ نصف جنيه للباقة ويوماً آخر بمبلغ جنيه وذلك من عربات الكارو رغم عدم تأكدهم من نظافتها أو عدم تلوثها. وشن قاسم علي من شرق المدينة حي طيبة هجوما شديدا على من يديرون أمر المياه بالولاية وقال بأن أمر المياه بالمدينة أصبح لغزاً محيراً حيث تنعدم تماما في اغلب ايام الشهر مما يضطرهم الى الشراء من عربات الكارو بسعر 6 جنيه للبرميل. واتجهت (الصحافة) لمكتب توزيع المياه بالأبيض حيث التقت باحد المسئولين الذي أوضح بأنهم قد قاموا بتقسيم الابيض الى قطاعين شرق وغرب وتم تقسيم كل قطاع الى مجموعات تضم الاحياء داخل الشبكة، حيث يشمل توزيع مياه المصادر الشمالية (حوض بارا) (13) حي يتم مد 9 منها في اليوم الأول و 4 في اليوم الثاني وهكذا دواليك. وقطاع الأبيض شرق الذي يضم 11 حياً داخل الشبكة يتم امداد 7 أحياء في اليوم الأول و 4 أحياء في اليوم الثاني وهكذا ويتم مد 5 أحياء بغرب المدينة و 6 بشرق المدينة بمياه المصادر الجنوبية. أي يبلغ مجموع الأحياء التي يصلها الامداد يوم بعد يوم 24 حياً من جملة 118 حي المكونة لمدينة الأبيض وهنالك احياء وسط المدينة تصلها المياه يومياً الى جانب المناطق الاستراتيجية كالمستشفى والمدارس والتي يتم امدادها يومياً. وعزا انقطاع المياه في بعض الأحياء الى الأعطال والكسور التي تلازم الشبكة المهترئة. مصدر موثوق رفض كشف هويته قال لـ (الصحافة) بأن هنالك حوالي 400 كشك مياه بمدينة الأبيض تم تخصيصها فيما مضى للارامل وأسر الشهداء ولكن الآن يمتلكها مواطنون بعد أن تخلص منها اصحابها بالبيع لعدم مقدرتهم على ادارتها أو لأسباب أخرى. ومؤخرا وجه مجلس الولاية التشريعي باغلاق الاكشاك وتحويلها الى المناطق التي لا تغطيها الشبكة وقد اصدر وزير الطاقة والموارد المائية قرارا بذلك وتم اغلاقها بيد أن من يسمون انفسهم فرعية الاكشاك بدأوا في مقاومة القرار الصائب فيما تقوم التناكر بنقل الماء من الخور الابيض بسعر البرميل 3 جنيه لتبيعه بالابيض بمبلغ 6 جنيه في أغلب الأحوال. من حديث المواطنين والمسئولين تصبح الصورة واضحة خلاصتها ان مشكلة شح المياه في هذه الايام يرجع لجشع البعض ورداءة الشبكة الداخلية والتي أكل عليها الدهر وشرب في ظل عدم اعطاء مشكلة المياه ما تستحق من اهتمام بين منسوبي الهيئة. وكما لاحظت (الصحافة) فإن العاملين البسطاء يقع عليهم العبء الأكبر في معالجة الكسور والاعطال وخلافه وسط الهجير ونصف الليل ،بينما ينعم أغلب المسئولين بالمكاتب والفارهات المكيفة دون بذل أي مجهود واضح لفك ضائقة المدينة من المياه وترك المواطن يواجه الأزمة وحده.
http://www.alsahafa.sd/details.php?articleid=27408
|
|
|
|
|
|