|
الشوقارة /عندما ترتدي المؤسسة العسكرية لباسا مدنيا//حامد احمد منان
|
وصلتنى هذه المساهمه من الاخ حامد منان ولانى ارى انها جديره بالقراءه انشرها وله منى خالص التحايا.
Quote: الشوقارة عندما ترتدي المؤسسة العسكرية لباسا مدنيا غريب امر شعوب و حكومات العالم الثالث في تقدس زعمائها و قادتها. بعضهم ُرفعت مكانتهم مكانا عليا تتحث بها الاجيال، جيل عن جيل؛ لعل لهذا ما يبرره اذا ارتبط اسم القائد بعمل نضالي كتحرير الشعوب مثلا و اقرب مثال للذهن مانديلا، جمال عبد الناصر، علي عبد اللطيف و غيرهم كثر. ما قاموا به ثورة دوافعها إما أيمانية عقدية؛ او وطنية و كلاهما عملُ نبيل يُبذل فيه الغالي و النفيس. عاش من بقي حيا علي ذلك التاريخ النضالي، و ظل اكليلاَ في صفحات تاريخ من انتقل الي جوار ربه. الجيل الذي ورث من هؤلاء الزعماء الراية كان اقل حظا ممن سبقه و ذلك لانه واجه معارك من نوع اخر هي البناء و الاعمارو التنمية و السير في طريق المستعمر، كان يمكن الاستفادة من ا للبنات اوليَة التي تُركت لاستثمارها و التي يمكن ان تخرج البلاد الي بر الامان. الا انه لم تكن الوسائل الحديثة التي استجلبها المستعمر، سهلة التطويع فهي في الغالب الاعم وسائل نمت في بيئة مختلفة، لذلك كانت المواجهه قاسية و الاخفاق اكبروفي هذا اشارة لكل انظمة العمل الإداري و التخطيطي و الاقتصادي التي من مهام الدولة الحديثة. كان يمكن لانظمة الحكم التي تركها المستعمر ان تتطور و توطن و بعد حين تتشكل حسب البيئة الجديدة، و تُمارس الديمقراطية و تتطور كما الشعوب تتطور نحو الحداثة و المدنية، لكن المؤسسة العسكرية في كثيرمن دول العالم الثالث لم يُعجبها ذلك و ضاقت ذرعا به. تحولت المؤسسة العسكرية الي مؤسسة سياسية تتبني رؤي و افكار الاحزاب السياسية و بدا قادتها يتخبطون في الافكار والايدلوجية، و لما لم يكن من مهام تلك المؤسسة المنافسة السياسية فقد تسربلت برداء حزبي سياسي باهت اللون لا طعم له، مثله كمثل البغل لهو بحمار كامل الهيئة و لا فرس معروف الصهيل، وتعامل قادتها بروح العمل العسكري المبني علي التعليمات و ان لا قرار فوق قرار القائد وهذا الضرب من الممارسة لا يمكن ان يكون عمل الحزب السياسي مهما حاول القائمون علي امره الباسه ذلك. هذا الضرب المستحدث قتل فكرة المؤسسة الحزبية التي تنمو بتفاعل الرؤي و الافكار في جؤ ديمقراطي معافي( لا سمع و لا طاعة يا امير المسلمين! لماذا؟ لانك تلبس ردائين. و عندما اوضح ابن عمر اللبس، قال الرجل الان سمعا و طاعة. وواصل عمر بن الخطاب خُطبته) هذه الممارسة لا يمكن ان تتم الا في بيئة حرة خالية من اي خوف و مساءلات وهي البيئة التي تصنع رجال المستقبل. قيادة الجيش لا يمكن ان تُقال او تسري عليها قوانين قادة الاحزاب، و هم في سدة الحكم لا احد يجرؤ و يقول ان الاوان ان تضخ دماء جديدة في سدة الحكم لتستمر التجربة، الرئيس لا يشيخ!! ولا تفتر عزيمته ولا تنطبق عليه ما يصيب الناس و يظل رئيسا الي ان يلقي ربه، و الامثلة علي ذلك لا حصر لها ولاتحتاج الي ذكر. تُبرمج كل مؤسسات الدولة و قدراتها من اجل ان يظل الرئيس في كرسيه و الحاشية التي تحكم باسمه من مصلحتها ان يستمر الوضع بها الشكل. و مع تداول الايام تفقد الدوله هيبتها و تهان كرامة مواطنيها و الغرب يعلم ان الدولة هي الرئيس ان اغريته او أ خفته كان لك ما تريد ثم تستمر المؤسسة العسكرية ما شاء الله لها ان تستمر في حكم البلاد و العباد تارة باسم الاشتراكية و تارة باسم الاسلامية و تارة اللجان الشعبية و عندما تنتهي دولة العسكر بعد طول سنين، يتعذر علي المؤسسه الحزبية لملمة الشمل لان الافكار تغيرت و المواطن ما عاد ذلك المواطن الذي يُبدي اراءه دون وجل. يبدا تخبط من نوع جديد و ديمقراطية اشبه بالفوضي، ولا يوجد من تجربة قريبة يمكن ان تُستدعي و تطبق و يعيش المواطن بين تجربة حكم عسكري لا مشورة فيه ولا ابداء راي وبين مخاض تجربة ديمقراطية تحتاج الي زمن ليس بالقصير حتي تثمر و تاتي اكلها. حامد احمد منان
|
|
|
|
|
|
|