|
إنتو وين من بانا...............
|
وين بانة؟!.. سؤال ظللنا نردده قرابة نصف العام ولم نجد له اجابة شافية حتى الآن.. هكذا بدأ والد الطفلة (بانة) التي اختفت في ظروف غامضة أكتوبر العام الماضي، حديثه معي (بانة) الطفلة الحلوة، البريئة كان عمرها عند اختفائها سنة ونصف السنة، والآن وصل عمرها إلى ثلاثة وعشرين شهراً أي ان قرابة نصف العام انقضت على اختفائها (الغامض) دون العثور على أي خيط يقود إليها، وكأن الأرض انشقت وابتلعتها.. والدها (أحمد بركات أحمد) (35) سنة، ووالدتها الصابرة (داليا عبد العزيز قلندر)، ( سنة يؤكدان ان كل الدلائل والمعطيات والخيوط والملابسات تنفي غرقها في النيل الأزرق، بل تعرضها لعملية اختطاف.. صباح الجمعة الماضي زرت والديها بشقتهما بحي الاملاك بالخرطوم بحري، فكشفا لـ (الرأي العام) معلومات جديدة لم تنشر من قبل. غرق أم اختطاف؟ استقبلني والد (بانة) خارج الشقة وقادني للداخل التي لا تزال تفوح منها رائحة الطفلة المختفية، كما قال لي والدها «أحمد بركات» (35) سنة ويعمل في وظيفة ادارية بشركة (أميروز) للرياضات المائية واليخوت البحرية بمدينة أبوظبي بالامارات.. حضر مسرعاً للسودان بعد اختفاء طفلته الوحيدة بثلاثة أيام، حيث انها اختفت في الثالث عشر من أكتوبر العام الماضي.. أما زوجته، والدة (بانة)، (داليا عبد العزيز قلندر)، ( سنة، خريجة الاحفاد الجامعية، ادارة أعمال - ربة منزل - وهي حُبلى بالطفل الثاني، كانت تقيم مع ابنتها المختفية بالمنزل، وكانت تتأهب للحاق بزوجها بأبي ظبي، لكن القدر شاء خلاف ذلك.. قال لي والد (بانة) وهو يسترجع شريط الأحداث المؤلمة التي احاطت بأسرته الصغيرة: «آخر مرة تحدثت مع طفلتي (بانة) من أبي ظبي، أتذكر جيداً انها قالت لي: (بابا تآل) - اي تعال - وذلك قبل اختفائها بثلاثة أيام فقط، فقلت لها عبر الهاتف: طالما انك أصبحت تقولين «تآل» خلاص انا جاي السودان طوالي.. (بانة) كانت تنطق كلمات قليلة مثل: بابا وماما وباي باي و«ليلي» وهي جدتها، وابوي لجدها والدي.. وهي حادة الذكاء وطفلتنا الوحيدة، لا تعاني من أي اعراض مرضية، وغير انطوائية.. قبل الرحلة النيلية اتصلت بي زوجتي (داليا) تستأذنني فوافقتها، حيث انها رحلة عائلية ترفيهية، والرحلة كانت عصر السبت الموافق الثالث عشر من أكتوبر العام الماضي، وكان برفقتها اخوانها واخواتها واصهار أختها، استقلوا (عوامة) مؤجرة تتبع لنادي (ابو مرين) - نادي الزوارق - اسفل كوبري المك نمر.. الرحلة استغرقت زهاء الساعة، بدأت من المرسى وانتهت فيه قبيل موعد صلاة المغرب بقليل. وكانت العوامة لا ترسو على الشاطيء مباشرة، بل هناك عوامة أخرى تستخدم كممر، وهي التي ادى فيها رجال الأسرة صلاة المغرب، بينما النسوة ظللن في العوامة الأصلية التي قامت بالرحلة في النيل الأزرق وهي من طابقين، وكانت زوجتي واختها ونسيبتهما في الطابق الارضي من العوامة ومعها طفلتها (بانة)، وبقية اطفال العائلة وهم ثلاثة بجانب شقيق زوجتي ويدعى (محمد)، وعمره (11) سنة فقامت زوجتي باستبدال ملابس (بانة) لانها مبللة خوفاً عليها من البرد، واستبدلتها بأخرى جافة، ثم اجلستها في حضنها غير ان الطفلة أصرت على الانضمام لبقية الاطفال الآخرين للعب معهم وكانوا داخل العوامة على مقربة منها، وخاطبت (داليا) شقيقها (محمد) قائلة له: (خلي بالك من «بانة» يا محمد).. بعدها قامت زوجتي بادخال الفستان المبلل داخل الحقيبة التي تحتوي على اغراض الطفلة، ثم اخذت تتحدث مع شقيقها والنساء الاخريات حول كيفية ادائهن لصلاة المغرب، داخل العوامة أم على الشاطيء.. وبعد هذا الحوار القصير الذي لم يستمر لأكثر من دقيقة تقريباً إلتفتت زوجتي ناحية الاطفال فلم تر (بانة)، فسألت شقيقها (محمد)، وكان أكبر الاطفال عمراً، عنها فقال: (قبل شوية كانت تقف هنا)، مشيراً الى المكان الذي كانت تقف فيه، القريب جداً من مكان جلوس والدتها وبقية النسوة بالطابق الأرضي للعوامة التي كانت وقتها ترسو على الشاطيء بعد انتهاء الرحلة، أخذت تبحث عنها داخل العوامة فلم تعثر عليها فأخذت تصيح (بانة.. بانة) ثم واصلت مناداتها لطفلتها بهستريا (وين بانة.. وين بانة) لدرجة ان شقيقها قطع صلاته، واتجه ناحيتها ولحق به بقية الرجال عقب الصلاة.. بعدها اسرع احد افراد نادي الزوارق بالقفز داخل الماء، وتبعه آخر وغطسا لفترة، وعندما خرجا قال احدهما: (لو سقط موبايل هنا لاخرجته.. لا وجود للطفلة)، مستبعداً احتمال سقوطها في النيل الأزرق، وإلاّ لعثر عليها.. هذه رواية الحادث بالتفصيل والتي وردت من قبل.. وتضيف (داليا) والدة الطفلة لحديث زوجها قائلة: (وقتها قلت لهم: لاتبحثوا عنها في الماء لانها اذا سقطت داخل النيل فستكون ماتت، ولذلك ابحثوا عنها خارج الماء
|
|
|
|
|
|
|
|
|