|
الترابي ونافع: حديث (العنقريب) وطبخ السموم
|
نشر بالسوداني:
الحمد لله القوي الكبير أن عاد الشيخ حسن الترابي إلى أهله، وأن رفع عنه محنته، ودفع عن أحبابه مشقة غياب الأب وكبير العائلة وراء الأسوار. اللهم إنا نسألك أن تحفظ الشيخ من كل مكروه، وأن تنعم عليه من فضلك صحة وعافية وعمراً مديداً، آمين. فور اطلاق سراحه استجمع الشيخ الترابي طاقته وعاد إلى توجيه سهامه فلم يترفع عن الإنتقام من نميمة لم يثبت أحد أنها قيلت وهو بعدئذ رجل قانون قبل أن يكون إماماً وفقيها لنفر غير قليل. النميمة محل الإنتقام نفسها نفاها الشخص المنسوبة إليه نفياً علنياً إذ أصدر الدكتور نافع علي نافع، مساعد رئيس الجمهورية، بياناً نشر على نطاق واسع نفى فيه بشكل قاطع ما نسب إليه من قول بأن الترابي لن يخرج {من معتقله} إلا محمولاً علي عنقريب. لم يشا الشيخ الإستفادة من موقف يتيح له أن يبقى في مكانه كبيراً لعائلة (الإسلامويين) السودانيين بحيث يستبقي الآخرين في مكان البنوة، بل ساق نفسه ليبلغ وسائل الإعلام بأن "الذي قال إن الترابي لن يخرج من السجن إلا على «عنقريب» فلسانه أبذأ من قلبه، هو كذلك حتى قبل المفاصلة، لا يستطيع أن يوقف لسانه عندما يخرجه". حسناً لماذا اختار لنا –ساعة سلطانه- رجلاً بذيء القلب واللسان ليكون مسئولاً عن أمننا، أم أن المهمة لم تكن كذلك حين تولاها د. نافع بأمر مباشر من الترابي. كان الترابي يعرف كما تقول كلماته الصريحة قلب تلميذه ولسانه قبل المفاصلة، فلم اصطفاه من بين العشرات من أعضاء جماعته المقربين ليتولى عدداً من المناصب الرفيعة ولا يزال؟ القضية بين خيارين فإما إن الترابي كان يجهل أمر المقربين منه وهذا مستبعد، وإما انه لا يخشى الإضرار بالناس على أيدي تلاميذه ما دام هو في مأمن من الضرر. يتبدى من القضية منهج ترابي –مستحق للذم- يصوّر الأفراد كملائكة مجاهدين متى ما كانوا معه على وفاق، و(أبلستهم) متى ما اختصموا معه، وهذا لا يليق. هذا المنهج ليس حصراً على الشيخ نفسه وإنما يبدو أنه معتمد عند المحازبين حتى لكأنهم يبدون في تطبيقه كالأشباه والنظائر، فقد قرأت على موقع حركة العدل والمساواة مقالاً منسوباً إلى نائبه الشيخ ابراهيم السنوسي يركز جهده على النيل من د. نافع بسبب التصريح الذي تبرأ الرجل منه على رؤوس الأشهاد. كتب السنوسي مذكراً أخيه "يا أخي (نافع) لئن اختلفنا ما ينبغي أن تغيب عنا مبادئ الاسلام ". حسناً، هل يدخل التهديد بقطع رأس الرئيس البشير (الشرق الأوسط 29/5/2010)، ضمن مباديء الإسلام التي يحث الشيخ عليها؟ على الخصوم في الضفتين معارضة وحكماً الكف عن طبخ السم حتى لا يضطرون إلى تذوقه، ولو بعد حين.
|
|
|
|
|
|