انتفاضة مارس/ أبريل 1985 والحاضر السوداني (مقارنة) د. عبد المنعم مختار

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 10:44 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-05-2011, 03:12 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5343

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
انتفاضة مارس/ أبريل 1985 والحاضر السوداني (مقارنة) د. عبد المنعم مختار

    الأعزاء والعزيزات هنا وأين ما كنتم. أدناه مقالة شيقة فيها تحليل ممتاز من وجهة نظرة بقلم د. عبد المنعم مختار والذي كان يحلو لنا تسميته بأستاذ التاريخ أيام الجامعة. والمقالة المعنية عبارة عن مقارنة تفصيلية بين "انتفاضة مارس/ أبريل 1985 والحاضر السوداني". ولو أنني أختلف مع رؤية الكاتب عند خلاصته النهائية. المقالة المعنية " أدناه" (منشورة بقسم مقالات وتحليلات من سودانيزأونلاين) ... ودي، محمد جمال



    انتفاضة مارس/ أبريل 1985 والحاضر السوداني: مقارنات مبنية على استعراض مفصّل /د. عبد المنعم مختار، برلين
    منذ 17 ساعة 13 دقيقة
    حجم الخط:

    انتفاضة مارس/ أبريل 1985 والحاضر السوداني: مقارنات مبنية على استعراض مفصّل

    د. عبد المنعم مختار، برلين

    مقدمة

    يتعجب المرء لقلة المصادر المنشورة لتوثيق احداث انتفاضة مارس/ أبريل 1985 في السودان. صحيح ان العديد من الكتب تطرقت لاسباب انهيار مايو ولكنها لم تسرد وقائع اسقاط النظام ولم تحلل ديناميكيتها تفصيلاً، بدءاً بالقوى الاجتماعية المشاركة فيها، تفعيلاً وتثبيطاً، ادوارها ودرجة فاعليتها وانتهاءً بالظروف الاقتصادية والعوامل الخارجية المتفاعلة معها. نذكر هنا كأمثلة "كتاب سنوات النميري" للدكتور محمود محمد قلندر والصادر في 2005 وكتاب "السودان: المأزق التاريخي وآفاق المستقبل، الجزء الثاني، للاستاذ محمد ابوالقاسم حاج حمد والصادر في 1996. من ناحية أخرى يعتبر كتاب الصحفي المصري صلاح عبد اللطيف " عشرة أيام هزت السودان"، والذي عايش احداث الانتفاضة "ساعة بساعة"، كما شهد بذلك بروفسير محمد عمر بشير عند تقديمه للكتاب، اكثر المراجع التى قدمت طرح وصفي مفصّل لوقائع الانتفاضة والمواقف المعلنة للاطراف المشاركة فيها، الشئ الذي يوفر مادة خام خصبة لطرح تحليلي مكمّل له. من ناحية اخرى فقد قدم الاستاذ محمد علي جادين في كتابه النقدي للديمقراطية الثالثة سرداً لاحداث انتفاضة 1985 تفوقت على كتاب عبد اللطيف في عمق التحليل وقصرت عنه في شمولية التوثيق. للاسف لم نتمكن من الحصول على نسخة من كتاب "اعدام شعب" للاستاذ محجوب عمر باشري كما لم نتمكن من الحصول على نسخة من كتاب "وقائع اطول يوم في تاريخ السودان" للصحفي محمد سعيد محمد الحسن، الا اننا اطلعنا على ملخص للاخير نشر مؤخراً على صفحات صحيفة الرأي العام. صدر هذان الكتابان في طبعتهما الاولى في العام 1986 ونعتقد انهما ذوي علاقة وطيدة بمبحثنا هذا وربما قاد عدم اعتبارهما في مبحثنا هذا الى التأثير على بعض نتائجه.

    نحاول في هذا المقال ان نعقد بعض المقارنات بين انتفاضة مارس/ أبريل 1985 وبين الوضع الراهن في السودان وان نستعرض الاحداث الرئيسية والمشاهد البارزة للانتفاضة.

    الكسرة بين النميري وعلي محمود

    بينما كان طلاب جامعة امدرمان الاسلامية، والذي كان على رأس اتحاده تحالف من طلاب حزبي الامة والاتحادي ومؤتمر الطلاب المستقلين [جادين، 2002]، يتظاهرون ويحرقون مكاتب جمعية ود النميري التعاونية، المملوكة لمصطفى شقيق الرئيس المخلوع جعفر النميري، ظهيرة يوم الثلاثاء 26 مارس 1985، كان الأخير يخاطب اعضاء اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي، التنظيم الاوحد المصرح به في سودان النميري، قائلاً: " سبب زيادة الاسعار هو انخفاض سعر الجنيه السوداني امام الدولار.. فالدولار اصبح الان يدوخ كل العملات.. حتى الين الياباني والمارك الالماني، والجنيه الاسترليني اصبح مثل الجنيه السوداني، انني أخشى ان يصبح سعر الدولار الف جنيه سوداني، عليكم ان تتوقعوا الكثير.. لقد وصل سعر الدولار خمسة جنيهات وسيزيد عن ذلك، وقد يأتى وقت تمتلئ فيه جيوبكم بالجنيهات وتكونوا غير قادرين على شراء شئ.." ثم تحدث عن اشياء خاصة اثارت ضحك الحضور حتى قال "علينا ان نقتصد في كل شئ ، من يأكل ثلاث وجبات يأكل وجبتين ، ومن يأكل وجبتين يأكل وجبة واحدة ، ومن يأكل وجبة واحدة يأكل نصف وجبة ، لماذا نشترى المعلبات الغذائية والصلصة، نحن شعب لم يتعود على الصلصة يا جماعة نحن نأكل "الويكة" و"الكسرة" ولا نشرب الاسبرايت ، لماذا لا نشرب ماء الكسرة.." [عبداللطيف، 1985، ص 12-13].

    الجدير بالذكر ان خطاب النميري السابق ذكره كان في اطار تعقيبه على مناقشات اللجنة المركزية للاتحاد الاشتراكي حول زيادة اسعار الخبز وانتشار ظاهرة صفوف البنزين. قام التلفزيون السوداني ببث حديث النميري المذكور أعلاه مما ادى الى زيادة السخط الشعبي. كثير من المراقبين يعتقدون بانه كان لهذا الخطاب اثر سلبي كبير على الشارع السوداني وانه قد ساهم في اشعال الشرارة الاولى لانتفاضة 1985. بل وقابلت الاجهزة الامنية للنميري بث هذا الخطاب عبر جهاز التلفزيون الحكومي بامتعاض شديد وتشكك في نوايا ودوافع وزير الاعلام انذاك، الاستاذ علي شمو، الذي سمح بالبث [راجع كتاب محمد عبدالعزيز وهاشم ابو رنات: "اسرار جهاز الأسرار: جهاز الأمن السوداني 1969 – 1985م، ، دار عزة، 2008، ص 307 ]. اللافت للنظر ان البروفسير شمو لم يتطرق بتاتاً لهذا الامر في مذكراته التي نشرت مؤخراً [علي محمد شمو: "تجربتي مع الاذاعة، مطبعة جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا، بدون تاريخ]، الشئ الذي نتمنى ان يتم استدراكه عن طريق الصحافة الناشطة داخل السودان.

    ولنقارن الان حديث النميري اعلاه بتصريح وزير المالية السوداني الحالي علي محمود لصيحفة الشرق الاوسط في 16 أكتوبر 2010 قائلاً: " وقد تحدثت إلى الشعب السوداني عن أهمية العودة إلى منتوجاتنا المحلية، إلى الذرة والدخن، إلى الكسرة (خبز سوداني من الذرة الرقيقة) والعواسة (عملية تقليدية لطهي الكسرة)."

    الشئ المشترك بين تصريحي النميري وعلي محمود ان حديثهما يقوم بعملية اغتيال للمستقبل الافضل ويقضي على أي أمل بتحسن للاوضاع المعيشية، بل ويطالب الشعب بمزيد من التضحيات وبتوقع الاسوأ.

    سحق المعارضة بين ابو ساق و مندور

    في يوم الاثنين، الاول من أبريل 1985، عقد د. محمد عثمان ابو ساق، أمين لجنة التنظيمات بالاتحاد الاشتراكي، مؤتمراً صحفياً قال فيه مهدداً المعارضة: "سوف نطاردهم كالارانب ونسحقهم كالعقارب" [عبد اللطيف، 1985، ص 25].

    ولنقارن ذلك مع ما قاله د. مندور المهدي، نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم، لدي مخاطبته للكتيبة الاستراتيجية لحزبه، يوم 22 مارس 2011: "أن أحزاب المعارضة لن تؤتي البلاد وأعيننا ترمش ومن يقف أمامنا سنسحقه سحقاً وننهي وجوده علي هذه الأرض".

    الجدل حول دور النقابات والاحزاب في الانتفاضة

    تعتبر معظم الروايات ان مظاهرة طلاب جامعة امرمان الاسلامية يوم الثلاثاء 26 مارس 1985 والتي تلتها مظاهرة لطلاب معهد الكليات التكنولوجية [جامعة السودان للعلوم و التكنولوجيا حالياً] بمشاركة واسعة من "الشماسة والمشردين وعمال المنطقة الصناعية وأصحاب الحرف الصغيرة والعاطلين عن العمل" [جادين، 2002، ص 66] هي الاحداث الاولى في انتفاضة 1985. ولكن تختلف شهادات السياسيين حول دور النقابات والاحزاب وقدر مساهمتها. المثال الابرز هو الاختلاف حول دور نقابة الاطباء، اذ يقلل الاستاذ ابراهيم الشيخ، رئيس المجلس الاربعيني لاتحاد طلاب جامعة الخرطوم ابان الانتفاضة، من دور نقابة الاطباء وخاصة قيادتها التي تردد لاحقاً ان ميلها السياسي هو للجبهة الاسلامية القومية [صحيفة أجراس الحرية، عدد الإثنين 05-04-2010، مداولات منبر أجراس الحرية على هامش الذكرى الخامسة والعشرين لانتفاضة ابريل 1]، ولكن د. شاكر زين العابدين، أحد الاطباء الناشطين في الاتصال بين النقابات أبان الانتفاضة، يقرر بانه و"بغض النظر عن مواقف قيادة نقابة الأطباء فإن قواعد الأطباء كانت متواصلة مع قواعد نقابات المهندسين والصيادلة وأساتذة الجامعات قلبا وقالبا، فقواعد الأطباء لعبت دورا كبيرا في العصيان المدني والإضراب السياسي." [صحيفة أجراس الحرية، عدد الإثنين 05-04-2010، مداولات منبر أجراس الحرية على هامش الذكرى الخامسة والعشرين لانتفاضة ابريل 2].

    أما عن دور الاحزاب في الانتفاضة، والذي اعربت عنه رسميا بعيد اندلاع المظاهرات وانتشار الاضراب السياسي والعصيان المدني، فقد جاء متاخراً كثيراً وكان أقل أثراً عند المقارنة مع مظاهرات الجماهير العفوية والاضرابات المهنية المنظمة. يتضح هذا الامر جلياً عندما نقرأ، نقلاً عن الاستاذ محمد سعيد محمد الحسن، انه في الاجتماع الحاسم بين التجمع النقابي وممثلي الاحزاب الرئيسية ليلة 05 أبريل 1985، والذي تم في ختامه التوقيع على ميثاق الانتفاضة بين الطرفين "كان لدى ممثل التجمع النقابي احساس بالزهو الناجم عن تفاقم دورهم في مواجهة النظام وخلخلة قواعده واشتدت المناقشة وتحولت الى كلمات ساخنة وصفت فيها الاحزاب جميعها بأنها تحولت الى قوى تقليدية. وأين كانوا؟ ورد ممثل الاحزاب وقد استفزه التعبير بأنهم قوة ثابتة وأنهم يمثلون القوى التي ناصبها النظام العداء منذ 25 مايو 1969 وظل يهاجمها على مدى ستة عشر عاماً. واستعرض مواجهاتهم مع النظام عسكرياً ومدنياً حيث تعرضوا الى كافة أنواع التنكيل من السجن الى التشريد والمصادرة والموت والنفي والغربة واستخدم ارقاماً لتبيان تضحياتهم الجسيمة وأوشك بعدها على الانسحاب لولا تدخل محجوب عثمان «الحزب الشيوعي» الذي أمسك بيده وطالبه بالصبر والتريث." [محمد سعيد محمد الحسن. صحيفة الرأي العام. http://www.rayaam.info/News_view.aspx?pid=945&id=76754]

    التسلسل الزمني لاحداث ما قبل الانتفاضة

    يمكن تلخيص التسلسل الزمني للاحداث السابقة لانتفاضة مارس/ أبريل 1985 والممهدة لها، في تقديرنا، كالاتي:

    - مظاهرات شعبية واسعة بالعاصمة وبعض المدن الاخرى في يناير 1982 احتجاجاً على الضائقة المعيشية. أدت هذه المظاهرات الى سقوط أكثر من اربعين شهيداً، اقالة "كافة قيادات الاتحاد الاشتراكي ومجلس الوزراء واحالة هيئة القيادة العامة وعدد كبير من القيادات العسكرية للمعاش" [جادين، 2002، ص 56]. شهد نفس الشهر مظاهرات شعبية في مطارالخرطوم وضاحية بري اللاماب اثناء تشييع جثمان الشريف حسين الهندي القادم من لندن، مروراً بطرابلس وبغداد.
    - اضرابات القضاة في الفترة ما بين يونيو وسبتمبر 1983 وذلك اثر قيام النميري "باذاعة خطاب تعدّى فيه على استقلال الهيئة القضائية وقانونها الخاص، وازدرى مكانة القضاة كسلطة مستقلة في الدولة مصدراً اوامر بفصل أكثر من أربعين قاضياً من الخدمة بتهمة الفساد والمحسوبية" [جادين، 2002، ص 57]. قام النميري اثر ذلك بعمل تسوية مع القضاة "المدنيين" من جهة وتقوية القضاة "الشرعيين" باعلان قوانيين سبتمبر 1983 في الثامن من ذلك الشهر من جهة اخرى.

    - شهد العام 1983 اعتقال اكثر من 40 ضابطاً من الجيش بتهمة التأمر لاسقاط النطام ولكنهم لم يقدموا، بعد طول اعتقال، لاي لمحاكمة.
    - ظهور وانتشار الشعارات الحائطية المعادية للنظام على جدران المباني الحكومية في الاحياء السكنية في مختلف ارجاء العاصمة. ابتدر هذه الوسيلة نشطاء من حزب البعث في ابريل 1984 واستمرت حتى قيام الانتفاضة.
    - اعلان حالة الطوارئ واقامة ما سمي بمحاكم العدالة الناجزة نهاية أبريل 1984 وما صاحبها من التشهير بالمدانين باذاعة اسمائهم في اجهزة الاذاعة والتلفزيون عقب نشرات الاخبار الرئيسية. استمرت حالة الطوارئ سارية لمدة خمسة اشهر.
    - اعتقال اربعة من كوادر حزب البعث المسئولين عن طباعة صحيفة الهدف السرية، الناطقة باسم الحزب، اثر مداهمة منزل في الفتيحاب بامدرمان في مايو 1984. تم تقديم الاربعة لمحاكمة في نهاية 1984 وكادت ان تتحول تلك المحكمة لمحكمة سياسية/ دينية لفكر البعث القومي العلماني لولا تدخل بعض اطراف النظام (يذكر هنا الرشيد الطاهر بكر) وتنبيهها للمخاطر الخارجية (العلاقة مع النظامين العراقي والسوري) لمحاكمة على تلك الشاكلة.
    - نقلت وكالة رويترز للانباء عن الصحافة الاسرائيلية يوم 4 يناير 1985 خبر ترحيل اليهود الفلاشا من اثيوبيا الى اسرائيل عبر الاراضي السودانية وبالتعاون مع نظام النميري.
    - اقامة محاكمة سياسية غير عادلة لافكار ومواقف الاستاذ محمود محمد طه اثر اعتقاله واربعة من من قيادات تنظيمه وتنفيذ حكم الاعدام على الاستاذ محمود في 18 يناير 1985.
    - اتهام النميري للاخوان المسلمين بالتأمر على النظام ووصفه لهم ب"اخوان الشياطين" واعتقال اكثر من 100 من قياداتهم في 10 مارس 1985.

    - زيادة وتيرة العمليات العسكرية في الجنوب، توقف التنقيب عن البترول ببحر الغزال والعمل في قناة جونقلي ووصول تكلفة الحرب الاهلية الى مليون دولار في اليوم.
    - منذ بداية 1983 تفاقم مشكلة الجفاف والتصحر بغرب السودان وتأخر الحكومة في اعلان المجاعة مما ادى لوفاة الالاف ونزوح مئات الالاف للمدن وخاصة العاصمة.
    - ندرة السلع الضرورية ومواصلة ارتفاع اسعارها خاصة بعد تخفيض سعر صرف الجنيه بنسبة 150 بالمائة وخفض الدعم الحكومي للسلع في مارس 1985 اثر اتفاق للحكومة مع صندوق النقد الدولي.

    التسلسل الزمني لاحداث الانتفاضة

    يمكن تلخيص التسلسل الزمني لاحداث انتفاضة مارس/ أبريل 1985 كالاتي:

    - اعلان نقابة عمال السكة حديد بعطبرة الاضراب المفتوح عن العمل منذ 7 مارس 1985 وخروج مواكب ومظاهرات شبه يومية بعطبرة احتجاجاً على الضائقة المعيشية.
    - مظاهرات طلابية منظمة وسط العاصمة بدأت بمظاهرة طلاب جامعة امدرمان الاسلامية في يوم الثلاثاء 26 مارس 1985. انتهت هذه المظاهرة بحرق مكاتب جمعية ود النميري التعاونية بامدرمان.
    - مظاهرات شعبية عفوية وسط العاصمة بدأت يوم الاربعاء 27 مارس 1985 بمشاركة طلاب معهد الكليات التكنولوجية و"الشماسة والمشردين وعمال المنطقة الصناعية وأصحاب الحرف الصغيرة والعاطلين عن العمل" [جادين، 2002، ص 66]. هاجم المتظاهرون مقار الاتحاد الاشتراكي "وهشموا واجهات فندق "مريديان" وآراك" ، والخطوط الجوية الفرنسية وهتفوا امام السفارة الامريكية ضد صندوق النقد الدولي واضرموا النار في ثلاث محطات بنزين وفي عدد من السيارات" [عبد اللطيف، 1985، ص 16].

    - مغادرة النميري الى الولايات المتحدة الامريكية ظهر اليوم الثاني للانتفاضة الاربعاء 27 مارس في زيارة رسمية وبغرض اجراء فحوصات طبية دورية. اتخذ موكب النميري الى المطار مساراً آخر لتجنب المظاهرات. كان النميري يتلقى التقارير ويبعث بالرسائل للخرطوم عن طريق جهاز "فيكس ميلي" موجود بوكالة السودان للانباء. كما تردد في الشارع ان النميري سحب 14 مليون جنيه سوداني من البنك المركزي لشراء 4.5 مليون دولار من السوق السوداء لتغطية منصرفات رحلته و 64 من مرافقيه، مما اجج غضب الجماهير.

    - توزيع بيان باسم تجمع ضباط الشرطة يوم الاربعاء 27 مارس ادان النظام واعلن بان تجمع ضباط الشرطة "سيعمل بكل قوته على عصيان أي أمر باستعمال القوة ضد ابناء هذا الوطن. وان الشرطة ستعمل على اسقاط هذا النظام الدكتاتور بكل الوسائل المشروعة وغير المشروعة التحاماً وتضامناً مع الشعب." [نقلاً عن: عبد اللطيف، 1985، ص 21].

    - بلغ عدد الشهداء بنهاية اليوم الثاني للانتفاضة (يوم الاربعاء 27 مارس) خمسة مواطنين ووصل عدد الجرحى المحتجزين بالمستشفيات للعلاج الثلاثين مواطنين كما بلغ عدد المعتقلين الذين قدموا لمحاكمات ايجازية فورية حوالي 500 مواطن [جادين، 2002، ص 67] وارتفع عدد المعتقلين في اليوم الرابع للانتفاضة الى 2642 [عبد اللطيف، 1985].
    - واجهت قوات الامن المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والغاز الخانق والعصي الكهربائية والرصاص. ويقال ان قوات الشرطة احجمت عن استخدام الرصاص ضد المتظاهرين نتيجة لتعاطفها مع الجماهير المنتفضة ونتيجة لرفض قيادتها، اللواء عباس مدني، والذي عين وزيراً للداخلية عقب الانتفاضة، لتوجيهات بذلك الخصوص.
    - اعلان الهيئة النقابية لاطباء مستشفيات الخرطوم برئاسة د. أحمد التجاني، الاضراب عن العمل ابتداءً من يوم الخميس 28 مارس (اليوم الثالث للانتفاضة) وحتى 30 مارس ونشر بيان لها يحوي اسماء شهداء وعدد جرحى اليوم الثاني للانتفاضة. كذلك اعلنت نقابة المحامين تشكيل مجموعات من المحامين للدفاع عن المواطنين المعتقلين في المظاهرات امام المحاكم الناجزة. تواصلت المظاهرات أيضاً في اليوم الثالث للانتفاضة وان كانت أقل زخماً من اليومين السابقين.

    - كان يوم الجمعة 29 مارس يوماً هادئاً اصدرت فيه السلطات الحاكمة (امانة الاتحاد الاشتراكي بالعاصمة، جهاز امن الدولة، اتحاد نقابات العمال، اتحاد شباب السودان) بيانات عدة وصفت فيها المظاهرات: بالشغب والتخريب للمنشئات العامة والممتلكات الخاصة الذي يحرض له الاخوان المسلمون والشيوعيون ويقوم به "المشردون والمتبطلون واللصوص والفلاتة". واعلنت "انه تم القبض على 2642 متهماً تم تقديم 851 منهم لمحاكمات فورية وتراوحت الاحكام الصادرة ضدهم بالسجن والجلد والغرامة ، كما تم التحفظ على 1791 شخصاً بقصد تفريغهم خارج العاصمة" [عبد اللطيف، 1985، ص 20].
    - اعلان الهيئة النقابية لاطباء الخرطوم يوم 30 مارس تمديد اضرابها عن العمل لمدة يومين اخرين والانعقاد الدائم لتقييم تطورات الموقف. تجاوبت النقابة العامة لاطباء السودان مع دعوة هيئة اطباء الخرطوم للاضراب السياسي والتعاون مع النقابات الاخرى لنفس الغرض. قاد اتصالات الاطباء ببقية النقابات د. شاكر زين العابدين، د. عمر عبود ود. عبد الرحمن ادريس.
    - اعلان السلطات الحاكمة بانها "كشفت وكراً لمجموعة من المخربين بجامعة الخرطوم تقوم باعداد وطباعة المنشورات بأجهزة كاملة واسماء نقابات وتكوينات وهمية" يوم الاحد 31 مارس وقامت باعتقال 13 طالباً من جامعة الخرطوم منهم عمر يوسف الدقير، رئيس اتحاد الطلاب، وناهد جبر الله، السكرتير العام للاتحاد، وكذلك اعتقل صديق الزيلعي، المعيد بالجامعة [عبداللطيف، 1985، ص 24]. يذكر ان يوم الاحد 31 مارس شهد ايضاً اعتقال قيادات نقابية عديدة خاصة من الاطباء والمحامين.

    - تم مساء 1 أبريل في اجتماع عقد بنادي الخرجيين بالخرطوم بحري الاتفاق بين ممثلين لعدد من النقابات المهنية على الاضراب السياسي حتى سقوط النظام وحدد لبداية تنفيذه يوم الاربعاء 3 أبريل. كما تقرر تسيير موكب للقصر الجمهوري بقيادة نقابة الاطباء يوم الاربعاء 3 أبريل لتسليم مذكرة لرئاسة الجمهورية. يذكر هنا انه في بداية الأمر كان الاتفاق ان يعلن الاضراب ويسير الموكب يوم الاثنين 1 أبريل ولكن عدّل التاريخ الى 3 أبريل لكي يترك الاتحاد الاشتراكي لتنظيم موكبه في 2 أبريل (انظر ادناه) ويتم الرد عليه بموكب النقابات.

    - قام الاتحاد الاشتراكي يوم الثلاثاء 2 أبريل بتنظيم ما اسماه بموكب الردع بساحة الشهداء خلف القصر الجمهوري. كانت المشاركة الجماهيرية ضعيفة والحضور الرسمي طاغياً. خاطب الموكب الرشيد الطاهر بكر، وزير العدل والنائب العام، مبرراً الغلاء بالظروف التي يمر بها الاقتصاد العالمي كله. كما ادعى اللواء بابكر عبد الرحيم، الامين العام للاتحاد الاشتراكي بالانابة، ان جماهير الاتحاد الاشتراكي "قادرة على الرد الحاسم على معتد في كل زمان ومكان ولن تسمح بأية تنظيمات اخرى موازية للاتحاد الاشتراكي". خاطب التجمع أيضاً ابو القاسم محمد ابراهيم داعياً لاصلاحات في اجهزة الاتحاد الاشتراكي [عبداللطيف، 1985، ص 27]. المثير للتساؤل هنا ما ورد في كتاب الاستاذ محجوب عمر باشري، معالم تاريخ السودان، بان السيد احمد الميرغني، عضو المكتب السياسي للاتحاد الاشتراكي ورئيس مجلس السيادة عقب الانتفاضة، قد شارك في موكب الردع هذا. ولنقارن هذا، اذا صحّ، بالضجة التي اثارها حزب الامة اعتراضاً على ترشيح الحزب الاتحادي للاستاذ احمد السيد حمد لعضوية مجلس السيادة عقب الانتفاضة بحجة عمله ابان الحقبة النميرية كوزير للمواصلات.

    - فشل اللواء عمر محمد الطيب، مدير جهاز الامن ونائب رئيس الجمهورية، عند اجتماعه مساء الثلاثاء 2 أبريل بقيادة القوات المسلحة في اقناعها باعلان حالة الطوارئ. ولكن قرر الاجتماع منع موكب الاطباء في اليوم التالي واصدر بابكر علي التوم، معتمد الخرطوم، بياناً حذر فيه المشاركين بالمساءلة وفق قانون العقوبات.
    - في الفترة ما بين 1 الى 3 أبريل ازداد صدور منشورات النقابات والاحزاب واتسع نطاق تداولها. كما كان لاذاعة لندن دور بارز في هذه الفترة في نشر اخبار الانتفاضة داخل السودان.
    - "خلال الفترة من 31 مارس حتى الثالث من أبريل انضمت أكثر من 30 نقابة عامة لدعوة العصيان المدني والاضراب السياسي العام" حتى اسقاط النظام [د. أحمد التجاني، نقيب اطباء مستشفيات الخرطوم، نقلاً عن: جادين، 2002، ص 68]. ضمت هذه النقابات الاطباء والمحامين والصيارفة والمهندسين واساتذة جامعة الخرطوم وموظفي المصارف وموظفي التأمينات.
    - شهد يوم الاربعاء 3 أبريل مسيرة هادرة للقوى النقابية ابتداءً من مستشفى الخرطوم وبتجاوب منقطع النظير من المواطنين اذ اكتظ شارع القصر وما حواليه بعشرات الالاف من المتظاهرين. قرأ المحامي عمر عبد العاطي، النائب العام عقب الانتفاضة، نص مذكرة "التجمع النقابي لانقاذ الوطن" الموجهة لرئيس الجمهورية والمطالبة بتنحيه عن السلطة. وعند المقارنة مع موكب الاتحاد الاشتراكي في اليوم السابق اتضح جلياً مدى ضخامة المعارضة الجماهيرية للنظام.

    - ابتداءاً من مساء الاربعاء 3 أبريل امتدت المظاهرات الشعبية العفوية من وسط العاصمة الى الاحياء السكنية واستمرت نهاراً وليلاً حتى الساعات الاولى من الصباح. كما اعلن القضاة انهم سينظمون موكباً "يوم السبت 6 ابريل يبدأ من دار القضاء بشارع الجامعة ومعهم الدبلوماسيين تضامناً مع نقابة الاطباء والمحامين والمهندسين وسائر النقابات وجماهير الشعب السوداني" [عبد اللطيف، 1985، ص 36].
    - اصدرت السلطات الحاكمة مساء الاربعاء 3 أبريل قراراً ب "تخفيض اسعار الرغيف والزيوت والصابون وتشكيل لجنة لدراسة تخفيض الاسعار" [جادين، 2002، ص 72]. واعلنت ان الرئيس "نجح في مهمته للولايات المتحدة الامريكية وسيعود ومعه ملايين الدولارات من امريكا لحل المشاكل الاقتصادية" [عبد اللطيف، 1985، ص 36].
    - تمكن اثنان من المسئولين هما محمد محجوب سليمان، السكرتير الصحفي للرئيس، ويوسف ميخائيل، المستشار القانوني لرئاسة الوزراء، من الهرب خارج البلاد عن طريق المطار أمسية الاربعاء 3 أبريل.
    - ابتداءاً منذ صبيحة الخميس 4 أبريل تم تنفيذ الاضراب السياسي واستمرت المظاهرات و"انقطع التيار الكهربائي وتعطلت خطوط الهاتف والاتصالات والمواصلات العامة وتوقفت حركة الملاحة الجوية وأغلقت الاسواق" [جادين، 2002، ص 71]، وكانت اخر طائرة غادرت مطار الخرطوم في العاشرة من صباح الخميس 4 أبريل [عبد اللطيف، 1985]. كما امتد الاضراب ليشمل وكالة السودان للانباء، مما ادى لانقطاع الاتصال مع النميري عن طريق جهاز الفاكس ميلي الموجود بالوكالة. وامتد الاضراب للاذاعة والتلفزيون، واكتفى الاخير بمذيع واحد لم يشارك في الاضراب [هل كان عمر الجزلي؟]. كما انضمت نقابة الدبلوماسيين للاضراب.

    - انتشرت المظاهرات الشعبية العفوية في بعض المدن الاخرى [مثلاً عطبرة ومدني وبورتسودان]. واستمر الاضراب السياسي والعصيان المدني في بعضها الى ما بعد 6 أبريل [مثلاً في عطبرة وبورتسودان استمر ذلك حتى 9 أبريل].
    - مر يوم الجمعة 5 أبريل هادئاً وكان التجمع النقابي يجهز لمسيرة القضاة والدبلوماسيين يوم السبت وكان عمر محمد الطيب، النائب الاول لرئيس الجمهورية ورئيس جهاز الامن يخطط لاضعاف المسيرة باغلاق الكباري وكانت قيادة الجيش في مشاورات مكثفة لتشكيل موقف موحد لا يقود لانقسامات بالجيش. وفي هذا اليوم ايضاً صرح النميري لصحيفة نيويورك تايمز قائلاً "انه لا توجد قوة تزحزحني عن موقعي وانا لازلت رئيس الجمهورية" [عبد اللطيف، 1985، ص 36]. ودعا الصادق المهدي في خطبة الجمعة بمسجد ودنوباوي الجيش للتدخل لصالح الشعب.
    - تم تكوين قيادة نقابية وحزبية موحدة للانتفاضة في ليلة الجمعة 5 أبريل وتم التوقيع على ميثاق "تجمع القوى الوطنية لانقاذ الوطن" في منزل المحامي محمد سعيد عبداللطيف. وقع على الميثاق 3 أحزاب هي الامة والاتحادي والشيوعي و6 نقابات هي الاطباء والمحامين والصيارفة والمهندسين واساتذة جامعة الخرطوم وموظفي المصارف وموظفي التأمينات الاجتماعية.
    - تدخل الجيش ضد نظام مايو وأعلن انتهاء الحقبة النميرية في التاسعة والنصف من صباح السبت 6 أبريل 1985 وذلك استباقاً لمسيرة القضاة والدبلوماسيين التي كان من المفترض ان تبدأ عند العاشرة صباحاً. وصلت طائرة النميري القادمة من واشنطون الى مطار القاهرة في الساعة 11 صباح السبت واخطر هناك بالتطورات الاخيرة ومكث في القاهرة.

    خلاصات ومقارنات

    يمكن تلخيص دينامكية انتفاضة مارس/ أبريل 1985 كالاتي:

    - ندرة السلع الضرورية وارتفاع اسعارها عمل على خلق ضائقة معيشية متمادية الامد [أكثر من عامين] ومتفاقمة السوء
    - طالت هذه الضائقة المعيشية معظم قطاعات، فئات وطبقات المجتمع في جميع انحاء البلاد، مدناً وقرى [انظر احداث ما قبل الانتفاضة اعلاه]
    - اعترف النظام الحاكم بهذه الضائقة وأعلن رئيسه ان لا أمل في انفراجها من خلال خطاب سياسي مشيع لليأس [خطاب النميري أعلاه] ومتحدي للمعارضة [خطاب ابوساق أعلاه]
    - ابتدأت المظاهرات، وان كانت غير متواصلة، والاضراب السياسي، وان كان غير شامل في مدينة عطبرة
    - ابتدر المظاهرات في العاصمة قطاع من الطلاب و"الشماسة والمشردين وعمال المنطقة الصناعية وأصحاب الحرف الصغيرة والعاطلين عن العمل" [جادين، 2002، ص 66] ثم شارك المواطنين من كل الفئات مشاركة واسعة بعد يومين من بداية المظاهرات
    - ابتدأت المظاهرات في وسط العاصمة ثم امتدت بعد حوالي الاسبوع للاحياء السكنية
    - ابتدأت المظاهرات اثناء ساعات اليوم ثم امتدت لساعات المساء وحتى الساعات الاولى للصباح بعد حوالي الاسبوع من بداية الانتفاضة
    - ابتدأت المظاهرات عنيفة ثم تحولت الى سلمية بعد اقل من اسبوع
    - اتسمت ايام الجمعة بالهدوء وتوقف المظاهرات وان لم يتوقف النشاط السياسي للنقابات المعارضة والنظام الحاكم
    - بدأت المظاهرات بعفوية ثم اصبحت منظمة بعد اسبوع من البداية
    - لعبت القيادات النقابية دوراً أكبر من الاحزاب في قيادة الانتفاضة
    - لم يقد اعتقال قيادات الصف الاول للنقابات والاحزاب المعارضة لاخماد نشاطها
    - بدأت الاضرابات السياسية بأطباء مستشفى الخرطوم وامتدت لمستشفيات اخرى ثم امتدت لمؤسسات وقطاعات اخرى
    - لم تساعد سيطرة النظام الحاكم على بعض الاجسام النقابية الجامعة (مثلاً اتحاد نقابات العمال) على وقف حركة الاضرابات السياسية
    - استمرت المظاهرات 10 أيام والاضراب السياسي الشامل يومين حتى سقوط النظام
    - بعكس قوات أمن الدولة لم تستخدم الشرطة العنف المفرط ضد المتظاهرين
    - مقارنة مع الهبة الشعبية بداية 1982 سقط عدد منخفض من الشهداء
    - اتسم موقف قيادة الجيش ابتداءً بالتردد حيال الانحياز ضد النظام الحاكم

    عند مقارنتنا لانتفاضة مارس/ أبريل 1985 مع الظروف الحالية فاننا نخلص للاتي:

    - الضائقة المعيشية الحالية في شمال السودان تشابه تلك ابان انتفاضة مارس/ أبريل 1985 من ناحية زيادة اسعار السلع الضرورية وتختلف عنها من عدة نواحي هي: وفرة السلع الضرورية، توافر القدرة الشرائية لشريحة مجتمعية ما زالت غير صغيرة، لم يتطاول أمد الضائقة بعد.
    - حالياً نلحظ زيادة السخط على الاوضاع المعيشية خاصةً عند الطلاب وأصحاب المهن محدودة الدخل والعاطلين عن العمل وان لم يصل هذا السخط عند الاغلبية لحدة كافية لكسر حاجز الخوف من القمع الحكومي
    - ابتداع النظام الحاكم حالياً لاشكال نقابية غير متجانسة مهنياً وبالتالي مطلبياً (نقابة المنشأة) وسيطرته على كل قيادات النقابات والاتحادات الجامعة لها
    - تسويق النظام الحاكم لنفسه كحامي "للشماليين" في مواجهة "الغرابة"، المطروحين كبديل منظم ومسلح للنظام الحالي، واستغلاله لازدياد الاستقطاب الجهوي خاصةً عقب هجوم قوات حركة العدل والمساواة على امدرمان قبل ثلاثة أعوام
    - تحزب قيادات الجيش والشرطة لمصلحة النظام الحاكم حالياً
    - ضعف المعارضة المنظمة ضد النظام الحالي وعدم انسجامها في الاهداف والوسائل

    بناءً على ما سبق فاننا لا نعتقد ان الظروف الحالية ناضجة لقيام ونجاح انتفاضة شعبية على نمط انتفاضة مارس/ أبريل 1985 في السودان.

    من هتافات مارس/ أبريل 1985

    "مية المية شعبنا جاع وضد نميري بالاجماع"
    "الشعب جعان لكنه ########"
    "تسقط تسقط سلطة / طغمة مايو"
    "عميل عميل يا نميري"
    "مليون شهيد لعهد جديد"
    "القصاص بالرصاص"
    "عائد عائد يا اكتوبر"
    "لن ترتاح يا سفاح"
    "لن يحكمنا طيش حنتوب"
    "يا بثينة [زوجة نميري] حمارك عينة"
    "لا زيت ولا ويكة وانت صايع في امريكا"
    "ما قال بيجي مالو ما جه"
    "يا بوليس ارمي البنبان عشان بثينة تجيب تيمان" [عبداللطيف، 1985، ص 32-33، جادين، 2002، ص 66]
    تجار الدين اكلو التموين
    يا بوليس ماهيتك كم رطل السكر بقى بكم
    البوليس بوليس الشعب
    شعب واحد جيش واحد (بعد انحياز الجيش للشعب)
    راس نميري مطلب شعبي (بعد انحياز الجيش للشعب)
    القصاص بالرصاص (بعد انحياز الجيش للشعب)

    من شهداء مارس/ أبريل 1985

    وليم دينج [اول الشهداء، 20 عاماً]
    ازهري مصطفى [سقط في حي السجانة صباح يوم 27 مارس]
    مشاعر محمد عبد الله [طفلة عمرها عام ونصف]
    عبد الجليل طه علي [35 سنة]
    حامد حسن محمد
    بول مات [يسكن الحاج يوسف]
    محمد حسن احمد فضل الله [موظف ببنك السودان سقط يوم 3 أبريل]. [عبداللطيف، 1985، ص ، 16، جادين، 2002، ص 72]

    المراجع الرئيسية

    محمد علي جادين. تقييم التجربة الديمقراطية الثالثة في السودان. مركز الدراسات السودانية. الطبعة الثانية، القاهرة 2002
    صلاح عبد اللطيف. عشرة أيام هزت السودان. دار الهلال. القاهرة 1985
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de