بمناسبة عيد العُمال .. قصّة العم "كوكو" كما هيّ !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-07-2024, 03:20 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-02-2011, 07:40 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بمناسبة عيد العُمال .. قصّة العم "كوكو" كما هيّ !

    هذا البُوست مُهداة بصورةٍ خاصَّة:
    إلى صاحب الإبتسامةِ اللطيفة
    (العَم كوكو، عاملُ النظّافة)، الذي ستعرفون عنه كُلّ شيء.
    وهو الذي قارب للثمانين من عمره ومايزال يحملُ مكنسته، يجوب شوارع الخرطوم، يرتدي أبروله الأخضر.
    هشام
                  

05-02-2011, 07:43 PM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة عيد العُمال .. قصّة العم "كوكو" كما هيّ ! (Re: هشام الطيب)

    [1]
    كُنّا نجلس مع "فطومة" ست الشاي، بشارع المك نمر بالخرطوم، بالقُرب من مكان عملنا، وفي تمام الساعة الواحدة بعد الظهر شاهدنا رجلاً طاعنا في السن.. يرتدي أبرولاً أخضر كتب على ظهره "هيئة نظافة ولاية الخرطوم"،
    وجدناه يجرُّجر في أرجله مثلما يجرجر "درداقته" الممتلئة بالأوساخ وبمعدات العمل، كان ذلك الرجل منحني الظهر وهو يمشي، يحملُ على كتفيه مكنسةً كبيرة.
    لاحظنا أنّه قد تجاوز سن العمل، فمن هُم في عمره الآن يحظون برعاية أحفادهم، بعد أن أخذت حياتهم منحًى آخر.. ، فجميعنا شاهد منظراً لبعض كبار السن؛ وهم يضعون الجرائد علي ضل النيمة، بعد أن صنعوا لهم مقعدا بجوارها تتراص فيه فناجين القهوة أو الشاي، وهم يتبادلون الضحكات فيما بينهم.
    لكن كما اتضح لنا فإنّ حظ العم كوكو، ليس كأولئك الذين ينعمون الآن برعاية أسرهم؛ لأنّه مازال منهمكا في جمع الأوساخ، ومن بينها أوساخ النيمة التي جلس عليها (عبدو المكنيكي). وتحت نار الشمس الخرطومية الحارقة؛ لازال العم كوكو.. يواصل كفاحه.. ويمارس مهنته كعامل للنظافة.
    توجهنا نحوه.. أنا وصديقي ونحنُ نستذكرُ أنّنا مقبلون على عيد العُمال.
    ألقينا عليه التحيّة، وبعد أن تعرفنا عليه، قدّمنا له دعوةً لتناول الشاي الذي تعده "فطومة" في ظل عمارة رحيمة كنّا نجلس فيها.
                  

05-03-2011, 07:19 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة عيد العُمال .. قصّة العم "كوكو" كما هيّ ! (Re: هشام الطيب)

    [2]
    وبالفعل، لبَّى دعوتنا، بمجرد فراغه من نظافة الشارع ـ أو هكذا ظن العم ـ فالمارة مازالوا يرمون قاذوراتهم على الطريق.. أصدر كوكو آهة طويلة قبل أن يجلس على بنبر فطومة ستّ الشّاي؛ ليُبادلنا الضحكات والونسات بالرغم من مرارة الحكاوي التي قصها على مسامعنا.
    عرفنا أنه يعمل في كل الأوقات، يقف هنا، وهناك، يمسكُ مكنسته بيده بعد أن يترك "درداقته" علي بعد فراسخ منه؛ ويشرع في (لملمة) الأوساخ المتكدسة علي الشوارع وجنباتها، ورغم الجهد الشاق في جمع الأوساخ إلا أنه لم ينسي أن يمازح صاحب الدكان ببعض الحديث، ثم يبتسم مع عبدو الماكنيكي وست الشاي.
    للعم "كوكو" ابتسامةٌ عميقة، ينثرها في وجوه من هم حوله، ويخفي بها ألف حزنٍ وألم.
    أخبرنا "كوكو" أنه بدأ كعامل في النظافة قبل أكثر من عشرين عاماً؛ ذلك بعد قدومه من جبال النوبة وفق ماقال:( أنا من جبال النوبة، نوباوي، وجيت الخرطوم لي ثلاثين سنة) ويضيف قائلا: ( لمن جيت من الجبال اشتغلت لي كم شغله كده لكين لقيتها ما نافعة، وبعد داك، اشتغلت عامل "نضافة"، ويا هو ده الشغل الفي)، سكت العم كوكو لبرهة ثم قال: (ما لقينا يا ولدي شغل تاني.. أول بديت شغل في جبل أولياء، وتاني مشيت اشتغلت في السوق المركزي، بعد داك اشتغلت في السوق الشعبي كم سنة كده، وهسي ياهو زي ما أنت شايف).
                  

05-03-2011, 07:26 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة عيد العُمال .. قصّة العم "كوكو" كما هيّ ! (Re: هشام الطيب)

    [3]
    وصل العم "كوكو" إلى الخرطوم قبل أكثر من ثلاثين سنة، استقر بمنطقة مايو، لكن استقراره لم يدم طويلاً، فقد قامت الحكومة قبل وقت من الآن، بهدم بيته في تلك المنطقة، وتركته نائماً في العراء مع قليل من الأواني التي يمتلكها، حدّثنا بحسرة عن فاجعة التكسير التي أصابت منزله، فقال: (الحكومة كسر بيوتنا جت، وفي واحدين عوضوهم، ونحنّ ما عوضونا)، سألناه لماذا عوضت الحكومة البعض وتجاهلت البعض الآخر، فأجابنا بامتعاض شديد: (الأسباب دي بعرفوها هم، حكومة ده أنا عارفه كويس.. بيدي زول دايرو، وبخلي زول ما دايرو) تنهّد كوكو وواصل حديثه قائلا: (هسه انا عايش في راكوبة، وما ح امشي من أرض بتاعي، إلا وأكون شلت حقى أو شالوني في كفن).
    انتبهنا حينها أنّ العم كوكو قد ارتشف الحديث الساخن بدلاً عن الشاي الذي كاد ان يبرُد، أخبرناه أن يكمل الشاي..
                  

05-03-2011, 07:47 AM

هشام الطيب

تاريخ التسجيل: 06-06-2008
مجموع المشاركات: 1708

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بمناسبة عيد العُمال .. قصّة العم "كوكو" كما هيّ ! (Re: هشام الطيب)

    [4]
    أخذ رشفة كبيره من كبّاية الشّاي، رشفةً أعانته بالطبع على سُخنِ الحديث، عن أسرته وأوضاعها، فعلمنا أنه أب لخمسة أبناء، البعض منهم يعمل، والبعض الآخر عاطلٌ عن العمل. سألناه هل تلقى أبناؤك تعليماً في المدارس؟ أجابنا سريعاً: (ما في زول فيهم دخل مدرسة، وهسي هم قاعدين في البلد)، واستدرك وكأنه يستخف بسؤالنا قائلا: (يدخلوا مدرسة كيف.. وأنا ما عندي ليهم قروش). بعدها عرفنا أن العم "كوكو" يتقاضى أجراً يتراوح ما بين (200ـ 300) جنيه، وعلمنا أن ذلك الأجر يتبدد فور استلامه له، وخاصة أن كوكو عدّد لنا جملة من الأشياء التي تزيد عما يتقاضاه من أجر: كالمواصلات التي يركبها من مكان سكنه إلى مكان عمله، وهي جنيهان يومياً، إضافة إلى تكاليف معيشته، والنقود التي يرسلها شهريا لأبنائه.. أبناؤه الذين لا يستطيع زيارتهم، لأنّ تكلفة الذهاب والإياب من الخرطوم إلى كادوقلي أكثر من (140) جنيها، فضلا عن المواصلات الداخلية، والأشياء التي يجب أن يحملها معه.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de