قضايا الإسلام والعلمانية: تناغم أم تنافر؟

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 05:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
05-01-2011, 06:49 AM

محمد بدوي مصطفى
<aمحمد بدوي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 442

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قضايا الإسلام والعلمانية: تناغم أم تنافر؟

    قضايا الإسلام والعلمانية: تناغم أم تنافر؟ بقلم د. محمد بدوي مصطفى

    http://www.nihal.org

    كنت أتابع على قناة فرانس ٢٤ برنامج يناقش فيه موضوع الإسلام والعلمانية بأروبا عامة وبفرنسا خاصة. شدني النقاش لأن نوعية النقاش حول المسلمين بهذه البلاد أصبحت مدفعا إديولوجيا تدوي فوحته بتخويف المواطنين الأوروبيين من خطر الإسلام والمسلمين. هؤلاء أصبحوا وبلا شك جزءا لا يتجزء من النسيج البشري والتقافي لهذه البلاد. مما يثير الريب والشك هو تناغم تصريحات الساسيين من فرنسيين وألمان حول هذه الموضوع، لا سيما قبل بداية فترات الإنتخابات بالبلدين. لقد شدد وزير الداخلية الألماني، هانز بيتر فريدريش، في الأيام القليلة الماضية على الطابع المسيحي الغربي لبلاده كما تناغمت هذه التصريحات مع تصريحات اليمين المتطرف من سياسيي الفران ناسيونال، بقيادة العنصري "المحنك" جان ماري لوبان. أطلقت هذه التصريحات قبيل انطلاق مؤتمر الإسلام بإلمانيا والذي ينعقد للمرة الأولى برئاسة فريدرش.

    مما يجعلني أستعجب هو قوله: المواطن الألماني وثقافته الممتدة عبر عقود كثيرة، لا سبيل للشك في أن معايير القيم فيها هي مسيحية غربية بحتة. ومن المفارقات في تصريح فريدرش دعوته في نفس الوقت للمسلمين الذي أصبحوا جزءا لا يتجزأ من النسيج القومي الألماني، أنه دعاهم قائلا: الأربعة ملايين مسلم في ألمانيا ينتمون لها، وندعوهم ليرسموا معنا مستقبل هذا البلد". بصريح العبارة الإسلام لا ينتمى لبلدنا ولكن أنتم تنتمون إلينا. هذه التصريح الخطير يثير موضوع "الهوية" التي ما زالت تطرح في سماءات الإعلام الغربية (لفظ "مسلم" لا يتناغم مع لفظ "غربي") وهذا من جهة أخرى، سبب من الأسباب التي دعت منظمة الدول الأوروبية ترفض طلب تركيا في الإنضمام إليها. لكن كيف يمكن أن نفهم الرسالة الموجهة للمسلمين في الخطاب السياسي لفريدرش؟

    أنتم تنتمون لنا لكن دينكم لا ...

    دعونا نرجع ببعض الأحداث إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية عندما كانت مدن ألمانيا تنام على الأطلال كنوم من سلبتها سناميات وطوفانات البحار العارمة كلما تملك من رخيص وغال. حينها طلبت ألمانيا يد العون من تركيا وإيطاليا بمدها بالأيدي العاملة للنهوض باقتصادها وبقصد تعمير الخراب المتد على مد البصر وبكل أرجاءها، خراب منقطع النظير، خلفته آثار الحرب وما رمته قوى التحالف من ملايين القذائف والقنابل حتى صارت أرجاءها مدنا للأشباح.

    أقول وأكرر بأنهم ذهبوا وجاءوا بآلاف الترك وكانت حينها القطارات ممتلئة بالأسر وذويهم ممن حلم بارتياد مجاهيل جديدة للرفع من وضعه المعيشى. هل كان أجلاء الألمان يحسبون حينها أنهم يأتون بحجارة لا تنتمي إلى ثقافة؟ هل كانوا يعتقدون أنهم يجلبون أيد عاملة دونما روح وثقافة وانتماء إلى ديانة؟ أذا يمكن أن نفسر قول فريدرش بطريقة بسيطة، هكذا، تعالوا لتنهضوا ببلادنا القابعة على أطلالها ودمنها، لكن يجب عليكم أن تخلعوا ثياب ديانتكم الإسلام ولتأتوا بدونها. لقد أثار الوزير الجليل موجة من الأنتقادات بعد توليه منصبه بسبب هذه التصريحات العفوية اللاموضوعية التي تنشد أدمجة الدين الأسلامي واعتباره، وإن لم يذكر ذلك صراحة لكن ضمنا، خطرا يهدد أمن ألمانيا. ضف على ذلك قوله:
    لا يوجد دليل تأريخي يدل على أن الإسلام جزءا من ثقافة وحضارة ألمانيا.

    أذا ماذا عن العدد الهائل من بني بلده ممن اعتنقوا دين الإسلام؟ والأعداد في ازدياد مضطرد. وماذا عن من ولدوا هنا من أبوين مسلمين؟ هل هم أيضا لا ينتمون للمناخ الثقافي العام في ألمانيا؟ يجب أن ندرك أن هؤلاء الملسمين ما زالوا يشاركون مشاركة فعالة، إن كانوا من المهاجرين بادخارتهم ودفعهم للتأمين الصحي والتأمين المعاشي، خصوصا ومشاركتهم في في رفع نسبة الناتج المحلي من حصة الفرد. من جهة أخرى يزداد عدد المسثمرين العرب والمسلمين في شركات ألمانيا المرموقة من مرسيدس وبورشه بكثرة. لكن هؤلاء الفضلاء من أمراء التبر الأسود نائمون "نوم أهل الكهف وحريمهم باسطة أذرها بالوسيط"، فهم لا يوظفون قواهم هذي لخدمة أبناء ملتهم.

    وقام المؤتمر بقيادة الوزير الجليل لعلة في نفسه وكان كذلك. رأى هذا الجليل أهمية تدريب أئمة المساجد ومعلمى الدين الإسلامي، رغم أن هذا المسألة ما زالت مجمدة بصورة أو أخرى بسجلات وزارات التربية والتعليم التي تقيض بفرض مادة الديانة المسيحية في كل المدارس وترفض في ٩٠ ٪ من مقاطعات ألمانيا إدخال مادة التربية الإسلامية بها؛ حسب زعمها أن المسلمين لا يكونون أمة بينة، فهم شعوبا وقبائل. فمع من يجب أن تناقش هذا الموضوع، مع السنيين أم الشيعة أم العلويين أم ... أم ...؟ حاول فريدرش، وهذا الأمر أعتبره "صفاقة"، محاولة وضع محاور المناقشة في طريق مغلقة: ألا وهي دمج المسلمين "بتوظيفهم" كآلة أمنية ودرع وقائي ضد الأرهاب. بالعربي كدي: يجب على كل مسلم أن "يعس" (كما يقول أهل المغرب) ويراقب من حوله من متطرفي والتبليغ عنهم، الخ. ده كلام ده يا جماعة؟ قال فولفقانق يوهان فون جوته في ديوانه الشرقي للشاعر الغربي: لو كان الإسلام الخضوع إلى لله، ففي الإسلام نحيا وفيه نموت ٭٭٭

    رغم هذه "الفسحة" السريعة في فيافي الجغرافيا السياسية بألمانيا دعوني أعود لمقارنة الوضع بفرنسا التي لا تبعد كثيرا في موقفها تجاه الإسلام ومعتنقيه. لقد أراد الرئيس الفرنسي، نكولا ساركوزي، وهو عضو من حزب اليمين "اليو دي أف"، إثارة النقاش على موضوع العلمانية بفرنسا ولكن عارضته مجامع وممثلو الديانات التوحيدية (مونوتيستية) وغيرها منذ فترة. ومن بادئ الأمر عارضوه مبرزين رأيهم في هذا الأمر؛ ذلك أن المسألة في واقع الأمر غطاء لنقاش متجدد حول الإسلام والمسلمين.

    الجدير بالذكر وكما هي الحال في ألمانيا، توالت تصريحات ومواقف السياسيين من أعضاء اليمين واليمين المتطرف تجاه الموطنيين الفرنسيين والألمان المسلمين. من الأمر الطبيعي أن تبرر هذه الخطابات السياسية المعادية للإسلام مخاوف المسلمين في شأن إحترام روحنياتهم وثقافتهم كمواطني أجلاء يخضعون لدساتير بلادهم كلها وهذا أمر يحث عليه الأسلام كما نعرف. ويعتبر المسلمون أن النقاش حول موضوع العلمانية لا يسمن ولا يغني من جوع وهو دون أدنى شك بدون فائدة باعتبار،

    أولا: أن جميع الديانات في فرنسا تحترم هذا المبدأ؛ أن هذه المشاورات الصفصطائية تلهي قادة الدولة عن "واجباتهم المدرسية" الأساسية في مواجهة مشكلات بلادهم من النسب المرتفعة للبطالة وكثرة المعضلات الإقتصادية وتدني الأجور وفقر السقف الأدني للأعاشة لملايين الأسر، فرنسية كانت أم مهاجرة. لقد حزرت جمعيات حقوق الإنسان من أن يؤدي استئثار حزب بعينه لهذه القضية من تأجيج الفتنة قبل أشهر من موعد هام للفرنسيين، ألا وهو موعد الانتخابات الرئاسية.

    كما تعلمون أن مبدأ العلمانية يقضي فصل الدين عن الدولة والسياسة وما يحاول أن يبرزه البعض هو أن الحزب الحاكم في فرنسا بهذا التصرف يسيء لمبدأ العلمانية. منذ البداية كان واضحا من تصريحات بعض السياسيين من أهل اليمين (نظريا) أن الأمر يتعلق بدمج الديانة الإسلامية وأهلها وقد قامت دور الإعلام بتضخيم بعض الشكليات والممارسات عبر وسائلها وقدمت نماذجا، مثال تأدية بعض المسلمين لصلواتهم في الشوارع وأداء خطبة الجمعة باللغة العربية وغيرها، علي أساس أنها انتهاكات خطيرة لمبدأ العلمانية بفرنسا "الرائدة في هذا المجال"، حيث ما زلنا نذكر قضية الثلاث صبيات من أطيفال المدارس اللائي منعن مع دخول المدرسة نسبة لإرتدائهم الحجاب.

    (في ألمانيا يوجد في كل فصل دراسي صليب معلقا على الحائط، لكن إرتداء الزي الإسلامي من قبل المدرسات يعاقب بالفصل من المهنة وهنا مواقف كثيرة في ألمانيا لا يتسع المجال لذكرها.)

    المهم في هذا الأمر إن إطلاق هذا النقاش عن العلمانية وما أدراك ما العلمانية، لديه أهداف انتخابية واضحة، هي أدمجة الإسلام كأديولوجية خطيرة ومجابهة المسلمين بأحكام مسبقة لتبقى الصورة الإستريويب خالدة أمام صناديق الأقتراع.


    236.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    قضايا الإسلام والعلمانية: تناغم أم تنافر؟ بقلم د. محمد بدوي مصطفى
                  

05-01-2011, 06:57 AM

محمد بدوي مصطفى
<aمحمد بدوي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 442

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضايا الإسلام والعلمانية: تناغم أم تنافر؟ (Re: محمد بدوي مصطفى)

    +
                  

05-02-2011, 06:24 AM

محمد بدوي مصطفى
<aمحمد بدوي مصطفى
تاريخ التسجيل: 08-12-2009
مجموع المشاركات: 442

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قضايا الإسلام والعلمانية: تناغم أم تنافر؟ (Re: محمد بدوي مصطفى)

    إلى العلى
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de