إستفسار عن معاويه التوم سفير السودان لدي جنوب السودان

Quote: الدبلوماسي معاوية التوم هو السفير الحالي في روما

Quote: تمنعت عليه خارجيته وهي ترغب.. معاوية التوم الأمين.. أول دبلوماسي من بلده في بلده بقلم : عمرو شعبان لم يكن نفي الناطق باسم الخارجية خالد موسى لـ (ألوان) الأسبوع الماضي تسمية الدبلوماسي معاوية التوم الأمين سفيراً للخرطوم بجوبا عقب التاسع من يوليو، أمراً يتجاوز المتعارف عليه دبلوماسياً، خصوصاً إذا كان أمر التسمية المعلن يجيئ في سياق اجتهادات المصادر وتصويرهم لمدى قربهم من المعلومة أو دوائر صنع القرار، وفي كل الأحوال يظل الموضوع معلقاً لحين التعيين بقبول رسمي من عاصمة الدولة (المرسل لها) أو (المرشح لها) السفير بالقبول والاعتماد، لا خارجية (الدولة المرسلة) باعتبار أن ذلك يتم عبر سلسلة من الاجراءات الرسمية والسرية منعاً للحرج وفق أعراف لا قوانين دبلوماسية بحسب إفادة السفير جمال محمد إبراهيم.. ويبدو أن الجهل بهذه الأعراف (أسقط) المصدر، لكنه أقحم معاوية التوم الأمين في عمق دائرة الأحداث ليكون السؤال من هو الرجل الذي أصبح أول دبلوماسي لجزء كان من السودان، سواء وزيراً مفوضاً أو سفيراً مع وقف التنفيذ.. (1) يبدو أن اقتراب إعلان الدولة الجديدة والمتبقى عليه خمسة وسبعين يوماً فقط، هو ما أسهم في تحوير تسمية الرجل أو (توصيفه الوظيفي) الذي سبق أن أعلنت وزارة الخارجية مارس الماضي تعيينه وزيراً مفوضاً كمسؤول لمكتب الاتصالات في جوبا للإشراف على عمل القنصليات الأجنبية، باعتباره ممثلاً لوزارة الخارجية، بالإضافة للتنسيق والتعاون مع حكومة الجنوب، واستكمال إجراءات فتح سفارة الشمال في جوبا في التاسع من يوليو المقبل، وهو ما يجعله أول دبلوماسي من بلده الى بلده. ولعل ما أسهم في تسريع تلك الترتيبات، تعهدات سابقة لرئيس الجمهورية، إذ قال (الخرطوم ستكون أول المعترفين بدولة الجنوب، مما يعني العمل على قيام تبادل دبلوماسي يعزز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية بل والإعلامية بينهما)، لتتلقف أجهزة الدولة التصريح وتنزله عملياً الى أرض الواقع، فكان افتتاح مكتب الاتصال بجوبا. (1) اختارت الخارجية دبلوماسياً، أرهق (ألوان) في الحصول على معلومات حوله، خصوصاً وأن معظم الدبلوماسيين وزملاء مهنته أكدوا أنه قضى معظم عمله الدبلوماسي خارج السودان، لكن توصيفات السودانيين المعتادة في ترك انطباع (حميد) عن (زميل ما) كانت دوماً ختام إفادات معظم الدبلوماسيين، من جنس (حبّوب) و(لطيف)، لكن أحدهم وصفه (بلين الجانب)، مما يعني حدوث احتكاك كشف عن هذا الجانب في التعامل معه، لكن المفاجأة كانت أنه لم يلتقيه بتاتاً.. بيد أن خيطاً رفيعاً تلقفه مصدر يشغل احدى الحقائب الإدارية بالخارجية قال لـ(ألوان): (معاوية رجل اجماع)، وبسؤاله عن مضمون العبارة، نقل مشهد (همس) دار بين وزير الدولة بالخارجية كمال علي لدى لقائه بوكيلة وزارة التعاون الإقليمي سلوى جبريل حينما قال لها (معاوية التوم كل القيادة متفقه عليه)، وهو ما يؤكد أن خطوة الخارجية في افتتاح مكتب الاتصال جاءت بعد تقليب للأمر، بيد أن أحد الدبلوماسيين كشف لـ(ألوان) أن قرار تعيين معاوية التوم كمسؤول مكتب الاتصال بجوبا، سبقته عدة قرارات من وزير الخارجية علي كرتي لدبلوماسيين مخضرمين بأعباء المنصب، لكن الاعتذار كان لسان حالهم، للحد الذي اعتذر فيه أحدهم للوزير بحسب المصدر بمبرر (غضروف في ظهره)، فما كان من وزير الخارجية إلا أن استدعى معاوية التوم الأمين، الذي يشغل حيزاً في سفارة السودان بروما وكلفه بالمنصب. مصدر مقرب من الوزير المفوض معاوية أكد أن الرجل كان في الخرطوم حينما صدر قرار تعيينه بحكم أن أحد أبنائه يمتحن للشهادة وهو ما يفرض على الكثير من الأسر السودانية إعلان حالة الطواريء، وقال: (لقد وافق على الفور، لكنه اشترط عدم نقله النهائي من روما بل كمنتدب) ليكون رجلاً بين مطارين مطار جوبا ومطار ليناردو دافنشي . (2) ويبدو أن رحلة الرجل العملية شجعت الخارجية على تسميته للقيام بمهمة وضع الأساس للعلاقات الدبلوماسية المستقبلية بين الطرفين الشمال والجنوب، وهي العلاقات الموصوفة بالمعقدة والمتشابكة مما يوحي بأنه شخص قادر على الترتيب، ويفتح الشهية لسبر أغوار حجم امكانياته التنظيمية. عموماً فقد بدأ الرجل حياته العملية مترجماً بالأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي بدولة الإمارات العربية المتحدة، ليعود للسودان في عام 1990م، ليعمل رئيساً لقسم الإغاثة بالهلال الأحمر السوداني 1990م ــ 1991م، حتى التحاقه بالسلك الدبلوماسي، رجحت مصادر بالخارجية عامي 1993م ــ 1994م تاريخاً لهذا الالتحاق. ويبدو أن الرجل كان على موعد مع حقيبة السفر ليختلى بها في أولى محطاته الخارجية كدبلوماسي سوداني الى سلطنة عمان من عام 1995م الى عام 1999م، ليعود بعدها الى السودان، ليتم اعداده ممثلاً لأمة في طور التكوين لدى أمة بلغت من التكوين مرحلة الاستعلاء، فكان جزءاً من طاقم سفارة السودان بألمانيا من العام 2002م الى عام 2006م، ليعود للخرطوم معاصراً نسائم السلام (الطازة) آنذاك، وعندما بدأت خطوات السلام تتعثر وتتمايل، برج (بيزا) المائل بروما محطته التالية من 2008م وحتى لحظة تسميته بمكتب الاتصال بجوبا.وبالرغم من غياب ظاهرة الدبلوماسي الأديب أو الشاعر منذ فترة ليست بالقصيرة، إلا أن معاوية التوم حرص على أن يكسر القاعدة كغيره من أبناء جيله في الخارجية، لينال عضوية الاتحاد العام للصحفيين السودانيين في العام 2009م، ويصف أحد المقربين من الرجل مشهد نيله شهادة تنظيم مهنة الصحافة والمعروف باسم القيد بحوار دار بين الأمين العام للاتحاد الفاتح السيد وبين رئيس مجلس الصحافة والمطبوعات بروفيسور علي شمو، حيث طالب البروف الفاتح بعمل امتحان فوري للرجل، فإذا نجح نال الشهادة.. وإذا حدث العكس.. فليمض لحال سبيله، ويبدو أن الفاتح تعامل مع عبارات البروف كشهادة في حد ذاتها، ولم يواصل المصدر التفاصيل الآلية على ذلك.. (3) ويصل معاوية عامه السادس والأربعين في ديسمبر المقبل، فهو من مواليد جنوب الجزيرة قرية (فارس) وحدة (ود الحداد) في 28 ديسمبر 1965م، تمتد أُصوله الى جزيرة (نسري) بنهر النيل، وينتمي لقبيلة (البرياب) المنسوبة للشيخ العارف بالله (علي بري)، ويشاع ارتباطه بسنار عن طريق الخطأ، بسبب أنها أقرب المدن لقريته. (4) تلقى تعليمه الإبتدائي بمدرسة فارس الإبتدائية، ثم الوسطى بفارس الوسطى، لينتقل الى عامة الفن والثقافة والرياضة (مدني)، حيث مدني السني الثانوية. ويبدو أنه طبّق (أطلبوا العلم من المهد الى اللحد أو.. ولو في الصين) المختلف حول كونها حديثاً أو قولاً مأثوراً، ليجاور الصين هابطاً في شمال الهند بجامعة علي قار الإسلامية، ليتخرج في العلوم السياسية مع مرتبة الشرف في العام 1989م. وبعد اقتحامه الحياة العملية بأعوام، ربما قاده الطموح أو ربما أشياء أخرى بأبعاد أخرى، الى عاصمة الضباب (لندن) مواصلاً دراسته العليا في جامعة ويستمنستر لينال الماجستير 2003م، ثم يعود شرقاً الى إسلام أباد لينال دبلوماً عالياً من معهد الدراسات الدبلوماسية بباكستان. (5) وتفيد سيرته أنه خلال رحلته الأكاديمية انتسب للحركة الإسلامية منتظماً بصفوفها متحدثاً باسمها (كادر خطابي)، وربما هذا ما أسهم في خياراته الجامعية لا الدراسية معتلياً في سياق ذلك عدداً من المنابر كرئيس الاتحاد العام للطلاب السودانيين بجامعة علي قار، وسكرتيراً عاماً للاتحاد العام للطلاب السودانيين بالهند، وسكرتيراً لرابطة الطلاب الأفارقة، وعضو اتحاد الطلبة المسلمين في الهند، وعضو الاتحاد العام للطلاب السودانيين في السودان، ولعل ذلك ما يوحي بأن تعيينه كان سياسياً في سياق حملة الإحلال والإبدال التي شهدتها الخارجية في بدايات الانقاذ.. إشاعة لم يتم تأكيدها أفادت بالتقائه بحكم انتسابه للإسلاميين بالعديد من قياداتهم، إلا أن اسم الأبرز كان خليل إبراهيم.. ويحكي مصدر، أن معاوية تعرض في مرحلة ما للتهديد من قبل الحركات المسلحة الدارفورية عبر رسائل الإيميل، لدى التقائه بوفد منهم خارج السودان، رفض المصدر الافصاح عن مبررها، لكن ذلك في عمومه يضيف أبعاداً أخرى لشخصيته ومهامه وأدواره، ليتجاوز الانطباع العام عن الدبلوماسي التقليدي. (6) وبحسب أحد أقربائه المقيمين بسنار، هو رجل اجتماعي من الطراز الأول، لا يغيب عن أي مناسبة سواء فرح أو ترح، تجمعه بالأهل طالما كان متواجداً في السودان. يهوى الاطلاع والثقافة والقراءة، لم يشاهده أحد يستمع الى موسيقى وبالتالي فليس له فنان مفضل، لا يعرف عنه حبه للرياضة أو ممارسته لها، فتغيب عن حياته مفردة (تشجيع) التي تسجن السودانيين بين (هلال مريخ)، بالرغم من أن أحدهم ألمح لميوله المريخية، ويبدو أن سبب ابتعاده عن كرة القدم أو تحديد فريق بعينه، موقف حدث له في بدايات عمله في الحقل الدبلوماسي بحسب مصدر دبلوماسي مرموق قال (ذهب معاوية واثنان من زملائه لحضور احدى مباريات كرة القدم، وكانوا حينها بدرجة سكرتير ثالث، لتخرج الصحف اليوم التالي بحضور السفراء (فلان وفلان ومعاوية)، مما جعل وكيل وزارة الخارجية آنذاك حسن عابدين يقول متسائلاً (من هؤلاء السفراء الذين لا أعرفهم؟!!) ليستدعيهم لتحري الأمر، فكانت إجابة معاوية (أننا ومنذ دخولنا الخارجية بالنسبة لأهلنا ومعارفنا سفراء وهذا فهم الشارع). (7) أُسرياً يبدو الرجل فخوراً بمدى تفهم زوجته لطبيعة عمله وكثرة سفره وترحاله، بيد أن مصدراً مقرباً من أُسرته يقول (تفهم زوجته نابع من أنها إبنة السفير الشاعر مبارك آدم الهادي شقيق الشاعر الهادي أدم صاحب (أغداً القاك) التي تغنت بها كوكب الشرق أم كلثوم (مضيفاً) ما يعني أنها ومنذ نعومة أظافرها اعتادت نمط حياة الترحال والتنقل والسفر). تعد أُسرته أُسرة تجارية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، ويبرز في سياقها أخوه رجل الأعمال والبرلماني المعروف دفع الله التوم الأمين، بالإضافة للبروفيسور صلاح التوم، وكذلك فتح الرحمن البشير، ويبدو لسمعة أسرته التجارية والاستثمارية بالإضافة لمقر سكنه الحالي بجوار مطعم (سيدي بيه) بأركويت، ألقى بظلاله على توصيف اهتماماته، فيقول مصدر أنه رجل استثماري، حيث يمتلك سلسلة مطاعم ومهتم بالأعمال. (8) ثمة ما يشير الى أن الرجل بغض النظر عن قصر فترته بالسلك الدبلوماسي التي لم تتجاوز الثمانية عشرة عاماً، استطاع أن يخلق انطباعاً عاماً حول شخصيته كرجل محب للسلام، حيث تأليفه لكتاب (نقوش على جدار السلام) الذي صدر في جزئين، ويحتوي على سبعمائة مقال متخصصة عن السلام، خصوصاً وأن معالجتها تمت بالاستناد الى خبرته وتخصصه الأكاديمي المرتبط بالاتفاقيات. ولعل ذلك ما دفع وزير الخارجية لاختياره لشغل مقعد المؤسس في التجربة الدبلوماسية بين البلدين عبر ترأسه لمكتب الاتصال بجوبا، لكن دبلوماسياً مخضرماً من الآباء المؤسسين بالخارجية (فضّل حجب اسمه) قال ل(ألوان): (الرجل غير مناسب، ليس كشخص وإنما لأهمية أن تتوفر له خبره عملية للقيام بالمهمة الصعبة الملقاة بالذهاب للجنوب، باعتبارها أهم دولة لنا)، وأضاف (يجب أن يكون مخضرماً وله تجربة عملية). (9) كونه من كوادر الإسلاميين الخطابية، إلا أن المعروف عنه أنه متحدث بارع، ويتمتع بقدرة الانتقال من خانة العدو للصديق بسهولة ويعرف أين يضع قدميه، يؤكد ذلك مشهد استضافة أبناء قرية فارس في برنامج (بدون عنوان) لمقدمه محمد سليمان، فقام أبناء القرية بالاتصال بمعاوية قبل ساعة من توقيت البرنامج مطالبين إياه التحدث باسمهم وبالنيابة عنهم. ويبدو أن (همه) الأول والأخير انصب في كيفية التخلص من عبارات (محمد سليمان) المعروفة بالقسوة حيناً والتجريح حيناً أخر، مما يعرض ضيوف البرنامج للحرج، فما كان من معاوية إلا أن استهلك أكثر من خمس دقائق قال فيها (الشخص يجد نفسه عاجزاً عما يقوله في حضرة برنامج كبير يقوده ويقدمه كبير كمحمد سليمان).. وأضاف(خصوصاً وأن اسم البرنامج نفسه بدون عنوان، وأحسب إن كان له عنواناً، لفقد نكهته مضموناً ومعنى)، فما كان من محمد سليمان، إلا أن قال له (أقول ليك شنو يعني.. اتفضل)، لكن ذلك في برنامج تلفزيوني، والواقع يقول بضرورة امتلاك ذات المهارة، ولكن هذه المرة في خلق قبوله لدى القيادة بجنوب السودان، وتأكيد مدى أحقيته بخانة صديق. (10) وبعيداً عن (أدب الوطنية ووهم الوحدة) الذي يكذبه واقع الحال عقب التاسع من يوليو، يظل الامتحان الذي يواجه الرجل كيفية وضع أساس متين للعلاقة بين الشمال والجنوب، لكن الهدوء الملازم لحركة الملف من استلام مكتب الاتصال لا يبشر، فمعاوية نفسه لم يدخل دائرة الأحداث إلا عقب نفي الخارجية تسمية سفير لها، مما يفرض ضرورة البحث عن إيقاع جديد لخطوات مكتبه، باعتبار المهمة التاريخية الملقاة عليه.

(عدل بواسطة MOHAMMED ELSHEIKH on 04-30-2011, 06:42 AM)

Quote: معاويه كان علي رأس هذه الخلافات... و دق الاسافين في ذلك المجتمع الصغير نسبيا...