|
أوكامبويات - أوكامبو المتصالح مع البشير
|
إستيقظ المشير البشير في الصباح وهو منبسط الوجه ومسفر عن ابتسامة عريضة ويبدو علي محياه البهجة , ثم اتسعت البسمة الي ضحكات متتالية , حتي ان الزوجة الثانية سألته متعجبة : مالك يا أبو حسن ؟ (بإعتبار ما سيكون) ما تفرحنا معاك . وأجابها بصوت ممتلئ ثقة وسرور , كل خير ان شاء الله , امبارح حلمت بلآهاي . وقاطعته الزوجة : سجمي ! ولآهآي دي بجي منها خير ؟ وقاطعها : كدي أصبري لحدي ما احكي ليكي الحلم , كنت قاعد في السجن في زنزانة عبارة عن أوضة فيها سرير أبيض زي حق المرضي في المستشفيات وعليه مرتبة اسفنجة وملاية بيضا نظيفة , وفي الأوضة حوض غسيل للوش وجرس كهربا يضغط عليه الواحد ويجيهو الحارس طوالي , وفعلا ضغطت الجرس والباب فتح وظهر الحارس وقلت ليهو انا عاوز سجادة صلاة ومصحف وقال لي الحارس : حاضر حالاً , ولو عندك أي حاجة عاوزها أطلبها لأن أوكامبو موصي عليك علي الآخر لحدي ما تجي المحاكمة , وأنا في الحقيقة انبهضت وقلت ليهو قلت شنو ؟ أوكامبو وصي علي ؟! أوكامبو عدوي اللدود ! وأكد لي الحارس بالانجليزي yes yes , وبعد شوية جابو لي الأكل وكان زي أكل فندق خمسة نجوم وما كان ناقص الا يجيبو لي مرارة وشية جمر. وضربت كف بكف وأنا مامصدق , يعني الزول الأوكامبو ده أنا كنته ظالموا ساكت وقلت فوقو المابتقال ؟ يعني الراجل عندو انسانية وما عندو عداوة شخصية معاي , أقوليك يا أم حسن (بإعتبار ما سيكون) والله ضميري لأول مرة نغزني واتذكرت التعذيب والاهانة والاذلال السويناه في الناس في بيوت الأشباح – ألله لا كسبكم يا نافع وقوش وجلادين الأمن . كانت الزنزانة حقتنا مترين في متر ونحشر فيها عشرين نفر ونسدها عليهم , أو نحشرم في المستراح , ده غير الضرب بالسيطان وسلك الكهربا والعصايات والبوكس والشلوت والصعق بالكهربا والتعليق بالمقلوب وهتك أعراض الرجال والنسوان , ونجوعن ونعطشن , والشي العملناه في دارفور ما بتوصف وأقرب وصف ليهو هو زي ابادة الضبان بطرمبة الفليت , وحرقنا وهدمنا بيوتم , أقوليك شنو ولا شنو ! الزوجة الثانية : عليك الله القلتو ده عملتوه , يعني ما كان كلام جرايد ساكت وكلام ناس حاقدين ومفترين محرشاهم أمريكا والصهاينة زي ما بتقولوا ويكتبوا ناسكم في جرايدم وتلفزيوناتكم ؟ أبو حسن المفترض : انت غبيانة ولا شنو ولا عاملة أضان الحامل طرشه ؟ أم حسن المفترضة : يا دآبي الكلام وقع لي ما دام جه من خشمك . المشير : كدي سيبينا من الحصل , أنا غيرت رأيي في أوكامبو واذا حصل المقدر لا سمح الله , ح تكون لآهآي ما بطالة , وكمان يمكن يدوني عفو . الزوجة الثانية : أبشر يا بشير , الحلم ده بشارة سمحة وان شاء الله مطالبتك من المحكمة تقيف .
(عدل بواسطة هلال زاهر الساداتي on 04-23-2011, 06:25 PM)
|
|
|
|
|
|