|
|
 لدغة عقرب: النعمان حسن - بحثت عن خضر في يوم افتتاح مسرحه فلم أجده
|
لدغة عقرب: النعمان حسن- بحثت عن خضر في يوم افتتاح مسرحه فلم أجده
وأخيراً أصلح العطار ما افسد الدهر وتم افتتاح مسرح خضر بشير الذي كان قد حكم عليه بالإعدام في أسبوع الخرطوم عاصمة الثقافة ومنذ ذلك الوقت أصبح كما منسيا وشاهدا على انه في أسبوع الثقافة اعدم صرح من صروحها بغرض التجديد لهذا وأيا كانت المآخذ وما أكثرها فأنه لابد من الترحيب بالفرحة التي عادت لمدينة بحري بعودة الحياء لمسرح خضر بشير.
ولكن وما أقسى كلمة لكن في مثل هذه المناسبات فلقد شاب هذا الجهد الكبير الذي بذل وعلى المال الذي احسب أته صرف شابه الكثير من السلبيات لم يغطى عليها الزخم الإعلامي الذي طغى عليه الاستعراض السياسي تسابق فيه خطاب السياسة على مكوناته الاحتفائية ليصبح احتفاء سياسياً أكثر منه حدثا ثقافياً وهو زخم لا ننكر لأهله هذا الحق ولكن لماذا يعود هذا الصرح الهام بنفس العشوائية التي لازمت نشأته ولماذا لم نستخلص الدروس والعبر من المسرح الوحيد الذي تم إنشائه في الخمسينات بامدرمان وان كان لمن قاموا يومها بتشييده العذر لأنهم لم يستهدفوا بناء مسرح بالمعنى العلمي والفني له وإنما كان الدافع تشييد مكان لتنظيم احتفالات الإذاعة السودانية فكان موقعه داخل مبنى الإذاعة لهذا بقى مسرحا يفتقد الكثير من المعايير الفنية حتى بالنسبة للموقع لبعده عن وسائل المواصلات والمواصفات الفنية فلماذا نعيد في الألفية الثالثة نفس الخطأ ونحن لا نملك المبرر الذي لازم المسرح القومي.
كم من المال صرف في تشييد هذا المسرح دون أن يتم تشييده وفق المعايير الفنية تحت إشراف متخصصين فنيا ولدينا كوادر مؤهلة علميا وعلى رأس هؤلاء يقف المسرحي الشامخ والمدير السابق للمسرح القومي الأستاذ عثمان قمر الأنبياء,
لهذا لابد أن نتساءل من الذي وضع المواصفات الفنية للمسرح ومن هو المسئول عن بعض العيوب الفنية التي تعيبه وعلى رأسها واهم جوانبها عدم توازن زوايا الرؤيا للمسرح من كل الجبهات .
على صعيد آخر لماذا جاء حفل الافتتاح وكأنه حدث سياسي أكثر منه حدث ثقافة عبرت عنه صور الساسة والمسئولين التي طوقت جنباته وغيبت عنه صور رموز الثقافة لمدينة بحري الشريحة المعنية به من مسرحيين وفنانين وشعراء وأدباء ولماذا تحول الاحتفال لمهرجان سياسي خطابي أخذت مخاطباتهم الجزء الأكبر من الحفل مع غياب صوت أهل الشأن من المعنيين بالحدث.ولماذا تم تغييب المسرح القومي والمسئولين منهم الذين وقف هذا المسرح في بداياته على أياديهم بل أين مدير المسرح التنفيذي المنتدب من المسرح القومي من الحدث وهو الأقرب إليه, بل وفى ظاهرة هي الأغرب ففي يوم الاحتفال بافتتاح مسرح الفنان الرمز خضر بشير بحثت عنه في الاحتفال فلم أجد أثراً له فهل هذا الفنان العظيم الذي حمل المسرح اسمه والذي كان يمثل فنا شاملا قامة في الطرب والأداء والاستعراض وتمايز الحركة التعبيرية في فنه والذي كان فنه دراما حاوية لكل المقومات الفنية هل يمكن أن نختزل وجوده في فنان يقلده على طريقته الخاصة حتى لو كان ابنه الذي مهما بلغ من تميز التقليد فانه لا يقدم في مثل هذا اليوم صورة حية لمن يكرم بتسمية المسرح باسمه.فخضر لم يكن مغنيا وإنما كان فرقة مسرحية كاملة المقومات.
فهل عجز القائمون على تنظيم الحفل الاستفادة من التقنية الحديثة التي أصبحت متاحة على أعلى مستوى بحيث تمكن القائمين على الحفل من أن يجعلوا من الأستاذ حضور في هذا اليوم عبر الشاشات التي يمكن أن تنتشر فئ المسرح والتلفزيون القومي حافل بتسجيلات خضر بشير كذلك لماذا غاب المسرحيون والفنانون والشعراء عن هذه المناسبة إلا من قلة منهم لأتذكر خاصة من فناني الخرطوم بحري هل هم تلقوا الدعوة وتخلفوا عن المشاركة بدور بارز في هذا اليوم فاستحقوا الحساب أم إنهم مثلى لم يستحقوا أن توجه لهم الدعوة وأين منظمة بحري مدينتي من هذا الحدث الذي يهمها وهى منظمة تمثل بحري كلها بل وكيف لها أن تكون على موعد مع عقد اجتماع خاص بتكريم واحد من أبنائها في نفس يوم وموعد الافتتاح مما يعنى إنها ليست على علم به.
ولماذا كان التقديم قليل الخبرة والمعرفة ويا لها من مفارقة كنت استمع إليهم وهم يرددون أكثر من مرة ويقولون ننتقل الآن للمسرح مع كل فقرة ولا أدرى أين كنا إذن حتى ننتقل للمسرح .
ويبقى السؤال المهم بالرغم من كل ذلك ونحن لا نملك إلا أن نرحب بهذا الانجاز فهل الولاية ووزارة الثقافة الولائية التي أصبح المسرح تابعا لها هل تدرك دورها بان هذا المسرح لترقية الأداء المسرحي واهم مقوماته تخصيص ميزانية سنوية معتبرة لإنتاج المسرحيات حتى يترجم الهدف الذي من اجله كان مطلب بحري بالمسرح أم انه سيبقى مسرحا للمناسبات السياسية و وبعض المظاهر الفنية والحفلات الغنائية خاصة إن هذا المسرح تتوفر له وسائل المواصلات من كل أنحاء الولاية ثم هل تتمتع الوزارة الولائية بإدارة تتوفر فيها الخبرة الفنية بالمسرح وهو ما لا يتوفر حاليا إلا في إدارة المسرح القومي وكوادره الإدارية .ثم كلمة أخيرة إذا عاب هذا العمل حسن التخطيط دون أن يقلل منه كانجاز في تشييده نتطلع لإعادة النظر في توفر مقومات إدارية مدركة للمغزى الذي من اجله شيد المسرح وان تكون مؤهلة وقادرة علي تحقيق ذلك.
|
|
  
|
|
|
|
محمد نجيب عبدا لرحيم
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست