"صرخة طفلة في يوم زفاف"! بقلم الشاعر: د. محمد بدوي مصطفى
أرقني التعليق الذي كتبه صديقي د. أحمد خير تعليقا على، ناس أوباما ناس حلوين، له الحق فيما قال أو كما قال: ناس أوباما جد حلوين. وقلّب علىّ المواجع حينها، لانني أتيت من السودان متفاخرا بتقديم الدواوين الجديدة صرخة في وادي العرب و نحن شنو ؟ للمصنفات الأدبية (أو بالأحرى) المُشَنِفات العصبية وفوجئت حينها بحظر الدواوين بدون منطقية أو أسلوبية تعامل مع عمل فني وأدبي مثل ذينك. ضف على ذلك رفض علماء جامعة مرموقة تقديم القصيدة المتعلقة بزواج القصر في الحفل المقام حينها. لكنني لم أبال فقدمتها وجرت دموعي تتبلى. من جهة أخرى رفضت إذاعة البيت السوداني والمنتجة بقناة النيل الأزرق هذه القصيدة أيضا لهذه الأسباب ولعلة في نفس يعقوب تتعلق بزواج أو قل إغتصاب القصر. هذا واقع في بلادنا يجب أن نضع النقاط على حروفه. لكن من يحفل بقطة مثل الفطيس، ذبحت في يوم دخلتها بالقميص، قلب الطفلة قد أضحى رخيص، تابعوا القصيدة التي تنبسق من واقع طفلة سودانية من قلب الخرطوم. تحية مرة أخرى لصديقي د. أحمد خير لأنه بكّاني، وكما يقول الحكماء بديارنا. أسمع كلام الببكيك، والله مش كده. د. محمد بدوي مصطفى . من العاملين في مجال صحة هذه الطفلة منظمة بمدينة الخرطوم قامت بالتبليغ عن الأب لكن هذا الأحمق جاء بقسيمة الزواج وقال في وجه الكل: هذا زوجها ويمكنه أن يفعل بها ما يشاء. ذكرت الطفلة بأن في ليلة الدخلة لمن تجد الزوج وحسب. بل كان بصحبة رجلين، قاموا بمسكها إلى أن قضى هذا التيس وطرا وتدلى...
مأساة من قلب الخرطوم ---
من النشاطات التي نساندها لرفع من توعية الأطفال
صرخة طفلة في يوم زفاف
يا شيوخ الأمَّة! يا شيوخ التقوى في بلدي! من هداكم إلى هذي الفعال؟ أن تلعكوا حبيبات الرمال؟ أن ترفضوا طوق السِّلم لِبرِّ النجاة على الجبال؟ لا تسألوني! فأنتم تكرهوني! كما تكرهون تفسيح المجال تخنقوني... تبغضوني... وتقتلون أنفاس المحال تخنقون حمائمي البيضاء حتى والغزال تقتلون ذاكرتي المخزونة في قلب البراعم والعيال ترددون زرق الأغاني في هجائي والمقال ترقصون رقصة الموت على أنغام نايات الليال كشفتمُ حالي وهتكمُ عرضي، فمال؟ وزوجتموني لشيخ مثل جدي، لا يطال جسد الطفلة تُنَفِّرُهُ تجاعيد الرجال جسد الطفلة أكليل الفحال نعم... قال أبي نعم... لشيخ بالغ السن هرم عرسي… يا ليته لم يتم مأتمي… ولم تَربُ لنا سنٌ بِفَم عرسي بزهرات العدم جوطة… ومولد يُغَنَّى فيه لحن الساكلات وأحلام غدت كسراب الليّلات غدت إلى برزخ روحي ورُفات يد بيد على منديل مأذون الجُنَات ألف ليلة وليلة… وحديث الأمسيات صخب يملئ الآذان رعبا مبروك على ست البنات! زغاريد، تهاليل الدعاة لا حياء… ولا حياة… وكان العرس… يا ليته لم يتم مأتمي… ولم تربُ لنا سنٌ بفم عرسي بزهرات المنون عازفٌ ينفخ نايا... وآخرٌ خلف القانون غنوا نشيدا والوصية نشيد طفلات السُجون غنُّوا أناشيد القضاة محكمة عليا … فلا استئناف في هذي القضية يوم عرسي مأتمي ... فيه أسية ... أوجست منه خيفة علنا لا مختفية ... قلب الطفلة قربان العريس ولا أحدٌ يُقِيس؟ قلب الطفلة قد أضحى رخيص فمن يحفل بقطة مثل الفطيس؟ ذُبحت في يوم دخلتها بالقميص كذبح حناجر خرفان الضحية لا تسألوني عن قضية ولا أبغي من شيخي هدية لا طفولة، لا شهية لقد حكم القاضي علىّ بزوج مؤبد وبحسن نية مشيت محسورة الرأس إلى عرين الوثنية جئت عروسا ألعَقُ الهمّ شقيّة مُنذُ أن جئ بي إلَى بيت شيخي كصبية غنت نساء الحي فَقَرات الوصيّة لا تقولي... لا تقومي... لا تصولي... لم أقل لأمي في وصايا الزوج كلا لم يسمع أبي في حضور الشيخ كلا لم أقل في ليلة الدخلة كلا هجم الشيخ على فريسته وتسلى قضى وطرا وتدلى وجرت دمائي تتدلى ودموعي وثيابي تتبلى وتويج عمري غطته أعطاف المذلّة خرجوا ينادون الأهِلّة يقولون: أبصري شرف محمود وفُلَّة
سوّلت لهم أنفسهم…وعصافير الطفولة مستذلة زغاريد وهتاف وصياح تتعلّى ووقع الفجع في روحي رعود... أعاصير وصواعق تتدلى فتركت أمري لزماني وصَمَتَتْ ..................... شعوري تتملَّى رغم ذلك ... لَم أقل في فراش الحبّ كَلا "هاتي... تعالي... روحي وإلا…" لم أقل لأمّ الشيخ كلا جاء الضيف في داري وفي حُرُمي استحل لم أقل في مطبخ الشؤم كلا لم أقل لأنجاب بنين شيخيَ المعصوم كلا لم أقل لمزارات ضريح بيت الشيخ كلا لم أقل لحجاب في الطفولة لفظ كلا لم أقل لأهل الشيخ أبدا قول كلا يسوموني سوء الطريق المستدلة لا نسيم يلثم الوجه ولا استراحات مُقِلّة لم أقل لقلب فارق العيش كلا فَاعذُرُونِي أن تَحَوَّلتُ لقاتلة وجُلّة قتلت شيخ ذئاب مستغلّة فأنا الآن في عهد جديد أخاطب نفسي... "الحبُّ نشيد..." أرنو إلى حاستي السادسة وأقول: نفسُ المذلة لا نُعيد السجن أرحم والوعيد الشيخ في نار وعيد الذئب في جحر عتيد وبصيص النور في روحي يعيد حَسَنا... طفولتي راحت بعِيد لا أثرثر، لا أُعيد وعزميَ مِن الآن حديد هذا يقيني الأخضر في دمي سَيقيني... ويسقيني يقيني دواء البلسم ويقيني أقرب من حبل الوريد "صرخة طفلة في يوم زفاف"!
من العاملين في مجال صحة هذه الطفلة منظمة بمدينة الخرطوم قامت بالتبليغ عن الأب لكن هذا الأحمق جاء بقسيمة الزواج وقال في وجه الكل: هذا زوجها ويمكنه أن يفعل بها ما يشاء. ذكرت الطفلة بأن في ليلة الدخلة لمن تجد الزوج وحسب. بل كان بصحبة رجلين، قاموا بمسكها إلى أن قضى هذا التيس وطرا وتدلى...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة