|
محاكمة الصلصال أو فيما جرى بين خزاف ودنان
|
محاكمة الصلصال أو فيما جرى بين خزاف ودنان . ------------------------------------------
الدنان :
كل مايشتهي الصلصال أن يحتويه : عسل الغابات , صفو الماء الزلال , باكورة الجعة و أنوثة اليد الضاربة على جلد ثور الحماسة المشدود في ساحة العرس أو الحرب . حوض محتفر في صدر الرمال يؤذن في الماء بالحج فتأتيه المسايل من كل شريان عميق . "فولة" تتنادم في ملتقاها كل أجيال المطر . توق الهلام في عتمة ماقبل الخلق إلى الضوء يغمر صور الوليد العديدة : جرة على رأس صبية , قلة في الفجر , قصعة للثريد , وعاء للحساء المركز في حانة شعبية بسفح فيتوشا , إبريق , و فازة عالية للورود( ترقى مجمرة الأريج الحي بواسطة يدين : ساحبة ودافعة. يد في الأعالي تستوثق من عقدة الحبل في السقف , و يد في الأسافل تحث المجمرة على الصعود وتمنعها من الردة والتأرجح , ثم تطلقها اليدان على حين غرة فتتدلى في فراغ الموت كما تدلى الودان الجبلي في إحدى حكايات ابراهيم الكوني .
الخزاف :
نافخ الروح . ليست غاية إنشائه فك أسر الأشياء فتحيا طليقة قي الصور , وإنما عبادة مصنوعات يديه له , طاعتها و إمتثالها للمحي , حين يشاء , وهو المميت .
المحكمة :
يحضر في قاعتها جميع أبهة و زينة العدل فيما عدا العدل . فالخزاف هو الشاكي ,هو القاضي , هو الجمهور و صانع القضبان , هو الحاجب , هو الكاتب .
المحاكمة :
من يقاضي من ? الرافل في نعماء الظل الشجري , أم الهياكل الواقفة بغير جريرة في الرمضاء ?. ليس ثمة من يجانبها , و ليس لها أن تنجو من معول الخزاف . نصيرها الأوحد ظل جدار أرقط . أعدى إهابه رقراق فإنحسر عن القفص الحديدي للهياكل المكممة بعضها بقماش وتختنق أنفاس البعض الآخر تحت إطار معدني . تتعثر خطى الظل و تتقهقر ذاكرته إلى مهد ببطن جدار يهدهد أوجاعه و يداوي إهابه مما أصابه من الرقراق و ربما يفك أسر لسانه النصير الأوحد للدنان .
عثمان محمد صالح 14.04.11
(عدل بواسطة Osman M Salih on 04-14-2011, 03:41 PM) (عدل بواسطة Osman M Salih on 04-15-2011, 07:12 AM)
|
|
|
|
|
|