Bold حين يستبد الشوق بمجامع الوجد ، يبدأ ( وردى) شدوه بتلاوة الأغنية قبل ان يرفع كفيه بأشارة البدء للموسيقى ان ترش جسد اللغة النازفة عرقا بالعبير و الدهشة ..كان لا يفعل ذلك الا نادرا..و ما كان قبل ذلك يقول شيئا سوى.. أن العصافير المهاجرة تعود الى أوكارها، و يشير الى حيث يجلس ( صلاح خليل). شكرن...( نسمعها شقرن) كل سنة ونتو طيبين و كنا طيبين دائما و كان العيد طيب. كان العيد يطيب بصوت ( محاسن سيف الدين) ، يبدأ ( ما يطلبه المستمعون) بقطعة موسيقية يباغتنا فيها نفخ النحاس ..ويك.. ثم.. (سيد اللبن جا ، جيبو حلة.. مرقت لى زهرا بالقنلة) و كان سيد اللبن لاعب اكروبات بالفطرة ، تمنة على اليمين و ( تمنة) على اليسار و مجموعهم ثمانية!! كان معظم اسمه ( عبد القادر) ، و التمن معلقة على عصا و العصا تمتد افقيا على ظهر الحمار المطهم ، و على نقطة ارتكاز بالغة الحساسية ، يجلس ( عبد القادر) سيد اللبن ، و قد يتفلسف فيخلف ساقه اليمنى تحت فخذه الأيسر ، و يلولح ما تبقى من اليسرى ببلهنية و رغد ...و يتبع ذلك بالنم ، ذاك قبيل ظهور ( الهيد فونز) ، تتضارب ( التمن) ، يسكب صوت اصطفاقها الندى فى جدار الصباح ، و شاى ( الصباح) و الفتاة ترفع كفيها بالدعاء فى دائرة داخل ظرف أحمر!! ..ما كان اجمل من ( غموس) الرغيف فى كباية ( الشوب) الممتلئة ، ثم التلمظ ( بالحترب) قبيل الشروع الى السعى ، الا صوت رنين (قروش حق الفطور) ، حمراء ..نحاسية..مفسطنة بزقزاق منتظم متعرج فى انصاف دوائر ، عليها صورة بدوى ( الدمغة) بارز يحس ، على ظهر بعير واسع الخطو متسارع ، و بعضها لامع مشع فكأنما ضرب لتوه ، او حين يدعك بقشر الليمون أو الرماد ، و ذاك يحفظ و لا يصرف ( بالساهل) ، او انه يستدعى للنجدة فى حر الهاجرة فيدخل علبة صفيح كشك الليمون ( ابو ماركة) و يستبدل بالبارد الذى يشد المداغات شدا ، او يخلى سبيله فى منافسات الطرة و الكتابة!! و كان لنا (معرفة) صاحب كشك لليمون ، كنا نتظاهر بأن الدرب ( جابنا) حتى يهتف بنا ( اتفضلو يا شباب خلونا نكرم مستواكم!!) كنا نضحك فى سرنا مخافة ان نجرح ( شعورو) كما تقول امنا ، فنحن اولاد مدارس .. و هو زول على قدر حاله. كل عام كنا بخير برغم العام يأتى ( بالسحاوى ) و الملاريا و ( التيفوت) كما تصر جدتى ( نسعل الله السلامة) و تقول ( المراريا) . ظهر المسجل الكاسيت و اختفى المسجل ( ابو طارة) ، و كان يسمى ( الريكوردر) أو ( اللكودر) بجامع الدال و الراء فى كل، ، و اختفى معه المايك اب صابونة و ذابت معه ( انت كلك زينه) و ( السمحة نوارة فريقنا) و ( السايق البوباى) و ما عاد ( ابو سريع) سريعا!! أشتعل ( عمر الشاعر ) و اشعل ( زيدان) و قال النميرى ( شكرن شعبى) سمعناها (شقرن). ازدهر الشمع فى ( منصفون ) فأفرخ اقراصا خضرا اعظمها مبيعا و استلافا (زهرة نادية) ..و غزل فج تعلمناه..توعدنا و تبخل بالصورة!!! و اتسع القرص ليحوى فى مجامعه ( الساقية) و ( قلت ارحل) و كان ( صلاح مصطفى ) حينها يقيس ( الفالس) فى مساحة ( شارع الضباب) .. كل عام و كنا بخير و تناقص الخير..فتناقصت العيدية..او قبضناها و اعدناها غداة التالى الى مانحيها ، ( سلفة) لا ترد!! كان قريبى ينده بأعلى صوته...يا ولد تعال شيل عيديتك..ملتهما بعينيه كل تقريظ و مدح يهب ناحيته ، و فى الليل متسربل بالظلمة يأتيك يسعى الى عنقريبك ، و انت قابض على الريال بعزم الأنبياء جميعا ، و يهمس بادق من الهمس وحيحا..تاج السر...تاج السر ، سلفنى الريال القبيل... بديك ليه بكرة...ما تعمل لى فيها نايم..انعل د...... (حنان و منال بالسجانة...و يهدونها للخال ابوعبيدة بسنجة و الأهل بطيبة الحسناب ..العريف التجانى بسلاح الأشارة.........) ويك سيد اللبن جا...
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة