|
مدارِك الندَم في الفتاوي غير المَمْهورة بالله أعلمْ...!
|
مدارِك الندَم في الفتاوي غير المَمْهورة بالله أعلمْ...!
يحرصُ علماء ديننا،عادة، علي ختم فتاويهم بعبارة "اللهُ أعلم"،فعلي سبيل المثل هذه(1) فتوي للشيخ "عبدالحي يوسف" حول ميراث اليتيم، وقد سارَ فيها علي هذا النهج القويم. والشيخُ الذي يحرص علي مهر فتواه بعبارة "اللهُ أعلم"، قد إستكمل حدود التهذيب مع الله عز وجل الي مقامات أعمق وأحفظ للعقيدة: - رد الأمر لله عز وجل وهذا هو الغرض الأساسي من الإفتاء الديني. - إقرار أن الحاكمية لله عز وجل. وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى:10]. فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ [غافر:12]. - الإقرار الضمني بالنقص البشري والبُعد عن صفة إدعاء التنزه، خصوصاً أن معظم الفتاوي الحديثة هي في إمور مستحدثة تخضعُ لإجتهاد إبن آدم وفي الحديث الصحيح: ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ). لكن علماء ديننا وعلي رأسهم ما يعرف ب"الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان" قد أسقطوا عبارة "اللهُ أعلم" في كل فتاويهم المتعلقة بالإمور السياسية والتكفيرية والمالية ومنها فتوي تحريم مسابقة "شركة زين" للسحب علي السيارة، وتكفير كل أعضاء الحزب الشيوعي السوداني دونما فرز...!(أنظر هذا الرابط (2)علي سبيل المثال لا الحصر...!) والمُشترك في كل هذا الفتاوي،منسية "اللهُ أعلم" ، هي أنها ذات صلة بالتنافس السياسي والخصومات الفكرية والتصارع بين شركات الإتصالات ،النهِمَة، العملاقة..! والذي يتعود علي مَهر فتاويه بعبارة "اللهُ أعلم" ويتجاهلها في فتاويٍ أخري ففي هذا شبهة تعمُد،وهو تعمدٌ ،لو يعلمون، ذو مآلات خطيرة: - هذه المرة لم يردّوا الأمر لله...! - فيه شبهة إدعاء التنزه وهذه كافية لأن يُحشر المرء،منا، ضمن زمرة فرعون وعمله! ومن الملاحظ ان علماء الدين لم يتفقوا علي أي أمر من إمور الفتاوي المتعلقة بالحياة الحديثة،والأمر يعتمد علي إجتهادهم الشخصي وكان الأحفظ لهم ولدينهم أن يحرصوا برد جميع فتاويهم لله عز وجل، والبعد عن القطع في الإمور دونما وحي يوحي. التفقه في الدين وأصوله لا ينفي صفة الإنسانية عن العبد ولا يغسل القلوب من علقَة الشيطان كما فعل الله عز وجل مع نبينا الكريم صلي الله عليه وسلم. فمن منكم ،يا هؤلاء، قد غُسلت من قلبه علقة الشيطان حتي يتعمد حجب عبارة "اللهُ أعلم" من فتواه؟! والذنب يزداد عِظَما وإستفحالاً في الفتاوي المتعلقة بتكفير الآخرين، فالماركسية، العلمانية ليست فِرق مذكورة لا في القرآن ولافي السُنة النبوية وأمرها يخضع، فقط، للإجتهاد الشخصي. وحتي إذا سلمنا، جدلاً، أن الماركسية هي كُفر، فمن أدراهم أن عضو الحزب الشيوعي قد عرف أنها كافرة فكَفر؟ هل نسيتم،يا هؤلاء، أن الإيمان هو ما وقر في القلب بنص الحديث: الإسْلامُ عَلانِيَةٌ وَالإيمَانُ فِي الْقَلْبِ قَالَ ثُمَّ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ ثَلاثَ مَرَّاتٍ قَالَ ثُمَّ يَقُولُ التَّقْوَى هَاهُنَا التَّقْوَى هَاهُنَا (أخرجه الإمام أحمد عن أنس في مسنده) وفي السيرة: حينما عاتب النبي عليه الصلاة والسلام أحد أصحابه الكرام في بعض المعارك، حيث قتل رجلاً، وقبل أن يقتل شهد أنه لا إله إلا الله، قال: يا رسول الله، قالها: ليتقي القتل، فقال عليه الصلاة والسلام: " أشققت عن قلبه؟ " ونحن نتساءل بدورنا هل شققتم القلوب يا هؤلاء حتي تصدروا فتاويكم التكفيرية بغير ما "اللهُ أعلم"؟ ومن الأسئلة الشائكة التي تدور في ذهننا ما هو المقياس ،من الأصل، في تصنيف كون أن المرء عالماً أو جاهلاً؟! فإذا كانت الشهادات الأكاديمية هي المرجع فهي من مستحدثات هذا العصر (العلمانية) ولا يجوز الركون اليها في تصنيف العالم الديني أم هل هي المقدرة الخطابية واللحية المطلوقة والوجه الصبوح؟! أم ماذا؟ حتي يُنصب المرء فيكم من نفسه عالماً يُكفر عن ذات اليمين وعن ذات اليسار؟!
(1) http://www.meshkat.net/index.php/meshkat/index/10/103193/content (2) http://www.israj.net/vb/t3938/ ونواصل إنشاء الله
|
|
|
|
|
|