|
|
 النخبة السودانية التمادي في تحقير الوطن - علي عبد الوهاب عثمان وخالد بركية وجريدة الخرطوم مثالا
|
ليس من صلاحياتي الخوض في الانتماء السياسي لأي فرد كان فهي حرية اعتقاد بصلاح أو طلاح مجموعة ما لها أفكار معينة ومحددة فهي إما إنها تناسبني فأعتنقها أو أختلف معها فأبتعد عنها ومن هنا لم أكن يوما مهاجما إنسانا قط لمجرد ميوله السياسية فللكل كامل الحرية في الاعتقاد والإيمان بزيد أو عبيد من الأفكار والمعتقدات ولكن عندما تتعدي الآراء خطوطا معلومة تسعي لتسفيه أراء وثوابت وطنية لابد لنا من الوقوف لتتصدي لها وما دعاني لكتابة هذا الموضوع هو ما سطره أبن أرتقاشا العظيمة التي انتمي إليها جزئيا والتي أنجبت أمثال الشيخ أرصد ، رحمة الله ولكن السيد/ علي عبد الوهاب خرج من تحت يراعه عنوان مثير وروي أكثر آثاره هو :-
من أرتقاشا إلي نيفاشا ........... نريدك يا البشير
وقد فجعني أيما فجيعة هذا المقال والمنشور في جريدة الخرطوم عدد الأحد 10 أبريل 2011 م ولم يراوح اثر المقاله مكانه حتى فجعتني الجريدة مرة أخري بعدد الثلاثاء 12 أبريل 2011 بمقال أخر لكاتبة خالد بركية وأحسب أنه من مواطني قريتي بركية القابعة جوار القرية البندر مشو العظيمة.
أستهل علي عبد الوهاب خطابة بقولة أنه ليس من الضرورة أن تكون من منسوبي المؤتمر الوطني حتى تحب شخصية الرئيس البشير وهذا لعمري قول شطط وتزلف لا يليق بل وإنبطاحة تحت أقدام الرئيس والمؤتمر الوطني لا لبس فيها فما هي الصفات التي تراها سيدي محبوبة في شخصية الرئيس أهي رقصه وتمايله كلما راي مجموعة من هتيفة المؤتمر الوطني امامة أم قلة بصيرته عندما وافق علي دعم منظمة حماس بملايين الدولارات ومستشفيات بلادة علي قلتها يموت فيها المواطن بسبب انعدام دواء أو قطن طبي أو محلول مغذي منقذ للحياة أم الذي طربت له كانت صفات البشير المبذرة من مال الشعب والذي لا أدري أين كانت عقليته عندما أهدي الفريق القومي المصري الفائز بكاس أفريقيا عشرة ألاف دولار لكل فرد فيه مع عربة من إنتاج شركة جياد مكافاءه لهم علي فوزهم وطرق بلادي تتطاقش فيها السيارات لرداءتها وسوء حالها أم لعلك طربت للبشير الذي أمر بإنارة ألف قرية تشادية ودارفور القريبة منها تنعدم فيها الكهربا ء والإنارة والتعليم والصحة والأمن أم لعلك سيدي رأيت الحكمة تبدو ظاهرة في سيماء الرئيس البشير وهو يصدر القرار رقم 206 لعام 2005 والقاضي بمصادرة جميع الأراضي بالولاية الشمالية وأيلولتها لوحدة السدود وأنا كلما تمعنت في معني القرار وحاولت أن أجد له سببا مقنعا واحدا لم أجد فما هي العلاقة المباشرة أو غير المباشرة بين الأراضي الزراعية وبين من يبني السدود ولماذا لا تنتهي العلاقة ببناء السد فقط وترك أمر الزراعة للمزارعين والمختصين ، فكيف يستقيم عقلا أن تستولي وحدة السدود علي الأراضي الزراعية بالولاية الشمالية تمنحها من تشاء وتمنعها عن من تشاء فقط بسبب أنهم من يبنون السدود إلا إذا أراد البشير وبطانته احتكار الأرض للتصرف فيها بسوء نية ومنحها لمن يشاءون بعيدا عن مصلحة أصحابها أهل المنطقة وأبنائها ، وعندما عجز البروفيسور حربي وزير الاستثمار السابق في الولاية الشمالية أعلنها داوية وقدم استقالته وحمل عصاه ورحل بعد أن وجد أن منطقة الوزير أسامة عبد الله وزير السدود محمية بقرارات ومظلات رئاسية ممنوع مسها بل ممنوع مجرد التفكير في تعكير صفوه بالاقتراب من الأراضي الزراعية التي وضعت تحت تصرفه بقرار جمهوري. قد لا يكون كل ما ذكر أعلاه كافيا لتري فيه الحكمة التي تجعلك تتزلف للرئيس فدعني أذكرك بقراراته الحكيمة عندما طرد مئات الآلاف من موظفي الدولة من وظائفهم بغرض التمكين فبالله عليك أية حكمة في تولية الأفاقين والصعاليك مقدرات هذه الأمة ووظائفها العامة بعد طرد أصحاب الكفاءة منها .
لم يكتف السيد علي عبد الوهاب بذلك بل رجع وأكد علي شخصية الرئيس العادية المتمثلة في جلوسه مع الناس بدون تكلف يحادثهم ويخالطهم في مراسم زواج أبن أخته وهذا لعمري إسقاط غريب فكيف كنت تريد للبشير الظهور في زواج ابن أخته ؟ أكنت تريده جالسا علي ظهر هودج مثلا ؟ ، الطبيعي هو جلوس البشير مع الناس في مناسبات أسرته ولكن كان سيكون أكثر قبولا إن كان البشير يجلس مع كل من يود مقابلته وبابه مفتوح لأصحاب المظالم ولكن دون ذلك رهق وعنت إن لم تكن هناك استحالة في ذلك.
ذكر السيد علي عبد الوهاب أن أهل البشير مستغربين من اسم منطقتنا أرتقاشة ( بعد زواج ابن أخت البشير من احدي بنات عمومته ) وإن الاسم غريب علي مسامعهم ولهذا لم يحفظوه وكل دقيقة يعيدون السؤال عن اسم المنطقة فأقترح هو عليهم تذكر كلمة نيفاشا كلما أشكل عليهم اسم قريتنا فالصرف والنحو يجمع بينهم وكذلك الجرس الموسيقي للأسمين واحد ولكني أقول لك ما الذي جعلك واثقا أن البشير يود تذكر سيئة الذكر نيفاشا ، إنها احدي سقطاته وحزبه ونظامه التي يحاولون أن ينسوها ولكن لن ينساها التاريخ لهم.
قفز السيد علي عبد الوهاب قفزا فوق الحقائق في تحليله لظاهرة فشل الثورة ضد الإنقاذ حتى الآن وأرجع ذلك لحب الشعب للرئيس البشير وإن الإسلاميين فقط هم من يستطيعون إسقاط الحكومات وبدونهم لن يستقيم أي نشاط سياسي في السودان ودلل علي ذلك بقولة أن الشواهد تؤكد ذلك وذكر أن من تظاهر في ميدان أبو جنزير كانوا واحد وثلاثون شخصا فقط لا أدري هل حسبهم الأخ أم أنها معلومات جهاز الأمن أم من مصدر مستقل كوكالات الأنباء مثلا ؟ ما علينا فلنتجاوز هذا إلي ما هو أهم كيف بالله عليك وصلت إلي هذا الاستنتاج؟ هل حب السودانيين هو الذي وق البشير الثورة علية حتى الآن ( وأؤكد حتى الآن لأنه ليس بمعصوم وسينالها عاجلا أو أجلا ) كلا سيدي فالثورة ضد الحكم لها أسباب ومسببات والأسباب واضحة في البلد وتغني عن السؤال ولعل ربك أراد أن يمدهم في طغيانهم فالله يمهل ولا يهمل . ولكن ليس من الأسباب التي أجلت الثورة بأي حال من الأحوال هو حب الشعب للرئيس فهو قطعا ليس موجودا إلا في مخيلة الكاتب ولكن لعلها موجودة في جيبه. أما عن موضوع الأحزاب التي سماها الكاتب كرتونية وأنها عاجزة ######ر منها فيبرز سؤال ما الذي جعل هذه الأحزاب عاجزة عن القيام بدورها ؟ وليست هناك سوي إجابة واحدة إن الأنظمة الشمولية والانقلابات العسكرية المتتالية والتي تجد دعما من أمثال الكاتب لتعيش فترة طويلة هي التي أدت إلي إصابة الأحزاب السودانية بالشلل فلو تركت الأنظمة الشمولية الأحزاب لتجرب وتنضج منذ عهد الاستقلال لكان لنا الآن نظام سياسي راسخ فالتجربة الإنجليزية لم تنضج إلا من تراكم التجارب والهند أكبر الديمقراطيات في العالم لم تشب عن الطوق إلا بالتبديل والإحلال ولكن الانقلابات العسكرية والأنظمة الشمولية هي من أوصلت أحزابنا لطريق الفشل.
أستمر السيد علي عبد الوهاب في سقوطه المريع بعد أن ثمن شخصية البشير لينعطف في موضوع أخر أكثر خطورة فقد ذكر زيارة سي الذكر جعفر نميري في زيارته للولاية الشمالية عام 1971 م وكيف كانت الناس تهتف له ولكن السيد علي عبد الوهاب نسي أو تناسي عامدا إنه في هذا العام كانت مايو في بداياتها تبشر وتدعو وكان الناس حينها يرجون خيرا كثيرا منها ولكنها تراجعت وكشرت عن نابها الحقيقي سرقة وإفقارا للبلد حتى طرد النميري من السودان بانتفاضة شعبية أنهت أيام حكمة ولكنة تجاهل كل هذا ليصف النميري بالجسور متناسيا أن من طردة الشعب لا يجب مناداته بالجسور.
أما خالد بركية فأستهل هجومه علي عهد الصادق المهدي بقولة أنه اغترب زهاء الخمسة وعشرون عاما خارج الوطن ولم يرجع للسودان طيلة هذه الفترة إلا مرة واحدة أي أنه قد غادر البلاد بعد أيام من انتفاضه رجب ابريل الغراء وسن قلمه يتكلم عن ما لم يعيش ويدرك إلا سماعا وهنا نقول له بداهة أنت بالتالي لست بمؤهل للحكم علي هذه الفترة. ولكن دعنا نفند لك ما التبس عليك فأنت تقول إن حزب الأمة وحكومة الصادق لم تقدم لنا سوى الجوع والمرض والفوضى وسقوط مدينة تلوى أخري وأمن غير مستتب وشباب عاطل أكثر من الآن وكهرباء مقطوعة أربع وعشرون ساعة باليوم . ونقول له صدقت ولكنك تجنيت إذ حملت الحكومة السبب فيا سيدي ما دفعك لهجر وطنك في تلك الظروف نفسها أسباب عدم نجاح الحكومة في تلبية متطلباتك فالصادق المهدي ابتداء ورث تركة عبارة عن جثة هامدة تركتها له مايو فكان لابد وأن يبدأ من الصفر وأقل من ذلك ، هذا بالإضافة إلي أن الصادق لم يحظي بأغلبية برلمانية تمكنه من فرض رويته وبرنامجه الانتخابي هذا إلي جانب المشاكل الجانبية التي خلقتها الجبهة الإسلامية القومية وافتعال المشاكل في طريقة حتى سقطت حكوماته الواحدة تلو الأخرى وحتى بعد دخل الإسلاميون الحكومة لم يوقفوا مؤامراتهم وواصلوا في عمل مكائدهم حتى أجبر الصادق علي إقالة الحكومة ومن ثم تأمروا واتوا بانقلاب الإنقاذ المزعوم . أما حديثك عن أن العطاله وسط الشباب وإنها كانت في عهد الصادق أكثر منها الآن فلن أقول لك سوي أن هذا محض كذب لا تسنده أية أسانيد. من الغريب أن عشرون عاما من الخمس والعشرون سنة التي قضاها السيد خالد خارج البلاد تقع داخل عهد الإنقاذ وسؤالي له لماذا لم تعود للبلاد والسودان كما ذكرت قد صار جنه الله في الأرض خلافا حتى لما يقوله أهل الإنقاذ أنفسهم؟ ولا يفوتني سيدي أن أذكرك بان الإنقاذ تحتقر الشعب السوداني وتدوس علي القيم والمثل بل وتخرج لسانها للشعب السوداني قائلة له طظ فيكم هل تريد الدليل علي ذلك أقوله لك إن تعيين سوار وزيرا للشباب والرياضة وهو من ضرب عميد كلية القانون بجامعة الخرطوم عندما كان طالبا بها علي وجهه ( كف ) أكبر دليل علي استخفاف الإنقاذ بالشعب فهذه خطيئة لطالب ليس بعدها إلا الكفر أو الشرك بالله تعالي.
وأخيرا انهي السيد خالد بركية خطبته العصماء في ذم عهد الصادق - والذي أختلف معه جذريا ولكن من وجهه نظر مختلفة - بدعوته لمحاكمة من جهز لما يعرف في التاريخ بالغزو الليبي عام 1976 م وهي دعوة مبطنة لمحاكمة الصادق المهدي ومن معه وهو هنا قد تناسي أن كوادر الجبهة الإسلامية كانوا ضمن هذه المنظومة وبالتالي لن تجد لدعوتك أذان صاغية من هذا العهد ولكني أقول لك أن الغزو الليبي كان موجها من منطلق وطني بحت لتخليص البلاد من عهد الديكتاتور جعفر نميري وبالتالي هو عمل وطني تمنح له الميداليات والنياشين لا أن يحاكم قادته ومنفذيه.
|
|
 
|
|
|
|
|
| |
الزبير صالح الزبير
حسن بركية
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست