|
أغادر و أترك فؤادي أمانة معك
|
أمامي ساعتان ونصف الساعة قبل المغادرة, أجلس وحيدا و من حولي أناس بمختلف أعراقهم و أجناسهم, هنالك من يحمل طفلا و منهم المتجهم و منهم من يجلس في تفكير عميق و آخرون يبتاعون الأشياء استعدادا للرحلة. و أنا أجلس وحيدا ! ليس في معيتي سوى الصورة التي طبعت في فؤادي, و عينيك اللتان لا تفارقانني أبدا, أغادر ولا أريد المغادرة, أسائل نفسي في قلق (ترى هل ستكون بخير ؟).
أخاف على القلب الذي احتواني من دون سابق انذار,أخاف على الروح التي أحبتني دون أن تعلم عني شيئا, أخاف على النور الذي أضاء لي الكون بأكمله بعد أن لفته الظلمة من كل اتجاه, أخاف على الشيء الوحيد الذي تمخضت عنه الأيام على الحب الذي أحبني و أحب الحب لذلك, فقد جعلني أنظر للدنيا بمنظار آخر.
أهاتف طيفك الذي لا يفارقني أبدا بأنني أريدك دائما معي, أحمل حبك بين ثنايا القلب و في حدقات العيون, لقد تهت في رحى الدنيا زمنا أعتبره دهرا, حتى التقت عيناي بعيناك فوجدتني تائها في بحر لا آخر له, و كلما نظر تارة أتوه أكثر, و أعيد الكرة فأرى فيهما براءة الدنيا و دلال يزينه الخلق و الأدب, وحب جارف يأبى لسانك حياءا عن ذكره أو البوح به , أرى فيهما روحك التي لا مثيل لها, أرى فيهما جمال الدنيا بما فيها, أجد فيهما الأمان والراحة, و كلما غصت أبحث عن شيء جديد تجدني أجد أشياء أكثر, يلزمني عمر آخر على عمري حتى أعلم سر هاتين العينين.
و البسمة الحانية التي لا تغادر شفاهك, تزيد في التفاؤل و الأمل لغد جديد, فعندما أكون بحضرتك تتبدل كل المفاهيم و يتلاشى الخوف الذي يتملكني و يزول الألم و تحل مكانه البهجة.
أغادر و أترك فؤادي أمانة معك, فليس لدي من يمكنه أن يعلم علته اذا اشتكى سواك, و ليس لدي من يحنو عليه و يمسح دمعه إلاك, وليس هنالك من يفرح لفرحته إلا أنت, فأنا أتركه و أنا أعلم أنه بين أيدي أمينه.
أحبك جدا مليء هذا الكون بكل ما فيه.
|
|
|
|
|
|