فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-10-2024, 04:43 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف الربع الثاني للعام 2011م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-11-2011, 07:00 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011

    كمال عمر : الطيب مصطفى خائن ويستحق الشنق

    وصف الاستاذ كمال عمر عبد السلام الامين السياسي للمؤتمر الشعبي الطيب مصطفى بـ (الخائن الاعظم) لانه كان أحد أسباب تمزيق البلاد بالانفصال ، ولا يزال يواصل دوره في تمزيق النسيج الاجتماعي والذي تشكل في عملية تمازج امتدت لمئات السنين ، حتى قبل ان يصل أهله للسودان .


    وأضاف انه لو كانت هناك سلطة وطنية وأجهزة عدلية مستقلة لعلقته على حبل المشنقة ، ولكنه يمارس خيانته للبلاد تحت مظلة السلطة . وزاد كمال عمر انه كان يتعامل مع الطيب مصطفى كشخص ######## لا يستحق الرد ، ولكن مادام يريد استخدام الأجهزة العدلية لقيادة حملة تخوينية بدأت بالاستاذ ياسر عرمان ، فانه سيفتح بلاغات في مواجهة الطيب مصطفى ، وسيدعو المحامين والوطنيين للتوقيع على عريضة الاتهام .



    ومن ناحية أخرى علق كمال عمر على حديث على عثمان محمد طه عن نيتهم مكافحة الفساد والمحسوبية قائلاً بان معقل الفساد هو السلطة نفسها ، حيث تحول الفساد حالياً الى امبراطورية ، تشمل منسوبي السلطة ، وتمتد الى القضاء الذي صارت لديه طلمبات بنزين ومزارع أبقار ! وكذلك الى اخوان الرئيس وأسرته . وأضاف بان محاربة الفساد الحقيقية تتم برحيل السلطة الحالية ، لانها هي التي تعوق مطلوبات مكافحة الفساد ، كالحريات والمساءلة والقضاء المستقل . وقال بانه مقارنة بالانظمة التي سقطت كالنظام المصري ، فان نظام المؤتمر الوطني هو الاسوأ ، لانه حول أجهزة الدولة كلها الى أجهزة حزبية .


    وأضاف بان القادم أسوأ ، بعد انفصال الجنوب ستفقد المحكمة الدستورية صفتها الدستورية وسيتعزز طابعهاالحزبي . وسيتحول المجلس الوطني الى هيئة شورى تابعة للمؤتمر الوطني . وكذلك مجلس شئون الاحزاب . وأردف انه بالتالي لن توجد اي مؤسسة مرجعية تحظي بالاحترام . وستزيد وتائر التنكيل والقمع . وعن استفتاء دارفور المزمع ، قال انه لا يوجد سند دستوري أو قانوني له ، وحتى صاحب اتفاقية أبوجا ( في اشارة للقائد مناوي) تركها ويقاتل الآن في الميدان . وتساءل كيف يمكن تنظيم عملية استفتاء ولا تزال دارفور في حالة حرب؟! وأضاف بانهم مع اسقاط النظام ، ولن يتراجعوا عن هذا الهدف ، وان البلاد الآن تغلي كالمرجل ، وتجمعت فيها نذر الثورة ، فاذا لم تتحمل القوى السياسية مسؤولياتها فان قوى التغيير ستتجاوزها ، ولكنه أردف بان غالبية قواعد القوى السياسية مع التغيير .


    --------------------

    ما بين كمال عمر والطيب مصطفي

    بارود صندل


    من يتابع كتابات الطيب مصطفي يجد أن الرجل يوزع الاتهامات يميناً وشمالاً ويكيل السباب لكل من يخالفه الرأى خاصة الذين يعارضون النظام ، ليس للرجل كوابح تضبط لسانه و لا دين يعصمه من الاستهزاء والاستخفاف بالناس فالناس أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق الرجل لا يدرك هذا!! يدمغ الناس بالكفر وبالمروق من الإسلام لمجرد الاختلاف ، يفتقر الرجل إلي أدب الخلاف !! أصحاب الخلق السوي يحترمون من يختلف معهم أي كان هذا الاختلاف ، اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ،


    الرجل جمع بين عطفيه أسؤا صفتين العنصرية البغيضة والتعالي علي الناس ، نصب نفسه مدافعا عن الإسلام والعروبة وهو لا يدرك كنهما ، أن كان هذا الدين يحرسه أمثال الطيب مصطفي لذهب ريح الإسلام ولكن لهذا الدين رباً يحفظه ويصطفي من العلماء الأفذاذ العاملين للذب عن بيضة الإسلام إلي قيام الساعة أما ما يفعله الطيب فيعرض الإسلام للتشويه والتنفير فردود أفعاله العصبية والمتشنجة وغير محسوبة أحيانا كثيرة يسهم في نجاح حملات تشويه صورة الإسلام بل أخراجه من دائرة التأثير في الحياة العامة ، ويفتقر الطيب ايضا الخبرة بفنون دعوة الناس ,


    حقا(عدو عاقل خير من صديق جاهل) ومنذ مدة وهو يوجه مداد قلمه المسوم ضد الاخ كمال عمر عبد السلام لا لشئ إلاّ لسعي كمال إلي لملمة أطراف هذه البلاد وكفكفة الفتنة التي أيقظها نظام الطيب مصطفي ، هذا النظام الذي أنحرف عن خطه وتحول إلي نظام عنصري بغيض لا هم له إلا السيطرة علي مفاصل البلاد لاستدامة حكم الفئة الباغية , فهذا هو الثابت الوحيد لهذا النظام ...


    ولا حول ولا قوة إلا بالله ، كمال عمر كل ذنبه أنه وقف في وجه الذين يجتاحون حقوق الناس ويظلمونهم ولا تقف دائرة عدوانهم عند حد , الفرق بين كمال عمر عبد السلام والطيب مصطفي أن الأول اعتصم بالحق ولسان حاله يقول الحق أحق أن يتبع و الثاني تسلل إلي صف السلطة لواذا يوم المفاصلة المشهودة , تردد الطيب في بداية المفاصلة ولكن غلب طبعه تطبعه فانحاز إلي صف السلطة مدبرا عن الحق ممتطيا حصان العنصرية مناصراً لابن أخته ظالماً , فقد فررتم من الهدي والحق إلي العمي والجهل إنما انتم أهل دنيا مقبلون عليها ومهطعون إليها قد عرفتم العدل ورأيتموه ووعيتموه فهربتم إلي الأثرة فبعدا لكم وسحقا فمثلك يا الطيب ليس بأهل أن يشرك في أمانة !! الفرق بينك و كمال أنه استقام وفتنتم فما أبعد قولكم عن فعلكم.

    يتساءل الطيب مستجهلا كمال من هذا الكمال ؟ ونقول له هو كمال هكذا لم يعرف بابيه ولا بأخيه و لا بقريب له في السلطة يبسطها له كما انتم !! يا خال الرئيس عرفك الناس منتسبا إلي الرئيس ، كمال من عامة الناس من أوسط أهل السودان لم يركن إلاّ إلي عطاءه مع أخوته في الإسلام فثبت علي الحق وهذا من فضل الله عليه ، كمال هذا ونحن من خلف الإسلام وبقية الناس فمن انت يا الطيب !!صدق من قال ( خوفنا ان يلي أمر هذه الأمة سفهاؤها وفجارها فيتخذوا مال الله دولاً وعباده خولا والصالحين حرباً والفاسقين حزباً) إلا تري يا الطيب ما آلت إليه الأمور في البلاد بعد حكمهم المشئوم ، تنتقص البلاد من أطرافها فأنت الداعي إلي بتر الجنوب بدواعى عنصرية فهم لم يكونوا سمحين مثلك شكلا ولا يتفقون معك لا في الدين ولا في اللغة !! سبحان الله أنسيت دعوة الاسلام وعالميتها أنسيت الأخوة الإنسانية ، هل يصلح مثلك لحمل رسالة الإسلام أين تريد أن تبثها ؟ أتريد ها وسط أنصار السنة أو الختمية مثلاً ، أي خفة عقل واستجهال لهذا الرجل ، كمال عمر الذي لا تعرفه يدرك أن الإسلام يألف ويؤلف وأن الدين المعاملة والناس سواسية كأسنان المشط لا فرق بين عربي وأفريقي وبين مسلم ومسيحي يسعي كمال للتعايش السلمي بين أهل السودان وبين معتنقى الأديان.

    ( يا يهاالناس أنا خلقناكم من ذكر وأنثي وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم) هي معايير الإسلام وهدى النبي (صلي الله عليه وسلم) كمال يريد أن يجمع شعث هذه الأمة علي كلمة سواء يجلس مع باقان علي قدم المساواة لحلحلة قضايا البلاد بالتراضي والتوافق ويعذر أحدهما الآخر فيما أختلفا فيه وسيظل التواصل ديدن كمال ومن في صف كمال إلي أن يقضي الله أمراً كان مفعولا... فا ما أنت فيمنعك عرقك النقى ( الصافي) وإسلامك المغشوش أن تجلس مع باقان ( الشيطان) وغدا نسمع منك ذات اللغة وذات الحجج للمطالبة ببتر دارفور بعد أن يذهب الجنوب إلي حال سبيله ،

    وبالفعل فقد ظهرت أشارات من أحد كباركم في وسم دارفور بموالاة الحركة الشعبية ومحاربة الاسلام والعروبة ، صرح إبراهيم أحمد عمر بأن الحركة الشعبية تريد استخدام الحركات المسلحة بدارفور لتنفيذ مشروعها المعادي للعروبة والإسلام وغدا نسمع منكم ومن زمرتكم بأن أهل دارفور لا يشبهون العرب السمحين من أمثالكم وأنهم السبب فى التدخل الدولي في السودان فيجب بترهم من السودان !! وهكذا سوف تستمرون في قطع أوصال هذه البلاد وتمزيقها أربا أربا بدعاوي الجاهلية ففيكم جاهلية كاملة وكل أناء ينضح بما فيه ، كمال عمر الذي تستجهله هو من تصدي لظلمكم لأهل دارفور لم يتواني في الدفاع عن قضايا دارفور مئات الألوف من القتلى وملايين اللاجئين والنازحين بفعلكم وبسوء سياستكم يتألم كمال لألمهم ويتعاطف معهم ويدخل بسبب مواقفه من قضية دارفور سجون الظلم التي تديرونها ، أما أنت فلم ترتفع عقيرتك بكلمة حق واحدة في مأساة أهل دارفور ولا حتى نصيحة حق همسا في أذن أبن أختك !! أما عزة هذه البلاد وسيادتها وكرامتها فقد مرغتموها في التراب أصبحت البلاد مرتعا للأجانب، جيوش من كل أركان الدنيا ومن كل لون وجنس لحماية أهل السودان من عدوان حكومتهم المسلمة عليهم !! مندوبون من العلوج يتدخلون في شأننا ويأبي بعضهم حتى مقابلة رئيس البلاد بحجة أنه متهم في ارتكاب جرائم فظيعة ضد شعبه , من المتسبب في هذا السقوط المدوي؟

    يوم كانت البلاد تحت قيادة الحركة الإسلامية يشهد بقوتها وعزتها وكرامتها العالمين كنا مرفوعي الرأس لأننا أخلصنا وتوكلنا علي الله و كمال عمر كان جنديا ينطلق أينما يوجه وكان من المقلين عند الطمع ومن المكثرين عند الفزع بينما أنت وزمرتك كنتم تبصبصون حول الرئيس طمعا في وزارة أو مؤسسة فقد نلتم ما تطمعون اليه ولم تأخذوها بحقها ولكن دنيا أصبتموها ، فكل أمري يأكل زاده ، طلبتم أمراً لستم من أهله ولا من معدنه وما أبعد قولكم من فعلكم .

    ياالطيب مصطفي خليك في حالك ودع كمال عمر يصلح ما أفسدتم ويرمم ما هدمتم فأنتم في واد وكمال ومن معه في واد آخر ..... هذا هو كمال عمر ولا نزكيه علي الله فمن انت يا الطيب مصطفي!!.



    بارود صندل رجب
                  

04-11-2011, 07:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    ماذا يقول الداعية العاطفي اليائس المحبوب عبد السلام؟! ..

    بقلم: د. محمد وقيع الله
    الأربعاء, 06 نيسان/أبريل 2011 07:09
    Share4

    (1من 2)
    mohamed ahmed [[email protected]]


    زعم بوق المؤتمر الشعبي الأستاذ المحبوب عبدالسلام أن أسباب الثورة الشعبية في السودان أقوي من أسباب الثورة الشعبية في مصر وتونس!
    ولكنه عجز عن أن يدلنا لماذا لم تنطلق هذه الثورة الشعبية المزعومة في السودان حتى الآن؟!
    هذا ما فشل دارس المنطق والمتخصص في الفلسفة وعلم الاجتماع الأستاذ المحبوب عبد السلام أن يخبرنا به بعد أن هجر نهجه المنطقي الفلسفي العلمي القويم، الذي كنا نجله من أجله، واستحال إلى بوق تحريضي عاطفي يردد أماني المؤتمر الشعبي وأشواقه ودعواته إلى تخريب الوطن.


    وكان حزب المؤتمر الشعبي المشبوه قد ركب متن الحركة التخريبية التي تدعى بالحركة الشعبية لتحقق له أحلامه وآماله في قهر المؤتمر الوطني وتمزيق الوطن، و(توالى) مع قادة حركة التمرد إلى حد أن دعا زعيم المؤتمر الشعبي حسن الترابي زعيم حركة التمرد سلفا كير إلى أن يرشح نفسه ليكون رئيسا للسودان.
    وقبل ذلك التمس زعيم المؤتمر الشعبي من زعيم الحركة الشعبية أن يعطي لأفراد المؤتمر الشعبي (بضعة) وزارات في حكومة الجنوب.


    وتبعا لذلك أعلن بوق المؤتمر الشعبي الأستاذ المحبوب استعداده الناجز لمنح صوته في انتخابات الرئاسة السودانية للمرشح المفترض سلفا كير، الذي لم يكترث بتهافته هذا، ولا بتهافت شيخه، ورفض أن يمنحهم وزارة في حكومة الجنوب كما رفض أن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية!
    وكأنما نسي الأستاذ المحبوب عبد السلام، عندما قرر أن يمنح صوته الانتخابي لسلفا كير، أن لحزب المؤتمر الشعبي مرشح معتمد لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية وهو المدعو عبد الله دينق نيال.
    ولكن هكذا يتصرف الإنسان العاطفي الممزق الولاءات المتجافي عن نداء العقلانية والمنطقية والتفكير العلمي وهكذا تبدو تصرفاته في غاية التغارب والتضارب.



    وكأنما نسي الأستاذ المحبوب عبد السلام كيف شجع حزبه المدعو بالمؤتمر الشعبي الدعوة إلى انفصال الجنوب، وكيف صوت أعضاؤه لذلك الخيار، وكيف تفاخر بذلك كل من رئيس الحزب الترابي ومرشحه الرئاسي نيال!
    وكأنما نسي المحبوب عبد السلام كيف أسهم حزبه في إتيان ذلك الإثم الذي عاد يحمل إصره للمؤتمر الوطني ويجعله سببا من أسباب اشتعال نيران الثورة المزعومة!
    وربما لذلك عاد الأستاذ المحبوب عبد السلام ليختلق الحيثيات الثورية ويزعم أن انفصال الجنوب ومخاطر تمزيق بقية أجزاء السودان أسباب كافية للثورة.
    وما عناه القائل ببقية أجزاء السودان هو بلا مرية إقليم دار فور الذي كان لحزب المؤتمر الشعبي الدور الأكبر في تسعير ناره وذوي اخضراره بأفعال عصابات القتل والإجرام المسماة بجماعات العدالة والمساواة المنبثقة عن المؤتمر الشعبي والتي شكلت ذراعه العسكري التي استخدمها في صراعه غير المبدئي وغير الأخلاقي مع المؤتمر الوطني والوطن.


    ولأن دوافع الحقد وشهوات الانتقام هي المحركات الكبرى الموجهة لعواطف الأستاذ المحبوب عبد السلام فإنه لم يكتف بالتبشير بالثورة الشعبية وحسب وإنما أردف بنذير الحرب التي يتمنى اندلاعها في أسرع وقت بسبب أبيي.
    وهنا قال إن القضايا العالقة والخلافات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني وأزمة أبيي يمكن أن تكون نواة الحرب القادمة.
    وكعادة الأستاذ المحبوب في الانخراط في العداء الحزبي غير الموضوعي فإنه طفف القول عندما لم يتهم حركة التمرد بإتيان شيئ سلبي في هذا الصدد، واكتفى برد السبب كله إلى الحكومة السودانية، فدعاها الي عدم اللعب بالنار، والكف عن جر السودان الي مشاكل وحروب جديدة، وإلى أن تبحث عن حلول إستراتيجية، وإلى أن تترك التآمر الذي يهدد أمن وسلامة ومصير شعبين وبلدين ... وإلى آخر ما قال.
    ومن يقرأ تصريحات الأستاذ المحبوب يرى أن حركة التمرد لم ترتكب إثما في ظنه، ويراها بريئة في رأيه من كل شيْن، ناجية من كل باطل، نقية من كل حوْب.


    والمحبوب عبد السلام يختلف في هذا إطلاقه لهذا التوصيف الجميل الذي يجود به على حركة التمرد مع رأي معظم طوائف الشعب فيها حيث باتت تقتنع بسوء نواياها وشؤم طواياها أكثر من اقتناع قيادات الانقاذ بذلك.
    وأي استطلاع نزيه للرأي العام السوداني يؤخذ بعينات عشوائية أو غير ذلك يدل على ذلك.
    فتعنت باقان وعرمان وبقية أعوان أحلاف الشيطان لا ينكره أي إنسان في السودان!
    هذا وإذا كان الأستاذ المحبوب عبد السلام يصر على أن يرى الأمور بغير عيون الشعب السوداني الذي لا يثور على حكومته، فما هو بقادر على أن يرغم شعبنا السوداني الكريم على أن يرى الأمور بعيون المؤتمر الشعبي الساخطة التي لا ترى إلا المساوئ وإن لم ترها اختلقتها وتوهمتها.
    هذا وما أغلظت في القول على الأستاذ المحبوب عبد السلام إلا لأن أمره بالنسبة لي مفجع وجد مفجع.
    فما أكثر ما آسى على مشهد مفكر أصيل مثله وهو ينحدر إلى مجرد كادر حزبي متنطع وبوق إعلامي أجوف ينعق بالخراب؟!

    -----------

    ماذا يقول المحرض العاطفي اليائس المحبوب عبد السلام؟ ..

    بقلم: د. محمد وقيع الله
    الأحد, 10 نيسان/أبريل 2011 11:52
    Share

    (2من 2)

    لعلها أول مرة يتناقض فيها الأستاذ المحبوب عبد السلام تناقضا صريحا مع شيخه حسن الترابي عندما زعم أن زعيمه لم يتزعم الدعوة إلى الثورة وأنه بقي يفضل عليها مبدأ الإصلاح التدريجي الوئيد.
    وهذا ما حملته تصريحاته القائلة :"وأوضح المحبوب أن د. الترابي عندما يدعو الي ثورة يقول بأنها ليست الفعل الإيجابي الذي يجمع عليه الناس وينتظرونه والأفضل هو الإصلاح المتدرج الرشيد ودعا الشعب السوداني أن لا يياس من روْح الله ورحمته مشيرا إلي أن الشعب السوداني يمكن أن يصل إلي كلمة سواء إذا ما تم تشكيل حكومة إنتقالية وبسطت الحريات وتم إلغاء المواد التي تتعارض مع الدستور في قانون الامن الوطني ".


    وربما صاغ المحبوب هذه العبارات الملتوية لتبرئة شيخه الأسير من تبعة ما قاله مرارا منذ عام 2000م حينما انفصل عن ركب الدعوة الإسلامية وطفق يحفز الناس ويحرضهم ويدعوهم إلى التمرد واجتراح كل ما من شأنه أن يعوق الركب الإسلامي الإنقاذي ويعطله ويضله عن سواء الصراط.
    ورغم مضي الأعوام الطوال فإني ما زلت أذكر جيدا عباراته الانفعالية الحادة المتطرفة التي فاه بها في تخوين تلاميذه ودعا بها الشعب السوداني للثورة عليهم.


    وقد كان ذلك غُبَّ انفصاله عنهم وشروعه في تكوين حزب الضرار المدعو بالمؤتمر الشعبي.
    وقد عجبت يومها ولا زلت في عجبي من عدم مبدئية هذا الإنسان الذي لم يدع من قبل إلى الثورة الشعبية على الإنقاذ وإنما دعا إليها فقط يوم ركلته وأزاحته عن موقعه في سُدَّة القيادة المزدوجة.
    فكانت غضبته تلك غضبة من أجل الذات لا من أجل الوطن ولا من أجل الإسلام.
    وإلا فإذا كانت دولة الإنقاذ فاسدة منذ يومها الأول كما ادعي فلماذا صبر وصابر عشرة أعوام طوال حتى جاء يدعو عليها بالويل والثبور وشرار الأمور؟!


    لماذا سجن الترابي؟


    وبدلا من أن يعزو الأستاذ المحبوب عبد السلام سبب أسر زعيمه وإيداعه سجن كوبر إلى دعوته التحريضية (الثورية) التي كررها مرارا في الآونة الأخيرة فقد آثر أن يستخدم الألفاظ الطنانة التي ليس لها معنى محدد فقال:" إن اعتقال الترابي تعبير عن عجزهم وأعراض لمرض مزمن أصيب به المؤتمر الوطني منذ ميلاده لاسيما وهم يصابون بالتوتر بسبب تصريحاته ويخافون من رجل واحد ويروجون إلي أن الترابي وحيدا وليس معه أحد منذ المفاصلة واصفا النظام الحاكم بأن معطوب ومعذور متسائلا لماذا لايواجهون الكلمات بالسلاح وقوة السلطة المادية ولا يواجهون الفكر بالكلمات مشيرا إلي أن الكثيرين يستنكرون اعتقال الشيخ الترابي لأكثر من سبع مرات خلال الأعوام الماضية منذ المفاصلة والتعامل الذي يتعرض له من هذا النظام الذي لم يراع فيه صحة شيخ يبلغ من العمر 79 عاما مؤسس للحركة الاسلامية وقائدا لهذا التيار وعالم محترم في العالم أجمع يجب أن يكونوا معقولين في التعامل معه وأن يترك في بيته علي الأقل ".
    فهاو المحبوب يكاد يردد أصداء دعايات المؤتمر الشعبي المبهمة التي تغالط فتقول إن المؤتمر الوطني يواجه بقوة السلاح قوة الفكر الأعزل التي يتسلح بها حسن الترابي.


    هذا وكأن جحافل العدل والمساواة اتي تأتمر بأمر الترابي تتعامل بالفكر المجرد!
    وكأنما تحالفات الترابي وتآمراته مع أقطاب الضلال من أمثال فاروق أبي عيسى ومحمد إبراهيم نقد ومبارك الفاضل هي من أعمال العقل المحض.
    وبالطبع فلا أحد يدعو إلى إيذاء الدكتور الترابي ولا إلى اعتقاله ولكن المستغرب هو استنكار المحبوب لاعتقاله وتقديمه في صورة الحمل البرئ وما هو كذلك لدى التحقيق.
    دفاع لفظي لا معنوي عن الترابي:
    وقد ظن المحبوب أنه يدافع دفاعا حسنا عن شيخه بإعادة تأويل بعض أقواله القديمة التي حجب بها مقامات الشهادة عن شباب الحركة الإسلامية الأبطال الذين ظلوا يجاهدون في الجنوب بعد انفصاله هو عن الحركة الإسلامية.


    وهنا قال المحبوب إن هنالك:" أقوال وأحاديث يروج لها البعض تنسب إلي الشيخ الترابي تصف الشهداء بأنهم يموتون (فطايس) علي حد تعبيرهم في إشارة الي الذين فقدوا أرواحهم في حرب الجنوب موضحا بأن ما ينسب دائما للترابي يكون محرفا وغير دقيق وأنه كشاهد عيان يندهش لمثل هذة الروايات مشيرا الي هذة الإشاعات انطلقت بعد الندوة الأولي للترابي بعد المفاصلة في شمبات بعد أن طلب منه أحد أعضاء المؤتمر الوطني أن يحشد الناس للجهاد وأن مدينة (واو) تتعرض إلي الخطر ومن المتوقع أن تسقط في أيدي الحركة الشعبية فكان رد الترابي بأن الناس يستشهدون من أجل المعاني وللحريات والمواثيق والعهود وحقوق الإنسان ومعاني الإسلام وعزته وكرامته وكل هذة المعاني ضيعت في ذلك اليوم الشهير".


    إن هذا هو تأويل المحبوب و(تخريجه) لقول شيخه وهو جهد غير مسدد يدعونا لأن نرفع بإزائه هذا السؤال:
    ترى ما الفرق بين المعنى الأصيل الذي روى به البعض تصريح الترابي ذاك وتأويل المحبوب وتخريجه له غير لفظ (فطايس) هذا الذي نستبعد أن يكون الترابي قد قاله ولكنا لا نستبعد أنه قصد معناه؟!
    وهكذا يبقى المعنى واحدا سواء جاء بهذا اللفظ أو ذاك.
    وهو: يا معشر الشباب المجاهدين في جنوب البلاد إذا قتلتم وأنتم تجاهدون تحت إمرتي وتوجيهي فأنتم شهداء وإلا فلا!!
    فأي شخصنة للمسألة الدينية والوطنية والحزبية أكثر من هذا؟
    وبهذا يتضح جليا أن القضية كانت شخصية وغير مبدئية على الإطلاق في خاطر حسن الترابي وهذا ما يجعلنا نؤاخذه عليها بإطلاق.
    وليلاحظ القارئ أن الأستاذ المحبوب عبد السلام قد ضنَّ في سياق تأويله وتخريجه لكلام شيخه على شباب الحركة الإسلامية بمقامات الشهداء واستخدم عوضا عن ذلك عبارة " الذين يفقدون أرواحهم".
    ولقد أحسن في كل حال إذ لم يستخدم ضدهم لفظ (فطايس) إياه!


    نصائح مرفوضة لأنها غير مخلصة:
    ثم فارق المحبوب نهج الكياسة عندما أسدى بعد هذه الإساءات والمغالطات بعض نصائحه للحكومة فاقترح عليها أن تحل نفسها لتحل محلها حكومة انتقالية لا تنال الإنقاذ أغلبية مقاعدها وأن تقوم هذه الحكومة الانتقالية بإجراء انتخابات بعد ستة أشهر.
    ولم ينس - على طريقة شيخه - أن يشفع اقتراحاته بتهديدات فزعم أن فلول المعارضة ما تزال قوية وموجودة وقادرة علي التغير ولا تنتظره أن يأتي من قبل النظام.
    ثم ابتذل اقتراحا طوبيا آخر قدمه لجهات المعارضة فدعاها إلى:" الاصطفاف حول برنامج يجمع الأحزاب في حزبين كبيرين مجازا كما في أمريكا وبريطانيا وفرنسا يجمع كل اليمين بما فيه المؤتمر الوطني من جهة و حزب آخر يجمع كل اليسار بمافيه الحركة الشعبية من جهة أخري يقدم فيه كل طرف رؤيته من أجل توحيد الأهداف والبرامج والاستعداد للانتخابات القادمة حتي يكون للشعب السوداني برنامجين يختار واحداً منهم برنامج مدني إسلامي أو برنامج إشتراكي علماني ".


    أي أنه يريد أن ينشئ نظام الحزبين في السودان في غضون ستة أشهر لا غير!
    وقد أبدى المحبوب بهذا جهله بتاريخ الأحزاب الديمقراطية في الغرب حيث استغرق التطور عدة قرون تقلص بعدها عدد الأحزاب وخلص القوم إلى بلورة نظام الحزبين في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية.
    ثم أبدى المحبوب جهله بصفة النظام الديمقراطي في فرنسا التي أقام فيها عدة سنين فأدرجه في ضمن نظام الحزبين.
    وفرنسا السياسية إن عرِّفت بصفة عامة فأبرز ما تعرَّف به تعددية أحزابها لا ثنائيتها.
    هذا وربما لم يجهل المحبوب هذه الصفة السياسية البارزة في المجتمع السياسي الفرنسي.
    ولكنها حدة الخصومة العمياء أعمته وجعلته يلقي القول جزافا.

                  

04-12-2011, 03:57 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الشعبي لا يستبعد دسم السم لدكتور الترابي
    التيار


    لم يستبعد الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي كمال عمر أن يكون المؤتمر الوطني دس السم في الطعام للشيخ حسن الترابي داخل المعتقل، مؤكداً عدم ثقته في المؤتمر الوطني، في وقت تمسك فيه حزبه بالاستمرارية بالمناداة والعمل من أجل إسقاط النظام إن كان ذلك بوجود الأمين العام أو غيابه.


    وحمّل عمر الحكومة مسؤولية تدهور الحالة الصحية للأمين العام للحزب حسن الترابي محذراً من مغبة ما سيحدث أن حصل له أي مكروه، وقال (لن يكفينا الشارع) في إشارة لردة فعل عنيفة وغير متوقعة ووصف موتمره الصحافي الذي عقده أمس بدار بالمرتجل الذي جاء في ظروف سياسية حرجة.

    التيار
    11/4/2011
                  

04-13-2011, 10:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    السيدة وصال المهدي.. عن السجن والمرض
    الحكومة سببت الضغط للترابي .. شيخ حسن أحسن سياسي ولا يتذرع بالمرض .. استجوبوه مرة واحدة سألوه عن اسمه فقال لهم نسيته

    حاورها: فتح الرحمن شبارقة .. تصوير: إبراهيم حامد

    الظرف الصحي الذى نُقل على إثره في اليومين الماضيين د. حسن الترابى من سجن كوبر، إلى مستشفى ساهرون، هو ذاته الذى جعلنى أذهب إلى منزله بالمنشية ظهيرة الأمس. حيث إلتقيت هناك بزوجته السيدة وصال المهدى بعد عودتها مباشرة من زيارة الشيخ المريض والمعتقل في الآن ذاته.
    رغم غضبها ممن وضعوا زوجها خلف القضبان، وحزنها البائن على وضعه الصحى الذى لا يسر فيما يبدو، ضحكت وصال عندما شبهت لها هاتفها بمكتب البلاغات. فقد كان من الطراز الحديث لا يكف عن الرنين طوال فترة الحوار.. حوار إستطال على قصره بسبب زحمة من يجيئون للسؤال عن أحوال الترابى مريضاً ومعتقلاً، ورغم تلك الزحمة، لم تنس أن تصر على أن نتناول معهم طعام الغداء، فاعتذرنا شاكرين لها تلك اللفتة الكريمة، فلم يكن ممكناً أبداً الإنتظار، أو الإسترسال أكثر، أو أن نخرج منها بحديث أكثر مما هو موجود أسفل الأسئلة التالية:

    * عرفت بأنك عدت قبل قليل من زيارة للدكتور الترابى، كيف تصفين لنا وضعه الصحى؟
    - وضعه الصحى عندما دخل إلى سجن كوبر في (17) يناير، كان سليماً وتماماً لا يشكو من أى شيء، وحتى الدكتور الذي يعاوده لقياس الضغط كان بيقول ما عندو أي ضغط. لكن الآن في ساهرون أصبح ضغطه مرتفعاً بإستمرار، فمرة قفلوا عليه الباب من الخارج ومضوا. فهو مسجون مرتين يا ابني.. مرة في سجن كوبر، ومرة أخرى في المستشفى.
    * هل تريد أن تقولى سيدة وصال، إن الترابي لم يشكو من الضغط قبل إعتقاله؟
    - نعم.. الترابي الضغط جاءه في سجن بورتسودان. وكل أسرة الترابي ما عندها ضغط، بل بالعكس عندهم هبوط، ومرات شيخ حسن بجيهو هبوط لأنو بيعرق كثيراً و(ما بشرب موية). فأنا بعتقد أن الحكومة هي التي تسببت له في الضغط.
    * أنت تتحدثين عن ضغط، والبعض يتحدث عن (إنزلاق).. هل صحيح الترابي وقع على ظهره؟
    - صحيح.. فهو كان يتوضأ في حمام غير نظيف. والحوض الموجود به كان عالياً، وعندما أراد الترابي غسل رجله الشمال في الوضوء وقع على ظهره وهو عمره (79) سنة، أكمل عامه الـ (79) في الأيام الفائتة بالسجن.
    * المشاع أن الحكومة تولي الترابي رعاية خاصة، وتحرص على أن لا يتضرر؟
    - الحكومة لا تستطيع أن تقول الحقيقة لأنها لا تريد تشويه صورتها. وهم عايزين يستريحوا منه سواء أكان ذلك بضغط أو موت أو أى شيء آخر. وأنا بتمنى من الله أن يكون عمر شيخ حسن مثل عمر أبوه.
    * وكم كان عمر والده عندما توفي؟
    - (110) سنوات.
    * هل يعانى الترابى من مرض مزمن؟
    - لا.. ما عنده أى مرض إلا حساسية تأتيه أحياناً.
    * يلاحظ البعض أن الترابى خارج السجن يكون في صحة ونشاط، ولكن ما أن يدخل السجن حتى تترى الأخبار عن مرضه، وكأنه يتذرع بالمرض للخروج من السجن يقول البعض؟
    - لا.. هو لا يتذرع بالمرض أبداً. فالنميرى سجنه ثماني سنوات ولم يمرض، ولم يمرض في مرات عديدة سجن فيها، لكن هم الذين باتوا يرفعون ضغطه.
    * من الذين يُسمح لهم بزيارة د. الترابي؟
    - قرابة الدم فقط.
    * ما الذي أنجزه الترابى في الفترة الأخيرة داخل السجن؟
    - هو الآن يتم في التفسير التوحيدي للقرآن، وأحياناً يقرأ، وقد سُمح له براديو بعد شهرين من الإعتقال.
    * يتحدث البعض عن زيارة يقوم بها بعض المسؤولين في الحكومة بصورة غير رسمية؟
    - أبداً.. أبداً، هذا غير صحيح.
    * هل لديك علاقات مع زوجات المسؤولين في الحكومة؟
    - أبداً.. (لا بزورنى ولا بزورهن إذا لاقيتهن في الشارع ما بسلم عليهن).
    * بوصفك سياسية وليست إمرأة د. الترابى فقط هل...؟
    - قاطعتنى بقولها: أنا ما سياسية.
    * طيب.. هل صحيح أن حزب المؤتمر الشعبي يسجن مع الترابى ولا يرصد له حراكاً إلا عندما يتحرك الترابي خارح السجن؟
    - هذا الكلام غير صحيح يا ولدي.
    * قدمتم مذكرة لوزير العدل بعدما تجاوز إعتقال فترة الـ (45) يوماً القانونية إلى ماذا إنتهت مذكرتكم تلك؟
    - رسلنا خطاباً للنائب العام، ولم يردوا لينا.
    * هل تقبلوا بأن يخرج الترابى من السجن على أن يقيم في بيته من غير نشاط سياسي.. أيمكن تقبلوا بهكذا مقترح؟
    - (هو بشاورنا.. إنت قايل شيخ حسن بشاورنا).
    * إذا شاوركم في هذا الأمر، فهل ستنصحونه بأن يترك السياسة؟
    - لا نقبل بذلك ولا نشير عليه أن يترك السياسة.. كيف يقعد في البيت وأنا بفتكر أن شيخ حسن هو أحسن سياسي. وهو لا يريد السياسة وإنما يريد أن يرفع الإسلام.
    * ألم تنصحوا الترابي في يوم من الأيام كأسرة بأنه خلاص.. كفاك سياسة؟
    - لم نقل له ذلك أبداً، وهو (ما بسمع كلام زول). فى آرائه وعقائده.
    * دعك من النصيحة.. كأمنية هل تتمنوا أن يترك الترابي السياسة بعد الثمن الباهظ الذي بات يدفعه فيها؟
    - لا.. فنحن خرجنا في سبيل الله، ونحن قدوتنا الرسول (صلى الله عليه وسلم) وهو لم ينتصر (بأخوى وأخوك).
    * هل تسبب السجن في حدوث أمراض للدكتور الترابى؟
    - نعم وأخرها (الإنزلاقة) الأخيرة هذه.
    * مشاكل السجن معروفة، لكن هل إستفاد الترابي من السجن؟
    - طبعاً.
    * في ماذا؟
    - في أيام نميرى مثلاً حفظ القرآن وتعلم اللغة الألمانية.
    * البعض يعتقد أن السجن أفاد الترابي من إتجاه آخر.. حيث يسلط عليه الأضواء ويحيط إعتقاله كما يحاط خروجه عادة بزخم إعلامي كبير جداً؟
    - هو لم يقصد ذلك، ولم يقصد شهرة ولا هو الذي يطلب من الحكومة أن تعتقله هو يقصد أن يفعل الأشياء التي يرى أنها صاح لكل العالم الإسلامي، فهو لا يحصر تفكيره في السودان فقط.
    * هل تستطيعين إحصاء عدد المرات التي أعتقل فيها الترابي؟
    - تم إعتقاله ثماني سنوات في عهد نميرى. وفي هذا العهد أُعتقل ست مرات.
    * هل تمت محاكمته أو حتى سؤاله في المرات الست التي أعتقل فيها أخيراً؟
    - لم يحصل إلا مرة واحدة سألوه عن إسمه فقال لهم نسيته.
    * إعتقال د. الترابي، هل تعتقدين أنه ثمن لمواقف أم ثمن لأخطاء السيدة وصال؟
    - هو نتيجة لأخطاء من الحكومة التي تريد أن تضعف شخصية شيخ حسن وحزب المؤتمر الشعبى.
    * دعنى أسألك سؤالاً خاصاً نوعاً ما، كيف تدار الأمور بالمنزل في غياب الترابى بالمعتقل؟
    ضحكت ثم قالت:
    - أنا وبناته وأبناؤه ندير البيت ونحن عندنا إخوان كثر يساعدوننا. وأصلاً شيخ حسن لا يفهم في الأمور المنزلية.



                  

04-13-2011, 05:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    حكومة المؤتمر الوطني خارجة عن القانون!!


    /بارود صندل رجب
    Apr 12, 2011, 08:16

    حكومة المؤتمر الوطني خارجة عن القانون!!

    من البؤس أن تنسب الحكومة نفسها إلي المشروع الحضاري الإسلامي باعتبار أن هذا المشروع لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يقر صحة خروج الحكومة أو الحاكم عن القانون أو التشريع الإسلامي ، النهج الإسلامي القويم هو الالتزام الكامل بالقانون والنزول عند حكم الشريعة {وما كنا معذبين حتي نبعث رسولا}وأن القانون الساري أي كان هذا القانون يسري علي الجميع حاكماً أو محكوما ، شريفاً أو ########اً و عطفاً علي هذا فأن الحكومة هي الأولي بالالتزام بالقانون واحترام سيادة حكم القانون باعتبارها واضعة هذا القانون وباعتبارها أيضاً قدوة لرعاياها ، هذه الحكومة التي تدعي إنها مصطفاة من رب العالمين لإقامة العدل في العالم تفتقر إلي أبسط مقومات الحكومة الراشدة....


    .من الرشد أن تلتزم الحكومة بحسن تطبيق القوانين ! لو ذهبنا نعدد حالات خروج الحكومة عن القانون لعجزنا عن تعديدها بل أن الخروج عن القوانين وضربها عرض الحائط أصبح مبدأ راسخاً لدى حكومة المؤتمر الوطني ولكن نورد بعض الامثلة الحاضرة التي تبين مدى أستهتار الحكومة واستخفافها بالقوانين ، في الاعتقالات الأخيرة لقيادات المؤتمر الشعبي وعلي رأسهم الشيخ حسن الترابي لم تبين الحكومة سبب هذا الاعتقال !! وبيان السبب لا يتم عن طريق التصريحات بل يجب أن يدون السبب في الاورنيك المعّد لذلك وأن يوفع عليه من جهة مسئولة ويختم بختم تلك الجهة ويسلم صورة للمعتقل أو لمحاميه كأحكام المادة {51} من قانون الأمن الوطني لسنة 2010م {يجب أن يبلغ الشخص عند اعتقاله بالأسباب الداعية لذلك}لا أحد يعلم ما هي الأسباب والدواعي لهذه الاعتقالات وما نشر في الصحف علي لسان بعض المسئولين متناقض بشكل فظيع , تصريح منسوب لمصدر أمني أشار الي ضبط مستندات لدى قادة حركة العدل والمساواة تؤكد علاقة حزب المؤتمر الشعبي بحركة العدل وأن الحزب يقوم بتمويل أنشطة الحركة والاشراف علي عملياتها العسكرية بدارفور !!!


    اذا كان الامر كما ذكر لماذا لا يواجه المعتقلون بهذه الوقائع ؟ والتصريح الآخر المنسوب لنافع علي نافع زعيم المصطفين الأخيار ؟ الذي برر الاعتقالات بوجود مخطط تخريبي يحوى أغتيالات والإخلال بالأمن لإحداث فتتة وإطلاق شرارة لتنفيذ خطة المعارضة المعلنة لإسقاط الحكومة وأن المعارضة تسعي لتحريك الشارع} بالله عليكم كيف يخرج هذان التصريحان من مشكاة واحدة ؟! أي تخبط وفقدان للبوصلة !! أي السببين أحق بالذكر ؟ يحصل هذا والدستور الانتقالي ينطق بالحق والعدل متضمنا وثيقة الحقوق عهداً بين كافة أهل السودان وبينهم وبين حكوماتهم علي كل مستوي والتزاما من جانبهم بأن يحترموا حقوق الإنسان والحريات الأساسية المضمنة في الدستور وأن يعملوا علي ترقيتها} وفعلاً عملوا علي خنقها ووأدها في مهدها قبل أن تري النور ، ويتوالي نصوص الدستور في حماية الحقوق والحريات قائلة ( لكل شخص الحق في الحرية والأمان ولا يجوز إخضاع أحد للقبض أو الحبس ولا يجوز حرمانه من حريته أو تقييدها إلاّ لأسباب ووفقاً لإجراءات يحددها القانون} هم لا يقرأون هذه النصوص وأن قراؤها ضربوها عرض الحائط واستبدلوها بقوانين أو أحكام قرقوش أو قوش ،


    لو أن قراقوش المسكين بعث من جديد ورأي أفعال قوش وأمثاله في حكومة المؤتمر الوطني لعاد الي مرقده خجلا لتواضع أحكامه العشوائية في مقابل أحكام هؤلاء ، هؤلاء أتوا بما لم يأت به قرقوش أو غيره !! أليس من النجني علي الإسلام ومثله وقيمه أن ينسب ما يفعله هؤلاء إلي الإسلام ّّ أفعلوا ما بدى لكم ولكن لا تأكلوا الدنيا بالدين ، لا تكونوا لصوصاً وقطاع طرق تقطعون علي العباد طريق الله !!

    وفي الاعتقال لا يجوز معاملة المعتقل علي نحو قاسي أو لا إنساني او مهين } وشخص مثل الشيخ حسن يتعرض لمعاملة قاسية ومهينة لا نتحدث عن الزنزانة وضيقها وعدم صلاحيتها حيث ترتع فيها الحشرات من كل لون وجنس !! ولا عن الإضاءة ولا عن الحبس الانفرادي ولا عن العزلة فهذه من سفاسف الأمور ولكن نتحدث عن حقه في تلقي العلاج اللازم ، هذا الشيخ لا يستجدي الباطل لذلك تراه في السجن لا يشكو سوء الحال ولا يتذمر مع أنه يتعرض كل مرة للأذى من المواسير البالية التي تفتقر إلي الجودة !! كما حصل له قبل أيام وقد ثار لغط حول علاجه فتدخل الأجاويد حتى يسمح له بتلقي العلاج مع أن العلاج حق بموجب كل القوانين بما فيه قانون الأمن الوطني نفسه المادة {51/7} { للشخص المعتقل الحق في الرعاية الطبية } تجاوز هؤلاء الناس القوانين والنظم مجرد خبط عشواء , وصلت الحكومة مرحلة متأخرة حين ضنت علي الشيخ حسن الرعاية الصحية اللأزمة ، فهذا قطبي المهدي يصرح بأن صحة الشيخ الترابي غير متدهورة ويوكد في ذات الوقت بأنه متقدم في السن وانه يحتاج لعناية والرعاية الصحية لكن ماذا يا هذا !! مثل هذه التصرفات والمخالفات تكفي لإسقاط الحكومة في أي بلد من بلدان العلوج الكفرة ولا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم !!

    الأمثلة الكثيرة ، سبق لجهاز الأمن أن قام بالقبض علي متهمين براءتهم محكمة مختصة وأمرت بإطلاق سراحهم ولم تعجب هذا القرار { الحكومة } فبدلاً من اللجوء إلي المحاكم الأعلى عن طريق الاستئناف لإلغاء حكم المحكم الابتدائية ، ضربت الحكومة بأحكام القضاء عرض الحائط واعتقلتهم من ساحة المحكمة ، وقد تكررت هذه الممارسات تباعاً، وفيما يتعلق بقرارات النيابة العامة فأن الحكومة لا تابه بها ،



    عدد من المعتقلين منذ أحداث أمدرمان وبعد أكثر من عام ونصف في الاعتقال ثم تحويلهم إلي النيابة المختصة بواسطة جهاز الأمن الذي قام بفتح بلاغات في مواجهتهم ، قامت النيابة بتحرياتها وتحقيقاتها وتوصلت إلي قرار بعدم وجود بينات تبرر تقديهم للمحاكمة وأمرت بإطلاق سراحهم ولكن الجهاز الجهة الشاكية عزت عليها أن يخرج هؤلاء إلي الحرية فأعادت القبض عليهم وإعادتهم إلي المعتقل وهي حالات كثيرة ومعلومة ومرصودة بواسطة الهيئات الدولية ولكن لا أحد في الحكومة حرك ساكناً ونطق بالحق مستنكراً لهذا السلوك؟ وتتوالي الادانات الدولية تباعا لحكومتنا السنية , أبعد هذا تطلب الحكومة من الناس عامة الناس الالتزام بالقانون ....

    إذا كان رب البيت بالدف ضارب فما شيمة أهل البيت إلاّ الرقص والحكومة تجيد الرقص ...... ودقي يا مزيكا.



    بارود صندل رجب

                  

04-13-2011, 09:07 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    بروفيسور الطيب زين العابدين في حوار المراجعات مع (الأهرام اليوم) (1-2)

    2011/04/11 - 15:18
    حوار- عبدالرحمن العاجب


    متواضع، سمة العلماء في كل زمان، شفرة جاذبيته تراوح مزجه بين خصلتي المعرفة والمرح، فالرجل لا يفتأ يحاصر المستمع إليه بالحكمة والقفشة. المثير في الأمر أنه يرد على هاتفه الجوال في كل الأوقات بلا تمييز، وهي ميزة في عرف الكثير من الساسة تحط من قدر المتمتع بها، بل ويراوح فهم العديد منهم أنه كلما زادت مكالماتك الفائتة علا مقدارك..!!



    (الأهرام اليوم) جلست إلى البروفيسور الطيب زين العابدين في مكتبه المتواضع المطل على شارع النيل بجامعة الخرطوم وطرحت عليه أسئلة عدة حول الواقع السوداني وحالات الشد والجذب بين الدعوة للدولة الدينية والأخرى العلمانية في دولة الشمال عقابيل الانفصال.. التنوع وكيفية إدارته، وجدال الشريعة. ناقشنا معه كذلك موضوعات المؤتمر الجامع الذي تسعى إليه المعارضة، ودعواتها كذلك لإسقاط النظام. العدالة الانتقالية كانت حاضرة ضمن هذا الحوار، وكذا مسألتا أبيي ودارفور.. معاً نتابع حصيلة ردوده:



    { بعد الانفصال هل ما زال الرهان على الوحدة قائماً وعودة الجنوب إلى الشمال؟


    - من ناحية نظرية الاحتمال قائم لكنه ضعيف، إلا في حالتين: إذا أصبحت دولة الجنوب فاشلة، وفي نفس الوقت السودان الشمالي يصبح دولة جاذبة، وبالتالي يكون هنالك مبرر لهذا الأمر، النماذج في العالم قليلة، منها اليمن الجنوبي عندما انفصل بعد تحرير اليمن إلى دولتين واستمر لفترة طويلة بآيدولوجيتين مختلفتين وبشعارات وسياسات مختلفة ولكن في الآخر دولة اليمن الجنوبي فشلت فشلاً ذريعاً، بل اقتتل الإخوة الأعداء في ما بينهم، وأصبح بالنسبة لهم اليمن الشمالي بلداً جاذباً ومستقراً. الاحتمال من ناحية نظرية قائم لكنه ليس كبيراً.


    { تجارب الانفصال التي حدثت في العالم هل هي شبيهة بما حدث هنا؟ وما الذي يميز حالة السودان عن الحالات الأخرى؟


    - دعنا نبدأ بأفريقيا لأن العالم مختلف والدولة في أوروبا تختلف، ولا يمكن أن نقارن بألمانيا مثلاً، فألمانيا الغربية ما زالت تدعم ألمانيا الشرقية بمليارات اليورو، وبالتالي الفرق كبير.
    حالات الانفصال في أفريقيا قليلة جداً، واحدة (بيافرا) في نيجيريا في الستينات، وأيضاً كانت أسبابها عرقية ودينية وثقافية لكن هذه المحاولة لم تنجح لأن (بيافرا) كانت صغيرة ولأن الدول الأفريقية لم تعترف بها، اعترفت بها دول قليلة جداً مثل تنزانيا ودولتان أخريان وفي ذلك الوقت كان الحكم عسكرياً والحكومات الاستعمارية نجحت في أن تهزم المحاولة، وبعد ذلك أصبحت هنالك حلول سياسية وزادوا المحافظات في نيجيريا، والمثال الثاني الذي نجح فعلاً وحقق الانفصال؛ أرتريا، وهي لها أسبابها الخاصة وهي تختلف عن السودان لأنها أصلاً لم تكن دولة واحدة، بل هي كانت دولة منفصلة وكانت تحت الوصاية لأثيوبيا وفي الآخر أثيوبيا ضمتها لها بالقوة، وبالتالي أصبحت هي دولة لها الحق في أنها تقرر مصيرها لأنها أصلاً لم تكن تتبع لأثيوبيا ولم تكن جزءاً من أثيوبيا القديمة. هنالك محاولات حدثت في (موزمبيق وأنغولا وفي الكنغو) والكنغو انفصلت وأصبحت هنالك الكنغو زائير والكنغو الديمقراطية الآن.
    نموذج السودان أنا أعتقد أنه مختلف، لكن أهم معلم فيه جعل الحكومة في الخرطوم تقبل بتقرير المصير، ولذلك أنا أعتبر أن حالة السودان إلى حد ما مختلفة، وإلى حد ما أيضاً انفصال الجنوب وجد دعماً دولياً لأسباب ضد السودان الشمالي، وليس لمصلحة الجنوب، لأنه دولة عربية إسلامية ودخلت في مغامرات سياسية ضد الدول الكبرى في المنطقة.



    { التنوع في السودان أصبح مصدراً للصراع والنزاع، كيف تفسر هذه الحالة؟



    - جميع الدول الأفريقية بها تنوع ثقافي وتنوع عرقي، لأن الحدود حدود اصطناعية صنعها الاستعمار، وحتى الصومال (دولة واحدة وقومية واحدة ولغة واحدة ودين واحد) قام بتقسيمها، أغلب الدول الأفريقية نجد بها قبائل مشتركة ومتداخلة، ومنظمة الوحدة الأفريقية قبلت بهذه الحدود، كما تركها الاستعمار، وقالت إذا فتحنا هذا الباب فإنه لن ينتهي، وأيضاً الاتحاد الأفريقي تبنى نفس الفكرة ومجلس الأمن والأمم المتحدة جميعهم يقبلون بهذه الحقيقة، وأن لا يلجأ الناس للانفصال بصورة سهلة، لكن عندما تحدث حروب وقتال تستمر لعشرات السنين وعدم قبول كامل تكون المآلات بمثل هذه النهايات، والمشكلة تكمن في أنه لا بد من حسن إدارة التنوع، فحسن إدارة التنوع لديه شروط، باعتبارنا قبائل مختلفة وأقاليم مختلفة، والاختلاف العرقي معه اختلاف إقليمي، وبالتالي المطالبة بالانفصال ممكنة، وهنالك كثافة للقبائل في أقاليم محددة، وقبائل الجنوب كل قبيلة لديها منطقة ومعروفة جداً، ولا يوجد أي خلاف حول هذا، ما أريد قوله أنه بدون حسن إدارة التنوع، فإن التنوع يقود إلى مشاكل.


    السودان كان دولة مركزية قابضة، وخاصة في ظل الحكومات العسكرية، والحكومات العسكرية حكمت السودان (40) سنة، تريد أن تمسك البلد بالقوة وليس بصورة سياسية فيها نوع من التراضي، والأحزاب أيضاً في البداية كانت تخشى من الفيدرالية للجنوب التي كان يطالب بها قبل الاستقلال، وكانوا يعتقدون أن هذا المطلب يمكن أن يقود إلى انفصال، وبالتالي يجب ألا يسمح به على الإطلاق. وبداهة التنوع يتطلب ديمقراطية، فأي إقليم مهما صغر أو كبر يريد حظه من أنه تكون لديه مشاركة سياسية ونواب في البرلمان، وأن يكون هنالك حكم راشد يعطي كل ناس حقوقهم ويراعي حقوق الأقليات ومشاكلها، بالإضافة إلى التوزيع العادل للثروة، وتكون هنالك تنمية، لكن حكومة الإنقاذ نفذت آلاف الكيلومترات من الطرق وإلى اليوم لم تكمل طريق الإنقاذ الغربي الذي دفع فيه أهل دارفور وكردفان سكرهم لعدة سنوات، ولم تنفذ طريقاً واحداً للجنوب. نحن إذا سلمنا بأن الجنوب مختلف مع الشمال ففي الشمال نفسه نجد اختلافاً مع الشرق - تم توقيع اتفاقية مع أهل الشرق - وأيضاً دارفور ما زالت قضيتها معلقة، وهي ما زالت تطالب بمنصب نائب رئيس، وأعتقد أنه يجب منحهم منصب نائب رئيس كي يحفظ لنا الوحدة مع دارفور، فمنذ أن بدأت مفاوضات دارفور ظلت مختلفة حول قضيتين فقط؛ هي نائب الرئيس والإقليم الواحد، مع العلم أن الحكومة عندما جاءت الإنقاذ وجدت المنطقة إقليماً واحداً، وهذا منطق غير مقبول..!!


    الآن لدينا مشكلة أيضاً في جبال النوبة التي فيها (40) ألف جندي يتبعون للجيش الشعبي، والنيل الأزرق التي طالبت بالحكم الذاتي، والتنوع لا تتم إدارته بهذه الصورة، بـ”الاستهبال”، بل يدار بتراضٍ سياسي، هذا يحتاج لمجهود حقيقي للمحافظة على هذا التنوع، وأفضل مثل في أفريقيا ضربه مانديلا. السياسة لا تحتاج إلى حماقة ولا “رجالة”، ولا تحتاج إلى “ألحس كوعك”، بل تحتاج إلى تخطيط حقيقي، ونحن لم نبذل مجهوداً حقيقياً بعد، وإذا ظللنا بهذه الصورة فيكمن أن ينقسم السودان مرة أخرى..!!



    { إذن أنت تلمح إلى أن حديث الرئيس حول تحديد هوية السودان بكونها عربية إسلامية فيه عدم اعتراف بالتنوع؟


    - حديث رئيس الجمهورية حديث سياسي، وتطبيق الشريعة صعب في السودان لأن التنوع موجود في السودان، وحتى الآن لدينا مواطنون كثر غير مسلمين في النيل الأزرق، وهنالك وثنيون في جبال النوبة والنيل الأزرق، ولدينا الأقباط موجودون. هنالك تنوع، ونحن لم نشتك من التنوع الديني، بل هنالك تنوع عرقي وتنوع ثقافي، وأقل عامل في الصراع في السودان هو الدين. الجنوبيون في السابق كانت لديهم كنيسة في القصر الجمهوري منذ عهد غردون إلى أن جاء نميري وأقنعهم وقام باعطائهم كنيسة في شارع واحد وفي الرياض، وكانت الكنيسة داخل القصر الجمهوري وتم نزعها في السبعينات، وبالقرب من وزارة الخارجية هنالك كنيسة، وهنالك كنائس أخرى كثيرة في الخرطوم، التربية المسيحية تدرس في المدارس ولا توجد مشكلة دينية أصلاً، لكن المشكلة اقتصادية وسياسية وتنموية وهذه هي التي تؤدي إلى الصراع، الصراع في السودان لم يكن صراعاً دينياً.

    نحن نحتاج لعدالة ولمحاربة الفساد الذي يشتكي منه الناس والعدل في معاملة جميع الناس، والعمل بقيم الدين الأساسية وممارسة الشورى التي هي جزء من الدين ومنصوص عليها في الدين. ونحن في جامعة الخرطوم أخذوا منا (110) آلاف متر مربع تتبع لـ(البركس) بدون أن يشاور الرئيس أي إنسان، وأتحدى أي إنسان أن يقول إن الرئيس شاوره.. (110) آلاف متر تم نزعها من جامعة الخرطوم كي يعطيها لصندوق رعاية الطلاب، وكلمة دولة عربية إسلامية هذه لم تنجح في السودان، من قبل حاول نميري تطبيق الشريعة وفشل في ذلك، والقانون الجنائي الحالي هو نفس القانون الذي وضعه نميري، ولكن الدين ليس هو القانون الجنائي، بل تطبيق قيم الدين الأساسية وهي العدالة والحرية والشورى والمساواة بين الناس، هذا هو الذي يحتاج له المواطنون، لا يحتاجون لدولة إسلامية عربية. حديث الرئيس هو حديث سياسي ولا داعي له. أنا لا أمانع في أن تكون الدولة عربية إسلامية لكن يجب أن تكون دولة إسلامية عربية “مجيّهة”.



    { كيف تنظر إلى دعوات بعض القوى السياسية لتشكيل حكومة قومية وهل يمكن أن تكون مخرجاً من أزمات البلاد؟


    - أحزاب المعارضة معترفة بأنها ضعيفة، وأنها غير منظمة وأن مقدراتها وإمكاناتها أقل بكثير من المؤتمر الوطني، ومن قبل قمنا باستطلاع لأعضاء الأحزاب السياسية، وأغلبهم سلّم بأن المؤتمر الوطني لديه وجود حقيقي وكوادر، لا أعتقد أن الأحزاب إذا وجدت احتراماً في التعامل مع المؤتمر الوطني وحواراً جاداً، ماذا تعني (حكومة قومية) و(حكومة ذات قاعدة عريضة) و(حكومة ائتلافية)؟ هذه كلمات، لكن تعني ماذا في النهاية؟ نحن نريد شكل الحكومة ووضع المواطنين والأحزاب فيها يكون بأي شكل، يجب أن لا يختلفوا في المسميات والشعارات والكلمات، يجب أن يحدث حوار أولاً بخلاف المسمي للحكومة،

    الإشكال لم يكن حول اسم الحكومة، بل الإشكال في أن تعامل أحزاب المعارضة باحترام، حيث هنالك عدم احترام للمعارضة، وهنالك استهانة بها وهذا نوع من الغرور الذي أصاب المؤتمر الوطني، والمشكلة لم تكن في اسم الحكومة ولا حتى في التمثيل لأنهم لم يصلوا إلى مرحلة التمثيل والمحاصصة، من قبل عندما أراد حزب المؤتمر الوطني أن (يشق) حزب الأمة أعطوا مبارك الفاضل (5) وزارات وغيروا له قانون الأحزاب، في السابق كان هنالك قانون أحزاب التوالي غيروا القانون كي لا يلزمونه بإقامة مؤتمر، وفي عام 2002م تغير قانون الأحزاب لشخص واحد هو مبارك الفاضل لماذا؟ لأنهم كانوا يريدون أن (يشقوا) حزب الأمة، ولكن الآن مبارك الفاضل رجع مرة أخرى إلى حزب الأمة، والحركة الإسلامية هي التي (انشقت) وإلى الآن لم تتوحد، لذلك يجب أن يكون هنالك تعامل جاد مع المعارضة وأن يتناقشوا في مسألة الحكومة وتكوينها والدستور والانتخابات وأن يتم هذا بنوع من الندية،

    والمسألة لم تكن مسألة اختلاف في اسم الحكومة، وأنا أعتقد أن المعاملة غير جادة من قبل الحكومة، وهنالك عدم جدية من الحكومة في الحوار مع المعارضة، والمشكلة لم تكن في اسم الحكومة بل المطلوب هو الحوار الجاد من الحكومة كي تصل إلى اتفاق مع المعارضة وتصل إلى حل وسط لأن الديمقراطية جميعها مبنية على التسوية والسياسة أيضاً كذلك، والحكومة في بعض الأحيان تدعو الناس إلى القوة وتقول نحن استلمنا هذا الحكم بالقوة والذي يريده يأتي لنا بالقوة، وهذا لم يكن حديث سياسة، بل هذا حديث عنده “اسم ثانٍ”، وبخصوص أن دعوات القوى السياسية لتشكيل حكومة قومية هل يمكن أن يكون مخرجاً من الأزمات، أنا أعتقد أن أي إنسان يدعو إلى الشيء الذي يريده، لكن المحك في أن يتلاقى هؤلاء الناس ويتحاورا بجدية في هذا المجال ويصلوا إلى حل في الموضوع، والمسألة لم تكن اختلافاً حول شعار أو اسم.
    { حسناً: لكن نجد أن هنالك بعض الأحزاب السياسية مثل (المؤتمر الشعبي) يدعو إلى العمل على إسقاط النظام في الظرف الحرج الذي يمر به السودان..

    هل إسقاط النظام سيكون من مصلحة السودان والقوى السياسية أم أنه سيخلق مزيداً من التمزق والشتات؟


    - المؤتمر الشعبي منذ أن بدأ يدعو إلى إسقاط النظام وهذه الدعوة لم تكن دعوة جديدة، لكن الآن يعتقد أن المناخ مناسب، ويرى أن هذه الحكومة مسؤولة عن انفصال الجنوب، وهي بالتأكيد مسؤولة عن انفصال الجنوب، وهذا جريمة سياسية في حق وحدة السودان، وبالتالي يمكن يستعمل ضد هذه الحكومة، وأيضاً أصبحت هنالك انتفاضة عربية في عدد من البلاد العربية وهنالك ظهور، وهذا أيضاً مناخ يساعد في هذه المسألة، لكن أصلاً هذا هو خط المؤتمر الشعبي منذ أن بدأ أنه يريد إسقاط هذه الحكومة،

    لكن هو لم يكن عنده القدرة كي يسقط هذه الحكومة، وصحيح إذا تعبأت قوى كثيرة جداً وأغلب القوى التي تُعبأ، والتي عُبئت فعلاً، سواء أكانت في مصر أو تونس أو ليبيا، هؤلا لم يكونوا أحزاباً سياسية، بل هؤلا ناس لم يكونوا عاملين وغير محترفين للعمل السياسي، لكن كرهوا حكوماتهم بـ”الله واحد”، لأسباب كثيرة جداً جداً، والأسباب هذه في السودان موجودة، الظلم موجود، والمحسوبية موجودة، والاستبداد موجود، وضعف الحريات موجود بأسباب مختلفة ولم تكن جميع المجتمعات مثل بعضها البعض، والمؤتمر الشعبي وحده لا يستطيع أن يفعل ذلك، وأي اضطرابات لن تكون من مصلحة البلد، لكن أيضاً استمرار الأوضاع الظالمة لن يكون من مصلحة البلد، والخيار لن يكون بين استقرار واضطراب يؤدي إلى إسقاط النظام،

    لكن أنا أقول لك إن الوضع الموجود هذا وضع متأزم وفيه احتقانات سياسية، وهنالك مشاكل في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور وفي الشرق، وهذا وضع غير مقبول وهذا وضع مضطرب، وهذا هو الذي يقود إلى المشاكل، وأنا أعتقد أن الدعوة إلى إسقاط النظام لم تكن في المصلحة، والمؤتمر الشعبي الذي يدعو لها لم يستطع فعل هذا، لكن أيضاً الوضع الموجود هذا لا يصلح للاستمرار، ولم يكن عنده صلاحية للاستمرار، والأخطاء التي جعلت أن تكون هنالك اضطرابات في البلاد العربية أسبابها موجودة أيضاً في السودان، وبالتالي يجب عندما يقول إنسان مثل علي عثمان محمد طه، عندما يقول: نحن نريد نقيم جمهورية ثانية، تفسيرهذا يعني ماذا، هذا يعني أن الجمهورية غير ممتازة وغير كافية وغير مقنعة، لذلك دُعي إلى جمهورية ثانية، لكن يجب أن نعرف الجمهورية الثانية وأهدافها حتى لا تكون مثل شعار السودان الجديد الذي طرحته الحركة الشعبية، ولذلك يجب أن نعرف ماذا يقصدون بالجمهورية الثانية، لكن هذا يفسر بأن الجمهورية الأولى غير صالحة للاستمرار في المرحلة القادمة، ولكن نريد منهم أن يعرفونا بالجمهورية الثانية، ولذلك فإن العمل لإسقاط النظام كشعار فقط لم يكن عنده قيمة، وخاصة عندما يكون الإنسان “ماعندو القدرة عليه”، وهو شيء مضر، لكن أيضاً الأوضاع الموجودة حقيقة أوضاع فيها احتقانات كبيرة ومسببة للبلد مشاكل وسمعة سيئة.



    ------------------


    بروفيسور الطيب زين العابدين في حوار المراجعات مع (الأهرام اليوم) (2-2)

    2011/04/12 - 12:10
    حوار- عبدالرحمن العاجب


    متواضع، سمة العلماء في كل زمان، شفرة جاذبيته تراوح مزجه بين خصلتي المعرفة والمرح، فالرجل لا يفتأ يحاصر المستمع إليه بالحكمة والقفشة. المثير في الأمر أنه يرد على هاتفه الجوال في كل الأوقات بلا تمييز، وهي ميزة في عرف الكثير من الساسة تحط من قدر المتمتع بها، بل ويراوح فهم العديد منهم أنه كلما زادت مكالماتك الفائتة علا مقدارك..!!


    (الأهرام اليوم) جلست إلى البروفيسور الطيب زين العابدين في مكتبه المتواضع المطل على شارع النيل بجامعة الخرطوم وطرحت عليه أسئلة عدة حول الواقع السوداني وحالات الشد والجذب بين الدعوة للدولة الدينية والأخرى العلمانية في دولة الشمال عقابيل الانفصال.. التنوع وكيفية إدارته، وجدال الشريعة. ناقشنا معه كذلك موضوعات المؤتمر الجامع الذي تسعى إليه المعارضة، ودعواتها كذلك لإسقاط النظام. العدالة الانتقالية كانت حاضرة ضمن هذا الحوار، وكذا مسألتا أبيي ودارفور.. معاً نتابع حصيلة ردوده:




    { المؤتمر الجامع.. هل يمكن أن يكون مخرجاً من أزمات الوطن؟



    - أنا لا أحب كلمات (المؤتمر الجامع) و(الحكومة الوطنية) و(الحكومة القومية)، في البداية كانت الدعوة للمؤتمر الدستوري وهي دعوة قديمة، والاسم ليس مهماً. يجب أولاً أن يكون هنالك نوع من الجدية والصدق في أننا نريد أن نحل المشكلة ونناقشها. إذا رغب المؤتمر الوطني في جمع القوى السياسية يجب أن يتم ذلك بدون اسم، وبعد أن يجتمعوا يتفقون على الاسم، المهم هو لقاء القوى السياسية بصورة جادة حتى يتم تجاوز مشاكل البلد السياسية الحقيقية، وهذا يخرج البلاد من الأزمات. بعد مؤتمر كنانة تم تكوين مجلس رئاسي فيه جميع الرؤساء القدامى، هذا المجلس اجتمع لمرة واحدة وبعدها لم يجتمع نهائياً، وفشلوا في تطبيق توصيات الملتقى، ومشكلة دارفور التي عقد بشأنها المؤتمر موجودة حتى الان.
    عدم الجدية هذا من جميع القوى السياسية، لكن يتحمل المؤتمر الوطني الجزء الأكبر، لأنه الحزب الحاكم، والاحزاب أيضاً ليس لديها الجدية الكافية ولا تراعي المصلحة العامة، ومصلحتها في الأول حزبية وشخصية، ومصلحة الوطن تأتي في مرحلة أخرى.



    { بين الدعوات للدولة الدينية أو العلمانية يظل التساؤل عالقاً حول أنسب الصيغ لحكم البلاد؟



    - أسئلتك كلها حول الشعارات، وهذه (أكتر حاجة) أنا غير مرتاح لها.. كلمة علمانية مفهومة على أنها تعني دولة تفصل بين الدين والدولة، والآن حتى أحزاب المعارضة بما فيها الحزب الشيوعي لم تتحدث عن الدولة العلمانية بل تتحدث عن الدولة المدنية، والدولة المدنية ليست في مقابل أو نقيض للدولة الدينية.. والدولة الدينية كذلك بالمفهوم الغربي أصلها في الإسلام غير موجود، الدولة الدينية بالمفهوم الغربي هي أن الذين يحكمون هم رجال الدين، والآن الذين يحكمون هل فيهم رجل دين؟! كلمة دينية يستخدمها العلمانيون في السودان كنوع من الانتقاد للدعوة لحكومة إسلامية، لكن هي حقيقة ليست دولة دينية، والحركات الإسلامية في أغلب العالم الإسلامي قياداتها ليسوا رجال دين.. الحركة الإسلامية التي رئيسها حسن الترابي، هو ليس رجل دين،

    ورجل دين بمعنى أنه شيخ، درس في الأزهر أو درس علوما شرعية، وهذا لم يفعله الترابي.. علي عثمان هل هو رجل دين؟ حسن البنا في مصر لم يدرس بالأزهر ولم يدرس العلوم الدينية، وراشد الغنوشي في تونس كذلك درس دراسة مدنية، وهو أستاذ مواد اجتماعية، وقاضي حسين في باكستان وأغلب حركات العالم الإسلامي التي تتحدث عن السياسة والدين السياسي لم يكونوا رجال دين، رجال الدين هم الذين درسوا علوما شرعية ورأيهم لم يكن ملزما، والأئمة الاربعة «أبوحنيفة»، و«مالك» و«الشافعي» و«ابن حنبل»، جميعهم كانوا ضد السلطة في عهدهم، ومع ذلك مذاهبهم انتشرت أكثر من الآخرين، على الرغم من أنه كان هناك علماء يتبعون للسلاطين، تماماً كما أن هنالك اليوم علماء كذلك، لكن الناس لا يقبلون الفتاوى وفقه السلاطين، لأن قبول الفتوى اختياري وليست مثل الحكم القضائي الذي هو ملزم، والآن الشيخ القرضاوي ما هي سلطته على الناس؟ لا توجد، بيد أنه من أكثر الناس قبولا في الفتوى، وعلى النقيض عندما يأتي شيخ سعودي ويقول إن المظاهرات حرام شرعاً أو المرأة يجب أن لا تقود السيارة هل سأسمع حديثه؟ الكنيسة في الغرب كانت تلزم وكانت تمثل الإرادة الالهية، وبخلاف الشيعة الذين لديهم قدسية لمرجعياتهم فإنه في السنة لا يوجد، بل هنالك اجتهاد، تقبل الذي تريد وترفض الذي ترفضه، ولا يوجد رجال الدين بالمعنى الذي يقول إن حديثهم يمثل شرع رب العالمين.


    أنا شخصيا أقبل تعبير كلمة الدولة المدنية، والإخوان المسلمون في مصر يتحدثون عن الدولة المدنية، وحزب العدالة والتنمية في تركيا استخدم كلمة الدولة المدنية علي الرغم من أنها في الدستور مكتوبة الدولة العلمانية، وهم يقبلون بالدولة العلمانية ويعملون بها بدون رفض، وينجزون أكثر من الذين يتحدثون عن الإسلام، وحركة العدالة والتنمية في المغرب تتحدث عن إصطلاح دولة مدنية مع أن الملك يقول إنه هو أمير المؤمنين، وهو يحكم في دولة علمانية، وكلمة علمانية ودينية هي نوع من التراشق بين الناس المؤيدين للدولة الإسلامية وغير المؤيدين لها.

    أنا أعتقد ان كلمة الدولة الدينية غير مكروهة في السودان، والعلمانية غير مقبولة، وعندما وضع نميري القوانين الإسلامية هاجمها جميع السودانيين، من بينهم الصادق المهدي وجميع الأحزاب هاجمتها وقالت إن هذه القوانين لا تسوى الحبر الذي كتبت به، ولكن بعد أن أطاحت الانتفاضة بنميري وجاءت الحكومة الانتقالية برئاسة سوار الدهب لم تستطع الاحزاب أن تلغيها، مع العلم أن الأحزاب انتفضت ضد جميع سياسات نميري، والصادق المهدي الذي وصفها بأنها قوانين لا تسوي الحبر الذي كتبت به هو نفسه لم يستطع أن يفعل فيها شيئا، وأكبر مشكلة كانت في الحوار بين السيد محمد عثمان الميرغني وجون قرنق، تمثلت في مطلب الحركة بإلغاء القوانين الإسلامية،

    ومحمد عثمان الميرغني رفض الطلب، وفي نهاية الأمر وصلوا إلى معادلة تجميد القوانين الإسلامية، والآن أيضا حكومة الإنقاذ وصلت إلى معادلة وطبقت القوانين الإسلامية في الشمال ولم تطبقها في الجنوب، وفي الخرطوم مراعاة لحقوق غير المسلمين، وإذا أردنا أن نتحدث عن دولة مدنية أو دولة إسلامية يجب أن نعرف ما هي علاقة الدولة المدنية بالدين، والآن في الجنوب الكنيسة لديها دور سياسي كبير، على الرغم من أنهم يتحدثون عن فصل الدين عن الدولة، وكثير من خطابات سلفاكير السياسية أعلنها في الكنيسة، وحديثه الذي قال فيه إن الذي يريد أن يكون مواطناً درجة ثانية عليه أن يصوت للوحدة، أعلنه في الكنيسة الكاثوليكية في جوبا، وجميع الشباب الذين يقومون بتنظيم المظاهرات المطالبة بالانفصال يتبعون للكنيسة الكاثولوكية ومسؤول منهم قسيس كاثوليكي ومعهم شباب آخرون من غير الكنيسة، ولديهم ربط شديد بين الدين والسياسة، وتجد هذا الربط بدرجات متفاوتة في بلاد كثيرة، وفي أمريكا بوش يعتقد أن بعض السياسات هي نوع من الإلهام الديني.


    { حسنا.. ما هو أنسب نظام لحكم السودان في ظل هذا الجدل؟



    - أنا لا أريد أن أقولها بالاسم بل نقولها بالواقع، وإذا قيل إن الدولة الدينية لم تسع الديمقراطية، أنا الذي عشت في الحركة الإسلامية لـ (40) سنة سوف أرفضها، ويجب أن ندخل في التفاصيل ولا نتحدث حول شعار، لأن كل إنسان يكون لديه معنى مختلف للشعار، ونحن نتحدث عن كلمات لم نحدد معانيها، والإسلام ليس ضد الديمقراطية، (واذا كان الاسلام ضد الديمقراطية أنا أرفض هذا الاسلام)، ويجب أن نتحدث عن التفاصيل، هل هذه الدولة تحرم الناس من حقوقهم وهل هي ضد حقوق الإنسان وضد الحريات وغيرها؟ جميع الذين يتحدثون عن الدولة الدينية يقيمون انتخابات..

    من أين أتوا بالانتخابات في الدولة الدينية؟ مع العلم بأنها اجتهاد بشر، لذا فالحديث حول شعارات غير مفيد، يجب أن يحدد الناس ماذا يريدون. بعض السلفيين يقولون هذا الحديث بوضوح: الانتخابات حرام والأحزاب حرام والديمقراطية حرام، وهؤلاء واضحون في حديثهم. يجب أن لا نتحدث عن شكل الدولة بشعارات، والسودان بتعدده هذا يريد نظاما ديمقراطيا وانتخابات ورعاية كاملة لحقوق الإنسان وعدم منع تقلد المناصب للأشخاص بسبب الدين والثقافة المختلفة، وعملياً لأن المسلمين هم الأغلبية لا توجد طريقة لغير مسلم كي يصير رئيس البلاد، لكن يمكن أن يكون وزيراً، وحتى في زمن الخلفاء في عهد الدولتين الأموية والعباسية كان هنالك أشخاص غير مسلمين لديهم مناصب كبيرة جداً، ونائب رئيس طبعاً مجلس الفتوى لم يتحدث عنها، وهو في غياب الرئيس يصبح رئيساً، لكن المجلس لم يستطيع أن يتحدث عنها لأن الحكومة هي التي أصدرت هذا القرار.


    { كيف تنظر إلى حال المعارضة السودانية وما آلت إليه من تشرذم وضعف؟


    - أحزاب المعارضة ضعيفة وانقطعت صلتها بجماهيرها سنوات طويلة، أكثر من عشرين سنة، ثم إنها ابتعدت من السلطة، وكثير من المواطنين غير المؤيدين للمؤتمر الوطني يتحدثون عن أنه لا يوجد خيار أفضل منه، وكأن الاحزاب الاخرى غير موجودة، وهذا إلى حد كبير صحيح، والآن المؤتمر الوطني من أقوى الأحزاب، لكن يجب أن يفتح الباب للآخرين لدخول المنافسة وبعد ذلك (الحشاش يملأ شبكتو)، واذا أردنا المحافظة على الاستقرار يجب أن نحل المشاكل الموجودة حالياً في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق والشرق، ويحدث نوع من التراضي على حلها، وتصبح دولة فدرالية حقيقة، فالدولة الحالية رغم أن عنوانها فدرالي والسلطات ممنوحة للولايات بنسبة كبيرة، لكنها تحتاج لدعم كبير، ويجب أن تتخذ الولاية القرار، وأن تكون الفدرالية بسلطات ولديها موارد وتكون محددة ومعروفة، والآن أغلب الصرف المركزي يذهب إلى الجيش والأمن والشرطة والجزء الآخر هو للولايات، و70%من المال الجاري يذهب إلى القوات النظامية، وهذا حديث وزير المالية السابق الزبير أحمد الحسن، وهذا بعد خروج ميزانية التنمية والبقية تذهب إلى مؤسسات رئاسية، وبهذا لم يتبق شيء للولايات يصب في اتجاه التنمية، وأصبحت الترضية السياسية بالمناصب، ولدينا حكومة مركزية فيها (77) وزيراً و(13) مستشاراً، ومرتب الوزير حوالي (15) مليوناً، إضافة الى الدعم والضيافة والصرف للزوار الذي يبلغ حوالي (15) مليوناً أيضا، وثلاث عربات، وهذه ترضيات سياسية، وهذا ينطبق على الولايات أيضا، فولاية جنوب دارفور فيها أكثر من (30) محلية، مع أن الخرطوم التي سكانها أكثر من (7) ملايين فيها (7) محليات فقط، وجنوب دارفور فيها (30) محلية، والمحليات بها معتمدون وتوظيف وصرف، وفي الآخر أموال الدولة تذهب إلى الدستوريين وأصحاب المناصب التشريعية والنواب،


    ولم تتبق أموال للخدمات كي تنفذ طرق وشوارع ومياهاً وتنمية وزراعة وهكذا، والزراعة هي رأس المال الأساسي للبلد، ولكن الحكومة فشلت في النفرة الزراعية والنهضة الزراعية، ولا توجد نتيجة، مع العلم أنها هي الأحق بالدعم لأن 70% من الشعب السوداني يعتمد على الزراعة، والمعارضة ضعيفة لكنها لم تُعط فرصة كافية في المنافسة، والانتخابات الأخيرة قاطعها حزب الأمة والحركة الشعبية في الشمال وعدد من الأحزاب الصغيرة، وهذا بسبب استغلال المؤتمر الوطني لنفوذه السياسي وموارد الدولة المالية، ولذلك المنافسة أصبحت غير عادلة، وضعف الأحزاب جاء بسبب الحكومة، ويجب أن تعطى الاحزاب فرصة عادلة في المنافسة.


    { إذن وماهو البديل الموضوعي لهذه القوى السياسية؟



    - الأحزاب مهمة للديمقراطية، وفي حالة فشل الأحزاب لايوجد بديل بخلاف أحزاب جديدة بشكل جديد، والأحزاب ليس في عضويتها أكثر من 20%، وهنالك أكثر من 80% من الشعب السوداني غير منتمين سياسياً، وهذا وضع غير طبيعي، ومن بين الأسباب أنهم رأوا العمل السياسي لا يؤدي إلى تغيير في الواقع السياسي، وإذا كانت هنالك فرصة حقيقية للتنافس هذا سيشجع الأحزاب على المشاركة، ومنظمات المجتمع المدني أيضا لها دور سياسي وهي أقوى من الأحزاب، والأحزاب نفسها تحتاج لتغيير حقيقي، واذا لم يحدث ستظل كما هي، ومن أسباب فشلها غياب الانتخابات الحقيقية فيها وغياب الديمقراطية.



    { كيف يمكن أن نحقق العدالة الانتقالية في السودان؟


    - العدالة الانتقالية هي عدالة لمظالم امتدت لفترة طويلة، وهي اعتراف المخطئين وعفو المتضررين، وأن تعمل الدولة على تعويض المتضررين، وهذا تم من قبل في دولتي المغرب وجنوب افريقيا، ولذلك العدالة والمصالحة تحتاج لتعويض المتضررين وهي مخرج للحكومة.


    { منطقة (أبيي) لازال النزاع حولها قائماً بين الشريكين، ما هي الصيغة المثالية لحلها كي لا تصبح (كشمير) الشمال والجنوب؟



    - الصيغة المثالية لحل قضية (أبيي) أن يتم تقسيمها بين قبيلتي المسيرية والدينكا، أو تكون منطقة موحدة للقبيلتين، أو تتبع للجنوب أو الشمال، وبرتكول أبيي التي تبلغ مساحتها حوالي (10) آلاف كيلومتر حدث خطأ في توقيعه وكُتب بشكل خاطئ، وهو سبب الازمة، ولذلك لا بد من تراجع الحركة الشعبية للمساعدة في الحل.
    { كيف تنظر إلى قضية دارفور وما هو التصور الموضوعي لحلها بعد رفضت الحكومة منح الحركات منصب نائب الرئيس، وتطبيق الإقليم الواحد؟
    - على الحكومة أن تسعى لحل قضية دارفور، ويجب أن تعطيها منصب نائب رئيس جمهورية وإقليما واحدا، اذا قامت الحكومة بهذا يمكن أن يتحقق السلام، ونحن أعطينا حق تقرير المصير للجنوب فلماذا نرفض نائب الرئيس والإقليم الواحد لدارفور؟

                  

04-13-2011, 09:16 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    بسم الله الرحمن الرحيم
    حركة العدل والمساواة السودانية
    Justice & Equality Movement Sudan (JEM)

    www.sudanjem.com
    [email protected]

    بيان تكذيب

    دسّت بعض الجهات الأمنية التابعة لنظام الخرطوم في الصحف الإلكترونية خبراً مفاده أنني قد طلبت من الحكومة القطرية ترتيب لقاء بيني و بين المعارضة الليبية في الدوحة، فقام اللقاء حيث هنأتهم فيه بما حققوه من انتصارات، و أعلنت فيه وقوف الحركة مع الثوار الليبين و دعمها لهم، ووصفت فيه العقيد القذافي بما يفيد إدانتي له. و إزاء هذا الافتراء المدسوس الذي يندرج تحت محاولات نظام الخرطوم الخبيثة اللامسئولة للوقيعة بين أبناء دارفور و الشعب الليبي عموماً، أبين الآتي:
    1- ما سبق لي أن طلبت من أحد في الحكومة القطرية ترتيب لقاء بيني و بين المعارضة الليبية و لم يقم أي طرف بترتيب مثل هذا اللقاء.
    2- موقف الحركة الثابت من أحداث ليبيا هو عدم التدخل في الشأن الليبي الداخلي و الشعب الليبي بكل مكوناته أقدر على إيجاد المخرج المناسب له مما هو فيه. و أن استقرار ليبيا و إزدهاره يخدم مصالح الشعب السوداني و بخاصة في إقليمي دارفور و كردفان لإرتباطهما الاقتصادي بالجماهيرية.
    3- تنتهز الحركة هذه السانحة لتتكرر نفيها القاطع لأي وجود مسلح لها في الأراضي الليبية أو مشاركته في الصراع الدائر هناك.
    4- أنا لم أدن أحداً، و لم أهنئ طرفاً في الصراع. و قد بيّنت رأيي الشخصي في الصراع الدائر في ليبيا في لقاء أجرته معي جريدة آفاق في الأسبوع المنصرم، و الذي أعيد نشره في العديد من الصحف السودانية الإلكترونية.
    5- محاولات الدسّ الرخيص و السعي الدؤوب بالفتنة بين الحركة و المعارضة الليبية بادعاء قتال الحركة بجانب الحكومة الليبية، و تارة بين الحركة و العقيد القذافي بادعاء أن الحركة تدعم المعارضة الليبية، محاولات بائسة تحتقر ذكاء القارئ الكريم الذي يستحيل أن تنطلي على فطنته مثل هذه الأحابيل الفجّة التي لا تخرج عن دائرة الكيد الذي يرتدّ إلى نحر صانعه.

    هذا ما لزم توضيحه، و السلام.

    د. جبريل إبراهيم محمد
    أمين العلاقات الخارجية و التعاون الدولي بالحركة
    12 إبريل 2011
    الدوحة
                  

04-14-2011, 08:04 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    المحبوب عبد السلام: السودان في خطر والحزب الحاكم فوضوي
    المحبوب عبد السلام: السودان في خطر والحزب الحاكم فوضوي
    الأربعاء, 13 نيسان/أبريل 2011 20:30
    Share

    حاوره بزيورخ: إيهاب إسماعيل: الصحافة

    قال الاستاذ المحبوب عبد السلام، القيادي بالمؤتمر الشعبي، ان مشكلة السودان تكمن في عدم بسط الحرية، واشار الى ان بسط الحريات سيحل مشكلات السودان، مشيرا الي ان اللامركزية هي فرع من فروع الحرية، وتوقع ان تهب رياح التغيير العربية على السودان، وقال ان نموذج التغيير في السودان سيكون اقرب للنموذج الليبي منه الى المصري، واشار الى ان ابيي ستكون بذرة الحرب القادمة بين الشمال. واستعرض المحبوب عدداً من القضايا في الحوار التالي:

    ٭ لماذا تم منع توزيع كتاب الحركة الاسلامية السودانية.. دائرة الضوء وخيوط الظلام في السودان؟

    ــ الكتاب يؤرخ لمرحلة للتاريخ، وابطال هذا التاريخ مازالوا يحكمون السودان، فالكتاب نوع من المواجهة الفكرية لما كسبت واقترفت أيديهم في العشرة اعوام الاولى من حكم الانقاذ، الشىء الطبيعي ان يتم التصدي فكرياً للكتاب لكن كما يقول محمود درويش لخوف الطغاة من الذكريات عجزوا عن المواجهة الفكرية، ولجاؤا الى السلاح الذي يحسنونه وهو استعمال قوة السلطة المادية التي تمنع الكتاب من رخصة دخوله للسودان كما هي العادة مع كل الكتب، وهم انشأوا مجلساً قومياً معني بدخول الكتب، وهو مجلس غير جاد تقوم به فئة موظفين لا علاقة لهم بالكتابة والثقافة، ويوجهون سياسياً من مراكز في السلطة القائمة، والحقيقة الكتاب فضح الكثيرين من الدعاية الخاطئة التي حاولوا ان ينسبوها الى القيادة التاريخية للحركة الاسلامية، وكان ينبغي مواجهته بالفكر وليس بالقوة،

    كذلك وجه بقوة آلة التشويه الدعائية ضد الكتاب نقاشاً، وعجزوا تماماً عن مناقشته، وعجزوا عن أن يردوا عليه بأساليب حتى من استدعوا من يعتبرونهم المتقدمين في الفكر، كان نقدهم جزئياً وسطحياً ومتهافتاً لا يستحق حتى أن يرد عليه. وانا في تقديري الكتاب انتشر بوسائل كثيرة واحرز في القاهرة نجاحا واسعا لم يحرزه اي كتاب سوداني من قبل خلال العشرة اعوام الماضية، وكتب عنه أضعاف ما كتب عن أي كتاب سوداني طبع خلال العشرة أعوام الاخيرة، والكثير من الناس أخبروهم بأن يقرأونه في النت. وأدعى بعض النقاد الذين أشفق عليهم من الذين لم يقرأوا الكتاب، بأنه انتشر لأنه منع، فهؤلاء الناس ينتقدونه قبل قراءته.. هذا منهج يثير الشفقة اكبر مما يثير الغضب، فكلهم موظفون لدى سلطة المؤتمر الوطني في منع الكتاب.
    الكتاب هو تاريخ ينبغي ان يقرأ، وكما ذكرت في المقدمة فإن الكتاب محاولة لاستفزاز الطرف الآخر بالمعني الايجابي لكلمة استفزاز، لنخرجهم للكلام وللرد، ونجعل المعركة فكرية أفضل من أن تكون معركة ضرب، كما قال احد اصدقائنا اذا عشت في الغرب تكون المشكلة مع افكارك ولكن اذا عشت في السودان تكون المشكلة مع جسدك، فالجسد في السودان يضرب ويعذب ويغتصب ويدخل السجون، فهذه هي مناهجهم وأساليبهم، وكذلك استخدمت الاساليب الملتوية مع الكتاب التي تستعمل في السياسة السودانية، وهذا مثل بسيط للمنهج المؤسف الذي يُدار به السودان منذ عشرين عاما
    ً
    ٭ ذكرت أن الكتاب مواجهات فكرية وحوار مع النفس.. ماذا يريد أن يقول الكتاب للقراء؟
    ـ
    ـ لا نستطيع أن نتحدث عن كتاب به «450» صفحة ونقول يريد أن يقول كذا في جملة واحدة او جملتين. وقلت في مقدمة الكتاب إن هذه تجربة اثرت في حياة شعب باكمله ولا بد أن يتأملها الناس وان تناقش هذه الفترة التاريخية، وهذا ما مارسته وأدعو اليه الآخرين لاسيما، وابطاله مازالوا موجودين في مسرح الحياة وهو نقاش لتاريخنا الحي مانزال نعيشه اليوم.

    ٭ اعتذرت في ثنايا الكتاب لله والشعب السوداني.. فيم اخطأتم إذن؟
    ــ طبعاً أدب الاستغفار الذي يسميه الناس في الادب المعاصر النقد الذاتي واحياناً يسمونه الاعتذار واحياناً كذلك الاعتراف، هو ممارسة سياسية، وانت اذا تأملت مسيرتك كلها لفترة تجد فيها نقصاً، لأن النقص يشوب العمل الانساني، وهذا عمل كبير كما قلت موضوعه بلد وشعب فيه تجاوزات، خاصة في ما يتعلق بالحقوق الاساسية للانسان، وتعرف الآن في الثقافة السياسية المعاصرة أنه كانت هنالك تجربة تجاوزات كبيرة، وكانت هنالك اخطاء في إدارة البلاد نفسها بوصفها مؤسسات سياسية اقتصادية.. هذه هي الاشياء التي يجب ان نعتذر عنها بهذه الطريقة، وانا كنت احاول أن اقرأ المناخات الكثيرة التي جرت فيها هذه الاحدات، فهو ليس اعتذارا شكليا فقط، ولكن اعتذار لديه مضمون substance كما يقال بالانجليزية.

    ٭ لكن هنالك من يرى أنكم شركاء في الجريمة رغم الاعتذار؟

    ــ طبعاً.. فقد مضت احد عشر عاماً منذ أن افترقنا، وإذا كنت تعني المؤتمر الشعبي زعيم الحزب هو الزعيم السياسي الوحيد الذي يعتقل خلال الاحد عشر عاماً الماضية، ولم يعتقل عاما او عامين بل أعوام كثيرة، والحزب نفسه نزلت عليه نوازل كثيرة بسبب موقفه والتطهر مما كان في الماضي، وأنا كنت اقول لك قبل قليل في الادب الماركسي هنالك مقولة تنسب الى لينين تقول إن الاعتراف بالخطأ في السياسة عمل سياسي كبير، فنحن قمنا بمراجعة شاملة وقمنا بقطيعة مع الماضي، وقدمنا منهجا جديدا حتى في إدارة تنظيمنا. لكن هناك بعض الناس يعشقون تكرار هذه المقولة لأسباب سياسية ليست بسبب موقف موضوعي، لكن بسبب الموقف السياسي باعتبار ذلك نوعاً من الدعاية السياسية
    .
    ٭ هل يمكن للكتاب أن ينسف اية إمكانية للتقارب والحوار بين المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني؟


    ــ الكتاب لم يناقش هذا موضوع تقارب الوطني والشعبي، وتلك الفترة لم يكن فيها المؤتمر الشعبي ولم يرد ذلك في الكتاب، لكن المؤتمر الشعبي باعتباره حزباً يمكن أن يتجاوز الماضي والآلام والتجارب من اجل خير ومستقبل السودان، لكنه يضع المصالحة التي هي ليست مصالحة كيانين او حزبين يمثلان طرفي الحركة الاسلامية، بل يجب ان تكون مصالحة في المجتمع. وأنا دعوت ليس لمصالحة سياسية، بل دعوت الى مصالحة اجتماعية بين كتل اجتماعية في دارفور وشرق السودان وفي الوسط وفي الشمال، وهذه مصالحة تحتاج إلى أسس. وأول أسسها أن تتاح الحرية، وكنت قد قدمت ورقة بعد الاستفتاء واستقلال الجنوب في مركز دراسات الجزيرة، وقلت إن هنالك مشكلة واحدة في السودان هي الحرية، ومعناها في الحركة الإسلامية قضية واحدة هي الفكر. وإذا انبسطت الحرية وتأسس حوار فكري داخل الحركة الاسلامية، يمكن أن تتصالح الحركة الاسلامية وتنفع السودان، لكن التحول من جديد الى عصبة وطائفة وعصابة فأنا ضد هذا الموضوع. واعتقد أن قرارات الحزب في هذا الاتجاه. ولا نريد أن ندخل الى المؤتمر الوطني لنقويه ونساهم في مشروعه، لأنه مشروع بار تماماً وانتهى الي بوار فظيع، وهم انفسهم يتحدثون عن ذلك، ولا بد من التغيير والتجديد، فلذلك تصبح المسألة لا معنى لها
    .
    ٭ ذكرت أن معلومات الكتاب لم تراعِ أصول البحث العلمي.. هل هذا يقلل من صحة ومصداقية الكتاب؟

    ــ أنا لم اقل أنه لم يراع مناهج البحث العلمي.. أنا قلت إن الكتاب له منهج، فهنالك كتب كتبت عن الخلاف لكن عيبها الرئيسي اعتقد أنها كتبت بلا منهج، وأنا اخترت منهجا من مناهج كثيرة في البحت التاريخي ودمجته في الكتاب، لكن عادة ما يفرق الناس بين البحث الاكاديمي العلمي والفكر السياسي الذي يتناول قضية بعينها، وانا تناولت قضية أنا طرف فيها ولست محايداً. والنقاش يكون بين المختصمين كل أحد يبسط حججه ومواقفه، وتتكامل الآراء اذا كان الحوار فكريا وليس بين حق وباطل. وعندما يكون الحوار بين فكر وقوة اطرافها لا تقف على ارضية واحدة يكون «حوار طرشان».
    ٭ لكن فصول وأبواب ومسميات الكتاب تشير إلى أنكم على حق والآخرون على باطل.. كيف بنيتم هذه الحيثيات؟
    ــ أنا أصلاً منحاز لطرف، ولولا أني على قناعة بأني على حق لما انحزت إليه، والكتاب بأكمله مرافعة حول هذا الموضوع. ولماذا هؤلاء على حق وهؤلاء على باطل، وهذا حديث مطلق فالحق نسبي والخطأ كذلك، فنحن أخطأنا في اشياء معهم عندما كنا سوياً في السلطة وافترقنا عنهم، فنحن بشر نخطئ، لكن اذا أثرت دعاية ضخمة وعملت تشويشا كبيرا وتملك الاعلام والمال وتشتري كثيراً من الصحف وتشتري كذلك الكثير من الصحافيين، وتستطيع ان تلتقي بالناس اسهل مما نلقاهم نحن، فلا بد ان يؤثر هذا التشويش ويقوم الطرف الآخر بمرافعته عن نفسه بكل الوسائل
    .
    ٭ لماذا جاء هذا الكتاب في هذا التوقيت بالذات بعد أكثر من عشرين عاما؟ ولماذا لم تقوموا بالاصلاح من الداخل وقتئذٍ عندما كنتم في السلطة؟

    ــ أنا أشرت في الكتاب الى أنه كان هنالك حوار داخلي كثير، وكانت هنالك مواقف متباينة اجتمعت في النهاية وادت الى المفاصلة، ولم يكن ذلك موقفاً بين يوم وليلة، ولكن هو صراع طويل حول الحكم الاتحادي والجنوب، والحريات والعلاقات الخارجية، والعزة والاستقلال، والالتزام بالعهود والمواثيق، والموقف من حقوق الانسان وحرياته الاساسية. وكان هنالك جهد كثير بذل حتى لا يظهر الغسيل القذر للناس. كما كان يرى الشيخ الترابي اذا كانت هنالك مشكلة في البيت يتم سترها في الداخل، واذا تدخل الجيران يكون هنالك شيوع محدود للمشكلة، وأذا تدخل الاهل وكبرت المشكلة الناس تسميها فضيحة، وكنا نحاول ان نجنب الحركة الاسلامية الفضيحة ونصلحها من الداخل، وهذا حدث كثيراً في مسيرتنا، وانا كنت ممثل اليسار داخل الحركة الاسلامية، وكنت اعمل «18» ساعة من اجل الانقاذ، لكن كنت دائماً غير راضٍ عن الانقاذ. وحاولت ان اقدم حيثيات في هذا الامر، وحاولت ان اكتب الكتاب بعد عشرة أعوام، لكن افكاره وآراءه التي برزت فيه عبارة عن نقاش مع آخرين. وبعد المفاصلة احتجنا لوقت طويل لنتأمل مسارنا الماضي، وهذه خلاصة وليست خلاصة كاملة وشاملة، لكن معقولة تعكس لماذا حدثت، ولكننا لم ننتظر حتى ينتهي كل شيء. وكتبت في نهاية العام العاشر قبل الانتخابات حتى يكون كتابا لتبيان المواقف وتوضيحها، ولكن منع في السودان وانتشر بوسائل اخرى. والكتاب يوثق لمجموعة حية مازالت تحكم السودان
    .
    ٭ هناك اتهام يوجه للكتاب بأنه لم يراع النقد وأدب الخلاف والإخوانيات، وتعمق في الخاص والشخصي اكثر من الاصلاح؟

    ــ هذه اكبر فرية واكبر اكذوبة، فالكتاب لم يظهر حتى الاسماء. وكثير من الناس يشتكون من أن الكتاب لم يشر الى الاسماء خاصة الاحياء منهم. وانا تهمني الافكار، فمالك بن نبي يقسم الوجود الى عالم الاشخاص وعالم الافكار، مثلاً الطفل يتعلق بالاشياء والمراهق يتعلق بعالم الاشخاص، والشخص الناضج يجعل الحوار فكرياً، والحوار في الكتاب فكري فقط. وفي بعض الهوامش اشرت الى بعض الاسماء حتى تبدو الامور واضحة للقارئ. وهو ليس تسجيل يوميات، ولم اتعرض مطلقاً الى شيء شخصي مطلقاً مع شخص في سلوكه الشخصي واسرته وما تنصح به جرائمه، وهذا اسلوبهم. وانا اتعفف جداً من هذا الاسلوب، ولا أرد حتى على الذين تعرضوا لي بهذا الاسلوب، ولكن أنا اعرف من دراستي في الجوانب الانسانية، أن مثل هذه الانظمة الفاشية والنازية وكما قال كراشي منهج الممثلين لا يكفي أن يضع في السجن، ولا يقنع إلا من يلطخ سمعتك في التراب.. هذا منهجهم وليس منهجي
    .
    ٭ ذكرت في ثنايا الكتاب أن الشباب ماتوا في الجنوب من غير ما هدف، بعد أن سكبت دماء كثيرة من أجل الانقاذ، وهناك شهداء قدموا أرواحهم من أجل هذه القضية.. ماذا تقصد بهذا الحديث؟

    ــ طبعاً هذا في المقدمة، والمقدمة أدبية، وأنا كنت متردداً أن أضعها أم لا، لأنها كانت عبارة عن مقال يتحدث عن حالة نفسية للكاتب في مرحلة معينة في أوان الخلاف، كيف هي الافكار التي كانت تراودني لذلك سميتها خواطر اليوم الاخير، وكيف ان هذا المشروع الذي عمل الناس من أجله لنصف قرن، ومات في سبيله مئات الشهداء في العشرة اعوام الاخيرة، وتخلص في نهاية المطاف عندي أنا في الدستور الذي ضمن الحريات وإسلام الحياة العامة. وهذا دستور نقض في يوم واحد ومر كأنما لم يكن شيء لدى الكثيرين، لذلك تدور هذه الخواطر وهذه الاسئلة، وهذا الجزء المحدود من الكتاب لا يمكن محاكمته موضوعياً بهذا المعنى، كما جنح بعض الناس. وقلت إن بعض الناس تخطر في بالهم أن الشهداء ماتوا لغير ما سبب واضح. ولا اعتقد أن القضية مازالت موجودة حتى في سبيلها يستشهدون. وبعد ان افترقنا ذهب بعض من اعضاء المؤتمر الشعبي الى شرق السودان واستشهدوا، وآخرون ذهبوا الى الجنوب وقاتلوا، فلذلك كانت هذه المفارقة. واشرت في المقدمة الى حالة التناقض التي تحدث للإنسان، واستشهدت بأمثلة كثيرة في التاريخ عاشت هذه اللحظة. واستشهدت بابن خلدون، وقلت رغم انه كتب تاريخ الشريعة واستخلص منه العبر من اجل العمران البشري، لكن عندما توفي رمي في البحر، وترسخ عنده الشعور قبل وفاته بهشاشة المسعى البشري وتفاهته، ولكن إيمانه بالله ثبته، وهذه الجملة جاءت في هذا السياق. ومشكلة أخرى ان تبتر الكلمة من سياقها وتستعملها، وأنا كذلك لاحظت في بعض المواقع الالكترونية أن بعض المنتمين الى المؤتمر الوطني يستعملون هذه الكلمة، أي إني قلت أن الشهداء ماتوا من غير ما هدف.. وهذا غير صحيح
    .
    ٭ هنالك أقوال وأحاديث تنسب الى د. الترابي تقول بأن الشهداء ماتوا (.....) على حد تعبير البعض.. ما صحة هذا الحديث؟

    ــ كثير ما ينسب كلام الى الشيخ الترابي، ولكن في الغالب يكون غير دقيق، وغالب ما اسمعه محرفاً. واندهش لأني أكون قد حضرت المشهد كله، وهم يشيرون الى الندوة الاولى التي قامت بعد المفاصلة «ندوة شمبات» وكان قد رد فيها الشيخ الترابي على سؤال طالب جاءه من أحد أعضاء المؤتمر الوطني بأن يحشد الطلاب لأن مدينة واو تتعرض الى خطر وكتيبة وزارة الدفاع ذهبت.. فالشيخ الترابي رد عليهم بأن الشهداء يستشهدون للمعاني وليس لأشخاص، ويستشهدون للحريات والعهود والمواثيق، ومن أجل ترسيخ دولة لامركزية، ومعاني الاسلام كلها وعزته وكرامته.. وكل هذه الاشياء ضيعت في ذلك اليوم، وطلبوا من الناس أن يستشهدوا بعد ذلك، فالترابي كان يتحدث في هذا السياق، وكيف له أن يستعمل مثل هذه الكلمة القبيحة وهو الذي لا تعوزه الكلمة لكي يستعمل هذه الكلمة العاجزة، وأنا كنت قريباً من الترابي خلال الثلاثين عاماً الماضية، فلم اسمعه قط استعمل مثل هذه الكلمة
    .
    ٭ كثيرون قدموا أرواحهم من أجل وحدة السودان، ولكن بعد انفصال الجنوب هنالك مخاوف لدى البعض من نذر حرب جديدة بين الشمال والجنوب، وتمزيق وتفكك بقية أجزاء السودان في ظل النظام القائم.. هل يمكن أن يحدث ذلك؟

    ــ ذكرتني عبارة قالها الرئيس سلفا كير بعد نتيجة الاستفتاء، قال نحن نثبت اليوم بأن دماء شهدائنا لم تذهب هدراً، وأول خاطرة خطرت ببالي بعد سماعي لهذا الحديث، أن قادة الحكم لا يستطيعون أن يقولوا مثل هذه الجملة، لذلك ينبغي أن يذهب هؤلاء، وأن يستحوا، وأن يغادروا السلطة بعد هذا الفشل الذريع، حتى لا تتمزق بقية أجزاء السودان. وانا لاحظت منذ مفاوضات ميشاكوش دائماً يكون هنالك عمل سياسي في المفاوضات وفجأة يقوم عمل عسكري يخرب مسار المفاوضات، والآن أسمع من المؤتمر الوطني كلمات تؤكد بأنهم حريصون على أن تظل العلاقة بين الشمال والجنوب جيدة، واللجان بين الشريكين تستمر.. تم تفاجأ بمليشيات مسلحة وأسلحة لا تدري هل نزلت من السماء أم من أين؟
    وأنا قلت لك إن اعتقال الترابي تعبير عن عرض لمرض مزمن، والمؤتمر الوطني ليست فيه مؤسسات، ودائماً ما اقول ليست هنالك قيادة مشتركة متكاملة تجلس وتصل الى رؤية، والرؤية ينبثق منها برنامج والبرنامج يصدر عنه قرار والقرار يتابع ويحاسب ويرشد.. وهذا غير موجود في المؤتمر الوطني، وحتى الذين جاءوا من نظام مايو وعملوا مع المؤتمر الوطني يقولون بأنه لا يوجد نظام.. هذا نظام فوضوي جداً، وفيه خطر كبير على السودان إذا استمر بهذه الطريقة، فالعلاقة مع الجنوب كله وليس مع الحركة واضح بأنه فيها نذر حرب

    ٭ بعد انفصال الجنوب هل يمكن أن يكون السودان عرضة للتمزق ؟

    ــ نعم بالطبع، هم الآن يبنون ترسانة قوة في الخرطوم والمناطق والاطراف القريبة، ولذلك السودانيون تشاءموا من الثورة وتفاءلوا قليلاً بعد تونس ومصر، ولكن تشاءموا كذلك بعد ليبيا لأنهم عرفوا أن منهج القذافي قريب من منهج هؤلاء الناس وقد يكون أخطر. ولذلك الخطر على السودان قريب، وارتفعت منهم اصوات تدعو الى التغير والاصلاح، وهذا يجب أن يكون الآن، وإلا سنواجه مصير الطغاة الذين ذهبوا، فهم مهما كدسوا من سلاح قد يزول في ساعات كما زال سلاح عبد الناصر الذي كدسه من السوفيت في يونيو 1967م، وكما زالت الاشتراكيات والستار الحديدي واسطورة مبارك وبن علي وتلاشت واهتزت صورة القذافي، والعبر قريبة فماذا يريدون أكثر من ذلك. والخطر ماثل على السودان بطريقتهم هذه في إدارة البلاد

    ٭ هل يمكن أن تندلع حرب بين الشمال والجنوب في ظل القضايا العالقة والخلافات بين الدولتين؟

    ــ أنا قلت في الورقة التي قدمتها في مركز دراسات الجزيرة في يناير، إن أبيي كان الناس يتطلعون الى أن تكون نقطة تكامل ومنطقة تعايش تجسد العلاقة بين الشعبين، وتعبير عن الوحدة مثلما يتحدثون نفاقاً ويزعمون أن حلايب ستكون منطقة تعايش كذلك، لكن أبيي واضح أنها لن تكون تعبيراً عن حسن الجوار، وستكون بذرة الحرب القادمة، ولم تجف مداد الكلمات التي قلتها، ويحاولون أن يلعبوا بالنار في جبال النوبة والنيل الازرق، ولكن مالك عقار استخدم السلاح فانسحبت القوات الحكومية بعد سحب النتيجة المزورة في الانتخابات، وظهرت النتيجة الحقيقية، ولا يحترمون إلا من يحمل السلاح، فهذه مشكلة كبيرة. والجنوب الآن اصبح دولة ولن تكون هنالك حرب عصابات ستكون حرباً بين دولتين، واعتقد ان الجنوب سينتصر في الحرب لأنه خرج بعزيمة وإرادة الاستقلال، ولديه عقيدة للقتال، ولماذا يقاتل الناس؟ والذين ينتمون للمؤتمر عن أي الهام ومعانٍ يقاتلون؟ فهؤلاء الناس أحياناً ليس فيهم رجل رشيد من اولي الرشد الذين يفكرون تفكيرا استراتيجيا، وأدعوهم الى أن يتركوا التآمرات التي تهدد مصير بلدين وشعبين، والعلاقة مع إفريقيا مهددة وكذلك في خطر

    ٭ هل هنالك إمكانية لقيام ثورة شعبية في السودان، وهل أسباب هذه الثورة موجودة؟

    ــ الثورات دائماً أسبابها متوفرة وفي السودان جاهزة ومكتملة، ولكنها تنتظر الشرارة.. كيف تحدث لا تدري. وهنالك سؤال طريف طرحه أحد الاخوة: لو أن بوعزيزي لم يذهب الى الشرطية في الادارة المحلية التونسية، ولو أنها صدقت له بأن يظل في مكان عمله ولم يأتِ العساكر ويحرق نفسه بعد ذلك، ماذا كان سيكون الموقف؟ هل كانت «الجزيرة» اليوم تتحدث عن تونس من بعيد، بدلاً من أن تكون الثورة المغاربية من تونس؟ وهل كان سيظل نظام مبارك ونظام بن علي مستمرين اليوم. والثورة ستبدأ في السودان، وهم في النظام لا يعرفون من أين ستهب عليهم لكنها ستهب قريباً، فالأسباب موجودة، فهم استلموا السودان موحداً وسلموه ممزقاً، وهذا وحده سبب كافٍ لقيام ثورة، وبلاد فيها بترول كان يمكن أن يقوم بتنمية واحدة متوازنة ولا تقوم فيه تنمية جهوية حزبية غير متوازنة، ونصف أموال البترول تذهب في العمل السياسي لصالح المؤتمر الوطني والنصف الآخر يؤكل في الفساد، ومشاريع التنمية كلها ممولة بقروض أجنبية، واقتصادنا التقليدي كله إنهار، والصادر من البترول ليس له وزن، أما أخلاق الناس وفكرهم وثقافتهم فحدث ولا حرج، ولكي لا يتمزق باقي السودان ينبغي أن ينهض الناس للثورة، وأسباب الثورة في السودان أقوى من اسباب الثورة في مصر، لكن وزن الجماهير الناضجة في مصر أكبر من اي بلد عربي

    ٭ لكن البعض يخشي من قيام ثورة تؤدي الى صوملة السودان وتفكيكه وتمزيقه هل هذا وارد؟

    ــ نعم الترابي حتى عندما يدعو الى ثورة يقول الثورة ليست الفعل الايجابي الذي يجمع عليه الناس ويرجونه، والافضل هو الاصلاح المتدرج الرشيد. والآن البلد كما يقول الصادق المهدي مليئة بالسلاح والمليشيات، وهذا حق، فاذا قامت ثورة في السودان قد يكون نموذج الثورة أقرب للنموذج الليبي، وليس للنموذجين التونسي والمصري، ولذلك أطلب من الشعب السوداني ألا ييأس من روح الله ورحمته، ويمكن أن يصل السودانيون الى كلمة سواء، وهذه ليست صعبة كما يقول الترابي منذ ابوجا. فإن أزمة دارفور حلها ليس صعباً، فهي عبارة عن بضع مطالب كان يمكن أن تحل، لكن استكثروا عليهم المطالب المحدودة، وتفاقمت الآن، فإذا بسطوا الحريات وقامت حكومة انتقالية والغوا المواد التي تتعارض مع الدستور في قانون الأمن، سنصل الى كلمة سواء

    ٭ هل يمكن أن يتدخل الجيش ويبسط قوته في حال قيام ثورة شعبية لحماية السودان؟

    ــ الجيش يجب أن يُحافظ عليه بوصفه مؤسسة قومية، لأنه أحد معالم الجماعة الوطنية، ويجمع بين المسلم والمسيحي والشمالي والجنوبي والشرقي والغربي، مثله مثل باقي الخدمة المدنية. ويمكن أن تذهب من أقصى الشمال الى اقصى الغرب وتقضي حياتك هناك، وأبناؤك يترعرعون وتبني أسرتك هناك، فهذا نمط حياة، والجيش فيه تداخل كثير، والأمل فيه إذا هب الشعب في مواجهة هذا النظام أن يفعل كما فعل في 1964م و1985م، وان ينحاز الى الشعب، والجيش لم يقاتل الشعب، والأحزاب استعملت الجيش في الانقلابات ولم يتحرك وحده، لكن طبعاً الجيش حدث فيه تغيير كبير في عهد الانقاذ واستقراء مواقف الجيش والتنبؤ بتصرفاته ليس سهلاً، وعندي أمل بأن يظل الجيش قومياً ومتماسكاً، وحتى لو كانت فيه قيادة ستنحاز للوطن، وهنالك تجربة سابقة مع سوار الذهب الذي كان متردداً في استلام السلطة، لكن بعض الضباط حملوه حملاً لاتخاذ موقف حاسم، وحتى الآن مايزال يستمتع بمجد الموقف الذي يقفه الآن.

    [email protected]
                  

04-14-2011, 09:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    والينا د. عبد الرحمن.. وحوار الطرشان!!
    صفحات اخر لحظة - الراي
    الأربعاء, 13 أبريل 2011 10:26
    رأي: محمد سيعد حربي

    يا أهل العلم والفكر، يا هيئة علماء السودان أخص بالذكر مشايخنا الأجلاء: أحمد إسماعيل البيلي، أحمد علي الإمام، محمد عثمان صالح، عبد الحي يوسف، محمد أحمد حسن، أحمد خالد بابكر، وعبد الجليل الكاروري و... و... آسف للاختيار.. هل تابعتم إعلان أخينا د. عبد الرحمن أحمد الخضر (الكُنية أبو عوف) والي ولاية الخرطوم!! إنه إعلان في إحدى الصحف وربما عدد من الصحف، وغالب الظن مدفوع الأجر!.

    إنها دعوة للحوار المفتوح حول مستقبل الدولة السودانية (الجمهورية الثانية بالطبع)، بعد شطب دولة الجنوب بحدودها المجهولة ولحين اشعار آخر!!.

    الدعوة تحت شعار (فليكن الحوار ديدننا)!! حول قضية الدستور الدائم للبلاد- الدعوة وجهها أبوعوف- بصفة رئيس المؤتمر الوطني ولاية الخرطوم- بتاريخ السبت 9 أبريل 2011م لرجال المال والأعمال والاقتصاد، وبتشريف د. نافع علي نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب..

    الحوار المطلوب يكون للوصول لرؤية وطنية جامعة لدعم هوية البلاد واستقرارها السياسي، وتعزيز قيم الحرية والمواطنة والديمقراطية.

    اللقاء السابق كان في منبر المؤتمر الوطني، وتحت إمرة الأخ د. محمد مندور المهدي (رؤية أهل الصحافة للدستور الدائم بين النظرية والتطبيق... التزام ومبادرة)، في رصد بصحيفة (ألوان) لعلم الدين عمر، وبالصفحة الثالثة بتاريخ الخميس 7 أبريل لم يخل اللقاء الجامع من قفشات، بل وضحكات من قبيلة الماركسيين والإسلاميين الأستاذ القامة حسين خوجلي، وفي جزئية يقول (علينا كذلك إدارة وعي ثقافي ممتد..) وهنا يروي الراوي أن أبا عوف ضحك حتى بانت نواجزه، ومن فرط الفرحة انفجر هاتفاً (إنصر دينك ياحسين) ما هذا؟ من نريد أن (نوَّعي) ثقافياً يا أهل الخير، وللا يا أهل العوض أحلى!! ياهؤلاء!! في مطالع ثمانينيات القرن الماضي في مجلس شعب نميري (عليه رحمة الله وطيب الله ثراه وجعل الفردوس الأعلى متقلبه ومثواه)، انتهينا بالانجاز الكبير لشرع لله ساهم بقدر وافٍ مولانا عوض الجيد محمد أحمد، مولانا النيل أبوقرون، ومولانا الأستاذة بدرية سليمان.. فشل (إسلام الصحوة) بقيادة الإمام الصادق المهدي، والذي سماها قوانين سبتمبر، فشل في شطبها وهو يحكم بعد انتفاضة أبريل 1985م.. وبعد مضي ثلاثة عقود -تقريباً- والشريعة لم تمس بسوء ولم ينتقص من شأنها، تذكرنا الأستاذة بدرية سليمان (مع اعتذاري للإخوة الصحفيين الحضور، وربما بينهم قانونيون)، تقول رئيس الدائرة العدلية في المؤتمر الوطني: إن العجلة غير مطلوبة في هذا الأمر- لأن الدستور الدائم غير مرتبط بالتاسع من يوليو، والدستور- (تواصل بدرية)- هو القانون الأساس للدولة لأنه يحدد الهوية واللغة، ومصادر التشريع، وحقوق الإنسان، والاقتصاد، وشكل الدولة، ونظام الحكم، وفي إشارة من بعيد تلخص أن الأمور محسومة في كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه -القرآن الكريم-(ما فرطنا في الكتاب من شيء) صدق الله العظيم آية 38 الانعام.ورغم ما خلصت إليه الأستاذة بدرية، يختم الأخ أبوعوف ويقر بحتمية (الوعي الثقافي)، وأخشى أن يفضي ذلك الحوار بعدد من الجولات إلى الديباجة التقليدية (الإسلام دين غالبية أهل السودان مع إعتماد كريم المعتقدات والأديان الأخرى).. الدستور المؤقت مطالع سبعينيات القرن الماضي.

    الأخ رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، والذي يحكم البلاد بتفويض شعبي مشهود حسم أمر الهوية مباشرة عقب إعلان انفصال الجنوب، وفي استفتاء شهده العالم، قال عمر ملء فيه وبكل ثقة: لا سبيل لحكم السودان بعد ذلك إلا بشرع الله، قالها وفي خلده ويقينه قوله تعالى: (فلا تخشوا الناس وأخشونِ) آية 44 المائدة.

    وقول المصطفى (صلى الله عليه وسلم) من أرضى الله بسخط الناس رضى الله عليه وأرضى عليه الناس.

    أخي أبو عوف: أعرف معدنك وأصالتك وحسن نواياك.. ولكن أذكرك بشهدائنا... ودماؤهم الذكية مازالت حارة، أذكرك بأنهم أئتمنونا على مستقبل الأمة، أمة القرآن، فكم رددوا لنا أبيات أخينا وليد الكاظمي:

    دستورنا القرآن وهو منزل

    والعدل كل العدل في القرآن

    أنا على بيعة للأخ البشير (الطاعة في المنشط والمكره وإقامة الدين..) ولا دين لي غير الإسلام.. (ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) صدق الله العظيم آية 85 آل عمران.

    حاشية: الله غايتنا، والرسول قدوتنا، والإسلام ديننا، والقرآن دستورنا.. والموت في سبيل الله أسمى أمانينا إذا خرج الحوار عن هذه المعاني فهو حوار الطرشان ياعبد الرحمن- هذه نصيحتي والدين النصيحة... الحديث.

    hov gp/m
                  

04-16-2011, 12:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    المحبوب عبد السلام في دائرة الضُّو وخيوط الظلام:
    قراءة نقدية ونقضية
    محمد وقيع الله
    (3 من 12)

    كان يستحب من المحبوب عبد السلام، الذي كان في سالف دهره يحب قضايا الفكر والتجديد، ويجيد الحديث فيها، أن يكرس لها مكانا كافيا، ويتحدث عنها حديثا وافيا، في طوايا كتابه الكبير، الذي رصده لتقويم إنجازات العشرية الأولى من عمر دولة الإنقاذ، وهو الكتاب الذي أعطاه عنوان (الحَرَكَة الإسْلاَمِيَّة السُّودَانِيَّة: دائرةُ الضّوء.. خُيُوط الظَلاَم .. تأمُّلاتٍ في العَشْريَّة الأولى لثورَةِ الإنقاذ).
    ولكنه للأسف لم يفعل شيئا من ذلك ذا بال.
    وعوضا عن ذلك دلف يكثف القول، ويدلسه، في أحاديث الصراع السياسي، وخطط الاقتصاد، ومعارك الجهاد.
    وجاء ذلك على حساب الفكر الذي كان هوايته، وصنعته الأثيرة، التي أجادها وامتاز بها، واستبسل في ماضيه العتيق في الدفاع عنها، وذلك إلى أن أقنعه حسن الترابي بقلة أهميتها، وضآلة أثرها في الحياة، فانقلب زارياً عليها، مماريا مع السياسيين، ومتماهيا معهم في الترهات.
    لم يجد المحبوب عبد السلام مكانا للفكر في عشرية دولة الإنقاذ الأولى، التي أدارها شيخه حسن الترابي.
    واضطر إلى أن يحصر حديثه عن التجديد الفكري في فصل أولي، وطأ به للكتاب، ومنحه عنوان (هُدْنَة المُصَالَحَة الوَطَنِيَّة)، التي بدأت في يوليو من عام 1977م، وانتهى أمدها في إبريل من عام 1984م، أي قبل نحو خمسة أعوام من قيام ما سمي بثورة الإنقاذ الوطني.

    نقل الحركة الإسلامية من ابن القيم إلى أبي نواس:
    والمحبوب عبد السلام شخص مثقف، شديد التعلق باليسار الثقافي الحداثي، وهي صفة كنا نلمحها فيه قديما، وننتقده عليها بشدة لا تترفق.
    وهي صفة شاء أن يكشفها للناس كافة في مطلع كتابه هذا، بأبشع طالع، وذلك في مجموعة الأشعار والعبارات التي استشهد بها من نظم الشيوعيين المشهورين من أمثال عضو الحزب الشيوعي الإسرائيلي، محمود درويش، وعضو الحزب الشيوعي العراقي، بدر شاكر السياب، وعضو الحزب الشيوعي السوداني، محجوب شريف، وعضو الحزب الشيوعي التشيلي بابلو نيرودا.
    ومن أمثال اليساريين أصحاب الوجوه المتعددة كمحمد الفيتوري، وعلي شريعتي.
    ولم ينس أن يدس بين أشعار هؤلاء وعباراتهم مختارات من مستنقعات الشاعرين الشاذين الخليعين: الحسن ابن هانئ أبي نواس وأوسكار وايلد، سميري التقدميين الحداثيين ورائديهم الأثيرين.
    ولم يجد الكاتب الإسلامي السابق المحبوب عبد السلام عبارة واحدة يقبسها من شاعر، أو أديب، أو واعظ ، أو حكيم، مسلم، رغم أنه كان - فيما يبدو - بسبيل تقديم النصح والزجر للإسلاميين السودانيين الذين خاصمهم وخاصموه أشد الخصام.
    لم يجد المحبوب عبد السلام زهرة واحدة يقتطفها من شعر جلال الدين الرومي، أو عبرة يجتنيها من عبد الرحمن بن خلدون، أو درة يستعيرها من حكم ابن الجوزي، أو موعظة يسوقها من مواجد ابن قيم الجوزية، أو لُمعة يعكسها من فلسفة محمد إقبال، أو لذعة يصلي الناس بحرها من حُمَم مصطفى صادق الرافعي.
    ولذا لجأ إلى مارستان اليسار يأخذ منه، بلا تحرج، ما يعبر به عن خوالجه، وشعوره المضني بالقنوط واليأس، بعد انقسام الإسلاميين الذي أسهم في تسعير ناره وتهييج أُواره.
    ولا نجد ما نصف به لجوء المحبوب إلى تمثُّل أدب اليسار وفكره، إلا علة التفسخ الفكري والنفسي، وداء التفرنج، والتقدمية الزائفة، التي حدت به لعرض كتابه في هذا الزي الأدبي المنتحل غير الأصيل.

    تعريف المحبوب القاصر للسلفية:
    ثم أحب المحبوب بعد ذلك أن يستفتح حديثه عن التجديد الفكري بذم الفكر السلفي، وذلك في تصويره لمنتهى نجاحات حركة التجديد في الحركة الإسلامية السودانية على أنها خلصت الحركة من التعلق بفكر السلف، فقال:
    " مهما اشتدَّت موجة السلفيَّة على الحركة الطلابيَّة الإسلاميَّة في أوَّل السبعين وبين يديّ ثورة شعبان 1973م، فقد تخرَّج من المُعتقل المُتطاوِل أفذاذٌ حملوا ثقافة الانفتاح على العصر، وشَهِدَت المُصالحة الوطنيَّة ملامح جيلٍ جديدٍ في الحركة الإسلاميَّة كأن قد مضت الريادة الفكريَّة عبر أجيالٍ لتُسلَّم إليهم، جيل جَيِّدُ الإطلاع على الأصُول لكنه مُستوعِبٌ لرُوح العصر مُدركٌ لتحدياته ".
    فكأنه أراد أن يقول إن التعلق بفكر السلف حجاب يحول بين المرء وبين معرفة ما يدور في الحياة العصرية الحديثة.
    وهذا استنتاج ساذج متولد من مقدمة فاسدة قاصرة.
    فهل كان السلفيون جميعا قاصرين عن إدراك تطورات الحياة المعاصرة؟
    هل كان الإمام الرائد محمد عبده كذلك؟ وهل كان الإمام الرائد محمد رشيد رضا كذلك، وهل كان الإمام الرائد عبد الحميد بن باديس كذلك؟ وهل كان الإمام الرائد شكيب أرسلان كذلك؟ وهل كان الإمام الرائد حسن البنا كذلك، وهل كان الإمام الرائد مالك بن نبي كذلك؟!
    إن هؤلاء جميعهم سلفيون صميمون، وكان كل منهم يقر بسلفيته، ولا ينكرها، ومع ذلك لم يعرف عن أي منهم جمود، أو تنكب في دروب الحياة، أو انحجاب عن روح العصر الحديث.
    فلماذا يوصم سلفيو الحركة الإسلامية السودانية وحدهم بالجمود؟
    ولماذا هذا الإصرار العامي، البدائي، المتعسف، على المقابلة بينهم وبين عناصر الثقافة والتجديد؟!
    والمحبوب لم يكن ليجرؤ على التفوه بهذا القول من قبل، ولم يتهور في التصريح به إلا بعد أن تفاصلت الصفوف، وانحازت عناصر الأصالة وجماعات التعلق بالتراث إلى الطرف الآخر الذي لا يقف فيه المحبوب.
    ولم يتطوح المحبوب في الإدلاء بهذا التصريح، إلا بعد أن تدهور حسن الترابي في إصدار تصورات وآراء دينية مباينة لنهج الصواب، ومخالفة أشد المخالفة لفكر السلف، فآثر المحبوب أن يأتم به، ويمضي على خطه في شجب فكر الأصالة على الجملة والتفصيل.

    أكُلُّ هذا من أجل المزامير؟
    ويا ترى في سبيل أي شيئ أقام المحبوب عبد السلام هذه المفارقة، والمناكرة، والمناجزة، والمفاصلة، بين حركة التجديد والتوجه السلفي في الحركة الإسلامية السودانية؟
    جوابه يقول إنه ليس لغير قضايا الفن والمزامير والتماثيل، وهي القضايا التي ظنها أهم قضايا العصر، وأبرز تحدياته، وأقواها.
    واسمع إليه يستأنف حديثه بلا انقطاع فيقول:
    " فشَهِدَت الجامعات المحاضرات والمُنتديات والصُحُف التي عبَّرت عن كل ذلك، كما شَهِدَت فرق التمثيل والدراما، نَفَذَ إليها أعضاءٌ ملتزمون مدُّوا تجربتهم من داخل أسوار السجن إلى خشبة المسرح الحرَّة، فظهرت صورةٌ للأخ المُسلم مُبايِنَة للصُورة النمطيَّة التقليديَّة ".
    هذا وكأنما ولج الإسلاميون السجن من أجل هذه القضايا، على وجه التحديد.
    أو لكأنما كانت إجادة التمثيل هي خير ما ناله الإسلاميون من بركات السجن، الذي حفظوا فيه القرآن الكريم، ودرسوا فيه التفسير وأصوله، والفقه وأصوله، وتدبروا فيه دروس مقدمة تاريخ ابن خلدون.
    إن هذا هو الاستنتاج الصحيح في تقويم تجربة السجن الثقافية في السبعينيات.
    وأما قال المحبوب في مسألة التجديد الفكري، فكله هزل في هزل، وجله خطل في خطل.
    وكل ذلك نابع من أن تعريفه للسلفية خاطئ جدا، ومبتسر جدا.
    وأن تعريفه للتجديد الفكري، وتحديده لأولوياته، ضال جدا، ومضر جدا بحركة التجديد.
    (وفي الحلقة القادمة نواصل القول في موضوع التجديد في عشرية الإنقاذ الأولى بإذن الله)
                  

04-18-2011, 04:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    في خطوة مفاجئة : إجتماع يضم الوطني والشعبي يطالب بإطلاق الترابي
    التيار


    في خطوة مفاجئة أعلن مؤتمر حضره حوالي ألف شخص بمدينة عطبرة مطالبتهم بحزمة إصلاحية في العمل السياسي والتنفيذي وإطلاق سراح الترابي واشهار برنامج واضح لمحاربة الفساد في مؤسسات الدولة. وتركوا للجنة مكونة من (45) شخصاً متابعة التوصيات التي صدرت عن الاجتماع.

    ورصدت "التيّار" الاجتماع الذي عقد في الميناء البري بمدينة عطبرة وشهده أكثر من ألف من عضوية الحركة الاسلامية بجناحيها في المؤتمر الوطني الحاكم والشعبي المعارض. وشوهد عدد من قيادات الحزبين من بينهم نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاة نهر النيل الأستاذ كمال إبراهيم (وزير التعليم) ومرشح الحزب الشعبي لمنصب والي ولاية نهر النيل محمد عبد الواحد والأمين العام للمؤتمر الشعبي بنهر النيل عبد الله خلف الله. وأمين الحركة الإسلامية بنهر النيل عبدالله البشاري.

    وانتخب الاجتماع لجنة مكونة من (45) عضواً لمتابعة التوصيات التي خرج بها الإجتماع. التي من بينها مطالبة للفصل البائن الواضح بين الدولة والحزب و اطلاق سراح الدكتور حسن الترابي وبرنامج لمحاربة الفساد.

    17/4/2011
                  

04-18-2011, 08:42 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    كمال عمر: اوقفنا كل اشكال الحوار مع الوطني حتى على المستوى الشخصي
    التيار


    جدد القيادي بحزب المؤتمر الشعبي، الاستاذ كمال عمر المحامي، إلتزام حزبه بمقاطعة كل اشكال الحوار مع حزب المؤتمر الوطني، وتعليقاً على الخبر الذي نشرته التيار امس عن مباحثات بولاية نهر النيل بين الحزبين، قال كمال عمر أن قبول حزبه بالحوارات الفردية والشخصية مع اعضاء المؤتمر الوطني، هو قرار سابق قصد منه اقناع بعض الاخوة الذين لم يتورطوا في قضايا القتل والفساد والاستبداد بغرض إرجاعهم للحركة الاسلامية الأصيلة بالمؤتمر الشعبي"، على حد وصفه.


    وقال كمال عمر إن المفاصلة بين الشعبي والوطني قامت على اصول ثابتة، هي الحرية والحكم اللامركزي والتوزيع العادل للموارد والايفاء بالعهود والمواثيق وإدارة العلاقات الخارجية بعزة ومحاربة الفساد. واشار الى أن هذه الاصول ظلت هي ثوابت الخلاف. وان المؤتمر الوطني لا يمثل الحركة الإسلامية، "بل هو خصم على التجربة الاسلامية". وجدد قوله بأن الامانة العامة لحزب المؤتمر الشعبي اتخذت هذا القرار طبقاً للوائح الحزب وقرار هيئة القيادة الأخير بايقاف كل اشكال الحوار مع المؤتمر الوطني والعمل بجد لاسقاط النظام.

                  

04-19-2011, 11:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الشيخ صادق عبد الماجد ، سكت دهراً ، ليته ما نطق بقلم : حلمي فارس
    By
    Apr 17, 2011, 11:47



    الشيخ صادق عبد الماجد ، سكت دهراً ، ليته ما نطق

    بقلم : حلمي فارس


    جاء في إنتباهة السبت هذا 15/04/2011 م

    ( صوَّب المرشد العام للإخوان المسلمين الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد، انتقادات حادة لدكتور حسن عبد الله الترابي الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي واتهمه بأنه وراء انقسامات حركة الإخوان المسلمين وتوتر العلاقة بينهم وحزب المؤتمر الوطني. ودمغ الكاروري خلال حوار مع «الإنتباهة» الترابي بأنه خطط بصورة علمية مبرمجة واتبع كل الوسائل والأساليب ليصل إلى توتير العلاقة بين حزبه وثورة الإنقاذ الوطني في وقت سابق. وأضاف قائلاً إن ما نعاصره من فساد سياسي وانحلال اجتماعي، نبع من خلال ما طرحه الترابي من أفكار هدَّامة لمفهوم دور الأسرة. وفي سياق منفصل أكد الكاروري أن هناك عناصر تسعى لوأد حركة الإخوان المسلمين من داخل وخارج الحركة، ولكنه أكد أنهم قادرون على حمايتها والحفاظ على كيانها )



    الشيخ المحترم/ صادق عبد الله عبد الماجد ، المرشد العام لجماعة الأخوان المسلمين ، لا أدري أي واحدة من ( جماعات ) الأخوان المسلمين السودانية المتعددة ، لكنه علمٌ غنيٌ عن كل تعريف ، وشخصية تجبرنا سنوات عمره التي قاربت التسعين ، ثم سيرته الطويلة في الدعوة الإسلامية والتي لا تحتاج لمن ( يدعكها ) لتلمع ، يجبرنا ذلك وغيره على إزجاء وتقديم الإحترام والتبجيل قبل الخوض في الإشارة بالنصح له أو نقد سلوكه أو أرائه أو بعض تخريجاته السياسية السيئة .



    ولأنك في السودان ، من سوء فكر وفهم ، فإنك ما أن تكتب منتقداً أحداً في رؤية أو موقف أو فكرة إلا وتم تصنيفك على أنك ( عدو ) لصاحبها وعلى موقف نقيض من جماعته ، فإنني يلزمني كثيراً أن أشير إلى خلفيتي الإسلامية منذ نشأتي الأولى وعن إنتمائي التنظيمي السابق للحركة الإسلامية وعن إستقلاليتي المطلقة حالياً عن أي تنظيم ، وبذلك فكل قادة التيارات والحركات الإسلامية المختلفة في السودان هم ( شيوخي ) ولهم عندي كل إجلال وتقدير لا ينتقص من إحترامي لهم أرائي المخالفة لهم في كثير من أفكارهم أو طرائق ووسائل دعوتهم أو مواقفهم التكتيكية اللحظية في خضم السياسة اليومية ، فالشيخ صادق عبد الماجد ، والشيخ الترابي ، والشيخ الهدية ، والشيخ أبو زيد حمزة ، وأبو نارو ، والحبر نور الدائم ، وغيرهم ممن سلكوا طرق الدعوة على طريقتهم الخاصة ، كلهم عندي سواء ، ولا فضل لأحد على أحد إلا بما كسب من أجر ربهم بهم وبه أعلم .



    لكن الشيخ صادق ، بعد طول صمت ، أستنطقه مستنطقٌ متعمدٌ ذو غرضٍ ، و زج به في مطبٍ وعرٍ إذ جره للحديث بالسوء عن الشيخ الدكتور حسن الترابي ، الحبيس الأسير لدى حكومة تشارك جماعة أو حزب الشيخ صادق في مؤسساتها التشريعية والتنفيذية بتمثيل يخبر عن ( حجم ) و ( طموح ) و ( قدر ) و ( قدرة ) الجماعة أو الحزب ، ومن أسف أن الشيخ ( الكبير ) فات عليه أو تعمد نشر هذا الحديث ( الغير لائق ) في توقيت ( غير مناسب ) مما يجعله أقرب إلى الممارسة الغير أخلاقية بكل مقاييس الدين والفكر والروح الإنسانية البحتة التي قام عليها الدين الحنيف ،



    وكأني بالشيخ صادق ، بعد صمته الطويل ، ما رأى أو سمع طوال سنوات مشاركته وموالاته للمؤتمر الوطني ، وطوال السنوات السابقة التي شهدت أحداثاً غيرت وجه وطبيعة وجغرافيا السودان ، ما يستحق أن يتحدث عنه ، سوى التنفيس عن ( حنق ) قديم دفين على غريمه الشاب الذي أنتزع من الشيخ صادق سدة قيادة الحركة الإسلامية فتنامت وأتسعت تحت قيادته الحركة ، في حين ظل تيار الشيخ صادق في إضمحلال قربها إلى الزوال اليوم ، ومن عجب أن جماعة الشيخ صادق بعد خروج الترابي عنها بحركته الشابة أنشقت مرات عديدة و لم يكن للترابي دور في ذلك ! ، كما وأنها ما زالت تعاني الإنشقاقات في داخلها والترابي في سجنه حبيسا !! أمِن عدل وكياسة أتهام غيركم بما أصاب حركتكم يا شيخنا ؟



    وما سمعنا الشيخ صادق ، منذ حينٍ طال ، يحدثنا عن تداعيات ما جرته يدا شركائه في المؤتمر الوطني على الوطن بإنقسام السودان وإنفصال الجنوب ، وما تجره أيادي الحكومة التي يشارك فيها على دارفور و التي ربما سارت في ذات درب الجنوب ( لا قدَر الله ) ، ومن فعل ذلك ليس الشيخ الترابي القابع في سجنه ، بل تلامذته الذين تتحالف معهم أنت وجماعتك اليوم وتتباكى بأن الترابي كان هو السبب في التباعد بينكم في سابق الأيام !! .

    ولم يحدثنا شيخنا الجليل عن ( شريعة السماء ) الغائبة في الحكومة التي يشارك فيها حزبه ، ونقول غائبة ونستشهد بذلك بما ظل يقوله المؤتمر الوطني ومناصريه في صحفهم ومنابرهم ومجالسهم الخاصة ، ولم يحدثنا يوماً عن فساد أبكى رئيس الدولة ، والفساد ظل وما زال تحت بصره وسمعه قد أستشرى كما النار في الهشيم ، لم يحدثنا عن دولة العدل الإسلامي والقوانين تنتهك والحرمات ، وليس الشيخ الترابي هو المسئول عن ذلك ، فقد ذهب ، إن كنت لا تعلم يا شيخنا ، عن مقاربة الحكم منذ عشرة سنوات ويزيد !!



    ولم يحدثنا شيخنا عن حقيقة التحلل الأخلاقي الذي ضرب المجتمع السوداني ولا تخطئه إلا العين التي بها رمد أو رضى ، وعن المخدرات التي تقول تقارير حكومية رسمية بأن أكثر من 28.5 % من طلاب مرحلة الأساس بولاية الخرطوم يتعاطونها ، و قد بلغ أنتشارها أن أضحت من غير المنكرات التي يخشاها المجتمع !! كما ولم يحدثنا عن المظهر العام الفاحش الذي يسود البلاد ، ولا عن الكاسيات العاريات اللاتي يطللن صباح مساء على أسرنا من شاشات التلفزيون الرسمية والأخوانية وشبه الرسميه . هل بالفعل المسئول عنها هو فكر الشيخ الترابي ؟ هل من يحكمون السودان من حلفائك اليوم ما زالوا يحكمونه بفكر الترابي بعد عشرة سنوات من مغادرته أرضهم البوار الخراب !؟ مالك كيف تحكم يا شيخنا الحكيم !؟



    ألم يسمع شيخنا المحترم عن العوز والفقر والحاجة التي دفعت بأسر لبيع فلذات أكبادها لتعول بقية الأسرة ، ولم يسمع عمن يبيعون شرفهم وأخلاقهم ليقيموا أود أسرهم ، ولا عن التبشير الذي أستغل الجوع والفقر في كردفان ( المسلمة ) ليحول أهلها للنصرنية ، ولا ندعي ذلك ، ودونك مقالات ومقولات ( خال الرئيس ) في صحيفته الإنتباهة ، ودونك تقارير الدوائر التبشيرية نفسها إن كنت تستطيع الوصول إليها ، أم سمع بها شيخنا ولا يرى ما يستحق الحديث عنه سوى خلافاته التي تسكن قلبه وفؤاده مع الشيخ الحبيس الدكتور الترابي ، فلا صوت يعلو على صوت معركة إغتيال الترابي فيسيولوجياً ومعنوياً ، أهو الترابي أيضاً من فتح أراضي وسموات السودان للتدخل الأجنبي و للمنظمات الأجنبية المشبوهة لأغاثة وحماية شعب غرب السودان الذي شردته حكومة حليفك المؤتمر الوطني !! أوهو الترابي من صمت ويصمت عن جهود التنصير التي تجري على مسمع ومرأى من الحكومة الحالية وهي لا تحرك ساكناً !؟ أما زلت تعي وتسمع شيخي الجليل أم أعماك وأصمك غضبك القديم على الدكتور الترابي ؟.



    ألم تسمع شيخنا بأن أسرائيل صارت تروح وتغدو في بلادنا تفتك بمن تشاء دون حسيب أو رقيب ؟ ألم تسمع شيخنا عن مسئول في مؤسسة حكومية خرج يقول أننا كنا نسرقكم يا حكومة وشعب السودان طوال أعوام وأنتم وحكومتكم نيام ،، ألسنا بذلك يا شيخنا منتهكون خارجياً وداخلياً ، ألا يستحق ذلك بعض كلمات منكم ، أم الشيخ الترابي الحبيس الأسير أهم حالياً ، فهو عندكم المعركة التي لا تنتظر التأجيل ، وهو الأمر الذي لن تستريح روحكم في قبرها ( بعد طول عمر إن شاء الله ) قبل أن تحسمها بإغتيال الرجل معنوياً ، وبالسكوت على محاولات إغتياله فسيولوجياً .



    شيخنا : أما قرأت أقوال الله تعالى في سورة الروم ؟ أما تدبرتها ؟ أما أسترعى أنتباهك لماذا يطمئن الله الصحابة المؤمنين بأن الله ناصر ( الروم الكافرين ) ولو بعد حين ؟ لما برأيك تعاطف المسلمين ، وهم على آلاف الأميال ، وحزنوا لهزيمة الروم وسوء حالتهم تلك اللحظات ؟ أأنت يا شيخي أصلح من أولئك الصحابة الأبرار والشيخ الترابي ( أشر ) و أكفر من الروم حينها ؟ أم أن قلوب صحابة الرسول الأبرار كانت تعلم أن المؤمن أخ المؤمن وأن المؤمن أخ الإنسان عند المحنة ولو تفرقت بهم السبل وتباعدت المسافات ، فما بالك شيخنا لا ترعى لـ ( أخيك ) وربما ( تلميذك ) جانباً وهو في محنته هذه ؟ ألا تستوجب أخوة الدين ثم الوطن ثم الفكرة ومن بعدها الأنسانية أن تقف مع الرجل الحبيس في محنته ؟ ألم تجد وقتاً غير هذا لتستل فيه سكاكينك التي طالما طعنته بها وأمسك هو ، بعقل وحكمة ، عن الخوض في حقك أو حق جماعتك على الملأ !؟؟



    شيخنا صادق عبد الماجد : جانبك وجانبت الصواب فيما قلت ، و في توقيتك ، لقد صمت كثيراً ، وليتك ما نطقت ، فما قلته عن الشيخ الترابي في هذا التوقيت أساء إليك بأكثر مما أساء إليه ، ولن أخوض في تفنيد ما قلته فتفاصيله لا تعنيني بقدر ما يعنيني عدم أخلاقية هذا الفعل في هكذا توقيت ، فقد توقعنا منك الجهر بالحق في وجه حليفك المؤتمر الوطني مطالباً بإطلاق سراح ( مواطن سوداني ، وإنسان ) حبيس بلا تهمة ولا إدانة ، أو تقديمه لمحاكمة عادلة إن أستحق المحاكمة ، وبعد أن تراه حراً لك أن تنافحه الرأي بالراي والحجة بالحجة ، أما الطعن في ظهر الحبيس المبتلى في حريته وصحته فهو سلوك لا يليق بك ولا بإسمك ولا بإسم جماعتك .



    وسيراً على خطى رسولنا الكريم ، وأخلاق شيخنا الأكبر في البحث عن الأعذار لأخواننا، ما وجدنا لك عذر في ما فعلت سوى تعاقب السنين عليك وعلى وعيك بحيث لا تؤاخذ على ما تقول ، أو إستغلال من نقلوا عنك قولك فقالوا بأسمك ما لم تقصده . أو أن لك عذر آخر لا نعرفه ، ويظل موقفك هذا غير مقبول حتى تفيدنا بما يثلج قلوبنا بنفي أو تصحيح لهذا القول .



    مدَ الله في أيامك ، ومتعك بالعافية ، وعافاك و حماك من حبس ومن مرض ، وأعانك للبحث عن الصواب والتمسك به ، وأستغفر الله لك ولي .



                  

04-19-2011, 09:54 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    د. نافع حسب حريات ان الامين العام للمؤتمر الشعبي لن يخرج من معتقله الا هو محمولا على عنقريب


    اوردت صحيفة الوان المتعاطفة مع المؤتمر الشعبى الخبر الاتى نصه

    أفادت مصادر مطلعة بأنّ نافع علي نافع مساعد المشيرعمر البشير قد عقد إجتماعاً خاصاً مع أمنيين وقادة كبار في جهاز الأمن الوطني خلال الأيام الماضية وذلك بغرض تقييم الأوضاع ومعرفة مدى تأثير إعتقال الدكتور الترابي على فعالية المعارضة والساحة السياسية السودانية بمجملها. وذكرت المصادر ذات الصلة أن السيد نافع أظهر غضباً شديداً عندما أكّدت إفادات القادة الأمنيين بأن الساحة السياسية في السودان لم تشهد إنفراجاً ملموساً وأن السودان ما يزال مرشحاً بقوة للإنضمام إلى باقة الدول التي عصفت بها الإنتفاضات الشعبية في المنطقة، وأبدى القادة الأمنيون ملاحظة ذهبت إلى أن اعتقال الترابي أصبح يمثل دافعاً ومحفّزاً لنشاط المؤتمر الشعبي الذي تزداد وتيرة مناشطه وأدائه السياسي والتنظيمي بصورة جلية في أعقاب كل إعتقال للدكتور الترابي، الأمر الذي جعل الرجل الأكبر نفوذاً في الحزب الحكومي يستشيط غضباً وهو يقول منزعجاً: ( كأنكم تريدون القول أن الترابي سيخرج من معتقله محمولاً على الأعناق كما خرج في أبريل 1985 هذا لن يحدث، هذا ليس نظام مايو ولسنا في أبريل..) وزاد المصدر بقوله: ( وأضاف نافع بكثير من الحنق قائلاً: ( الترابي ما حيطلع المرة دي إلا محمولاً على عنقريب..) –يقصد ميتاً- قبل أن يقطع اجتماعه ويخرج غاضباً
    --------------------

    نفى المؤتمر الوطنى بشده توجيه ايا من قياداته تهديدات تتعلق بالامين العام للمؤتمر الشعبي الدكتور حسن عبد الله الترابي
    وعبر الحزب عن استهجانه فى ان تدعو قيادات المعارضة لاجتماع لمؤازرة الترابي اعتمادا على معلومات مغلوطه اوردتها صحيفة اليكترونية (حريات )

    واكد الدكتور نافع على نافع نائب رئيس المؤتمر الوطنى لشئون الحزب فى تصريحات صحفية سبق بها البيان الصادر عن مكتبه اليوم فى ذات الصدد ، انه لم يصدر عنه او عن اى من قيادات المؤتمر الوطنى كلمة حول اعتقال الترابي وفقا لما ورد بالصحيفة ونقلته عنها صحيفة ( الوان ) فى عددها اليوم (بان الامين العام للمؤتمر الشعبي لن يخرج من معتقله الا على عنقريب )
    وقال نافع الذى استغرب له كيف تسمع احزاب تحالف جوبا وتعتمد على معلومة تكتبها الصحيفة الاليكترونية (حريات ) وهم يعلمون ذلك ثم يصدروا من بعد ذلك هذه التصريحات
    واضاف نائب رئيس المؤتمر الوطنى لا اعتقد ان ذلك تضليل للشعب او استهدافا رخيصا فحسب لكنه فى الحقيقة خصما على تقدير مقدراتهم وخصما على موضوعيتهم وجديتهم وعبر عن امتعاضه بان يكون هذا هم الاحزاب بان تناقش مثل هذه الموضوعات بناء على افتراضات توردها صحف اليكترونية
    واكد البيان الصادر عن مكتب الدكتور نافع على نافع نفيا لواقعة توجيهه او ايا من قيادات الحزب تهديدات بحق زعيم الشعبي فى اجتماع ( سري ) مزعوم له مع من وصفوا بقيادات امنيه
    واكد البيان حرص المؤتمر الوطنى ورغبته الاكيدة فى الحوار مع كافة القوى السياسية للوصول الى تفاهمات حول القضايا والهم الوطنى المشترك وامن على ان الفرصة لا تزال سانحة للتوافق بين ابناء الوطن الواحد بعيدا عن المزايدات والدسائس والمؤامرات
    وجدد الوطنى التأكيد على ان يده ستظل ممدودة لكل الاطراف المكونة للخارطة السياسية السودانية من اجل الخروج بالوطن الى بر الامان
    واكد البيان ان المؤتمر الوطنى كغيره من الاحزاب لا يناقش القضايا الامنية او يجري تقييما حولها وتنحصر مسئولياته فى العمل السياسي كحزب حاكم شريك يضع السياسات العامة للحكومة بالتوافق مع الاحزاب الشريكة الاخري
    واشار البيان الى ان التضليل والكذب الذى ظلت تمارسه صحيفة ( حريات ) يمثل دورا سياسيا لا يمت لمهنة الصحافة بصلة مدللا على ذلك بتنبي قوى المعارضة لمبدأ التعامل بردود الافعال دون التحري من دقة وصدقية مايتم ايراده الذى قال انه يمثل ترويجا يتم بالتنسيق مع تجمع جوبا من اجل ضرب الاستقرار واثارة الفتن
    واكد المؤتمر الوطنى وعيه بمثل هذه المخططات ويدرك ان هذا التلفيق فى هذا الوقت يهدف لافشال الحوار الذي بدأ بينه والقوي السياسية الوطنية الرئيسية والعمل من اجل اعادة انتاج الازمات اعتمادا على مخاطبه القواعد بمثل هذه الاخبار الكاذبة لاثارة الشارع وتحريض الناس
    يشار الى ان صحيفة الوان كانت قد اوردت فى عددها الصادر اليوم نقلا عن صحيفة ( حريات ) الاليكترونية الناطقة باسم التجمع المعارض تحت عنوان رؤساء المعارضة يجتمعون لمؤازرة الترابي اشارت فيه الى اجتماع (سري ) مزعوم عقده الدكتور نافع على نافع نائب رئيس الموتمر الوطنى مع قيادات امنيه حيث تم استعراض الاوضاع الامنية بالبلاد وقال فيه د. نافع حسب حريات ان الامين العام للمؤتمر الشعبي لن يخرج من معتقله الا هو محمولا على عنقريب
                  

04-21-2011, 05:14 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    بسم الله
    قـوى الإجــماع الوطــــني

    بيان صحفي


    اجتمع رؤساء الأحزاب السياسية المنضوية بتحالف قوى الإجماع الوطني اليوم الأربعاء الموافق 20/ إبريل / 2011م بدار حزب الأمة القومي وتم التداول حول العديد من القضايا التي تهم الأمة بأسرها وتوصل الإجتماع للآتي:-


    1. المطالبة بإطلاق سراح د. حسن عبد الله الترابي زعيم المؤتمر الشعبي والعضو المؤسس لهيئة قيادة تحالف قوى الإجماع والذي تم اعتقاله دون مراعاة لأي قانون أو ميثاق أو دستور ووضع في ظروف بالغة السوء دون مراعاة لأي قانون أخلاقي أو إنساني مكفول لأي معتقل أو سجين سياسي لأكثر من تسعين يوما والإبقاء عليه بالمخالفة لقوانينهم. و قرر الإجتماع تقديم مذكرة مطالبة بإطلاق سراح د. حسن الترابي لرئاسة الجمهورية يقوم بتسليمها رؤساء الأحزاب الوطنية، كما طالب الإجتماع بإطلاق سراح كافة المعتقلين والمحكومين لأسباب سياسية فوراً.


    2. أدان الإجتماع الهجمة الشعواء والمستمرة والمصاعدة على الحريات العامة والمكفولة بموجب دستور السودان الانتقالي لـ2005م حيث شهدت هذه الفترة تراجعا سريعا وممنهجا في كل ميادين الحريات والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنكيل والقمع خاصة للشباب والطلاب والنساء بجانب منع الأحزاب الوطنية من ممارسة نشاطها السياسي وعرقلة صدور الصحف بالمصادرة والرقابة وغير ذلك من صنوف القهر والاستبداد السياسي.
    3. قرر الإجتماع تكوين هيئة دائمة للدفاع عن الحريات والعمل على إلغاء كافة القوانين المقيدة للحريات من القوى السياسية المنضوية بالتحالف وكافة منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والناشطين في هذا المجال والشخصيات الوطنية وغيرهم.


    4. أدان الإجتماع إعلان ما يسمى بالكتيبة الاستراتيجية ذلك الفعل المستهتر خاصة وأن المؤتمر الوطني قد سخر لها كافة إمكانيات الدولة والتي هي امكانيات السودان وأموال الشعب السوداني، للقيام بدور البلطجة في مواجهة المواطنين والقوى السياسية ضد ممارسة حقهم الدستوري المشروع في التعبير السلمي عن أشواقهم وتطلعاتهم للتغيير لنيل حقوقهم المشروعة.
    5. أدان الإجتماع العدوان الخارجي على سيادة وأراضي وشعب بلادنا والذي كشف عجز النظام عن حماية بلادنا والدفاع عن سيادتها والتفريط فيها فيي الوقت الذي يتزايد فيه الصرف على الأمن لحماية النظام في مواجهة شعبه.


    6. نبه الإجتماع للخطر الماثل في جنوب كردفان بالطريقة التي تجرى بها الحملة الانتخابية والاستقطاب الإثني الحاد بين المؤتمر الوطني والحركة الشعبية والتي تنذر بقيام حرب ضروس. علماً بأن رؤساء الأحزاب أكدوا على ضرورة أن تلعب أحزابهم دوراً إيجابيا في الحفاظ على وحدة النسيج الإجتماعي والإستقرار والسلام في المنطقة.


    7. كما تعرض الإجتماع لما يجري من تفاوض عبثى بدارفور لا طائل من ورائه. إن الشروع الفوري في إيجاد حل حقيقي مقبول للأطراف هو المخرج الحقيقي للخروج من عنق الزجاجة.
    8. أكد الإجتماع على ضرورة استمرارٍ تكاتف وتوحد كل قوى الإجماع الوطني وتطوير التعبئة السياسية والمطلبية لأجل التغيير المرتبط بإحداث حياة حرة وكريمة لشعبنا.
    على أن تستمر اجتماعاتهم بصورة شهرية راتبة مع الإلتزام بإجراء اجتماع آخر يحدد لاحقا مكان انعقاده وزمانه للتفصيل في مسألة الإستراتيجية لقوى الإجماع الوطني.
    والله الموفق.


    قــــــــــوى الإجــــــــــــــماع الوطــــــــــــــــــني
    20 إبريل 2011م

    -----------------

    أخشوا الله لا تخشوا الترابي .. بقلم: د. ياسر محجوب
    الأربعاء, 20 نيسان/أبريل 2011 20:49
    Share
    أمواج ناعمة


    لا أدري إن كان رأي الدكتور محمد مندور المهدي بضرورة اطلاق سراح زعيم المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي يصب في اطار حملة العلاقات العامة المحمومة التي يطلق هذه الأيام أم أن لديه قناعة حقيقية بأن هناك (تجاوزا) ما في استمرار اعتقال الرجل الطاعن في السن.. لا نقلل من صدق نوايا الدكتور مندور فهو رجل سياسي ذكي ولماح، ولكن نقول أنه خلافا لتلك المزايا في شخصيته كان قد اطلق منذ منذ فترة سيل من (العنتريات) من شاكلة سحق المعارضة أو كما نقل عنه في ذلك اللقاء الذي أعتقد أنه خاص أو كان من المفترض أن يكون خاصا لأن مقال يقتضي أن يكون له مقام خاص ولكن الباب كان مفتوحا على مصراعيه مما كشف عن سوء في تقديرات المعنيين بالتنظيم..

    المهم في الأمر أن رأي الدكتور مندور نائب رئيس المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم رأي جرئ يستحق عليه الاشادة.. رغم أن الدكتور مندور حرص في حواره مع صحيفة الاهرام أن يشدد على أنه رأي خاص لكن الرأي الخاص لسياسي بحجم مندور أمر له اعتباره خاصة إذا ما أعلنه عبر الصحافة.. يقول مندور وفقا لما نقلته عنه "الاهرام": (رأيي الخاص إن كانت هناك قضية أمنية، كان أن يقدم الترابي إلى محاكمة في ما يتعلق بالقضية الأمنية، وواضح جداً أن هناك تجاوزاً لفترة الاعتقال المنصوص عليها وفق القوانين، فإمّا أن يُقدم الترابي إلى محاكمة، كما قالت الأجهزة الأمنية، أو يطلق سراحه، هذه هي الخيارات المتاحة، وأنا أدعو إمّا أن يُقدم الترابي إلى محاكمة أو يطلق سراحه من المعتقل، لأنه لا يوجد أي تبرير بعد انقضاء الفترة المنصوص عليها في القوانين لاستمرار حبس الترابي، ينبغي احترام القوانين بصورة عامة داخل السودان، نحن في ظل دولة مدنية لها دستور وقوانين)..

    لا يسيغ العقل الرشيد ولا المنطق السديد ولا حتى أخلاقنا السودانية أن يستمر اعتقال الرجل هكذا؟!.. نعم (هناك قضايا أمنية، تستدعي في فترة زمنية محددة أن تُثبت هذه القضايا الأمنيّة ويقدم للمحاكمة، انقضى الزمن وإلى هذه اللحظة لم تقدم أدلة فينبغي أن يطلق سراحه)، هذا ما قاله كذلك الدكتور مندور بدون حذف أو اضافة.. المجتهدون يقولون أن سر الاعتقال هو خشية بعض المرتجفين من أن ينجح الرجل في تحريك الشارع!!.. نقول إن قُدّمت الخشية من الله، فلن تكون هناك خشية من الترابي.. أخشوا الله قبل أن تخشوا الترابي.

    المنطق يقول ألا يكون هناك من يرغب في اعتقال الدكتور الترابي حتى في حال توفر مسوغ أمني أو أي مبرر.. ربما كان الرجل نفسه الأكثر استفادة من الاعتقال عبر الزخم الاعلامي الذي يثور بمجرد الاقتراب من منزله.. حالة الركود السياسي التي تعصف بحزب المؤتمر الشعبي تجعل زعيم الحزب يتربص بكل سانحة يمكن أن تنعش الحالة السريرية المتأخرة التي تحيط بالحزب.. على صعيد العمل السياسي فشل الحزب في تسويق رؤيته السياسية القائمة على الانتقام ممن (انتزع) منهم السلطة!!.. حالة الفشل واليأس التي تحيط بالحزب تدفع قادته لركوب ظهر حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور، حتى أن الأمر تعدى التنسيق مع حملة السلاح إلى أن تصبح الحركة المتمردة جناحا عسكريا.. الفشل في اعتماد العمل السياسي وسيلة فعالة ونزيهة للوصول للسلطة ليس مدعاة للعمل العسكري سرا، واثارة القلاقل والفتن.. آخر الأخبار أن بعض قادة "الشعبي" سافروا إلى عطبرة لإيقاف الحوارات الشخصية التي كان يقودها أفرادا من الحزب مع نظرائهم من (الوطني)، من بينها حوار حول ورقة لوحدة الحركة الإسلامية نوقشت في مدينة الحديد والنار!!
    yasirmahgoub


    --------------

    مبادرة لرأب الصدع بين الوطني والشعبي

    الخرطوم: هدى عبد الله

    أبلغ المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم المكتب القيادي للحزب رسمياً، ضرورة إطلاق سراح د. حسن الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعتقل أو تقديمه لمحاكمة بدواعي عدم وجود مبرر لإستمرار الإعتقال، فيما أعلنت قيادات إنضمت لحزب المؤتمر الوطني حديثاً من المؤتمر الشعبي، عن تبنيها لمبادرة موسعة لرأب الصدع بين الرئيس عمر البشير ود. حسن الترابي، كخطوة أولى لجمع صف الحركة الإسلامية.وكشف عبد الله شيخ إدريس أمين الإتصال التنظيمي بالوطني ولاية الخرطوم، عن دفعهم بطلب رسمي للمكتب القيادي، يبلغه فيه أن إعتقال الترابي لم يعد مبرراً بعد إنقضاء الفترة القانونية،


    وأشار إلى أنهم أبلغوا قيادة الحزب بضرورة إطلاق سراحه أو تقديمه لمحاكمة، وأكد شيخ إدريس أن قيادات الحزبين ظلا في حوار مستمر من أجل ما أسماه توحيد الصف لمواجهة جبهة ما بعد التاسع من يوليو.وفي السياق، كشفت قيادات من المجموعة التي إنضمت للوطني من الشعبي وعلى رأسها محمد عبد الحليم ومضوي عوض السيد، عن ملامح المبادرة التي ترتكز على إجراء إتصالات مكثفة مع قيادات تحظى بقبول ورضاء من القياديين البشير والترابي من أجل رأب الصدع بينهما، وقالت القيادات في تصريح صحفي عقب لقاء بالمؤتمر الوطني في الولاية أمس، إن المبادرة تعتبر بمثابة ضربة البداية لجمع الحركة الإسلامية، ونوهت إلى أن الهدف لا يقف عند جمع الحزبين فحسب، وأوضحت أن المبادرة تعتبر الفرصة (لإدراك الركعة الأخيرة).


    -----------------


    الحزب الحاكم فوضوي!!
    امال عباس

    ٭ الصحافي ايهاب اسماعيل حاور المحبوب عبد السلام في مدينة زيورخ والكتاب الذي وضعه المحبوب «الحركة الاسلامية السودانية.. دائرة الضوء وخيوط الظلام في السودان» كان مادة الحوار.. استوقفتني محطات كثيرة في الحوار العميق والاسئلة المحكومة بالشفافية والنفاذ.. ذلك لان ما اكتنف الحركة الاسلامية او اهل الاسلام السياسي في السودان منذ اواخر الالفية الثانية ومطلع الالفية الثالثة جدير بالتأمل والوقوف عنده من اجل القراءة المتجردة لهذه التجربة التي حكمت السودان لعقدين من الزمان، عقد موحدين وعقد متشاكسين بل ومتناطحين.
    ٭ في سؤال مهم وجهه ايهاب اسماعيل في الحوار الذي نشرته «الصحافة» في عددها الصادر في الثالث عشر من الشهر الجاري عن الاسباب التي قادت سلطة الانقاذ لمنع توزيع الكتاب في السودان كان رد المحبوب كالآتي:
    «الكتاب يؤرخ لمرحلة للتاريخ.. وابطال هذا التاريخ ما زالوا يحكمون السودان فالكتاب نوع من المواجهة الفكرية لما كسبت واقترفت ايديهم في العشرة اعوام الاولى من حكم الانقاذ، الشيء الطبيعي ان يتم التصدي فكرياً للكتاب لكن كما يقول محمود درويش لخوف الطغاة من الذكريات عجزوا عن المواجهة الفكرية ولجأوا الى السلاح الذي يحسنونه وهو استعمال قوة السلطة العادية التي تمنع الكتاب من رخصة دخوله للسودان كما هي العادة مع كل الكتب، وهم انشأوا مجلسا قوميا معنيا بدخول الكتب وهو مجلس غير جاد تقوم به فئة من موظفين لا علاقة لهم بالكتاب والثقافة..

    والحقيقة الكتاب فضح الكثيرين من الدعاية الخاطئة التي حاولوا ان ينسبوها الى القيادة التاريخية للحركة الاسلامية.. وكان ينبغي مواجهته بالفكر وليس بالقوة كذلك ووجه بقوة آلة التشويه الدعائية ضد الكتاب نقاشا وعجزوا تماما عن مناقشته وعجزوا عن ان يردوا عليه بأساليب حتى من استدعوا من يعتبرونهم المتقدمين في الفكر كان نقدهم جزئياً وسطحياً ومتهافتا لا يستحق حتى ان يرد عليه.. وانا في تقديري الكتاب انتشر بوسائل كثيرة واحرز في القاهرة نجاحاً واسعاً لم يحرزه اي كتاب سوداني من قبل خلال العشرة اعوام الماضية.. وكتب عنه اضعاف ما كتب عن اي كتاب سوداني طبع خلال العشرة اعوام الاخيرة والكثير من الناس اخبروهم بأن يقرأوه في النت، وادعى بعض النقاد الذين اشفق عليهم من الذين لم يقرأوا الكتاب بأنه انتشر لانه منع فهؤلاء الناس ينتقدونه قبل قراءته هذا منهج يثير الشفقة اكثر مما يثير الغضب فكلهم موظفون لدى سلطة المؤتمر الوطني في منع الكتاب.


    ٭ الكتاب هو تاريخ ينبغي ان يقرأ وكما ذكرت في المقدمة فإن الكتاب محاولة لاستفزاز الطرف الآخر بالمعنى الايجابي لكلمة استفزاز ولنخرجهم للكلام وللرد ونجعل المعركة فكرية افضل من ان تكون معركة ضرب كما قال احد اصدقائنا اذا عشت في الغرب تكون المشكلة مع افكارك ولكن اذا عشت في السودان تكون المشكلة مع جسدك... فالجسد في السودان يضرب ويعذب ويغتصب ويدخل السجون.. فهذه هي مناهجهم واساليبهم وكذلك استخدمت الاساليب الملتوية مع الكتاب التي تستعمل في السياسة السودانية وهذا مثل بسيط للمنهج الذي يدار به السودان منذ عشرين عاماً.. انتهت اجابة المحبوب على سؤال لماذا تم منع توزيع الكتاب.. والحوار كما قلت مليء بالمحطات العامة والمهمة في مسار حركة الاسلام السياسي في السودان وتجربتهم في الحكم.. وخلاصة ما قاله المحبوب.. ان مشكلة السودان في عدم بسط الحرية.. السودان في خطر والحزب الحاكم فوضوي.


    21/4/2011
                  

04-22-2011, 11:09 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    الوطني بالخرطوم ينتقد استمرار اعتقال الترابي
    مزدلفة دكام


    انتقد المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم استمرار اعتقال الترابي دون محاكمة واصفاً حبسه بغير المبرر، وقال إننا ندعو كمؤسسة بتقديمه للمحاكمة أو إطلاق سراحه. وكشف القيادي المنشق عن الشعبي محمد عبد الحليم عن انضمام قيادات نافذة وذات ثقل بالشعبي لحزب المؤتمر الوطني في الأيام القليلة القادمة، وقال إنهم بصدد القيام بمبادرة لتوحيد الحركة الإسلامية وإعادة التوافق بين جناحيها الوطني والشعبي وأضاف (سنعيدها سيرتها الأولى).

    وأكّد عبد الحليم أنّ اختلافه مع الترابي لاجتهادات الأخير الفكرية والعقائدية والتي جانبت الصواب ـ حسب تعبيره ـ مشيرا إلى تعنت بعض القيادات بالشعبي وادعائهم لبطولات وصفها بالمزيفة ######ر من تصريحات الأمين السياسي بالشعبي كمال عمر حول أسباب انسلاخهم عن الحزب و أضاف كمال عمر لا يعرف شيئاً عن الحزب ولا عن قياداته وقال عدنا من أجل المصلحة الوطنية ولمجابهة التحديات التي تواجه الوطن، وزاد (كان من الأجدى أن يضع الشعبي يده مع الوطني بدلا عن الاتجاه لأحزاب التحالف ومتى أصبح باقان وعرمان أقرب إلينا من البشير).

    وأكّد أمين الاتصال التنظيمي بالمؤتمر الوطني محمد عبدالله شيخ إدريس استمرار الوطني في التفاكر مع فعاليات المجتمع المختلفة حول الدستور القادم، وقال ليس لدينا حجر على رأي شخص أو مؤسسة أو حزب أياً كان.

    التيار
                  

04-24-2011, 05:28 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    أزمة مكتومة بين القيادات العليا لحزب البشير


    أزمة مكتومة بين القيادات العليا لحزب البشير
    الخرطوم - النور أحمد النور

    برزت إلى السطح أزمة مكتومة بين رموز «حزب المؤتمر الوطني» الحاكم في السودان، إذ قلل مساعد الرئيس نائب رئيس الحزب نافع علي نافع، من أهمية حوار يشرف عليه مستشار الرئيس لشؤون الأمن القومي الفريق صلاح عبدالله مع قوى معارضة، وقال إنه لم يجد القبول لأنه يجري بعيداً من حزبه. لكن عبدالله أكد أن حواره يرعاه الرئيس عمر البشير ويتابعه نائبه علي عثمان طه، لمعالجة حال الاحتقان التي تعاني منها البلاد.

    وقال نافع، في حديث بثته الإذاعة الرسمية، إن الحوار لم يجد قبولاً من غالبية الأحزاب بعدما رأت أن حوارها ليس مع الحزب الحاكم وجاء بمبادرة من جهة تنفيذية. لكن الفريق عبدالله انتقد في مؤتمر صحافي أمس حديث نافع، واعتبره «مضرّاً ويشكك في الحوار ويجعل القوى السياسية تنفضّ عنه»، مؤكداً أن حواره «يرعاه البشير ويتابعه طه». وأشار إلى أن حوارهم «سيستمر ولن يتوقف حتى لو انسحب ممثلو الحزب الحاكم، لأن البلاد في حال احتقان».

    وكان نافع قال إن حزبه «لن يقبل بأن يكون أقلية في أي حكومة مقبلة، سواء عريضة أو قومية، إلا عبر الانتخابات، موضحاً أن الحوار الذي يجريه حزبه مع قوى معارضة ليس بالضرورة أن ينتهي إلى المشاركة في السلطة إذا اتفقوا على ثوابت في قضايا الشريعة الإسلامية وشكل الحكم». وأكد أن حزبه «لن يقبل بحكومة انتقالية أو قومية لجعلها أداة لتصفيته وتحويله إلى أقلية... إن كانوا يريدون ذلك، فعليهم أن ينتظروا الانتخابات المقبلة».

    وكشف أن الخلاف بين حزبه و «حزب الأمة» بزعامة الصادق المهدي انحصر في إصرار الأخير على التعامل مع المحكمة الجنائية الدولية والعودة إلى التقسيم الإداري على أساس ستة أقاليم بدلاً من 15 ولاية. واتهم قيادات في «الحركة الشعبية لتحرير السودان» التي تحكم الجنوب بالسعي إلى «جر الشمال إلى حرب مفتوحة وإثارتها بالوكالة عن آخرين».

    وقال إن «هناك مجموعات قبلية وسياسية تسيطر على مفاصل الحكم في الجنوب تثير الغبن لدى المجموعات المتفلتة هناك، ما دفع المنشقين عن الجيش الجنوبي للتمرد ومواجهة حكومة الاقليم عسكرياً». ودعا الجنوبيين إلى «البحث عن مصالحهم في شكل جيد، وتحقيق جوار آمن مع الشمال بدلاً من التصعيد وإيواء حركات دارفور المتمردة».

    ورأى أن الاسابيع المتبقية من الفترة الانتقالية كافية لتوفيق الأوضاع وترتيبها في شكل نهائي، وتسوية القضايا العالقة وأبرزها النزاع على منطقة أبيي الغنية بالنفط. وقال: «إن لم تحسم القضايا العالقة، فلا أستبعد نموذج كشمير. وهذا وضع سيئ غير مقبول ولا يوجد مبرر لحدوثه، إلا إذا تعنتت الحركة الشعبية».

    وأعلن عقد مؤتمر عام لحزبه في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. وقال إن اعادة ترشيح البشير لرئاسة الحزب متروكة لمؤسسات الحزب وليس رغبة أفراد، مشيراً إلى أن البشير أكد عدم رغبته في الترشح لرئاسة الحزب.

    وعن انتشار الفساد، قال نافع إن حزبه «يحاسب أعضاءه إذا افسدوا، لكن يتمسك بفقه السترة»، مؤكداً أن «لا مقارنة» بين قيادات حكومته وقيادات نظامي الرئيسين المخلوعين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي. وتساءل: «هل تتوقعون أن تكتنز قياداتنا أموالاً كتلك التي ضبطت بحوزة رموز نظامي مبارك وبن علي؟ إن كانوا كذلك، لا أبالي أن يضربوا بالرصاص في ميدان في وسط الخرطوم».

    دار الحياة

                  

04-24-2011, 08:19 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    قـوش يـرد: كلام نافع يخصه هـو
    الأحد, 24 نيسان/أبريل 2011 06:14
    Share
    الانتباهة:

    أكد الفريق أول ركن مهندس صلاح عبد الله محمد صالح «قوش» مستشار رئيس الجمهورية، أنه لا يوجد صراع داخل الوطني، وقال: «لا يوجد صراع داخل الوطني»، وأشار لمباركة رئاسة الجمهورية والمؤتمر الوطني لمشروع الحوار الذي تقوده مستشارية الأمن مع القوى السايسية المختلفة، ونفى أن تكون المستشارية تقود الحوار باسم المؤتمر الوطني. وقال قوش في تنوير صحفي أمس إن الوطني يشارك بمندوبين عنه في الحوار،


    وأقرَّ بوجود عقبات تعترض طريق الحوار الذي ترتب له مع فعاليات المجتمع كافة. وقال قوش إن المستشارية تتبع لرئاسة الجمهورية، وعرضت عليها مشروع الحوار فباركته، وطالبت بالبدء فيه واستمراره، وزاد هناك تقارير ترفع للرئاسة، وأضاف: «أجرينا اتصالاً بالمؤتمر الوطني فاستجاب وبعث بمناديب عنه»، وتساءل قوش: «الحكومة حكومة المؤتمر الوطني، فلو كان رافضاً فكيف يكون حال الحوار»،

    وتابع: «مباركة الحزب لهذا المشروع أخذناها من قيادة الحزب ومؤسسته المعنية»، وزاد: «تصريح نافع يخصو»، والمؤتمر الوطني الذي نعرفه يوافق على الحوار. وقال قوش: «إن السؤال المطروح للوطني هو هل مناديبه في حوار المستشارية يمثلونه أم سرقوا اسمه». وقال قوش: «أنا عضو في المؤتمر الوطني، وبمعرفتي البسيطة أعلم أن الذين يمثلونه أعضاء في المؤسسة السياسية للحزب،
                  

04-24-2011, 09:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    العصب السابع

    هل تُنقذ "الحكومة" نفسها.؟؟

    شمائل النور

    حتى تاريخ كتابة هذه السطور لا زال حسن الترابي قيد الاعتقال وتحت وطأة ظروف صحيّة ليست على ما يرام، وأيضاً لا زالت أسباب اعتقاله غير واضحة وستظل هكذا حتى بعد إطلاق سراحه لأنّها في الأساس غير موجودة ولا تخرج الأسباب عن عبارات مثل "دواعي أمنية" أو ما شابه ذلك من دواعي الاعتقال التحفّظي لكن يصبح مثيراً للضحك حينما تقرأ خبراً عريضاً في الصحف يقول: غندور يطالب جهاز الأمن بإطلاق سراح الترابي، أو آخر يحمل على لسان المؤتمر الوطني أنّ اعتقال الترابي شأن يخص الأجهزة الأمنية، ويتمنى له عاجل الشفاء، وكأن الأجهزة الأمنية تتبع لمحكمة الجنايات الدولية،

    متى تحترم الحكومة عقولنا يا ترى؟ أمس الأربعاء نفى نافع علي نافع صحة ما نقلته صحيفة "حريات" الإلكترونية التي نشرت أنّ نافع قال في اجتماع إنّ الترابي لن يخرج من المعتقل إلا محمولاً على "عنقريب" في إشارة صريحة إلى الموت، الخبر تمّ تداوله على نطاق واسع، ونقلته فيما بعد بعض الصحف الرسمية إن كان النشر الإلكتروني غير رسمي كما أشار نافع، يُمكن جداً أن يكون هذا التصريح خطأ جملة وتفصيلاً لكن وإن كان تصريح نافع فعلاً خطأ فهو "كُبة" جديدة تقع على رأس الحكومة،


    ولا ننسى أنّ حزب المؤتمر الشعبي قال قبل أيام أنّه لا يستبعد دس السم في الأكل حتى تتخلص الحكومة من شيخها، فليكن ما ذهبت إليه بعض قيادات الحكومة من تملص واضح من تبعية الأجهزة الأمنية للمؤتمر الوطني صحيحاً وأن الأجهزة الأمنية لا علاقة لها بالمؤتمر الوطني لا من قريب ولا من بعيد، وحتى تكتمل عندنا الصورة موزونة ألم يكن من الأجدر أن يستغرب نافع عن علاقة زج اسمه في موضوع يخص الأجهزة الأمنية بدلاً من أن يصب تركيزه في نفي التصريح ونفي الاجتماع فالرجل حزبي وليس مسؤولا أمنيا ولا علاقة مباشرة له بهذه الأجهزة على الأقل عملياً، لو كنت مكان الأجهزة الأمنية لا الحكومة لأطلقت سراح الترابي فوراً بعد نشر هذا الخبر ونفيه وإن كان صحيحاً أو خطأ،

    حتى أحفظ لنفسي مكاناً آمناً أنا في حاجة إليه، لكن طبعاً الحكومة قد تختلف حساباتها عن حساباتنا فقد يكون في تقديرات الحكومة أنّها إن أطلقت سراح الترابي بعد الخبر الذي نشرته "حريات" هذا يعني أنّها رضخت إلى التخويف عبر خبر هو في الأساس هو خبر مُلفق وليس حقيقياً وفي هذا نصر للمعارضة أو على الأقل للمؤتمر الشعبي، لكنها حسابات ضيّقة للغاية ولا تخدم حتى سياسات المؤتمر الوطني وقد تدخل المؤتمر الوطني في متاهات صعب الخروج عنها، ولا قدّر الله إن حدث أمر الله للترابي وهو في معتقله، وإن كان المؤتمر الوطني والأجهزة الأمنية براءة من هذا الأمر فسوف تتورط الحكومة ورطة غير محمود عقباها للحكومة، لأنّه وببساطة فإنّ الشبهة قد وقعت وإن لم تتحرك الحكومة بعد هذا التصريح فهذا يعني أنّ الحكومة "تشيل أصبعها وتتبظ عينها".

    التيار
    تعليق------------------


    حتى وقت قريب كان التماهى بين الجهاز التنفيذى للانقاذ والاجهزة الامنية متناسقا فالمسؤول السياسى والتنفيذى اساسا جزء من الاجهزة الامنية العاملة والعكس ..
    اما الجديد فى كلام غندور ونافع وغيرهم بان لا علاقة لهم باعتقال الترابى وان ذلك شانا امنيا لا يعنى الا التملص من التهمة ورميها فى افراد من جهاز الامن وهذا يعنى شيئا واحدا اعطاء و احساس الامنجى بتخلى المسؤول السياسى عنه فى وقت من الاوقات وهو ما يزرع الشكوك بينهما بين من يتولى منصبا تنفيذيا سياسيا وبين من ينفذ تلك الاوامر التنفيذية من قوى الامن المختلفة ..وهذا يؤكد ان فشل اهل الانقاذ وصل الى هذا المدى فى التعاطى السياسى الساذج امام محك لخبر اعلامى لم يستطيعوا مواجهته باى رؤية سليمة لانهم لا يملكون اية رؤية فى اى شىء او امر يخص طريقة ادارتهم للدولة ..وهذا هو سبب الفشل فى كل عمل قاموا به ابتداءا من السلام الذى لم يتم والى الوحدة التى لم تتحقق و الى الاستثمار الذى يهرب الان الى السياسة الداخلية الى الاقتصادية الفاشلة الخ

    (عدل بواسطة الكيك on 04-24-2011, 09:48 AM)

                  

04-24-2011, 07:03 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=19496
    --------------------------------------------------------------------------------
    admino || بتاريخ : الأحد 24-04-2011
    : قوش: حديث نافع (ضار)
    : دافع عن حوار مستشارية الأمن
    قوش: حديث د. نافع ضار ولم ندّعِ الحوار باسم الوطني
    الخرطوم: (أجراس الحرية)

    نفى مستشار رئيس الجمهورية للشئون الأمنية القيادي بالمؤتمر الوطني المهندس صلاح عبد الله (قوش) وجود صراع داخل الحزب، وقطع بموافقة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحزب على الحوار الذي تقوده مستشارية الأمن، ووصف حديث نائب رئيس المؤتمر الوطني للشؤون التنظيمية د. نافع علي نافع حول حوار المستشارية بـ(الضار).

    وقال قوش في لقاء تفاكري عقد بمستشارية الأمن أمس أنّه لا يوجد صراع داخل المؤتمر الوطني، وأكّد عدم ادعاء المستشارية أنّ الحوار باسم المؤتمر الوطني. مشيراً إلى أنّه يشارك بمندوبين عنه في ذلك الحوار.
    وذكر قوش أنّ رئاسة الجمهورية باركت مشروع الحوار، وأبان أنّهم اتّصلوا بالمؤتمر الوطني فأرسل مناديبه،وأشار إلى موافقة قيادة الحزب ومؤسسته المعنية وأردف (تصريح نافع يخصه)، وأكّد عدم ادّعائهم أنّ الحوار يتبع للمؤتمر الوطني أو المحاورة باسمه، وردد (السؤال المطروح للحزب السياسي هو هل مناديبه في حوار المستشارية يمثلونه أم سرقوا اسمه؟)، ولفت إلى معرفته بأنّ الذين يمثلون الوطني في الحوار أعضاء في المؤسسة السياسية للوطني.
    وقطع قوش بعدم وجود قرار من رئاسة الجمهورية بإيقاف الحوار، وأكّد إمكانية توقفه حال قرر الرئيس ذلك.

    وتوقّع مستشار رئيس الجمهورية انسحاب أحزاب أخرى بعد حزب الأمة من حوار المستشارية، واعتبر أنّ ما قيل في الفترات الأخيرة أضرّ بالحوار، ورجح أن يقود إلى انسحابات أخرى بجانب التأثير على الوصول للنجاحات المطلوبة، وطالب بالمساهمة في ذلك الاتجاه ومضى للقول ( عليهم أن يعينونا في العمل لا أن يضعوا العقبات)، و قلل من انسحاب المؤتمر الوطني من الحوار – إن تم ذلك- وتابع ( لا نقدر أنّ انسحاب فلان أو علان معيار لتقييم الحوار). ورأى أنّ المعيار يتمثّل في الوصول لنتائج تصل لثوابت مجمع عليها.


    وأضاف أنّه ليس بالضرورة أن يتم التقييم بوجود المؤتمر الوطني، ووصف حديث نائب رئيس الحزب للشئون التنظيمية د. نافع علي نافع بالضار بعملية الحوار الذي لفت إلى مشاركة (60) حزباً سياسياً وعدد من القوى الاجتماعية والمنظمات المدنية والفئوية فيه بغرض الوصول لثوابت ومرتكزات لإخراج الساحة السياسية من الصراع الذي وصفه بالعنيف، إضافة إلى الاتفاق على التداول السلمي للسلطة، ونوّه إلى أنّ الاتفاق على الثوابت من شأنه الإعانة على وضع إستراتيجية متكاملة للأمن القومي.
    وكانت الصحف قد نقلت أمس عن د. نافع قوله في مؤتمر إذاعي أمس الأول إنّ حوار المستشارية لم يجد القبول الكبير لأنّه اتضح أنه ليس حواراً مع المؤتمر الوطني.
                  

04-24-2011, 07:42 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    المؤتمر الوطني : كلما غرد بلبل فأطرب ، نعق غراب فخرب بقلم :

    حلمي فارس
    المؤتمر الوطني : كلما غرد بلبل فأطرب ، نعق غراب فخرب
    بقلم : حلمي فارس


    ما عادت سياسات الإحتطاب بليل وخبط العشواء في السلوك السياسي والتنفيذي للمؤتمر الوطني تثير الدهشة ولا الإستغراب عند أحد ، فقد أضحت الديدن الذي لا يفارق أسم المؤتمر الوطني منذ ما أصابه من ( أزمة منتصف العمر ) التي عاناها أواخر تسعينيات القرن الماضي وقبلها ، ومنذ خلو جعبته من مفكرين أو منظرين سياسيين أو مرجعيات محنكة تضع الخطط وترقب الأداء فتقيمه وتقومه ، ومنذ غياب مؤسسات الحزب عن الفعل لتحل محلها أهواء وأمزجة ( شلة الخمسة ) التي تمسك بأعصاب وأهداب الحزب و البلاد ، لكن ما تطير له الألباب من الدهشة حقاً هو تباري قادة المؤتمر الوطني ( الحزب الأوحد ) ذوو القلوب والعقول الشتى ، في نقض غزل أعمال وقرارات وتصريحات بعضهم البعض بطرق لا يبرع فيها الأعداء أنفسهم ولو أجتمعوا !!


    ولا يسلم من ذلك حتى رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية ، فكم وكم صاح من على المنابر بقرار ذهب أدراج رياح الميدان الذي شهد حديثه ! وكم أصدر مسئول تصريح نقضه آخر قبل أن يجف حبره ، وصار كل متحدث بأسم الحزب هو في نظر الآخرين ( يعبر عن آرائه الشخصيه ) ، فطفقت تتصاعد إشاعات الخلافات وأدخنة الصراعات هنا وهناك ، وتنهال على ظهر الوطن والمواطن المنهك الكوارث من هكذا تخبط وعدم وضوح الرؤية ، ويمكن لمن يبحث عن الثقوب في ثوب المؤتمر الوطني المهتريء أن يستدل على ما أقول بأيٍ من الأمثلة الثالثة أدناه شاء :

    1. مشروع الجزيرة : الذي من أك######## أكل وشرب وتعلم كل السودان لسنين طويلة قادته سياسات خبط العشواء والإحتطاب بليل ، إن أحسنا الظن ولم نقل قاده الكيد المدبر بليل ، إلى الدمار الذي آل إليه اليوم ، ومنذ العام 2005 م وعد نائب الرئيس بحل الإشكالات التي تعتريه وحل قضية حقوق مالكي المشروع في ( غضون أيام أو أسابيع ) ، قبل أن تنقضي أيام الوعد قُضىَ على الوعد بتصريحات أخرى رئاسية وأخرى مؤتمروطنجية ، وبدأت لجان ولجان في الإنعقاد والإنفضاض ، وما زالت معاول التخريب والتدمير و ( التشلييع ) بالتخبط وسؤ القصد تنهش في جسد المشروع حتى طالت شبكة ( سكة حديد الجزيرة ) وقضبانها! ومن عجب أن قادة المؤتمر الوطني ( الحزب الواحد ) ذوو القلوب الشتى يتبارون في نقض غزل تصريحات بعضهم البعض ، بل ويفندون بالحجج خطل قرارات تصريحات زملائهم في ذات الحزب في ذات الموضوع ، حتى ما عاد يعرف أحد من الذي يحكم هذه البلاد .

    2. السُلم التعليمي : في دولة مضى على إستقلالها قرابة الستين عام وفي ظل حكومة ظلت تحكم لقرابة نصف هذه الستين عام ، ما زلنا بلا نظام تعليمي ثابت مستقر مجمع عليه يرعى ويحقق أهداف العملية التعليمية في بلادنا ، فصارت سنوات الدراسة كما خطط اللعب في مباريات كرة القدم ( 4 + 4+ 3 ) ثم ( 6+3+3 ) ثم جاءت طامة الإنقاذ بخطة اللعب ( 8 +3 ) و بعبقرية التخبط ذاتها ظلت لجان وورش عمل الوزارة تنعقد وتنفض للوصول لخطة ( لعب ) جديدة دون جدوى ، وتظل مخرجات عمليتنا التربوية محض هراء أكاديمي يضحك من هوانه الأصدقاء والأعداء ، وخريجو جامعاتنا وعياً وعلماً وسلوكاً وثقافة ً و تفاعلاً مع مجتمعاتهم كتلاميذ متوسطات العهود الذهبية للسودان .ثم ....

    3. ثم بيت القصيد : الحوار الوطني : وفيه تتضح ( خشونة ) الصراع بين جناح أمنجية الحزب وقادة ديكتاتوريته القابضة الذين يحسبون ( فساءهم ريح مسك ) ويرون أنهم الحق الذي لا يأتيه الباطل من أي ناحية ، وأن من سواهم هو الباطل ذاته وسلوكهم هي الخيانة ذاتها ، وأنه لا سبيل للتعامل مع ( الآخر ) إلى بالسحق والإضعاف والكبت والعنف والإسكات بالترهيب أو الشراء والترغيب ، والجناح الآخر الذي غشته غاشية من تفكر و عقل فعرفوا بعد طول إستبداد أن الطريق قد بدأ يضيق وتقل مخارجه كلما تقدم الزمن ، وأن الضرورة ، لا القناعة والمبدأ ، تتطلب إفساح المجال للآخر للمشاركة والمساهمة في البناء الوطني ، أو أقلها المشاركة في إقتسام عبء ونتاج ما جرته سياسات المؤتمر الوطني على البلاد ! فجنحوا للسلم والحوار وأرادوا إرخاء يد القبضة الأمنجية وأتاحة قدر من الحريات لقوى الشمال السياسية لتعبر وتشارك، ومن أسف أن هذا الجناح ضعيف التأثير ( مهيض الجناح ) ، وأن جناح الزمرة الدكتاتورية ( أولي البطش والقوة ) هم السائدون حتى حين .

    ولعل هذا الأسبوع قد شهد حدثين يؤكدان حقيقة هذا الصراع ويثبتانه ، كما ويحددان من مِن قادة الإنقاذ ينتمي لأي الجناحين ! فحين خرج مندور المهدي أو غندور ، بعد طول صمت محبط ، مغرداً كما البلبل يحدث بأن المؤتمر الوطني يدعم الحريات العامة ويرى أطلاق سراح الشيخ الترابي لأن أعتقاله لا يدعمه سند قانوني أو تقديمه للمحاكمة إن كان متهماً بمخالفة قانونية ، خرج غراب من ذات المؤتمر الوطني ليخرب ما غرد به البلبل فيقول : ( ليس بالمؤتمر الوطني الذي أعرفه من يطالب بإطلاق سراح الترابي !!؟ ) ، وكأني بالمؤتمر الوطني قد أجمع بكااامل مؤسساته على إنتهاك حقوق المواطنين الدستورية والقانونية والإنسانية !!.

    والحدث الثاني الأكثر حدة وخطورة يكرر تجسيد ذات الأزمة التخبطية التي يعانيها حزب الزمرة الباطشة ، حيث خرج ذات الغراب الذي لا يرضيه أن يكون في السودان الرحيب حاكم بأمره سواه ومن والاه ، ولا يطيق سماع كلمة (حوار ) أو ( رأي آخر ) أو ( حرية ) خرج يقول بأن ( حوار مستشارية الأمن مع القوى السياسية لا يعني المؤتمر الوطني في شيء ، وأنه عمل فاشل غير مرضي عنه ) ، ثم خرج عليه اليوم ثور بقرنين أثنين قويين قادر على نطاحه فقال ( صلاح قوش ) : ( ما قاله نافع يخصه هو ، ولا يعني المؤتمر الوطني في شيء ) !!؟؟ أمِن تخبط وسوء حال أسواء من هذا ؟ أهذا حزب أو ( شلة ) جديرة بحكم ( قرية صغيرة ) ناهيك عن سودان حدادي مدادي ؟ أسيستعجب أحد أن هذا الحزب بمثل هكذا عشوائية وتخبط وتضارب مصالح قد أورد البلاد والعباد موارد الهلاك والضياع !؟

    ثم ، ما يزيد عليك ، رحمك الله ، أوجاع إنفقاع المرارة أن هذا يحدث كله في الهواء الطلق ، أما ما خفي فهو الأعظم بلا شك ، وأن هذا يحدث ومؤسسات الحزب صامتة كما القبور والأفراد النافذين أولي القوي يتصايحون كما الأبقار ويتناطحون ،وما ينتطح حوله هو ( مصير السودان ) ومستقبل أجياله القادمة وليس ورثة والد أحد هؤلاء !

    ويظل السؤال : من يحكم السودان اليوم ؟ أتحكمه الحركة الإسلامية صاحبة فكرة الإنقاذ ومنفذتها والتي زعيمها و أمينها العام هو علي عثمان محمد طه نائب رئيس هذه الحكومة؟، وهل تتحمل مسئولية ما يجري بحسبانها ، إفتراضاً ، الرافد المغذي لأوصال المؤتمر الوطني بالأفكار والخطط والكوارد ؟ أم أن المؤتمر الوطني جسم أخر لا علاقة له بالحركة الإسلامية وأمينها العام ولا يلتزم بخططها وتوجيهاتها وسياساتها العامة ؟ من يعلو على من في هرم التأثير والسمع والطاعة ؟ من يحاسب من ؟ من يستطيع أن يعاقب من ؟ من يضع سياسات من يحكم السودان اليوم ؟

    ما يحدث داخل ( شلة الحكم الباطشة ) وبدأ يطفح على السطح هذه الأيام هو ما أودى بالسودان للهاوية التي يقبع فيها الآن ، وهو ما يرمي بظلاله السوداء على ذات جوهر فكرة حاكمية الإسلام ومشاريع الحركات الإسلامية السياسية في كل العالم ، مما جعل المفكر ثاقب النظر حسن مكي يصرح بأن ( فكر الحركة الإسلامية ما عاد يجد القبول عند الشارع السوداني ) ، فماذا يريد أن يفعل بنا ( غربان المؤتمر الوطني ) بعد أن حطموا الوطن ومزقوه ، وأحرقوا فكرة مشروعهم الكبير ودفنوه ؟

    حتى متى كلما ما لاحت بادرة أمل لإصلاح خرج من يطمرها بؤأدها في مهدها ؟ حتى متى كلما غرد بلبل ، وما أقلها وأضعفها بلابل المؤتمر الوطني ، بتصريح إصلاح فأطرب ، خرج علينا غراب بأفعال وتصريحات إفساد فخرب ؟

    لا أحد يمكلك الإجابة سوى ، رئيس المؤتمر الوطني ، رئيس الجمهورية ، القائد الأعلى للقوات المسلحة وهلمجرا ، وهذا ما سنعود إليه بمقال ( إصلاح الرئيس أما ثورة الشعب ؟ أيهما أقرب ؟ )

    دمتم سالمين
                  

04-25-2011, 09:50 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)





    حديث المدينة

    تصريح خطير.. للغاية !!

    عثمان ميرغني

    صباح أمس الأول (الجمعة) وفي برنامج مؤتمر إذاعي أدلى الدكتور نافع علي نافع .. نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني.. بحديث خطير للغاية.. لم ينتبه لخطورته أحد.. قال د. نافع تعليقاً على الحوار الذي أجرته مستشارية الأمن مع الأحزاب.. إنّ المستشارية حاولت الادعاء أنّه حوار مع حزب المؤتمر الوطني.. لكن الحزب أكّد ألا صلة له بهذا الحوار.. فعادت المستشارية وقالت إنّه بتكليف من رئيس الجمهورية المشير عمر البشير.. وقال نافع إنّ الأحزاب انفضت من حول مستشارية الأمن.. لأنّها اكتشفت أنّ الحوار ليس حواراً مع المؤتمر الوطني. من ثنايا وثقوب تصريحات الدكتور نافع.. وهو واحد من أقوى القيادات في الحزب والحكومة (معاً)..

    يبدو أنّ هناك مواجهة باتت سافرة بين جناحين (أو أكثر) داخل المؤتمر الوطني.. هل هي بوادر انشقاق (خطير) داخل أروقة حزب المؤتمر الوطني؟؟ .. الله أعلم.. مستشارية الأمن يرأسها الفريق أول مهندس صلاح عبد الله ( قوش) المدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.. وكانت دعت الأحزاب لحوار يستمر لثلاثة أشهر لوضع استراتيجية للأمن القومي السوداني.. لكن هذا الحوار والذي بدأ بفورة حماس وحملة إعلامية فجأة أصابه الضمور، ثمّ الخفوت التام..


    الآن نافع يعلن السبب، ويكشف أنّ حزب المؤتمر الوطني أنكر صلته بها.. رغم أنّ له مندوباً وممثلاً له في حوار المستشارية هو المهندس أحمد البشير عبد الله.. ثمّ كشف نافع أنّ مستشارية الأمن أدّعت أنّ رئيس الجمهورية خوّلها إدارة هذا الحوار السياسي مع الأحزاب (بما فيها حزب المؤتمر الوطني).. وضمنياً يحاول نافع أن يقول إنّ الرئيس لم يفوضها لمثل هذا الحوار. خلاصة تصريحات د. نافع تقول وفي كلمات سافرة.. إنّ الفريق أول صلاح قوش كمن يقود سيارته في طريق ضيّق مثل طريق مدني الخرطوم.. فيحاول التخطي في المكان الخطأ.. مما قد ينجم عنه ما تعرف بالكارثة الحتمية.. انقلاب العربة أو تصادمها مع شاحنة المؤتمر الوطني..

    يريد نافع أن يقول إنّ صلاح قوش كان يمارس (طموحه الخاص) حينما خطط للحوار الحزبي داخل أروقة مستشارية الأمن.. وأنّ الأحزاب التي شاركت في حوار المستشارية عندما تحسست أنّ (قوش) يقف وحده.. نفضت يديها من الحوار.. وتركته. هذا الحديث المباشر الصريح من نافع يعني أنّ هناك بوادر انقسام وانشقاق داخل المؤتمر الوطني.. في كفة منه يقوده د. نافع.. وفي كفة أخرى.. آخرون سأذكرهم لكم.. وبصراحة.. ليس هناك مشكلة أن تتباين الرؤى والطموحات والتقديرات.. بل الأفضل أن تتباين.. لكن ستكون مشكلة كبرى لو تحوّل التباين إلى إقصاء متبادل.. فعندها حتماً سيتأسس حزب المؤتمر الشعبي "تو".. صلاح قوش ..على كل حال ربما فهم الآن جيّداً حديثي حول "بروسترويكا" في حزب المؤتمر الوطني.. سأضع التفاصيل في مقال طويل غداً بإذن الله عن (بروسترويكا المؤتمر الوطني).

    التيار

    تعليق
    ------------
    - كاتب العمود عثمان ميرغنى محسوب الى جانب جناح على عثمان قوش فى حسبة المجموعتين التنافستين


    ------------------
    صراع الصقور..نافع وقوش وتحت الرماد وميض نارٍ

    د.فاروق عثمان
    [email protected]

    التصريحات المتضاربه او بالاصح المتنافره بين نافع وقوش كشفت بوضوح حجم التنافر او التباعد بين الرجلين وتياريهم داحل منظومة المؤتمر الوطني
    فالمعروف ان نافع تمدد في الفتره الاخيره في مفاصل المؤتمر الوطني التنظيميه واصبح المرجعيه التنظيميه الاولي لحزب المؤتمر بل ارتبط اسم الرجل
    بكل ما يخص المؤتمر الوطني وظهر هذا الشئ بوضوح في الانتحابات الاخيره والتي ذهب الكثيرين انه كان مهندسها الاول,يضاف الي هذا الشئ قربه من الرئيس بعد موضوع محكمة الجنايات الدوليه
    وثقة الاخير الشديده فيه,وقد اطلق الرجل تصريحات منتقدا لجنة الفريق قوش للحوار مع الاحزاب والتنظيمات السياسيه مما حدا بقوش للرد بعنف علي تصريحات نافع والاشاره الي انها مباركه من الرئيس ونائبه علي عثمان
    ولكن هل ادخال اسم علي عثمان من قوش جاء مصادفه,اعتقد ان قوش قصد هذا الشئ لتذكير نافع بان هناك رجلا اسمه علي عثمان ما زال في الملعب وفي جعبته الكثير رغم سكونه الظاهر.
    واذا نظرنا الي هذا الهواء الساخن الذي اطلقه الرجلان فان هذا الشئ يعكس بوضوح حالة الاحتقان داخل هذه المنظومه ويوضح بجلاء حجم الخلافات داخلها.ومن المعلوم ان هناك دلالات
    كبيره لخلافات بين نافع وعلي عثمان وحشد كل منهما لمجموعه للمسانده او المناصره بل ذهب البعض الي تسميتها بالصراع الجعلي|الشايقي ويحسب قوش علي جناح علي عثمان,فهل رأي علي عثمان وهو المعروف بدهائه العالي
    وكان مهندس ابعاد الترابي هل رأي الدفع بقوش كبالونة اختبار اولي قبل الدفع بكل اسلحته في مواجهة المتمدد نافع.
    من المعروف ان الانظمه الشموليه دائما ما تجيد اخفاء الصراعات داخلها بشكل كبير ولكن اذا ما برزت هذه الخلافات للسطح فهذا يعني انها وصلت مرحلة الانفجار
    هذا استصحبنا تجربة الاسلاميين انفسهم وما حدث بين الترابي والبشير فعند وصول الخلافات الي مرحلة بروزها للشارع حدث بعدها الانفجار ومن ثم الانفصال,فهل
    نحن موعودين بانقسام جديد. والذي ان حدث فانه في تقديري سيكون بداية النهايه لهذا التنظيم

                  

04-25-2011, 05:49 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)



    بسبب الحوار: نافع وقوش.. حالة اشتباك داخل المؤتمر الوطني


    تقرير: خالد البلولة إزيرق:

    «لا يوجد صراع داخل المؤتمر الوطني.. وكلام نافع يخصو» كانت هذه هي العبارة الابرز في المؤتمر الصحفي الذي عقده الفريق صلاح قوش، مستشار رئيس الجمهورية، وحاول من خلاله تبرئة «حوار» مستشارية الامن من الفشل الذي دمغت به من بعض القيادات السياسية، ابرزهم الدكتور نافع علي نافع، نائب رئيس المؤتمر الوطني للشئون السياسية، والذي اشار الى فشل الحوار الذي تقوده مستشارية الامن مع القوى السياسية ومقاطعة بعض الاحزاب له، إتهام وضعه كثيرون ليس في باب توصيف نتائج الحوار، بقدر ما أنه يعبر عن حالة اختلاف داخل اروقة المؤتمر الوطني، الذي يشهد بداخله ـ بحسب متابعين له ـ تيارات تتقاطع الرؤى فيما بينها حول عدد من الملفات.


    اذاً رؤيتان تتقاطعان داخل المؤتمر الوطني، بدأ خلافهما يظهر بشكل اكثر وضوحاً من خلال «الحوار الوطني» مع الاحزاب السياسية المعارضة، فالدكتور نافع علي نافع، بدأ من موجهي وصانعي الحوار مع القوى السياسة من داخل اروقة المؤتمر الوطني والذي يجري في شكل «ثنائيات» مع الاحزاب، فيما يبدو ان التيار الآخر، يعبر عن نفسه في ذلك من خلال مستشارية الأمن القومي التي يقف على رأسها الفريق صلاح قوش، بدأ يتجلى من الدهشه التي ارتسمت لدى كثيرين وهم يصغون الى حديث الدكتور نافع، بالاذاعة القومية من خلال برنامج مؤتمر اذاعي «الجمعة الماضية» حينما قال حول ازمة مؤسسية منابر التحاور مع القوى السياسية


    «ان الحزب أمره مرتب جداً ونحن لدينا أمانة كاملة للحوار مع القوى السياسية وتأتي لعرض نتائجه في القطاع السياسي ومن ثم المكتب القيادي لاقراره، وفي بعض الأحيان قد يتم رفعه إلى لجنة عليا كما بيننا وحزب الأمة والاتحادي الديمقراطي، والمبادرة التي بالمستشارية هي مبادرة انطلقت منها وحاولت المستشارية ان تقول إنه عمل حزب،والحزب أوضح أنها ليست قضيته. وقالت إنها تكليف من رئاسة الجمهورية وتأرجحت في ذلك، ولذلك نحن نرى أن كثيراً جداً من القوى السياسية التي كانت تقول إنها تشارك في حوار المستشارية انسحبت من ذلك،.وأنا أعتقد أنه إذا كان عمل المستشارية تابعاً لرئاسة الجمهورية، نحن في الحزب ليس لدينا الحق في تعطيل الجهاز التنفيذي من عمله. ومضى نافع ليضيف: ولكن يبدو أن الصورة في تلك (الحته) الاستشارية، حوارها لم يجد القبول الكبير.. لأنه اكتشف أنه ليس حواراً مع المؤتمر الوطني.


    وقبل أن تنتهي ذبذبات صدى صوت نافع لدى آذان سامعيه، فإذا بالفريق صلاح قوش مستشار رئيس الجمهورية، يعقد مؤتمراً صحفياً لتبرئة ساحة المستشارية، ودمغها بالفشل في الحوار السياسي الذي تجريه مع القوى السياسية، بالاضافة الى تبرؤ المؤتمر الوطني منه، فقال قوش للصحافيين: لا يوجد صراع داخل الوطني، ثم أن رئاسة الجمهورية والمؤتمر الوطني يباركون مشروع الحوار الذي تقوده مستشارية الأمن مع القوى السياسية المختلفة، الا ان الفريق نفى أن تكون المستشارية تقود هذا الحوار مع القوى السياسية باسم المؤتمر الوطني، واضاف «الحكومة حكومة المؤتمر الوطني، فلو كان رافضاً فكيف يكون حال الحوار»، وقال قوش موضحا ان مباركة الحزب لهذا المشروع أخذناها من قيادة الحزب ومؤسساته المعنية، و»تصريح نافع يخصه»، وزاد قوش «إن السؤال المطروح للوطني هو هل مناديبه في حوار المستشارية يمثلونه أم انهم سرقوا اسمه» واضاف «أنا عضو في المؤتمر الوطني، وبمعرفتي البسيطة أعلم أن الذين يمثلونه أعضاء في المؤسسة السياسية للحزب».


    ويبدو ان النقد الذي وجهه نافع علي نافع، بحسب مراقبين، لحوار مستشارية الأمن، أنه أزال الغطاء عن خلاف داخل المؤتمر حول آليات ومؤسسات الحوار مع القوى السياسية، نقدا لم يكن الاول الموجه لحوار مستشارية الأمن ومحاولة تبرئة الحزب «المؤتمر الوطني» منه، فقد سبق لأمين التعبئة السياسية بالمؤتمر الوطني حاج ماجد سوار، ان قال في تصريحات صحافية، انه لا علاقة للحوار السياسي الذي يقودونه مع الاحزاب السياسية، بالحوار الوطني الذي تقوم به مستشارية الامن كجهة تابعة لرئاسة الجمهورية، ورأى ان حوار مستشارية الأمن مع الاحزاب حوار علمي في شكل ندوات القصد منه بلورة رؤية حول بعض القضايا الاستراتيجية، ولكنه وصف الحوار الذي يقوده المؤتمر الوطني مع الاحزاب بانه حوار سياسي من أجل التوافق على القضايا الوطنية، كمبدأ كان سابقاً واجباً، والآن اصبح اوجب من قبل، مشيرا الى مد جسور التواصل مع كل القوى السياسية للتوافق حول قضايا المرحلة القادمة. الدكتور الطيب زين العابدين، استاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، قال لـ»الصحافة» ان الخلاف بين نافع «المؤتمر الوطني» وقوش «المستشارية» ليس بالضرورة ان يعكس تنافس تيارين داخل المؤتمر الوطني، بقدر ما يعكس عدم المؤسسية داخل حزب المؤتمر الوطني، وقال ان عدم المؤسسية هي مشكلة حزب المؤتمر الوطني، وارجع زين العابدين، اختلاف رؤية نافع، وقوش، الى عدم المؤسسية في الحزب وعدم تنظيم الادوار المختلفه للقيادات، وعزى ذلك الى العلاقات الشخصية وطريقة الترضيات التي تتحكم بشكل كبير في مجريات كثير من الامور داخل الحزب،


    واشار الى ان «نافع وقوش» لديهما مبرراتهما فيما يجري، ولكنه قال «ان تبريرات نافع هي الصحيحة، لانه من ناحية مؤسسية الحزب هو الذي يقود الحوارت السياسية مع الاحزاب، وهناك امانة سياسية تطلع بذلك» وقال زين العابدين، ان مستشارية الامن، تبحث عن دور لها، أحياناً تريد ان تكون العقل المفكر للحزب، واحيانا تريد ان تعمل دراسات وبحوث للجهات المسئولة في الدولة».


    وان بدا هناك خلاف حول حوار المستشارية منذ طرحه بين القوى السياسية التي قاطعته بعضها «الشيوعي، الشعبي، الامة» إلا ان الخلاف «الداخلي» بين المؤتمر الوطني ومستشارية الامن وداخل مستشارية الامن، كان اكبر مما بدا مع الاحزاب المقاطعة للحوار، فحينما قال اللواء حسب الله عمر، الامين العام لمستشارية الامن، في برنامج مؤتمر اذاعي «اذا اجمعت الاحزاب في حوارها الذي تديره مستشارية الامن الوطني، على ان تذهب الشريعه فلتذهب»، كان هذا التصريح كفيل لوحده بإقالة اللواء حسب الله عمر، من منصبه، بعد ان شنت عليه حملة من جماعات دينية كثر، مما دفع مستشارية الامن لعقد مؤتمر صحفي تبرأت فيه مما ذهب اليه حسب الله، قبل ان تقيله بعد ان ازدادت عليها الضغوط. ولكن القيادي بالمؤتمر الوطني، الدكتور ربيع عبد العاطي، وصف لـ»الصحافة» ما يجري بانه معركة من غير معترك، وانها ابرزت صحفياً اكبر من بروزها على ارض الواقع،


    وقال ان ما ظهر من صدام، لا يعدو ان الصحافة عملت تكييفاً غير دقيق لهذا الصدام، لأن الحقائق تقول ان المؤتمر الوطني له منابره الفكرية، وان المستشارية لها دورها، وان الحزب غير ملزم برأي من خارجه، وقال ان هذا الوضع اظهر الخلاف انه خلاف من حيث التكييف وليس خلافاً من حيث الجوهر، واضاف «لا اعتقد ان الخلاف الآن بذات الصورة التي طرح بها في الصحف» ورفض ربيع، وصف ما جرى بأنه صراعات بقدر ما هي اختلاف وجهات نظر، بدأت مع ضعف مؤسسات الحزب انها خلافات، مشيرا الى ان علو اصوات بعض القادة والآراء داخل الحزب نتج عن ضعف مؤسسات الحزب التي تحتاج لاصلاح وتقوية، وقال «عندما تضعف المؤسسات، تقوى رؤى القيادات، لذا المؤسسة الحزبية نفسها ينبغي ان تقوى حتى نرى ان رؤية القيادات هي رؤية الحزب، واضاف «حينما تنوم المؤسسات الحزبية، هناك الناشطون يقولون آراءهم لذا تبدو وكأنها آراء الحزب، داعيا لتقوية مؤسسات الحزب حتى تتكامل الرؤى بشكل مؤسس داخله، وقال ربيع، ليس هناك تناقض بين ما يقوم به الحزب وما تقوم به المستشارية في حوارها مع القوى السياسية، وقال ان مباركة رئاسة الجمهورية لقيمة حوار المستشارية لا تعني بالضرورة إلزام الحزب برؤية المستشارية».


    وكانت مستشارية الأمن الوطني أطلقت حواراً مع القوى السياسية وفعاليات المجتمع، حول القضايا الاستراتيجية للأمن الوطني، وكونت امانة تنفيذية من عدد من الاحزاب لادارة الحوار والتنسيق حول قضاياه المطروحة للنقاش، وبدا منذ وقتها للمراقبين حالة اشبه بالتقاطعات بين الحوار الذي تديره مستشارية الأمن القومي، والحوار السياسي الذي يقوده المؤتمر الوطني مع الاحزاب السياسية للتوافق حول برنامج سياسي للمرحلة القادمة، الأمر الذي دفع البعض من خلال الرفض الذي ابدته بعض الاحزاب السياسية للحوار الذي اعلنت عنه مستشارية الامن، حول اختصاص المستشارية في ادارة الحوار الذي ينبغي ان يكون بين القوى السياسية وليس عبر جهاز استشاري معني بالقضايا الأمنية.


    ومما أحدث حالة من الارتباك حول فهم مغزى الحوار الاستراتيجي الذي ترعاه مستشارية الامن القومي، انه بدا لدى كثيرين انه متوافق مع الحوار السياسي الذي يقوده المؤتمر الوطني عبر لجان ثنائية مع الاحزاب السياسية، وفي ذات الوقت يبدو حوار متقاطع مع حوار المؤتمر الوطني لجهة الهيئة التي ترعاه وطبيعة مخرجات المآلات التي يسعى إليها. ولكن بروفيسور حسن الساعوري، استاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، قال لـ«الصحافة» ان هناك فرقاً كبيراً بين الحوار الذي تديره مستشارية الامن، والذي يقوده المؤتمر الوطني، مشيرا الى ان مستشارية الامن تتحدث عن القضايا المرتبطة بالمصلحة العليا للسودان، وتحاول عبر حوارها ان يصل الناس لتحديد هذه القضايا الاساسية في الشأن الداخلي والشأن الخارجي، لأن هذه القضايا تكون خطاً أحمرَ، بمعنى انها تتناول الامن القومي السوداني وماهية مهدداته بغض النظر عن موقف الحكومة أين..واضاف الساعوري «أما حوار المؤتمر الوطني هو حوار سياسي لبحث مستقبل الحكم في السودان، ويتحدث فيه المؤتمر الوطني عن المصالح الحزبية المختلفة، اين يمكن ان تلتقي مصالح المعارضة والحكومة».


    الصحافة
    25/4/2011
    -------------------------------

    تراســـيم..

    الخرطوم ..صراع حول القصر!!


    عبد الباقى الظافر


    مضى اللواء حسب الله عمر ليمثل أمام لجنة برلمانية بتهمة الاستخفاف بشريعة الله.. حسب الله الذي اصطفاه الفريق قوش وجعله بمثابة هارون من موسى في مستشارية الأمن كان ينافح عن نفسه أمام لجنة لم يعرف من أعضائها إلا الشيخة عائشة الغبشاوي.. قبل أن ينصرف اللواء من جلسته تلك كان خطاب يحمل خبر إعفائه قد وصل إلى مستشارية الأمن. وقبلها بشهور كان ذات اللواء قد بدأ يرتب الأوراق إلى حوار لا يستثني أحداً.. وقبل أن يفرغ الجنرال من مهمته يصدر قرار بتعيينه سفيراً في أسمرا..اللواء حسب الله الذي لم يزر أريتريا إلا لماماً يعتذر عن المهمة الدبلوماسية .


    الفريق صلاح قوش بعد عزله المفاجئ من رئاسة جهاز الأمن يذهب إلى القصر ليبحث عن وصفه الوظيفي ولا يجد غير كلمة مستشار.. يمضي إلى البرلمان ويجد أن ميزانية المستشارية التي خصصت له لاحقاً قد تم دمجها مع ميزانية رئاسة الجمهورية.. وقوش رغم الحصار يخرج بمبادرته للحوار الوطني.. والدكتور نافع يختار رجلاً من الصف الثاني لتمثيل حزبه في مبادرة قوش. أمس الأول طفح الخلاف بين الرجلين اللذيّن يربطهما التاريخ ويفرق بينهما المستقبل.. الدكتور نافع المعروف بالوضوح هجم على مستشارية قوش من راديو هنا أمدرمان.. ووصم الحوار الذي ترعاه بأنه من غير جدوى.. قوش المحاصر قال إن حواراً باركه الرئيس وشمله شيخ علي برعايته. نافع وقوش من أشرس كوادر الإنقاذ..


    ترأس نافع جهاز الأمن ونال رتبة فريق. رحل من منصبه الحساس إثر غضبة من الشيخ الترابي ليصبح بعدها وزيراً للزراعة.. وقوش كان في الإنقاذ من النافذين.. أنعم عليه الرئيس بترقية استثنائية.. وبات رجلاً مهماً يتكبد السناتور جون كيري المشاق للوصول إلى مكتبه في حي المطار.. ثم يبوء بغضب من الرئيس ويطاح به ويصبح مجرد مستشار من ضمن اثني عشر رجلاً أو يزيد يحمل ذات المسمي. الرجلان كلاهما خليفة محتمل للرئيس البشير.. لهذا ربما يحمل الخلاف طابعاً شخصياً.. قوش أدرك نقاط ضعف خصمه فبدأ يفتح قنوات اتصال بالأحزاب الأخرى.. سأل مولانا الميرغني (الفاتحة) قبل الانتخابات الأخيرة.. وسجل زيارة سرية لبيت الإمام المهدي.


    الدكتور نافع علي نافع الممسك بزمام الأمور في الحزب الحاكم والذي يحظى بثقة الرئيس البشير تمكن من تحجيم نفوذ الفريق قوش.. بأكثر من ضربة بدأ قوش في موقع المدافع عن مواقعه غير الحصينة.. واستهدف نافع بإطلاق ناره المكثف علي مبنى المستشارية للحفاظ على كل الأوراق داخل الحزب الحاكم خشية من مكر عمر سليمان السوداني. ويبدو أن الرئيس البشير ربما يكون المستفيد الأول من مثل هذا الصراع.. معظم الرؤساء ذوي الخلفيات العسكرية يستخدمون سياسة التوازن بين رجال حول الرئيس.. كلما أصبح أحد رجال الرئيس قوياً يتطلع إلى الأمام تمكن الرئيس من تحجيم نفوذه بتقريب رجل آخر. في نهاية المطاف لن يجد أهل الحزب الحاكم رجلاً يجمعون عليه في الانتخابات المقبلة سوى الرئيس البشير نفسه.


    التسار
    20/4/2011


                  

04-25-2011, 05:53 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    البشير يتدخل لاحتواء أزمة د. نافع و"قوش"
    محجوب عثمان


    فيما أكدت مصادر مطلعة أن رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني المشير البشير جمع مساء أمس بين د. نافع علي نافع والفريق أول صلاح عبد الله قوش لجهة نزع فتيل الأزمة التي نشبت عقب تصريحات الأول حول دور مستشارية الأمن في الحوار السياسي مع الأحزاب بينما قطع المؤتمر الوطني بعدم وجود خلافات حول مستشارية الأمن والحوار الذي تديره أن اتخاز أي قرار حول قنوات الحوار مع الأحزاب السياسية يجب أن يخرج من مؤسسات الحزب

    في وقت أجل فيه المؤتمر الوطني انعقاد اجتماع القطاع السياسي إلى موعد لم يحدد بعد. فيما انتقد حديث الحركة الشعبية حول دعم الشمال للمليشيات وأكد أن القضايا العالقة بين الشريكين ستظل عالقة إلى تتم تسويتها بهدوء، وقال وزير الإعلام والاتصالات د.كمال عبيد في تصريحات صحافية أمس بالمركز العام للمؤتمر الوطني " لايوجد خلاف حول المستشارية" لافتاً إلى ان المؤسسية التي تحكم الحزب تجعل اتخاز القار فيه مرهوناً بالقنوات الرسمية.


    وحول القضايا العالقة مع الحركة الشعبية أكد د. عبيد أن هذه القضايا عالقة وستظل عالقة إلى أن يتم حلها وقال " هذه القضايا ستظل عالقة اليوم وغداً لانها قضايا مصيرية وتحتاج لدارسة متانية لحلها" موضحاَ أنهم متفائلون بالحوار الذي يدور حولها داخل اللجان المشتركة على اعتبار انهم يأخذون ما يتم داخل الاجتماعات ولا يلتفتون للتصريحات السابقة التي تصدرها الحركة لوسائل الإعلام. مشيراً الى أن الحركة الشعبية تعاني من مشاكل داخلية وتريد أن تلقي اللوم على الشمال ناصحاً لقيادة الحركة الشعبية الاتجاه لمعالجة قضاياها الداخلية.


    التيار
    25/4/2011
                  

04-26-2011, 06:27 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    مستشار والي الجزيرة ونائب رئيس المؤتمر الوطني عبدالله محمد علي لـ(السوداني)
    :- تغيير عناصر العشرة تم برغبة ومباركة المركز

    الإثنين, 25 نيسان/أبريل 2011 10:37


    - (....) لهذا السبب أفرطنا في استخدام قوات الاحتياطي المركزي
    - فشل مشروع الجزيرة خصم من رصيد الوطني
    - التقاوي الفاسدة جزء من مشكلة كبيرة
    - هذه (.....) قصة الفساد بالمطبعة الحكومية



    * عقب رفع مذكرة العشرة للمركز العام خرج ردكم الرسمي بأن تلك المذكرة تعبر عن أناس تجاوزتهم مؤسسات الحزب لماذا جاء ردكم بهذه الصورة القاسية؟!

    - والله شوف نحنا كنا نتوقع أن يحدث أمر من هذا لأن هناك أفراد كانوا بالمجلس التشريعي للولاية لثلاث دورات (12 عاما) وبعضهم ثماني سنوات وهناك أمناء قطاعات على مستوى المحليات مكثوا بمواقعهم ثماني سنوات لذلك جاء برنامج جديد للتغيير ولتكوين مؤسسات جديدة وهذه مسألة قطع شك طالت الجميع وعلى مختلف المستويات وهناك مجموعة جاء رد فعلها في الفترة الاولى وهناك مجموعة تراكمت بداخلها عدة أشياء قادتها لاتخاذ الموقف الأخير ولكن في ظل هذا العمل الديمقراطي وتداول السلطة أياً كان نوعها ومستوياتها وفي داخل حزب المؤتمر الوطني كما ذكر الأخ الوالي فإن الممارسة الديمقراطية في كيفية اختيار الناس لممثليهم من المناطق لكافة المستويات الحزبية والتشريعية الولائية والاتحادية كان اجتهاد بشر عبر الآليات التي تم اتباعها لاختيار الموجودين الآن.

    * أنتم الآن قمتم بعملية تغيير أفرز قيادات جديدة يرى البعض أن التغيير الذي حدث ليس مثالياً ولا نموذجياً؟!

    - (نظر إلي ملياً ) ثم قال لي (نعم) وعندما أعدت السؤال أجاب قائلاً بشيء من الغضب هذا اجتهاد بشر وليس هناك شيء منزل.

    * حسناً أنا أقصد أنكم عندما أقدمتم على التغيير واجهتم إخوانكم وكأنهم خصوم لكم ولم تتعاملوا معهم كجزء من منظومتكم.. كمؤتمر وطني؟!

    - هذا الحدث له عامان الآن وتم وفق منهج وشورى ومؤسسات وأياً كان شكل هذا التغيير فإنه تم بناءً على عملية مؤسسية وأقول لك إن ذلك صاحبه تيار جماهيري كبير بالولاية كان سانداً لهذا التغيير لأن المسألة في وقتها كانت تلبي أشواق وتطلعات عدد من جماهير الولاية وهي صاحبة الكلمة، وبالفعل فقد لبى التغيير عددا من رغبات وآمال القواعد والسياسة متحركة وأستطيع أن أقول لك بكل ثقة إن التغيير وجد قبولاً ورضىً واسعاً.

    * أنت قلت إن ماتم جاء وفقاً لمؤسسات الحزب، هل تلك المؤسسات اعتمدت مواجهة أولئك الناس بالقوة وإرهابهم؟!

    - ( بشيء من الضيق) والله هذه لم تكن قوة وهذا لم يكن إرهاباً. نحن حزب منظم يبدأ بالقرية وينتهي بالمركز ودائماً المستوى الأعلى لحزبنا هو الذي تتنزل رؤاها ومؤسسيته للمستوى الأدنى.

    * إذن كيف يمكن تفسير إفراطكم في الأمن واستجلابكم لأعداد كبيرة من قوات الاحتياط المركزي؟!

    - حتى ينفذ الحزب برنامجه الذي يهدف من خلاله إرضاء تطلعات الجماهير وهذه قضية أساسية لأن مسألتنا هذه قائمة على الحرية والشفافية والعدل والشورى والمؤسسية وهذه مبادىء أساسية ملزمة وعليه فإننا نستخدم أي وسيلة وأي هدف لتحقيق تلك المقاصد ولذلك رأينا أن ذلك لن يتحقق إلا بعد الاطمئنان على تهيئة البيئة السياسية والأمنية وهذه الإجراءات التي تتحدث عنها نحن اضطررنا لها حتى نتمكن من إقامة المؤتمرات الحرة التي تمكن القواعد من قول كلمتها وسماع رأيها وبالتالي اختيار مرشحيهم على مختلف المستويات وأقول لك إن الوضع لم يكن طبيعياً وكل ذلك كان يستدعي اتخاذ مجموعة من التدابير وبالذات في (المناقل).

    * ولكن هل كانت المجموعة الأخرى بذلك الحجم من القوة الذي يجعلكم تفرطون في الأمن وأنتم جميعكم تنتمون لحزب حاكم وتواجهون بعضكم بالقوات النظامية؟!

    (اعتدل في جلسته وبضيق ملحوظ) قال ( نعم ) وكررت السؤال ثم أجاب قائلاً : ليس هناك مبالغة ولا إفراط ونحن داخل مجموعتنا وقواتنا تم الاعتداء على بعض عناصرنا بالضرب وتعرضنا لتهديد القيادة في حينها وبكل الوسائل وأصلاً ما كان يتم آنذاك لاعلاقة له بالسياسة او الشورى والديمقراطية فنحن الآن حتى نقيم المؤسسات الحقيقية التي تتيح للناس سعة التفكر والعمل كل ذلك كان يتطلب جهداً كبيراً (وقال وهو يضرب على المنضدة بقوة) حتى تقوم الثورات وتحقق إنجازاتها كما نشاهد على المستوى الوطني والإقليمي وينال الناس حريتهم وكمثال في مصر القريبة هذه سقط ثلاثمائة شهيد حتى يصلوا لما وصلوا إليه الآن ونحن هنا في الجزيرة بمجرد ما اطمأننا على أن المسألة ( استوت) وأن كل احد قد نال حقه وأن مؤسساتنا قد انطلقت نحن سحبنا الشرطة والأمن وطبعنا الحياة تماماً بالجزيرة.

    * إرادة التغيير هذه التي تقول إنها من إنتاج مؤسسات الحزب بالولاية هل كان المركز يؤيد التغيير؟!

    هذا التغيير تم برغبة المركز.

    * ثم طبقتم ذلك بضربة لاذب مما أفرز لكم هذه المشكلات التي تجنون ثمارها الآن أليس كذلك؟!
    - والله أصلاً أي تغيير عنده ثمن ونحن متوقعين كل ذلك لإيماننا بأن التدافع بين البشر سنة ماضية الى يوم القيامة بمعنى إذا هم عشرة من جانب وهنا ألف من جانب آخر قطع شك فإن العشرة سوف يكون هناك رأي وتطلع لاكتساب السلطة الى يوم القيامة ولذلك يجب أن نحتكم لمؤسساتنا وقواعدنا ولوائحنا وهناك دورة قادمة سيخوضها المؤتمر الوطني بكافة مستويات الحكم فمن الطبيعي أن ينتظر الناس دورهم ويجب أن يعتمدوا آليات سلمية لطرح فكرهم ورؤاهم وهذه هي الشورى التي لا يعلو عليها أحد وبدلاً عن (الملاواة) والكتابة في الصحف واتخاذ مواقف يفترض أن يرتبوا حالهم ويطرحوا برامجهم ويعملوا على زيادة صفهم حتى يأتوا.

    * الآن هل تعتقد أنه بتلك الإجراءات وهذه الكيفية سيكون الحزب والولاية في مأمن من أي انشقاقات وتوترات؟!

    - إذا أصلاُ هناك مجموعة مناوئة تدبر فمن حق الحزب الكبير أن يدبر أمره أيضاً ويقوّم سلوكه ويجدد مؤسساته وبكل تأكيد الحزب لن يقف متفرجاً. ما أصلو الحزب الكبير هذا به مجموعات كبيرة جداً ومؤسسات ولذلك فإن التدافع والمقاومة أمران قائمان ولن يجدوا أحداً يستسلم.

    * يشتكي بعض المواطنين من غياب نواب المؤتمر الوطني عن دوائرهم وقواعدهم، ألا يؤثر هذا الغياب على برنامج الحزب الانتخابي؟!

    - بكل تأكيد نحن أشد حرصاً على تنفيذ برنامجنا الانتخابي الذي طرحناه والذي يجب أن نوفي به خلال الفترة المقبلة وإن لم يكن كله فجله ولأن العهد كان مسؤولاً هناك نواب يتكامل أداؤهم مع مؤسسات الحزب ولكن هذا وحده لا يكفي لأن النائب كما لديه التزام حزبي لديه التزام أمام جماهيره وهناك نواب لديهم مبادرات ممتازة لخدمة الناس ومنهم من كوّن جمعيات ومنظمات وبالمقابل هناك غياب لبعض النواب ونحن نناشدهم عبر هذه الصحيفة بأن يكونوا على اتصال بالمواطنين وان يعملوا على تحريك مجتمعات دوائرهم وضرورة التنسيق فيما بينهم بما يقود لربط الداسرة بالولاية والمركز.

    * ظل مشروع الجزيرة في الفترة الأخيرة أحد المشكلات العصية التي نتج عنها تباينات حادة في الآراء أدت لانشقاقات بين الناس وحتى على مستوى حكومة الولاية هناك تباين ماهي رؤيتكم لهذا الأمر؟!

    - المشروع قضية كلية وجوهرية والجزيرة لا تستطيع الحياة بدونه فإذا نهض المشروع فإن ذلك سوف ينعكس على الولاية لأنه يشكل أكثر من 75% من الحركة الاقتصادية والاجتماعية بالولاية.

    * مقاطعة: لكن قرائن الأحوال الآن تشير الى أنه ربما بعد ثلاث سنوات لن يكون هناك شيء اسمه مشروع الجزيرة؟!

    - نحن كولاية مسؤولون عن تأثر المشروع لأن المشكلات الناجمة عن ذلك ستواجهنا نحن لأنها ستشكل عدم رضىً وخصماً علينا نحن كحزب ولذلك لابد من التوافق والتعاون حتى ينجح المشروع. لذلك نحن الآن لدينا ورشة بالمجلس التشريعي هدفها تقييم قانون 2005 بعدها نحن كحكومة سنخاطب أصحاب الشأن والقيادة السياسية ونقول لهم هذا كتابنا لأننا نحكم الناس وهذه مسئولية أخلاقية ودينية ووطنية وهذا المشروع عمره يناهز التسعبن عاماً وبه أضخم مؤسسات ري في السودان وإفريقيا والإخفاق فيه محسوب علينا.
    * في خضم المراجعات التي ذكرتها هناك مشكلات عديدة واحدة منها ما ينتظر الرأي العام السوداني إجابة حولها وهي قضية المبيدات والتقاوي الفاسدة؟!
    - شوف، كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته. هذه مشكلة كبيرة ومع ذلك فهي قضية فنية ومهنية لها جهات مختصة وبالتالي؛ تقاوي، وتعامل هندسي مع الأرض، ومبيدات، هذه مسئوليات لأجهزة فنية ووزارة الزراعة ونحن رؤيتنا أن هذا المشروع بهذه المساحة لا يمكن إدارته بأربعين شخص وهذه واحدة من الإخفاقات الكبيرة جداً .

    * لكن في السابق كانت هناك بنية إدارية وتحتية جيدة وربما كان عددهم أكبر من الذي ذكرته الآن؟!

    - نعم كانوا أكثر والآن تقلصوا وأصبح الغياب الإداري واحدة من الإشكالات التي تجعل المشروع في كل مرة لا يحقق غاياته ونحن لا نتحدث عن جيوش من الموظفين بقدر ما نتحدث عن الحد الأدنى الذي يحكم الإدارة الجيدة للمشروع؛ الذي يعمل على توصيل المعلومة الصحيحة والذي يخلق علاقة وثيقة مع المزارعين والذي يعرف منذ البداية التيراب الصالح من الفاسد.

    * هناك تحالف المزارعين الذي ينشط الآن ويناهض قانون المشروع هل تعتبرون هذا التحالف في إطار المعالجة الشاملة يمثل صوتا موجبا بالنسبة لكم؟!

    - في الحقيقة القانون تم إعداده من قبل خبراء وقانونيين بهذا البلد ولا يوجد أمر كله إيجابيات وكله سلبيات وهذا ينسحب على القانون الذي به إيجابيات ومن سوء التطبيق قطع شك به سلبيات ونحن مع المراجعة المهنية ولذلك نبدي مرونة عالية ونحترم أهل الخبرة ولكن كون التحالف ينطلق من منطلقات سياسية ليتحدث عن مسائل علمية وقانونية لن نتفق معه.

    * ما حقيقة الحديث عن الفساد والتجاوزات التي تم ضبطها بالمطبعة الحكومية وهل صحيح أنكم فتحتم بلاغات في المشتبه بهم؟!

    - من غير تخصيص .. الدولة من الرئيس والى أدنى مستوى في الدولة ترفع شعار الحكم الراشد ونزاهته وهناك مؤسسات مسئولة عن ذلك وعلى رأسها المراجعة العامة وفي إطار مسئولياتها الأصيلة والقانونية وهي التي تراجع كافة المؤسسات والمطبعة الحكومية جزء من المؤسسات الحكومية وعبر ترتيبات إدارية ومراجعة قانونية وجدوا بعض الإشكالات والإخفاقات وصلت لدرجة تحويل هذه الإشكالات للنائب العام بالولاية وقد بدأ إجراءاته ونحن كسياسيين نقول إن الإجراءات القانونية ومايلي الحق العام للمواطنين لا تتدخل فيه أي جهة وأن العدالة ستجري مجراها والمتهم بريء حتى تثبت إدانته ونسأل الله أن يكون كل مواطن في هذه الولاية بريئا وشريفا.
                  

04-26-2011, 08:16 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    التخويف بالشريعة
    نشر بتاريخ March 21, 2011

    حيدر ابراهيم علي
    [email protected]

    خسر السودان كثيرا من الاصرار علي اقحام الدين في السياسة،لأن السياسة


    ميدان بشري تسود فيه علاقات الصراع والقوة والغلبة،لذلك تغلب عليه اللاأخلاقية في كثير من الاحيان.وبالتالي،إما ان يكون الدين في حالة تدخله قادرا علي تطعيم السياسة بالاخلاق،أو أن يبتعد ليحتفظ بقداسته.فالسياسة قادرة بالتأكيد علي فرض اساليبها وقيمها.وهذا ما حدث في السودان فقد ابتلعت السياسة الشريعة،فقد ابتلي الله السودان بساسة ينقصهم الورع والصدق والوطنية.وقام هؤلاء الساسة بتوظيف مطلب الشريعة أو الدستور الاسلامي منذ ما قبل الاستقلال وهمشوا قضايا التنمية والوحدة الوطنية والتحديث والديمقراطية.وظل هذا الشعار الذي لم يملأه أصحابه بأفكار أو برامج مفصلة،ولذلك لم تطبق الشريعة الا بواسطة النظم العسكرية الدكتاتورية.وفشلوا في تمرير الدستور الاسلامي أو الشريعة من خلال البرلمانات لان هذا يعني النقاش والحوار
    والاقناع والقبول الطوعي.ألم يسأل دعاة الشريعة أنفسهم عن سبب هذه الظاهرة؟أن يقوم عسكري مثل النميري والبشير أو ضياء الحق في باكستان ب”إعلان” الشريعة؟فهي تعلن ثم تطبق وتنفذ فورا بما فيها”نط الحيط” وتجريس الفتيات في مكان عام.ثم تقوم هيئات وروابط من وعاظ السلطان لتبرير وتديين القرارات التسلطية أي تبحث لظلم الطغاة نسبا في الدين.


    لايوجد أي أصل ديني أو فقهي لتكوين روابط أو هيئات للعلماء تقوم باصدار

    الفتاوى والبيانات معطية نفسها سلطة فاتيكان غريبة علي الاسلام.فالاجتهاد مسؤولية فردية ولا تزر وازرة وزر اخري.وظاهرة البيانات الجماعية بدعة في الاسلام وهي أقرب الي ممارسات المجتمع المدني الغربي في تكوين جماعات الضغط وهذا سلوك علماني في ادارة شؤون المجتمع.لذلك،أرجو بلا غضب أن يضرب لي عضو في هذه الجماعات مثلا من التاريخ الاسلامي تكونت فيه رابطة أو هيئة علماء.فقد جاءت الينا مذاهب وفرق ومدارس وطرق ولكن لم نسمع عن رابطة علماء الكوفة أو الزيتونة أو قرطبة.أما في السودان فلو كان للظاهرة وجود في الماضي،لحرمنا من الخلاوي والمسائد التي ترصع قري الريف السوداني.ولكن يبدو انها نتاج حاجة السلطة السياسية لاصوات جماعية،ولذلك قد يكون بدابتها مع المهدية حين أراد الحاكم مواجهة الخطاب المهدوي.ثم كان الانتشار مع الإدارة البريطانية، ففي1899 أذاع كتشنر منشورا-شبه بقول نابليون في مصر-أنه اتي ليخفف أوجاع المسلمين وليشيد دولة إسلامية تقوم علي العدل والحق ولكي يشيد الجوامع ويساعد علي نشر الاعتقاد الصحيح. وعرفت الادارة البريطانية أهمية الطرق الصوفية واتباعها الكثيرين وانتشار تنظيماتها الهرمية المتدرجة وقدرتها علي تنظيم اعضائها علي العمل في منظمات قبلية.وحاولت الإدارة القيام بعملية تقسيم عمل بين العلماء والصوفيين أو بين الحضر والريف أو المتعلمين والاميين.ووجد الحكام الجدد سندا قويا في كثير من الاحيان.ففي عام 1901 كوّن الحاكم العام ونجت لجنة العلماء برئاسة الشيخ محمد البدوي.وكان هدف اللجنة دعم الإسلام السني في مواجهة الطرق الصوفية من خلال تدريس”العلم الشريف في جامع أم درمان”وأن تقوم بدور الاستشارة للحاكم العام والحكومة البريطانية في الشؤون الدينية.وفي عام1902 صدرت لائحة المحاكم الشرعية التي دمجت هذه الفئة في سلك الخدمة المدنية وجعلت من العلماء موظفي حكومة.وأصبح تعيين ائمة المساجد من مهام الحكومة.
    وقام العلماء بمهمة الدفاع والتبرير بكفاءة.ومن بين كثير من الحالات استوقفتني هذه الرسالة،والتي جاءت ردا علي شخص ما ينتقد اداء المستعمر،تقول:-
    صاحب السعادة مدير المخابرات
    المحترم
    رأينا في العدد من جريدة الاهرام الصادرة في28سبتمبر1921تحت عنوان حياة مصر السودان وحياة السودان مصر بامضاء السيد محمد خير سوداني وطني برفاعة”فان هذا الشخص لم يكن له وجود برفاعة كلية،وهو اسم شخص مكذوب،وجميع ما ذكر في المقالة فهو محض كذب،لم يصدر من سوداني وطني،فان جميع الامة السودانية قد ارتبطت بالحكومة الحاضرة(الانجليزية)الرشيدة ارتباطا حقيقيا بالقلب والقالب،بصداقة واخلاص،ونقدرها قدرها بحيث لا نبغي بها بدلا،لما هو شاهد بعين اليقين،من جلب المنافع ودفع المضار،وتعمير البلاد،وتامين الطرق وعمارة المساجد،وبث العلوم الدينية،ونشر المعارف بترتيب العلماء ومساعدتهم بالمرتبات التي اراحتهم،وتشييد الجوامع والمدارس في عموم البلاد حتي أن ابناء الوطن صاروا في تقدم باهر،ونجاح ظاهر،مع اعطاء الحرية التامة لرجال المحاكم الشرعية في المحاكم والاحكام بالشرع المحمدي.وبالجملة فانها حكومة رشيدة ساهرة بالسعي في كل ما يفيد الوطن وابناءه.فبلسان العموم نقدم الشكر الجزيل لحكومتنا،ونكذب هذه المقالة بجميع اجزائها تكذيبا تاما وفي الختام نرفع لسعادتكم لائق التحية والاحترام.
    الطيب هاشم مفتي السودان
    اسماعيل الازهري مفتش المحاكم
    ابوالقاسم احمد هاشم شيخ علماء السودان
    (حضارة السودان 26 اكتوبر1921)


    ومنذ العاشر والحادي عشر من ديسمبر عام1955 تاريخ تشكيل جبهة الدستور

    جعل العلماء بتسمياتهم المختلفة وانتماءاتهم السياسية المتعددة من قضية الشريعة وسيلة
    للارهاب والابتزاز في العمل السياسي.ويستخدمونها بالطريقة التي يريدون كبشر ولكنهم يصرون علي أنها معركة دينية.فالشريعة قضية سياسية تناقش بطريقة إدارة الصراع وتوازانات القوة والخلاف بين المعارضين والمؤيدين.ولكن في أي لحظة يقفز بها الي ميدان مختلف تستعمل فيه لغة الحلال والحرام وتتبادل فيه تهم التكفير والرّدة.وتكشف حملة الاسبوع الماضي التي قادتها جماعات العلماء ضد اللواء حسب الله محمد عمر عن استغلال خطير للشريعة وتوظيفها لتخويف-حرفيا- المعارضين،علما بأن الرجل يقود حوارا وبمبادرة من جهة ما صدقنا أنها تقوم بذلك.


    والمشائخ في يعض الاحيان”حقّارين” إذ نلاحظ أن الشيخ يوسف القرضاوي قال حديثا أخطر وأجرأ ألف مرة مما قاله اللواء حسب الله ولكن لم يفتح الله علي علمائنا الافاضل بكلمة واحدة.فقد جاء في صحف يوم 4 مارس2011 ما يلي:–”جدد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التأكيد على أن «تحقيق الحرية مُقدَّم على تطبيق الشريعة الإسلامية.ونبه لخطورة إهمال الناس للحرية وترك الحكام يأكلون حقوق الناس ويستبيحون أعراضهم ويسفكون دماءهم.
    وشدد الشيخ القرضاوي على ضرورة تثقيف الأمة بحقوقها،وطالب باستثمار الثورات التي هبت في عدد من الدول العربية واعتبرها «أمانة في أعناق جيلنا».وقال: «لا يجوز أن نضيع ما جاءت به الثورات من معان وقيم ونرجع لما كنا عليه».

    وتابع: «لا بد أن نحافظ على مواريث الثورات التي أحيت الأمة من جديد»جاء ذلك في كلمة ألقاها في ندوة بعنوان (العلاقة بين الحاكم والمحكوم) التي نظمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مساء أمس الأول بمركز «فنار».وتحدث في الندوة د. علي القرة داغي الأمين العام لاتحاد العلماء ود. محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، وأدارها رفيق عبد السلام، وشهدها عدد قليل من الدعاة والباحثين والكتاب والأكاديميين.
    وحمل الشيخ القرضاوي بشدة على «الثقافات الميتة» التي وقفت في وجه الثورات، وقصد بها آراء العلماء الكبار -في مناصبهم- والسلفيين المتعصبين باسم القرآن والسنة والاتباع والصوفية، الذين عارضوا ثورات الشعوب واعتبروها خروجا على تعاليم الإسلام.


    وأبدى دهشته من توافق الصوفية والسلفيين على معارضة الثورات رغم اختلافهما فقهيا وفكريا.
    هذا هو كلام الشيخ القرضاوي حرفيا،فما رأي علمائنا الافاضل متمنيا ألا يكيلوا بمكيالين؟
    ومن النقاشات التي تجددت بين الاسلامويين،إذ كان البعض يري أن العقيدة يجب أن تسبق الشريعة لأنها مقدمة عليها،وهذه مدرسة التربية أولا.وقد وصل الأمر بالبعض حد وصف المجتمع الحالي بالجاهلية وأنه غير مؤهل لتقبل احكام الشريعة.وفي ذلك الوقت،لم يعدم الشيخ حسن الترابي ردا،فقال:-” وفي كل ذلك بعض الوجاهة ولكن لئن تقدمت العقيدة علي الشريعة في النظر،فان الشريعة ليست الا تعبيرا عن العقيدة ولا خير في عقيدة لا يعبر عنها من خلال الشريعة لأن ايمان المرء هو ما وقر في صدره وصدقه عمله ولا يأتي العمل مصدقا الا اذا كان ملتزما كذلك بوجوه التعبير التي هدتنا اليها الشريعة.”(كتاب:مشكلات تطبيق الشريعة الاسلامية،ص7).ورغم أنه رفض التدرج في تطبيق الشريعة لانها كانت قد شرعت فعلا،الا أنه توقع بعض التجاوزات.فقد يجوز الحكام اوضاعا غير شرعية بظاهر من تطبيق الشريعة،كأن يقولوا للناس:-”لا بأس سنطبق لكم حد السرقة،ثم يستثنون منه سارق الاموال العامة بحجة درء الحد بشبهة أن للموظف العام نصيبا في المال العام.”(ص17)
    وفي سياق التخويف والمزايدة حول الشريعة،كان للعسكريين طريقتهم واسلوبهم في ادارة الصراع،وهو “القصف بالتهم” .فقد قال البشير في لقاء جماهيري،أن الترابي”ظل عمره كله يغش ويخدع الناس ويدعو الي تطبيق الشريعة الاسلامية،ولكنه لا يريد الشريعة،لأنه أحلّ الخمر وفتح البارات في الخرطوم بعد ما اغلقها الرئيس السابق جعفر النميري العام1983″،في اشارة الي اقتراح الترابي تطبيق القانون في العاصمة علي أساس شخصي،نظرا الي تعدد ساكنيها”.وقال في لهجة غاضبة:”الترابي كان شيخنا وزعيمنا،لكنه خدعنا فتخلينا عنه.أنه رجل منافق وكذاب ضد الدين ويسعي الي الفتنة ويحرض المسلمين علي قتل بعضهم في دارفور”.(الحياة 4/4/2004).ولكن الشيخ يرد بدوره:-”صحيح ان التطبيق بدأ فيه شئ من السرية(ان يشهد العذاب طائفة من المؤمنين)لا يشهدوها كل الناس بالضرورة ولكن بدأت خفية ومر علي نظام الانقاذ عهد احتال الناس فيه بحيل ليصرفوا العقوبات بعيدا عن حدود القطع مثلا خاصة وهي أن تدرأ الحدود بالشبهات فاحتالوا بهذه الكلمة فدرأوها جملة واحدة.ولكن بعد حين تحول العهد(….)وأنا لم اسمع بها ولكن حدثت”.(الصحافة29/4/2000)وفي نفس معركة تبادل التهم،قال البشير،أن الشيخ لا تهمه الشريعة ولديه سيناريو خارجي،فرد
    الترابي:”لا علم لي بسيناريو خارجي…ولكن ما اعلمه أنه يقدم علينا حاكم ذو تربية عسكرية وروحه لا تقبل كثيرا من المشاركات والضوابط الاخري التي يمثلها رمز ديني معين(في اشارة الي نفسه)”(الصحافي الدولي30/12/1999). هل هذا صراع حول الشريعة؟هل هي لله لا للجاه؟
    يقلل الاسلامويون عمدا من شأن تطبيق الشريعة في مجال الفساد والعدالة الاجتماعية والرفاهية وسعادة الشعب،ويقصرونها علي سلوك وملابس الفتيات فقط.فقد
    سئل أحد المسؤولين،ماجد حاج سوار،أمين التعبئة السياسية ووزير الشباب،في موضوع التعدي علي المال العام. فرد أنه توجد تجاوزات ويعلمونها،ولكن لا يحاسبون المتعدين وفق “فقه السترة”!(الاهرام اليوم 19/3/2011)وهم يناسلون الفقه كما يحتاج الموقف:سترة وضرورة بل صار لأي شئ فقهه الخاص. ولماذا لم يطبق هذا الفقه علي الفتاة التي جلدت وصورت بالفيديو وكانت أولي بالستر؟ولكن قلم الشريعة في يدهم ويكتبون كما يريدون. فقد اصبحت الشريعة عندهم مثل الميثاق الوطني للاتحاد الاشتراكي،يفسرونها ويغيرونها حسب الحاجة.لذلك من الغريب ان شريعة الانقاذ لم تقرب أبدا موضوع الفساد،ويرد المسؤولون دائما: من لديه دليل فليقدمه!وينسون أن الموظف الحكومي شرعيا يقوم بدور المحتسب أي له الحق في رفع قضايا باسم الأمة.
    فمن المتوقع حين تتكاثر التهم ان تقوم الحكومة الشرعية الشريفة بنفسها بفتح كل الملفات لكي تسكت”المرجفين”.
    أخيرا، من الواضح أن موضوع الشريعة الذي جاءت للرحمة والارتقاء بمكارم الاخلاق،تحول لدي اسلاموي السودان الي سوط وسيف ضد المعارضين والمواطنين
    الغلابة بالذات لانهم خارج فقه السترة.فهي تستغل في العمل السياسي لإرهاب وابتزاز
    المخالفين في الرأي من خلال تهمة انهم ضد شرع الله ،تقرأ ضد الله.وتستغل مرة اخري حين تطبق الشريعة علي الفتيات المستضعفات والمسكينات،ويترك اصحاب الملافح والكروش الكبيرة التي تضخمت بمال السحت والبنوك والنفرة الزراعية.والشعب لا يخاف الشريعة،ولكن
    الشعب يطالب بتطبيق الشريعة علي الترف والفساد والطغيان
                  

04-26-2011, 08:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    ويقول الدكتور حيدر ابراهيم

    والمشائخ في يعض الاحيان”حقّارين” إذ نلاحظ أن الشيخ يوسف القرضاوي قال حديثا أخطر وأجرأ ألف مرة مما قاله اللواء حسب الله ولكن لم يفتح الله علي علمائنا الافاضل بكلمة واحدة.فقد جاء في صحف يوم 4 مارس2011 ما يلي:–”جدد العلامة الشيخ يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين التأكيد على أن «تحقيق الحرية مُقدَّم على تطبيق الشريعة الإسلامية.ونبه لخطورة إهمال الناس للحرية وترك الحكام يأكلون حقوق الناس ويستبيحون أعراضهم ويسفكون دماءهم.
    وشدد الشيخ القرضاوي على ضرورة تثقيف الأمة بحقوقها،وطالب باستثمار الثورات التي هبت في عدد من الدول العربية واعتبرها «أمانة في أعناق جيلنا».وقال: «لا يجوز أن نضيع ما جاءت به الثورات من معان وقيم ونرجع لما كنا عليه».

    وتابع: «لا بد أن نحافظ على مواريث الثورات التي أحيت الأمة من جديد»جاء ذلك في كلمة ألقاها في ندوة بعنوان (العلاقة بين الحاكم والمحكوم) التي نظمها الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين مساء أمس الأول بمركز «فنار».وتحدث في الندوة د. علي القرة داغي الأمين العام لاتحاد العلماء ود. محمد المسفر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر، وأدارها رفيق عبد السلام، وشهدها عدد قليل من الدعاة والباحثين والكتاب والأكاديميين.
    وحمل الشيخ القرضاوي بشدة على «الثقافات الميتة» التي وقفت في وجه الثورات، وقصد بها آراء العلماء الكبار -في مناصبهم- والسلفيين المتعصبين باسم القرآن والسنة والاتباع والصوفية، الذين عارضوا ثورات الشعوب واعتبروها خروجا على تعاليم الإسلام.


    وأبدى دهشته من توافق الصوفية والسلفيين على معارضة الثورات رغم اختلافهما فقهيا وفكريا.
    هذا هو كلام الشيخ القرضاوي حرفيا،فما رأي علمائنا الافاضل متمنيا ألا يكيلوا بمكيالين؟
    ومن النقاشات التي تجددت بين الاسلامويين،إذ كان البعض يري أن العقيدة يجب أن تسبق الشريعة لأنها مقدمة عليها،وهذه مدرسة التربية أولا.وقد وصل الأمر بالبعض حد وصف المجتمع الحالي بالجاهلية وأنه غير مؤهل لتقبل احكام الشريعة.وفي ذلك الوقت،لم يعدم الشيخ حسن الترابي ردا،فقال:-” وفي كل ذلك بعض الوجاهة ولكن لئن تقدمت العقيدة علي الشريعة في النظر،فان الشريعة ليست الا تعبيرا عن العقيدة ولا خير في عقيدة لا يعبر عنها من خلال الشريعة لأن ايمان المرء هو ما وقر في صدره وصدقه عمله ولا يأتي العمل مصدقا الا اذا كان ملتزما كذلك بوجوه التعبير التي هدتنا اليها الشريعة.”(كتاب:مشكلات تطبيق الشريعة الاسلامية،ص7).ورغم أنه رفض التدرج في تطبيق الشريعة لانها كانت قد شرعت فعلا،الا أنه توقع بعض التجاوزات.فقد يجوز الحكام اوضاعا غير شرعية بظاهر من تطبيق الشريعة،كأن يقولوا للناس:-”لا بأس سنطبق لكم حد السرقة،ثم يستثنون منه سارق الاموال العامة بحجة درء الحد بشبهة أن للموظف العام نصيبا في المال العام.”(ص17)


    وفي سياق التخويف والمزايدة حول الشريعة،كان للعسكريين طريقتهم واسلوبهم في ادارة الصراع،وهو “القصف بالتهم” .

    فقد قال البشير في لقاء جماهيري،أن الترابي”ظل عمره كله يغش ويخدع الناس ويدعو الي تطبيق الشريعة الاسلامية،ولكنه لا يريد الشريعة،لأنه أحلّ الخمر وفتح البارات في الخرطوم بعد ما اغلقها الرئيس السابق جعفر النميري العام1983″،في اشارة الي اقتراح الترابي تطبيق القانون في العاصمة علي أساس شخصي،نظرا الي تعدد ساكنيها”.

    وقال في لهجة غاضبة:”الترابي كان شيخنا وزعيمنا،لكنه خدعنا فتخلينا عنه.أنه رجل منافق وكذاب ضد الدين ويسعي الي الفتنة ويحرض المسلمين علي قتل بعضهم في دارفور”.(الحياة 4/4/2004).

    ولكن الشيخ يرد بدوره:-”صحيح ان التطبيق بدأ فيه شئ من السرية(ان يشهد العذاب طائفة من المؤمنين)لا يشهدوها كل الناس بالضرورة ولكن بدأت خفية ومر علي نظام الانقاذ عهد احتال الناس فيه بحيل ليصرفوا العقوبات بعيدا عن حدود القطع مثلا خاصة وهي أن تدرأ الحدود بالشبهات فاحتالوا بهذه الكلمة فدرأوها جملة واحدة.

    ولكن بعد حين تحول العهد(….)وأنا لم اسمع بها ولكن حدثت”.(الصحافة29/4/2000)وفي نفس معركة تبادل التهم،قال البشير،أن الشيخ لا تهمه الشريعة ولديه سيناريو خارجي،فرد
    الترابي:”لا علم لي بسيناريو خارجي…ولكن ما اعلمه أنه يقدم علينا حاكم ذو تربية عسكرية وروحه لا تقبل كثيرا من المشاركات والضوابط الاخري التي يمثلها رمز ديني معين(في اشارة الي نفسه)”(الصحافي الدولي30/12/1999). هل هذا صراع حول الشريعة؟هل هي لله لا للجاه؟


    يقلل الاسلامويون عمدا من شأن تطبيق الشريعة في مجال الفساد والعدالة الاجتماعية والرفاهية وسعادة الشعب،ويقصرونها علي سلوك وملابس الفتيات فقط.فقد
    سئل أحد المسؤولين،ماجد حاج سوار،أمين التعبئة السياسية ووزير الشباب،في موضوع التعدي علي المال العام. فرد أنه توجد تجاوزات ويعلمونها،ولكن لا يحاسبون المتعدين وفق “فقه السترة”!(الاهرام اليوم 19/3/2011)وهم يناسلون الفقه كما يحتاج الموقف:سترة وضرورة بل صار لأي شئ فقهه الخاص. ولماذا لم يطبق هذا الفقه علي الفتاة التي جلدت وصورت بالفيديو وكانت أولي بالستر؟ولكن قلم الشريعة في يدهم ويكتبون كما يريدون. فقد اصبحت الشريعة عندهم مثل الميثاق الوطني للاتحاد الاشتراكي،يفسرونها ويغيرونها حسب الحاجة.لذلك من الغريب ان شريعة الانقاذ لم تقرب أبدا موضوع الفساد،ويرد المسؤولون دائما: من لديه دليل فليقدمه!وينسون أن الموظف الحكومي شرعيا يقوم بدور المحتسب أي له الحق في رفع قضايا باسم الأمة.
    فمن المتوقع حين تتكاثر التهم ان تقوم الحكومة الشرعية الشريفة بنفسها بفتح كل الملفات لكي تسكت”المرجفين”.


    أخيرا، من الواضح أن موضوع الشريعة الذي جاءت للرحمة والارتقاء بمكارم الاخلاق،تحول لدي اسلاموي السودان الي سوط وسيف ضد المعارضين والمواطنين
    الغلابة بالذات لانهم خارج فقه السترة.فهي تستغل في العمل السياسي لإرهاب وابتزاز
    المخالفين في الرأي من خلال تهمة انهم ضد شرع الله ،تقرأ ضد الله.وتستغل مرة اخري حين تطبق الشريعة علي الفتيات المستضعفات والمسكينات،ويترك اصحاب الملافح والكروش الكبيرة التي تضخمت بمال السحت والبنوك والنفرة الزراعية.والشعب لا يخاف الشريعة،ولكن الشعب يطالب بتطبيق الشريعة علي الترف والفساد والطغيان

    (عدل بواسطة الكيك on 04-26-2011, 08:28 AM)

                  

04-26-2011, 08:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    وفي سياق التخويف والمزايدة حول الشريعة،كان للعسكريين طريقتهم واسلوبهم في ادارة الصراع،وهو “القصف بالتهم” .

    فقد قال البشير في لقاء جماهيري،أن الترابي”ظل عمره كله يغش ويخدع الناس ويدعو الي تطبيق الشريعة الاسلامية،ولكنه لا يريد الشريعة،لأنه أحلّ الخمر وفتح البارات في الخرطوم بعد ما اغلقها الرئيس السابق جعفر النميري العام1983″،في اشارة الي اقتراح الترابي تطبيق القانون في العاصمة علي أساس شخصي،نظرا الي تعدد ساكنيها”.

    وقال في لهجة غاضبة:”الترابي كان شيخنا وزعيمنا،لكنه خدعنا فتخلينا عنه.أنه رجل منافق وكذاب ضد الدين ويسعي الي الفتنة ويحرض المسلمين علي قتل بعضهم في دارفور”.(الحياة 4/4/2004).
                  

04-27-2011, 08:07 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    قبل ان تقرا المقال بالاسفل اصدر الرئيس عمر البشير قرارا فى ساعة متاخرة من المساء امس باقالة صلاح قوش من منصب مستشار الرئيس للامن القومى اثر الصراع بينه ونافع المسؤول عن الحزب ومساعد الرئيس المقرب ..القرار يصعد من الصراع بين تيار على عثمان والذى يمثله قوش وتيار البشير الذى يمثله نافع
    كاتب المقال بالاسفل محسوب على تيار على عثمان مع عثمان ميرغنى

    اقرا المقال



    بين نافع وقوش... وإدراة الحوار!! .. بقلم: عادل الباز
    الثلاثاء, 26 نيسان/أبريل 2011 19:39
    Share

    يبدو أن تحت سواهي الموتمر الوطني دواهياً!!. فبعد إقالة اللواء حسب الله من مستشارية الأمن على خلفية تصريحة حول الشريعة. التقيت اللواء حسب الله مستفسرا عن كنه تلك التصريحات والتداعيات التي قادت إليها فقال ( يا أستاذ الموضوع لاعلاقة له بالشريعة... ده صراع سياسي).



    لم أصدق أذني فقلت له كيف يعني؟. مضى ولم يجبني. تحيرت في هذا الصراع السياسي الذي تنخرط فيه المستشارية ومع من؟. المستشارية التي افترعت حوارا مع القوى السياسية تتحدث عن صراع سياسي مع جهة مجهولة. فكرت أن الصراع بين الأحزاب التي دعيت لهذا الحوار فقد بدا وأن الأحزاب تحاول أن تعظم مكاسبها في الحوار الذي حشدت له المستشارية أغلب القوى السياسية. لم يكن الأمر كذلك البتة الصورة الكاملة اتضحت في ما جرى بالأمس!!.


    في برنامج مؤتمر إذاعي يوم الجمعة الماضي سأل المحاوران والصحفيان المتميزان ضياء بلال والطاهر ساتي السيد نافع حول حوار المستشارية مع القوى السياسية فأجاب (المبادرة التي بالاستشارية هي مبادرة انطلقت منها وحاولت الاستشارية أن تقول إنه عمل الحزب والحزب أوضح أنها ليست قضيته وقالت إنها تكليف من رئاسة الجمهورية وتأرجحت في ذلك، ولذلك نحن نرى أن كثيرا جدا من القوى السياسية التي كانت تقول إنها في الحوار بالاستشارية انسحبت من ذلك وأنا أعتقد أنه إذا كان عمل الاستشارية تابعا لرئاسة الجمهورية فنحن في الحزب ليس لدينا الحق في تعطيل الجهاز التنفيذي من عمله، ولكن تبدو الصورة في تلك (الحتة) أن الاستشارية لم يجد حوارها القبول الكبير لأنه اكتشف أنه ليس حوارا مع الوطني).


    ثلاثة أسهم قاتلة وجهها د. نافع للمستشارية وحوارها. الأول صوب حول الحوار فبدأ كأنه منبت لا صلة له بالحزب وغير معلوم الصلة برئاسة الجمهورية. السهم الثاني يشير إلى أن المستشارية ليس لديها قبول في الساحة السياسية فسرعان ما انفضت الأحزاب عنها بعد علمها بعدم صلة الحزب الحاكم بالمبادرة.
    وما استوقفني جدا هو السهم الثالث حين ضغط نافع على عبارة ( الحتة الاستشارية) وكأنه يريد أن يقول ما دخل الاستشارية بالحوار مع الأحزاب!!.


    عصر أمس دعا الفريق صلاح قوش لمؤتمر صحفي عقد خصيصا للرد على تصريحات نافع قال فيه إن (تصريحات نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع حول انتهاء حوار المستشارية بأنها تخصه وحده، مجدداً التأكيد على أن المستشارية أنشأتها رئاسة الجمهورية وبيدها إيقاف حوارها وحلّها، نافياً بشدة وجود صراع داخل المؤتمر الوطني. وأردف قوش يقول: «نحن نتبع لرئاسة الجمهورية التي باركت ووجهت باستمرار الحوار وفي إمكان رئيس الجمهورية أن يوقف الحوار بقرار».). يتضح من تصريح قوش أن حوار المستشارية غير مرضيٍّ عنه من قبل الحزب الحاكم وأن اختلافا جوهريا يجري في دهاليز الحزب حول أهلية الاستشارية لإجراء مثل ذلك الحوار. كأن الحزب استشعر أن المستشارية تريد أن تمارس عملا سياسيا من المفترض أن يتولاه الحزب وليس جسما استشاريا تابعا للدولة.


    قوش يعتقد أن الحوار يجري حول بلورة ثوابت وطنية لا علاقة لها بحوار الوطني مع الأحزاب، بمعنى أنه حوار استرتيجي لا يخوض في الشأن اليومي السياسي ولذا جاء تحت رئاسة الجهورية ليستوعب حتى المؤتمر الوطني كحزب في داخل أطر الحوار.
    حاول قوش التفريق بين الحزب ونافع وتلك مشكلة، فنافع ظل هو المعبر عن الحزب في كل مواقفة فكيف تصبح تصريحاته الآن تخصه وحده!!. فهم هذا التصريح يتم في إطار وحيد أن هنالك أجهزة في المؤتمر الوطني مع حوار المستشارية وأخرى ضده. ولكن لا يعرف أين موقف مؤسسات المؤتمر الوطني بمعنى المكتب السياسي أو المكتب التنفيذي لم يصرحا بأي موقف مع أو ضد حوار الاستشارية!!. ولكن توجهنا مشكلة أخرى إذا السيد رئيس الجمهورية الذي هو رئيس الحزب يبارك هذا الحوار فكيف يمكن أن يفهم كلام نافع (بأن حوار المستشارية ليس قضيته). نقطة قوش تبقى صحيحة إذا كانت رئاسة الجمهورية ليست مع الحوار أو لم تعط على الأقل الضوء الأخضر وبإمكانها ومن زمن إيقاف هذا الحوار الذي بدأ واستمر وحشد له الناس ضحى تحت بصرها، قد يشي ذلك بأن رئاسة الجمهورية على علم وتبارك هذا الحوار. يبدو أن موقف رئاسة الجمهورية من هذا الحوار تأرجح بين الموقفين أو الموقعين( قاردن ستي) حيث المستشارية ( والنادي الكاثوليكي) حيث (المؤتمر الوطني). يبدو أن رئاسة الجمهورية أرسلت رسالة فهمها كل من الطرفين على ضوء موقفة الخاص من الحوار. المشكلة ليست في تباين الرؤى بين الحزب الحاكم أوالمستشارية إنما تكمن المشكلة على ما يبدو في طرائق عمل المؤسسات في إرادتها للحوار داخلها أو بينها وبين الدولة وهو موضوع بالغ الخطور سنقف عليه في الحلقة القادمة.
    نواصل
                  

04-27-2011, 08:54 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    هل هذا المقال الذى سوف تقراه بالاسفل مهد او كان يعلم صاحبه بقرار اقالة قوش ..
    انه مقال نقدى سخن من صحفى اخوانجى عانى من اساليب صلاح قوش وبيوت الاشباح وناقد لمهندس صاحب صحيفة ومقرب من قوش وكلاهما من تنظيم الاخوان المسلمين الحاكم الان لوطننا السودان ...

    اقرا المقال وتامل فى حال الاخوان والسلطة وفتنتها




    بروسترويكا قوش!

    محجوب عروة
    [email protected]

    قرأت لصديقى عثمان ميرغنى مقالا بعنوان (بروسترويكا المؤتمر الوطنى) والذى انتهى الى أن الطريق أمام صلاح قوش أن يبتدر ثورة اصلاحية داخل أسوار المؤتمر الوطنى وهو عين ماقاله له عندما التقاه قبل أسابيع فى مستشارية الأمن القومى..

    انى أحترم بل أوافق على كثير مما يكتبه المهندس عثمان ميرغنى ولكنى هذه المرة أرى أنه طاش سهمه وهو يظن أن شخصية مثل صلاح قوش يمكن أن يكون ذلك السياسى الذى يمكنه من قيادة بروسترويكا لشعب كالشعب السودانى العنيد الذى يستعصى على نسيان الظلم والكبت والفساد،فهو يعلم جيدا من هو صلاح قوش، هذا الذى لم يسلم منه أحرار السودان تنفيذ فنون الأعتقال الظالم والتعذيب والظلم والأهانة دون رحمة باشارة من رؤسائه.. معقول ياعثمان؟ هل تريدنا أن نصدق أن صلاح يمكن أن يقود بروسترويكا ويقبله الشعب؟ هل الشعب السودانى شعب أبله وغبى وساذج ومتخلف بهذا المستوى؟ من الذى كان يشرف على بيوت الأشباح؟

    من الذى بنى امبراطورية أمن تتضخم لتصل لمستوى أعلى من رؤسائه فى التحرك السياسى ؟ من الذى يريد أن يجعل من جهاز الأمن والأستخبارات قوة سياسية وعسكرية موازية للجهاز السياسى والجيش تؤدى لأبتلاعهما فتحقق الطموحات الزائدة كما فعل الطاغية الأمنى المخلوع زين العابدين بن على فى تونس عندما الى تنحية رئيسه بورقيبة من السلطة و بنى امبراطورية أمنية أقوى من الحكومة و الجيش النظامى وقوة مالية من نافس بها حتى القطاع الخاص وأشاعت الفساد المالى والأخلاقى والسياسى؟ بروسترويكا قوش قال!!!!!! من الذى أغلق الصحف وفرض عليك الرقابة القبلية؟ أليس هومرشحك للبروسترويكا؟ كم هو أمر يثير الضحك والحزن معا.


    ان مهمة مستشارية الأمن القومى هى مجرد ادارة استشارية لتقوم بالدراسات للقضايا التى تؤثر على الأمن القومى وابداء الرأى(الأستشارى وليس الملزم) ليستفيد منها صانع القرار التنفيذى ومجلس الأمن القومى وليست أداة تنفيذية تتجاوز الحزب السياسى المناط به قيادة العمل السياسى والتخطيط للحاضر والمستقبل السياسى. ولذلك لست أفهم كيف يجمع مستشار الأمن القومى بين وظيفته الأستشارية و عضوية البرلمان مهمته التشريع ويفترض فيه سلطة موازية للجهاز التنفيذى يختص بالرقابة عليه ومحاسبته فكيف ولماذا هذا التضارب. يضاف لذلك أن جهاز الأمن والأستخبارات هو المنوط به العمل الأمنى والأستخبارى اليومى والتنفيذى وليست المستشارية وهو عين ما كان يقوم به صلاح قوش عندما كان مديرا له ولم يسمح لمستشار الأمن القومى بأى دور تنفيذى أو سياسى سيادى يتخطى جهازه فلماذا هذا التناقض الآن؟


    ان مستشارية الأمن لا تحتاج لمكاتب كثيرة ولا لعمارة ضخمة ولا ميزانية ضخمة لتقوم بمهامها فهى تعتمد على الخبرات المتراكمة لرئيسها ومنسوبيها وتنسيق الدراسات التى تكلف بها الخبراء فى مواقعهم ولا بأس من الأستفادة من أكاديمية أمنية هى موجودة أصلا فلماذا ننفق المزيد من الأموال ولماذا تضارب الأختصاصات؟
    البروسترويكا يا صديقى عثمان لا تقوم بها وتنفذها مستشارية الأمن القومى ولكن يمكنها فقط عمل دراسات مفيدة وتقديم استشارة استباقية تقدمها لجهات الأختصاص مستصحبة لما هو حاصل فى البلاد و الوطن العربى والعالم من متغيرات وثورات ستؤثر حتما على السودان فلا يقع فيما وقع فيه غيره فنحقق الأستقرار والأمن القومى الصحيح والحكم الرشيد.


                  

04-27-2011, 10:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الزميل مصطفى ابو العزائم وهو من كتاب المؤتمر الوطنى له راى مهم احببت ان انقله لكم هنا فهو يرى ان الصراع موجود حول السلطة وان على عثمان سوف يكون رئيسا للبرلمان مما يعنى ان يجلس نافع فى كرسى النائب الاول..

    اقرا المقال وحلل

    خلاف (نافع/ قوش).. صراع أم سباق؟
    الأعمدة اليومية - بعد ومسافة - مصطفى أبوالعزائم
    الثلاثاء, 26 أبريل 2011 13:33

    لم يتصور أحد قبل حلقة برنامج (مؤتمر إذاعي) الأخيرة التي تم بثها- كالعادة- على الهواء مباشرة، يوم الجمعة الماضي، أن تتفجّر براكين غضب جارف تدفع بحممها في كل اتجاه يحيط برجلين اثنين يحسبان من ركائز حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ومن قبله الحركة الإسلامية المحكمة الضبط في مجال العضوية، وهما من بعد ذلك من أعمدة نظام الحكم القائم الآن في السودان، وتبقى أوجه شبه عديدة بين الرجلين الدكتور نافع علي نافع الأستاذ الجامعي المختص في الشأن العلمي الزراعي الذي اجتذبته السياسة من قاعات الدرس إلى ساحات البرامج السياسية والحشود الجماهيرية.. وكذلك الفريق أول مهندس صلاح عبد الله (قوش) المنخرط في العمل الإسلامي السرّي والعلني منذ أيام الدراسة المبكرة، صاحب القدرات الخاصة التي أهلته إلى أن يصبح أحد أهم الكوادر الإسلامية الملتحقة بجهاز الأمن الوطني قبل أن يصبح جهازاً للأمن والمخابرات، وقد تدرج فيه إلى أن بلغ أعلى سلم القيادة برتبة فريق أول، وهو أمر لم يحدث من قبل، إذ كان أشهر مدير لجهاز الأمن في العهد المايوي يحمل رتبة لواء، وهو اللواء عمر محمد الطيب الذي فتح له باب المعلومات المتاحة أمامه، ليصبح نائباً أول للرئيس الراحل جعفر نميري.. رحمه الله.

    الدكتور نافع عمل مديراً لجهاز الأمن، ويعتبر من قادة التطور والتغيير في هذا الجهاز الحساس، وربطت تقارير نشرتها الصحف أمس والأول من أمس بين (خلافات خفية) وبين التداعيات التي أعقبت تصريحات الدكتور نافع علي نافع حول مستشارية الأمن التي يتولى مسؤوليتها الفريق أول مهندس صلاح قوش بعد أن تم تعيينه مستشاراً أمنياً لرئيس الجمهورية عقب إعفائه من منصبه كمدير لجهاز الأمن والمخابرات الوطني في سبتمبر من العام 2009م.

    بعض التقارير المنشورة في صحف الأمس كانت تشير بوضوح إلى (صراع خفي) بين الرجلين وسباق محموم نحو الرئاسة- كما جاء في مقال الأستاذ عثمان ميرغني.. وبعض التقارير أشارت إلى وجود صراعات بين مراكز القوى داخل المؤتمر الوطني، وأخف الإشارات والتلميحات قالت بوجود صراع بين تيارات مختلفة داخل الحزب الحاكم.

    وبحكم متابعتنا لما يجري في الساحة السياسية، وما يتوفر لنا من معلومات ملموسة أو محسوسة أو مسموعة نقول إن الحديث عن صراع حول مقعد الرئاسة ربما يكون سابقاً لأوانه مع احترامنا الكامل لمن قالوا بذلك الرأي، فالرئيس البشير لم تزل أمامه أربع سنوات لإكمال فترته الرئاسية، ولا يُعتد دائماً بما يفصح عنه الرئيس من رغبات في الترشح أو عدم الترشح لفترة رئاسية جديدة، لأن الأمر لن يكون في يده، بل في يد الحزب، مع كامل احترامنا لرغبة السيد الرئيس في عدم ترشحه لفترة رئاسية جديدة.

    ونطرح سؤالاً ربما قلب الكثير من التوقعات والمفاهيم وخطوط التداخل في الملعب السياسي، وهو (لماذا لا يكون السباق- ولا نقول الصراع- على منصب النائب الأول للرئيس؟).. نسأل سؤالنا هذا ونتوقع أن يختار السيد الرئيس نائباً أول له بعد التاسع من يوليو المقبل، ونتوقع أن يتجه الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية الحالي، غرباً عبر كوبري النيل الأبيض القديم ليجلس على مقعد رئاسة من نوع مختلف.. هو رئاسة البرلمان الذي سيعمل على وضع التشريعات المؤسسة لجمهورية ثانية.. وجديدة.

    اخر لحظة
                  

04-27-2011, 07:28 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    ويقول صحفى المؤتمر الوطنى

    ونطرح سؤالاً ربما قلب الكثير من التوقعات والمفاهيم وخطوط التداخل في الملعب السياسي، وهو (لماذا لا يكون السباق- ولا نقول الصراع- على منصب النائب الأول للرئيس؟).. نسأل سؤالنا هذا ونتوقع أن يختار السيد الرئيس نائباً أول له بعد التاسع من يوليو المقبل، ونتوقع أن يتجه الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية الحالي، غرباً عبر كوبري النيل الأبيض القديم ليجلس على مقعد رئاسة من نوع مختلف.. هو رئاسة البرلمان الذي سيعمل على وضع التشريعات المؤسسة لجمهورية ثانية.. وجديدة.
                  

04-28-2011, 10:43 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    مأزق (المؤتمر الوطني) ... حزب من؟!!!

    خالد التجانى


    كانت مسألة وقت لا أكثر خروج الخلافات بين قادة المؤتمر الوطني إلى العلن، وقد تسابقت الصحف في الأيام الفائتة على تصدير عناوينها الرئيسة بتصريحات مثيرة متبادلة بين إثنين من أركان السلطة تكشف عن الأزمة المكتومة في كواليس الحزب بعدما ضاقت بها الصدور، وظل الحديث عنها يدور همساً، أو يشار إليها من باب التحليلات والتكهنات، وكما هو متوقع فقد هرع بعض المتحدثين باسم الحزب يقللون من شأن وقع ما حدث، بل حاول بعضهم عبثاً أن يضفي شيئاً من المرح على المشهد بزعم أن في ذلك دلالة على سعة أفق الحزب وبرهان على حيوية الممارسة الديمقراطية في داخله، وقبوله بتعدد وتنوع وجهات النظر بين ناشطيه.


    ولعله كان ممكناً قبول هذا التفسير الوردي لما حدث، ولا تزال تداعياته تتفاعل، لولا أن النزاع والصراع على النفوذ لتحقيق أجندة ذاتية داء قديم متأصل في المؤتمر الوطني منذ نشأته الأولى، وهو قول لا يلقى على عواهنه بل تشهد به سيرته وتأريخه القصير في سوق السياسة السودانية، والدليل الماثل بين أيدينا المفارقة البينة التي أظهرها النزاع الأخير، فالجدل الذي دار بين الرجلين لم يكن حول مضمون قضية «الحوار الوطني» وقيمتها ومدى جديتها وتأثيرها في تغييرالمسار السياسي للبلاد، بل أيهما أحق بإدارتها وامتلاك ناصيتها، الحزب أم المستشارية. ومن المفترض بداهة أن الأمر إذا كان يتعلق بقناعة وإيمان عميق بقضية «الحوار الوطني» وأنها السبيل الوحيد وفق حوار جدي وحقيقي لإعطاء فرصة جديدة لإنقاذ البلاد من مأزقها الراهن، فليس مهماً حينها من يقود الحوار نحو هذه الوجهة أو أن تتكامل الأدوار بين الأطراف المختلفة لتحقيق هذه الغاية إذا كانت فعلاً سياسة استراتيجية لـ»المؤتمر الوطني» ومحل اتفاق عليها.
    بيد أن أسلوب التراشق العلني بين الرجلين وتبادل تبخيس دور كل طرف في شأن «الحوار الوطني» يكشف عن أمرين مهمين أولهما أن مسألة «الحوار الوطني» في سياسة المؤتمر الوطني لا تعدو أن تكون مجرد شعار للاستهلاك السياسي بغرض شراء الزمن، أو بيع بعض المناصب في السلطة لمن يرضى من القوى السياسية أن يكون رديفاً وليس شريكاً حقيقياً في السلطة، والدليل على أن هذا الحوار أقصر بكثير من قامة الهموم الوطنية والتحديات الكبرى غير المسبوقة التي تواجهها البلاد في الوقت الراهن، إن الطرفين المتنازعين اشتجرا على كعكة «الحوار» لعلمهما أنه ليس مقصوداً لذاته أو أنه سبيل يقود لتغيير سلمي، بل هو مطروح كأداة للمناورة السياسية وبالتالي فإن الأمر متاح والباب مفتوح لاستخدامه كورقة في التنافس على كسب النفوذ أو تعزيزه داخل «المؤتمر الوطني»، والمصادفة وحدها جعلتنا نعيد في الأسبوع الماضي مقالاً نشرناه في فبراير الماضي بعنوان «حوار بلا إرادة للإصلاح والتغيير» قبل يومين من اندلاع معركة نافع/قوش، حللنا فيه موقف «المؤتمر الوطني» بشأن قضية الحوار الوطني، ولعل الأزمة التي نشبت بعد ذلك أكدت ما ذهبنا إليه.


    ويذهب كثير من المراقبين إلى أن خروج الصراع المكتوم إلى العلن تغذيه معركة خلافة مبكرة بدأ يدور رحاها بعد إعلان الرئيس عمر البشير بعدم رغبته في الترشح للرئاسة مجدداً، ومع أن إعلان البشير ليس حاسماً ولا نهائياً ولكنه كان كافياً لفتح الباب للسباق للطامحين لخلافته، وهم كثر، في ظل عدم وجود مرجعية معقود لها الرأي، وعدم بروز شخصية محل إجماع لخلافته وقد تساوت الكتوف بين الأنداد فاشتد الصراع بينها.


    ومن المهم الإشارة هنا إلى أن التنازع الأخير الذي نشب بشأن «ملكية ورقة الحوار الوطني» ليس هو الدليل على تفاقم الخلافات بين قادة المؤتمر الوطني، ففي مقالنا «أزمة البرلمان وقميص عثمان» الذي نشر في مطلع الشهر الجاري بشأن قرار طرد النواب الجنوبيين ورد نصاً « لا يحتاج المراقبون إلى كثير عناء واجتهاد في التحليل لإدراك أن هذا التعاطي غير المنطقي والمفتقر للموضوعية مع أزمة النواب الجنوبيين قد يعكس في الواقع وجهاً آخر من وجوه الصراع بين مراكز القوى المتعددة داخل حزب المؤتمر الوطني الحاكم، الآخذ في الاحتدام، وقد أطل بأكثر من وجه خلال الآونة الاخيرة. لقد تحول الحزب بالفعل إلى «كانتونات» وجزر معزولة عن بعضها البعض، وأصبحت كل جماعة تسيطر على إحدى مؤسسات الحكم تتصرف في السلطات التي تليها على النحو الذي يخدم أهدافها الصراعية بغض النظر عن انعكاسات ذلك السلبية على صورة الحزب ووحدته وقدراته القيادية، ولم يعد هذا التنافس بين الأنداد على وراثة القيادة أمراً خافياً وقد سارت بذكره الركبان وسودت تصريحات قياداته المتناقضة الصحف، بل وتحدث البعض صراحة عن وجود هذا الصراع.


    واستخدام البرلمان كأداة في الصراع السياسي على النفوذ ليس جديداً في العرف الإنقاذي، وقد حاول الترابي استخدامه إبان الصراع الذي انتهى بانقسام الإسلاميين في خواتيم القرن الماضي. وكما كانت القضايا المثارة في ذلك الوقت لا تعكس حقيقة الصراع الدائر في الكواليس، فإن أزمة النواب الجنوبيين الحالية ليست سوى قميص عثمان، فالذين يرفعونه يدركون أكثر من غيرهم أنه لا فرق بين ذهابهم الآن أو بعد أشهر معدودة لأن ذلك لا يعني شيئاً، ولكن إثارتها سانحة مواتية لتعزيز المواقف في الصراع الداخلي وتصفية الحسابات» انتهى الاقتباس.


    ولعل السؤال المحوري هنا من يملك مفاصل السلطة في نظام الانقاذ، وأين تكمن موازين القوى داخله، وكيف تدار لعبة السلطة؟، وهل يملك «المؤتمر الوطني» حقاً تلك الأهمية التي يخلعها عليه البعض، بمعنى هل هو فعلاً «حزب حاكم» ومصدر للسلطة، أم أنه مجرد «حزب الحكومة» متكئاً على سلطتها في اكتساب دور له؟!. وهل هو حزب يملك مشروعية سياسية مستقلة عن ملابسات وصول نظام الإنقاذ إلى السلطة بإنقلاب عسكري، وما يعنيه ذلك من دور محوري للمؤسسة العسكرية، وهل من الممكن تصور استمرار دور له في غياب أو بمعزل عن استمرار دور ورمزية المشير عمر البشير؟.


    الواقع يشير إلى أن «المؤتمر الوطني» لا يعدو أن يكون أقرب إلى «مصلحة حكومية بيروقراطية» منه إلى حزب سياسي فعال يستند إلى مشروعية شعبية يملك أوراق النفوذ الحقيقية ويعد مصدراً ومرجعية للسلطة، ومأزق «المؤتمر الوطني» أنه حزب صنعته واستولدته حكومة عسكرية قابضة على دست الحكم بالفعل، ولم يكن أبداً ذلك الحزب الذي أوصل حكومته إلى السلطة، وعلى الرغم من أنه ظاهرياً يبدو امتداداً أو ظلاً لـ»الحركة الإسلامية» بعد استيلائها على السلطة بانقلاب عسكري. لقد نشأ «المؤتمر الوطني» بعد سنوات قلائل من الانقلاب ليوفر ذراعاً سياسياً للسلطة العسكرية، وكشأن كل الأحزاب التي تصنعها أنظمة عسكرية فقد ولد مثلها حزباً واحداً شمولياً يزعم لنفسه صفة «الكيان الجامع لأهل السودان»، ويطمع أن يقدم بديلاً نهائياً ودائماً لنظام سياسي جديد يسد فراغ القوى السياسية التي انقلب عليها، وحين اكتشف بعد حين أن ذلك يقود لطريق مسدود ولا يحل أزمة النظام السياسي حاول فتح الباب لتعددية حزبية مشوهة باسم التوالي، وحتى تلك كان متنازعاً حولها داخله، ثم وسع الباب لتعددية حزبية مضبوطة الاداء بآلته الامنية، ومحددة الإقامة بأدوات السلطة الضابطة.


    والدلالة الواضحة على أن «المؤتمر الوطني» حزب يستمد وجوده وأسباب بقائه من السلطة، فإن أيّاً من قادته لم يظهر اقتناعاً بأن له نفوذاً كـ»حزب حاكم» يتفرغ له ويستغنى به عن وظائف أخرى، ولأنهم جميعاً مقتنعون بأن النفوذ الحقيقي يستمد من الوجود في السلطة التنفيذية وليس في الحزب، فقد حرصوا جميعاً على الرغم من تسنمهم مناصبَ قيادية في الحزب على الحصول أيضاً على مناصب حكومية توفر لهم نفوذا فعلياً لا يجدونه في «الحزب الحاكم» الصفة التي تتبرع بها الصحف عليه من باب التدليل لا أكثر.
    ويبدو أن الذين انخرطوا في معركة مبكرة للخلافة من المدنيين أنساهم الزمن طبيعة النظام القائمة بالأساس على مشروعية المؤسسة العسكرية ورمزية قيادتها، وارتباط الاستمرار في الإمساك بمقاليد السلطة بوجود شخصية عسكرية على رأس النظام إذا قُدِّر له بالطبع البقاء لأجل آخر، فـ»المؤتمر الوطني» لم يعجم عوده في الساحة السياسية بمشروعية شعبية حقيقية بعيداً عن نفوذ الحكومة وسلطتها، ولم يبرز حزباً مدنياً فعالاً مستغنياً عن الاستفادة من دور زعيمه الذي ظل حريصاً على التمسك برمزيته العسكرية.


    وعلى الرغم من أنه مضى عامٌ على قرار البشير التنحي عن منصب القائد العام للقوات المسلحة بين يدي الانتخابات الماضية للتوافق مع المتطلبات القانونية للترشح للرئاسة، فإن دوره في قيادة المؤسسة العسكرية لم يتغيَّر، بحكم احتفاظه برتبه العسكرية وموقعه قائداً أعلى، وكنا توقعنا ذلك في مقال نشر حينها بعنوان «قرار التنحي.. وداعاً للجيش أم إلى لقاء»، وكان مما أوردناه في ذلك المقال «ويبقى وجه آخر مهم في قراءة الدلالة السياسية لقرار البشير بالتنحي والتقاعد وفق المعادلة التي تمت، هذه المرة على صعيد الوضع الداخلي لحزب المؤتمر الوطني عامة،

    وللحركة الإسلامية خاصة، وكما هو معلوم فإن واحداً من الأسباب المبكرة التي زرعت بذور الشقاق في أوساط الإسلاميين بعد الانقلاب العسكري في عام 1989م، كان الخلاف بشأن وضعية العسكريين في سلطة الانقاذ، فالدكتور حسن الترابي كان يرى أن يتقاعد العسكريون الذين يريدون الانخراط في العمل السياسي عن خدمتهم بالقوات المسلحة، وهو ما استجاب له بعضهم، في حين أصرت الأغلبية على الاحتفاظ بخدمتهم العسكرية وعدم التخلي عن دورهم السياسي وعلى رأسهم البشير، فعلى خلفية بداية التصدع في صفوف قيادات الانقاذ منذ العام 1992م، بدأت عملية بناء النفوذ داخل الجناحين، وكان طبيعياً أن يرى العسكريون في بقائهم داخل المؤسسة العسكرية ضماناً في وجه محاولات إقصائهم من السلطة بعد أن استتب الامر دون اعتبار لإقدامهم على تحمل المسؤولية الأكبر بالمشاركة في التنفيذ وفي توفير غطاء للانقلاب. فضلاً عن أن العسكريين رأوا في المساندة الشعبية التي حظوا بها في تلك الفترة تمنحهم مشروعية خاصة، وشعبية تتجاوز قواعد الإسلاميين.


    واللافت أن بوادر الانشقاق في وسط الإسلاميين لم تكن بين المدنيين والعسكريين، ولكن الخلاف دبَّ في الأساس بين المدنيين بين«الشيخ وأصفيائه الأقربين»، وانتهى لما هو معروف من مفاصلة، ولكن المهم في هذا الخصوص أن المدنيين المنشقين على شيخهم لما يجدوا مناصاً من الاصطفاف وراء البشير، صحيح أنهم حاولوا الاستفادة من نفوذه العسكري في حسم الصراع لصالحهم، ولكن رمزية البشير القيادية تجاوزت التكتيك المرحلي لهذه المجموعة لتتحول إلى زعامة مطلقة للنظام الانقاذي وليد مشروع الحركة الإسلامية السياسي.
    وفي الواقع فإن الاصفياء المنشقين على زعامة شيخهم، لم ينجحوا في تحقيق ما فشل فيه أيضاً، وهو استخدام العسكريين غطاءً لتمرير أجندتهم السياسية، فقد أثبت البشير مجدداً أن العسكريين أكثر ذكاءً من المدنيين وقدرة في لعبة السلطة، وليست هذه هي المرة الوحيدة التي ينقلب فيه السحر على الساحر، فالانقلابات العسكرية التي حكمت السودان جاءت كلها بتدبير قوى حزبية، ولكن كانت دائماً ما تؤول سلطتها في نهاية الأمر للعسكريين، وهو أيضاً ليس بدعاً في العالم العربي ومعلوم ما جرى للأحزاب العقائدية التي راهنت على الجيش استعجالاً للتغيير» انتهى الاقتباس.


    ويبقى مأزق «المؤتمر الوطني» أنه لا يعرف على وجه التحديد أنه حزب من؟ وبلا رؤية فكرية واضحة ولا مشروع السياسي مما يدل عليه تدني مستوى خطابه الإعلامي ولا يحدث ذلك من فراغ لأنه لم يعد لديه مشروع ولا أفكار يروجها سوى أنه يريد الاحتفاظ بالسلطة لذاتها مكاسبها ومغانمها، فالحزب الذي كان يصف نفسه بـ»الكيان الجامع» فَقَدَ مبررات وجوده حين انقسم على نفسه قبل عشر سنوات، حيث أثبت أنه عاجز حتى عن جمع قادته المفترض أنهم يستندون إلى «مرجعية عقدية وفكرية واحدة» فكيف يكون مؤهلاً ليجمع السودانيين بكل تنوعهم الثقافي والعرقي والديني، وتأكدت مرة أخرى عدم قدرته على أن يكون كياناً جامعاً حين ودَّع قبل أسابيع عضويته من الجنوبيين بعد الانفصال، الذي يتحمل قسطاً كبيراً من المسؤولية في حدوثه، والسؤال ما هي جدوى ومبررات وجوده بعدما فقد وحدة جماعته الفكرية، ثم وحدة جماعته الوطنية؟.
    ويزيد من مأزقه أن الأغلبية الصامتة من «الإسلاميين» لم تشعر أبداً أن «المؤتمر الوطني» يعبر عنهم حقاً، وبدا لهم كياناً سلطوياً غريباً، لذلك آثرت أغلبيتهم الابتعاد عنه وعدم الانخراط فيه، ولذلك افْتقد «المؤتمر الوطني» لتلك الحيوية الدافقة والكفاءة العالية التي كانت تميِّز الكيانات السياسية التي كانت تعبر عن الإسلاميين حقيقة بفضل ذلك العدد الكبير من الكوادر الكفؤة التي كانت تقدمها قناعتها المركوزة وقدراتها وإمكانياتها العالية.


    وأمر آخر جعل «الإسلاميين» يَزْوَرُّونَ عن «المؤتمر الوطني» اكتشافهم أن تنظيمهم الحركي كان أكبر ضحايا انقلابهم العسكري، وتلك واحدة من المفارقات التأريخية الكبرى، فأمر الانقلابيين بحل الأحزاب السياسية وحظر نشاطها كانت الجهة الوحيدة التي صدقته ونفذته فعلاً هي «الجبهة الإسلامية القومية»، وهو أمر نفذته بدقة عالية قيادة الحركة تحت زعامة الترابي بزعم أن مرحلة الوصول إلى السلطة تقتضي توسيع مواعين العمل السياسي ليضم أغلبية من غير عضوية الحركة، وقد كان فتكاثر متعهدو الانظمة الشمولية على الكيان السياسي الجديد، ليتشكل بذلك تحالف جديد للسلطة استأثرت فيه نخبة من قادة الحركة بكل إرثها ليشكلوا طبقة سياسية مغلقة احتكرت الحكم باسم «الإسلاميين» الذين آثر أغلبهم الإنزواء والصمت، والتحسُّر على المشروع الإسلامي حلمهم الذي اختطف بليل بأيدي قادتهم، وليس بأيدي غيرهم.


    والحديث هنا عن «المؤتمر الوطني» ينسحب بالضرورة أيضاً على «المؤتمر الشعبي» أيضاً فالانقسام الذي حدث بينهما لا يغير من حقيقة أنه الوجه الآخر للعملة ذاتها، فهما شريكان في كل أخطاء التأسيس البنيوية، وكما هو حادث الآن فالصراع الذي أدى للانشقاق لم يكن بسبب تباين الرؤى الفكرية أو المواقف السياسية بقدرما كان صراعاً على النفوذ والإمساك بمفاتيح السلطة وحين خرج الترابي منشقاً بحزبه لم تهرع الاغلبية الصامتة التي كانت عازفة عن الانخراط في «المؤتمر الوطني» للانضمام إليه، لأنها كانت تدرك أن ذلك الحزب وهو موحد لم يعبر عنها فكيف يعبر عنها نصفه المنشق؟.


    لقد فشل المؤتمر بنسختيه «الوطني» « والشعبي» أن يرث الحركة الإسلامية بكل زخمها وقدراتها، وإن بقيا ظلاً باهتاً لها، ففي كل تجلياتهما ظلا حزب الرجل الواحد، فالمؤتمر الوطني في نسخته الأولى كان حزب الترابي، وعندما غادره أصبح الوطني حزب البشير، أما الشعبي فلا يعدو أن يكون مجرد واجهة لنشاط الترابي.
    فهل تكتفي الأغلبية الصامتة من الإسلاميين بالجلوس في مقاعد المتفرجين مكتفية بالتحسر والبكاء على اللبن المسكوب، أم تنهض لتلعب دوراً إصلاحياً ليس من أجل الحفاظ على السلطة التي جاءت ممارستها على مدى عقدين خصماً على القيم الأخلاقية لمشروعهم الإسلامي، ولكن من أجل الإسهام في حوار جاد ومسؤول مع الجماعة الوطنية بمختلف مشاربها وتنوعها يؤسس لمشروع وطني جديد للسودان يسع لكل أبنائه بنظام ديمقراطي حقيقي يستفيد من عثرات الماضي وعبره، ولا يعيد إنتاج أزماته المتطاولة.

    ----------------------

    أبو ضريس: حكومة الجزيرة باتت مشغولة بخلق الصراعات


    الخرطوم : الصحافة:

    وجه عبدالله عبدالقادر ابو ضريس، القيادي بالمؤتمر الوطني بولاية الجزيرة واحد الموقعين على مذكرة العشرة التي رفعت اخيرا للمكتب القيادي للحزب، انتقادات حادة للجهاز التنفيذي بالولاية ،وقال ان حكومة الولاية باتت مشغولة بخلق الصراعات متناسية مسؤوليتها تجاه اقامة المشروعات التنموية .
    ######ر ابوضريس من ادعاءات الوالي ومستشاريه بأن التغيير في الجزيرة جاء بإرادة الجماهير، وتساءل اين القبول الذي يحظى به الوالي ومستشاروه وزيارات الوالي الى المناقل والكاملين لم يخرج لها غير بضعة افراد لا يتجاوز عددهم العشرات؟، وابدى ابوضريس استغرابه لتصريحات مستشار الوالي عبدالله محمد علي الاخيرة التي ذهب فيها الى ان المركز بارك الممارسات (الاقصائية) التي قام بها البروفيسور الزبير بشير طه والي الولاية واركانه نحو القيادات السابقة، وقال ان الاحزاب الديمقراطية الاصيلة لا تلجأ لمحاربة قياداتها؛ لأن في ذلك اضعافا للحزب وطالب القيادي البارز، المكتب القيادي للحزب بالرد على ادعاءات عبدالله محمد علي مستشار والي الجزيرة التي اورد فيها مباركة الحزب لاقصاء تلك القيادات .
    تشير الصحافة الى ان (10) من القيادات البارزة بالمؤتمر الوطني بالجزيرة تقدمت بمذكرة لقيادة الحزب المركزية ادعت فيها ان ممارسات حكومة الولاية تهدد بتفتيت الحزب بالولاية.


    الصحافة
    28/4/2011
                  

04-28-2011, 11:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    ليس شماتة في صلاح غوش!! ..
    بقلم: د. محمد وقيع الله
    الخميس, 28 نيسان/أبريل 2011 09:12
    Share

    في مقال نشر قبل عامين واجهت السيد الفريق أول صلاح عبد الله غوش بأنني لا أتفق معه في اتجاهه غير الموفق للانخراط في العمل السياسي المباشر، في نطاق حزب المؤتمر الوطني، حيث ترأس حينها إحدى أماناته القيادية، وقلت له إن العمل الأمني يختلف عن العمل السياسي الجماهيري اختلافا بينا، ولا يستحسن الجمع هذين الضربين المتضاربين من العمل السياسي.

    وقلت له متعجبا ليت شعري ما الذي زج بك في هذا المهوى، أهو الشوق إلى أيام ممارسة العمل التنظيمي الحزبي في عهد مضى، أم أنه تخطيط أعلى جاء بك إلى هناك؟
    ولم أقبل ما برر الفريق أول غوش عودته إلى ممارسة العمل الحزبي من الكلام الغائم العائم، غير المقنع، حيث قال:" أؤكد أنني رهن إشارة الحزب والدولة في أداء أي مهام أو تكاليف في أي موقع يتناسب مع قدراتي ومؤهلاتي ".
    وقلت له إن كلامك هذا لا يعجبنا، ولا يرضينا، وأبديت إزاء رأيه رأيا متواضعا استند على ما يلي:

    أولا: إن العمل الحزبي يتناقض مع العمل العسكري بطبيعته، فالأول سمته المناورة والمداورة، والثاني سمته الانضباط والطاعة.
    وقلت له إن من الممكن أن يشهر ضدكم هذا السؤال: هل إذا أبيح لأهل الإنقاذ أن تنخرط عساكرهم في العمل الحزبي الموالي لهم، يمكن أن يسمح لبقية العسكر الذين ما زالوا في الخدمة، أن ينخرطوا في خدمة هياكل الأحزاب الأخرى، ومباشرة أعمالها السياسية في معارضة الحكومة؟ وقلت: إني لا أظن أن الإجابة ستكون بالإيجاب.

    ثانيا: إن العمل الأمني الذي ما زال يمارسه الفريق أول غوش، في سياق المستشارية الأمنية، يتناقض مع العمل الجماهيري، فالأول عمل سري مغلق، والثاني عمل علني مفتوح. فكيف يعمل في الهواء الطلق من دأب على العمل في السر والخفاء؟

    ثالثا: إن العمل الحزبي حتى ولو لم يقم على ممارسة الديمقراطية الحقة، إلا أن فرضية معينة تلزمه، وهي التي تقول بضرورة تساوي من يمارسونه في القوة والسند.
    وشخص كالسيد صلاح غوش يأتي إلى العمل الحزبي مصحوبا ومؤيدا بسند وعضد ضخم من جحافل من أتباعه وتلاميذه وأوليائه في جهاز الأمن، فكيف يتساوى بعد ذلك مع من يعملون معه في الحزب من أفراد المواطنين المدنيين العزل؟!

    رابعا: إن انخراط الفريق غوش في العمل الحزبي، يبدو وكأنه يتناقض مع دعوى التفرغ، التي علل بها إعفاءه من الرئاسة التنفيذية لجهاز الأمن، فكيف يضيف إلى نفسه على إثر ذلك عبأ ثقيلا من نوع العمل الحزبي، الذي يستهلك كل الوقت في الاجتماعات، واللقاءات، وملاحقة تنفيذ الأعمال، وهو أصلا في حاجة إلى الوقت كما قال؟!

    وقد قلت له خامسا وأخيرا: إن مؤهلاتك هي مؤهلات أمنية بالدرجة الأولى، وإن لك قدرات مشهودة في التفكير الاستراتيجي، وإن الوطن يحتاجك في هذه الناحية بالذات، فعليك إذن أن تلزمها ما استطعت، وأن تبتعد عن العمل الحزبي التنظيمي ما استطعت.
    ولكن هذه النصيحة (القيمة!) ضاعت سدى فيما يضيع سدى من النصائح التي نسديها لأهل الإنقاذ، فلم يستمع إليها الكادر الأمني الرفيع السيد الفريق الأول الذي استبدت به فكرة العمل الحزبي، الذي ولجه وخاض معامعه بطرائق غير مناسبة، من خلال اللجنة المفتعلة العجيبة التي كونتها المستشارية الأمنية للحوار مع الأحزاب في تخط واضح للجهة المنوط بها القيام بمثل هذه المبادرات.

    وفي الشهر الماضي بعثت بمقال إلى صحيفة (الرائد) الحكومية، انتقدت فيه بعض توجهات هذه اللجنة الأمنية التي اندفعت بلا هدى في إطار العمل السياسي الحزبي، فرفضت الصحيفة نشره بغير حجة مناسبة، وربما فعلت ذلك ميلا منها إلى مجاملة الكبار مجاملة في غير محلها.

    وهذا النوع من المجاملات مع التردد والتقاعس والإحجام عن إسداء النصح إلى الحكام، وامتناعهم هم عن سماعه بلْه قبوله أو اتباعه هو بلا شك إحدى كبار آفات الإنقاذ وبعض رزاياها الثقال.
    وبسبب من بعدي عن دولة الإنقاذ منذ يومها الأول، وعدم ارتباطي بأي من وظائفها، فكم أنا سعيد أنني ما زلت أستطيع أن أنتقد أهلها نقدا حرا غير متهيب منهم ولا راغب فيهم فيهم، وأن أحتفظ لنفسي بحقها دوما في قول ما تراه حقا، وألا أسكت عن بذل النصح بلا يأس ولا قنوط.

    وأما هذه الكلمة التي أكتبها اليوم فهي ليست بالقطع كلمة عذل أو تثريب في حق السيد الفريق أول والأخ الكريم صلاح عبد الله غوش، ولا كلمة خصومة صماء أشمت فيها مما حل به، ولكنها كلمة نصح أكرر فيها القول بأن الحق أحق بأن يتبع.
    وغاية ما أقول هو أن أمام القائد الإنقاذي المخلص السيد الفريق صلاح عبد الله غوش فرص شتى للعمل في خدمة الدين الإسلامي والوطن السوداني.
    ولكنه لا يستطيع على الإطلاق أن يجمع بين الشأنين الأمني والجماهيري.

                  

04-28-2011, 10:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    صلاح قوش .. مرور يوم على الاقالة الداوية
    احمد عمر خوجلي


    من أراد قياس حجم المفاجأة والصدمة التي سببتها إقالة الرئاسة مساء امس الاول للفريق اول صلاح قوش من منصبه كمستشار بالقصر الجمهوري يمكنه ملاحظة ذلك من الحالة الاستثنائية التي صبغت وجوه من صادفتهم او حادثتهم (التيار) أمس من داخل مبنى مستشارية الأمن القومي فكل شيء كان يتحدث عن هول ماحدث ونظرات الجميع تستسفر عمّا سيحدث .. وفي عصر الامس دخل منسوبو المستشارية في اجتماع (مجهول الاجندة ومجهول النتائج ) لكن من المستبعد ان يكون هنالك شيء تمّ نقاشه والحديث عنه خلاف تفاعلات الإقالة المذكورة ومآلاتها المتوقعة وربما الخليفة المنتظر لحمل الراية . لكن انتظار معلومات جديدة تتدفق من ألسنة الاطراف المعنية بصورة مباشرة بما حدث شئ يعد من رابع المستحيلات ..


    وإذا كان اللواء حسب الله عمر صبر أكثر من عشرة ايام حتى أخرج مقالته ذات الهواء الساخن واطلق نيرانه تجاه رجال حول الرئيس فبحسب مقربين جدا من السيد الفريق قالوا لـ (التيار) (من ينتظر ان يخرج هواءً ساخنا ولو بعد عام فإنه سينتظر كثيرا) وذلك غالبا ان يكون ذلك بسبب خطورة الملفات وحساسية المناصب ومظلم المساحات التي تحرك فيها السيد الفريق خلال العشرة أعوام الماضية وايضا ربما بسبب ما اسماه الدكتور أمين حسن عمر (فوبيا الانشقاق) وتقاليد اجهزة الاستخبارات وقادتها في ( كتم الاسرار تحت كل الظروف) فمنذ الأمس بمجرد إنتشار خبر الإقالة في بعض المؤسسات الصحفية أسرع الى مقر إقامة الفريق بمنزله الفاخر بحي الخرطوم 2 الفاخر عدد من كبار الصحفيين للقاء الفريق قوش لكنه رفض الادلاء بأي تصريحات او إجراء مقابلات . والوضع العام القلق البادي من وجوه مجموعة الشباب التي تقوم بحراسة الزميل يشير الى عمق الازمة وهذا بدا بصورة واضحة عند مقدم سيارة السيد الفريق الذي كان يجلس لوحده في المقعد الخلفي لابسا الزي القومي و(مكربا) عمامته بشدة فبعد ان فتح الباب مباشرة للعربة وخرج احد رجالات السيد الفريق المقربين متجها الى الكشك الخشبي الكائن بخارج المبنى هرع كل الشباب وبصورة لا شعورية الى حيث اتجه الرجل وكان بالطبع لاستجلاء الأمر والحصول على تفاصيل جديدة .


    في هذه الاثناء كان زوار ينتظرون السيد الفريق بداخل المنزل وآخرون وصلت سياراتهم الى المنزل بمجرد دخول سيارته السوداء وابرز من ترجل من سيارته صلاح عبد الله آخر حيا مجموعة الشباب الجالسة على مقاعد تحت ظل الجيران بصورة ودودة وبإبتسامة تبعث على الارتياح ودخل مسرعا الى داخل المنزل الفاخر للسيد الفريق . الزوار جمع بهم المكان والحدث والرغبة في المجاملة والمؤازرة كما يبدو .لكن غير المعلوم هو هل خاطب السيد الفريق جمع الزائرين فرادى ام جمعهم على صعيد واحد وقصّ عليهم ما يمكن ان يقال وجعل في صدره بما لا يقال ام اكتفى بتقديم واجب الضيافة لزواره واكتفى بالابتسام امام موجات استفساراتهم وفضولهم؟.

    28/4/2011
                  

04-29-2011, 11:38 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    وإذا كان اللواء حسب الله عمر صبر أكثر من عشرة ايام حتى أخرج مقالته ذات الهواء الساخن واطلق نيرانه تجاه رجال حول الرئيس فبحسب مقربين جدا من السيد الفريق قالوا لـ (التيار) (من ينتظر ان يخرج هواءً ساخنا ولو بعد عام فإنه سينتظر كثيرا) وذلك غالبا ان يكون ذلك بسبب خطورة الملفات وحساسية المناصب ومظلم المساحات التي تحرك فيها السيد الفريق خلال العشرة أعوام الماضية وايضا ربما بسبب ما اسماه الدكتور أمين حسن عمر (فوبيا الانشقاق) وتقاليد اجهزة الاستخبارات وقادتها في ( كتم الاسرار تحت كل الظروف)
                  

04-29-2011, 11:48 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الصراع داخل السلطة واقالة قوش ..
    بقلم: تاج السر عثمان
    الخميس, 28 نيسان/أبريل 2011 18:35
    Share

    منذ انقلاب 30 يونيو 1989م الذي صادر الحقوق والحريات الديمقراطية، واقام نظاما شموليا مارس كل اشكال القهر من اعتقالات وتعذيب وتشريد للمعارضين السياسيين والنقابيين، وتزوير ارادة العاملين والمهنيين والطلاب والمواطنين في انتخابات النقابات والاتحادات والانتخابات العامة، نشأ نظام فاسد حتي نخاع العظم، قام علي نهب المال العام وممتلكات الدولة وبيعها لمحاسيبه باسعار بخسة، واثرت فئة رأسمالية اسلاموية طفيلية افقرت 95% من شعب السودان، واقامت نظاما طبقيا يستحوذ فيه 2% من السكان علي 88% من الدخل. في مثل المناخ الفاسد، شأن كل النظم الشمولية السابقة والمعاصرة ومع عمق أزمة النظام وفشله الذريع في حل مشاكل البلاد،

    نشأت مراكز نفوذ وصراعات داخل السلطة، ونذكر كيف تصدع مجلس الثورة الذي نشأ بعد الانقلاب ، وحالات الابعاد التي تمت، واستمرار الصراع بسبب عمق الأزمة والمحاولات اليائسة للخروج منها حتي طالت ابعاد د. حسن الترابي عام 1999 والمفاصلة التي تمت وادت الي قيام حزب المؤتمر الشعبي، وحتي بروز الصراع الأخير الذي رشح في الصحف بين نافع علي نافع وصلاح بوش حول حوار مستشارية الأمن مع القوي السياسية، وكانت النتيجة اقالة صلاح بوش.
    البعض يحاول تبسيط الصراع داخل السلطة بأنه قبلي ( شايقية، جعليين، دناقلة..)، علما بأن ضحايا الصراع داخل السلطة كانوا من قبائل مختلفة، او انه صراع بين صقور وحمائم. أو من اجل الحوار مع القوي السياسية.


    ولكن واقع الحال يوضح أنه صراع من أجل السلطة التي بدأت تضيق قاعدتها ومواردها وتتعمق أزمتها بعد انفصال الجنوب، والتهاب القضايا المتفجرة الأخري في البلاد مثل: مصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية، والغلاء وارتفاع الأسعار، وانفجار الاوضاع في دارفور وجبال النوبة والنيل الأزرق وابيي، وقضايا ما بعد الانفصال( البترول، الديون، المواطنة، ترسيم الحدود،...الخ)، ومقاومة الفساد الذي ظهر منه رأس جبل الجليد كما حدث في وزارة الصحة وقضية التقاوي الفاسدة وغيرها من التي رشحت في الصحف، ومراوغة المؤتمر الوطني وعدم جديته في ايجاد مخرج من الأزمة الوطنية العامة، وتجربته المريرة في نقض العهود والمواثيق بعدم تنفيذ الاتفاقات التي ابرمها مع القوي السياسية ، والاصرار علي فرض اجندته الاقصائية واستغلال الدين حتي كانت النتيجة جريمة انفصال الجنوب والتي كانت من الاسباب التي عمقت الأزمة داخل المؤتمر الوطني.


    وزاد من عمق أزمة السلطة والحزب الحاكم الثورات التي قامت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا،....الخ، بفعل نفس الاسباب الموجودة في البلاد والتي تتلخص في القهر والاستبداد والفساد ونهب المال العام والثروات الضخمة التي راكمها رموز النظام والرأسماليين الطفيليين، مما يشير الي أن التغيير قادم لاريب فيه، وبالتالي عمل محاولات فاشلة لتجميل النظام الفاسد والذي يستحيل ترميمه وجعله مقبولا بعد الجرائم الفظيعة التي ارتكبها في حق جماهير شعبنا ومسؤوليته الأساسية في تمزيق وحدة البلاد، وبالتالي، فان مايسمي بالحوار سواء كان عن طريق المستشارية او المؤتمر الوطني هو استمرار لنهج المؤتمر الوطني في المرواغة وكسب الزمن والهيمنة وفرض الأجندة الآحادية.


    وبالتالي لانشغل انفسنا ونتعشم بجديد في ظل تغييرات شكلية في النظام وصراعات مراكز نفوذه والتي تعبر عن تآكل النظام واستمرار ضعف قاعدته والتي سوف الاضمحلال مع الضغط علي النظام ونهوض الحركة الجماهيرية ضده.
    وعليه يصبح لابديل غير مواصلة النضال الجماهيري من اجل الاطاحة بالنظام واستعادة الديمقراطية، والحل الشامل والعادل لقضية دارفور وتحسين الاوضاع المعيشية، وواقامة دولة المواطنة التي تفتح الطريق لاعادة توحيد الوطن ومحاسبة المجرمين واستعادة أموال الشعب السوداني المنهوبة.
    alsir osman [[email protected]]
                  

04-29-2011, 12:00 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    خالد فتحي
    صراع الجبابرة،،، مرجل الخلاف يغلي في الوطني .. بقلم: خالد فتحي
    الخميس, 28 نيسان/أبريل 2011 19:58
    Share

    يوماً ما ربما يروى صلاح قوش للعامة أو الخاصة ما عصف بذهنه واستدار بخلده أثناء مسيره لمقابلة الرئيس البشير في بيت الضيافة في وقت متأخر من ليل الأربعاء.. يوماً ما سيحدث كل ذلك، وسيعلمون إن كان الرجل يتوقع أن خطواته ستسوقه ناحية رتق الفتق بينه وبين مساعدالبشير ، أم أنها ستقوده الى باب الخروج. وايضا قد يروى رجل المخابرات المثير للجدل عن أحاسيس غشيته وهو يمر قبالة قلعة الأمن التي أفنى فيها مايقرب العقدين من الزمان، بعد أن أعلمه البشير قرار الاستغناء عن خدماته.
    ولم يجد الرجل حرجاً من إبلاغ الذين هاتفوه بعدها اوكانوا واقفين ببابه في انتظار مايسفر عنه (مشواره) القصير، بأنه تسلم قرار إعفائه ليسري النبأ المدوي بعدها كالنار في الهشيم، مخلفاً وراءه سيلاً من الأسئلة الملحاحة التي تبحث مضنيا عن إجابات شافية لعل هذا كانت بعضا من مشاهد النهاية فكيف كانت البداية.
    الفريق أول صلاح عبدالله محمد صالح الشهير بـ (صلاح قوش) ولتسميته (قوش) قصة فشت بين الناس والاسم لأستاذ هندي بكلية الهندسة جامعة الخرطوم حيث تلقى صلاح تعليمه الجامعي، وبينما الأستاذ منهمكا في محاضرته كان طالبه (صلاح) منهمكاً في متابعة نتائج انتخابات مجلس الشعب أوان حكم الرئيس الراحل جعفر نميري عبر راديو (ترانستور) خبّأه بين ملابسه، لكنه حيلته تلك انكشفت عندما صرخ بلاوعي عندما بث المذيع نبأ فوز علي عثمان محمد طه بمقعد في البرلمان، وانتهت الواقعة بطرد صلاح من المحاضرة لكن الاسم علق به دون فكاك؛ وصار ملازما له كظله خاصة بعد أن وجده فيه رفاقه ميزة لتفريق بينه وبين آخرين يحملون اسم (صلاح) بين أقرانه.


    أبصر النور في 1957م؛ درس الهندسة المدنية بجامعة الخرطوم كما أسلفنا، وبعد انقلاب الانقاذ التحق بجهاز الأمن العام في 1990م، وعمل في بادئ أمره بالادارة التنفيذية ليتقلد بعد مضي خمسة أعوام إدارة العمليات الخاصة، وقتها كان الدكتور نافع علي نافع مديراً للجهاز، قبل أن يبعد الاثنان منه، في خطوة يعتقد أنها ذات صلة بمحاولة اغتيال فاشلة جرت في عام 1995، ضد الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا. وأسند لقوش منصب مدير مجمع اليرموك الصناعي، بينما عين نافع وزيرا للزراعة، ثم مستشاراً للرئيس لشؤون السلام، ثم وزيراً للحكم الاتحادي، وأخيراً مساعداً لرئيس الجمهورية. ويقول مجايلون للرجلين في الحركة الإسلامية ان قوش كان معروفا في أوساط الطلاب الإسلاميين بالمرحلة الثانوية والجامعة رغم طبيعة نشاطه ذي النزعة الامنية ، على العكس تماماً من نافع الذي لم يعلو له ذكر وقتئذ إلا بعد عضويته بالمكتب السياسي للجبهة الاسلامية التي كانت بمثابة أول ظهور علني له.
    وبينما انقطعت صلة نافع بجهاز الأمن سطرت المقادير لقوش أوبة أخرى بعد مضي خمس سنوات وبالتحديد في العام 2000م نائبا لمدير جهاز الأمن الداخلي قبل أن يتولى الإدارة شخصياً في أغسطس 2002 بعد أن استبدل اسمه لجهاز الأمن الوطني، وفي فبراير 2004 أضحى مديراً لجهاز المخابرات السوداني، ثم مديراً للجهازين بعد دمجهما في جهاز واحد هو الحالي جهاز الأمن والمخابرات.
    وأظهر قوش ولعاً شديداً بالخدمة الامنية للحد الذي راج بأنه رفض تولي حقيبة الداخلية لأنه رأى فيها على نحو ما يعتقد البعض أنها قد تفقده ميزات؛ كمرونة الحركة التي يضمنها له وجوده بالجهاز في لعب أدوار ذات طبيعة سياسية بحتة وليست أمنية خالصة شبيهة بالتي أضحى كبار مسؤولو المخابرات في العالم القيام بها مثل مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية «السي اي ايه » الشهير جورج تينت ومدير المخابرات المصري السابق اللواء عمر سليمان، والاخير طالما أظهر قوش أعجاباً به وبطريقته في إدارة الملفات السياسية ذات الطابع الأمني كملفي (فلسطين) و(السودان)، كما أنه لم يكن يرغب في خسارة الصلات القوية التي جمعته بأجهزة نحو 57 دولة، كما أعلن حينها بشيء من الفخر أنها أسهمت في حماية السودان بشكل واضح.
    ولكن الرياح لم تأت بما اشتهت سفنه وفي 13 أغسطس العام قبل الماضي كان الرجل على موعد مع الإقالة للمرة الثانية، حيث صدر قرار بإعفائه بطريقة مفاجئة وغير متوقعة، ما أثار جدلاً كثيفاً حينها وعاصفة من التساؤلات عن أسرارها وخفاياه، لكن دون التوصل لأي تفاصيل حول الأسباب التي دفعت بالرجل بعيداً عن حضن الجهاز الذي أداره لفترة زمنية طويلة وأحكم قبضته عليه وفرض سطوة شخصية تقارب حد الاسطورة عليه، وقد شاهد الجميع وقتها كيف كان الرجل يأتي الى الامكان العامة متبوعا بالعشرات من افراد الحرس يحيطون به احاطة السوار بالمعصم بشكل قل ان يحدث حتى مع كباررجال الدولة بالسودان، و عندما نودي للشهادة امام محكمة الارهاب بالخرطوم بحري التي انشأت خصيصا لمحاكمة جنود حركة العدل والمساواة الذين نفذوا الهجوم غير المسبوق على امدرمان صيف 2008م، يذكرالذين تصادف حضورهم تلك الجلسة كيف طوق افراد الامن الذين جاءوا في ركابه المحكمة وكيف انتشروا في ردهاتها وداخل القاعة، وقاموا بفرض اجراءات مشددة للغاية تزيد بكثير عن المطلوب والمعهود. ولعل تلك الاحداث وغيرها، افضت للفت الانظار داخل الدائرة الصغيرة للانقاذ ان الرجل يتمدد باكثر ممايجب، وكذا مؤسسته التي كادت ان تصير "دولة داخل دولة"، لذا كان لابد عليهم من (قصقصة) ريشه، وكبح جماحه فقاموا بتنحيته بقرار يشبه الصدمة .
    وبعد خروجه من معقل الجهاز الرهيب مكث الرجل الذي يجيد الصمود كهيئة رجال المخابرات في مكان غير بعيد يراقب مجريات الأمورعن كثب إثر توليه منصباً مستحدثاً بالدولة، وسمي مستشاراً للأمن القومي وماهي إلا هنيهة حتى استجمع قواه وانخرط في الاستحقاق الانتخابي الأخير مرشحاً عن حزبه بدائرة (5) مروي، وكانت حملته الانتخابية واسعة الانتشار بالدرجة التي لفتت إليها الانتباه وتندر البعض بأنها توازي حملة البشير نفسه إن لم تتفوق عليها. وبعد فوزه بالمقعد تفرغ قوش لبناء مستشاريته، حتى جاءت لحظة العاصفة والتي سبقت نذرها بإقصاء الأمين العام للمستشارية اللواء حسب الله عمر على خلفية زلة لسان قال فيها أن لاحرج من ذهاب الشريعة إن رضي الجميع ذلك.


    ثم جاءت الطامة حيث جرت ملاسنات علنية نادرة الحدوث بين قطبي الرحى في الإنقاذ؛ نافع وقوش حول جدوى حوار مستشارية الأمن مع الأحزاب، حيث رأى نافع أن الحوار بين الطرفين غير مفيد لأن المستشارية لم تجد قبولاً لدى الأحزاب، وأن حوارها لا يمثل الوطني، لكن ما يستبطن هناولم يقال ان نافع احس أن نجاح قوش ورجاله في ادارة دفة مع القوى السياسية، سيكون بداية النهاية للحزب الذي طالما امتلأت جوانحه افتخارا به وبقوته وتنظيمه .


    في المقابل اعتبر قوش أن حديث نافع (ضار) وأمر يخصه وحده ، مؤكداً أنه سيمضي قدماً في الحوار مع الأحزاب السياسية، ولن يتوقف عنه إلا بأمر من البشير، لأن التكليف لقيامه بالمهمة صدر من رئاسة الجمهورية. وما حمل قوش على مخاشنة نافع شئ ليس من جديد وليس خافيا على المتابعين لمجريات الاحداث داخل الدائرة الصغيرة للحكم ، فمنذ اقصاء الترابي يجد تلاميذه ممن ارتضى البقاء مع البشير صعوبة في تقبل اي توجيه صادراليه من اي شخص خلاف البشير، اذ يرون انهم (اولاد دفعة) لا فضل لاحد ولاسبق على الاخر، ليقوم بتوجيهه او مراجعته من عل.
    وانتهى مسلسل الجدل المحتدم بإقالة قوش، لكن هناك اعتقاد واسع أن الامور لن تنتهي هكذا، فما رشح بين الرجلين الأيام الماضية لا يمثل إلا رأس جبل الجليد؛ فالأزمة أعمق من ذلك بكثير.

    خالد فتحى [khalid2474
    ----------------------

    الرابح والخاسر

    فيصل محمد صالح

    لا أظن أن هناك حدث شغل الناس خلال اليومين الماضيين مثل صراع نافع- قوش، والذي انتهى نهاية درامية بإقالة الفريق صلاح قوش من منصبه كمستشار لرئيس الجمهورية للشؤون الأمنية، ليبقى، إلى حين أمينا لدائرة بالمؤتمر الوطني وعضو بالبرلمان. وانشغل الناس أيضا بمحاولة قراءة خلفيات الصراع وقرار الإقالة ومحاولة تفسيره على أكثر من وجه، جهويا وأمنيا وسياسيا..الخ.


    شخصيا اعتقد ان الصراع مع نافع كان مجرد مناسبة لإقالة صلاح قوش، وليس السبب الرئيسي في ذلك، بمعنى أن هناك تراكمات كثيرة كانت تنتظر اللحظة المناسبة عند متخذ القرار، وقد كان هذا الصراع العلني مناسبة لتنفيذ ما انتوت عليه القيادة.
    الصراعات داخل المؤتمر الوطني قديمة ومتجددة، وهي ظاهرة طبيعية في حزب مثل المؤتمر الوطني،جاء تشكيله الأخير بعد استلام السلطة، واجتمعت فيه وجوه وتيارات كثيرة. صحيح أن قلب التنظيم هو الجبهة الإسلامية القديمة،

    لكن تحول الحزب خلال السنوات الاخير لتحالف عريض ومترهل لقيادات الإدارة الاهلية وزعماء القبائل والطرق الصوفية وكبار رجال الأعمال وممثلي البيوتات التجارية وأصحاب المصالح والحظوات والمؤلفة قلوبهم من الأحزاب الأخرى وراغبي التمسح في السلطة وما إليهم. ولأن السلطة مفسدة، والسلطة المطلقة فساد مطلق، فقد تباينت الصفوف وكثرت الصراعات والمجموعات والكيمان.

    كان الفريق صلاح قوش يمسك بالملف الأمني لفترات طويلة، وبحسبان أهل السلطة فقد كان صاحب نجاحات، خاصة تجنيب النظام توابع أحداث سبتمبر 2011، بالاتفاق الذي أبرمه مع الإدارة الامريكية. وظل الرجل يحسب على العسكريين والأمنيين أكثر من حسابه مع السياسيين، بل تم تقييمه أحيانا بأنه بلا طموحات سياسية. لكن تغيرت النظرة خلال العامين الأخيرين، وصار الرجل يحسب مع أصحاب الطموحات والنفوذ السياسي، بل وحسبه البعض ضمن ذوي المؤهلات القيادية.


    وأظن أن قرار إقالة الرجل من جهاز الأمن كان بسبب هذه الحسابات والتخوف من تحوله لمركز قوة سياسية بعد بنائه امبراطورية الأمن، وإمكان وجود قيادات تدين له بالولاء، واظن أن نفس الحسابات هي التي جعلت قرار إقالته الأول يبدو مستترا بتحويله لوظيفة أخرى، وإن كانت شرفية، وهي وظيفة المستشار.
    لكن الرجل لم يستسلم فيما يبدو، وطرح نفسه مع السياسيين عبر خوض الانتخابات العامة في دائرة مروي، ثم في محاولته تحويل مستشارية الأمن القومي لمظلة للحوار السياسي بين الأحزاب، بما يكسبه نفوذا خارج حزبه، ويطرحه رجل حوار وتفاعل مع القوى السياسية الأخرى. ولعل هذا ما اقلق جهات كثيرة، وجعلتها تتحسب خطواتها،

    حتى جاء الصراع الأخير بين صلاح قوش والدكتور نافع، والذي خرج للعلن عبر المؤتمرات الصحفية، فشكل فرصة سانحة لتنفيذ القرار المبيت. وربما يميل البعض لتقديم بعض التفسيرات الجهوية والقبلية للصراع، لكني مع من يعتقدون أن ذلك ليس صحيحان وان خريطة التحالفات داخل الحكومة والحزب الحاكم تحكمها المصالح وتقاسم النفوذ وتوفير الحماية والدعم المتبادل، أكثر مما تحكمها الجهويات.
    لقد خسر قوش المعركة، حتى الىن على الأقل، لكن هل ربحها نافع؟

    الله أعلم.


    ---------------------------




    مبادرة نهر النيل: بداية الصحوة الإسلامية؟

    د. عبدالوهاب الأفندي


    (1) بلغتنا خلال الأسبوع الماضي أنباء عن اجتماع عقد في مدينة عطبرة في وقت سابق من هذا الشهر ضم لفيفاً من الإسلاميين في ولاية نهر النيل من أنصار المؤتمر والشعبي معاً، خرج بمبادرة تدعو إلى تغيير نهج الحكومة باتجاه دعم التحول الديمقراطي والتصالح مع المجتمع وتوحيد الصف الإسلامي. وقد واجهت المبادرة انتقادات حادة من بعض المتحدثين باسم المؤتمر الشعبي، بلغ حد وصفها بالعنصرية بدعوى أنها تسعى لإنقاذ 'مثلث حمدي' وأهل الشمال من خطر انتفاضة قادمة. ولعل قيادات المؤتمر الوطني تكون أكثر رفضاً لهذا التحرك باعتباره تهديداً لنفوذ القيادة وخروجاً على نهجها.

    (2)

    وبحسب ما ورد على لسان أصحاب المبادرة فإنها تدعو إلى 'وحدة الصف الاسلامي والوطني من اجل بسط العدالة واتاحة الحريات العامة ومحاربة الفساد والتداول السلمي للسلطة حتى تتجنب البلاد مخاطر الانزلاق في الفوضى والصراع المميت مستدركين ان المشروع الاسلامي في أصوله يدعو الى الحرية وكرامة الانسان'. ويضيف هؤلاء: 'إن المشروع الاسلامي لا يحمى بالكبت وقوات الأمن بل بالعدل والحجة والقدوة الحسنة في الطهر والزهد'.

    (3)

    بحسب أصحاب المبادرة فإن انشقاق الحركة الاسلامية في عام 2000 'هو ما ادخل البلاد في النزاع والصراع المسلح بخروج بعض الاسلاميين من دارفور عليه بالسلاح مما عمق ازمة البلاد واضعف الجبهة الداخلية مما أدى الى انفصال الجنوب الذي تأسفوا عليه وانتشار الفساد والمحسوبية وتململ الاطراف وضيق المعاش وتعميق الجهوية والقبلية. وهم يعتذرون عن ما جرى من حرب وقتل في دارفور في ظل حكومة الحركة الاسلامية'.

    (4)

    إذا كان هناك انتقاد لهذه الحركة فهو أنها جاءت متأخرة أكثر من اللازم بكثير، وبعد خراب سوبا والبصرة ومصراتة وعطبرة نفسها، كما أنها حديثها عن أن انشقاق الإسلاميين هو أصل البلاء يمثل ترداداً ساذجاً لمقولات أنصار المؤتمر الشعبي التي تعمى عن أن الإشكال كان قائماً منذ اليوم الأول للإنقاذ، وأن المسؤولية عنه مشتركة بين طرفي النزاع. وقد كانت هناك طائفة قليلة من أهل البصيرة بين الإسلاميين، أذكر منهم الأخ عبدالله بدري، رحمه الله، والإخوة الطيب زين العابدين وأحمد ابراهيم الترابي، جاهروا بالنقد المبكر وطلب التصحيح، فكان من تولى تسفيههم وإهانتهم في حضرة الشيخ الترابي بعض المتصدين اليوم لقيادة المؤتمر الشعبي، غفر الله للجميع.

    (5)

    مهما يكن، فإن الصحوة المتأخرة خير من الاسترسال في نوم أهل الكهف. ولعل الإدراك المتأخر لإسلاميي نهر النيل بخطأ المسار السابق، وانحيازهم غير المشروط للديمقراطية ووحدة الصف الوطني، واعتذارهم الشجاع نيابة عن بقية الإسلاميين عما ارتكب من تجاوزات في دارفور وتبرؤهم منها، كلها نقاط إيجابية تشير في الاتجاه الصحيح. ولعله يكون بداية 'صحوة إسلامية' يجب البناء عليها وتطويرها. ولا شك أن المبادرة بالاعتذار عن جرائم دارفور تنفي قطعاً عن أصحابها شبهة العنصرية والانحياز العرقي.

    (6)

    في اعتقادي أن الخطوة المطلوبة هي التحرك باتجاه بناء حركة إسلامية موحدة ومستقلة عن طرفي النزاع، وتجاوز كل من المؤتمرين الشعبي والوطني وإعلان الانسحاب والبراءة من المؤتمر الوطني وسحب الدعم للنظام القائم. وتكون الخطوة التالية هي إعطاء الرئيس البشير والنظام واحدا من خيارين: أولهما أن يقوم بتعديل الدستور لتحويل معظم صلاحيات الرئيس التنفيذية لرئيس وزراء ينتخبه البرلمان، وتعيين رئيس وزراء جديد على رأس حكومة وحدة وطنية تمهد لحوار وطني شامل حول القضايا الكبرى، ومن أهمها قضية دارفور، يفضي إلى انتخابات جديدة على أساس توافق وطني. وثانيهما مواجهة القطيعة مع الحركة الإسلامية.

    (7)

    في حالة تمسك النظام بتركيبته الحالية وسياساته موضع الاعتراض، فإن على الحركة الإسلامية أن تحزم أمرها وتنضم إلى بقية أطراف المعارضة لقيادة انتفاضة تطيح بالنظام وتعيد الديمقراطية إلى البلاد. وبغير ذلك لا يكون الإسلاميون قد تحملوا مسؤوليتهم عما اعترفوا بأنه فساد وإفساد وعدوان وتعميق للفرقة بين طوائف الشعب، وتفريط في وحدة البلاد وسلامة اقتصادها وعدالته.

    القدس العربي


    (عدل بواسطة الكيك on 04-29-2011, 12:02 PM)

                  

04-29-2011, 12:17 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    بـولـتيكــا» المؤتمر الوطني!!

    2011/04/28 - 12:26
    تحليل - خالد سعد


    كتب رئيس تحرير الزميلة صحيفة «التيار»؛ الأستاذ عثمان ميرغني، مقالة حول ما وصفها بـ «بروسترويكا» المؤتمر الوطني، أو «إعادة البناء» والإصلاحات داخل الحزب الحاكم، على خلفية الجدال الذي دار بين اثنين من أقوى حلقات القيادة في الحكومة، وانتهى بإقالة واحد من أبرز قيادات الحزب الأمنية والسياسية. وخلص الكاتب إلى أن ما بدا مؤخراً يجيء في إطار «ثورة» إصلاحية تتضمن تغييراً في المفاهيم والأدوات، التي تربى عليها الحزب، بيد أنني - رغم فارق الخبرة والعلاقة بأطراف القضية - توصلت إلى نتيجة مختلفة عن التي وصل إليها المهندس عثمان ميرغني!!


    وعلى الرغم من أن صاحب عمود «حديث المدينة» قد استدعى العديد من النقاط الدالة على أن التغيير قادم في حزب المؤتمر الوطني، لصالح تيار على الآخر؛ إلا أن «إقالة قوش» ليست تغييراً في داخل النظام، بقدر ما هي بداية تغيير في النظام نفسه. وذات الافتراضات التي ساقها حول الصراع المزعوم تذهب إلى نتائج أخرى، توضح أنها لعبة «بولتيكا»؛ سياسية في غاية الخطورة، لأن كافة اللاعبين المحترفين والهواة سيخسرون فيها، ولن تقود - إذا صحت الافتراضات - إلا إلى «خسارة النظام» بجميع تياراته، ولن تكون لصالح طرف على الآخر بقدر ما ستكون في صالح الجالسين على الجانب الآخر من النهر (المعارضة) أو القوى الرافضة للمعارضة والنظام.
    { كيف..؟!


    الافتراض الأساسي الذي يتفق عليه كافة المحللين السياسيين، هو أن التباين في وجهات النظر بين مساعد رئيس الجمهورية؛ الدكتور نافع علي نافع، ومستشار الأمن؛ الفريق صلاح عبد الله قوش، يمثل شكلاً من أشكال التنافس بين تيارين في الحكومة، يمثل أحدهما نائب الرئيس الأستاذ علي عثمان طه والآخر يمثله (الرئيس، ووزير الدفاع، ونافع علي نافع)،

    رغم أن عثمان ميرغني أشار في مقالته إلى أن الرئيس يحلق بجناحين، طالما أنهما لا يتصادمان ولا يتنافسان على ما هو أعلى!! وهذا التحليق أثبت الرئيس نفسه أنه ليس صحيحاً، عندما أصدر قراراً أمس بإعفاء الرجل الذي ظل طيلة الفترة الماضية قائماً على أمن النظام.
    وعكس ما يتصوره العديد من المراقبين، وبعض القريبين من دوائر الأقوياء في السلطة؛ فإن الخلاف بين التيارين ليس خلافاً قبلياً، وإنما هي محاولات من الطرفين لحشد الدعم من المنتمين إلى قبيلة كل طرف داخل دائرة السلطة نفسها، من أجل محاصرة الطرف الآخر، وتحجيم نفوذه في السلطة. ويؤكد هذا الافتراض أن ما سمِّيت بمجموعة الرئيس، تضم وزير الدفاع، وبكري حسن صالح، ونافع، والمهندس أسامة عبد الله، وعلي كرتي وعادل عوض. والأخيران ليسا من ذات القبيلة التي ينتمي إليها الرئيس أو وزير الدفاع، بل هما قبلياً ينحدران من قبيلة نائب الرئيس. ومع ذلك فإن البعض يريحه أن يوظف في الصراع الأطر والانتماءات القبلية، فيبدو وكأنه صراع بين الشايقية من جانب، وبين الجعليين والدناقلة من الجانب الآخر، كما فسره الصحافي اللامع طلحة جبريل.


    وبما أن نظرية التنافس القبلي باتت مثل ورق التوت، وبدأت في التساقط؛ فإن الصراع - في ما يبدو - صراع داخل التنظيم نفسه، الذي تمثل فيه الحركة الإسلامية أحد روافده الأساسية، وهي في هذه الحالة يمثلها علي عثمان محمد طه، وليس نافع علي نافع، وفقاً للمعايير التنظيمية والهيكلية التي نشأت عليها الحركة الإسلامية في السودان.يقول المحلل السياسي البارز؛ البروفيسور حسن مكي، في مقابلة أجريتها معه، إن الأستاذ علي عثمان محمد طه يمثل الحركة الإسلامية، التي هي صميم المؤتمر الوطني، بقوتها وقدرتها واستحقاقاتها، لذلك لا بد أن تكون موجودة، وإنه من الصعب الاستغناء عن طه في هذه المرحلة. ويعتقد مكي أن الحركة الإسلامية رغم ما تعرضت له في الرابع من رمضان، ما تزال رافداً مؤثراً في الحزب الحاكم.


    ومن ثم، فإن التحليل الذي يشير إلى أن الرئيس لن يقف بعيداً هذه المرة، وأنه يساند مساعده في القصر للإطاحة بنائبه - إن صح - فسيعقِّد الأوضاع أكثر مما يفيدها، نحو التغيير الذي لا يؤثر على بقاء النظام، لأن إبعاد التيار الذي يمثل الحركة الإسلامية في النظام لن يكون سهلاً هذه المرة، فهذا التيار لا يقل أهمية ووزناً في الحكومة عن الوزن الذي تمثله المؤسسة العسكرية (الصادق المهدي يؤكد أن الجيش مؤدلج)، على الرغم من أن آخرين يعتقدون أن ذات السيناريو قد تكرر مع زعيم الحركة الإسلامية نفسها، عندما تم إبعاده عن السلطة بمساندة جزء مهم من الحركة الإسلامية، ولكن البديل هذه المرة ليس علي عثمان، وإنما نافع علي نافع.


    مؤكد أن للبشير خياراً آخر للإبقاء على حكومته بعيدة عن تأثير الحركة الإسلامية وممثليها في النظام، وهو الاتجاه السائد الآن بالاقتراب من الحزبين التقليديين الكبيرين (الأمة والاتحادي)، أي أن الجديد في السيناريو القديم لصراع «القصر والمنشية» هو إضافة عنصر جديد لمساندة البشير في حال لم يستطع تيار نافع السيطرة على كافة المقاليد.


    ولعلي عثمان وتياره أيضاً خيارات، ففي هذا التيار لا يمثل طه الزعيم الروحي فقط لجزء من الحركة الإسلامية الحاكمة، كما كان يمثل هذا الوضع الدكتور الترابي، ولكنه يمثل التيار الذي خطط ونفذ انقلاب (89)، ولا يعقل أن لا تكون لديه أيدٍ خفية في كل أجهزة النظام الحساسة، وبالتالي فإن الانقلاب ضده بهذه الصورة يعرّض النظام لمواجهة داخلية حادة، لن يكسب فيها أي من الطرفين، في وجود آخرين متحفزين لاعتلاء كرسي الحكم. ولدى طه خيار الاستناد على تأثير المجتمع الدولي، على خلفية دوره في اتفاقية نيفاشا وكونه لا يواجه اتهامات دولية، كذلك لديه خيار «دراماتيكي»، وهو غير مرجح، ولكنه ليس مستحيلاً، وهذا الخيار يتمثل في عودته إلى زعيمه السابق، الذي لم يشأ طيلة فترة الانشقاق التعرض إلى علي عثمان، رغم محاولات من هم حوله تخوين طه وتحميله مسؤولية ما جرى في الرابع من رمضان، بيد أن هذا التيار المعارض ليس جديداً فقد ظل في هذا الموقف منذ تقلّد طه لمنصب نائب الأمين العام في الجبهة الإسلامية القومية!!

    الأمر الأخير المهم، هو أن الجدال بين التيارين المتصارعين في حزب المؤتمر الوطني يقلل من قيمة الحوار الذي يجريه الحزب الحاكم مع القوى السياسية المعارضة، التي لن تثق بحزب تعتري مفاصله الأساسية الخلافات، بل إنها تستفيد من مثل هذا الصراع في «خلخلة» الحزب الحاكم، وتذكي النيران بين أطرافه حتى يصل مرحلة احتراق البناء نفسه، أو على الأقل ستنتظر المعارضة الفائز من الطرفين، للبدء من جديد في التباحث والحوار مع الأقوياء الجدد، وإذا وصلت معهم إلى طريق مسدود، فإنها ستنظر إلى الخاسر للاقتراب منه أكثر والاستفادة منه في صراعها المستقبلي مع الأقوياء الجدد، كما حصل ذلك عندما احتضن تحالف قوى المعارضة حزب المؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي، بعد عملية «كسر العظم» التي تعرض لها النظام عام 1999م، وكان هدف التحالف أصلاً أذى من هم في السلطة.

    الاهرام
                  

04-29-2011, 12:44 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    استمتع ايضا باجمل الاغانى وانت تستمتع بخلافات الكيزان التى لا تنتهى

    انقر على المثلث ومن ثم واصل القراءة



                  

04-29-2011, 12:55 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الكبار فى مواجهة العاصفة

    الخرطوم - فاطمة مبارك : بهرام عبد المُنعم


    تفاصيل المشهد السياسي في المرحلة الأخيرة داخل حزب المؤتمر الوطني، تعكس حالة من الصراع المتصاعد بين أجنحته المُختلفة، والمحسوبة على قيادات نافذة، الأمر الذي أدّى بدوره - مؤخراً - إلى صدور جُملة من قرارات الإعفاء بوساطة رئيس الجمهورية، طال بعضها قطاعات خدمية مُهمة، مثلما كان الحال بالنسبة لوزارة الصحة. ويبدو أن هذه الحالة بدأت في الانتقال إلى قيادات نافذة ظلت لسنوات طويلة تنفي ما يدور بينها من اختلافات، حيث شهد هذا الأسبوع بداية إنهاء حالة الصمت، والخروج إلى الساحات العامة، حينما خرجت بعض قيادات المؤتمر الوطني لتوضيح مواقفها، كما كان الحال بالنسبة للدكتور نافع علي نافع، الذي حاول، أو قصد، في مؤتمر إذاعي الجُمعة الماضية، إخراج الهواء الساخن من صدره، عندما قال إن حوار المُستشارية لا علاقة له بالمؤتمر الوطني.


    صلاح قوش هو الآخر يبدو أنه قرر هذه المرة منازلة نافع عبر الإعلام، عندما سارع بعقد مؤتمر صحفي، طالما أن حديث نافع انطلق من الإذاعة وتناقلته الصحف. ويقول الكاتب والمُحلل السياسي خالد التيجاني لـ «الأهرام اليوم» إن الصراعات داخل حزب المؤتمر الوطني يصعب إجمالها في جملة أو اثنتين، وقطع بأن قرار إقالة «قوش» لن ينهي الخلافات داخل الحزب، باعتبار أن الصراع مفتوح على مصراعيه، موضحاً أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل المؤتمر الوطني لديه قناعة إستراتيجية بإدارة حوار مع القوى السياسية؟ ويجيب بالقول: «النزاع كشف أن حوار (الوطني) مع القوى السياسية مناورة سياسية ليس إلا». لكن هذه المعركة لم تستمر طويلاً، وقد يكون المؤتمر الوطني اختار بترها من جذورها بدلاً عن الاستجابة للأصوات المطالبة بالوفاق ورأب الصدع، رغم أن البتر لم يشمل الطرفين كما حدث في وزارة الصحة، مع اختلاف أوزان القيادات، حيث أصدر الرئيس البشير أمس الأول، في وقت متأخر، مرسوماً جمهورياً أعفى بموجبه مستشاره للشؤون الأمنية؛ الفريق أول صلاح عبد الله «قوش» من منصبه، في وقت كانت بعض المصادر تتحدث عن نية المكتب القيادي بحزب المؤتمر الوطني عقد اجتماع لبحث أسباب الخلاف.


    هذا القرار - بحسب المراقبين - الذي رجحّت فيه القيادة كفة د. نافع؛ يكشف بصورة واضحة اتجاهات مراكز القوى داخل هذا الحزب، وإلى من ينحاز الرئيس الذي بيده القرار والسلطة، ويحدد مع من تدور الخلافات، رغم أن بعض المراقبين يرى أن صلاح «قوش» كان محسوباً في فترة من الفترات على مجموعة د. نافع والسيطرة على العمل التنظيمي داخل جهاز الأمن الوطني، وفي يوم من الأيام كان من مجموعته المقربة في نظر كثير من الضباط والأفراد. لكن القيادي بالمؤتمر الشعبي؛ الأستاذ أبو بكر عبد الرازق، أكد أن صلاح «قوش» رجل له طموح في السلطة، لذلك دائماً كان يلعب مع الكرت الرابح، ولهذا السبب أعتقد - والحديث لأبوبكر - أنه كان أقرب إلى تيار الرئيس، لأن الحاكم الأول والأخير هو الرئيس، الذي يندرج تحته الحزب وفقاً للمادة (58/ب)، ولهذا السبب يعتقد أبو بكر أن «قوش»، إلى آخر لحظة، حاول أن يتقوى بالرئيس، ووضح ذلك في مؤتمره الصحفي الأخير، حينما قال إن حوار المستشارية تم بتفويض من الرئاسة. ووفقاً لأبو بكر، أنه تسامع في أحاديث المدينة أن هناك خلافات بين «قوش» ود.نافع، نشبت حول موضوع دارفور، عندما تعهد د. نافع قبل ذلك في الدوحة بإطلاق سراح أبناء دارفور السياسيين ومنسوبي حركة العدل والمساواة، لكن صلاح «قوش» تصدى لهذا الأمر ورفض تنفيذ هذا القرار، لهذا السبب قيل إن د. نافع لم يذهب إلى الدوحة بعدها، ونتيجة لذلك تم تغييره بشخص آخر كمشرف على الملف، ومنذئذٍ أصبحت هناك اختلافات بينه و«قوش» وعمل على إقصائه من جهاز الأمن.


    ويقول خالد التيجاني لـ «الأهرام اليوم» إن خروج الصراع المكتوم إلى العلن تُغذيه معركة خلافة مبكرة، بدأت تدور رحاها بعد إعلان الرئيس البشير عدم رغبته في الترشح للرئاسة مُجدداً، ومع أن إعلان البشير ليس حاسماً ولا نهائياً، لكنه كاف لفتح الباب لسباق الطامحين في خلافته، وهم كثر، في ظل عدم وجود مرجعية معقود لها الرأي، وعدم بروز شخصية محل إجماع لخلافته، وقد تساوت الكتوف بين الأنداد، فاشتد الصراع بينهم. في السياق اتفق كثيرون على أن خطوة نقله - قوش - من جهاز الأمن إلى مستشارية الرئيس، كانت بداية للتقليل من أدواره، وإبعاده من المواقع المهمة، لا سيما أنه ليست هناك مشورة حقيقية تتم مع المستشارين، بجانب أن مبنى مستشارية الأمن كان خارج القصر، بعيداً عن مكتب الرئيس. مراقبون آخرون رأوا كذلك أن سبب إقالته من جهاز الأمن يرجع إلى نشاطه الزائد، فعندما كان نائباً لمدير عام الجهاز، وكان اللواء عبد الكريم مديراً عاماً، سيطر على كل عمليات الاعتقال التي تمت، وبدأ يظهر في الإعلام كأنه يريد تقديم نفسه كرئيس، كما تسامع.


    ويظن بعض المراقبين. ووفقاً لمتابعات بعض الناشطين، قد تكون علاقة «قوش» بملف العلاقة مع أمريكا أحد الأسباب التي دعت الحكومة إلى التخلي عنه، على ضوء حديث بعض الصحف العالمية عن وجود تعاون وثيق مع الإدارة الأمريكية تحت لافتة محاربة الإرهاب، ووصل مرحلة زار فيها «قوش» مقر المُخابرات الأمريكية. وسبق لمساعد وزير الخارجية السابق لشؤون أفريقيا؛ جينداي فريزر، أن كشفت في مارس 2010م عن وجود تعاون على مستوى عالٍ ما بين المخابرات السودانية ورصيفتها الأمريكية «السي آي إيه»، وأضافت: «عندما قمنا بضرب أفغانستان، وقال الرئيس بوش: «إما أن تكونوا معنا أو مع الإرهاب اختار السودان التعاون الكامل معنا، وقدم لنا ملفات قيمة تتعلق بالإرهاب والجماعات الإسلامية». وتابعت: «رئيس جهاز المخابرات السودانية السابق صلاح قوش، كان رجل أمريكا فى السودان»، ونفت فرايزر حصول السودان على مكاسب عبر تعاونه في مكافحة الإرهاب. ما حدث يؤكد بداية مبكرة لصراع الكبار، فهل سيصمد المؤتمر الوطني؟ أم سينحني لعاصفة الانشقاقات التي ربما تقود إلى ميلاد مفاصلة جديدة تجعل مصير الحكومة مفتوحاً أمام كل الاحتمالات؟

    الاهرام
                  

04-29-2011, 04:41 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    ما للشعب وإقالة قوش ؟!! ..

    بقلم: فاطمة غزالي
    الخميس, 28 نيسان/أبريل 2011 18:38
    Share
    بلا انحناء


    قيادات المؤتمر الوطني الآن يبذلون رهقاً عنيفاً يجعلهم أقرب للقلق من الدّهشة في محاولاتهم المضنية لإيجاد تفسيرات تُغلق الأفواه بشأن صراعات الكبار التي أدّت إلى إقالة مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية صلاح عبدالله (قوش) ، أو بالأحرى تحليلات وتفسيرات أسباب الصّراع الشّرس من قبل كُتّاب الرأي خاصّة الإسلاميين منهم. وهذه التحليلات جعلت قيادات الحزب الحاكم تتوارى حياءً من شماتة الخصوم الذين حالفهم الحظ بأن تغيّرت مجريات اللّعبة السياسية لصالحهم لتتكشف لهم الرؤية وتستبين المقاصد والنّوايا حول الحوار الذي كان في السابق يقود إلى تمزيق أحزاب المعارضة بمشاركة أقلية من الحزب في النّظام. إلا أنّ هذه المرة جاء الأمر مختلفاً بأن أوقع الحزب الحاكم نفسه في حفرة الصّراع بسبب الحوار، الحزب الذي كان لا يرى في المرآة إلا وجهه ، ويتبسّم ضاحكاً من أيّ صراع داخل أحزاب المعارضة التي فتّتها بسياسة (كشكش تكسب).


    (دك الكوشتينة) وإعادة توزيع الورق داخل الحزب الحاكم أمر لا يهم المواطن كثيراً ولا يعنيه , أيّهما يجري الحوار مع المعارضة ، لأنّهم سواء ، وما يهمه حقيقة إلى أيّ مدى يتمتع الحزب الحاكم بصدقية تجعله يسرع الخطى لإخراج السودان من بؤرة الأزمات التي يزيد لهيبها ما بين السّاعة والآخرى (أبيي_دارفور _الوضع الاقتصادي العلاقة مع الجنوب وهلم جرا). إقالة قوش أو وبقاءه في منصبه شر يمس مصالح قيادات المؤتمر الوطني وينخر في جسد حزبهم ، ويكشف عورات صراعاتهم سواء كانت تنظيمية .. سلطوية أوقبلية ، أمّا الشّعب السوداني ينتظر نتائج "الحوار التّحدي" ليحكم أيّهما كان صالحاً أونافعاً للحوار المُنتظر منه إعادة ترتيب البيت الشّمالي والوصول إلى تسوية سياسية وفاقية تخرج البلاد من الأزمة بأقل الخسائر ، لجهة أنّ الخيار الثاني هو تغيير النّظام بالتي هي أخشن وهوالخيار الذي أصبح محل النّظر من شعوب دول عديدة في المنطقة.


    صراعات المؤتمر الوطني الدّاخلية ينبغي أن لا تُصرفنا عن القضايا المحورية في الساحة السودانية ، وربما الموضوع كله مجرد سيناريو من الإسلاميين لملاهاة الرّأي العام عن دعوى التّغيير ، وقد يكون مجرد غطاء لما يحدث من حراك طلابي معارض للمؤتمر الوطني ، كلها محاولات لإطالة عمر النظام. وينبغي أن تكون ملفات الفساد والتّقاوى الفاسدة (ومن أين لك هذا ؟) والحريات هي محورالإهتمام حتى يسترد الشّعب السّوداني حريته وأمواله المنهوبة ، ولنترك المؤتمر الوطني في عراكه مع الذّات وهو نتاج طبيعي لحزب عقله وفكره حبيس.
    fatima gazali [[email protected]]
                  

04-29-2011, 09:45 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    ويظن بعض المراقبين. ووفقاً لمتابعات بعض الناشطين، قد تكون علاقة «قوش» بملف العلاقة مع أمريكا أحد الأسباب التي دعت الحكومة إلى التخلي عنه، على ضوء حديث بعض الصحف العالمية عن وجود تعاون وثيق مع الإدارة الأمريكية تحت لافتة محاربة الإرهاب، ووصل مرحلة زار فيها «قوش» مقر المُخابرات الأمريكية. وسبق لمساعد وزير الخارجية السابق لشؤون أفريقيا؛ جينداي فريزر، أن كشفت في مارس 2010م عن وجود تعاون على مستوى عالٍ ما بين المخابرات السودانية ورصيفتها الأمريكية «السي آي إيه»،

    وأضافت: «عندما قمنا بضرب أفغانستان، وقال الرئيس بوش: «إما أن تكونوا معنا أو مع الإرهاب اختار السودان التعاون الكامل معنا، وقدم لنا ملفات قيمة تتعلق بالإرهاب والجماعات الإسلامية». وتابعت: «رئيس جهاز المخابرات السودانية السابق صلاح قوش، كان رجل أمريكا فى السودان»، ونفت فرايزر حصول السودان على مكاسب عبر تعاونه في مكافحة الإرهاب. ما حدث يؤكد بداية مبكرة لصراع الكبار، فهل سيصمد المؤتمر الوطني؟ أم سينحني لعاصفة الانشقاقات التي ربما تقود إلى ميلاد مفاصلة جديدة تجعل مصير الحكومة مفتوحاً أمام كل الاحتمالات؟
                  

04-30-2011, 05:36 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    ذهب قوش ..

    انتهت المستشارية ..
    لازال الجدل مستمراً..!!


    تقرير:مصعب شريف:


    ذهب قوش ،مستشار الرئيس للشؤون الامنية وأحد أعضاء البرلمان المختلف حول شرعيته ،وأمين أمانة العاملين بالحزب الحاكم ،والشخصية الامنية ذائعة الصيت منذ إستيلاء الاسلاميين على السلطة عبر إنقلاب عسكري في آخر أعوام العقد الثامن من القرن الماضي .فقد الرجل منصبه كمستشار أمني للرئيس ورئيساً لمستشارية الامن القومي و التي فقدت قبله أحد أبرز أركانها اللواء حسب الله عمر ،وهي لم تفرغ بعد من إكمال أوراق (الحوار الوطني الاستراتيجي ) الذي تعد له بموازاة حوار آخر يقوده الحزب الحاكم مع قوى المعارضة الاخرى ،في صراع بدا جلياً منذ تراشقات أيامه الاولى ،لتتدثر المستشارية حينها بثوب الحياد مطالبة الوطني بتقديم تنازلات حقيقية لاجل إخراج البلاد من أزمتها الحالية ،في الوقت الذي كان فيه المؤتمر الوطني يغلق أذنيه مواصلاً حواره مع المعارضة عبر بوابة حزب الامة القومي غير آبه بحوار مستشارية قوش التي أضحت مؤسسة عملاقة بين ليلة وضحاها.


    التراشق في بداياته فهم على أنه صراع بين تيارين داخل المؤتمر الوطني ،تيار إصلاحي وآخر إنكفائي ،لكن سرعان ماتكشفت الامور وتوقفت تكهنات المحللين ،ليتبدى النصف الآخر من الحقيقة ،عقب إشتباك (قوش ،نافع) الاخير بخصوص ذات الحوار ،لتشير وقائع الامور إلى أن دعوات الانفتاح على الآخر التي إطلع بها قوش عبر مستشاريته لاتعدو كونها تعبيراً عن صراع بين مراكز القوى المتباعدة داخل المؤتمر الوطني ،وفق ما مضى لذلك معارضون أكدوا على أن ضيق الافق الذي تتسم به قوى المعارضة السودانية هو الذي زين لها في بادئ الامر أن الصراع داخل المؤتمر الوطني لاجل عيون الحوار معها والانفتاح عليها وبذل التنازلات لاجل إشراكها في السلطة ،ليمضوا مشيرين إلى أن قوى المعارضة وبصورة خاصة تلك التي تقود حواراً مع المؤتمر الوطني هذه الايام، قد أغفلت طبيعة الصراع تماماً فانحازت لاحد أطرافه بدلاً من تغذيته والعمل على الاستفادة من التناقضات داخل أروقة الحزب الحاكم وإستغلالها لصالحها.ليحدث ماكان ،رفضت المعارضة الجلوس في طاولات حوار مستشارية الامن وآثرت أن تجلس مع الحزب الحاكم ،الذي لازالت الضبابية تكتنف رؤيته للحوار ،فعقب إنفجار أزمة إقالة قوش ،إلتفت القوم لامورهم الداخلية في ظل تصاعد التكهنات بحدوث إنشقاق وشيك داخل أروقة الحزب الاسلاموي الكبير ،سيما وأن ثمة دلائل إثنية قد تدخلت لتغزي صراع التيارات ومراكز القوى ومن ثم إقالة قوش الذي تشير وقائع الايام الاولى لحكومة الانقاذ أنه لم يأتِ إلى النادي الكاثوليكي العتيق وحده ،فقد تبعه المئات وربما الآلاف من مضارب الشايقية في شمال السودان لينتشروا في مفاصل العمل المختلفة داخل المؤتمر الوطني ركن الطائفية الثالث بالبلاد .


    بيد أن تداعيات الاستغناء عن قوش لن تؤدي إلى إنشقاق داخل المؤتمر الوطني ،حسبما يؤكد على ذلك قطبي المهدي ،القيادي البارز بالمؤتمر الوطني وأمين أمانة المنظمات به ،والذي قلل من أهمية قرار إقالة الفريق أول صلاح عبد الله وهو الاسم الكامل لقوش ،مشيراً في حديثه للزميلة (الرأي العام) أمس أنها ليست المرة الاولى التي يُقال فيها قوش ،فلطالما أقيل الرجل وأعيد تعيينه أكثر من مرة ،قبل أن يستدرك :(هذه المرة أقيل من منصبه ،وربما يتم تعيينه في موقع آخر وربما لايعين ) .ليمضي قطبي مؤكداً على أنه لن تكون هنالك مستشارية للامن القومي بعد اليوم ،لكونها قد تجاوزت حدودها تماماً ،الامر الذي جعل وضعها الحالي شاذاً ويُفصل المهدي شذوذ المستشارية ،مبيناً أنها في الآونة الاخيرة بدأت تتوسع في مهامها آخذة أبعاداً خاصة بها ،ليتم تقييم وضعها من قبل مؤسسات الحزب التي رأت أخيراً الا تكون هنالك مستشارية وإنما مستشار فقط للامن القومي .


    إذاً المؤتمر الوطني قرر التخلي عن المستشارية وحوارها ،مماينبئ بان حوار مستشارية الامن القومي لم يعد سوى كومة أوراق وبحوث في الجامعات والمراكز البحثية المختلفة التي أعلنت المستشارية عبر صفحات مدفوعة القيمة في صحف الخرطوم، قبل أسابيع قلائل أنها إستعانت بها في حوارها الذي يشمل حوالي الستين حزباً سياسياً .لكن لن تكون هنالك مستشارية وسيكون الحوار مع المؤتمر الوطني مباشرة لمن أراد، حسب تأكيدات نائب رئيس الحزب نافع علي نافع الذي أنهى حوار المستشارية تماماً.إلا أنه لازال هنالك من يقول بان حوار المستشارية المزمع إنطلاقه خلال الايام القادمات ،قائم في مواعيده وبمباركة نافع ذاته ،وهي المباركة التي إنتزعها اللواء حقوقي حاتم الوسيلة مسؤول الحوار بمستشارية الامن القومي ،الذي أكد في حديثه لـ(الصحافة) أمس أن إجتماعاً ضمه إلى الدكتور نافع علي نافع ،خلص إلى التأكيد على إستمرار الحوار تحت إشراف وزير رئاسة الجمهورية بكري حسن صالح ،وترفيع مستوى تمثيل حزب المؤتمر الوطني بـ(مستشاريةالحوار) ،على ان يضم اعضاء بارزين من الحزب الحاكم بالمركز العام وولاية الخرطوم ،قبل أن يسترسل الوسيلة مجدداً ذات الحديث الذي ظل يكرره منذ تكليفه بالاشراف على حوار مستشارية الامن ليتحدث عن ضرورة إنتهاج الحوار كمبدأ لازالة الاحتقان والسير على ذات وتيرة الاهداف التي وضعتها المستشارية من خلال المراكز والجامعات والاحزاب،مشيراً إلى أن مستشاريته قد سلمت تقريراً كاملاً لرئاسة الجمهورية تضمن ماتم إنجازه حول الحوار وماتسعى الى انجازه في قادم الايام مؤكداً على انهم لايسعون فقط للحوار مع الاحزاب وإنما يرومون وضع إستراتيجية وطنية طويلة المدى.


    ومابين حديث قطبي وتأكيدات الوسيلة نقلاً عن نافع ،تقفز ربكة كبيرة إزاء موقف المؤتمر الوطني من حوار المستشارية مع الاحزاب ،فقرائن الرفض ثم القبول بعد الاقالة تبين أن الامر لايعدو كونه صراعاً على النفوذ بين مراكز القوى المختلفة وليس صراعاً بين الاصلاحيين والانكفائيين كمايتوهم كثيرون ،وهو الصراع الذي يسميه أستاذ العلوم السياسية والمحلل السياسي المعروف الدكتور حاج حمد محمد خير بصراع الصقور والحمائم داخل المؤتمر الوطني ،مشيراً إلى أنه باقالة قوش قد فاحت رائحة هذا الصراع تماماً،للدرجة التي يصعب عليهم في المؤتمر الوطني إنكاره،لكونه قد برز إلى السطح وطفح ، ويمضي حاج حمد الذي تحدث لـ(الصحافة) أمس مبيناً أن اقالة قوش تؤكد ان صقور المؤتمر الوطني كسبوا الجولة في مواجهة الحمائم ،ليتابع مشيراً إلى أن بروز هذا الصراع بين الصقور بقيادة نافع والحمائم بقيادة قوش من شأنه أن يكشف الكثير في مقبل الايام التي تنتظر ردة فعل الحمائم


    لكن إقالة (قوش) جاءت بالتشاور مع مؤسسات الحزب،ولايمكن أن تؤدي إلى أي ردود أفعال أو إنشقاق في الايام القادمة ،وفقما إستمسك بذلك قطبي المهدي مؤكداً على أن المؤتمر الوطني حزب مؤسسي وكل أعضائه موظفون لديه، يمكنه أن يقيلهم أو يزيحهم من مناصبهم إلى مواقع أخرى.بيد أن ماسبق إقالة قوش ومن ثم إيقاف حوار المستشارية وإعادته مرة أخرى تمضي بعكس مايذهب إليه قطبي المهدي تماماً ،لتنم عن نزاع وإصطراع على النفوذ داخل أروقة الحزب الحاكم وهو صراع على النفوذ لتحقيق أجندة ذاتية حسب رؤية خالدالتيجاني النوروهو كاتب صحفي ومحلل سياسي معروف أبان في مقال نشر بـ(الصحافة) أمس الاول أن مثل هذا النزاع على النفوذ لتحقيق الاجندة الذاتية يعتبر داءً قديماً متأصلاً في المؤتمر الوطني منذ نشأته الأولى،وهي الرؤية التي يعضدها التيجاني بما تشهد عليه سيرة وتأريخ المؤتمر الوطني القصير في سوق السياسة السودانية ،ليضع من النزاع الاخير بين نافع وقوش دليلاً ماثلاً على رجاحة نظرته ،مؤكداً على أن الجدل الذي دار بين الرجلين لم يكن حول مضمون قضية الحوار الوطني وقيمتها ومدى جديتها وتأثيرها في تغييرالمسار السياسي للبلاد، بل حول أيهما أحق بإدارتها وامتلاك ناصيتها،


    الحزب أم المستشارية ،ويرى خالد التيجاني أنه من المفترض بداهة أن الأمر إذا كان يتعلق بقناعة وإيمان عميق بقضية الحوار الوطني وأنها السبيل الوحيد وفق حوار جدي وحقيقي لإعطاء فرصة جديدة لإنقاذ البلاد من مأزقها الراهن، فليس مهماً حينها -حسب التيجاني - من يقود الحوار نحو هذه الوجهة أوحتى أن تتكامل الأدوار بين الأطراف المختلفة لتحقيق هذه الغاية إذا كانت فعلاً سياسة استراتيجية للمؤتمر الوطني ومحل اتفاق عليها، ويمضي التيجاني مؤكداً على أن أسلوب التراشق العلني بين الرجلين وتبادل تبخيس دور كل طرف في شأن الحوار الوطني يكشف عن أمرين مهمين أولهما أن مسألة الحوار الوطني في سياسة المؤتمر الوطني لا تعدو أن تكون مجرد شعار للاستهلاك السياسي بغرض شراء الزمن، أو بيع بعض المناصب في السلطة لمن يرضى من القوى السياسية أن يكون رديفاً وليس شريكاً حقيقياً في السلطة والامر الآخر وفق التيجاني هو أن الطرفين المتنازعين اشتجرا على كعكة الحوار لعلمهما أنه ليس مقصوداً لذاته أو أنه سبيل يقود لتغيير سلمي، بل لعلمهما بانه مطروح كأداة للمناورة السياسية وبالتالي فإن الأمر متاح والباب مفتوح لاستخدامه كورقة في التنافس على كسب النفوذ أو تعزيزه داخل المؤتمر الوطني .

    الصحافة
    30/4/2011

    -------------------------------

    إقالة «قوش»... الطيران بأجنحةٍ من شمع..قوش كان كادرًا في طاقم خطَّاطي صحيفة «آخر لحظة». .. لولا إعفاء السيد «قوش» من منصب مدير الأمن والمخابرات، لربما سار السودان في طريق التجربة التونسية أو المصرية..
    عبدالمحمود نور الدائم الكرنكي
    رئيس تحرير صحيفة حزب البشير "السابق "

    القيادة العسكريَّة والأمنية في الدول الكبرى وغير الكبرى، تتلقى تعليماتها من القيادة السياسية. هذه بديهية في الحكم. إذ يأتي تعيين القيادة العسكرية والأمنية بقرار من القيادة السياسية، فكيف تتمرَّد تلك على مَن أصدر قرار تعيينها؟. لذلك فصل الرئيس «هاري ترومان» الجنرال «ماك آرثر» من الخدمة خلال الحرب الكورية، بعد أن رفض التعليمات بوقف إطلاق النار. كان الجنرال المنتصر النشوان يرى الأزمة الكورية من منظور عسكري بحت. بينما كان لـ «الرئاسة» حسابات سياسية غابت عن عيون «الجنرال». فكان أن سقط الجنرال «ماك آرثر»، وأصبح أحد الشوارع في العاصمة واشنطن يحمل اسمه!. في السودان في كلّ عهوده السياسية، وغير السودان، بين كل حين وآخر يتم إعفاء قادة الأمن والمخابرات. كما جاءوا إلى مقعد مَن سبقوهم، سيغادرون بدورهم ليأتي قادمون جدد إلى مناصبهم. تلك هي دورة الحياة. لقد أعفى العديد من الرؤساء العديد من قادة الأمن والمخابرات والمستشارين الأمنيين فأدّوا التحية بقامة منتصبة واحترام، وغادروا بهدوء إلى أدوار وطنية جديدة تنتظرهم في خدمة الوطن.

    السودان يذكر الرئيس جعفر نميري عندما أعفى مدير الأمن والمخابرات اللواء علي عبد الرحمن النميري الذي ظلّ حتى رحيله وفيَّاً للرئيس نميري. الفريق أول مهندس صلاح قوش ليس استثناءً في قبول القرارات الرئاسية. بوطنيته ومهنيته سيؤدي السيد قوش التحية ثم يغادر بهدوء في انتظار دورٍ يأتيه، في خدمة الوطن، أو قد لا يأتيه. إعفاء السيد قوش من منصب مدير الأمن والمخابرات أو من منصب المستشار الأمني ليس إطلاقاً تشكيك في وطنيته أو شخصيته. السيد قوش أدّى مهامه الأمنية كما أملتها قدراته وفهمه وتفانيه ويقظته في وطن تغلي من حوله مراجل المنغصِّات الأمنيَّة. حيث لا يستطيع أحد أن يطعن في هذا الإطار في السيد قوش الذي ائتمنته القيادة السياسية على الأمن الوطني حقبة من الزمان.

    أصدر السيد رئيس الجمهورية عمر حسن أحمد البشير مرسوماً دستورياً أعفى بموجبه الفريق أول مهندس صلاح عبد الله محمد صالح «قوش» من منصبه مستشاراً لرئيس الجمهورية «للشؤون الأمنية». وقد سبق من قبل أن أصدر السيّد رئيس الجمهورية قراراً بإعفاء السيد صلاح قوش من منصبه كمدير لجهاز الأمن والمخابرات. تجدر الإشارة إلى أن فترة تولّي السيد قوش منصب مدير الأمن والمخابرات، قد شهدت تمدُّداً غير طبيعي في ساحات الإعلام والاقتصاد والسِّياسة الدخلية والدولية. وذلك بصورة تخرج عن التوصيف الوظيفي لجهاز الأمن والمخابرات، سواء في الدول الكبرى أو غير الكبرى. وظيفة جهاز الأمن والمخابرات المعتمَدة في كل دولة هي جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها إلى القيادة السّياسيّة التي تتخذ القرار. جهاز الأمن والمخابرات في كل دولة ذراع للقيادة السياسية ويخضع لتوجيهها وأوامرها ويتلقى تعليماته منها، ولا يتخطى دوره المرسوم، ليمثِل مركز قوة أو يلعب دوراً أو أدواراً سياسية خارج نطاق تكليفه المهني. لكن تحوَّل السيد «قوش» في لحظةٍ ما من «مدير أمن ومخابرات» إلى «سياسي». ذلك التحوُّل أسقطه من منصب «مدير الأمن والمخابرات». كما أسقطه من منصب «مستشار الرئيس للشؤون الأمنية».

    ذلك يعني أن السيد «قوش» لم يتعلم من الخطأ الذي أطاحه في المرة الأولى. فعاد سيرته الأولى فعاد القرار الرئاسي بإعفائه. جاء قرار الرئيس بالإعفاء عندما ثبت، ولأكثر من مرة، أن السيد «قوش» لم يعد «لاعب مسؤول» في فريق، بل «سياسي» يلعب وحده. لذلك كان قرار الرئيس بأن «قوش» لم يعد صالحاً ليكون واحداً من منظومة الرئاسة. وظيفة جهاز الأمن والمخابرات المعتمَدة في كل دولة هي جمع المعلومات وتحليلها وتقديمها إلى القيادة السّياسيّة التي تتخذ القرار. هذه الصورة لدور جهاز الأمن والمخابرات هي المعتمَدة في الدُّول الكبرى، أو غيرالكبرى. غير أن جهاز الأمن والمخابرات في بعض الدول النامية، تجاوز الخطوط الحمراء ليصبح بذاته مؤسسة سياسية أخطبوطية ومركز قوة سياسية يوازي مؤسسة الرئاسة. مركز قوة سياسية له طموحاته التي تكبر مع الأيام وله أجندته الخاصة التي تتضمن في ذروة قائمتها انتزاع القيادة من يد الرئاسة، في نهاية المطاف. في تونس انتزع «زين العابدين بن عليّ» مدير الأمن والمخابرات الرئاسة من يد رئيس الجمهورية ثم أودعه السجن حتى الموت. في غفلة من شيخوخة الرئيس «بورقيبة» استخدم «بن علي» جهاز الأمن والمخابرات «أسانسير» ليصعد إلى كرسي الرئاسة. في مصر حسني مبارك صعد نجم مدير المخابرات عمر سليمان، ليصبح في وضع الرئيس القادم المرتقب. حيث صار بتخطيط ومثابرة قاب قوسين أو أدنى من منصب الرئاسة.

    لولا إعفاء السيد «قوش» من منصب مدير الأمن والمخابرات، لربما سار السودان في طريق التجربة التونسية أو المصرية. عندما تمّ إعفاء السيد صلاح قوش من منصب مدير الأمن والمخابرات، نشرت بعض الصحف ترويجاً بأن منصبه الجديد «مستشار الرئيس للشؤون الأمنية» يماثل وظيفة «مستشار الأمن القومي» في الرئاسة الأمريكية، حيث تخضع لرئاسته كل المؤسسات والأجهزة الاستخبارية. ولم يكن ذلك صحيحاً في واقع الأمر. بل كان قراءة لطموحات مدير الأمن والمخابرات الذي تمت إقالته. وبرغم أنّ التعيين الجديد حينها للسيد قوش، كان في وظيفة «مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الأمنية»، إلا أن الأجندة السياسية المحضة هي التي صبغت أنشطة المستشاريَّة الجديدة منذ بداية أعمالها. صبغت السياسة المحضة نشاط السيد «قوش» منذ تعيينه مستشاراً أمنياً وحتى لحظة إعفائه. فمنذ البداية خرجت المستشارية عن حدودها ومواصفات تعريفها الوظيفي، لتلعب دوراً سياسياً، لتنتزع بلا مبالاة العمل السيّاسيّ من يد الحزب والقيادة السياسية، ولتدير العمل السيّاسيّ في كافة آفاقه، ومن ضمنها الحوار مع القوى السياسية الوطنية.


    بينما ذلك من صميم عمل الحزب. كان الوضع الطبيعي أن تخضع «المستشارية الأمنية الجديدة» لتوجيهات وتعليمات وأوامر القيادة السياسية. لكن في سعي أجندتها الخاصة، قفزت المستشارية الجديدة لتفرض وجودها باعتبارها القيادة السياسية البديلة عن القيادة السياسية الحزبية. وذلك قلب الأمور رأساً على عقب. ويذكر السودان أن السيد «قوش» قد انخرط في تعاون مع الجانب الأمريكي في «حرب الإرهاب» منذ عام 2000م. ولكن حتى الآن لا يدري أحد ما هو المقابل والحصاد الوطنيّ لقاء ذلك التعاون الذي استغرق أحد عشر عاماً. لم يعقد السيد قوش مؤتمرًا صحفيًا واحدًا لتوضيح المكاسب الوطنية أو المصلحة الوطنية العليا التي تحققت خلال أحد عشر عاماً من التعاون الاستخباري مع المخابرات الأمريكية، مع جهاز «CIA». وعندما هاجمت العدل والمساواة أمدرمان في مايو 2009م وقتلت وهدمت مئذنة جامع الخليفة، لم يعقد السيد قوش مؤتمرًا صحفيًا لتوضيح ما إذا كان لذلك الهجوم علاقة برعاية بعض متمردي دول الجوار، أي ما إذا كان نتيجة خطأ استخباري وسوء تقدير أمني كان من الواجب عليه الاعتراف به.

    بدأ السيد «قوش» حياته السياسية عندما كان طالباً في كلية الهندسة بجامعة الخرطوم في النصف الثاني من السبعينات. حيث كان كادرًا في طاقم خطَّاطي صحيفة «آخر لحظة». ثم صعد نجمه في التسعينات بسرعة صاروخية، لم تنضج على نار هادئة، ليصبح مدير جهاز الأمن والمخابرات، الذي تدور بين يديه أخطر ملفات الأمن الوطنيّ، ومازال نجمه يتوالى في صعود ليتمدّد نفوذه في انتشار رأسي وأفقي واسع في ساحات الاقتصاد والإعلام والسياسة الداخلية والدوليَّة. ثم كان إعفاء السيد «قوش» من منصب مدير الأمن والمخابرات الذي فاجأه كما فاجأت القنبلة الذرية الباكستانية الإدارة الأمريكية في شاشات «CNN». كل تلك الخلفيات والنشاط السياسي المحض المتزايد للسيد «قوش» التي سبقت القرار الأخير بإعفائه، تفيد أن السيد «قوش» لم يهضم حتى الآن قرار الإعفاء من منصب مدير الأمن والمخابرات.


    وكان واضحاً في نشاطه السياسيّ في المستشارية سعيه الدؤوب المثابر ليخلق من «المستشارية الجديدة» ساحة انطلاق لممارسة التمدّد السيّاسيّ المتزايد. تماماً كما كان يفعل في منصب مدير الأمن والمخابرات، وذلك على حساب الحزب والقيادة السياسية. السؤال الذي تبادر ويتبادر إلى الذهن إلى أين كان السيد قوش يبغي الوصول؟. ما هي محطته الأخيرة؟. هل إلى كرسي القيادة أم إلى «شمس» القيادة؟. لقد طار «خطَّاط» صحيفة «آخر لحظة» الحائطية بأجنحة من شمع، فكان سقوطه من منصب «مدير الأمن والمخابرات»، ثم لعق جراحه ورمَّم أجنحة الشمع وطار بها مرة أخرى ليلعب دوراً سياسياً ناشطاً جعل من «المستشارية الأمنية الجديدة» «مسجد ضرار» خصماً على الحزب الحاكم. ومازال السيد قوش يطير بأجنحة الشمع، حتى اقترب من «الشمس» فأذابت شمع الأجنحة، ليسقط السيد «قوش» من علياء طموحاته السياسية ويرتطم بالأرض. لم يحترم السيد قوش القواعد والأصول لمنصب مدير الأمن والمخابرات أو منصب مستشار الرئيس للشؤون الأمنية. لم يحترم قواعد وأصول العمل السياسي. فكانت النهاية المحتومة. كان أفضل له وهو من كوادر الإسلاميين في الجامعة، أن يقرأ قصة «الإسراء والمعراج»، ليعلم أن «أمين الوحي» جبريل عليه السلام في تلك الليلة الخالدة قال «لو تقدَّمت لاحترقت»!.


    صحيفة ألوان



                  

04-30-2011, 07:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    وقال الكرنكى شامتا وهامزا ولامزا فى قوش وما ال اليه ما يلى ...




    وكان واضحاً في نشاطه السياسيّ في المستشارية سعيه الدؤوب المثابر ليخلق من «المستشارية الجديدة» ساحة انطلاق لممارسة التمدّد السيّاسيّ المتزايد. تماماً كما كان يفعل في منصب مدير الأمن والمخابرات، وذلك على حساب الحزب والقيادة السياسية.

    السؤال الذي تبادر ويتبادر إلى الذهن إلى أين كان السيد قوش يبغي الوصول؟.

    ما هي محطته الأخيرة؟.

    هل إلى كرسي القيادة أم إلى «شمس» القيادة؟. لقد طار «خطَّاط» صحيفة «آخر لحظة» الحائطية بأجنحة من شمع، فكان سقوطه من منصب «مدير الأمن والمخابرات»، ثم لعق جراحه ورمَّم أجنحة الشمع وطار بها مرة أخرى ليلعب دوراً سياسياً ناشطاً جعل من «المستشارية الأمنية الجديدة» «مسجد ضرار» خصماً على الحزب الحاكم. ومازال السيد قوش يطير بأجنحة الشمع، حتى اقترب من «الشمس» فأذابت شمع الأجنحة، ليسقط السيد «قوش» من علياء طموحاته السياسية ويرتطم بالأرض.

    لم يحترم السيد قوش القواعد والأصول لمنصب مدير الأمن والمخابرات أو منصب مستشار الرئيس للشؤون الأمنية. لم يحترم قواعد وأصول العمل السياسي. فكانت النهاية المحتومة. كان أفضل له وهو من كوادر الإسلاميين في الجامعة، أن يقرأ قصة «الإسراء والمعراج»، ليعلم أن «أمين الوحي» جبريل عليه السلام في تلك الليلة الخالدة قال «لو تقدَّمت لاحترقت»!.
                  

05-01-2011, 07:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    وبعد ان وقع قوش كثرت سكاكينه ..وهنا موسى يعقوب ايضا يدلى بدلوه وهو من كتاب المؤتمر الوطنى المخلصين حتى ولو اخفوا ابنه عنه ..

    اقرا مقال موسى يعقوب




    News: مأدبة قوش...!!
    بتاريخ 23-5-1432 هـ
    الموضوع: احاديث في السياسية والمجتمع

    /موسي يعقوب


    مؤتمر السيد صلاح قوش مستشار السيد رئيس الجمهروية للشئون الأمنية صباح السبت الماضي في اثر برنامج (مؤتمر اذاعي) الذي استضاف الدكتور نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ومساعد السيد الرئيس كان مائدة دسمة جذبت اليها اهل الصحافة وكتاب الرأي على نحو ما كان في اليومين الماضيين . حيث ان اقلاما كثيرة تزودت من تلك المائدة كانت قد عادت الى صحفها واعمدتها وهي متخمة بغير قليل من (المديدة حرقتني..!) وان كان الامر ليس كله كذلك ولا يخلو من الموضوعية.

    المستشار صلاح قوش لم يكن في حاجة الى ان يفعل ما فعل لولا ان العجلة من الشيطان والنفس أمارة بالسوء.. وبين يديه زلة لسان أمين امانته قبل أسابيع قليلة وما نتج عنها معروف. فالكثير من الاقلام حملته المسئولية وهو يلملم اوراقه ويتجه بها صوب الاعلام ليقول ان حوار مستشارية الامن القومي مع الاحزاب لا يخص الدكتور نافع علما بان نافع هو نائب رئيس الحزب للشئون الحزبية وهو من يعنيه التفاوض والحوار والتحدث مع الاحزاب الاخرى.. والمستشارية في هذه الحالة ليست سوى (معتدية ) على حقوق الغير وان ادعت انها مأذونة

    بما لا يحق لها او لا يخدم الغرض والهدف القومي على الشكل الافضل والمطلوب. وذلك بالاشارة الى حقائق ووقائع بعينها ومنها ان خبرة الفريق قوش في العقدين الماضيين وهي امنية محضة لا تخلو من نقاط النظام عند اهل السياسة بشكل خاص لا تؤهله كثيرا للعب ذلك الدور وان كان فوزه في الانتخابات التشريعية الاخيرة يعتبر ضربا من (الغسل) ومحاولة إزالة الاذى...!

    على ان (العثرة) كما يقولون (تصلح المشي ..!) اذ ربما كان في ذلك من ناحية حزبية وحكومية فرصة لان يعيد الحزب وحكومته النظر في التركيبة الهيكلية والمؤسسية حتى لا تتح مثل هذه العثرات والكبوات الفرصة للنيل من البناء الحزبي والتنظيمي ومن ثم نظام الحكم في جملته لان الظرف لا يحتمل وهناك من ينتظر فرصة كهذه يعرض فيها بضاعته وهي (المديدة حرقتني) او واشغل اعدائي بانفسهم وابليهم ربي بالمرج..! أي مثل هذا التنازع والتعارض بين عضوين في جسم واحد.. هو المؤتمر الوطني .
    الا هل بلغت .. اللهم فاشهد..!



                  

05-01-2011, 05:06 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)



    أبيي تغرق في خضم المزايدات السياسية

    الطيب زين العابدين

    يبدو أننا مقبلون على أسوأ السيناريوهات في ما يتعلق بمشكلة أبيي المعقدة أصلاً، ويأبى السياسيون في الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني إلا أن يزيدوا النار اشتعالاً بمزايدات فارغة غير قابلة للتنفيذ في ظل الوضع على الأرض، وفي ظل الاتفاقيات المعقودة بين المؤتمر والحركة والتحكيم الدولي حول القضية والشهود الدوليين. وبدأت المزايدة من قبل الحركة الشعبية حين نصَّت في مسودة دستور جنوب السودان على أن حدود جمهورية جنوب السودان تضم بجانب الاستوائية وبحر الغزال وأعالي النيل «منطقة أبيي بحدود مشيخات دينكا نقوك التسع التي تم نقلها من بحر الغزال إلى كردفان في عام 1905م، كما عرفها قرار لجنة التحكيم الدولية في يوليو 2009م».


    والحركة تعلم أن ضم المنطقة إلى الشمال أو الجنوب حسب اتفاقية السلام الشامل يخضع إلى استفتاء أهل المنطقة «الدينكا والسودانيون الآخرون المقيمين فيها»، ورغم الحقيقة السياسية التي تقول إن غالبية الدينكا في المنطقة يريدون الانضمام إلى الجنوب، وأن النزاع أساساً يتعلق بهم وبمنطقتهم التي تحولوا منها في 1905م، إلا أن حل القضية لا يمكن أن يفرض بقرار آحادي من حكومة الجنوب التي حاولت من قبل إغراء حكومة السودان بضم المنطقة إلى الجنوب مقابل دعم اقتصادي مقدر فلم تفلح، وحاولت فرض حل عسكري على الأرض فلم تنجح، وعليه فإن تضمين النص السابق في دستور الجنوب لا يخلو من استفزاز لحكومة الشمال. والسبب ليس تعنت الحكومة أو تراجعها عن مواثيقها، ولكن لأن هناك مشكلة حقيقية لا تريد الحركة الشعبية الاعتراف بها أو تقديم حل لها، وهي حقوق قبائل المسيرية التي تقطن المنطقة منذ عقود طويلة، وتريد الحركة حرمانهم من حق المواطنة فيها بحجة أنهم رحل لا يقيمون بها طيلة أيام السنة.


    وعلى كل فإن تضمين منطقة أبيي في مشروع دستور الجنوب لا يستحق الزوبعة التي أثارها رئيس المؤتمر الوطني في مخاطبة أهالي المجلد يوم الأربعاء الماضي «27/4»، لأنها زادت المشهد توتراً. وقد جاءت المخاطبة في سياق دعم مرشحي المؤتمر الوطني في انتخابات والي ومجلس تشريعي جنوب كردفان، والسياسيون عادة ما يفتحون معيار الخطابة الساخنة حتى نهايته بالوعود والتهديد والهجوم على الآخر في المواسم الانتخابية، خاصة إذا اشتدت فيها المنافسة وكانت الساحة في حساسية جنوب كردفان، وينسون ما قالوه بنهاية المباراة الانتخابية! ولكن الخلط جاء أن مزايدات الوطني وردت على لسان رئيس الحزب الذي هو نفسه رئيس الجمهورية، وما ورد على لسانه لا يليق بمسؤولية رئيس الجمهورية تجاه كل مواطنيه ولا تجاه المجتمع الدولي الذي يمثل بلاده أمامه. ولا عجب أن جاء أول رد فعل لخطاب الرئيس في اليوم الثاني من وكيل وزارة الخارجية الأمريكية جوني كارسون الذي قال إن «هذه التعليقات لا تساعد على الإطلاق ولن تؤدي سوى لإذكاء وتصعيد التوترات». وهذه لغة دبلوماسية مهذبة لكن «المقصود» أكثر من ذلك! ولا يملك المرء إلا أن يتفق مع هذا النقد «الموزون» مهما كان حسن ظنه بالبشير وسوء ظنه بالإدارة الأمريكية. وعندما يصدر القول الشاطح من رئيس الحزب لا تملك كل قيادات الوطني إلا الصمت المطبق أو التبرير الخجول! ماذا نأخذ على قول الرئيس؟


    قال الرئيس إن أبيي شمالية وستظل شمالية، وهو مستعد لتكرار ذلك القول مليون مرة! هل هذا كلام جاد؟ لماذا إذن وقعت الحكومة وأجاز البرلمان اتفاقية السلام الشامل التي أعطت منطقة أبيي وضعاً خاصاً يجري بموجبه استفتاء في نهاية المرحلة الانتقالية ليختار أهالي أبيي البقاء مع الشمال أو الانضمام إلى الجنوب؟ وكان الخلاف أولاً بين الشريكين حول حدود منطقة أبيي ثم حول من هم سكان أبيي الذين يحق لهم التصويت في الاستفتاء، ولم يكن في أي وقت حول خيار الانضمام شمالاً أو جنوباً. وقضية حق الخيار قد حسمت، ولا يستطيع السودان أن يتراجع منها مهما فعل. وكان على الرئيس أن يقول هذا الكلام في مايو 2004م حين طرح السيناتور الأمريكي جون دانفورث حل نزاع أبيي بالكيفية الموقعة، ويصر على حدود يناير 1956م بين الشمال والجنوب التي نصّ عليها بروتكول ماشاكوس «يوليو 2002م»، وذلك ما كان يقول به غازي صلاح الدين رئيس وفد المفاوضات مع الحركة الشعبية في ذلك الوقت، ولكن الرئيس لم يستمع لقوله بل قضى بإبعاده تماماً عن ملف المفاوضات. فلماذا التباكي الآن على اللبن المسكوب؟


    وقال الرئيس: إذا ظنوا «الحركة الشعبية» أنهم في عهد السلام استقووا للحرب، نحن بالبندقية والرشاش والحصان والعربية بنطلع أعلى جبل. وقد يكون ذلك صحيحاً، ولكن السؤال للرئيس من أهل الشمال هو: إذا كان في مقدوركم حسم التمرد عن طريق «صندوق الذخيرة»، فلماذا خاطرتم بانفصال الجنوب عن طريق الاستفتاء؟ وقد كانت الحجة المقنعة آنذاك هي الحرص على السلام ولو أدى إلى انفصال جنوب السودان، ولكن من الغريب أن يريد بنا الرئيس خوض الحرب بعد أن وقع الانفصال نتيجة لمشاكستهم المستمرة مع الحركة طيلة فترة الانتقال. وكيف يضحي الرئيس بثلث مساحة السودان من أجل السلام ثم يحارب من أجل «10» آلاف كيلومتر هي كل مساحة منطقة أبيي التي كانت أفضل مناطق السودان معايشة بين الشماليين والجنوبيين حتى توقيع اتفاقية السلام الشامل وحشر أبيي معها؟ وفي لغة المحاسبة السياسية كان ينبغي أن تعني هذه النتيجة المحزنة والمتناقضة أن تذهب غير مأسوف عليها حكومة المؤتمر الوطني التي جلبت انفصال البلاد وتجديد الحرب.


    والخطاب في أدنى تداعياته يعني ميلاد جنوب جديد معادٍ للشمال في ولاية جنوب كردفان وربما في النيل الأزرق أيضا، ورغم إحباطات أبناء جبال النوبة والنيل الأزرق من سلوك الحركة الشعبية أثناء مفاوضات نيفاشا والمرحلة الانتقالية ودعوتها للانفصال، إلا أن مثل هذا الخطاب الاستفزازي سيوحد صفوفهم ضد الشمال «فالحرب أولها كلام»، ونكون قد أنتجنا جنوباً جديداً معادياً للشمال بلا أدنى مبرر سوى المزايدة السياسية والدعاوي الجوفاء! بل إن الموقف الاستراتيجي الأفضل كان يستدعي توافق المؤتمر الوطني مع قطاع الشمال للحركة الشعبية على اقتسام نتيجة الانتخابات في جنوب كردفان بنسبة مقبولة لكل طرف في هذه الجولة، حتى تؤدي إلى شراكة سلسة في السلطة «وقد برهن هارون والحلو قدرتهما على ذلك»، وإلى موقف موحد من المشورة الشعبية، ولكن المؤتمر الوطني ما عرف بكرمه في مسألة قسمة السلطة مع الآخرين ولو كانوا حلفاء، دعك من أن يكونوا خصوما!


    وتابع الرئيس القول: «لو الحرب ولعت حيلقونا نحن، العمم والجلاليب بتروح وبرجع الكاكي، وتاني اتفاقية مافي»! ولا أدري إن كان ذلك التهديد موجها للحركة الشعبية أم لأهل الشمال اليتامى؟ فالحركة الشعبية لا تتأثر إن ارتدى الرئيس جلبابا أم بزة عسكرية داخل القصر الجمهوري، فهو لم يشترك ميدانياً في معركة عسكرية منذ مجيئه للسلطة في 1989م، في حين شارك فيها واستشهد آلاف المدنيين من شباب الحركة الإسلامية الذين يلبسون الجلاليب والعمائم، ومنهم شقيقه عثمان البشير. وكأني بالرئيس قد عاوده الحنين للبزة العسكرية التي خلعها على مضض استيفاءً بتأهيل نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية في 2010م. ونحن لم نصدق بعد أننا على أعتاب نظام ديمقراطي جديد بعد عقدين من الحكم العسكري، حتى يخوفنا الرئيس بأنه سيعود بنا كرة أخرى لنظام عسكري بائد أصبح في ذمة التاريخ في كثير من الدول الإفريقية والعربية! وحذَّر الرئيس من فتنة يخطط لها من وصفهم بالطابور الخامس والجواسيس لضرب النسيج الاجتماعي بدارفور وجنوب كردفان، وهي ذات «الحدوتة» التي تقول بها الأنظمة الديكتاتورية العسكرية ضد الثورات الشبابية في البلاد العربية.

    وإن كانت هناك طوابير وجواسيس فعلاً تضرب النسيج الاجتماعي لأهل السودان بعد عقدين من حكم الإنقاذ «الميمون» والمطلق، فماذا كنتم تنتظرون بهؤلاء؟ وبدون مناسبة التفت الرئيس ليهاجم أمريكا ويقول لها إن كل حلفائها في المنطقة قد ذهبوا، وإن الحكم لا تثبته أمريكا ولكن يثبته رب العالمين. لقد صدق ولكن شروط رب العالمين لتثبيت الحكم معروفة ليس من بينها أجهزة التجسس أو الاعتقال، بل هي إقامة العدل وبسط الشورى والامتناع عن الظلم والفساد، والمساواة بين الناس في الحقوق والواجبات وحفظ كرامة الإنسان أن تنتهك أو تصادر حريته التي يسقط بها التكليف.
    وكأنما قاله الرئيس لا يكفي، حتى انبرى قيادى آخر في المؤتمر الوطني يصرح بأن حكومة المؤتمر الوطني لن تعترف بدولة الجنوب المستقلة إذا هي ضمنت في دستورها تبعية منطقة أبيي لحدود الجنوب. ورغم موافقتنا للقيادي الوطني على أن تضمين النص مفسد للعلاقة بين البلدين، إلا أن ذلك لا يعني عدم التواصل أو الاعتراف بحكومة الجنوب عقب إعلان الدولة الجديدة.


    فهناك سوابق أكثر خطورةً تعايش معها الحزب الحاكم بسماحة أو براجماتية يحسد عليها، فلماذا لا يفعل مثل ذلك مع إخواننا في الجنوب؟ لقد تعايشت حكومة المؤتمر الوطني وتعاونت مع النظام المصري السابق بعد أن احتل منطقة حلايب وشلاتين في شرق السودان بقوة السلاح، وكذلك فعلت مع الحكومة الإثيوبية التي انتزعت أراضي الفشقة من المزارعين السودانيين، بل إن الحكومة السودانية أمرتهم بإخلاء أراضيهم ومزارعهم «لإخوانهم» الإثيوبيين! فلماذا لا يحتمل المؤتمر الوطني مجرد نصٍ في دستور جنوب السودان لا يقدم ولا يؤخر في حقيقة الصراع حول الأرض بمنطقة أبيي؟ الغريب في الأمر أننا جميعاً نعلم أن ما يهدد به الرئيس أو القيادي في المؤتمر الوطني لن يحدث في الواقع، ولكنه في ذات الوقت يشكك في مصداقية المؤتمر الوطني وحكومته، ويفسد علاقاتنا بالمجتمع الدولي الذي نريد أن نطبع العلاقة معه، وأن يعفو لنا ديونه المثقلة لكاهل الاقتصاد الذي سيعاني كثيراً بعد توقف عائدات نفط جنوب السودان. وبالطبع لا نستطيع أن نقول للمجتمع الدولي: معليش يا جماعة الرئيس بتكلم ساكت..!!
                  

05-02-2011, 08:07 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    انقلاب قوش !!

    عبدالباقي الظافر
    [email protected]

    بدأ الفريق أول صلاح عبدالله قوش غير متوترا وهو يلج الى مقر اقامة رئيس الجمهورية اثر استدعائه مساء الثلاثاء الماضي..وجد براحة من الوقت ليرد على بعض الاتصالات الهاتفية ..اللقاء لم يدم غير بضع دقائق تلقى فيها قوش خبر اقالته من مستشارية الأمن..مادار في الحوار القصير يظل سرا مكتوما بين الرئيس ومستشاره الى حين .
    اعفاء قوش احدث ربكة في صفوف الحزب الحاكم ..مستشار الرئيس غازي صلاح الدين رد الامر الى تقديرات خاصة بالرئيس ..فيما أكد الوزير كمال عبيد وجود اختلافات في وجهات النظر في كابينة القيادة أدت لابعاد المستشار قوش .


    ولكن التناقض بدأ واضحا حينما تحدث الفريق قطبي المهدى القيادي بالحزب الحاكم عن اتجاه لحل مستشارية الامن القومي التى يرأسها الفريق قوش ..الا أن اللواء حاتم الوسيلة الرجل الاول في المستشارية اليتيمة قال ان الدكتور نافع علي نافع اجتمع بهم وأكد استمرار المستشارية في حوارها الوطني بين الاحزاب .بل زادهم نافع كيل بعير عندما وعد بترفيع تمثيل الحزب الحاكم في حوار المستشارية الذي كان ينظر له باعتباره القشة التي قصمت ظهر قوش .


    الصحفيون المقربون من الحكومة اتهموا الجنرال قوش بأنه كان يسعي لخلافة الرئيس البشير حيا عبر تدبير انقلاب عسكري..وان قوش في رواية الكرنكي كان يتأهب للعب دور الجنرال زين العابدين بن علي الذي انقلب على حكم الرئيس برقيبة بسماعة طبية وذلك عبر تقرير طبي اثبت ان الرئيس بورقيبة الذى امسى وقتها شيخا كبيرا لايستطيع ممارسة الحكم .
    في تقديرى الشخصي ان حكومة البشير انزعجت من نشاط المستشار قوش وخشيت من طموحه الزائد ..ولأن الانقاذ في الاونة الاخيرة باتت تعيش علي التقديرات الامنية ..رأت الحكومة ان تتغدى بالفريق قوش ..جروه الي معركة استفزازية على الهواء مباشرة ..رد الفريق قوش بمنعة على استفزاز الدكتور نافع على نافع ..كانت تلك المبارزة بمثابة قنبلة دخانية تيسر عملية اخراج قوش من دوائر الحكم .


    الا أن السؤال الذي يطرح نفسه هل لقوش اى وسائل لاصابة السلطان غير التنافس السياسي السلمي ..الفريق قوش بعد ابعاده من جهاز الامن اصبح جنرالا بلا جند ..واتجه اتجاها مدنيا في عمله السياسي ..بات نائبا في البرلمان من دائرة اهله في مروي ..وسع من علاقاته مع الاحزاب المعارضة ..كان في ذلك اقرب الى لاعب كرة قدم ذكي ينتظر الكرة في مكان مناسب وخال من المراقبة ..تقديرات قوش تقول ان الرئيس سيذهب طال الزمن او قصر ..وان خلافته تحتاج الى شبكة ترابطية من العلاقات السياسية مع كافة الوان الطيف السياسي ..ربما يجبر الرئيس على الرحيل في موسم الثورات العربية ..ويلتفت اهل الحزب الحاكم ولا يجدوا رجلا في كامل الجاهزية الا ابنهم الفريق صلاح قوش .


    خلافة الرئيس عمل مشروع في اى نظام ديمقراطي ..ولكن اعلام الحكومة سيرمي قوش بأنه كان يهدف لأن يكون بديلا لا خليفة ..الهدف من ذلك تخويف قطاعات واسعة من أهل الحزب الحاكم من الالتفات حول رجل يملك الكثير من الفاعلية .
                  

05-02-2011, 09:46 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    سياسة

    الإسلاميون ..هل يلتقي الجمعان ..؟


    تقرير :مصعب شريف:


    عامان وعقدان من الزمان إلا بضعة أشهر وعدة أيام،منذ أن دانت قطوف السلطة للاسلاميين في السودان ،عبر إنقلاب عسكري في نهايات العقد قبل الاخير من القرن الماضي.أعوام مرت طويلة على السودانيين ،وربما أطول بالنسبة للاسلاميين ،فخلال هذه الايام الطوال تبخر حلم الدولة الاسلامية العابرة للحدود ،والسوق والتنظيم الاسلاميين العالميين،ولم يعد يشكل إسلاميو السودان خطراً ،لا على روسيا ولا أمريكا اللتين قد دنا عذابهما في بروباغندا خطاب السنوات الاولى للانقلاب.ثمة تغيرات كبيرة وتحولات أكبر،

    تلك التي شهدتها مفاصل التنظيم الاسلامي الكبير،إنتهت بعرابه الدكتور الترابي إلى ردهات السجن التي لطالما إستقبلت خصومه السياسيين، الذين إنخرطوا منذ أيام في صياغة مذكرة يلتمسون فيها إطلاق سراحه، من المنتظر أن يقدمها تحالف المعارضة للرئيس البشير في غضون الايام القليلة القادمة.فيما تولت مجموعه من أبنائه في الشعبي والوطني بولاية نهر النيل أمر مبادرة للم الشمل (الاسلامي) وإزالة الخدوش الكثيرة التي إعترت وجه الحركة الاسلامية السودانية،وقبل أن تنضج مساعي الحوار الذي أتى من نهر النيل وعززته الخرطوم ،عبر مذكرة للمؤتمر الوطني بولاية الخرطوم ،أتت متسقة وذات روح الحوار في نهر النيل ،لتردف عليها مطالبة صريحة باطلاق سراح الدكتور الترابي من سجنه الذي إستطال أمده هذه المرة .


    بيد أن خطوات الحوار بين طرفي الاسلاميين (الوطني والشعبي) والتي بدأت متسارعة نحو توحيد الحركة الاسلامية ،سرعان ماجوبهت بالرفض من قبل الشعبيين في الخرطوم ،ليؤكد على أنه قد فات الأوان ولم يعد الوقت ولا مافي النفوس يسمحان باي شكل من أشكال الحوار مع المؤتمر الوطني،وفقما مضى لذلك الامين السياسي للمؤتمر الشعبي كمال عمر عبد السلام ،مشيراً إلى أن ما بدأ من حوار مع المؤتمر الوطني في نهر النيل قد إنتهى في مهده ،مؤكداً على إلتزام أمانة الشعبي في الولاية بقرار الامانة العامة القاضي بوقف حوار الافراد مع المؤتمر الوطني ،وهي الخطوة التي وصفها كثيرون بأنها تمثل خط رجعة كبير في العلاقة بين (الاخوان)،فهي المرة الاولى التي يوقف فيها الشعبي حوار الافراد مع رفاق الامس أعداء اليوم ،عقب سماح هيئة قيادته بالحوار الفردي في إجتماع لها قبل أعوام قليلة.إلا أن إنتقال الحوار إلى الخرطوم وخروج مجرياته إلى العلن على صفحات الصحف ،مضى بالكثيرين إلى إعتباره تمظهراً لخلافات وبوادر لانشقاقات قد تنتظم صفوف أحد الحزبين ،وهو مانفاه كمال عمر في تصريحات صحفية جملة وتفصيلاً ،مؤكداً على أن الحديث عن وجود إنشقاقات في المؤتمر الشعبي بنهر النيل أو أي مكان آخر ،لايعدو سوى كونه من نسج خيال أجهزة المؤتمر الوطني ،مشيراً إلى أن مسألة الحوار مع المؤتمر الوطني لم تكن سوى ،مجرد رأي لبعض الشعبيين في نهر النيل، شرعوا فى حوار خارج مؤسسات الحزب، وان الامانة العامة المركزية اصدرت قرارات حاسمة بوقف هذا النوع من الحوار والتزمت به امانة الولاية،

    وإنتهت القصة بالتزام جميع أمانة الشعبي في الولايات بقرار القيادة القاضي حسب عمر بالتعبئة والعمل على إسقاط حكومة المؤتمر الوطني.قبل أن يخوض في صراع من نوع آخر ليرسل لإخوته على الضفة الاخرى من النهر، رسالة مفادها أن المؤتمر الشعبي هو الذي يمثل الحركة الاسلامية الاصيلة و انه المعبر الحقيقي عن أشواق وتطلعات الإسلاميين،ليدعو من تبقى من إسلاميين داخل أروقة النادي الكاثوليكي العتيق باعلان إنضمامهم للمؤتمر الشعبي والتبرؤ من الوطني.لكن يبدو أن رسالة عمر لم تجد صدى لا عند إسلاميي المؤتمر الوطني ولا لدى أولئك الذين أؤلفت قلوبهم مؤخراً من المنخرطين الجدد في الحزب الحاكم ،الذي لم يتوانَ في إلحاق الاتهامات بقيادة المؤتمر الشعبي ،محملاً لها مسؤولية تعطيل حوار الاسلاميين في نهر النيل ،حسبما أدلى بذلك قطبي المهدي القيادي بالحزب ومسؤول المنظمات فيه،مشيراً إلى أن الحوار بين حزبه والمؤتمر الشعبي في ولاية نهر النيل قطع شوطا كبيراً،ليستدرك مبيناً أنه ولسوء الحظ، هنالك بعض قيادات الشعبي بالمركز عملوا على منعه وتعطيله

    ،ليضيف أن شِقي الإسلاميين ،شعبييهم ووطنييهم في نهر النيل لازالوا متمترسين خلف إرادة الحوار وأن مجال المؤتمر الوطني لازال مفتوحاً له كذلك،وأن الأمر برمته متروك لقيادة المؤتمر الشعبي.أشواق قطبي وإخوته بنهر النيل لم تكن أمانٍ مجردة كما يقولون،فقد مضى الحوار على محاور عديدة بين الطرفين للدرجة التي دفعت بتنظيم المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم،للانخراط في حوار آخر موازٍ لما يجري هناك تحت ظلال النخيل وثرثرات السدود التي تعكر مزاج النيل .ليجد الوطني أخيراً و على لسان نائب رئيسه بالخرطوم محمد مندور المهدي ،مبرراً يطالب فيه بإطلاق سراح الشيخ الترابي ،على غرار مبررات أعدائه السابقين التي تضمنتها مذكرتهم للسيد الرئيس.وهي أن المدة القانونية للاعتقال قد انقضت أيامها دون تقديم الشيخ الطاعن في السن للمحاكمة ،


    لذلك ينبغي إطلاق سراحه ،شأنه في ذلك شأن كل من أمضى المدة القانونية دون تقديمه للقضاء.ورغم تعدد المبادرات وتباين طرائق فشلها وإجهاضها ،إلا أن العلاقة بين طرفي الحركة الإسلامية ،لم تبارح مكانها منذ عقد من الزمان ،حيث لم يجد جديد في أمر الحوار والتقارب بين الطرفين،اللذين لم تشهد أروقتهما أي تطور جدي وفقما مضى لذلك الكاتب الصحفي الاسلامي المعروف خالد التيجاني النور ،مشيراً إلى أن (المؤتمر) بنسختيه (الوطني) و(الشعبي) قد فشل في أن يرث الحركة الإسلامية بكل زخمها وقدراتها، وإن بقيا ظلاً باهتاً لها، ففي كل تجلياتهما ظلا حزب الرجل الواحد، فالمؤتمر الوطني في نسخته الأولى كان حزب الترابي، وعندما غادره أصبح الوطني حزب البشير،


    أما الشعبي حسب وصف خالد في مقاله الاخير بـ(الصحافة) فلا يعدو أن يكون مجرد واجهة لنشاط الترابي.إذاً لم يطرأ أي جديد بالنسبة لحوار فُرقاء الإسلاميين ،ولايُتوقع أن يفرز حوارهما الاخير جديداً ،حسب رؤية المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي المعروف الدكتور حاج حمد محمد خير ،والذي يعضد وجهة نظره بان حوار الإسلاميين الأخير ،لم يواجه قلب القضايا المركزية وإنما يأتي في إطار التحايل على أساليب إدارة الأزمة وليس بإرادة التغيير،ويمضي حاج حمد الذي تحدث لـ(الصحافة) أمس إلى أن الطريقة التي بدأ بها الحوار الاخير، تُدلل على تحلل تنظيم المؤتمر الوطني وتفكك قبضته التنظيمية المركزية ،لتظهر أجندات أخرى في أفرع الحزب بالولايات ،وهو التفكك بحسب حاج حمد، الذي أدى إلى أن يبتدر المؤتمر الوطني بنهر النيل الحوار لوحده دون مشاركة المركز العام ،الأمر الذي يؤكد على انقضاء زمان القبضة المركزية داخل المؤتمر الوطني الذي تفككت سلسلة قيادته وأصبحت كل مؤسسة فيه تعمل كيفما تشاء .


    ويعود حاج حمد ليُذكر بأنه في ظل هذا الوضع المتأرجح داخل أروقة الحزب الحاكم يمكن لأي فرع في أية ولاية أن يتجاوز دوره الاعتيادي في زيادة حصة الولاية من تمويل المركز وما إلى ذلك من المهام الإدارية إلى فرض تغييرات سياسية حقيقية على مركز الحزب ،إلا أن الحوار بحسب حاج حمد نفسه لايُعد أمراً ذا بال على خارطة الحياة السياسية السودانية ،ليردف : (وكما قال عبد الوهاب الافندي ان الاسلاميين في حوار نهر النيل يسبحون عكس التيار المتجه نحو الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان ،وهو التيار الذي إن أرادوا السباحة معه لكلفهم الكثير من التنازلات التي يكرهونها ،مثل إقتلاع الفساد وبالتالي التخلص من رموز كثيرة).وهي التنازلات التي تبدو عسيرة على طرفي الحوار ،فهما وكما يشير خالد التيجاني شريكان في كل أخطاء التأسيس البنيوية، وكما هو حادث الآن في صراعات الوطني الداخلية ،أن الصراع الذي أدى للانشقاق والمفاصلة لم يكن بسبب تباين الرؤى الفكرية أو المواقف السياسية بقدرما كان صراعاً على النفوذ والإمساك بمفاتيح السلطة وحين خرج الترابي منشقاً بحزبه حسب رؤية التيجاني لم تهرع الاغلبية الصامتة التي كانت عازفة عن الانخراط في (المؤتمر الوطني) للانضمام إليه، لأنها كانت تدرك أن ذلك الحزب وهو موحد لم يعبر عنها فكيف يعبر عنها نصفه المنشق؟.


    الصحافة
    2/5/2011
                  

05-02-2011, 06:32 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)



    قيادي بحزب البشير :
    الرئيس أعفى قوش من جميع مناصبه ويتوقع الإطاحة به بعيداً عن الحزب
    الخرطوم - متوكل أبو سن

    كشف المؤتمر الوطني أن قرار رئيس الجمهورية، رئيس المؤتمر الوطني؛ المشير عمر البشير، الذي أصدره مؤخراً قضى بإعفاء الفريق أول مهندس صلاح عبد الله قوش من كل مناصبه.

    ولم يستبعد عضو المكتب القيادي بالمؤتمر الوطني مسؤول المنظمات بالحزب؛ د. قطبي المهدي، في تصريح محدود ومقتضب أمس (الأحد)، أن يصدر المؤتمر الوطني قراراً بفصل صلاح عبد الله قوش من الحزب، وقال: لقد أعفى البشير قوش من كل مناصبه وإن لم يرد صراحة قرار فصله من الحزب، وأضاف: أتوقع أن يصدر قرار بفصله من الحزب.

    وقال مراقبون - إن استقبال «قوش» لوفود كثيرة من السياسيين والإعلاميين في منزله، إضافة إلى ماتردد عن إبدائه عدم الرضا لقرار إعفائه، تسبب في إثارة انتقادات من قبل قيادات نافذة في الحزب.

    الاهرام اليوم

    2/5/5011
                  

05-03-2011, 05:26 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    إبراهيم السنوسي يرد علي نافع علي نافع
    نشر بتاريخ May 2, 2011

    ( أدناه رد ابراهيم السنوسي نائب الامين العام للمؤتمر الشعبي على نافع علي نافع الذي رفض عبد المحمود الكرنكي مدير تحرير (الوان) نشره بالصحيفة .



    (نص المقال أدناه)
    :


    كتبت هذا المقال من قبل و حين انكر نافع تصريحه اعلاه و كرر قولته بان لدينا من المستندات و الوثائق ما يبرر اعتقاله حينها اطلقت سراح مقالي ادناه ثم بثثته .
    روت المصادر و الرواة ،و قال الناس ، إن نافع قد قال “لن نسمح بخروج الترابي إلا محمولا على عنقريب”
    سأجعل تعليقي على هذا القول هذه المرة مستوحى من معاني القران و السنة ، وهي مصادر الشريعة الاسلامية السمحاء، التي يدعي النظام تطبيقها. بل ودخلنا حركة الاسلام عليها، في الخمسينات نحن قلة، وما كان نافع يومها في الخلة و الصحبة.
    و في البداية أسدي نصحي ، للرئيس – عمر –ان ادرك نفسك و حزبك ، من علل أعوانك من كل فاسد و ظالم و ضار و (نافع) العتي الأشر ، قبل أن يهزم الجمع ويولون الدبر ، فترد الهلاك كما وردت قريش، يوم خرجت رياء و بطر.
    أما أن تخشع قلوبكم لذكر الله. و أن يلتزم أعوانك بقول الله “و هدوا الى الطيب من القول” بدلا عن لغة التجريح و الإساءة . و(لحس الكوع)، و طبعا من ينطق بذاك القول ، حتما سيلقى الرد من ذات النوع ” و جزاء سيئة ، سيئة مثلها” ،فكلك عورات و للناس ألسن هي حقيقة ان الترابي سيخرج يوما محمولا على عنقريب – فذاك حكم الله،على كل بني آدم .
    كل ابن أنثى وإن طالت سلامته**** لابد يوما على آله حدباء محمول

    فالموت لا فرار منه ، إذ أن ملك الموت موكل بتنفيذ ذلك على الجميع “قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ” ، و هو حين يأتي لا يستأذن حراس سجن كوبر ، و لا يمنعه جنودكم المدججون بالسلاح، في دوركم المحصنة ، و المدربون على الرماية و الحماية بفنونها المتعددة”{ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ } او في بيوت في القيادة العامة ، او عمارات مغلقة الابواب شاهقة او مساكن بيوت الفقراء و المساكين عامة، يستوي في ذلك كل أهل البسيطة و المعمورة.
    و لكن ما أنبئك يا (نافع) أن الترابي سيكون الخارج الاول من الدنيا قبلي و قبلك؟
    اهي فراسة عندك؟ أم علم بالغيب من العليم الخبير؟ أم نزل جبريل عليك؟ ، فامر الموت و مكانه كلاهما في علم الغيب ، و قد يكون الخروج للترابي لي و لك قبلك ، نعم وهذا لاشك فيه، و لكن السؤال المحجوب عني و عنك متى ؟ و أين؟ لعلك بفراسة المؤمن تجيبها أنت.

    ما كان ينبغي لأمرئ مثلك (يا نافع) و هو منسوب لحركة الاسلام أن يتكهن بنهاية الاجل و مكان الموت وهو يتلو قول الله ” وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ”و كذلك الاية “إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ”لا يستقدمه مستعجل منك لعدوه ولا مستأخر مثلك لاجله.
    أمران اختصهما الله من عنده ،(عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول) و طبعا لا رسول بعد محمد (ص) الخاتم، و حتى ذلك الاستثناء لمن أطلع على الغيب، فهو متابع و مرصود برقابة مشددة ، حتى لا ينسب ذلك لنفسه ، أو يزيد عليه (إلا من ارتضى من رسول فانه يسلك من بين يديه و من خلفه رصدا..)
    ما كان ينبغي ان تزج بنفسك في هذا المحيط ، و ان غابت عنك آيات الله، و لاشك أنت تتلوها. و ما كان يغيب عنك حادثة و قول وزير سابق -رحمه الله- ذات القولة و عن ذات الترابي في أول مايو و عهد خصومة معه مع فارق المعاملة اليوم- ادخلونا السجن فاحسنوا معاملتنا ثم اطلقوا سراحنا طبقا للقانون و أعطونا رواتبنا عن ايام السجن و أعادونا الى وظائفنا- قال ذلك الوزير ” إن الترابي لن يخرج من السجن و لن يرى النور ابدا و سيموت في السجن (مازادها موية حمل العنقريب)

    قالها الوزير وهو معذور ل(يساريته) و عدم إلمامه بمعاني القران و جهلا بمنيته المخفية عنه و التي تحت شراك نعله فإذا الوزير يموت قبل الترابي الذي يخرج من السجن ويعيش دهرا من الزمن و يؤسس دعائم الحركة و إستراتيجيتها لتصبح دولة ،ما كان يعلم الترابي نفسه غيبا مخفيا عنه ان سيسوقه أبناؤه للسجن شر سوقه ،(علي) و(نافع) الذي يتربع على أيكة السلطة .ماله فيها من جهاد سلف او سبقه.


    وتتكرر من نافع ذات القولة و نحن لسنا مع(نافع) في التمني و القولة بل نسأل الله أن يغفر له و يمد له في العمر مدا، لتكفير ما جرى و من غير استدراج بغفلة “سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لَا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ” و ما نريد ان يكون مد العمر شماتا بسوء خاتمة او استمتاعا برؤية منظر عنقريب الترابي، حينها( نافع) يطل عليه من شرفات إحدى عماراته في حي (بري) أو حي (ناصر) ، حين يكون الترابي مسجى و قد فاضت الروح مع نداء الله (يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية ) فاسترجعت أبياتا للشاعر مالك ابن الريب :
    أقـول لأصحابـي: ارفعونـي لإنـني ** يقر بعينـي أن سهيـلٌ بـدا ليــا
    وقوما، إذا ما استـل روحـي، فهيئـا ** لي القبر والأكفـان ثم ابكيا ليــــــا
    خذانـي فجرانـي ببـردي إليكـمـا ** فقد كنت قبل اليوم صعبـاً قياديـــا
    وقد كنت عطافـاً إذا الخيـل أدبـرت ** سريعاً لدى الهيجا إلى من دعانيـــا
    و هكذا الترابي عطاف و صعب القيادة.

    ولو أنك سكت عن الحديث يا (نافع) بعد الاعتقال لكفى ، اعتقال مصحوب بسوء معاملة له و لاخوانه غير مسبوقة ،تفتيش شخصي، و ذل نفسي و الادهى ان تعطي الاوامر لافراد الامن ان يصروا على البقاء معه في المستشفى في داخل الحجرة مع وجود زوجته و بناته ، معقول هذا؟ لاحرمة و لا خصوصية ولا مروءه بل و لا رجولة و تحتكم كل أجهزة الدولة و تخافون منه هذه الخوفة.لعل الاغتيال فيه تلذذ وانتقام من الترابي اذ كان سبب في فصلك اثر محاولة اغتيال حسني ام انه اسوة بمعسكرات غوانتنامو للابرياء
    كان يمكن ان تمتص كل آثار الاعتقال يا (نافع) و تقول اعتقلناه و لكن يغفر الله لنا و لهم و سيستحسن ذالك الناس منك عقلا و رشدا و مقالا. بل و لرد الله عليك مثله مغفرة حيا و ميتا ” وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا”
    ولكن ربي شاء يمر مشيئتي وللرب امضاء المشيئة لا العبد
    دعنا نسألك يا نافع ، وإذا كنت قد حددت أجل الترابي و مكانه موته،فمتى يأتي أجلك أنت يا (نافع)؟ ، و أين مكان موتك ؟ و كيفية حمل نعشك؟ أعلى عنقريب أم تابوت و صندوق؟؟؟ ، طبعا و فإن حددت للترابي ذلك . فأولى أن تكون قد حددت و تجهزت انت ليومك ،يوم تشخص فيه الابصار.


    يا أخي (نافع) لئن اختلفنا ما ينبغي أن تغيب عنا مبادئ الاسلام و ايات القران عنا !
    و الترابي قطعا و حتما سيموت و غدا يلقى الأحبة محمدا (ص) و صحبه ، و سيحمل معه لربه ما تركه من فضائل ، و ما خلفه من تراث للمسلمين في الدنيا فكرا لا يموت و مؤلفات تثري العقول بعد رحيله و معالم تهدي المؤمنين بعد موته من معاني استبق بها غيره في كتاب الله الذي حفظه ، فاخرجها في (تفسيره التوحيدي) المعاصر وهو شغله الشاغل في بيته و سجنه لاكماله، و قد دنا على الدخول على الربع الاخير من بداية سورة (يس) ، ان لم تحقق أمنية (نافع) بالموت محمولا على (عنقريب).

    سيترك الترابي مايسره عند لقاء ربه من مكتوبات ،كتاب الشعائر،الصلاة و غيرها كتاب الايمان و أثره على حياة الانسان ، (المراة بين الاصول و التقاليد) ،( حوار الدين و الفن) ،( تجديد أصول الفقه) ،(السياسة و الحكم) و غيرها و غيرها لا مجال لذكرها بالاضافة الى حلول و اجتهادات فتق بها الاذهان و حل بها عقال العقول من ركود و جمود ستكون له شفيعا و عملا خيرا ” يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا” “و اخرون سيجدون ما عملوا ايضا من سوء محضرا يومها يودون أن بينهم وبينه أمدا بعيدا.


    وما من كــاتب إلا سيبلى **** ويبقى الدهر ما كتبت يداه
    فأكتب لنفســك شيـئــا **** يسرك في القيامة ان تراه

    إذن فماذا ستحمل أنت يا( نافع )من سجلات و مؤلفات ؟،

    (استراتيجيات جهاز الامن، دراسات فنون التعذيب ،أحدث مبتكرات التجسس و التصنت ، خطط الاختطاف و الاغتيالات) و غيرها مما لا نعرف نحن و لا يعرفه رجال الامن لعهود سابقة من عبقريات الامن. قد لا تكون لك هذه المؤلفات ولكن قطعا ممارسات جهاز الامن و افراده كان من احدى اداراتك و ابداعاتك، و ما يزال أفراده من (حيرانك) و قد تكون لك الكثير من المؤلفات الخيرة يوم عرضك على ربك وهو يكلمك كفاحا كما يقول الحديث ” ما عبد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه تَرْجمان”
    لا تجدي يومها مصادر المعلومات ، و لا يسعف عنها المال المودع في البنوك أو المدسوس كما دسه مع زوجته عن رسول عمه العباس فكشفه له ربه رب الباس ولا تنفعك مشتريات في الخارج من العقارات للابناء و الاشقاء و الزوجات “ما أغنى عني ماليه” و ما عادت سلطات الرئيس و نوابه و مساعديه سارية .”هلك عني سلطانيه”.


    ادخلت يا (نافع) مفردات في قاموس السياسة السودانية نابي الألفاظ فاحش القول -معنا نحن اخوتك و مع سائر رموز الاحزاب و الانداد ممن نالوا قبلك اعلى مرتقى في سلم الدولة لا سيما الترابي وهو بالنسبة للحركة الاسلامية التي تنتسب أنت إليها هو شيخها و رائدها هو مؤسسها هو شيبة الاسلام فيها هو من أسن رجالها هو حافظ قرانها اليس لكل هذا اعتبار و احترام ووقار!


    حتى و ان خالفكم الرأى ، و تحدث عن اسقاط النظام ولم تثبتوا ذلك او تحاكموه بالادلة و البرهان رغم ما تقوله من امتلاك للوثائق ما يبرر الاعتقال اما كان يمكن أن تقول يا (نافع) ما قال (غندور) نافيا مسئولية الحزب عن امر الاعتقال و رمى بالجريرة على جهاز الامن الذين سكتوا و ما كان لهم من مقال او ان تكون كدكتور (ابراهيم أحمد عمر) ما فعله من موقف راشد و موزون.


    شمتم الناس علينا و سخروا منا و من حركتنا و شوهتم صورة الاسلامين في عيون غيرنا حتى قال البعض “ثورة تأكل أبناءها عرفناها و لكن ثورة تأكل أباءها ما شهدناها) و قال اخرون حين سمعوا اقوالكم هذه و شهدوا معاملتكم هذه لنا و لافراد الشعب السوداني و رموز الاحزاب.فتساءلوا من اين جاء هؤلاء لا رأفه بشيخهم لا رحمة مع اخوانهم لا وقار لكبير من غير حزبهم لا عطف على صغار أسر المعتقلين لا تسامح لا وفاء من أين جاء هؤلاء. وتتوالى تصريحات نافع عن رؤوساء الاحزاب عامة و عن الترابي خاصة “أهو نبي ام غبي”(-يعني الترابي-) وهو يعلم انه لا نبي بعد – محمد (ص) لكأنه يعني أن الترابي غبي هوج بتعمد و جهالة مقصودة تناقضها نجابة الترابي المدرسية،و نبوغه المبكر في الدراسة الامر الذي ما كان ل(نافع) البتة هي نجابة وذكاء ورثها الترابي عن والده “شيخ عبدالله)بحر في العلوم\ و نجم في سماء الفقهاء و القضاء أنت يا (نافع)لا تماثل كليهما و في المقارنة بعد الأرض عن السماء.


    لكنه غرور بالسلطة و ادعاء لشجاعة – مرضاة لرئاسة- و طمعا في الوراثة و نيل لحظ المنافسة- مالك فيها من باع و لا كوع قدمته في تاريخ الحركة او تمرغا في أرض معسكرات ليبيا في الصحراء او تعفرا في ارضها الغبراءو لا معارك خضتها مع التسعة الشهداء .
    فما لشجاعة في الرجال غلاظة *** مالم يزنها رافة و سخاء

    والسلطة فقير من يملأ يديه بها ، و السلطة زائلة و إن تمسك المرء بها و لو أنها تدوم لما آلت اليك. الترابي بقائه حرا او حليفا لكم و حتى و ان توحدت الحركة الاسلامية معكم (قطعا ليس الان)ذلك أمر لا يطيل في عمر النظام لان ايتاء الملك بيد الله وحده حتى و ان كان كريم أعطى غشيم “-كما ان اعتقال الترابي ومن معه من الاخوة و اعتقال شباب الفيس بوك و الطلبة بل و حتى موته لا يمنع سقوط النظام و ذهاب السلطة عنكم ، فان الله وحده هو الذي ينزع الملك و السلطة.
    سنن التاريخ يا (نافع) منذ عاد و ثمود ، تحكي قصص أكابر الطواغيت البعيد منا و القريب (بن علي) و (حسني) ما صدت عنهم المليارات المسروقة و المدخرة و ما حمتهم اجهزة الامن المليونية المجندة ارايت كيف نجى (بن علي) بهربة و (علي عبدالله صالح) في ورطة و (حسني) قد اصايته جلطة و كيف دخل السجن الزوجات و رموز الحزب الحاكم (الحزب الوطني) سجن طره و معهم نجلاه مذهولين مصفدين بملابس السجن الملونة.


    يا (نافع) في اخر القول اهديك ابيات( ابي العتاهيه):

    بين عينــي كل حي علـــم الموت يلوح
    كلنا في غفلة و الموت يغـــدو و يروح
    نح على نفسك يا مسكين ان كنت تنوح
    لتموتـن وان عمــرت ما عمــر نـــوح
    لطف الله بنــا فان الخطـايـــا لا تفـــوح
                  

05-03-2011, 08:34 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    استبعد أن تؤدي إقالة قوش إلى مفاصلة ثانية

    الترابي: الثورات تأتي بغتة وتشتعل ثم لاتتوقف


    الخرطوم:مصعب شريف:


    نفى زعيم المؤتمر الشعبي المعارض، الدكتور حسن عبد الله الترابي ،أن تكون هنالك صفقة وراء الافراج عنه من قبل السلطات الامنية مساء أمس ،عقب اعتقال استمر زهاء الاربعة أشهر، مشيراً إلى أنه لم يتم التحقيق معه في أي من التهم طيلة فترة احتجازه ، ساخراً من الحديث عن ترتيبه لمخطط إغتيالات ،مؤكداً على أنه لايغتال شخصيات وإنما يغتال نظم بأكملها إن أراد .وعزا الترابي أسباب إعتقاله والافراج عنه إلى ما أسماها بحالة الاضطراب السياسي التي يعاني منها المؤتمر الوطني وقياداته ،مردفاً:(إنهم يعانون من حالة إضطراب في إتخاذ القرار ،فئة منهم تقول إخرجوا الترابي وضعوه قيد الاقامة الجبرية، وفئة أخرى تقول دعوه في السجن،وأنتم بالخارج أدرى باضطرابهم،


    لكني لا أود أن أبين لهم هذه الاسباب الخفية ،حتى أدعهم في حالة إرتباكهم هذه ولا أوزن لهم الامور).ورد الترابي مطالبات بعض قيادات الوطني بإطلاق سراحه إلى علاقتهم التاريخية به.وقال:(هؤلاء أفراد داخل المؤتمر الوطني تربطهم بنا علاقات تاريخية ،لكن ذلك الذي قال بأن الترابي لن يخرج من السجن إلا على «عنقريب»فلسانه أبذأ من قلبه ،هو كذلك حتى قبل المفاصلة لايستطيع أن يوقف لسانه عندما يخرجه )،


    وقلل الترابي من خطوة إقالة صلاح قوش من مستشارية الامن،مشيراً إلى أنها لايمكن أن تؤدي إلى مفاصلة ثانية ،لانه حسب وصفه لم يبقَ في صفوف المؤتمر الوطني من يمكن أن يخرج ،عدا أولئك الذين قلوبهم بالخارج وجيوبهم بالداخل وأصلابهم على الكراسي ،مضيفاً:(قوش أقيل لان الطاغية لايأذن لاحد بأن يشاركه سلطاته ولكنه يغفر للمفسدين،وهو يشاركهم بتمدده في الامن والاقتصاد والسلطة ،فأقيل المرة الاولى وهاهو يطاح به من مستشاريته التي تختلف كثيراً عن بقية المستشاريات التي ليست لها ميزانيات حتى ) ،



    وشدد الترابي على أنه ليس هنالك أي حوار بين حزبه والمؤتمر الوطني، وأنهم في المؤتمر الشعبي لازالوا متمسكين بموقفهم مع قوى المعارضة الداعي لاسقاط النظام ،وإستدرك مشيراً إلى أن الشعبي وقبل إعتقاله يعمل مع المعارضة ،عدا تلك القوى التي تتأرجح بين الحوار مع الحكومة وموقف المعارضة ، مؤكداً على أنه لايمكن أن يتنبأ بثورة ثالثة في السودان ،لان الثورات تأتي بغتة وتشتعل ثم لاتتوقف ،وقال:(عندما تتحرك الشعوب فلن تدفع الاجراءات الاحترازية التي بدأوا يتخذونها مثل محاربة الفساد وخفض الانفاق العام ).وأبدى الترابي حزنه على رحيل زعيم تنظيم القاعدة أسامه بن لادن ،محتسباً إياه شهيداً ،مؤكداً على حسن نواياه رغم إختلاف الكثيرين معه حول بعض إجتهاداته الخاطئة ،مشيراً إلى أن الرموز حتى وإن إغتيلوا فإنهم يمشون بين الناس بأفكارهم ومجاهداتهم.

    وكانت قوات الامن ألقت القبض على الترابي وثمانية مسؤولين حزبيين اخرين يوم 18 يناير الماضي بعدما دعا السياسيون الى «ثورة شعبية» اذا لم تتراجع الحكومة عن زيادات في الاسعار.
                  

05-03-2011, 08:54 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الوطن» واجهت صلاح قوش حول ملفات ساخنة
    أنت كنت مهندس الرقابة على الصحف واعتقالات الصحفيين؟
    كتب/ عادل سيدأحمد

    الفترة التي قضاها الفريق أول صلاح قوش في جهاز الأمن والمخابرات طويلة ومثيرة.. فقد مرّت على فترة عمله في هذا الجهاز المهم، أحداث كثيرة.
    ولعل بعض الكتابات الصحفية، عقب «الإعفاء الرئاسي» لقوش.. وجهت سهاماً نحوه.. متّهمة إياه بأنّ الصحافة واجهت محناً في عهده.


    الأمن دائماً ما يحقّق مع الناس.. ولكننا اليوم نحقّق مع رئيس جهاز الأمن والمخابرات السابق:
    ٭ أنت كنت على قمة الجهاز.. وقد كانت تتم مضايقات وملاحقات واعتقالات للصحفيين؟؟!
    - كل الإجراءات التي كانت تتم، كانت وفق القانون.. أصلاً ما كنا نتجاوز الدستور والقانون.
    بل على العكس.. كنا نحرص على المرونة وألا نعطي الفرص للادعاء بأن الدولة تلاحق أو تعتقل.وفي نفس الوقت، فإن الصرامة مطلوبة، ولكن في ظل القانون.


    كذلك.. تأتينا توجيهات وتساؤلات .. وهذا من صميم عملنا الذي نظّمه القانون.
    ٭ ولكنك استهدفت صحيفة السوداني الدولية، في التسعينيات و واجهت صاحبها الأستاذ الكبير محجوب عروة ، باتهامات كبيرة وفظيعة؟!


    - لم تكن الاتهامات من فراغ أو فبركة.. وإنما كانت مؤسسة وفق معلومات استخباراتية محكمة ودقيقة.
    لقد توصّلنا وبالوثائق إلى أن محجوب عروة عميل وجاسوس..
    رصدنا كل ذلك منذ أن غادر السودان، وحتى وصوله إلى دولة عربية خليجية...!
    نملك المعلومات والوثائق التي تدل وتجزم أن محجوب عروة لعب دوراً كعميل، ووجد لذلك

    2/5/2011
                  

05-03-2011, 09:10 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    تطرق لإغلاق«السوداني الدولية»

    «قوش» يعلق على اتهامه لمحجوب عروة ويذكر الملابسات

    نفي الفريق أول صلاح قوش- مدير جهاز الأمن والمخابرات السابق- حديثه عن الصحفي الأستاذ محجوب عروة، والذي قال إنه جاء في سياق لقاء مفتوح بمنزل الراحل سيد أحمد خليفة بالسجانة في دعوة محضورة أمها عدد كبير من الصحفيين والإعلاميين في بدايات الألفية الجديدة. وأوضح أنه قد حدثت-آنذاك- مواجهة عبر المايكرفون بينه وبين الأستاذ محجوب عروة حيث تطرقت المواجهة لقضية صحيفة «السوداني الدولية» وملابسات إغلاقها واعتقال محجوب عروة، وتوجيه اتهامات ضده، عقب عودته من السعودية.
    وأضاف: «تطرقت لأسباب الإغلاق ولم اتهم عروة بالجاسوسية أو العمالة، وإنما ركزت على ملابسات إغلاق الصحيفة» .
                  

05-03-2011, 10:18 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    نافع وأتباعه في الأجهزة الأمنية
    اعتبروا إنشاء صلاح قوش لمؤسسة ذات طابع استخباراتي بمثابة إعلان حرب،
    د. عبدالوهاب الأفندي

    لعل أبلغ ما يجسد عمق الأزمة التي يواجهها حزب المؤتمر الوطني الحاكم (اسماً) في السودان هو أن الصراع الذي تفجر إلى العلن في الأيام القليلة الماضية (وما خفي أعظم) كان بين جناحين، يقود كل منهما رئيس سابق لجهاز الأمن والمخابرات. ولهذا دلالة رمزية غاية في الأهمية، حيث تؤكد ما أوردناه من قبل مراراً بأن أزمة النظام حالياً تتمثل في تغول أجهزة المخابرات فيه على مجال السياسة وعمل الدولة عموماً. وهذا بدوره يعكس أزمة مؤسسات متعددة المستويات. فضعف المؤسسات السياسية وغيابها جعل الأجهزة الأمنية تتمدد لتتولى الأدوار السياسية، بما في ذلك الحوار السياسي مع الأحزاب الأخرى والتحرك الدبلوماسي. بل إنها تحولت للعب أدوار عسكرية وحتى عدلية، إضافة إلى أدوار اقتصادية في الداخل والخارج.


    هناك فوق ذلك مشكلة الخلل المؤسسي الأكبر المتمثل في ازدواجية وفوضى الصلاحيات الضاربة بأطنابها، وهي فوضى بدأت مع ازدواجية القيادة التي رافقت بداية نظام الإنقاذ، وما تزال مستمرة. فحقيقة الصراع بين نافع وقوش لا علاقة له بالحوار السياسي، وإنما هو استمرار لصراع على النفوذ في الأجهزة الأمنية، حيث أن نافع ما يزال، رغم إبعاده رسمياً من قيادة جهاز الأمن عام 1995، المشرف الفعلي على الأجهزة الأمنية.
    وكان الصراع بينه وبين قوش على خلفية إصرار الأخير على الاستقلال بإدارة جهاز الأمن والمخابرات وإضعاف نفوذ نافع هناك. وقد استمر الخلاف بعد طرد قوش من رئاسة الجهاز، لأن الأخير أصر على أن يستمر في مجال العمل الأمني، وذلك عبر تحويله منصب مستشار الرئيس للشؤون الأمنية من منصب إسمي إلى مهمة تعيده إلى المجال الأمني من النافذة بعد أن طرد من الباب.


    وقد وافقت الرئاسة على هذا التوجه من أجل إيجاد تعددية في تقديم الخدمات الأمنية لا تجعلها رهينة لجهاز واحد. ومن طبيعة الأنظمة الأوتوقراطية أن تخلق أجهزة أمنية متعددة يراقب بعضها بعضاً، وإلا تغول جهاز الأمن وأصبح سلطة فوق السلطة. ولكن جهاز الأمن السوداني قاوم دائماً مثل هذه التوجهات. وقد واجه محاولة الدولة إنشاء جهاز مخابرات رديف في مطلع التسيعنات بعنف غير مسبوق، شمل اعتقالات وسط كوادر التنظيم الجديد، وقد يكون بلغ حد الوشاية بكوادر الجهاز المنافس في دول أجنبية حيث جرى اعتقال البعض وترحيل آخرين.
    بنفس القدر فإن نافع وأتباعه في الأجهزة الأمنية اعتبروا إنشاء صلاح قوش لمؤسسة ذات طابع استخباراتي تحت غطاء المستشارية بمثابة إعلان حرب، فقاموا بإعلان الاستنفار ضد الجهاز الجديد، ووقفوا ضد كل مبادرة صدرت عنه، بغض النظر عن خطئها وصوابها. ولم تكن المناوشات اللفظية الأخيرة ثم التسبب في إعفاء قوش إلا الطلقات الأخيرة في هذه الحرب الضروس من أجل توحيد الأجهزة الأمنية ثم إحكام هيمنتها على بقية مؤسسات الدولة تحت قيادة نافع.
    وتعبر هذه الحالة عن بؤس التنظيم السياسي الذي غاب تماماً عن الساحة وأسلم قياده لرجال الأجهزة الأمنية يصفون عبره صراعاتهم على النفوذ. فهذا التنظيم الذي يدعي وراثة الحركة الإسلامية من المفترض أن تكون فيه ثلة من مخضرمي السياسة ورجال الفكر والأكاديميين وغيرهم ممن هم أحق بأن يتصدروا الساحة، ولكنهم للأسف أصيبوا بالخرس، ومن تحدث منهم كان صمته أفضل.


    لا يعني هذا أن الأمن ورجاله شر محض، فلأجهزة الأمن والاستخبارات دورها في الدولة الحديثة، مع محاذير تستوجب الرقابة وتحديد مجال العمل. فالإشكال في الحالة السودانية هو أن أجهزة الأمن خرجت من مجال عملها الأساسي، وهو المساعدة في حماية أمن البلاد، إلى لعب أدوار سياسية وعسكرية وعدلية وشرطية واقتصادية، وقد أدى هذا لخلق مشاكل للأجهزة المعنية وللدولة، حيث أصبحت الأجهزة تعتقل الناس بدل الشرطة، وتحكم عليهم بدل القضاء، وتفاوضهم بدل السياسيين. وقد عوق هذا عمل المؤسسات الأخرى، كما أنه صرف الأجهزة عن واجبها في تقديم العون للمؤسسات عبر تزويدها بالمعلومات.


    ولكن حتى في الدول التي تضطلع فيها المؤسسات بمسؤولياتها، فإن الأجهزة الأمنية تحتاج إلى رقابة. وقد حفلت وسائل الإعلام في الأيام القليلة الماضية بأخبار تذكر بهذه المحاذير. ففي الأسبوع الماضي قدم موقع ويكيليكس المتخصص في التسريبات أطناناً من الوثائق حول معتقلي غوانتنامو لصحيفتي الغارديان والديلي تلغراف، حفلت بالمثير والمدهش من المعلومات. من ذلك الاعتراف بأن القائمين على السجن والمحققين كانوا متأكدين من أن مائة وخمسين من المعتقلين على الأقل كانوا أبرياء. ومنه أيضاً تأكيد ما كان معلوماً من قبل من أن اعتقال مصور الجزيرة سامي الحاج كان المقصود منه الضغط على القناة وكشف وسائل عملها.
    وفي تعليق لمحامي أحد المعتقلين الجزائريين نشرته صحيفة الغارديان، سخر المحامي من التهم الموجهة إلى موكله، وهي كبائر تبدأ من تفجير كنائس وتنتهي بتفجير فنادق ومحاولة اغتيال القذافي والعمالة للمخابرات البريطانية. وأضاف أن معظم هذه التهم كانت تعتمد على مجرد أقاويل، وأحياناً تفسيرات مغلوطة للأسماء والأقوال. وختم بالقول بأن موكله قد أعيد الآن إلى موطنه الجزائر، حيث يعيش حراً طليقاً، ولو كانت أي من هذه التهم في حقه ذات مصداقية لما تم إطلاق سراحه وإعادته إلى وطنه.
    ولعل الإشكال هنا هو أن القيل والقال يصبح في عرف هذه الأجهزة حقيقة، في حين لا يعطى المتهم حق الاطلاع على هذه الأقاويل أو الرد عليها. وكثيراً ما تتخذ هذه الأجهزة من الطبيعة السرية لعملها ستاراً تخفي وراءها إخفاقاتها وأخطاء وخطايا منسوبيها. ولكن في الدول الديمقراطية هناك ضوابط ومرجعيات تسمح بكشف مثل هذه الأمور.
    فإضافة إلى القضاء هناك الإعلام ولجان التحقيق والمنظمات الحقوقية وغيرها.
    وقد رأينا كيف أن بريطانيا دفعت تعويضات طائلة لبعض معتقلي غوانتنامو المقيمين في بريطانيا، رغم أنهم من غير حملة الجنسية البريطانية، وذلك بسبب تعرضهم للتعذيب في دول أخرى مثل باكستان والمغرب (وهي للأسف دول من المفترض أن تكون إسلامية، ولكنها أصحبت من 'متعهدي' التعذيب). والملاحظ هنا أن هذه التعويضات دفعت لمجرد شكوى هؤلاء، وهي شكوى لم تثبت، بأن للمخابرات البريطانية ضلعاً في تعذيبهم أو أنها على الأقل كانت على علم به. فكيف كان الأمر يكون لو أن التعذيب تم في بريطانيا؟


    هناك شكوى متزايدة على كل حال، ولها ما يبررها، في الدول الغربية من أن حقبة ما بعد الحادي عشر من ايلول/سبتمبر شهدت تراجعاً كبيراً في الحريات والحقوق المدنية على خلفية زيادة نفوذ أجهزة المخابرات وسن قوانين جديدة تحت مسمى مكافحة الإرهاب، تمنح الشرطة والقوات الأمنية سلطات واسعة للاعتقال والتحقيق. وفي الولايات المتحدة وصل الأمر إلى حد تشريع التعذيب، خاصة إذا وقع خارج الولايات المتحدة، أو قام به آخرون بالوكالة. ويبرر هذا التوجه بالخطر الداهم الذي يمثله الإرهاب، مما يستدعي التضحية بشيء من الحقوق والضمانات حتى يزول الخطر الداهم. ويجيب المنتقدون بأن الخطر المزعوم مبالغ فيه ولا يبرر العدوان على الحريات، بينما يضيف آخرون أن الخطر قد يكون أحياناً نتيجة لأعمال هذه الأجهزة. وهنا قد تنطبق مقولة الباحث الأمريكي المرموق في العلوم السياسية شارلز تيلي الذي شبه الدولة الحديثة بعصابات المافيا التي توفر 'الحماية' لزبائنها من خطر تمثله هذه العصابات نفسها، حيث تقوم بالاعتداء على من يرفض 'الحماية' ولا يقبل دفع الأتاوات.


    وهذا التوصيف ينطبق بصورة أدق على أجهزة المخابرات في الدول القمعية. وقد شهدنا كيف أن الدعاية السورية في الأيام الأخيرة تحدثت عن خطر إرهابي مزعوم في درعا والمدن السورية الأخرى التي تشهد احتجاجات سلمية، ثم ادعت أن مواطني درعا طلبوا حماية الجيش والقوات الأمنية. وهكذا أرسل الجيش لا لحماية الناس، بل لمحاربتهم، حيث قطع الماء والكهرباء والهواتف وإمدادات الغذاء عن كل السكان وقامت الأجهزة باعتقال أو قتل كل رجل فوق الخامسة عشرة. فمن كانت تحمي يا ترى؟
    ولن نستغرب إذا علمنا تبعاً لهذا أن كل سكان درعا ومعظم أهل سورية سيكونون أعداء خطرين للنظام السوري، ولكن ممارسات الأجهزة الأمنية الحالية والسابقة هي المسؤولة عن هذا. وكذا الحال في كل دولة دكتاتورية تقوم بحظر النشاط السياسي والمدني السلمي، وتعتقل وتعذب كل من يريد أن يمارس حقوقه المشروعة كمواطن. فمن الطبيعي أن يكتسب النظام عداوة من تغول على حقوقهم، وأن يشعر بالحاجة إلى أجهزة أمنية تحميه من الشعب، وتتجسس عليه وتمارس الإرهاب في حقه. وهذه الممارسات بدورها تكسب النظام عداوة قطاعات أكبر من الشعب، مما يستدعي زيادة حجم وصلاحيات الأجهزة الأمنية، وبالتالي ممارساتها المثيرة للسخط.


    وتكون النتيجة سقوط الأنظمة بسبب هذه الممارسات، حيث تصبح الأجهزة، كما فصلنا من قبل، العامل المباشر في سقوط النظام، ثم تكون الهدف بعد سقوطه، كما شهدنا في مصر وتونس ورومانيا وغيرها.
    النقطة المحورية هي أن أجهزة المخابرات بطبيعتها هي أداة حرب، لأن أساليب عملها من تجسس وخرق للحرمات لا تصلح إلا تجاه الأعداء. ولهذا حرمت القوانين الأمريكية على وكالة المخابرات الأمريكية حتى عهد قريب القيام بأي عمليات داخل الولايات المتحدة. ومع ذلك فإن مكتب التحقيقات الفدرالي، المناط به عمليات التحقيق باعتباره شرطة فدرالية، ارتكب الكثير من التجاوزات في عهد رئيسه الأشهر والأطول مدة، إدغار هوفر، الذي كان يمارس الإرهاب والابتزاز حتى ضد كبار المسؤولين، بحيث لم يجرؤ أي رئيس على إقالته. من هنا فإن إطلاق يد أجهزة المخابرات للعمل في المجال الداخلي، كما هو الحال في الدول العربية، هو بمثابة إعلان حرب على الشعب والأمة.
    ولكن حتى في الدول التي ما تزال تحرص على كبح جماح أجهزتها الاستخباراتية وحصر مجال عملها في الخارج، فإن الإفراط في منح الصلاحيات قد يقلل من فعاليتها.
    فإذا كانت وكالة المخابرات الأمريكية احتفلت أمس الأول بعثورها على أسامة بن لادن وقتله بعد قرابة عشر سنوات من إعلانه المطلوب الأول أمريكياً ورصد أكثر من خمسين مليون دولار لمن يدل على مكانه، فإن السؤال الذي ظللنا نكرر طرحه باستمرار هو لماذا فشلت هذه الأجهزة حتى الآن في العثور على بن لادن؟ فلم يحدث قط في التاريخ أن جندت مخابرات عشرات الدول، إن لم تكن كل الدول، للبحث عن شخص واحد، وفي عصر لم تعد فيه هناك بقعة مجهولة حتى في القطبين، وتوفرت فيه من تقنيات التجسس ما لم تعهد البشرية من قبل. ولكن الرجل ظل يجد مع ذلك من يؤويه ويخفيه ويرفض تسليمه رغم التهديدات والإغراءات. وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على خطأ المنهج الذي كانت متبعاً.
    الخلاصة هي أن رجال المخابرات المحترفين والمقتدرين هم من لا يسمع بهم أو يعرفهم أحد، يؤدون عملهم في صمت وتجرد، ويوجهون حرابهم وسهامهم للعدو، وليس للشعب.


    وبالمقابل فإن رجال المخابرات الذين يحبون الأضواء، ويتدخلون فيما لا يعنيهم، فهم رجال مخابرات فاشلون ورجال سياسة أفشل. وبالمقابل فإن الأحزاب السياسية التي تصبح عبارة عن أدوات في يد أجهزة المخابرات هي بالمثل أحزاب فاشلة، لأن أسلوب المخابرات غير أسلوب السياسة. فالأول يعتمد على الخداع والإرهاب والرشوة والإفساد، بينما الثاني يعتمد على الحوار والإقناع واحترام عقول الناس. وإن كان أسلوب السياسية قد يصلح للاستخبارات، فإن العكس ليس صحيحا.

    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن
    القدس العربي
                  

05-05-2011, 04:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الترابي عقب اطلاق سراحه:
    السجن افادني ولن اعتزل السياسة حتى الموت
    كمال حسن بخيت
    2011-05-04




    الخرطوم ـ 'القدس

    العربي' قال د. حسن الترابي، زعيم المؤتمر الشعبي المعارض إنه لن يعتزل السياسة حتى الموت. ونفى الحديث عن تعطّل المؤتمر الشعبي في غيابه، وقال: ليس صحيحاً أن الحزب يُعتقل معي، ونوّه إلى أنه عندما يكون في السجن فإن الحزب ينشط أكثر. وكشف الترابي في تصريحات صحافية عن مواصلته في تفسير القرآن الكريم خلال فترة اعتقاله الأخيرة. وقال: السجن أفادني جداً، وأضاف: أغلب كتبي ألّفتها في السجن.
    ووصف الترابي، انفصال الجنوب بـ(المأساة الكبيرة)، وقال: إذا كنا نريد توحيد كل الأمة ولم نستطع أن نوحّد بلداً فهذه فضيحة. واتهم السلطة بتخدير المواطنين، عندما صورت لهم الانفصال وكأنه إرتياح من الجنوب. وأعرب عن خشيته من أن يُقال في المستقبل: الإسلام إذا وُجد في بلد مزّقه، وقال: نحن لا نريد أن ينسب هذا التمزق للدين. وأكد الترابي، تواصل جهوده لإقامة الدولة الإسلامية. وقال: ما كنا نظن أن من تربى في حضن الحركة الإسلامية يتعرض لفتنة السلطة والمال العام وسرقته. وأضاف: (ولكننا الآن أصبحنا أوعى من زمان).
    الى ذلك نفى المؤتمر الوطني، حديث الترابي الذي قال فيه إن إطلاق سراحه تمّ بسبب وجود صراعات داخلية بالحزب، وأكد أن إطلاق سراح الترابي تم بناءً على إكماله المدة القانونية التي نصَ عليها قانون الأمن الوطني للاعتقال.
    وأكد بروفيسور إبراهيم غندور أمين الاتصال السياسي بالوطني في تصريح صحافي بالمركز العام للحزب أمس، عدم وجود أيِّ خلافات بين قيادات حزبه، وقال: أؤكد أنه ليست هنالك اضطرابات داخل الحزب، وأشار إلى أن اجتماع أمانة العلاقات السياسية الذي عقد بالأمس شهده أكثر من 20 قيادياً معروفاً.
    ووصف غندور، إطلاق سراح الترابي بالأمر الطبيعي لاعتبارات إكماله المدة القانونية، وقال: ما تَمّ أمر طبيعي في إطار السياسة المتبعة، وَنَبّه إلى أنّ السلطات الأمنية ربما رأت أن المدة التي قضاها في الحبس تعتبر كافية بناءً على حيثيات الاتهامات التي بني عليها الاعتقال. وقلل غندور من أهمية دعوة الترابي لتغيير النظام، وقال: هذا كلام طبيعي من حزب معارض، وأضاف إن كان هذا التغيير عبر الوسائل السلمية فهذا أمر يخصه، ولكن إذا كان التغيير عبر وسائل أخرى فهذا الأمر مَرفوضٌ.
                  

05-05-2011, 09:13 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    صحيفة الانتباهة
    http://www.alintibaha.net/news.php?action=view&id=4397
    --------------------------------------------------------------------------------
    || بتاريخ : الأحد 01-05-2011
    : القيادي الإسلامي د. الجميعابي في إفادات كالحمم «1 ـ 2»(أ)
    :
    حاورته/ روضة الحلاوي

    > ما سرُّ تراجع د. الجيمعابي واختفائه من واجهة الحزب منذ المفاصلة؟
    < أنا مبعد «أنا ما في الشعبي» وللأسف أنا في المؤتمر الوطني ومبعد ولا يحتملون وجودي معهم ولو كنت مقتنعاً بالخلاف لانضممت للترابي.. لماذا الإنشقاق؟ لماذا الخلاف؟ ظللت في موقعي لكي أحافظ على الدولة عسى ولعل بمرور الزمن أن ينصلح الحال ويلتئم شمل الحركة الإسلامية وإلا إذًا أنا غير موجود وقبل «18» سنة كنت على قمة التكوين الحزبي وكنت أميراً للحركة الإسلامية بولاية الخرطوم وأمين أمانة المؤتمر الوطني بالخرطوم والآن ليس لي وجود على أي مستوى قيادي على الإطلاق..
    > ألم تقم بأي محاولة لتصحيح المفاهيم التي أبعدت بسببها؟
    < نعم طلبت من القيادة بأن أكون في المجموعة التي تشارك في اتخاذ القرار وأكدت لهم أنني لا أريد منزلاً ولا سيارة ولا مالاً ولكنهم رفضوا، فهم يقولون «ممكن يتكلم» نعم سوف أتحدث ولا أخاف من أي كائن من كان ومع ذلك ظللت بالمؤتمر الوطني والبشير هو الشخص الوحيد الذي يستمع إليّ وأعتبره نعمة على السودان ولكن جهازه الحزبي ضعيف تماماً..
    > ما سبب هذا الضعف؟
    < أنه يحتفظ بقيادات لها أكثر من «18» عاماً «ما في غيرهم حواء ما ولدت» فقد قدموا كل الذي عندهم وهؤلاء هم العلة الأساسية في حكم البشير يجب أن يغادروا الآن قبل الغد.

    > ذكرت في حديثك أنك تأسف بأنك مؤتمر وطني فلماذا أنت باقٍ حتى الآن ضمن عضويته؟

    < المؤتمر الوطني حزب أنا بنيته وسأظل أقول آرائي هذه عسى ولعل أن ينصلح الحال ولا أريد أن أزيد في التشتت والفتنة وما زال عندي عشم، فإذا انقطع العشم فسوف أتنحى والعشم الآن هو السيد الرئيس وأنا مستعد أن أتعامل مع الشيوعيين مع الأمة مع الاتحادي فجميعهم فيهم عناصر نظيفة ووطنية وكذلك الشعبي والوطني ولا يوجد سبب لأن نشقه مرة ثانية.
    > من حديثك نفهم أن هناك مجموعات تشكل مراكز نفوذ في السلطة والحزب؟
    < هناك مجموعة متمركزة وتحاول تحاصر الرئيس دوماً عبر المؤسسات، عبر القرارات، عبر التقارير حتى لا ينطلق في التغيير، ما ذنب الشعب السوداني أن يكون في الجهاز التنفيذي أناس ظلوا لمدة «18» سنة حتى في أمريكا «الواحد» يأخذ دورتين ويتنحى.

    > إذن ماذا أنت قائل عن الترهل الذي تشهده مراكز الدولة؟

    < بلد فيها «71» وزيراً وأي والي عنده «40» مستشاراً ووزير ونائب ومساعد وكثير من الولايات بها كثير من المستشارين حتى حول الرئيس نفسه يوجد من الجيش الجرار، فالبلد لا تحتمل، وأقول للرئيس سيدي الرئيس أرجو أن تتجه للولايات بأن تحكم بقيادات لا يتجاوز عددها «12» من معتمد إلى وزير دعنا نحافظ على المال العام دعنا نوجه كل هذه الإمكانات لخدمة المواطن لتشغيل الخريجين، فنحن لدينا «850» ألف خريج عاطل والبلد تمتلئ بالفاقد التربوي والمشردين والجوعى وآثار الفقر.. هذه قضايا يجب أن تحل وأنا متأكد أن مؤسسات الرئيس تستطيع أن تأتيه بهذه المعلومات.
    > إذن كيف ترى تعدد المناصب؟
    < البعض يعمل رئيس لأكثر من عشرين مؤسسة يتجاوز دخله الشهري «200» مليون والشعب السوداني يعلم بذلك.
    > ما رأيك في الحديث عن الفساد الآن؟

    < الفساد الموجود الآن لا تستطيع قوانين النائب العام وتقارير المراجع العام أن توقفه ولا هو «شوية موظفين أكلوا ليهم شوية قروش» فهذا حديث ليس له قيمة.
    > إذن ما هي مواضع الفساد في رأيك؟
    < الفساد الذي نتحدث عنه موجود فإذا ذهبوا للمؤسسات التي ترصد سوف يكتشفوا أن الناس امتلكوا العقارات ويديرون التجارة من دبي وماليزيا، ونحن أصبحنا متهمين كقادة للدولة بأننا كنزنا المال ولدينا ثراء مشبوه وحولنا أرصدتنا بأسماء أبنائنا وزوجاتنا وأصهارنا.

    > كيف تعالج ذلك؟
    < لا بد أن يسأل المسؤولون الذين تحوم الشبهات حولهم عبر جهاز التلفزيون ويسألوا من أين لهم هذا؟ وأن تكون المحاسبة بكل شفافية وصدق ويسأل أي مسؤول في الدولة هل أنت تعمل في التجارة؟ كيف تمارس التجارة وأنت مسؤول وموجود في الجهاز التنفيذي؟ وهذا يعني أنك تستغل سلطاتك لمصلحتك الشخصية.. وهذا إفساد ونحن نتكلم عن الشفافية وعن الحكم الراشد.. وإذا أصبح الناس بهذا المستوى سوف يكون هم الأجهزة الشرطية والأمنية أن تكبل الناس لكي تحافظ على النظام.
    > رأيك في الدعوة التي أطلقها البشير مؤخراً بتكوين مفوضية للفساد؟

    < بعد عشرين عاماً يطلب المؤتمر الوطني ضبط المؤسسات لماذا لم يتم ذلك قبل «17 ـ 18» سنة جاءت متأخرة «بعد شنو؟» بعد أن انتهت الوظائف، فهذا حديث يؤخذ علينا في «الوطني». وأنا تحدثت مع الرئيس عمر عن قضية العطالة وقلت له إن كثيرين يتهموننا ويقولون إنتو في بيوتكم مافيها عطالة».
    لكن اذهبوا لبيوت الآخرين سوف تجدون في كل بيت «5 ـ 6» عاطلين عن العمل وهذه كارثة حقيقية..
    > يجري الحديث عن إجراء إصلاحات على مستوى الأشخاص داخل الحزب؟

    < للأسف الشخصيات التي تتخذ القرارات لا تكرر إلا الفشل وهم نفس الشخصيات التي نتحدث عن تغييرها ويجب أن يتغيروا هم أولاً «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» فيجب أن يغيِّر «الوطني» من قياداته وأن يجدد الوجوه وأن يستفيد من الكوادر.. ولا أذيع سراً إن قلت أن مراكز القوى الآن تتحكم في الوطني ولكل هذه المجموعات إذا تمعنت فيها تجدها تتبع لأربعة مراكز قوى لا تزيد إلا نادراً.. يصعب التغيير إلا إذا تغيّرت هذه الوجوه، هم الذين يرشحون الناس للوزارات وهي نفس الوجوه التي تتحرك من هنا وترجع من هناك ولكن في تقديري يجب على الرئيس أن يشكرهم ويغادروا عندها سوف تأتي وجوه جديدة متميزة ولها خبرة ولديها معزة للرئيس ومعزة للوطن والحزب..

    > نريد أن نتعرف على موقفك من الخطوة التي تمت في عطبرة لتوحيد الإسلاميين؟

    < الخطوة التي قادتها قيادات الوطني والشعبي بولاية نهر النيل بقصد توحيد الحركة الإسلامية اعتبرها من الخطوات الجريئة جداً وأدعمها بشدة وعلمت أنها حركة قاعدية قوية فشلت قيادات الوطني والشعبي في إيقافها وفي تقديري دائماً نهج القواعد وحركة قواعد المجتمع تكون حركات قوية وصادقة وأنا شخصياً أقف من خلفها وأشجعها وعلى استعداد للمشاركة فيها.

    --------------------------------------------------------------------------------
                  

05-05-2011, 10:11 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    وقال الترابى لصحيفة الصحافة الصادرة اليوم 5/5/2011 ضمن حوار ما يلى

    كيف كان وضعك في السجن؟.
    * حال السجن الآن اقل ما يمكن ان يوصف به انه متخلف…انا قضيت اكثر من 12 عاماً متفرقة في السجون..عندما دخلنا لسجن كوبر في العام 89 كان الوضع افضل بكثير من الآن…لم ار في حياتي شيئاً تدهور مثل السجن..كنا في تلك الازمان نصلي جماعة في السجن…التلاوة في جماعة ..

    اما الآن حتى الصلاة جماعة منعوها..وحين تصلي يجب الاترفع صوتك…حتى لايعرفك احد..في فترتي الحالية التي قضيت فيها قرابة الاربعة اشهر لم أر وجه جاري في الزنزانة اطلاقاً والى ان خرجت لا اعرف من هو..فقد منعت في اول الامر من كل شئ الى ان جاء نائب مدير جهاز الامن وهو من جنوب السودان وسمح لي بالكتب والقلم والتربيزة…اقول ان السجن الذي هو اصلاح وتهذيب..يقوم بدور عكسي الآن..ما يسمون بالاحداث يدخلون «الاصلاحية» يمكن في عملية سرقة صغيرة ..يصبح بعد ذلك» مجرماً خريجاً».
                  

05-05-2011, 10:42 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    صحيفة أجراس الحرية
    http://www.ajrasalhurriya.net/ar/news.php?action=view&id=19803
    --------------------------------------------------------------------------------
    || بتاريخ : الخميس 05-05-2011
    : صراع نافع وقوش الى اين؟
    :
    تحليل :أشرف عبد العزيز

    *رغم ما يثار عن إن هناك تذمرا وسط بعض قيادات المؤتمر الوطني وخاصة الجناح الذى ينضوي اليه صلاح قوش من الدور المتعاظم للدكتورنافع علي نافع في الحزب وفي السلطة التنفيذية بالدولة الا ان نافع قد ربح نتائج هذا الصراع بقرار ابعاد قوش وتحجيم دوره السياسي ويبدو ان الرجل استطاع أن يضرب حصارا قويا حول الرئيس البشير من خلال عدد من القيادات التنفيذية التي تدين له بالولاء والطاعة واستطاع أن يكون هو المعبر والمدخل للرئيس بحيث لا يتم اللقاء به من قبل أي مسئول تنفيذى او سياسي من الحزب الحاكم او من المعارضة إلا بموافقته وحضوره شخصيا.





    ولكن هناك سؤال مهم وملح يطرح بشدة هل الخلاف كان على الحوار ام على البشير ام نتيجة نزعات طموحة؟ وهذه الفرضية نجدها في حديث القيادي بالمؤتمر الوطني قطبي المهدي امس بصحيفة الوطن (تحليلات توصلت الي قوش وبعد ان سرت تصريحات حول ان الرئيس لا ينوي الترشح مرة اخري كان ضمن اخرين - أي قوش – يرسم ان يكون في هذا الموقع) بعد المفاصلة الشهيرة للإسلاميين وخروج الترابى زعيم الحركة الاسلامية وشيخها لم يظهر ثقل ومنافس حقيقي للبشير مثل شخصية الترابي لأن البشير كان مدركا لخطورة ظهور شيخ جديد يسحب البساط وهيبة قيادة السلطة والحزب ... فالخلاف إذا ليس بين البشير وصلاح قوش وإنما بين جناح في السلطة والحزب والتنظيم يمثله صلاح قوش وجناح آخر في السلطة والحزب يمثله ويقوده الدكتور نافع علي نافع وان قضية إقالة صلاح قوش ما هي إلا (قمة جبل الجليد) في هذا الصراع العميق باعتبار ان قوش لا يمثل نفسه وإنما يمثل تيارا كبيرا دخل في صراع مفتوح مع التيار القوي الآخر، وان الطرفين يملكان أدوات ومفاتيح الصراع والذي ينظر إليه السودانيون بأنه صراع قبلي بين مراكز القوى داخل الحزب الحاكم والذي حول الدولة الى دولة الحزب... ولكن ذلك ليس صحيحا فهناك من يقف مع نافع وهو من قبيلة قوش وهناك من يقف مع قوش هو من قبيلة نافع ولكن من هو المستفيد من إظهار الصراع بأنه صراع قبلى؟



    *كما قلنا فى تحليل سابق ان نافع هو الذي يمتلك كل مفاتيح الحوار داخل وخارج الحزب الحاكم فهو الذراع الأمنية والسياسية وهو مركز الثقل وانه وفقا لذلك لن يسمح لصلاح قوش ان يتمدد سياسيا على حسابه وعلى حساب الجناح الآخر ولذلك كان لا بد من وأد المحاولة الجريئة التى بذلها صلاح قوش عبر المستشارية الأمنية في مهدها بل كان لا بد من وأد المستشارية نفسها لأنها في نظر نافع ومن معه قد (حشرت) نفسها في قضية ليس من اختصاصها وانما من اختصاص الحزب وحتى في الحزب من اختصاص القطاع الذي يتولاه نافع لا غيره.



    *ولكن ثمة سؤال يطرح نفسه وبشدة هل كان الصراع على مضمون الحوار؟ لقد وضح جليا ان خلاف تيارات المؤتمر الوطنى ليست حول مضمون قضية الحوار مع المعارضة والتي تولاها أكثر من جهة ولا حول قيمتها ومدى جديتها لحلحلة أزمات السودان المستفحلة بل هو حول من هو أحق بإدارة هذا الحوار، هل هو نافع علي نافع والحزب أم صلاح قوش والمستشارية الأمنية ام الهيئة الوطنية التى كان يتولاها سوار الذهب والتي غابت عن الساحة الآن وتحولت لمنظمة طوعية بعد ان تولى سوار الذهب رئاسة هيئة دعم البشير فى الانتخابات الماضية وفقد حياديته ...



    *لقد وضح جليا ان الحزب الحاكم يعاني من تعدد وتنوع مراكز القوى، فالكل (يتنمر) بعصبته وربما قبيلته وتحول الحزب الي جزر معزولة وأصبحت كل جماعة او طائفة او عصبة تسيطر على احدى مؤسسات الدولة او الحزب وتتصرف في السلطة التي تتولاها وفقا لمصالحها التنافسية والإضرار بمصالح الجناح الآخر المناوئ، فالصراع بين الرجلين هو صراع مراكز القوى فكل منهما يدعي ان الرئيس معه وانه يقوم بمهامه بعلم الرئيس ونائبه ولكن نافع لم يقبل بوجود حوار خارج أسوار الحزب وخارج سيطرته هو شخصيا خاصة أنه يدرك ان هناك تيارا داخل الحزب الحاكم غير راضٍ عن دوره المتنفذ ويحاول أن يحجمه وأنه يدرك ان صلاح قوش يريد أن يجعل المستشارية الأمنية مظلة سياسية للقيام بالمهام ذاتها التي من المفترض أن يقوم بها الحزب بتحويل المستشارية الى ذراع سياسية موازنة للحزب ينظم الحوار والتفاوض مع المعارضة ومع المثقفين خارج وعاء الحزب.



    *والغريب فى الامر ان نائب رئيس الجمهورية ونائب رئيس المؤتمر الوطنى على عثمان بدأ وكأنه بعيدا عن الصراع فقد وجه الرجل بضرورة التنسيق بين المستشارية الأمنية والحزب.. ولكن على مدار ازمات الاسلاميين درج طه على اتخاذ موقف غامض اثناء احتدام غبار المعركة وتهاوى الرؤوس ولعل الذاكرة لاتنسى مواقفه من مذكرة العشرة وقرارات الرابع من رمضان، ولكن ريثما تنجلى الازمة يتضح موقفه الا ان الازمة الحالية طرحت تسا ؤلات مهمة اولها هل هناك خلاف حقيقى بين نافع وعلى ومن الذى يقف وراء قوش؟ وبالعودة للصراعات بين الدولة والحزب دائما ماتننصرعناصر الحزب بالدولة على عناصر الحزب كما حدث فى الصراع الحاسم بين الشيوعيين فى مايو حيث انتصر تيار احمد سليمان ومعاوية سورج على عبدالخالق وفى صراع الاسلاميين انتصر تيار على عثمان على الترابى مستقويا ومستندا بالدولة.. ولكن الغريب فى هذا الصراع هو ان مؤسسة من مؤسسات الدولة هى مستشارية الامن انهزمت امام الحزب فهل يعنى هذا ان الدولة انهزمت امام الحزب خصوصا وان قوش كان يتحدث عن قواسم مشتركة يتوافق عليها مما يعنى عدم استصحاب كل برنامج الوطنى الشيىء الذى يعنى اقامة حكومة تعمل على تصفية الحزب ويكون فيها مجرد شريك، وهذا ما لا يقبله نافع على حد قوله ويبقى السؤال مما تقدم هل هناك خلاف بين على ونافع فى ان يظل المؤتمر هو الممسك والمسيطر على البلاد ولامجال للاخرين فى دخول الانقاذ الا على الطريقة الزهاوية؟ اذا من الناحية النظرية قد لايكون هناك خلاف نظري بين نافع وعلى عثمان فيما يتعلق بطبيعة الحوار ولغته ومقاييسه.



    *ان هذا الصراع وبالطريقة التي تفجر بها يؤكد فيما لايدع للشك ان مسألة الحوار في سياسة ومواقف المؤتمر الوطني ما هي إلا مجرد شعارات جوفاء للاستهلاك السياسي فقط...ولذلك التعويل على الصراع فى تفكيك الحزب او تغيير قناعاته قد لايفيد كثيرا فى معركة التغيير التى تدور رحاها ضد النظام ولكنها مع ذلك احدثت تخريبا معنويا قد يؤثر فى مدى تصدى الحزب الحاكم لمحاولات اسقاطه سلميا.

                  

05-08-2011, 11:15 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    500 من قيادات «الوطني» يهددون بالانسلاخ من الحزب بشمال كردفان

    الخرطوم : الصحافة:

    هدد اكثر من (500) من قيادات حزب المؤتمر الوطنى بولاية شمال كردفان، بالانسلاخ من الحزب، احتجاجا على اعتقال عدد من قيادات المؤتمر الوطني من قبل السلطات وايداعهم في الحبس لمدة تجاوزت الثلاثة ايام.
    واحتج نحو (500) من قيادات الحزب فى محليات ام روابة، الرهد، ام دم، امس بمحلية ام دم، وقرروا رفع مذكرة احتجاجية ضد حكومة الولاية لاعتقال عدد من قيادات الحزب بمحلية ام روابة على رأسهم نائب رئيس الحزب نصر الدين الوسيلة، على خلفية رسالة (قيل انها مسيئة لمعتمد الرهد).


    واعتبر المحتجون الغاضبون، عملية اعتقال القيادات استهدافاً لابناء الولاية، وشرعوا فى ارسال وفد رفيع المستوى للحزب فى المركز بغرض تسليم المذكرة لنائب رئيس المؤتمر الوطنى للشؤون السياسية والتنظيمية نافع على نافع، احتجاجا على توقيف نائب رئيس الحزب بمحلية ام روابة.وهدد قيادات الوطنى فى مذكرتهم، بانسلاخ جميع القيادات من الحزب مالم يتم وضع حد لتصرف الوالي ومحاسبته.
    الصحافة
    8/5/2011
                  

05-09-2011, 10:21 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    إلى الطيب مصطفى!! ..

    بقلم: ضياء الدين بلال
    الأحد, 08 أيار/مايو 2011 15:05
    Share

    [email protected]


    تفاجأنا في أسرة تحرير (السوداني) الخميس الماضي، بالباشمهندس الطيب مصطفى رئيس مجلس إدارة الزميلة الانتباهة وكاتب عمود زفرات حرى، يشن هجوماً عنيفاً علينا، ويتهم (السوداني) بزرع ودس لغم عبر خبر جاء فيه: إن مجموعة شبابية أعلنت يوم صلاة الغائب على روح أسامة بن لادن انضمامها لمنبر السلام العادل وتكوين كتائب تحمل اسم ابن لادن، واعتبر الباشمهندس نشر الخبر من حبائل الكيد للمنبر ومحاولة النيل منه، ولم ينس أن يذكر شبهة أخرى متعلقة بسوق التنافس الصحفي، بمعنى أن (السوداني) أصابتها حمى الغيرة فمضت غائظة في مسار الكيد لصحيفة تتربع في قمة هرم التوزيع!

    وقد يكون للباشمهندس الطيب مصطفى قناعات تجاه الصحيفة أو رئيس تحريرها تبرر له الإفراط في سوء الظن واتهام النوايا، لذا اعتبر خبر الصحيفة خبراً ملغوما ومدسوسا، ولكن ما سيفاجئ الطيب مصطفى ويحول اتهاماته إلى نكتة تضحكه هو أولاً، ومن ثم القراء وأهل المهنة، أن الخبر الذي نشر بـ(السوداني) لم يكن من تحرير أحد محرري الصحيفة، الغريب جداًَ أنه منقول بحرفيته ودون وضع نقطة أو شولة عليه من صحيفة الانتباهة!

    صبراً قليلاً لأشرح لكم القصة ..وهي ببساطة أن مدير تحرير (السوداني) كلف أحد المحررين بتغطية صلاة الغائب على روح الشيخ أسامة بن لادن، تلك الصلاة التي دعا لها منبر السلام العادل. ذهب مصور (السوداني) إلى ميدان المولد بالسجانة والتقط صورا من الحشد، وجاء ووضع الصور في الشبكة الداخلية للصحيفة وانصرف إلى بيته، وفي الساعات الأخيرة من إعداد الصفحة الأولى اكتشف رئيس قسم الأخبار بـ(السوداني) أن المحرر المكلف لم يقم بواجب التغطية الإخبارية، فلم يكن أمام الأستاذ طارق عثمان رئيس قسم الأخبار إلا أن اتصل بصحيفة الانتباهة للحصول على الخبر، باعتبارها الناطقة باسم الجهة المنظمة.
    الزملاء بالانتباهة بذوق مهني وتعاون متعارف عليه بين الصحف، أرسلوا الخبر مشكورين لـ(السوداني) التي نشرته كما هو دون حذف أو تعديل، وأخرجت الصحيفة عنوانها الرئيسي من ذات الخبر.

    وفي اليوم الثاني نشر الخبر – بالتزامن- بالانتباهة و(السوداني). ولم يعلق منبر السلام لا في ميدان المولد ولا في صحيفة الانتباهة، عن إعلان تكوين كتائب باسم ابن لادن وانضمامها لمنبر السلام العادل، والصمت في مثل هذه المواقف وعدم التعليق يعتبر موافقة سكوتية وإقرارا على الخطوة. كان بإمكان قيادات المنبر الرد على ذلك الشاب في ذات المكان، وإذا تعذر ذلك كان من الممكن إرفاق تعليق على الخبر - من المنبر- يعلن فيه رفضه لانضمام الكتائب الجهادية.



    إذا كان الخبر ملغوماً أو مدسوساً فهذا يعني أن الزميلة الانتباهة هي التي قامت بلغم ودس الخبر على صفحات (السوداني) لا العكس، وبذا يصبح من حق (السوداني) أن تلتجئ للقضاء لا أنتم،كما هددتنا!






    ---------------------
    إبراهيم السنوسي في إفادات ساخنة: «1 ـ 3»
    بواسطة: مدير الموقع
    بتاريخ : الإثنين 09-05-2011 08:30 صباحا


    حاورته: آمال الفحل


    * اعتقال الشيخ الترابي وتجاوزه المدة القانونية للاعتقال وإطلاق سراحه...

    هذا هو الاعتقال السادس للدكتور الترابي في عهد الإنقاذ، اعتقال لم نعرف له سبباً هذه المرة سوى ما قيل في بداية الأمر أنه مُنع لتدبير اغتيالات يقوم بها الأخ الدكتور الترابي وهي تهمة باطلة لا تستحق الحديث عنها، وهذا ليس من شأنه وليس من تفكيره أصلاً، وكان الترابي ضد مبدأ الاغتيالات التي بدأت منذ محاولة اغتيال حسني مبارك، ولكن تبعه بعد ذلك مبرِّر آخر، وقيل إن الأمن يملك وثائق تبرِّر اعتقال الدكتور الترابي، وهذا ما قاله الدكتور نافع، ولا ندري إذا كانوا هم يملكون وثائق لتبرير الاعتقال، وهذه المرة الاعتقال كانت مدته أكثر من ثلاثة أشهر ولكنه كلام مفتريات كاذبة أرادوا بها اعتقال الترابي.

    * في رأيك ما هو السبب الحقيقي؟

    أعتقد أنه استباق لما يقال إنه يمكن أن يكون سبباً في إشعال الثورة التي اجتاحت العالم العربي وجيران السودان وليس ذلك علماً بالغيب، وما دامت الثورة قد اجتاحت جيران السودان ربما تصل إلى السودان أيضاً لاسيما أن المناخ في السودان الآن هو نفس المناخ في البلدان المجاورة بل حتى إن اعتقال الدكتور الترابي لو أنه أُريد به أن لا تقع أو تقوم ثورة فإن الملك بيد الله إذا أراد أن ينزعه لا يجدي معه اعتقال الدكتور الترابي ولا بقاؤه خارج السجن يعطي الطمأنينة للنظام، وهذه مبررات لا تساعد إلا أن يكون هنالك مزيد من الاحتقان في البلد وهو أمرٌ لا ينبغي أن يحدث في وقت يواجه فيه السودان كثيراً من المشكلات والتحديات بعد انفصال الجنوب، لكن رغم الاختلاف يظل ثلث السودان قد ذهب.

    * ما الجديد في اعتقال الترابي هذه المرة؟

    الجديد أن حزب المؤتمر الوطني على لسان غندور قال إنه ليس طرفاً في اعتقال الترابي وأوقعه على كاهل الأمن، فهذا اعتقال أمني والحزب قد تنصل وأبعد هذا الأمر عنه وأوقع المسؤولية على الأمن، وهذا أمر مؤسف، والأكثر أسفاً أنه هذه المرة قد أُسيئت معاملة الترابي وإخوانه وتفتيشه وهذا لم يحدث في حياته أصلاً، وحتى عندما اعتُقل أيام نميري لم يُفعل به هذا، بل الأدهى والأمر أن أفراد الأمن ظلوا معه في المستشفى بوجود أسرته وبناته في الحجرة، وهذا أمر لا أخلاق فيه وتصرفوا هذا التصرف وهو لا يليق بالسودان ولا حركة الإسلام ولا يمكن أن يُرتجى أن يكون هنالك لقاء بعد خصام، وجاءتنا اتصالات بأنه يمكن أن يخرجوه من السجن ليبقى في الاعتقال التحفظي في منزله، وأنا عارضت هذا معارضة شديدة ولا يمكن أن نقبل لأنفسنا أن يخرج من السجن ويبقى معتقلاً في منزله، وهذا أمرٌ لا نقبله أصلاً، فإما أن يبقى في السجن وإما أن يخرج حُراً طليقاً مع سائر قادة الأحزاب في الساحة، أما أن يُعتقل في بيته ليصبح منزله سجناً له ولأسرته ولبناته فهذا ليس معقولاً، وهذا أمرٌ محزن جداً أن تكون الإنقاذ تتصرف مع قائدها هذه التصرفات العبثية.

    * الحديث عن مطالبة المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم بإطلاق سراح الترابي كيف نظرتم لذلك؟

    المؤتمر الوطني رمى أمر الاعتقال على الأمن، ولا ندري ماذا يقول الأمن ولا ندري من هو الذي فوق الأمن.. سيظل دكتور الترابي صابراً محتسباً والأيام دول.

    * هنالك حديث عن مبادرة من قيادات الوطني والشعبي بنهر النيل لتسوية الخلافات بين الحزبين.. ما صحة ذلك؟

    هذه حادثة الآن قد انتهت وهي فكرة قام بها بعض من الأفراد بين الطرفين وتطورت بعد ذلك وكانت تشبه أن يكون هنالك محاورات بين تنظيمين لتصبح بعد ذلك تنظيماً يمكن أن يكون موازياً للحزبين «المؤتمر الوطني والشعبي»، ونوقشت مع إخواننا في نهر النيل ووصلنا إلى أنها أشواق لبعض القواعد لكنها الآن ليس هذا وقتها بل ممنوع في نظامنا الأساسي أن يكون هنالك حوار في هذا الوقت مع النظام، وقد ناقشت ذلك الأمانة المركزية وصدر قرار ورُفع لإخواننا في نهر النيل وتم إيقاف تلك الحادثة، ولم يعد لها أثر حتى الآن ولم يعد هنالك حديث عن مبادرة مثل هذه في نهر النيل.

    * تردد أن هنالك حوارًا غير رسمي ما بين الوطني والشعبي وهل يُفضي ذلك إلى حوار رسمي؟

    نحن كنا قد رفضنا مبدأ الحوار في نهر النيل وهذا أمرٌ ينطبق على كل تشكيلاتنا في الولايات ويصل ذلك إلى أعلى، إلى الأمانة العامة أو الهيئة القيادية التي صدر لها قرار أن «لا حوار ولا توحيد مع النظام في الوقت الحاضر».

    ٭ ذكرت أنه لا حوار ولا توحيد مع النظام.. ما هو السبب في ذلك؟

    أسباب كثيرة: تاريخياًَ للحوارات التي كانت فاشلة ومنقوضة من المؤتمر الوطني، ثم الآن اعتقال الأمين العام وسوء المعاملة مع كتم الحريات وحجب الشورى، فكيف يكون هنالك حوار؟! والآن قرار الهيئة القيادية يؤكد على ألا يكون هنالك حوار مع المؤتمر الوطني ولا مؤسساته فليبقوا في الحكم وسوف نكون معارضة ويقوم بعد ذلك كل طرف بطرح آرائه في الساحة السياسية، هذا هو الذي يحدث وليس في الوقت الحاضر حوار أصلاً.

    * هل نتوقع مصالحة وشيكة بين الإسلاميين؟

    إذا كان هنالك سوء معاملة وعدم حوار فكيف يكون هناك مصالحة؟! لذلك ما كان ممنوعاً منذ البداية لا يمكن أن يؤدي إلى توحيد، ونحن في الهيئة القيادية قررنا إسقاط النظام، بالتالي لا حوار مع النظام الآن، هذا خطُّنا منفردين أو في تحالف، هذا خطنا وسوف نصابر عليه وليس هذا جديداً على الحركة الإسلامية، هذا خطنا منذ أيام مايو إلى أن سقط النظام، وسوف نصبر على ذلك، فليحكموا هم بطريقتهم وليتحملوا نتيجة ذلك ونحن سوف نظل صابرين محتسبين مظلومين إلى أن يفرج عنا الله الكرب.

    * ذكرت أنكم تريدون إسقاط النظام فهل تستطيع المعارضة وحدها إسقاط النظام؟

    إن اعتقال الترابي أو إطلاق سراحه لا يُسقط النظام أو يُبقيه، نحن كحركة إسلامية نؤمن بالغيب، الغيب عندنا أن الحكم بيد الله يؤتيه من يشاء وينزعه حين ينزعه كما نزعه من «بن علي» «بعربة كارو» لم يكن للأحزاب فيها من نصيب، وكما نزعه بالفيس بوك كذلك ينزعه من الآخرين، وإسقاط النظام ونزع الملك من الإنقاذ لا يحتاج إلى قوة المعارضة أو ضعفها، بل يحتاج إلى أنه إذا أراد الله شيئاً أن يقول له كن فيكون، لكن هنالك أسباب قوية أو ضعيفة يعني ليس أن تكون المعارضة قوية حتى يسقط النظام وليس أن تكون المعارضة ضعيفة جداً حتى يبقى النظام، فهذه معادلة في الغيب، فقد تكون نارًا من مستصغر الشرر، ومن ضعف المعارضة يمكن أن يُخرج الله سبباً لإسقاط النظام، ومن قوة النظام يمكن أن يُخرج سبباً لإسقاطه.

    * كيف تقيِّم الآن الحوار بين الحكومة والمعارضة؟

    ليس لنا حوار مع الحكومة، حتى المعارضة وقوى التحالف رفضت الحوار مع الحكومة، وإن كانت هناك بعض الفصائل والقوى السياسية دخلت فهذا شأنها وليس لنا من سلطة على حزب أن يتبع وسيلته التي يراها في العمل السياسي، لكن قطعاً الحوار يضرُ بالقوى السياسية والتحالف ويضرُ بالحزب الذي يحاور نفسه، الآن كل حزب حاور النظام كان ذلك سبباً في تشقيق قواعده، فالحوار بالتجارب السابقة مثلاً حزب الأمة بدأ الاتفاق بالتراضي وغيرها فمرت سنوات وشهور ولكنه لم يصل إلى نتيجة إلى اليوم، ومازلنا نسمع أن الاتفاق بين الحزبين وصل إلى 80% وتارة أخرى نسمع أنه تراجع ولا ندري ونحن موقفنا ثابت: لا حوار لنا مع النظام، ومن يريد أن يحاور فليحاور، لكن قطعاً فإن الحوار مع الوطني لا يجدي بشيء
                  

05-09-2011, 06:21 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)



    «الشعبي» يتوعد «الوطني» بإزالته من الحكم خلال شهر


    الخرطوم : الصحافة:
    صتوقع حزب المؤتمر الشعبى ، رحيل نظام المؤتمر الوطنى من حكم البلاد، خلال فترة لا تتجاوز الشهر من الآن، عبر انتفاضة شعبية، وبفعل دقيق ـ لم يفصح عنه ـ ، ووصف الحزب الحاكم بـ( المتهالك) وانه اضعف الانظمة العربية التى تشهد ثورات عنيفة من قبل شعوبها.واعلن الامين السياسي للمؤتمر الشعبى، كمال عمر، فى احتفال اقامه الحزب امس، لـ (9) من عناصر الحزب افرج عنهم مساء امس الاول، تمسك حزبه بإسقاط النظام، ورأى ان الاعتقالات التى طالت عناصر الحزب زادت من قوة وتماسك منسوبيه.


    وشدد عمر، على عدم التفاوض مع الحزب الحاكم، باعتبار ان المؤتمر الوطنى اصبح يعيش ازمة مصداقية وفسادا، واضاف انه «اشرقت شمس المفاصلة.»
    وروى عدد من المفرج عنهم من عناصر المؤتمر الشعبى، ما وصفوها بـ( مآسى توقيفهم داخل المعتقلات) واستعجلوا قيادة الحزب باتخاذ قرارات من شأنها التحرك للاطاحة بالنظام، مشيرين الى ان الفرصة لا تزال مواتية لقادة المؤتمر الوطنى « ليجدوا مخرجا لانفسهم»، وطالبوا بالافراج عن بقية المعتقلين وهم الامين عبد الرازق، ومحمد صالح.
    واعتبر عدد من المفرج عنهم بأن فترة الاعتقال التى قضوها داخل السجون مجرد «اجازة مفتوحة عن العمل التنظيمى».

    9/5/2011
                  

05-10-2011, 09:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    بروسترويكا المؤتمر الوطني
    عثمان ميرغني


    د. نافع على نافع .. لا يضجر الإعلام من تصريحاته الملتهبة.. يطلق الرصاص في كل الاتجاهات. يفرغ كل ما في قلبه.. يقول كلمته ويذهب بالسياق الذي عبر عنه الشاعر أبو الطيب المتنبي ( أنوم ملء جفوني عن شواردها.. ويسهر الخلق جرَّاها ويختصم). في يوم الجمعة الماضية (22 أبريل 2011) وفي برنامج مؤتمر إذاعي بالإذاعة الرسمية (أم درمان) أطلق د. نافع وابلاً من التصريحات التي تصلح كلها لتكون (مانشيت) للصفحة الأولى في اليوم التالي. ولئن تعود الناس على هجماته المتواصلة ضد الأحزاب وقياداتها لكن هذه المرة الهجوم كان في عقر داره هو نفسه.. في المؤتمر الوطني.. هجوم مباغت وعنيف على أحد أقوى رجالات الإنقاذ.. الفريق أول مهندس صلاح عبد الله (قوش) مستشار الرئيس للشؤون الأمنية.. والمدير العام السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني.


    قال نافع إن صلاح قوش- ولم يسمه بالاسم لكنه ذكر مستشارية الأمن- ابتدع حواراً سياسياً مع الأحزاب دون إذن أو تنسيق مع حزبه. وأن (قوش) في البداية أفهم الأحزاب أن الحوار باسم المؤتمر الوطني.. ثم عاد وغير أقواله وقال إنه حوار باسم رئاسة الجمهورية، بل وأن الرئيس عمر البشير شخصياً يرعاه. وفي ما يشبه الشماتة قال نافع إن الأحزاب لما رأت أن الحوار غير مسنود بالمؤتمر الوطني انفضت عنه. وفي اليوم التالي لتصريحات نافع، التقط القفاز صلاح قوش وعقد مؤتمراً صحافياً في خندقه بمستشارية الأمن (جوار معرض الخرطوم الدولي). رد صلاح قوش بتأكيد أنه يباشر الحوار السياسي مع الأحزاب وفعاليات المجتمع بمباركة الرئيس ونائبه.. واستخدم مفردات حادة ليصف حديث نافع بأنه مجرد رأي شخصي. أصل الحكاية: صدر قرار من الرئيس عمر البشير بعزل الفريق أول مهندس صلاح عبد الله (قوش) من موقعه في رئاسة جهاز الأمن والمخابرات الوطني. وبعد حين أعلن عن تعيينه مستشاراً للرئيس للشؤون الأمنية. القرار صاحبه همس سرى في الشارع أنها محاولة لتحجيم الدور السياسي لمدير جهاز الأمن وتقليص نفوذه. وفسره البعض بأنه أتى في سياق لعبة توازن القوى داخل حزب لمؤتمر الوطني الذي ماعاد سراً لرجل الشارع العادي إدراك "التيارات" التي صارت تتنافس داخل أسواره.


    حزب المؤتمر الوطني رغم ضخامة نفوذه وثقله الحكومي والسياسي، إلا أنه عملياً أحد أحدث و(أشب) الأحزاب السودانية عمره أقل من (15) عاماً. تعرض لهزة عنيفة في 12 ديسمبر 1999م عندما قطع التلفزيون برامجه ليذيع خطاب الرئيس البشير الذي حل البرلمان وأعلن حالة الطوارئ وأطلق رصاصة البداية في معركة أدت لانشقاق د. حسن الترابي مع مجموعة من القيادات ليؤسسوا في ما بعد حزب المؤتمر الشعبي.. الذي يشكل الآن المعارضة الحقيقية ضد حزب المؤتمر الوطني. الرئيس البشير ردد بعدها كثيراً أنه صبر على (ازدواجية) الزعامة.. وأن الترابي كان يحكم من وراء الكواليس.. وضرب مثلاً لذلك بقرار عزل الشهيد د. محمود شريف من منصبه في هيئة الكهرباء. ومنذ لحظة المفاصلة بين المؤتمرين.. الوطني والشعبي.. بدأ يوماً بعد يوم يقوى نفوذ الرئيس في مواجهة بقية مراكز القوى.. وعزز من قوة اندفاع الرئيس إلى لملمة كل السلطات في يده، أن نائبه –الأول آنئذٍ- لم يكن يرغب في وراثة زعامة الترابي.. بل كان مخلصاً ووفياً لرئيسه للدرجة التي وصفها السيد مبارك الفاضل المهدي الذي عمل مساعدا للرئيس البشير في حديث صحافي قائلاً ( لو جلس على عثمان مع البشير حول مائدة.. وظن علي عثمان أن البشير يرغب في شرب كوب الماء الذي هو مباشرة أمام على عثمان..
    فإنه لن يمد يده إليه)..


    عبارة ترسم المدى الذي يلزم نائب الرئيس به نفسه عن منافسة أو حتى الاقتراب من حِمى الرئيس. لكن مع ذلك وفي صمت.. تبلور داخل حزب المؤتمر الوطني تياران.. على رأس أحدهما يقف الدكتور نافع علي نافع.. وعلى رأس الآخر يقف الأستاذ علي عثمان محمد طه. تيار نافع أكثر حضوراً في الحزب.. وتيار على عثمان أكثر نفوذاً في الحكومة. وبين التيارين ظل الرئيس البشير يحفظ توازن الحزب والحكومة. في أحيان كثيرة يبدو الرئيس البشير أقرب إلى تيار نافع.. وفي أحيان أخرى أقرب إلى تيار علي عثمان.. وفي كل الأحوال يبدو أن الرئيس راض بأن يحلق بجناحين طالما أنهما لا يتصادمان ولا يتنافسان على ما هو أعلى. لكن الوضع تغير الآن كلياً.. بعد فوران الثورات العربية واقترابها من حدود السودان بل ومحاصرته.. في مصر وليبيا ثم اليمن وقبلها تونس. أعلن الرئيس البشير عزمه عدم الترشح لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات القادمة.. أي بعد أربع سنوات.. ورغم أن الميعاد الذي يتحدث عنه البشير بعيد نوعاً ما.. على مسافة أربع سنوات إلا أنه يعني عملياً (منصب شاغر).. كرسي رئاسة الجمهورية صار متاحاً. ومثل هذا الكرسي لا يختار من يشغله بإعلان في الصحف أو في امتحان للمتقدمين لملء الوظيفة.


    منصب رئيس الجمهورية يتطلب مدرج طيران طويل جداً يسمح للطائرة بالركض فيه مسافة كافية قبل الإقلاع. ومسافة الـ(4) سنوات هي أقل مسافة متاحة لإقلاع طائرة من يرغب في الترشح للمنصب الخطير. إذاً نحن الآن في مرحلة الركض على المدرج لمن يأنس في نفسه الكفاءة لشغل منصب رئيس الجمهورية. من يتقدم إلى المنصب الخطير؟؟ على عثمان محمد طه؟؟ ربما يكون هو الأقرب بحكم منصبه الحالي وسنوات خبرته التنفيذية والسياسية وبحكم إحكامه القبضة على أجهزة الحركة الإسلامية. يزيد من فرصه تكرار تصريحات د. نافع أنه غير راغب في البقاء في العمل العام أكثر. ولكن..!! على عثمان ليس مألوفاً فيه أن يرشح نفسه لمنصب.. دائماً يفضل مبادرة الآخرين بذلك أو مراقبة مجريات الأحداث وتصاريف القدر السياسي. في ظل هذا الوضع الذي لا يبدو فيه خليفة معلن.. ليحل محل الرئيس البشير. وتردد علي عثمان في إعلان نفسه منافساً على المنصب. ونوايا نافع أن يترجل عن المنصب العام تبدو فرصة نادرة لترشيح شخصية أخرى..


    عندما أقيل صلاح قوش من مركزه القوي في جهاز الأمن في 14 أغسطس 2009. لم يكن سهلاً تصور أن يرضى الرجل الأقوى في سلك الدولة بمجرد مكتب مستشارية الأمن الصغير في فيلا صغيرة متواضعة في حي جاردن سيتي جوار معرض الخرطوم الدولي. صلاح قوش أحد كوادر الحركة الإسلامية المسيسة حتى النخاع. عمل في الحياة الطلابية في مختلف المؤسسات التنظيمية وبعد قيام حكومة الإنقاذ أسند إليه عملاً في عمق الكواليس في الأجهزة الأمنية التي كانت تعكف على تأمين تثبيت أركان النظام في البلاد. وتدرج فيها ببطء في البداية حتى نهاية التسعينيات ثم قفز إلى أعلى سنام الجهاز الأمني ليصبح مديراً عاماً لجهاز الأمن. واستطاع أن يحدث تغيراً واضحاً في الجهاز الذي تحول بالتدريج على يديه إلى جهاز سياسي موازٍ لدوره الأمني. فكان يتصل بالأحزاب ويعقد معها المفاوضات ويدير الحوارات في مختلف المناسبات والقضايا.


    ربما احتذى صلاح قوش خلال رئاسته لجهاز الأمن بالنموذج الذي لعبه اللواء عمر سليمان في الجارة مصر. عمر سليمان لم يكن مجرد رئيس للمخابرات بل كان لاعباً سياسياً مهما داخل وخارج مصر. كان يمثل عمق الإستراتيجية الخارجية لمصر في تحركاته مع إسرائيل والحكومتين الفلسطينيين في رام الله وغزة. وكان أيضاً يزور السودان في مهام سياسية بحتة. وفي الأونة الأخيرة كان لا يأتي وزير خارجية مصر أي الخرطوم دون عمر سليمان. بكل تأكيد لم ينظر صلاح قوش إلى مستشارية الأمن بأكثر من منصة انطلاق في الملعب السياسي. ولهذا رأي تمديد الدور السياسي فاختار أن يدخل إليه من بوابة الحوار السياسي. أعلنت مستشارية الأمن عن حوار سياسي لوضع إستراتيجية قومية للأمن تشارك فيها كل ألوان الطيف السياسي. وعندما دعا صلاح قوش الصحافيين لشرح الأمر لم يكتموا أسئلتهم حول العلاقة بين الحوار الذي يجريه المؤتمر الوطني مع القوى السياسية وحوار مستشارية الأمن. في ذلك المؤتمر الصحافي وعندما أتيحت لي فرصة الحديث قلت لصلاح قوش أنه –عملياً – الرجل الأقوى في صفوف حزبه. الأمر لا يحتاج إلى كثير عناء لاثبات ذلك. فهو من سنوات عمله المخابراتي اكتنز خبرة ومعارف دقيقة لكل أركان الملعب السياسي. وأسس علاقات دولية وإقليمية. لكن قبل كل ذلك أنه من الناحية (العمرية).. بحكم السن.. هو من كوادر الجيل الثاني الذين ربما تلقائياً مناط بهم قيادة المرحلة المقبلة.



    وأذكر أن صلاح قوش علق على حديثي بأن مثل هذه الإشارات كافية جداً لتوجه إليه كل السهام. لكني على يقين أن الأمر لم يكن بعيداً من تفكير صلاح قوش.. فهو سياسي يلعب في ملعب يدرك أن فيه (وظيفة ستشغر) قريباً.. على رأي مولانا محمد عثمان الميرغني في القصة التي رويتها لقراء حديث المدينة.. وأعيدها الآن لمن فاتهم الاستماع. قبل الانتخابات الرئاسية الماضية زرنا في إحدى المناسبات مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في سراي الميرغني بالخرطوم.. انتهزت الفرصة وسألته.. (هل سترشح نفسك لمنصب رئيس الجمهورية).. ضحك بصوت عال.. وكانت تلك أول مرة في حياتي أرى (سيدي) يضحك بمثل هذه العلنية.. ثم رد على سؤالي بسؤال فقال (وهل في تقديرك هناك منصب رئيس جمهورية شاغر؟؟).. وواصل الضحك ومعه بقية الحضور. لكن الوضع تغير الآن..


    الرئيس البشير صرح بكل جدية أنه لن يترشح لرئاسة الجمهورية.. إذاً، (المنصب شاغر).. وشاغر منذ اليوم.. فكما أسلفت لكم.. منصب رئيس الجمهورية لا يتقدم له المرشحون قبل يوم أو شهر أو حتى سنة.. الذي يأنس في نفسه الكفاءة يحتاج إلى مدرج إقلاع لا يقل طوله عن أربع سنوات.. هي بالضبط المدة المتبقية لانتخابات الرئاسة القادمة. يبدو أن الرجل الذي ظل ممسكاً بأعقد الملفات الأمنية طوال عمر الإنقاذ رأى إعادة توجيه بوصلة المنصب الجديد في مستشارية الأمن ليسير في اتجاه شارع السياسة. الحوار السياسي مع الأحزاب مدخل مميز يتيح مساحة واسعة للاتصال السياسي والانفتاح والتحلل من قيود المنصب السابق. لكن هل كان ذلك يكفي . في تقديري لا.. وقلت ذلك لصلاح قوش خلال لقائه بالصحافيين. الذي يحدق في المشهد السياسي الاقليمي العربي من حولنا وثورات الفيس بوك في تونس ثم مصر ثم ليبيا واليمن يدرك أن جيلاً جديداً من الحكام العرب بدأ يصعد إلى خشبة المسرح. والسودان حتى ولو بالانتخابات بعد أربعة سنوات ستطاله رياح التغيير. بالحساب المجرد من العاطفة. أي سياسي لا يركب موجة التغيير ستركبه موجة التغيير. فالتغيير لا يعني محض الانقلاب على الرموز العتيقة القديمة بل يعني مفاهيم جديدة.. والذي يريد أن يحجز مقعده في الجيل القادم من الزعامات ليس أمامه سوى قيادة ثورة التغيير.. بروسترويكا تطيح بالقديم وتستبدله بالجديد.. لو انتظر صلاح قوش أو غيره لعبة الحوار السياسي أو الترقيات الحزبية الروتينية في كل مؤتمر عام فمن المؤكد أن الجيل الجديد الذي يتأهب للإقلاع الآن حتى في داخل أسوار حزب المؤتمر الوطني.. لن ينتظره.



    المطلوب "بروسترويكا" تستعجل تحقيق الشعارات المرفوعة في كل شبر من العالم العربي الآن. كيف؟؟ المفاهيم السياسية التي يعمل بها حزب المؤتمر الوطني حتى اللحظة لا تختلف كثيراً عن الموروث سياسياً منذ سالف الذكر "الاتحاد الاشتراكي" في عهد الرئيس النميري.. بذات التكتيك والخطاب السياسي والتحشيد والمفاهيم السياسية. ومثل هذا الواقع لا يصلح للمرحلة المقبلة. فالشباب الذين أطاحوا بالحكومات في تونس ومصر أول ما فعلوه بعدها حلهم للأحزاب التي كانت تحكم. بل الثورات نفسها كانت تصب جام وعنفوان غضبها الثوري على مقار الأحزاب الحاكمة أولاً ثم مقار الأجهزة الأمنية ثانياً. من هنا تبدأ (البروسترويكا) داخل أسوار المؤتمر الوطني. تغيير المفاهيم والأدوات التي تربى عليها الحزب. صحيح ستجابه مثل هذه الخطوة بنيران كثيفة خاصة من (مجاهدي خلق) أصحاب المصلحة في الموروث. الذين يفضلون حزباً قابضاً أقوى من الدولة نفسها. لكن بكل تأكيد مثل هذه الثورة الإصلاحية تجذب أمواجاً لا تحد من الشباب ومساندي التغيير. الطريق أمام صلاح قوش إلى الشارع السياسي المفضي– ربما- إلى شارع النيل.. أن يبتدر ثورة إصلاحية داخل أسوار المؤتمر الوطني.. لا تستهدف اللاعبين بل الكرة التي في أرجلهم. ولحسن حظه أن مثل هذا الدور لا يحتاج حتى لمجرد منصب.. إذ أن المرجح الآن أنه سيفقد منصبه في مستشارية الأمن ..أيضاً.
    التيار
                  

05-10-2011, 10:09 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    sudansudansudansudansudansudansudansudan27.jpg Hosting at Sudaneseonline.com



    نشرت التيار صحيفة عثمان ميرغنى صورة وزير الدفاع وهو يعزى والد مهند احد المشاركين فى قتل الدبلوماسى الامريكى والذى قيل انه قتل بالصومال
    الصورة ربما تثير الفتنة بين اهل الانقاذ والادارة الامريكية ..
    ورغم تحذير وزير الدفاع للمصور الا انه استطاع التقاط الصورة التى سوف يكون لها ما بعدها

    اقرا المقال المصاحب للصورة


    sudansudansudansudansudansudansudansudan27.jpg Hosting at Sudaneseonline.com






    من قتل مهند عثمان ؟
    احمد عمر خوجلي


    أسألوا ناس الأمن !!!



    ذهبنا إلى ضاحية حلة كوكو (شرقي العاصمة في مدينة الخرطوم بحري) .. لم يكن صعباً علينا أن نتلمس طريقنا الى المأتم الذي أقامته أسرة (مهند).. ففي السودان أسهل عمل أن يدلك الناس على موقع بيت عزاء.. خاصة اذا كان المتوفي له قصة مثل حكاية (مهند).. مهند عثمان هو أحد الشباب الأربعة الذين نفذوا عملية اغتيال الدبلوماسي الأمريكي (غرانفيل) الشهيرة.. في عمق دجي ليلة رأس السنة عام 2008 .. سلطات الأمن ألقت القبض عليهم .. أدانتهم المحكمة بالاعدام.. ومكثوا فترة من الزمن في سجن كوبر إلى ان هربوا في قصة درامية، لكن المطاردة عادت بأحدهم الى السجن (عبد الرؤوف أبو زيد حمزة) بينما اختفى الثلاثة الباقون وقيل إنهم سافروا الى الصومال للجهاد.



    ليلة أمس الأول جاء نبأ لعائلة (مهند) أن إبنهم الهارب قضى نحبه في الصومال خلال معارك لم تحدد أطرافها ولا موقعها ولا تاريخها. والد مهند.. الشيخ عثمان.. رجل تسبقه لحية طويلة تدلل على جذوره الفكرية في الحركة الاسلامية.. بادرناه بسؤال.. كيف سمع باستشهاد ابنه .. رد علينا "أسألوا ناس الأمن".. وكأنما كان ينتظرنا لنسأله فيخرج كل ما في صدره من هواء ساخن يغلي.. قال الشيخ عثمان: "سمعنا بقصة هروب إبني مهند وزملائه من سجن كوبر مثلنا مثل الآخرين.. والآن نسمع عن استشهاده مثلنا مثل الناس.. لا نعرف كيف وأين ومتى.."! ويستطرد والد مهند في حسرة: "لم تقل لنا سلطات السجن كيف هرب ولماذا.. ولم تقل لنا أي جهة حكومية إلى أين هرب ولماذا؟ بل لم يثبت لنا أحد أنه فعلاً هرب.. وأنه فعلاً لم يُقبض عليه.." والد مهند يواجه أسئلتنا بأسئلة مضادة.. عسيرة الهضم والرد.. حركة اسلامية.. لا سلفية..!!



    قال لنا الشيخ عثمان إن ابنه مهند من مواليد العام 1979 بمنطقة العيلفون.. تلقى جميع مراحل تعليمه الأساسية بها، إلى أن التحق بكلية التقانة العسكرية بكرري.. ويقول الشيخ عثمان إنّ (مهند) حركة اسلامية وليس سلفياً .. ويضفه بأنه انسان منفتح على الجميع ويحب التعرف على الناس والتآلف معهم.. وليس متزمتاً.. حتى أنه اختار (زوجتيه) من عامة الناس ومن غير الملتزمات بلبس النقاب، لديه من الزوجة الأولى أحمد ومن الثانية عثمان.. فلاش باك..!! القصة التي أدخلت (مهند) في التاريخ كان مسرحها أحد شوراع حي الرياض بمدينة الخرطوم..


    في عمق الليل كان مهند وثلاثة آخرين (محمد مكاوي (23) عاماً، وعبد الباسط الحاج الحسن، ومهند عثمان، وعبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة نجل الشيخ أبو زيد محمد حمزة ..) من الشباب المتشوق للجهاد.. يبحثون عن أي هدف يصلح أن يصنف تحت طائلة الجهاد، داروا يبحثون عن نادٍ أو حفل في ليلة رأس السنة، لكنهم في النهاية وجدوا سيارة عليها لوحة أرقام السفارة الأمريكية.. لمحوا داخلها شاباً أمريكياً بجانب سائقه السوداني.. أخرج أحد الشباب نصف جسده من السيارة التي كان يقودها ويستقلها بقية الشبان الأربعة. وصوّب مسدسه عيار(9) ملم الى الدبلوماسي الأمريكي (غرانفيل) وهو مجرد موظف في هيئة المعونة الأمريكية وليس دبلوماسياً في السفارة الأمريكية.. ثم تبعه زميله الآخر وصوب بندقية كلاشنكوف الى السيارة وأطلق ست رصاصات قضت إحداها فوراً على السائق السوداني عبد الرحمن عباس.. الأمريكي غرانفيل مات متأثراً بحراجه بعد وصوله الى مستشفى الفيصل بالخرطوم. سألت والد مهند عن ردة فعل الأسرة وقتها عندما علمت باشتراك ابنهم في عملية قتل موظف المعونة الامريكية غرانفيل وسائقه عبد الرحمن عباس. نفى أن تكون ردة فعل تتصف بالمفاجأة..في رأيه أن الحيثيات تقود إلى النتائج..


    قال لنا: "الشعب السوداني على قدر كبير من الوعي بأكثر ما تتصور الحكومة ولا المخابرات الامريكية..هولاء الشباب، ومهند منهم، كانت كل حركتهم متصلة بحركة الحكومة، فالسيد الرئيس عندما قال إنه يقاتل قوات الأمم المتحدة من خندق إلى خندق..الشباب نشطوا وتحمسوا لتحقيق ذلك الوعد الذي قطعه الرئيس لحماية ارض السودان من الاستعمار الجديد وأي انسان، في نفسه بقية من دين، كان سيتحرك في نفس هذا الاتجاه.." ظل والد مهند يزور ابنه في كوبر عندما كان محكوماً عليه بالإعدام.. ولم يكن الحديث يبتعد كثيراً عن متابعة أخبار الأهل والاجتماعيات الاخرى. الهروب الكبير..! بعد فترة من الانتظار لتنفيذ حكم الاعدام بالسجن العمومي بكوبر تمكن المدانون الأربعة المحكوم عليهم بالإعدام من الهروب عبر أحد مجاري الصرف الصحي القديمة . القبض على احدهم نجحت المحاولات في القبض على احد المدانين وهو عبد الرؤوف أبو زيد محمد حمزة وعددٍ ممن عاونهم في عملية الهروب بنواحي غرب السودان..أما الثلاثة الباقين فقد تواترت انباء عن خروجهم الى الصومال للحاق بالجهاد في تلك البلاد وخبر استشهاد مهند عثمان هناك قد يرجح تلك الانباء ويرفع من درجات صدقيتها . مُسطّرةٌ تسطيراً: أما القضية التي حجزوا من أجلها.. يقول والد مهند: "نحن نعلم أن كل هذه القضية لا تتجاوز السفارة الامريكية ولا تتعداها.. وحتى الحيثيات كانت مُسطرةٌ تسطيراً إن لم تكن مفبركة.."



    وعن هروب مهند ورفاقه من السجن.. قال والده الشيخ عثمان: "الأجهزة الأمنية حتى الآن لم تبلغنا بالهروب.. وبالتالي نحن لا نعرف عن حاله أي شيء..ونفس الأمر يتكرر الآن في خبر استشهاده، نحن لا ندري عن أي طريق جاءنا الخبر هل الأمن أم من المجاهدين والله لا ندري.."! سألناه . من الذي اتصل بكم.. أجابنا "والله لا أعلم.." هل هو شخص من السودان، من خارجه.. جهة رسمية.. أم جهادية.. ظل الشيخ متمسكاً بإجابة واحدة:"أسألوا الأمن .. الله أعلم". ثم يستطرد: "لكنني اظن وجود مؤامرة من (السي آي أيه) المضطربة حتى الآن في اعلان كيف قتل بن لادن...ورأيي أن الأجهزة الأمنية لديها كل الاجابات عن الاسئلة التي تدور في الاذهان.. فهي بعد هروبهم بأسبوع أعلنت أنها ستقبض عليهم قريباً وأنها تحاصرهم في مناطق دارفور أو في الشمالية.." مهند والحرب في الجنوب الشهيد مهند عثمان الضابط في الجيش السوداني سابقاً..انضم الى الجيش بعد تخرجه من كلية التقانة العسكرية بكرري التي اختارها بعد أن أحرز نسبة تفوق الـ(93%) في امتحانات الشهادة السودانية.. تعلق قلب مهند بالعسكرية والجيش والجهاد لأول مرة وهو في المرحلة الثانوية حيث انضم لمجموعة الدبابين في العام 1997 م..


    وعن هذه الفترة يقول الاستاذ دفع الله الحسين أحد أمراء الجهاد في الجنوب السوداني في فترة التسعينيات وأحد المشرفين على الشهيد مهند عثمان: "انخرط في معسكرات التدريب من خلال استنفار للمجاهدين وبرغم صغر سنه في العام 1997 وطبيعة تربيته في المملكة العربية السعودية فقد صبر على الرهق والعنت ومصاعب التدريب وتميز بالشجاعة والإقدام، وعندما عاد من فترته الجهادية الاولى في لواء الشهيد محمود الزين بالاسوائية مكث بعض الوقت وعاد مرة أخرى مجاهداً في نواحي توريت في العام التالي، وبعدها تمّ قبوله ضمن الطلاب الحربيين بكلية التقانة العسكرية التي تتبع للجيش في الدفعة الثانية ليتخرج بعدها ضابطاً في مجال الهندسة الكهربائية.. ويواصل الحسين: "ظل مهند محتفظاً بعلاقاته مع رفقاء الدرب من المجاهدين رغم انه ابتعد عن أوعية الحركة الاسلامية وحزبيها"، وعن التحول الفكري الذي يلحظ من خلال مسيرته قال: "لم يصبح تكفيرياً أو غير ذلك من الأوصاف التي تقترب لكنه كان يظن أن الحركة الاسلامية أو الحكومة بدأت السير في اتجاه التفريط، لأنها دعت لإقامة النظام الديمقراطي في الحكم و كان ظنه والمجموعة، التي من بينها عبد الباسط شريكه في الجهاد سابقاً وفي عملية قرانفيل لاحقا والمجهول المكان والمصير حالياً، يقولون إن الحكومة اذا رأت أن الجهاد قد توقف فهم يرون أنه لم يتوقف لوجود دواعٍ كثيرة تحرض عليه، منها نصرة المستضعفين والمجاهدين"..


    ويضيف دفع الله الحسين: "ليس من الدقة القول إنه منتمٍ للقاعدة بصورة حاسمة، لكنه ضد امريكا واليهود ومع نصرة المجاهدين في أي مكان وهو ضد الحكومة متى ما تبنت خط الامريكان وارتهنت للاجنبي.." ويشير: "كنت أزوره ومجموعته ايام وجودهم بسجن كوبر باستمرار ولكن بعد هروبهم لم يتم لي معهم اتصال او لقاء بالطبع لكن مؤخراً سمعنا انه دخل الصومال.." ويذهب أميرمجاهدين متحرك محمود الزين، معاوية المنا أيضاً الى أن الشهيد مهند كان لا يمرر شيئاً من غير أن يعمل فيه عقله ويجادل ويحاور فيه، مشيراً الى أن الشهيد كان يجادل في الامور العسكرية التي يقول العسكريون إنه لا جدال فيها لدرجة تسبب في تقرير الجزاءات عليه وعلى من يصادف وجوده بالقرب من مكان الجدال..


    ويشير المنا الى ان ذلك تحول الى حب وفهم للعسكرية جعل الشهيد (مهند) يختارالانضمام إليها كضابط عبر كلية التقانة العسكرية واضاف أن ابرز من توثقت علاقته به من الضباط اثناء فترة الجهاد هو قائده عثمان عبد العزيز الذي كان أيضاً معلمه في كلية التقانة العسكرية . مشاهد من بيت العزاء..!! ارتباك السيد وزير الدفاع الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين وهو بالزي العسكري الكامل أمس أمام عدسة مصور التيار الزميل عباس عزت بسرادق عزاء الضابط السابق بالقوات المسلحة السودانية مهند عثمان الذي استشهد مؤخراً بالصومال وهو أحد الهاربين من تنفيذ حكم الاعدام بتهمة قتل الامريكي غرانفيل وسائقه، ارتباك الوزير امام عدسة التصوير يبين مقدار حساسية الملف ويكشف عن تعقيداته فقد تواترت الهجمات على مقربة من السيد الوزير خلال اسابيع متلاحقة من الشهر الماضي، بدأت بقصف العربة (السوناتا) بولاية البحر الأحمر..ثم مقتل اسامة بن لادن الذي طاب له المقام بالسودان ردحاً من الزمان وأخيراً استشهاد أحد المحكومين في قضية مقتل الامريكي غرافيل بالصومال..


    فإرتباط كل هذه الحوادث بملف الارهاب ووجود علاقة ما، مباشرة كانت أو مباشرة بالسودان، يبرر ارتباك السيد الوزير من صورة له أمام والد الشهيد الشيخ عثمان ذا اللحية الطويلة التي تشبه الى حد بعيد لحى السلفيين والمجاهدين الأفغان وإن لم يكن منهم، كل ذلك جعل السيد الوزير يشير الى الزميل عباس عزت في وسط السرادق ويقول له: "ما تصور..ما تصور". ويهمهم قبل ان يرتشف كوباً من الماء: "مالك عايز تجننا"؟!.. وذات الشيء هو الذي جعله يعتذر عن الإدلاء بأي تصريح لهذه الصحيفة عندما ردد ضاحكاً: "مافي اي كلام جئت أزور دفعتي وأخي واقدم له واجب العزاء ولا يوجد أي شيء غير ذلك..".
                  

05-11-2011, 04:43 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    تزايد عوامل التعرية السياسية :

    استقالة غازي صلاح الدين عن إدارة ملف دارفور
    نشر بتاريخ May 11, 2011


    (حريات خاص)
    ذكر مصدر مطلع لــ (حريات) ان الدكتور غازي صلاح الدين العتباني مستشار المشير البشير قد تقدم باستقالته عن إدارة ملف دارفور .
    وقال المصدر أن الاستقالة ترجع لاختلاف وجهات النظر بينه وبين المشير البشير في حل قضية دارفور . فبينما يرى البشير وخلفه نافع بان إستراتيجية سلام دارفور التي أعدها غازي صلاح الدين هي في جوهرها إستراتيجية للحل العسكري ، بتحييد حركات المقاومة وسحب الغطاء الجماهيري من تحتها ، وعزلها إقليميا ودوليا ، وتفكيك المعسكرات التي تستقطب التعاطف والإمداد السياسي لها ، وان أية إضافات أخرى أضافها غازي مثل الحوار مع المجتمع المدني والأهلي الدار فوري وغيرها إنما لتحسين الصورة وخداع الوسطاء الإقليميين والدوليين ، هذا بينما يرى غازي كمثقف بان إستراتيجيته منظومة متكاملة لن تنجح بدون تضافر مفرداتها واشتغالها مع بعضها البعض .


    ويشكك غازي في قدرة المؤتمر الوطني على الحل العسكري ، خصوصاً بعد إزاحة أهم القيادات العسكرية في دارفور ، وإسقاط عدد من الطائرات الحربية الحكومية مؤخراً ، وتصاعد الحملة الدولية المناهضة لقصف المدنيين ، وتصاعد الدعوات لفرض حظر جوي على دارفور . كما أن غازي يشتهر بمواقفه الناقدة للأداء السياسي والعسكري لرموز الإنقاذ من العسكريين ، ويرى بانهم كثيري الحديث عن الحلول العسكرية في حين انهم في الممارسة العملية لا يجيدون البحث عن السلام كما لا يتقنون فنون القتال .


    وبعد الانتفاضات العربية ، وبدء تشكل ملامح تيار إصلاحي وسط الإسلاميين ، عبرت عنه كتابات الطيب زين العابدين وعبد الوهاب الأفندي والتجاني عبد القادر وخالد التيجاني وعثمان ميرغني ومكي المغربي وغيرهم ، بدأ غازي صلاح الدين يتشكك في إمكان حل قضية دارفور بمعزل عن حل قضية أزمة السلطة في الخرطوم .
    وسبق للبشير إقالة غازي صلاح الدين في 2004 ، فأسس مركزاً للبحوث والدراسات ( مركز اتجاهات المستقبل) ، وقدم ورقة لإصلاح أوضاع الحركة الإسلامية ، ثم ترشح كأمين عام لها ، فتم إسقاطه باستخدام آليات السلطة بذات الطريقة التي أسقط بها الشفيع احمد محمد في مواجهته . ومع ذلك بدأ غازي يشكل مركزا جاذباً للأصوات الناقدة وللمثقفين الإسلاميين ، ولهذا السبب ، ولحاجة البشير إلى رمز اسلاموي يوازن به صعود علي عثمان بعد توقيع اتفاقية السلام ، أعاد البشير تعيين غازي مرة أخرى كمستشار وأوكل إليه رئاسة الهيئة البرلمانية للمؤتمر الوطني ، ولاحقاً إدارة ملف دارفور . وشكل قبوله للتعيين صدمة للعناصر الإصلاحية التي رأت فيه مساومة غير مقبولة تؤكد الانطباع بان الانتقادات المثارة لم تكن مقصودة في ذاتها وإنما للضغط والمناورة من أجل المواقع والنفوذ .


    ورغم أن غازي صلاح الدين ربما يتراجع عن استقالته الحالية كما سبق وتراجع عن مواقفه الناقدة ، إلا أن مجرد استقالته احتجاجاً على الممارسة السياسية الراهنة ، مأخوذة مع الإطاحة بحسب الله عمر وصلاح قوش ، وتهميش علي عثمان ، تشير إلى تزايد عوامل التعرية السياسية لنظام الإنقاذ ، والى تزايد عزلته ، والى إمكان بلورة إجماع سياسي لتجاوزه .كما تشير إلى تكامل ترسيخ الطابع العسكري للإنقاذ ، فمنذ الانقلاب على الدكتور الترابي شيئا فشيئا تتم الإطاحة برموز الإسلاميين المدنيين ، والذين لم يتبقى منهم سوى القليلين ، وغالباً ما يتم التخلص منهم ككباش فداء في أول ضغط حاسم دولياً أو داخلياً .
                  

05-13-2011, 07:40 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    خلاف بالمؤتمر الوطني بالسودان

    الخلافات في صفوف المؤتمر الوطني ربما تكون قائمة لكن لا يعرف مدى حدتها (الجزيرة نت)

    عماد عبد الهادي-الخرطوم

    لم يمنع استئثار حزب المؤتمر الوطني بالسلطة في السودان أكثر من عشر سنوات بعد تصدع الحركة الإسلامية، من بروز خلافات بين قادته طفت إلى السطح بصورة أثارت تساؤلات عن مآل تلك الخلافات وخلفياتها.

    فمع اقتراب الموعد الرسمي لإعلان دولة الجنوب في التاسع من يوليو/تموز القادم، استقبلت الساحة السياسة السودانية ما سمي بجديد المؤتمر الوطني, وهو الخلاف بين اثنين من أبرز قادته هما نافع علي نافع نائب الرئيس, ومدير جهاز الأمن السابق ورئيس مستشارية الأمن صلاح عبد الله قوش.

    ورغم أن محللين توقعوا تصاعد حدة الخلاف بين تياري المؤتمر الوطني بما قد يؤثر على المرحلة السياسية المقبلة، فإن آخرين هوّنوا منها, بل اعتبروها جزءا من تباين وجهات النظر داخل الحزب.

    نافع تعرض للانتقاد بسبب تصريحه بشأن الحوار الجاري (الجزيرة)
    تقاطعات وتباين
    فقد قال نائب رئيس المؤتمر الوطني نافع علي نافع إن الحوار الذي تجريه مستشارية الأمن مع القوى السياسية لم يجد قبولا من غالبية الأحزاب.

    وقد دفع ذلك مستشار الأمن الفريق صلاح عبد الله إلى انتقاد تصريحات نافع باعتبارها تشكيكا في الحوار, وتجعل القوى السياسية تنفض عنه, قبل أن يؤكد رعاية الرئيس عمر البشير للحوار بمتابعة نائبه علي عثمان طه.

    وقال الكاتب والمحلل السياسي النور أحمد النور إن هناك تقاطعا وتباينا بين قيادات المؤتمر الوطني على خلفية "ملفات هامة"، مشيرا إلى بروز الخلافات بشكلها الحالي بسبب الحوار مع المعارضة.

    ولم يستبعد النور في حديث للجزيرة نت تصاعد حدة الخلاف بين قادة الحزب الحاكم كلما اقترب موعد انعقاد مؤتمره العام في نوفمبر/تشرين الثاني القادم, الذي ستحسم فيه رئاسة الحزب حسب قوله.

    وأشار إلى ما اعتبره خلافات رئيسية تفصح عما يجري في داخل المؤتمر الوطني من تباين وتناقض كبيرين. لكن المحلل السياسي يوسف الشنبلي استبعد وجود خلافات جدية بين أركان المؤتمر الوطني، مشيرا إلى اختلافات عادية في وجهات النظر.

    ولاحظ أن عددا من قادة المؤتمر الوطني يعتبرون أن إعلان استقلال الجنوب في التاسع من يوليو/تموز المقبل سيكون محرجا, وبالتالي لا يريدون للمؤتمر الوطني أن يتحمل بفرده وزر الانفصال.

    وقال إن المؤتمر الوطني يحاول الوصول مع القوى السياسية إلى تفاهمات تشرك تلك القوى في السلطة قبل الإعلان الرسمي لدولة الجنوب، في حين يرى آخرون عكس ذلك "ومن هنا تظهر حقيقة الخلافات بين التيارين" حسب قول الشنبلي.

    ورأى أن الظروف الحالية تجعل من المؤتمر الوطني كيانا متماسكا, واستبعد تماما فرضية انقسامه, مشيرا إلى إدراك أغلب قادة الحزب الحاكم لمآلات المرحلة المقبلة التي تستوجب الإجماع الوطني بين قوى شمال السودان.

    مكي علي بلايل (الجزيرة نت)

    خلافات حادة
    في المقابل, رجح الخبير السياسي مكي علي بلايل أن تكون هناك خلافات حادة بين قادة المؤتمر الوطني رغم محاولتهم التكتم عليها.

    ورأى بلايل أن الخلاف بين مستشارية الأمن والأمانة السياسية "يعبر عن التباين بين تيارين كبيرين يقودان الصراع المعلن منه وغير المعلن".

    وقال إن التمدد السياسي لنائب رئيس المؤتمر الوطني لن يقبله مستشار الرئيس ذو الخلفية الأمنية والعكس كذلك، مشيرا إلى احتمال رغبة كل طرف من الطرفين في قيادة الحزب فكريا وتنظيميا في المرحلة المقبلة.

    ولم يستبعد أن تكون الخلافات الأخيرة تعبيرا عن التيارين المتصارعين, أو تعبيرا عن تنافر في النفوس والأفكار وصل حدا لا بد من إطلاع الآخرين عليه.
    المصدر: الجزيرة
                  

05-15-2011, 10:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الأمين العام للمؤتمر الشعبي في حوار خاص «2-1»
    الاثنين, 09 مايو 2011 13:56
    حوار: هبة محمود
    اخر لحظة

    بابتسامة ونظرة تفاؤلية للمستقبل استقبلنا دكتور حسن الترابي وأعلن عن تأسيس تيار جديد للم شمل المسلمين وقال إنهم لن يتمسكوا باسم المؤتمر الشعبي وأضاف الحركة الإسلامية الآن متخفية وسيفسح لها لتخرج مشيراً بأنهم لن تشغلهم مناصب سياسية أو مواقع وأردف أن السلطة الحالية بالبلاد ليست حركة إسلامية وأن المد الإسلامي قادم وستنحسر هذه السلطة

    وأكد أن تحالف أحزاب جوبا سيستمر بعد ذهاب الحركة الشعبية منوهاً بأنهم أقرب الناس للجنوب وأن علاقتهم طيبة وسيحافظون عليها وتوقع أن تقوم الثورة ضد النظام الحاكم في أي وقت وقد تكون مفاجئة واتهم المؤتمر الوطني بتلويث حركة العدل والمساواة بطريقة تُكره الغرب حتى لا يدعم الحركة ولا يأويها ليبعدوا أي تأييد عنها وقال إن قيادات المؤتمر الوطني ليس لهم صراع فكري ولا جدال وصراعهم فقط علي السلطة وأضاف بعد ذهابه (النظام) سنبحث عن بدائل ونحكم عليها وكشف عن سر عودة حاسة الشم والذوق التي فقدها عقب أحداث كندا .



    المراقبون والإسلاميون عموماً يرون أن وحدة الحركة الإسلامية صمام أمان للبلاد في المرحلة المقبلة هل يمكن ذلك ؟


    لابد أن يتسع الأفق أولاً والهدف المرجو هو وحدة الأمة المسلمة في العالم العربي ولعل العالم الآن كلة متواصل كنا نتعذر الأمس بانتظار الأخبار كل فيما يعنيه لكن الآن كلها تتفاعل ثانياً حتى إذا صوبنا الي مجموعة واحدة وفي قطر واحد كالسودان فطبعاً هنالك الحركات التقليدية فقد نشأت الصوفية ثم نشأت حركات سلفية خرجت منها مجموعات مختلفة فإذا كنا نقصد لابد من محاولة البحث عن إطار يجمع كل المد الديني في السودان فكلمة إسلاميين كانها قاصرة علي تيارات معينة وهذا هدف ولكن الحركة الإسلامية أحياناً تعجز ففي الصومال تمزقت وألان تقتتل وكل الفوضى في الصومال قاصرة عليها وهنا كذلك فالحركة الإسلامية في السودان عندما دخلت السلطة فتنة السلطة فرقتها والمفتونون نسو كل المجاهدات التي تمت لإحيائها بعد أن ماتت مئات السنين منذ الخلافة الراشدة والآن ينظرون للحركة الإسلامية لأغراض أن نكون نحن الذين حكموا وانتهى الأمر لإهوائنا ومصالحنا وكسبنا ،وصحيح ما تقولين ولكننا لا نستهدف الحركة الإسلامية بعينها فإذا وجدنا فرصاً من الحريات الإعلامية والحريات الخطابية والكتابية بكل أصعدة الثقافة العالية والعامية لابد من قيام تيار جديد يجمع السواد الأعظم و يترك أي فروع هامشية لها همومها الخاصة وأشخاص لهم ما يعنيهم أنا تحدثت مع بعض الحركات وكان لهم استجابة وقلت لهم لماذا لانخرج منهجاً للسودان فنخرج منهجاً للأمة الإسلامية المتفرقة الي قطريات وعصبيات وطائفيات ومذهبيات وطرق قالوا نحن مستعدين ولكننا محدودين في حرياتنا ووجودنا ولكن نحن توسعنا وفي البلد دي خرجنا من التنظيم الي جبهة وكل مرة نجدد اسمه لنتوسع في التجديد لأنه مؤسس وليس لملحق أن ياتي في ليل ليؤسس لجديد و من أول ما بدأت الحركة الإسلامية لم نقتصر علي صفوة المتعلمين ولكننا دخلنا علي السواد لنبني مجتمعاً ودخلنا علي الصوفية وهكذا ولكن ما في حريات والآن أي تصور في الاقتصاد أو في المجتمع وتوجهاته أو في الفكر يكبت ويبقى أفراد قليلون لخدمة أهوائهم ولكن عسى غداً أن يولي هذا النظام في ذات الإطار وإن شاء الله نبدأ حركة جديدة لن تشغلنا مناصب سياسية أو مواقع ولكن قبل أن يموت الإنسان يريد أن يبدأ دفعة جديدة إن شاء الله مع آخرين .

    الثورات التي شهدها ويشهدها العالم العربي يقال بأن ورآءها الحركات الإسلامية ...؟

    الحركات الإسلامية تتستر لأن الغرب إذا أدرك أن هنالك نذر دفع إسلامي قادم فإنهم يثيرون الطغاة الفاسدين ويعلم فسادهم لأن الأمول عنده منهم وفسادهم وقباحتهم لشعوبهم وتعطيلهم لطاقات شعوبهم الإنتاجية والفكرية والعملية فإنه يخاف من قدوم البديل الإسلامي ولكنه قادم قادم ولن ينحبس .

    مندور المهدي في لقاء له بالدوحة ذكر أن الثورات التي شهدها العالم العربي شارك فيها إسلاميون واستبعد أن يتواجه الإسلاميون في السودان ويشهروا السلاح في وجه بعضهم ما تعليقك ؟

    ضحك .. طبعاً لأنه متمكن في السلطة خائف من الإسلاميين (يجوه) ولن يكونوا قاصدين وجهه أو وجهاً معيناً ولكن قاصدين وضع منهج إسلامي حقيقي فما يقدم ليس منهجاً إسلامياً ولكن الهدف هو التمتع بالسلطة .. ولكن المد الإسلامي قادم فالتيارات الاشتراكية انحسرت والقومية والوطنية والقومية العربية تلاشت واللبرالية الغربية وما تحمله الآن يحمله أفراد في المتاع بالحريات ولكنها ليست منظومة في تيارات يمكن قياسها فالحركة الإسلامية الآن متخفية شيئاً ما وسيفسح لها لتخرج .

    هل تستبعد أنت أيضاً أي مواجهات بين الإسلاميين في السودان ؟

    إذا قام المد الإسلامي كلهم سينخرطون نحن عملنا حركة إسلامية ولكن السلطة الآن ليست حركة إسلامية فصحيح هنالك إسلاميون افتتنوا بالسلطة والمال ولكن في اليوم الذي يقوم فيه المد الإسلامي ستنحسر هذه السلطة فالاتحاد الاشتراكي جاء ولم تكن هنالك اشتراكية فهذا وهم فقط .

    ما هي قراءاتك لدولة الشمال بعد 9يوليو وإحكام الشريعة الإسلامية التي أعلنها الرئيس ؟

    شريعة وين

    لقد أعلن الرئيس تطبيق الشريعة الإسلامية بعد فك الارتباط مع الجنوب ؟

    (دي شعارات ساكت) رفعوها من أول يوم ما في أحكام شريعة إسلامية ولاشىء أهم شيء في الشريعة الإسلامية الحياة العامة وهي أهم من الحياة الخاصة أهم من (زي فتاة) وكل هذه القضية كانت في لبس إمراة وهذا ليس له علاقة بالسلطة هذا في المجتمع فالحريات لكل البشر المسلم وغير المسلم لا جبروت وفساد ) وعامة الناس يرون أن الشريعة هى من لديه (لحية ويمشى المسجد يقوم ويقع وما فاهم معنى الصلاة والحج والبنات يلبسن بأدب) ولكن الشريعة يجب أن يحيا الإسلام في المناطق التى مات فيها في السياسة والاقتصاد والفنون والعلاقات الخارجية واحياء الصلاة والحج .

    ولكن أطيح بحسب الله من منصب الأمين العام لمستشارية الأمن لقوله فلتذهب الشريعة ؟

    لا ليس لهذا السبب وما وضح لنا بأن (ناس الأمن كانوا ببنوا ليهم قوة منافسة) والطاغية لايقبل أن ينافس كالتاجر الكبير في السوق لايقبل أن يأتي تاجر ناشيء لينافسه والبروفيسور المتفاخر بأنه استاذ العلوم لا يريد أن يأتي طلاب يبرزوا لينافسوه فهذه غيرة فقط ،فحسب الله كان الضحية الأولى وجاءت بعده الضحية الثانية .

    قلت يجب إحياء الإسلام في الاقتصاد وأنت بصفتك ممن أدخل تجربة الاقتصاد الإسلامي في السودان هل يسير وفقاً لما خطط له وهل البنوك الإسلاميه في السودان تعمل وفق الشريعة الإسلامية ؟

    كل البنوك الإسلامية أخذت الاسم ولكن المضمون (لا يوجد) ... و(التأمين) انحصر في اسم الإسلام وتركه وأن معاملات البنوك نسميها مرابحات ولكنها أسوأ من الربا والمنهج لا خلقاً ولا شرعاً من ناحية الأحكام ولم يلتزموا .

    نحن كمسلمين ندفع زكاة ولكننا أيضاً ندفع ضرائب وأنت تحدثت عن الشريعة هل تفرض الشريعة الإسلامية ضرائب وزكاة علي المواطن وعليه أن يدفعهم سوياً ؟

    الفقه الصحيح لا يوجد شيء اسمه ضرائب وزكاة ولا توجد ضرائب محددة النبي صلى الله علية وسلم في وقته كان يرى الأوضاع والنسب كيف فقد كان يرى المحصول أو المنتج ويحدد نسبة وغداً يقول شيء آخر حسب الوضع ويجدد الفكر ولكن هذا جمود ساكت فالزكاة بنسبة معينة لوضع معين، و يأتي أي إجماع آخر وهو يحدد وكل شيء تدفعه للعمل العام هو زكاة ولا توجد زكاة لها مؤسسة (ليهم براهم وقائمين عليها ليأكلوها) أي شيء تعطيه للصالح العام يزكيك ويزكي نفسك وربنا يعطيك أجراً بدله و عائداً في الآخرة ويبارك ليك في الدنيا كل ذلك زكاة وليس هنالك ضرائب وزكاة ،المال كله للمصلحة العامة يجب دفعه تزكية للشخص ولكن ده تخلف مسلمين ساكت .

    أين سيكون المؤتمر الشعبي بعد 9يوليو هل سيشارك في الحكومة العريضة التي دعا لها الرئيس ؟

    في اطار الحكومة القائمة علي التزوير فالبرلمان قائم علي التزوير والرئيس قائم علي التزوير كيف نشارك ؟؟؟ مافي طريقة ونحن أقرب الناس للجنوب وعلاقتنا طيبة وسنحافظ عليها علي طول وليس لدينا إصرار علي كلمة (مؤتمر شعبي) وغداً إذا اتسعت الساحة نسميه ما نشاء لكي لا توجد لأي واحد جديد عقدة انضمام للكيان الجديد فليس لدينا عقد اسماء وهذه عقد الناس التقليدين فنحن مبدأنا واحد وغيرنا اسمنا أكثر من مرة وكل ما نغيره نوسع .

    إذاً نتوقع لكم اسم جديد في الفترة القادمة التي يصفها البعض بفترة تثبيت الهوية الشمالية الإسلامية ؟

    أي عهد حرية يجي نحن نأتي معه بجديد الاستقلال و بعد أكتوبر بعد الانتفاضة بعد الإنقاذ فأي مرحلة جديدة وجدنا فيها فتحاً جددنا كل شئ اسماءنا وقياداتنا ومناهجنا ووسعناها وفي المرحلة القادمة سيحصل .

    هل يمكن أن يتم وفاق وطني في ظل المعطيات الحالية ؟

    نعم بتجارب مختلفة اتفقوا كلهم علي المسائل العامة التي تقوم علي الحرية والانتخاب ومسؤولية الحكومة وتوازن الحكم في الدستور والوفاء وعدم خيانة المالك للمال العام وأطرق كل واحد من حيثياتهم من مورد مختلف فهناك من جاء بدافع الدين وآخر بدافع الائقرائية العربية التوحيد وآخرين بالتجربة وعلي الأقل في بعض المبادئ الناس كلهم اتفقوا وبعد ذلك



    ---------------

    الأمين العام للمؤتمر الشعبي في حوار خاص «2-2»
    الخميس, 12 مايو 2011 13:08 حوار: هبة محمود

    بابتسامة ونظرة تفاؤلية للمستقبل استقبلنا دكتور حسن الترابي وأعلن عن تأسيس تيار جديد للم شمل المسلمين وقال إنهم لن يتمسكوا باسم المؤتمر الشعبي وأضاف الحركة الإسلامية الآن متخفية وسيفسح لها لتخرج مشيراً بأنهم لن تشغلهم مناصب سياسية أو مواقع وأردف أن السلطة الحالية بالبلاد ليست حركة إسلامية وأن المد الإسلامي قادم وستنحسر هذه السلطة

    وأكد أن تحالف أحزاب جوبا سيستمر بعد ذهاب الحركة الشعبية منوهاً بأنهم أقرب الناس للجنوب وأن علاقتهم طيبة وسيحافظون عليها وتوقع أن تقوم الثورة ضد النظام الحاكم في أي وقت وقد تكون مفاجئة واتهم المؤتمر الوطني بتلويث حركة العدل والمساواة بطريقة تُكره الغرب حتى لا يدعم الحركة ولا يأويها ليبعدوا أي تأييد عنها وقال إن قيادات المؤتمر الوطني ليس لهم صراع فكري ولا جدال وصراعهم فقط علي السلطة وأضاف بعد ذهابه (النظام) سنبحث عن بدائل ونحكم عليها وكشف عن سر عودة حاسة الشم والذوق التي فقدها عقب أحداث كندا .



    كلما تُعتقل تظهر لنا الجهات المختصة وتذكر بأن أسباب اعتقالك ...؟


    مقاطعاً.. ومرات لا يذكروا.

    ü أحياناً يذكرون الأسباب والتي وفقاً للقانون قد تصل الى عقوبات قانونية، ولكن يتم الإفراج عنك دون مقاضاة، مما ولد شكوكاً لدى البعض بأن هناك اتفاقاً بينك وبين المؤتمر الوطني، وأنه يتم اعتقالك للمشاورة في إدارة البلاد بعيداً عن الأنظار؟

    يذكرون لكم الأسباب نسبة لإلحاحكم عليهم بكثرة الأسئلة، فيطلقون كلمة أو كلمتين، وليس هناك مشاورات، وما يحدث دكتاتورية،!!!

    هل أصبحت مصدر قلق وخوف بالنسبة للحكومة لذلك تكثر اعتقالاتك أم أنك تساهم بالفعل في خوفهم وقلقهم؟

    هم خائفون من الثورة ويفتكرون أنني ادعو الناس للتعبئة.. وأدعو للثورة والإصلاح بطريقة راشدة وليست معوجة، وأنا لا (أتأثر بتأثيرهم ويجب أن يوجه لهم السؤال لماذا هم يقفون عائقاً في الطريق؟

    انتقدك البعض بأنك لم تأتِ بجديد فبدلاً من أن تسعى لجمع الصف ووحدته تسعى لإسقاط النظام ؟

    أي صف أجمعه، فكل القوى السياسية متفقة على أن بيننا وبين النظام اختلاف، فهو لا يؤمن بالحريات ولا يؤمن بالشورى والنيابة، ولا يؤمن بالمواثيق والعهود فكيف نتحد معهم.

    أنت تؤكد أنه لا يمكن تحسين الوضع السياسي إلا بتغيير النظام؟

    نعم إلا بإسقاط النظام وتبديله بنظام خير منه.

    في استطلاع قمنا به وسط عدد من أبناء الشعب حول لماذا لم يخرجوا للمظاهرات التى دعا لها شباب عبر المواقع الالكترونية، وكذلك التي دعت لها المعارضة كانت إجابتهم عندما نجد البديل سنخرج؟

    الذي يسأل عن البديل قولوا ليه أسألوا شباب سوريا، فالمد في هذا النظام سيكون سيئاً جداً، فبعد ذهابه سنبحث عن بدائل ونحكم عليها

    وهل وضع البلاد يتحمل فترة بحث عن بدائل؟

    لازم ولابد.

    ما مصير تحالف أحزاب جوبا بعد ذهاب الحركة الشعبية؟

    سيستمر.. فعلاً فقد وزنا قوياً ولكننا سنستمر

    الى ماذا تعزي أسباب فشل المعارضة في إحداث تغيير في السودان؟

    المعارضة هي كتلة أحزاب فيها الكبير والصغير والجديد والقديم، لكن (البغير) هو الجمهور السواد الأعظم ولكن الجمهور غضبه وتظلماته لم تتحول الى إرادة تغيير حقيقي، ولكن ستتحول في وقتها وقد تأتي فجأة، فالثورات كلها تأتي فجأة، فهل كان أحد يتوقع أن تحدث في مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا واكتوبر، فستأتي الثورة في أي وقت وقد تكون مفاجأة.

    إذن الفشل لا يعود للمعارضة بقدر ما يعود لإرادة الشعب؟

    لا.. (المهم أنت تخطى الخط لكي لا يموت، لكن متى الساعة المناسبة التي تعتمل في نفوس الناس أن يتحولوا فيها من مواقف نفسية الى إرادة فعل هذه لا يتحكم فيها واحد أو مجموعة صغيرة.

    هل أنت حزين على ذهاب الجنوب؟

    أيما حزن.. حزن بالغ، وما يحزنني بكل أسى أن الرأي العام ليس واعٍ بما جرى له، فهذه أكبر أزمة في تاريخ السودان، وفضيحة للذين يفتكرون أنهم مثال إسلامي ومثال وطني، فضيحة للدين والوطن، ولست يائساً فيمكن أن يعود الجنوب.

    الحركة الشعبية حملتكم أنتم كإسلاميين نتائج فصل الجنوب، وباقان أموم قال بإنكم أنتم أول من أقر تقرير المصير؟

    مشكلة الجنوب لم تبدأ الآن، والناس عادة لا تذكر التاريخ أصلاً، ولكن (تذكر واحد لسوء حظه صادف وقت الموت)، ولكن التفاقم وتطور العلة حتى تكاد تبيدهم، كلهم ينسوه والأخير هو الذي يتحمل.. مثلاً (وزير حضر الإنهيار يتحمل المسئولية، ولو أنه خطأ وزير قديم، وبدأ يتفاقم ويتفاقم وسقط يوم يحسب على الوزير).

    ولكن هناك حديث محسوب على الميثاق الإسلامي أعلن فيه إذا أصبح الجنوب عائقاً للشريعة الإسلامية فليذهب الجنوب؟

    من زمن كنا طلاباً، الحركة ما كانت شمالية كانت جنوبية، والأحزاب لم تكن لها عضوية في الجنوب، والميثاق كان له عضوية في الجنوب، والجبهة القومية الإسلاميه تأسست بجنوبيين وشماليين، وكل أهل السودان وهل الأحزاب الحالية لها أحزاب في الجنوب، نحن الحزب الوحيد الذي لديه حزب في الجنوب.

    ألا تعتقد أن المؤتمر الوطني فرط في الجنوب من أجل الشريعة الإسلامية؟

    فهو لن يطبق الشريعة الإسلامية، و(ما طبق فيها شيء) ونميري طبق الشريعة في منع الخمر فقط لا غير.

    أعلن الرئيس البشير عدم الترشح للرئاسة...؟

    مقاطعاً... سمعناها من رؤساء آخرين، فكلما تقوم المظاهرات ويثور الشعب عليه يقول مذلولاً على إرادة الشعب، هذه مرة أخيرة وأخيرة.. وهكذا أخيرة بعد أخيرة، وهوعدل الدستور كم مرة، حتى يضمن الرئاسة مرتين، (فمرتان كان مفروض من بدري قبل الدستور الفات المرتين تنتهي)، ولكن عندما اكتملت، غيَّر الدستور لكي يضمن مرتين، والآن يغير الدستور ليضمن مرتين تاني.

    هل جرثومة المنافسة على خلافة الرئيس بدأت تفتك بالمؤتمر الوطني؟

    طبعاً ذلك لأنهم ليس لهم صراع فكري ولا جدال وصراعهم فقط على السلطة.

    ذكرت أن طموحات صلاح قوش الزائدة هي التي أدت لإقالته.. في اعتقادك هل أصبحت عقوبة الطموح في السودان الإقصاء والبتر؟

    طبعاً فكل الأحزاب أقصاها لأنهم يريدون أن يحكموا خاصة إذا( بنيتو أنا وداير ينافسني).

    نقلت وكالات الأنباء حديثاً لابراهيم السنوسي عقب اعتقالك، ذكر فيه إذا كانت حركة العدل والمساواة جناحاً فنحن الرأس بماذا تفسر حديثه؟

    قالها لسخافة النظام، فالنظام يقول ذلك ليلوث الحركة بطريقة تكره الغرب، حتى لا يدعم الحركة ولا يأويها، ويقول هذا فرع من الترابي فقط، هل ترونهم يتحاورون معنا الآن؟ لم يتحاوروا معنا و(يذهبوا ويتحاوروا مع الفرع هذه سذاجة ساكت، ولكن وهي كلمات يقولوها ليبعدوا أي تأييد عن حركة العدل والمساواة).

    ما هي توقعاتك لسلام دارفور وما يدور بالدوحة؟

    دارفور عندها أوراق كثيرة جداً، بها قوى إسلامية أقوى من بقية القوى في السودان، ومظلومة (لأن الانجليز غضبانين عليهم والورث الانجليز أورثوهم نفس السياسات، فضيعوا لنا طاقة ضخمة جداً طاقة طبيعية واجتماعية ودينية، وكلفونا تكاليف شديدة نريد إن شاء الله أن نصلحها.

    منبر الدوحة حدد نهاية مايو للخروج بوثيقة سلام دارفور هل يمكن لمخرجات هذه الوثيقة تحسن من الوضع بدارفور؟

    لا يمكن.. فبعد كم سنة طلعوا بلا شيء والوثيقة ما فيها شيء، غير أنهم عملوا ولايات جديدة والمشكلة ليست في زيادة الولايات و(الناس الناطقين المتعبين) يشغلوهم بوزارات ومناصب بيفتكروا أنهم يخدروهم بها.

    ماهي توقعاتك لحركات دارفور بعد الثورة الليبية وماهي انعكاسات أحداث ليبيا على السودان؟

    الحركات سوف تستمر فإذا لم تجد ليبيا ستجد قواعد أخرى داخل البلد، القضايا إذا لم تنتهِ لا ينتهي من يحمل القضية ويدافع عنها من أي زاوية من الأرض.

    ما هي أمنياتك التي تحققت والتي لم تحقق؟

    تحقق المد في التدين، وفي النساء كان ما في أصلاً، والمد في الثقافة عموماً، التطهر شيء ما والوعي بأن الدين ليس هو فقط في الخلاوي، واتسعت الرؤية فبعض الأشياء إيجابية، ولكن بيننا وبين الأهداف في الواقع ما يزال الشوق بعيد..

    ما سر الابتسامة التي ترسمها وأنت في أصعب المواقف؟

    ما في هم يصدمني ويغمني حتى أعبس الوجه، وأعرف سنن الكيد لاي شخص يظهر أو يتقدم، فهي سنن عامة وعندما القاها أقوال معهودة عندنا ومألوفة عندها، وامتصها بابتسامة وأتقدم، ويجب أن لا تهز طمانينة المؤمن الابتلاءات وتقلبات الظروف التي أمامه، فإذا أصبح يشيل الهم ويجمدوا ويحنطوا فإن جزءاً كبيراً من طاقته بيتجمد بالعكس لابد أن ينشرح ويقبل ويتقدم.

    هل أثرت (الوقعة) التي تعرضت لها في المعتقل على صحتك؟

    ما أظن.. طبياً بحثوا عن أي آثار ولم يجدوا تأثيراً قد يؤثر علي الذهن، ولكن ربما يؤثر عضوياً والأثر قد يأتي متأخراً وسأكشفه مرة أخرى بعد مدة.

    هل أنت مشكك في التقارير الطبية ؟

    لا.. ولكن هذا حسب رأي الأطباء أنفسهم، فالعواقب دائماً تأتي متأخرة، فعاقبة كندا بعد ثلاثة شهور من العرج في الظهر، ظهر شوية شلل بسيط وراح، ولكن بعد كم شهر فقدت حاسة الذوق والشم وتلاشت بعد ذلك، ورجعت لي حاسة الشم والذوق بفضل الصيام، فرب العباد يرتب آجالاً يصرف بها الأمور فيجيك عسر، فتقول بعد العسر يسر فيأتيك عسر ثم يأتيك يسر كبير. وتقول إن الدنيا ميسرة و(سهلات) ثم يعترضك، فالدنيا هكذا ابتلاءات متقلبة
                  

05-16-2011, 07:42 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)





    قولوا حسنا

    (الفريق!) المطبلاتى

    محجوب عروة
    [email protected]

    لست فى صدد النقد والهجوم على (الفريق!) ابراهيم الرشيد حين يكتب مشيدا بصلاح قوش معددا ميزاته و.. (حسناته وكرمه الحاتمى!) على بعض من يريد؟؟!! فهذا حقه فى حرية التعبير والنشر الذى ظل صديقه قوش يحرمنا منها زمانا تارة بالأغلاق والمصادرة للصحف وتارة بالرقابة القبلية ومرات كثيرة بالأعتقال والأستجواب وتهديد الصحفيين والكتاب ما نقم منهم الا أنهم يمارسون حقهم الدستورى فى التعبير فصار قوش الوجه القبيح للنظام طيلة عقدين متجاوزا للدستور لم يسلم منه الا المنافقين وحارقى البخور والمطبلاتية ولعل (الفريق!) منهم حسبما خطاه قلمه وعباراته غير اللائقة فى حقنا معشر من انتقد صلاح قوش ولم يروا فيه شخصا مناسبا ليقود بروسترويكا سودانية فهو فى تقديرنا غير مؤهل لها من ناحية ومن ناحية أخرى رأينا فيها محاولة للعودة للسيطرة الأمنية و السياسية و (التضخم) دون وجه حق من خلال شباك المستشارية عبر تحرك حق اسماه حوارا يراد به باطل و عودة سلطة فقدها يريد أن يفعل بها الأفاعيل وكأن الناس الآخرين خاصة المستهدفين نائمون ولا يملكون المعلومات والتحركات غير الطبيعية والمعهودة!!.


    وصف هذا (الفريق!) المطبلاتى الصحفيين والكتاب الذين تناولوا اعفاء صلاح قوش بأنه (يسلقونه بألسنة حداد)،مشككا فى نواياهم وفى نظره هم منافقون وجبناء! هكذا نضح ما فى اناء (الفريق!) ابراهيم الرشيد وكما قيل كل اناء بما فيه ينضح. كنت أود أجد له عذرا وأقول لعلها زلة لسان وانحراف قلم أولحظة ضعف أو لعله (وفاءا"!!؟) لولا تلك العبارات غير اللائقة ووصفنا نحن الذين انتقدنا صلاح قوش بالجبن والنفاق.. لو كنا كذلك يا سعادة (الفريق!) لكنا قد نافقناه وخشيناه عندما كان فى أوج قوته رئيسا لجهاز الأمن والأستخبارات ولكنا لم نكن كذلك واذا لم تكن تعلم عنا شيئا فدونك تاريخنا منذ كنا طلابا فى الجامعات لم نخشى أجهزة الأمن والقمع و دخلنا معتقلات النميرى محطة،محطة وزنقة زنقة منذ انقلاب مايو وأى تلك المعتقلات لم نزلزل بالثبات وقارها يا (فريق!؟)..


                  

05-16-2011, 09:05 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الطيب مصطفى الذى يشتم الاخرين ممن يختلفون معه فى الراى ويهمز ويلمز فى اعضاء حزبه ممن لا يتوافق معهم يدعو هنا فى هذا المقال الى القضاء على الحركة الشعبية فى جنوب كردفان
    اقرا مقاله الملىء بالهمز واللمز لمجموعة نيفاشا


    طردُ الحركة من السودان الشمالي واجبُ الساعة
    بواسطة: مدير الموقع
    بتاريخ : الإثنين 16-05-2011 08:57 صباحا



    زفرات حرى: الطيب مصطفى



    ما تفعلُه الحركة الشعبية هذه الأيام في جنوب كردفان وما يرتكبُه جيشُها الشعبي من أفعال قُطّاع الطرق بما في ذلك ترويع المواطنين والاعتداء عليهم وإطلاق الرصاص في الطرقات وإعلان النتيجة المزوَّرة بمكبِّرات الصوت والانسحاب من مراكز الاقتراع ثم العودة ثم الانسحاب وإطلاق الرصاص في الهواء ما هو إلا نسخة كربونية للحالة التي كنّا عليها طوال الفترة الانتقالية مع باقان وعرمان تلك الحال التي بغَّضت الشمال في الجنوب وأقنعت المتردِّدين بأنه لا مستقبل لعلاقة بين الشمال والجنوب، علاقة مأزومة سادت منذ فجر الاستقلال لم نكسب خلالها عافية بل موت ودمار ودماء ودموع..


    إنها عقابيل تلك العلاقة الشائهة ومخلَّفات «جليطة» نيفاشا التي تأبى إلا أن تعكِّر حياتنا وتُحيلها إلى همٍّ وكَدَر ومن ثم احتراب وموتٍ زؤام.بربِّكم يا أحمد هارون أما اقتنعتم بأن الخطأ كلَّ الخطأ في أن تتودَّد إلى هؤلاء وتنثر عليهم العطايا والهِبات وتُلين لهم الخطاب وتعِدهم وتُمنِّيهم بأنك ستمنحُهم حال فوزك منصب نائب الوالي ثم المشاركة في الحكومة والتي ستكون بثمن فادح؟!


    هل تذكرون قُرّائي الكرام كيف زوَّرت الحركة انتخابات النيل الأزرق وكيف ابتدع «فتوّتُهم» عقار عبارة «يا النجمة يا الهجمة» التي روَّع بها المواطنين وكيف كان التزوير مفضوحاً لدرجة أن المؤتمر الوطني حصل على صوت واحد في إحدى الدوائر؟!

    هل احتجّ المؤتمر الوطني أو انسحب من مراكز الاقتراع أم استسلم وسلَّم الحركة الشعبية «الأجنبية» تلك الولاية العزيزة بعد أن كانت القوات المسلحة تسيطر حتى على جوبا قبل أن تجثُم الحركة على أنفاسها جرّاء نيفاشا؟!
    أمّا الحركة الشعبية في جنوب كردفان فإن شعار «النجمة أو الهجمة» الذي رفعته يعني أن تؤول الولاية للحركة بغضّ النظر عن نتيجة الانتخابات بذات الطريقة التي آلت بها ولاية النيل الأزرق بل إنهم خيَّروا المؤتمر الوطني بين التسليم أو نقل المعركة إلى الخرطوم بل إلى القصر الجمهوري!! يهدِّدوننا كأننا نساء ظناً منهم أن هذا سيُجدي كما أجدى في النيل الأزرق التي استُعمِرت من قِبل الحركة الشعبية فيا حسرتاه على دماء علي عبدالفتاح وعشرات الآلاف من صحبه الميامين!!


    أما عرمان.. صديق الأستاذ أحمد البلال الطيب الذي لا يفتأ يستضيف صديقه الرويبضة عرمان ليتقيّأ إفكاً.. أمّا عرمان فقد قال من خلال صحيفة صديقه الحميم أحمد البلال «إن على المؤتمر الوطني أن يعترف بفوز الحركة».. لست أدري والله إلى متى يراهن أحمد البلال على الحصان الخاسر خاصةً عندما يكون ذلك الحصان حرباً على أمته وعميلاً لدولة أخرى!! أما كفاه ما قدَّمه من ترويج لباقان طوال الفترة الانتقالية؟!


    أرجع لأحمد هارون لأقول إن الحركة الشعبية لا تعرف غير الابتزاز في سبيل تحقيق مراميها ولسنا في حاجة بعد كل التجارب المريرة التي تعرّضنا لها إلى إثبات أن أي تنازل للحركة يقابله مزيدٌ من التصلُّب وأن نثر الوعود المجانية يُعطي رسالة خاطئة للحركة بأن «الجماعة خايفين» وما على الحركة إلا أن تواصل الضغط للحصول على المزيد من المكاسب بما في ذلك الاستسلام والتنازل عن منصب الوالي كما حدث في النيل الأزرق التي يحكمها ــ واحرّ قلباه ــ عميل لدولة أجنبية ونحن أحياء نُرزق!!


    أقول مجدداً للأخ أحمد هارون إنك لن تجني من الشوك العنب ومن يتودَّد إلى الحركة كمن يخطب وُدّ ثعبان سام وهل أدلّ على ذلك من تلك الصداقة التي أقمتَها مع باقان؟! ماذا حدث وماذا فعل باقان نظير تلك العلاقة غير أن واجه الأمين العام للأمم المتحدة وهاجم المنظمة بأنها تنقل على طائراتها رجلاً مطلوباً للعدالة الدولية؟!
    وكان بالطبع يعني الأستاذ أحمد هارون الأنظف يدًا من ذلك المجرم المسمّى باقان أموم.. نذير الإثنين الأسود وطائر الشؤم الذي توعّدنا قبل نيفاشا بأن تلك الاتفاقية ستقضي على دولة الجلابة.


    ماذا فعل باقان وعرمان غير أن حرّضا أمريكا على السودان الشمالي وحذراها من رفع العقوبات عن الشمال؟!
    أخلص إلى أن المؤتمر الوطني في حاجة إلى إستراتيجية خاصة بجنوب كردفان تقوم على القضاء على الحركة الشعبية في تلك الولاية فقد كانت الحركة قبل نيفاشا لا تسيطر إلا على 5% من أرض تلك الولاية متمثلة في شريط ضيِّق من جبال النوبة فإذا بها تتمدَّد جراء نيفاشا وتحصل على 45% من السلطة، بما في ذلك منصب نائب الوالي ثم ها هي تطمع في أن تحتل الولاية ولذلك كان واجب المؤتمر الوطني يحتِّم عليه أن يسلِّم الشمال خالصاً لأهله ويحرِّره من تلك الحركة الأجنبية الأمر الذي يقتضي أن يرسم إستراتيجيته على ذلك النحو ويشمل ذلك ولاية النيل الأزرق وأولى خطوات تلك الإستراتيجية أن يبرم التحالفات مع القوى المحلية والقومية التي تتفق مع رؤيته ومرجعيته الفكرية ويُخرج الحركة من الحكومة ويستخدم معها أسلوباً آخر مختلفًا تماماً عن أسلوب الترضيات ولنعد إلى أسلوب العزة والكرامة الذي جرّبناه قبل أن نركن إلى القعود والتثاقل إلى الأرض مما نرى آثاره ماثلة أمامنا اليوم.


    إنها مجرّد خواطر ألحّت عليَّ أن أسطِّرها وأنا أقرأ عن «المسخرة» التي تجري في جنوب كردفان التي تعمل الحركة التابعة لجنوب السودان على حكمها لتضمّها لما سمّاه الرويبضة بالجنوب الجديد.
                  

05-16-2011, 06:24 PM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الأسباب الحقيقية لإبعاد صلاح قوش ..

    بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
    الإثنين, 16 أيار/مايو 2011 10:30

    أكدت مصادر عسكرية بعد غزوة حركة العدل و المساواة لأم درمان أن الفريق عبد الرحيم محمد حسين كان وراء الانتقادات التي وجهت من قبل المؤسسة العسكرية للفريق صلاح عبد الله قوش و أدت إلي إبعاده من جهاز الأمن و المخابرات و بعد إبعاد الفريق قوش كانت له العديد من الاتصالات بعدد من قيادات الأسلحة في القوات المسلحة و عدد من ضباط جهاز الأمن و المخابرات إضافة إلي شباب من الحركة الإسلامية و كان بعضهم دائم الحضور إلي الفريق في منزله بنمرة 2 وكانت التقارير تذهب إلي عبد الرحيم محمد حسين من قبل الاستخبارات العسكرية ثم تقارير إلي دكتور نافع علي نافع من قبل جهاز الأمن و المخابرات و كل هذه التقارير تذهب عن طريقين للسيد رئيس الجمهورية .


    كان الرئيس البشير يعتقد أن تلك جلسات خاصة لمجموعة من الأصدقاء بحكم الموقع السابق الذي كان يشغله الفريق صلاح قوش و موقعه في التنظيم السياسي و بعد قذف طائرة إسرائيلية لعربة خاصة في مدينة بورتسودان وقتل أثنين من المواطنين كانا يستغلا العربة حدث انتقاد عنيف من قبل عدد من قيادات الأسلحة الذين كانوا يترددون علي الفريق صلاح قوش للفريق عبد الرحيم محمد حسين و طالبوا باستقالته فورا و يجب أن يتحمل هذه المسؤولية و أن يقدم استقالته من وزارة الدفاع ثم طلب الرئيس البشير الاجتماع مع هؤلاء القيادات في جلسة ليست عسكرية لمناقشة الموضوع و السماع منهم بطريق ودي و في ذلك الاجتماع تحدث اثنين من القيادات و اللذان أكدا أن الحادث يعتبر في كل الأحوال إساءة إلي القوات المسلحة و يجب من أخطأ يتحمل المسؤولية كاملة و بالتالي هم يطالبون وزير الدفاع بتقديم استقالته فورا أو أن يقدم كل رؤساء الأسلحة المختلفة مع هيئة الأركان استقالاتهم باعتبار أن المسؤولية تقع عليهم لآن هناك خطأ جسيم قد حدث أدي إلي زعزعت ثقة المواطن في القوات المسلحة و أنها لم تستطيع رد العدوان علي البلاد و المواطنين.



    أكدت المصادر أن القائدين اللذين تحدثا معروف عن علاقتهم داخل القوات المسلحة بعدد واسع من الضباط و الجنود و هم من عناصر الحركة الإسلامية غير المشكوك في ولاءهم كما أن العناصر الإسلامية جميعها في القوات المسلحة تكن لهم التقدير و الاحترام و أكد لهم الرئيس البشير أنه سوف يعالج القضية بروية و في اليوم التالي أصدر قرارا بنقلهم خارج العاصمة نقل أحدهم إلي القيادة الشرقية و الثاني إلي دارفور و هذا الموقف أكد أن النقد لم يأتي اعتباطا بل أن هناك مجموعة منظمة داخل القوات المسلحة و في هذا الوقت كان الفريق صلاح قوش تحت المراقبة المستمرة و عندما جاءت المشادة بين الفريق قوش و دكتور نافع و كان رد الفريق قوي عندما قال إن حديث نافع يخصه و هي كانت رسالة موجهة من أجل فتح طاقة الصراع علي مصراعيها لذلك عجل الرئيس البشير بالاجتماع مع الفريق عبد الرحيم محمد حسين و الفريق بكري حسن صالح و الفرق محمد عطا و الدكتور نافع علي نافع و قطبي المهدي و قرروا إقالة الفريق صلاح قوش فورا من مستشارية الأمن القومي و من بعد من الحزب حتى لا يجد حجة للاجتماع بعناصر من القوات المسلحة و الحزب و إن إبعاده سوف يشل حركة الآخرين و يعطل أية عمل مخطط في الفترة الحالية لمراجعة حساباتهم كما أن حديث الرئيس في جنوب كردفان حول الحرب يريد أن ينقل الحديث داخل القوات المسلحة من حالة التوترات إلي مواجهة حرب محتملة في جنوب كردفان و أبيي خاصة عندما قال سوف نقلع "الجلاليب و العمم" و نرجع للكاكي باعتبار أن هناك توترا داخل القوات المسلحة و حالة غير مطمئنة و لا يمكن معالجتها إلا بخلق أزمة جديدة تغير مسار التفكير هو الذي حدي بالرئيس أن يتحدث بهذه اللغة العنيفة.


    القضية الأخرى أن كمال عمر المسؤول السياسي في المؤتمر الشعبي عندما قال أن المؤتمر الشعبي سوف يسقط حكومة الإنقاذ في أقل من شهر لم يأتي حديثه من فراغ إنما هناك معلومات تسربت بحالة التوتر الحادثة داخل القوات المسلحة و التي تعتقد أن الدولة التي يجب أن يحموها ما عادت هي و أن هناك حالة من الفساد و الأزمات المستمرة سببها ضعف القيادة التي لم تستطيع إيجاد حلول للمشاكل التي تواجه البلاد و قد أثر و زاد التوتر وسط الإسلاميين حديث عدد من القيادات الإسلامية الخارجية اثناءالزيارة التي قاموا بها للسودان لحضور مؤتمر القدس حيث تحدثوا بصراحة شديدة أن الحركة الإسلامية في السودان تحتاج إلي مراجعة كبيرة و إعادة للبناء و هم مستعدين علي المساهمة في ذلك هذه التصريحات جعلت بعض القيادات تسعي من أجل إعادة إنتاج الحركة الإسلامية مرة أخري كما أن التوترات داخل القوات المسلحة هي التي ضغطت لإطلاق سراح الدكتور الترابي الذي علم بمجمل تلك التحركات لذلك أعلن أنه بصدد الشروع في تأسيس تنظيم جديد يضم كل العناصر الإسلامية في المؤتمرين و هو التحدي الذي يواجه الإنقاذ من داخلها. و نواصل

    zainsalih
                  

05-17-2011, 11:32 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)




    الشيخ الترابي: شريعة وين؟!

    رشا عوض

    * ما هي قراءاتك لدولة الشمال بعد 9يوليو وأحكام الشريعة الإسلامية التي أعلنها الرئيس؟
    شريعة وين!
    لقد أعلن الرئيس تطبيق الشريعة الإسلامية بعد فك الارتباط مع الجنوب ؟
    (دي شعارات ساكت) رفعوها من أول يوم ما في أحكام شريعة إسلامية ولاشىء، أهم شيء في الشريعة الإسلامية الحياة العامة وهي أهم من الحياة الخاصة أهم من (زي فتاة) وكل هذه القضية كانت في لبس إمراة، وهذا ليس له علاقة بالسلطة هذا في المجتمع فالحريات لكل البشر المسلم وغير المسلم لا جبروت وفساد ) وعامة الناس يرون أن الشريعة هى من لديه (لحية ويمشى المسجد يقوم ويقع وما فاهم معنى الصلاة والحج والبنات يلبسن بأدب) ولكن الشريعة يجب أن يحيا الإسلام في المناطق التى مات فيها في السياسة والاقتصاد والفنون والعلاقات الخارجية واحياء الصلاة والحج.

    هكذا أجاب الدكتور حسن عبدالله الترابي مؤسس الحركة الإسلامية الحديثة في السودان ومهندس مشروع الإنقاذ على أسئلة محاوره في صحيفة آخر لحظة حول موضوع تطبيق الشريعة، بعد اثنين وعشرين عاما من انقلاب الإنقاذ الذي سمي(ثورة الإنقاذ) التي قامت من أجل تطبيق الشريعة الإسلامية في إطار ما سمي بالمشروع الحضاري، يتساءل عراب التجربة شريعة وين؟ وهذا أبلغ دليل على عمق الأزمة،


    أزمة المشروع الذي بني على الشعارات العاطفية الفضفاضة واستعجل أهله القفز إلى السلطة وفرض الوصاية على الشعب السوداني في دينه ودنياه، وعندما تمكنوا من الدولة واستأصلوا من خدمتها المدنية والعسكرية كل رافض لوصايتهم تلك بل استأصلوا حتى المحايدين تجاه تلك الوصاية والبعيدين عن (ساس يسوس) لأنهم لم يكونوا ليتقبلوا سوى الانصياع التام، وعندما جعلوا مؤسسات الدولة وأموالها حكرا عليهم، اكتشفوا أن تلك الشريعة التي طالبوا الناس باتباعهم من أجل تطبيقها مختلف على فهمها وتفسيرها حتى في أوساطهم هم! بدليل المفاصلة التي وقعت وشقتهم إلى مؤتمر وطني ومؤتمر شعبي كل منهما يقول في الآخر مالم يقله مالك في الخمر! صحيح أن المفاصلة في رأينا المتواضع هي صراع سياسي(دنيوي) محض أسبابه مرتبطة بهذه الأرض ولا علاقة له بالسماء،


    ومن ضمن أسبابه أن طاحونة الإقصاء للآخر عندما تديرها الأحزاب العقائدية الحاكمة ضد خصومها في الخارج لا يمكن أن يسلم منها الحزب العقائدي نفسه، هذا ما تحكيه معاناة الشيوعيين في الأحزاب الشيوعية والبعثيين في الأحزاب البعثية، والإسلامويين في الأحزاب الإسلاموية! فهؤلاء الإسلامويون بشر تنطبق عليهم سنن الاجتماع السياسي من اختلافات وتعارض آراء وتضارب مصالح وأطماع بعضها مشروع وبعضها غير مشروع، ولكن تلك المفاصلة تصلح لأن تكون مدخلا للمراجعة الجذرية لمشروع الإسلام السياسي، مراجعة تتجاوز ما يتردد في أدبيات المؤتمر الشعبي من أن (فتنة السلطة والمال) جعلت ضعاف النفوس يصطفون إلى جانب المؤتمر الوطني على حساب مباديء الشريعة وقيم المشروع،


    تلك المراجعة يجب أن يعترف فيها الشيخ الدكتور حسن عبدالله الترابي بـ(الخطأ الكبير) الذي ارتكبه ممثلا في تأسيس مشروع فكري وسياسي يفترض أن (الإسلامويين) يستحيل أن يفتتنوا بالمال والسلطان! وبناء على هذا الافتراض(غير الواقعي) أعطى الترابي نفسه الحق في الانقلاب على الديمقراطية وتأسيس نظام شمولي قمعي ظنا منه بأن ذلك النظام سيكون بأسه شديد على من يعتبرهم الشيخ أعداء المشروع الحضاري من العلمانيين وسيكون رحيما عليه هو ويسلمه القيادة حال صدور أوامره ولكن حساب القبان لم يطابق حساب البيدر!! ولا مخرج من أزمة (الشيخ) وأزمة الإسلام السياسي عموما إلا بتجاوز الإسلامويين لفكرة(الدولة الإسلامية التي تطبق الشريعة) إلى الدولة المدنية الديمقراطية كما فعل حزب العدالة والتنمية(الإسلامي) في تركيا!



                  

05-19-2011, 06:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    وزير الدفاع يصبح سببا في سقوط الإنقاذ ..

    بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
    الأربعاء, 18 أيار/مايو 2011 19:17

    أن الضغط المستمر الذي تمارسه قيادات نافذة في القوات المسلحة علي المشير عمر البشير رئيس الجمهورية لإقالة الفريق عبد الرحيم محمد حسين من وزارة الدفاع تسبب قلقلا كبيرا لقيادات الإنقاذ و خاصة باعتبار أن هذا الضغط تمارسه العناصر الإسلامية في القوات المسلحة و سوف تنعكس في الخارج باعتبار أن إقالة الفريق صلاح عبد الله قوش كانت من أجل وقف التحرك الذي تقوم به عناصر إسلامية داخل القوات المسلحة و خارجها.
    بدأ الرئيس عمر البشير يقلق من عناصر الحركة الإسلامية منذ الصراع الذي بدأ مع الدكتور الترابي عام 1999 و كان تخطيط الدكتور هو إبعاد كل العناصر العسكرية من الواجهة و لكن بعض تلاميذه الذين تصدوا له و تأمروا مع العناصر العسكرية في إبعاد الدكتور الترابي لم ينتهي قلق الرئيس البشير بإبعاد الدكتور الترابي و المجموعة التي تدين له بالولاء من السلطة و بعد ما أنتصر البشير في معركته مع الدكتور الترابي بدأ القلق يدب في نفس الرجل من المجموعة التي ساندته في أن تطيح به في المستقبل لذلك عمل كل تحوطه في إبعاد هذه المجموعة من ثلاثة قطاعات أولا القطاع العسكري كان من قبل السيد علي عثمان محمد طه دائم اللقاء مع القوات المسلحة في مناسبة أو بدون مناسبات فقرر الرئيس البشير أن يكون الاتصال فقط مع رئيس الجمهورية باعتبار أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة ثم جعل كل من الفريق عبد الرحيم محمد حسين و الفريق بكري حسن صالح بوابة الدخول للقوات النظامية باعتبار أن الرئيس البشير يثق فيهم ثقة عمياء و بسبب هذا التكليف لم يستوعبوا في المؤسسة الحزبية.


    القطاع الثاني قوات الدفاع الشعبي أيضا كان علي عثمان محمد طه علي اتصال قوي معها و كان يداوم الذهاب لهم لإلقاء محاضرات عليهم في المعسكرات منذ كان وزيرا للتخطيط الاجتماعي فتم استقطاب القائمين المشرفين علي قوات الدفاع الشعبي بعد إدخالهم في السلطة التنفيذية خاصة علي كرتي و حاج ماجد سوار و القطاع الثالث هو الحزب و الاتصال بالحركة الجماهيرية حيث كان السيد نائب رئيس الجمهورية نائبا لرئيس الحزب لشؤون السياسية فتم اختيار مرتب من قبل السيد رئيس الحزب و المجوعة التي تدين له بالولاء للدكتور نافع علي نافع لكي يصبح نائب رئيس الحزب لشئون الحزب علي أن يتفرق السيد علي عثمان محمد طه لشؤون الاقتصاد و التنمية و بعدها تم إبعاد الدكتور غازي صلاح الدين من ملف السلام و دق اسفين بينه و بين علي عثمان الذي كلف بذات الملف ثم أبعدت العديد من الشخصيات الإسلامية المعروفة و خاصة العشرة الموقعين علي مذكرة الدكتور الترابي من أماكن صناعة القرار و تمت تسميتهم قيادات في المؤتمر الوطني دون أية أعباء يمارسونها.


    كان أخر العناصر الإسلامية المستوعبين في القطاع السياسي الدكتور أحمد إبراهيم الطاهر و إبراهيم أحمد عمر و تم الاحتفاظ بهم لموقفهم المتشدد من الدكتور الترابي و أبديا رغبتهم في الوقوف مع الرئيس البشير للنهاية ثم جاءت عملية الاستفتاء التي جعلت السيد رئيس البرلمان يقف موقفا مناقضا للبشير في عملية طرد النواب و في ذات الوقت بدأت التململ من قبل عدد من العناصر الإسلامية فجاءت الدعوة من قبل بعض الإسلاميين في ولاية نهر النيل لوحدة الحركة الإسلامية الغريب في الأمر أن الدعوة عندما خرجت كانت تدعو لوحدة الحركة الأسلامية و لكن بعض قيادات المؤتمر الوطني التي لا تريد هذه الوحدة سمتها دعوة من أجل توحيد المؤتمرين بسبب إضعاف الدعوة حتى لا تجد رواج ثم تجد التصدي من قبل المجموعات.



    تكررت الدعوة بشكل كبير بعد الخروج الأخير للدكتور الترابي من السجن حيث جاءت مجموعات من الإسلاميين من جميع الولايات السودانية تطالب بوحدة الحركة الإسلامية و رص الصفوف حفزتهم في ذلك الثورات الشبابية التي حدثت في العديد من دول الوطن العربي و دعم الحركات الإسلامية لها و في الوقت الذي بدأت تبرز فيه الحركات الإسلامية في واجهة العمل السياسي في المنطقة بشكل قانوني بدأ نجم الحركة الإسلامية السودانية يأفل.



    في خضم هذا الصراع و الأحدث و ضغط من قبل قيادات إسلامية لم تخبئ هويتها علي رئيس الجمهورية لكي يطلب من وزير الدفاع الاستقالة بقي أمام المهندس الفريق عبد الرحيم محمد حسين خيار واحد هو الانقلاب العسكري و الإطاحة بالإنقاذ و تسليم السلطة للقوي السياسية السودانية خاصة إن عبد الرحيم ليس مطالبا من قبل المحكمة و إذا ظل يحني رأسه للريح لا يفيده ذلك لسببين الأول أن الرجل بعد ما فقد ولاء القوات المسلحة أصبح ظهره مكشوفا فليس هناك قوة سياسية أو عسكرية تدافع عنه و لم يبق له غير علاقته مع الرئيس البشير الذي أصبح هو أيضا تزداد عليه الضغوط داخليا و خارجيا و بالتالي هو نفسه يبحث عن حماية إذن أمام الرجل خيارا و لكن تقول أقرب المصادر للرجل أنه لا يستطيع أن ينجز ذلك لأسباب تكون شبيهة بالأسباب التي تجعل علي عثمان محمد طه دائما يحاول يدير معاركه من الصفوف الخلفية.

    zainsalih abdelrahman [[email protected]
                  

05-19-2011, 07:35 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)




    صلاح كرار يشن هجوماً على «رجال حول الرئيس»
    2011/05/18 - 10:03
    الخرطوم- فاطمة مبارك، بهرام عبد المنعم

    اتهم عضو مجلس قيادة الثورة السابق العميد (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار، مجموعة حول الرئيس - استثنى منها نائبه علي عثمان محمد طه - وصفها (بالشللية والنفعية)،

    اتهمها بحل مجلس قيادة الثورة، والافتتان بالسُلطة والمال، والعمل على تعيين هذا وإقصاء ذاك، وتقديم ضعفاء النفوس، وإبعاد من وصفهم بالأقوياء، والاستئثار بالحُكم لأكثر من (20) عاماً. وقال كرار في حوار مع (الأهرام اليوم) يُنشر بالداخل، إن المجموعة عزلت عنهم الرئيس البشير، وأغلقت أبوابه (إلكترونياً)، وستطيح بثورة الإنقاذ. وأضاف: «كُنا نذهب إلى الرئيس ونناصحه، لكن أبوابه أصبحت إليكترونية تُفتح بالبصمة، ولا نستطيع لقاءه أصلاً.. لعلمهم أن الرئيس مستمع جيِّد لزملائه لصدقهم وحرصهم على الإنقاذ»، ونوّه كرار إلى أنه تنبأ بما حدث للفريق أول صلاح (قوش) منذ زمن طويل، وأوضح أن «الإنقاذ» لو سقطت غداً فلن يذهب إلى المُحاكمة إلا مُدبرو الانقلاب كما حدث في (مايو)، وأن تلك المجموعة لن تُسأل عنها، بل سيُسألون عن أمور أخرى، وقال: «إن طال الزمن وعشنا سنكون نحن المسؤولين»، وأشار صلاح كرار إلى أن تلك المجموعة انقلبت على شيخها «الترابي» وتخلصت منه وقالت فيه ما لم يقله الأعداء بعد أن كانت متعصبة له وتعتبر أي حديث عنه يصل إلى مرحلة (التكفير)، وأكد أن تلك المجموعة تعد نفسها للسيطرة على حُكم السودان لتكون الوريث للرئيس عمر البشير، وقال كرار إن الخلاف الداخلي لن يؤدي إلى صدام أو احتراب لكنه سيؤدي إلى تآكل النظام


    الى الحوار والتفاصيل



    العميد (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار يقلِّب دفاتره «الإنقاذية» في حضرة (الأهرام اليوم) (1)
    2011/05/18 - 10:18
    حوار- فاطمة مبارك، بهرام عبد المُنعم


    العميد (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار، من مواليد الجزيرة (مُقرات) بمحلية أبو حمد ولاية نهر النيل في العام 1949م، بدأ تعليمه في (مُقرات)، حصل على بكالريوس الهندسة الكهربائية في يوغسلافيا، وماجستير في الإدارة العامة من جامعة الخرطوم، عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، عمل وزيراً للنقل والمواصلات في الفترة من 1991 وحتى 1993م، ثم وزيراً للطاقة والتعدين 1993 – 1995م، وفي 1995 – 1998م عمل وزيراً لرئاسة مجلس الوزراء، وسفيراً للسودان في البحرين في الفترة من 1998 وحتى 2003م. كما أن الرجل من الشخصيات المهمة في صفوف ثورة الإنقاذ الوطني التي تفجرت في العام 1989م، ولعب أدواراً مهمة، لذا حرصت صحيفة (الأهرام اليوم) على تقليب دفاتره، ونفض الغبار عنها، وإعادة قراءة ما علق بها من أحداث أثرت وستؤثر مستقبلاً على مجريات الأمور في السودان، فإلى مضابط الحوار.



    { رغم ما روي من حديث حول قصة ميلاد “الإنقاذ”، لكن تظل التفاصيل عالقة في أذهان مُفجريها، فبعد هذه السنوات، ماذا بقي في الذاكرة؟


    - طبعاً “الإنقاذ” ولدت في ظروف تستوجب تذكير الأجيال الحالية، التي لم تكن واعية، أو مُشاركة في الحراك السياسي في ذلك الوقت 1989م. “الإنقاذ” ولدت في ظروف فشل الديموقراطية الثالثة، حتى لا نظلم الديموقراطية الثالثة، مثل الوضع الاقتصادي؛ واشتعال الحرب في جنوب السودان، ولا أعتقد أن (الحركة) كانت بمثل قوتها في أي وقت مضى منذ 1955م، إلا أن الفترة ما بين (1986م - 1989م) أدّت إلى فشل الديموقراطية الثالثة. أخطر ما حدث هو مذكرة القوات المسلحة في مارس 1988م، في تلك الفترة قامت القوات المسلحة بتقديم مذكرة إلى رأس الدولة، وقّع عليها أكثر من (150) ضابطاً من رتبة العميد فما فوق - العميد هو الذي يقود (لواء)، ويمكن أن يكون قائد فرقة استثناءً - القيادات التي قدّمت هذه المذكرة كانت حوالي (153) ضابطاً، المُذكرة كانت بالضبط انقلاباً لم يُنفذ.


    { هل هذه كانت بداية لوجود تنظيمات داخل القوات المُسلحة؟


    - هذا فتح الباب أمام كثير من الحركات والتنظيمات داخل القوات المسلحة، تاريخ القوات المسلحة معروف حتى قبل أيام عبود في العام 1957م، بعد أقل من سنتين من الاستقلال كُشفت محاولة انقلابية، شاركت فيها (الكُلية الحربية) في ذلك الوقت، حتى عبود ما كان يعتقد أن في الجيش توجد تنظيمات تسعى لقلب نظام الحُكم، المفهوم هذا لم يكن سائداً أصلاً وغير معروف، لذلك كانت هناك تنظيمات كثيرة جداً، حتى القائد العام؛ فتحي أحمد علي، كان له تنظيم نشط، كُشف في ما بعد، نحن حصلنا على مستنداته بعد قيام “الإنقاذ”، أنا أعرف عدداً من زملائي منهم ضابط في القوات البحرية، موجود الآن، حي يرزق، كان شريكاً في تنظيم القائد فتحي أحمد علي. كان هناك (11) ضابطاً من البعثيين أحالهم المشير سوار الذهب إلى المعاش، هذا التنظيم عندما جاء فتحي أحمد علي أعاد منهم عشرة ضباط، الحادي عشر كان برتبة مساوية للقائد العام، ذات رتبة فتحي أحمد علي، لذا لم يتم إرجاعه، ولن اتطرق إلى ذكر أسماء، لكن الصحافة والأرشيف مليئان بهذه الأسماء، تنظيم البعثيين كان نشطاً جداً. كذلك هناك تنظيم من ضباط الصف من مناطق كثيرة، بالذات من غرب السودان، كان نشطاً. تنظيم الحزب الشيوعي كان نشطاً أيضاً، هذان التنظيمان بعد ثورة الإنقاذ نفذا انقلاب رمضان.


    { معنى ذلك أنه كان يوجد تنافس محموم داخل القوات المُسلحة؟


    - تنافس محموم جداً.. الانقلاب الأول الذي نُفذ هو انقلاب المايويين، قائده من الدفعة (19)، بعد الرئيس، وهو العميد أحمد فضل الله، هذا الانقلاب قام ونفذ، وأُحبط، وقبض عليه قبل أسبوع من التاريخ الذي حددناه نحن في 22/6/1989 وهذا جعلنا نؤجل من 22/6 إلى 29/6 لأن الاستعداد رُفع بنسبة (100%)، ويمكن أن نقول إن خطة المايويين كان القصد منها ضرب المجلس الوطني، خاصة أن الحكومة كانت تناقش الميزانية، لذلك كان هناك صراع سياسي. وخروج الشريف زين العابدين الهندي من المجلس قبل ثلاثة شهور، وكلمته الشهيرة عن الديموقراطية؛ كل ذلك يعكس البيئة التي جاءت فيها “الإنقاذ”، وكان من الممكن أن يسبقنا أي انقلاب آخر، لكن إرادة الله أعطت “الإنقاذ” فُرصة لتكون السباقة إلى ذلك. أي ضابط من الضباط في ذلك الوقت يمكن أن يتحدث عن هذه التنظيمات، كانت الأمور كلها مكشوفة عن التنظيمات التي كانت تعمل، لذلك عندما جاءت “الإنقاذ” كان أول أهدافها - كما جاء في البيان - أنها تريد حل مشكلة الجنوب، عكس ما هو الآن تماماً، لم تكن “الإنقاذ” تنوي الانفراد بالحُكم، والجبهة الإسلامية القومية، كانت تريد أن تؤمن نفسها، لأنها أُبعدت بمذكرة القوات المُسلحة.


    { لكن الروايات اختلفت حول دواعي مذكرة القوات المُسلحة؟


    - واحد من أهداف المذكرة هو إبعاد الجبهة الإسلامية القومية، لأنها أصبحت حجر عثرة أمام تسليح الجيش، والعلاقات الخارجية. ووجود “الجبهة” في الحكم استفادت منه الحركة الشعبية في أنّ كل قوى العالم أصبحت تُساند الحركة الشعبية خوفاً من “الجبهة”.


    لكي أدلل على أن “الإنقاذ” لم تجئ لتنفرد بالحكم؛ أذكر في العام 1996م قبل استشهاد الشهيد الزبير بشهور، دُعينا إلى مؤتمر شورى المؤتمر الوطني، كان عدد الحضور حوالى (400) شخص أو أقل من ذلك. في ذلك الاجتماع قدّم الأمين العام للمؤتمر الوطني، الدكتور حسن عبد الله الترابي - في ذلك الوقت - ورقة التوالي السياسي. أذكر أنه شرح خلاصة “التوالي” بأن نتنافس مع الأحزاب ونتداول السُلطة، وكانت هناك مُعارضة لهذه الفكرة، وأعتقد أن هذه هي بداية (المُفاصلة) من وجهة نظري، بداية (المُفاصلة) ليست مُذكرة العشرة، بداية (المُفاصلة) بدأت في ذلك الاجتماع وكان يقودها محمد محمد صادق الكاروري ضد الترابي، حتى إنه وصف الترابي عندما فاز هذا الاقتراح بأنه (ساحر)، سحر الناس ليصوتوا لهذا الاقتراح. الترابي كان يقول: “نحن نتداول السُلطة، وعلينا عدم خشية الأحزاب التي قد تهزمنا وتأتلف ويأتيها المال من الخارج وتهزمنا”، ذكر عبارة واحدة، سأذكرها للتاريخ رغم أننا اختلفنا مع الترابي كثيراً؛ ذكر “إننا بعد سبع سنوات من حُكم السودان كيف نخشى من تداول السُلطة؟ نحن كنا مستضعفين في 1989م، وأُقصينا من حكومة الوحدة الوطنية، وذهبت الجبهة إلى المعارضة. الآن بعد سبع سنوات نحن في حالة أفضل، نستطيع أن نُنافس”، وذكر: “حتى لو هُزمنا في منافسة حُرّة مع الأحزاب فهذه فرصة للإسلاميين لينزلوا إلى الأرض مرة ثانية، ويمحصوا تجربتهم في الحكم”، وقال “إننا لم نمارس حُكماً في حياتنا،

    الآن تجربة السبع سنوات تعطينا صورة عن كوادرنا، وتنظيمنا، وذممنا”، ذكر الذمم بالذات. هذا يشير إلى أي مدى أثر الحُكم على ذمم الإسلاميين. للأمانة، علينا قول هذا الحديث، لأنه لو وجد أذناً صاغية، لتداولت الإنقاذ السلطة. وقال الترابي بالحرف الواحد في ذلك الاجتماع: “أنا متأكد أننا لو هُزمنا، وانتزعوا منا الحُكم لأربع أو خمس سنوات؛ سنعود، وسيكتشف الشعب السوداني، أننا أصلح له من الآخرين”، وهذا كان جوهر (التوالي)، حتى لا يُظلم الترابي، أعتقد أن الترابي في تلك الجُزئية كان صائباً. أنا والشهيد الزبير محمد صالح، كنا نجلس في (البص) مع بعضنا البعض، وكان هذا الاجتماع في شرق النيل، في أحد المعسكرات، قلت له: “لا بد من حشد الناس للتصويت ضد (التوالي)، لأن عودة الأحزاب كارثة”، لكنني عندما استمعت للترابي في ذلك الاجتماع، صوتُّ مع مشروع (التوالي)، هذا للتاريخ، لذلك “الإنقاذ” ما جاءت لتحتكر الحُكم، وإقصاء الآخرين، ولتُفسد في الأرض، الآن سيصعب على أي شخص في المستقبل أن يبعث مشروعاً إسلامياً جديداً، لأن هذه التجربة - من وجهة نظري - (سلبية) جداً.


    { ما هي أسباب انحراف تجربة الإسلاميين، وهل تجربة الحُكم أكبر من مقدرات الإسلاميين السياسية والفكرية؟


    - أبداً، بالرغم من عدم وجود تجربة في الحُكم للإسلاميين، لكن أعتقد أن الإسلاميين كان لهم من الكوادر، والعناصر، من يتميز بالكفاءة، شأنهم شأن كل الأحزاب العقائدية، لكن ربما يختلفون عن تلك الأحزاب بأنهم كانوا تنظيماً جذوره راسخة في المثقفين وغيرهم. أنا أعتقد أن “الإنقاذ” في بداياتها - في الأربع سنوات الأولى حتى حل مجلس قيادة الثورة في العام 1994م- كانت تقدم القوي الأمين، وكانت هناك رقابة، وكنَّا نُسأل عن أشياء تحدث بالصدفة، مثلاً، تُسأل لماذا عُيِّن أخوك في الموقع المُعين؟ ويُكتَشَف أن أخي هذا لم يُعيَّن في تلك الجهة، وهذا يؤكد أن النظام كان حسَّاساً جداً تجاه الفساد. وكانت التقارير تُكتب عن أي شخص، حتى لو ظهرت “شائعة” يحُقق معه فيها ويُساءل. واحد من الأسباب التي أدّت إلى هذا الوضع عدم المُساءلة، هناك “شللية”، وإقصاء. أنا أتحدى، أن يُثبت على أعضاء مجلس قيادة الثورة، إلى أن تمّ حلّه، أنهم في اجتماع ما، من اجتماعاتهم تقاضوا علاوة، أو بدل اجتماع، أو أتاهم طعام من جهة على حساب الدولة أو غيرها.


    { هذا يعني أن الضباط يتمتعون بالنزاهة؟


    - نعم.. أنا في العام 1998م، عندما أُعفيت من رئاسة مجلس الوزراء بعد (9) سنوات؛ تقاضيت عليها مليوناً و(700) ألف وكسر جنيه – بالقديم- هذه كانت مُكافأتي كلها، لم تكفني لشهرين. في العام 2005م عندما حُلّت الوزارة لتدخل الحركة الشعبية في الحكومة، كم تقاضى الوزراء؟ هذا السؤال أطرحه عليكم لتطرحوه بدوركم على مجلس الوزراء ليجيب عليه. المكافأة التي أُعطيت للوزراء كانت مبلغاً مهولاً. “الإنقاذ” تبدلت من ثورة جاءت لتخدم الشعب، تحولت بتبدل أشخاصها الذين صعدوا المناصب، إلى آخرين همهم الأول خدمة أنفسهم، هذه هي باختصار شديد، أسباب تبدل الحال. لأنه لا يوجد الزبير محمد صالح، ولا يوجد إبراهيم شمس الدين، ولا توجد أرتال الشهداء والمجاهدين الذين ذهبوا فداءً للسودان، من أبناء الدفاع الشعبي الذين بتضحياتهم لم تعد مُهمة الدفاع عن السودان هي مُهمة الجيش فقط، لذلك ارتفعت الروح المعنوية للقوات المُسلحة، وشاهدتم البطولات التي حدثت، خلاف ما كان يحدث قبل العام 1989م.


    { هذا يعني أن فتنة ثورة الإنقاذ هي السُلطة والمال؟


    - نعم.. الفتنة كانت بسبب السُلطة والمال، حين تقدم ضعاف النفوس الصفوف. السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أُبعد كل الأقوياء أمثال محمود شريف عندما كان مديراً عاماً للكهرباء؟ أنا أقول: (أُبعد لأنه قوي)، وأمثاله كثر.
    { ومن ضمنهم أنت؟
    - نعم.. أُبعدنا من مجلس قيادة الثورة بالكامل، كُنا متهمين (بتلميع) أنفسنا، وأننا خطيرون جداً. المجموعة التي حكمت أكثر من عشرين عاماً، هي المجموعة التي حلّت مجلس قيادة الثورة، وقدّمت الضُعفاء. الانتخابات الماضية لم يترشح أو يفز فيها قوي

    .
    { أين الرئيس البشير من كل تلك الفوضى؟


    - هذه هي مسؤولية الرئيس البشير، وعليه أن يتحرّك لاحتوائها وألّا يتركها للقيادة الجماعية. ومسألة صلاح (قوش) هذه، نحن تنبأنا بها منذ زمن طويل؛ تنبأنا بما سيفعله صلاح (قوش)، الآن نتنبأ بآخرين أمثال صلاح (قوش) من المُحيطين بالرئيس. نحن نقول هذا الحديث بكل شجاعة وقوة، ولا نخشى فيه لومة لائم.


    { من هم (الآخرون) الذين تقصدهم؟


    - لن أذكر أسماء، سيأتي يومهم، وستعرفونهم، هؤلاء الآخرون لا يرغبون في بقاء قوي، يريدون أن يكون الذين تحتهم ضُعفاء.


    { المجموعة التي تحدثت عنها، هل تعزل الرئيس بجدار فولاذي و(تُغبِّش) عليه الرؤية؟


    - الرئيس معزول عن المناصحين، ونحن لا نستطيع أن نلتقيه، في الماضي كنا عندما نلتقيه نتحدث معه حديث شُركاء، لأنه لو سقطت “الإنقاذ” غداً فلن يذهب إلى المُحاكمة إلا مُدبرو انقلاب يونيو، كما حدث في مايو. الانقلاب نحن مسؤولون عنه، وإن كُنّا بعيدين، وإن طال الزمن - إن عشنا - سنكون مسؤولين عنه، لذلك عندما كُنا نذهب إلى الرئيس ونناصحه أزعج ذلك الكثيرين، فأُغلقت الأبواب أمامنا، أبواب الرئيس الآن (إليكترونية)، مكاتبه تُفتح ببصمة (اليكترونية)، ولا نستطيع أن نلتقي الرئيس أصلاً إلا في المناسبات الاجتماعية التي تقتصر على السلام و(مد الإيد وهكذا). تخيل أن المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الآن لا يوجد فيه عضو واحد من أعضاء مجلس الثورة!


    { هل نفهم من ذلك أن هذه المجموعة حولت زخم الثورة إلى (شُللية)؟


    - “الشللية” هي التي تحكم الآن، وهي التي ستطيح بـ “الإنقاذ”.


    { تُعيِّن هذا وتُقصي ذاك؟

    - نعم.. تُعيِّن هذا وتُقصي ذاك، مجموعة مُتفقة مع بعضها، والسلطة في يدها.
                  

05-22-2011, 09:20 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    بتاريخ : الخميس 19-05-2011
    : دكتور حسن الترابي الفساد سرطان عم كل مفاصل الدولة (1)


    : مؤامرة عزلي بدأت منذ اليوم الاول للإنقاذ



    تم طرد بن لادن وسرقت أمواله فعاد إلى الجبال


    أنا والبشير لم نكن على علم بمحاولة اغتيال مبارك


    لم أدر حواراً مع بن لادن والرجل محدود الثقافة


    مؤامرة اعتقالي بدأت منذ الشهور الأولى للثورة
    بعد حادثة كندا قرروا نفي إلى سويسرا
    الحرية أصل وفرض الشريعة لا يجوز



    كعادته دكتور الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي يطرح آراءه دونما تردد، وعندما صادف إطلاق سراحه مؤخراً حادثة اغتيال أسامة بن لادن من قبل الاستخبارات الأمريكية طرح رؤيته حول الإرهاب وتداعياته، في حواره مع اجراس الحريةأكد على أن الحرية هي الأصل في الإسلام، ورأى انه اذا كان الرأي الغالب والأعظم للشعب رافضاً للشريعة لا يجوز فرضها بالجبر عليه،


    وهاجم الترابي من أطلق عليهم علماء السلطان وأعاب تلقيهم أموالاً من السلطة، وعلل عدم رده على فتاواهم التكفيرية لشخصه بأنه يهتم بمقاصد الدين الكلية ولا ينشغل بسفاسف الأمور. ورداً على سؤال حول حديث الأمين العام السابق لمستشاريه الأمن المتعلق بعدم تنفيذ الشريعة حال إجماع الأحزاب على ذلك، قال انه اذا كان الرأي الغالب والأعظم للشعب رافضاً للشريعة فحديثه صحيح واستند على النصين القرآنيين (ما أنت عليهم بجبار) و(لست عليهم بمسيطر)، وشدد على انه لا احد يستطيع ان يمنع الناس من حريتهم او يسلبها وينصب نفسه نائباً لله في الأرض، وأضاف أن اليهود قالوا ان (يد الله مغلولة) و(الله فقير ونحن أغنياء) وقالوا على الرسول الكريم (هو إذن) وأفاد أنها تعني باللغة الدارجة (اضينة)،


    وزاد أن الرد على اليهود لم يكن بالجبروت، وأبان انه كان باللسان والحجة وذكر(قل هو إذن خير لي ولكم)... وذكر إن الأحكام التي تهدي لبس المرأة والرجل أخلاقية للمجتمع وليست قوانين تنفذها السلطة، وأعاب طريقة تنفيذ عقوبة جلد الفتاة التي ظهرت في شريط الفيديو مؤخراً... كما تحدت عن التغيير وأزمة الإرادة والضرورات التي تستدعى اقتلاع النظام من جذوره (أجراس الحرية تنشر إفادات الترابي في حلقات)



    حوار:أشرف عبد العزيز *ا



    اغتيال بن لادن من أهم القضايا التي شغلت الساحة مؤخراً سيما وانه ارتبط بقيادة تنظيم القاعدة الإرهابي ما هو تعريف د. الترابي للإرهاب؟ -الإرهاب يعني تسبيب الخوف الشديد من خطر قابل أو الفزع والرعب من حاضر. وقد راجت الكلمة اليوم مصطلحاً يعني فعلاً عمداً مذموماً قبيحاً بوقعه وبما يلقيه من عموم منكر. ولكن المصطلح ما انفك مبهم المفهوم، وهو لا يشمل ما يقع من رهب بذكر الجزاء الديني المرهوب غيباً ولا بالتصرف الاجتماعي المحذور أدباً ولا بالعقاب المشروع للجنايات ردعاً، وإنما هو الفعل الوحيد الذي ينذر أو يحدث ضرراً شديد الوقع غير مشروع في السياق العام لا سيما السياسي للحياة.


    * ما سر انتشار الكلمة في عالم اليوم ودلالاتها؟ -..



    الكلمة انتشرت وأصبحت معهودة في هذا الزمان، إذ كشفت طبيعة الحياة العصرية حوادث مدلولها وروجت أثرها. فالحياة غالبها حضر يسكن الناس في ازدحام مركب متضاعف وتشتبك المنافع وأسبابها في جوار كثيف، فالحركة المحدودة من جناية ضارة حرقة أو هدمة أو رمية قد تمتد آثارها إلى المتجاورين وتصيب كثيراً وتحدث إرهاباً واسعاً للنفوس. ومجتمع الحياة اليوم كله محاشر ومواقع يتنادى فيها جمع غفير حشداً على علم أو عمل أو صحة أو رياضة أو لهو، فهم عرضة لأي فعلة عاديَة مؤذية لأن يتساقط منهم جمع ويتسع بهم الفزع. وأدوات الحضر ومرافقة الآلية لمد الطاقة والاتصال أو تيسير الانتقال والحماية من داهيات المناخ كلها شباك رقيقة الأسباب، ضربة واحدة جانية تودي إلى خراب كبير واضطراب وارتهاب كثير ...


    الناس عبر الأرض أصبحت مداركهم محيطة بالأحداث، فالجرم المحدود لا سيما إذا كان مثير الخبر مرّوع المشهد يتداوله الناس يشهدون مناظره ويتسامعون آثاره بوسائل الاتصال الحديثة وحيثما كان وقع فاجعته أو ثار سببها امتدت منه الرهبة. ولذلك مهما تكون الفعال العاديَات المرهبات من خلق الإنسان القديم شاع المصطلح الآن كأنه يعني ظاهرة جديدة. والمعنى الغامض للإرهاب إذا غشيه الظل السياسي مما يتيح لأي ذي نفوذ طاغٍ أن يبسط إعلامه محرفاً الكلمة ومصرفاً لها كيفما شاء ليقذف بها في وجه من يفعل فعِّلة تزلزلهن أو نحو عدو يريد هو أن يصوب إليه حملة عقاب بذريعة نسبته بوجه مستبهم لنذر الإرهاب المبهمة.


    وينبغي حقاً في العالم الموصول اليوم أن يتواضع بنو الإنسان كافة سواءً على مفهوم للإرهاب قاطع محدود. ** تعريف أدق للإرهاب..؟


    - الإرهاب" فعل عام الوقع يشذ عن الأصل في علاقات بني الإنسان. وذلك الأصل في معروف المبادئ الدينية والإنسانية هو السلم بين الناس، كلُ متروك حسب مشيئته في حرية وأمان، وهو لذلك التعامل بالرضا مع الآخرين لطفاً لا عنفاً، وعفواً أو عن عقود وأعراف بالوفاق في ذات البين. والصلة بالله في الدين ـ أساس الابتلاء والتكليف والشرع ـ إنما تقوم على الحرية والاختيار فالتزام عن تعاقد ومبايعة، لا على قدر الجبر. أما مع الناس، فالعلاقة أيضاً عقود حرة في أعراف عفوية أو مواثيق قطعية مزاوجة أو متاجرة أو موالاة على ملة أو مذهب واحد أو على سلطان مشترك.


    ويقتضي مبدأ التراضي ألا يشذ أحد عن سلام العلاقات بتهديد أو نذير منه بقادم فعل خطير مخوف جداً أو بإيقاع فعل ذي أذى وغرم يرهب الآخر كالسلب والهدم أو الضرب والقرح والقتل. **بما أن الأصل للعلاقة مع الآخر هو السلام كيف تسمون فعل المجموعات المحدثة خللاً لهذه العلاقة الإنسانية؟ - .. ذلك الفعل في جماعة أشنع وقعاً وأشيع ذكراً من فعل الفرد، والفاعلون لذلك جناية على الحرمات أموالاً أو أعراضاً أو أنفساً يشار إليهم بكلمات شتى في الثقافات: جماعات الإفساد أو العثو في الأرض أو عصابات الإجرام أو التخريب، نبذاً عاماً أو منسوباً إلى جناية معينة، أما إذا كان فعلهم ذا وقع سياسي فقد كان يشار إليه بالبغي أو الفتنة أو تهديد الأمن العام. وذلك هو ما يُدعى الآن إرهاباً يفعله الإرهابيون ـ صيغة نسبية مثل نسبة الحرامي في اللغة الدارجة إلى الحرام.


    ** ولذلك الفعل الإرهابي مستنكر؟


    -.. الفعل الإرهابي ما هو الشاذ بوقعه العنيف وحسب بل هو أيضاً غير المشروع وفق الأحكام والأعراف المعهودة. والذي يجعله غير مشروع ولا جائز في الدين والعرف والشرع الإنساني هو أنه يقع مبادأة ضد الآخرين ويفسد مبادرة صلة السلام والحرية والحرمة العامة بغير حق، عدواناً بعنف أو معاملة بقوة باغية تنفر طمأنينة العلاقة. وفي سياق الإجرام الاجتماعي والمالي يقع ابتدار العدوان بدوافع من قضاء شهوة أو نزوة شفاء غيظ أو كسب حرام للفاعل. أما العدْو بمثل تلك الدوافع في العلاقات العامة ـ ومن ثم الإرهاب، فهو عدوان مبادر عن محض غضب على الآخرين لاختلافهم ديناً أو مذهباً سياسياً، أو عن بغض لهم وتعبير سخرية عامة للونهم أو عرقهم، أو عن حسد لهم مما كسبوه في المواقع العامة، أو لكبتهم عنوة حتى لا ينالوا ما هو مشروع لهم حقاً من غنم عام يجده الفاعلون غرماً لهم، أو نحو ذلك من بواعث الفعل العنيف الواقع على الآخرين ممن لم تصدر منهم سابقة غير مشروعة تبرر الرد عليها.


    ** ولكن قد تكون بواعث الفعل العنيف أحياناً مطلوبة.. بحق الدفع.. متى تتأتي مشروعية ذلك الفعل؟


    -.. الفعل الذي يأخذ الآخرين بالقوة خروجاً على أصل السلام تسمح به تعاليم الدين وأعراف العدالة الإنسانية إذا كان تسوية للحقوق المشروعة دفاعاً ذاتياً لصد عدوان حرام مهاجم بالضر البالغ بادر على الفاعل المدافع من آخر بغير حق. ومثل ما في العلاقات الخاصة بين الأشخاص من حق الدفاع عن النفس والمال هو في السياسة حق المدافعة والمجاهدة ـ الدفاع والجهاد ـ لرد القوة الباغية بقوة حافظة، وإن كان العفو هنا أولى إلا عند خطر الفتنة والفساد العظيم. وفي المدافعة بالحق تلزم مراعاة كونها ضرورة وتقديرها بقدرها لاتقاء حدودها وضبط وسائل إجرائها والوقوف عند مدى انقضائها وتحري مغزاها والرجوع من بعد إلى أصل السلام.


    ** لعل حديثكم هذا يمثل هوادي نظرية إسلامية للعلاقات الإنسانية في كل الحياة.. ولكن ماذا عن بعدها السياسي والذي شاع فيه الفعل المرهب للآخر..؟



    - تلك القواعد الحاكمة لاستصحاب المسالمة بين بني الإنسان ولضرورة المدافعة وحدودها، هي الهوادي الشاملة لكل الحياة. ولكن من الأوفق أن يقتصر هنا المقال على الإرهاب السياسي، لأن السياسة هي اليوم المجال الأخصب لذكر الظاهرة، ولأن قضايا صراع القوى السياسية الرهيب هي اليوم الهموم الأشغل للعالمين. وغالب أولئك خصوم يطرح القضية كلٌ فيما يعنيه بوجه مختلف بجدية، بين قوم مستكبرين يريدون أن يتخذوا من دعوى الإرهاب حجة وحقاً أن يميلوا على من يروعهم بمقاومته ميلة بقوة طاغية، وقوم مستضعفون أو مظلومون فيما يرون يريدون أن يغيّروا رهبوت المستكبرين الظالمين وألا تضيع ظلامتهم التي ينصرونها هم بقوة مرهبة. ولذلك لابد من بيان على وجه الخصوص لميزان الحق في قضايا التفاعل بالقوة بين سلطان الدولة والجماعات السياسية التي تليها أو بين الجماعات أو بين الدول المختلفة.... وأنا اعلم أن الكلمات قد تستخدم في الخلافات السياسية بمدلولاتها المختلفة حسبما تقتضي مصالح الغرب، فقد روجوا لكلمة الأصولية من قبل ومن بعدها كلمة الإرهاب فهم يحبون روح المدافعة اذا أعجبتهم سموها مقاومة وإذا كرهوها سموها إرهاباً لكن حتى هذه الكلمة بدأت الإدارة الأمريكية الجديدة تخفتها ولكن الشعب الأمريكي عاطفي في نزعته للحرب لان أمريكا نفسها أسست على القوة والعنف وإقصاء السكان الأصليين حتى لا ينتفضون عليهم مرة أخرى بعكس الاستعمار الفرنسي والبريطاني.


    ** سنن التاريخ.. ماذا تقول عن فعل الإرهاب بين الفرد والمجموعة والسلطة؟


    - نعم.. فالمشاقة السياسية قد تؤدي لعدوان بالفعل العنيف بغياً من جماعة سياسية على جماعة خاصة أخرى أو على السلطان الرسمي الحاكم المشروع. ويحق عندئذٍ الرد بالدفاع القوي سيئة بسيئة. ولكن ليس للمختصم المدافع أن يتجاوز العذر اللازم لصد المبادرة الباغية، فلو أفرط ببسط قوة مرتدة تتجاوز حد الكفاية فذلك غير مشروع، فعل "إرهاب" وكذلك لو اتخذ أسلوباً عنيفاً للقصاص الخاص إهمالاً عمداً للسبل النظامية المشروعة المتاحة، أو انتهك الإجراءات المرسومة عرفاً وشرعاً لأداء فعل الضرورة، أو نزل بالقوة السلطانية زاعماً معاقبة عملٍ لم يسبق فيه نذير قانون يعينه جناية ويعين له تلك العقوبة. كل ذلك تعد وبغي وراء حد ضرورة المدافعة و"إرهاب" لأنه جاء ترعيباً عاماً بأذى غير مشروع. والتحذيرات العامة الرادعة المشروعة أو انفاذات فعلها إنما تقصد حفظ مصلحة عامة، فمن أداها لغرض خاص غير مشروع وقع في جناية الإرهاب.


    **هذا إرهاب الجماعات.. ماذا عن (السلطة) ومتى توصف بالإرهاب..؟



    -.. السلطة العامة القائمة بحق مشروع مكلفة أيضاً بتأمين المجتمع وما هي بإرهابية في معاقبة الجناة والعداة من بين رعيتها أو من خارجها وأخذهم بالقوة وفق النهج والحد المشروع، ولكنها تتورط في "الإرهاب" إن كانت تسخر القوة وتبسطها لاستلاب السلطة وتوليها بغير شرعية أو تعنف وتبغي لتردع المعارضة المشروعة لمحض الحفاظ على سيطرتها.


    ** دوافع الانتقام من بن لادن عاطفية؟



    - الخارجية الأمريكية في الآونة الأخيرة تغيرت لهجتها وخفت صوتها ولم تعد تستخدم كلمة الإرهاب كثيراً، والقاعدة نفسها بدأ يتغيب وقعها ويخمد في السنوات الأخيرة بسبب الإجراءات التأمينية الصارمة المفروضة على تحركاتها من كل الدول، كما أنها لم تمثل عاملا ظاهرا في كل الثورات التي انتظمت في العالم العربي وبالتالي الخط البياني لوقع فعلها تراجع كثيرا ومع ذلك تأتي ملاحقة بن لادن من قبل الإدارة الأمريكية لإرضاء اسر المتضررين في حادثة سبتمبر، وبن لادن نفسه لم ينفذ عملية 11 سبتمبر وإنما فعلها بإيحاءات وتحريض لحركته.. وبالعودة إلى التاريخ رفاق بن لادن عندما كانوا يقاتلون الروس سموهم (أي الأمريكان) مجاهدين وفي أول يوم انزاح فيه الروس وانجلوا من أفغانستان انقلبوا عليهم وكتبت أجهزتهم السرية لبلدانهم تحذرهم من خطر الإرهابيين القادمون من أفغانستان.


    ** ما قام به بن لادن في سبتمبر أليس كافياً بأن ترد أمريكا بهذه الطريقة على أسامة بن لادن؟



    -هم كما قلت يسمون الأسماء دونما موضوعية بل بطريقة موغلة في الذاتية فإذا كان بن لادن ورفاقه يقاتلون الروس فهم مجاهدون ومقاومون وإذا انتصروا ثوار ولكن بذات الشاكلة اذا حاولوا ضربهم في عقر دارهم وهدم كبرى مؤسساتهم الاقتصادية أصبحوا إرهابيين، فأمريكا على مدار التاريخ لم تتلق ضربات موجعة وحتى محاولات اليابان السابقة كانت محدودة ولكن اذا نظرت إلى العلاقة الأمريكية الإيرانية تجد الخصومة حادة ويعتريها السفور وتشوبها الظنون مرة بعد مرة كل ذلك بسبب ان الإيرانيين أذلوا الأمريكان في السفارة (قديما) وعصبوا عيونهم ونشرت صورهم وهم مستضعفون ذليلون في كل أجهزة البث الإعلامي فغضبوا لذلك غضبة شديدة وهكذا الحال مع بن لادن بعد حادثة سبتمبر.... طبعاً تختلف الشعوب في تعاطيها مع الانتقام والثأر، ونحن في السودان مثلا ليست لدينا روحاً ثأرية كما في صعيد مصر وكذلك الأمريكان لا ينسون ثأرهم ويبدو ذلك من مشهد تنفيذ العملية الجنود كانوا مشحونين وعلى قدر عال من التعبئة وإلا ما الذي يفسر استخدام كل هذه الآليات العسكرية من طائرات وصواريخ وقناصة مقابل خصم أعزل لم يبادر بالهجوم أو يمسك ببندقية حتى؟ **


    لكن الهجوم عليه بهذه الطريقة قصد منه تحقيق العدالة؟



    - حتى يرضى الذين هلك أهلهم في برج التجارة هو نفسه (كما ذكرت) لم يفعلها مباشرة بل تحريضاً، والذين خططوا ونفذوا العملية درسوا في أمريكا وتربوا فيها وتعلموا الطيران فيها وغضبوا فيها أيضاً... صحيح أنهم استوحوا أفكارهم منه كما يستوحي المناضلون في تلك المناطق من ثوار أمريكا الجنوبية جيفارا وغيره...

    أسامة بن لادن بعد محاصرته في أعقاب إزاحة الروس من أفغانستان ومنعه من العودة للسعودية جاء إلى السودان ولكن كما تعلمون طرد وأكلت أمواله وسلبت جنسيته فعاد إلى نفس المناطق الجبلية التي جاء منها ومادام انه في تلك المنطقة محاصراً بالتأكيد سيفرح وينشرح صدره اذا أصاب عدوه مكروها... وأكرر في القانون هناك جناية يرتكبها المتهم بفعل يده وهناك جناية يمثل فيها المتهم دور المحرِّض وقد يكون رئيس العصابة ورأس المتهمين وبن لادن تمت إدانته بالعلاقات العاطفية killedbyassociation .


    ** مقاطعة: هل كانت تربطك علاقة ببن لادن عندما كان في السودان؟



    - لم تربطني به علاقة وثيقة ولا علم لي بطريقة مجيئه إلى السودان ولا أعرف شيئاً عن استثماراته لكنه كان يسكن قريبا منا. ** ويصلي معك في ذات المسجد؟ - أحياناً فهو ليس مشهوراً في المسجد ولا في الجوار وكثير من الدبلوماسيين والسياديين الذين يسكنون في هذه الضاحية يحرصون على زيارتي من باب حب الاستطلاع ويريدون ان يعرفوا هذا الشخص المهاب المخيف بحسب ما يصوره البعض ولكن عندما يلتقون بي تتكشف لهم الحقيقة وبن لادن التقاني بغرض التعرف وحب الاستطلاع.


    ** لم تدر معه حوارات فكرية؟



    - طبعاً لا الثقافات مختلفة ومدى دراسته الدينية محدودة ولم يدرس في بريطانيا أو فرنسا وغير مهتم بقراءة الصحف الأجنبية وتبدأ لي انه مجاهد ومخلص ومع ذلك رقيق جدا ولم التمس فيه في تلك الفترة نزعات توسع عالمي لعله كان مصوب كل همه إلى الاستثمارات التي تربى عليها هو وأسرته.


    ** إذا كان ذلك كذلك كيف وصل إلى القمة والزعامة والشهرة؟



    - التاريخ خير شارح للمكانة والشهرة والمجد الذي وصل انجلز ولينين فهم لم يكتبوا كما كتب ماركس حول مفهوماته للعدالة بقدر ما شرحوا فكرته في رسائل موجزة صادفت موجة للظلامات فذاع صيتهم وأصبحوا العدو الأول للرأسمالية وحوربوا من قبلها... والنبي الكريم خاتم المرسلين استهدف وجرت محاولات لقتله ومات بعد ثلاثة وستين سنة شمسية ومع ذلك عمت دعوته وانتشرت من بعده ولم تمت...

    في السودان بعد الإنقاذ تنسب إلى كل أعمال الخير من الذين يرون ان الإنقاذ فعلت خيرا وكذلك تنسب إلى كل أعمال الشر حتى سوء العلاقات مع الغرب نسبوه لي وهم لا يجيدون حتى التحدث بالانجليزية والفرنسية وحاولوا تحريض الأمريكان والأوربيين ضدي ولكن الآن هل تحسنت العلاقات؟... الأمريكان أيضاً كانوا يظنون أن الخميني إذا مات ستخمد ثورته ولكن زاد الحماس في إيران أكثر مما كان حياً... وبالتالي ظاهرة التصويب على الرأس ليست مفيدة فمقتله لا يعني نهاية فكرته وزوالها بل قد يحفز الكثيرين للاقتناع بها وفي مصر صوبوا على رأس الدولة، ولكن بعد رحيل السادات جاء حسني مبارك وتعرض لمحاولة اغتيال، وكان هنالك رئيس عربي آخر في ذات المؤتمر دبروا لاغتياله أيضاً وكنا منذ البداية نرفض التصويب على الأشخاص وربط الحلول بالقضاء عليهم وكان الرأي هو دعم ثورات التغيير السلمية من الداخل... لكن المدبرين لم يحدثونهم واسروا بها وفشلت ولم نكن على علم بالمحاولة (أنا والبشير)...

    الرئيس البشير بدوره تعرض وقتها لضغوط خارجية وحدثني انه يريد عزل هؤلاء قلت له هم موظفون فقال لي (ديل أخوان كبار في الحركة الإسلامية) وأبلغتهم بذلك وقلت علهم حيثما كلفتم اعملوا فغضبوا عليّ غضبا شديدا وقالوا لخاصتهم (ما حمانا) ولذلك ظاهرة ربط الأفكار بالبشر ومحاولات القضاء عليها بموتهم لازالت ماثلة ...وعندما عاد بن لادن للجبال ضخموه وذاع صيته وارتبطت الأحداث بشخصه.

    ** هل كانت له علاقة بمحاولة اغتيال حسني مبارك؟


    - كلا لم تكن له علاقة. **

    ماذا كان يفعل في السودان؟




    - يعمل في مجال الاستثمار في الطرق وفي مجال الزراعة والحيوان.

    *ولماذا ابعد؟


    - لضغوط أمريكية وبريطانية ...الأمريكان ضخموا الأمر وكتبوا تقارير عن معسكرات للمجاهدين في شمبات لغزو أوربا وألفوا كتب أودعوها مكتبة الكونغرس قرأت بعضها ولكن هذا ليس صحيحاً.


    *لكن الخليفي استهدف بن لادن والترابي لماذا؟


    -هكذا هم المتطرفون يهاجمون اقرب الناس إليهم مع اختلاف المفارقة الفكرية بيني وبن لادن كلانا مسلمين ولذلك وضعنا الخليفي في قائمة واحدة والمرتد حتى في اليسار يهاجم من هم كانوا اقرب إليه فكرا أو من هم في إطار المنظومة برغم اختلاف الرؤى بين كل منهم.


    ** يقال ان بن لادن ساهم بأموال ضخمة في مشاريع إستراتيجية بالسودان؟



    - هو احد المساهمين من ضمن إسلاميين كثر دفعوا شريطة ان لا تذكر أسماؤهم ومنهم من دفع عشرين مليون دولار ولكن بلغت دولهم من بعد فكرهوا السودان.


    ** هناك من استهدفك بالقتل من قبل؟


    -الاغتيال السياسي ليس من شيمة السودانيين سوى حادثة مقتل الدبلوماسي الأمريكي غرانفيل مؤخراً ما حدث لي في كندا تم بتدبير أمريكي (بعيداً عنهم) والأمريكان درجوا على استهداف وتصفية رموز سياسية كما حدث في أمريكا اللاتينية... الآن انضبطت مثل هذه المحاولات في مجلس الشيوخ.


    ** بعد العودة من كندا هنالك حديث عن مؤامرة لعزلك من القيادة؟



    - المؤامرة بدأت منذ مد أمد الاعتقال الأول في مهد الثورة وأيامها الأولى وكما اتهم كثيرون آباءهم بالجن من قبل حاولوا معي كذلك وقرروا بعد حادثة الاعتداء في كندا نفي إلى سويسرا والتخلص مني لينفردوا بالأمر.



    ** د. الترابي الأب الروحي للإنقاذ وعرابها ومعارضها القوي يعتقل كل مرة بذات الأسباب؟



    - أنا لا أحقد على احد، من قبل عملت مع النميري وحرضوه ضدي وأكثر فترات اعتقالي كانت في عهده ومع ذلك لم أذكره بسوء والخلافات بين الإسلاميين وقعت نتيجة الخلاف على مبادئ وأصول الحركة التي تقوم على الحرية والشورى والطهر والوفاء بالعهود والمواثيق والاختيار وفقاً للمشيئة حتى في إمامة الصلاة ولكنهم نقضوا الإيمان بعد توكيدها ووغلوا في الفساد ويومها قلنا انه بلغ بضع في المائة غضب كبرائهم وقاموا علينا كنا نريد انتخاب الولاة وبتر سرطان الفساد حتى لا يسري في كل مفاصل الدولة. //// في الحلقات القادمات - علماء السلطان (ربانيين وأحبار) - اهتم بمقاصد الدين ولا أشغل نفسي بسفاسف الأمور - قرار لاهاي بشأن أبيي ملزم - أؤيد الجنسية المزدوجة.. ووزير الداخلية كان رئيساً لرابطة الطلاب الاريتريين
                  

05-23-2011, 05:12 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)





    الاحد 22 مايو 2011م - الموافق 17 جمادى اخر 1432هـ - العدد 616


    (التيّار) تجبر مستشار الرئيس أحمد بلال على التفكير بصوت مسموع:

    أتوقع إقصاء الأستاذ علي عثمان
    عبد الباقـي الظـافر


    اتصل بي أحد أقاربي المنتسبين للحركة الاتحادية.. أبلغني أن الدكتور أحمد بلال مستشار رئيس الجمهورية غاضب من تناول )التيار( لقضية دخوله في استثمارات خاصة.. اقترح المتصل ترتيب لقاء عاجل بالدكتور بلال..

    الدكتور أحمد بلال طبيب متخصص في الباطنية.. ترك مهنة الطب وأصبح رجل أعمال يمتلك شركة استيراد وتصدير.. أصبح نائباً في برلمان التعددية الحزبية الثالثة.. يؤكد بلال أن السياسة أفقرته بعد أن كان مليونيراً يمتلك ملايين الدولارات وأنه لم يلج مكتب شركته الخاصة منذ أن عين مستشاراً..



    أحمد بلال في هذا اللقاء كان صريحاً على غير عادة السياسين.. معاً إلى متن الحوار. دكتور أحمد بلال نبدأ حوارنا بسؤال نعتبره مدخلاً مهماً وهو هل كانت عودتكم في منتصف التسعينيات ضمن مجموعة الهندي لمحاورة الإنقاذ لأنكم كنتم في ورطة عدم اعتراف المعارضة السودانية بالخارج بكم من جهة واعتبار الإنقاذ أنكم جزءاً من المعارضة الخارجية.. هذه الحالة هي التي عجلت بأوبتكم بأي شكل وأي اتفاق؟



    سنة 1995 قررت مصر باتفاق مع أرتريا أن تفتح جبهة العمل العسكري من خلال المعارضة السودانية. ونحن كمجموعة الهندي رفضنا ذلك تماماً برغم أن مسؤولاً مصرياً رفيعاً اجتمع بنا لخمس ساعات، فرفضنا العرض وقلنا إن مصر لا يمكن أن تحول دورها الكبير لصالح دولة وليدة، وكانت رؤيتنا تقوم على أن العنف لا يحل مشكلة، وأقول للتاريخ الشخص الوحيد الذي كان مع موقفنا هو الراحل أحمد الميرغني.


    هل هذا هو الشيء الوحيد الذي اختلف فيه مولانا أحمد مع محمد عثمان الميرغني أيام المعارضة؟


    السيدان أحمد ومحمد مختلفان في أشياء كثيرة فقط الأدب الصوفي كان دوماً يدفع السيد أحمد الميرغني إلى الصمت برغم أنه كان يرى أشياء كثيرة ولا يؤيدها.. مثلاً الرئيس أحمد الميرغني رفض زيارة بعض الدول العربية لاستجداء دعم عسكري، وقال للمعارضة إنه كان القائد الأعلى للجيش ولايمكن أن يحارب جيشه. وانتهز هذه السانحة لأوضح أن الفريق فتحي أحمد علي القائد العام السابق لم يكن راضياً من شن حرب على الجيش السوداني، بل إن السبب الرئيسي لرحيله كانت المجزرة التي تعرض لها الجيش السوداني في ياي عام 1996.



    ماهي قصة رحلة العودة إلى الداخل؟



    تم إبعادي من مصر عندما بدأ التخطيط للهجوم اليوغندي والأثيوبي الأرتري على السودان المدعوم أمريكياً، قبل ذلك قمت بزيارة سرية إلى السودان ممثلاً لمجموعة الهندي قابلت علي عثمان محمد طه، وبكري حسن صالح، وغيرهما شرحت لهم أبعاد المخطط الكبير، وأكدوا لي أن معلوماتي تتفق مع ماعندهم من معلومات.



    ألم تشعر حينذاك بأنك تخون المعارضة بهذه الزيارة السرية؟



    المعارضة السودانية لم تكن المنفذ الفعلي للمخطط، أنا كنت أعرف العدد القليل للقوات التابعة لأحزاب الأمة، والاتحادي، والشيوعي، والتحالف الذي يقوده عبد العزيز خالد في أرتريا، كنت أعرف أن الغرض الحقيقي ليس إسقاط النظام، لكن هو إعلان دولة السودان الجديد من جوبا. هذا الأمر هو الذي جعلنا نسرع في القدوم إلى السودان، وتقديم المبادرة. خصوصاً أننا رأينا في ذلك الوقت أن قيادات الإنقاذ تريد أن تتنازل وتنفتح، فاعتبرنا أن المبادرة فرصة لها أن تفعل ذلك خاصة أن قيادات كبيرة فيها أخذت تنادي بالرجوع إلى الديموقراطية، وتطبيع الحياة السياسية.



    هل تعتقد أن رسوخ العلاقة بينكم وبين المؤتمر الوطني الآن سببها هذه الخدمة التي قدمتموها إليه؟



    فعلاً نحن منذ تلك الفترة لم نشعر أن الأبواب مؤصدة في وجهنا، أو أن هناك من يقلل دورنا، والموقف الذي وقفناه لم يكن من أجل النظام أو البشير لكنه من أجل السودان.. فنحن قدرنا أن للصراع المسلح وللنهج الإقصائي الذي كان يعتمده النظام في السودان أخطار كبيرة جداً. لذلك قررنا أن تقوم المبادرة على الحوار الشعبي في زمن صعُب فيه الحديث، وقلّت الصحف. وأرى أننا مهدنا من خلال المبادرة الشعبية للحوار الوطني لكل الانفتاح الذي جاء لاحقاً، وأدى لتراخي قبضة النظام على السلطة. و(قلنا للزول دا الناس ديل ماتضغطهم أكثر مما يجب).



    لكن هنالك من يرى أنكم أعطيتم النظام من خلال هذه المبادرة عمراً إضافياً.. وكثيراً ما شبه الأستاذ غازي سيلمان علاقتكم بالحزب الحاكم - وقتها - ومعكم أحزاب التوالي (بالسواسيو) التي تجري خلف أمها( الدجاجة)؟



    أولاً نحن لم ندخل البلد، ووجدنا أن التجمع محاصر الخرطوم وقلنا ليهم (يا جماعة صلوا على النبي).. كنا نعلم أن التجمع لا يستطيع إسقاط النظام، كان تركيزهم منصباً على مناصب توزع، ومبالغ تُعطى وتُوزع ، وكان يسيطر على تجمع الداخل والخارج وهمٌ متبادل إذ أن كل طرف ينتظر من الآخر أن يسقط له النظام، لكنني اعترف بأن النظام استفاد أكثر من المعارضة والشعب من هذه المبادرة.



    هل يمكننا القول إن الديموقراطية متوفرة في السودان؟




    لابد من التمهيد لهذه الإجابة بخطأ بدأ منذ عام الاستقلال عندما التقى السيدان وسحبا البساط من الأزهري، ومنحا الحكومة لعبد الله خليل، ثم قطعا الطريق أمامه مرة أخرى عندما سلما الحكومة للجيش، حيث كانت هذه بداية لدخول الجيش كلاعب جديد في الساحة السياسية، وسار الأمر في ذات الاتجاه عندما طُرد الشيوعيون من البرلمان فكان انقلاب النميري في 1969م ،

    أما الجبهة الإسلامية قفزت على السلطة في 1989 بعد أن بدأت تتآكل بفقدانها لعدد من نوابها لمصلحة الاتحاديين، واقتراب توقيع اتفاق الميرغني وقرنق الذي كان يؤذن بخروجها النهائي من الساحة، لتمثل مذكرة الجيش واقعة الإقصاء الفعلي القريب الذي دفعها للانقلاب على السلطة.


    وهل تتوقع إقصاءً رابعاً؟


    المؤتمر الوطني يعتمد على أموال الدولة، وعلى السلطة في تثبيت نظامه، وإقصاء القوى المهددة له خلال العشرين سنة الماضية، وتعلم أثر السلطة والمال على شعب سوداني بسيط يحتاج إلى الخدمات، وإلى أشياء كثيرة، فإلامكانيات المتوفرة لدى الوطني غير متوفرة للآخرين الذين أضعفتهم الانشقاقات الحزبية، وقلة الموارد التي صارت عقبة أمام ممارسة ديموقراطية سوية عبر الانتخابات.



    هل تعتبر أن تفكيك الإنقاذ أمراً مستحيلاً ولماذا؟



    يوجد خيار أفضل من التفكيك، هو تعديل القوانين المقيدة للحريات، والتعجيل بتوحيد الأحزاب، فنحن صرنا أربعة أحزاب اتحادية، وحزب الأمة سبعة، فتوحد الأحزاب يمكن أن يعيد التوازن إلى الساحة السياسية.. الآن القوى الثانية في السودان هي الحركة الشعبية، وهي موغلة في المحلية. -


    الواقع الذي نعيشه الآن هل يمكن وصفه بأنه غير ديموقراطي؟



    الديموقراطية لم تتحقق بسبب الإقصاء، وضعف الأحزاب، فنحن محبطون لدرجة كبيرة، فحزبنا الاتحادي يمكن أن يتوحد بأسهل ما يكون. من الذي يقف أمام الوحدة؟ السيد محمد عثمان الميرغني؟


    هل صعب عليكم تجاوزه؟


    نحن متجاوزون له لكنه يمثل رقماً.. قرر الآن حل مؤسسات حزبه، ويتجه إلى توريث أبنائه برغم أننا غير معنيين بهذا، إلا أننا إن لم نتوحد لن نستطيع فعل شيء. لكن ما تقوله عن الميرغني يفعله بالاتحادي- المسجل - يقول صديق الهندي إن الدقير يفعله بحزبكم الآن.


    فكيف تنادي بالوحدة وحزبكم نفسه على وشك الانشقاق؟


    نحن لا نعتبر ما يجري في حزبنا انشقاقاً، لأن صديق الهندي لا يزال موجوداً في الحزب، والمطالب التي ينادي بها كلنا نتحدث عنها الفرق فقط أنه اختار أن يعبر عن رأيه من خلال الصحف.



    أنتم تتهمون الميرغني بالسيطرة على الحزب.. والهندي يتهم الدقير بذات التهم هل خرجتم من سيطرة لتدخلوا في أخرى؟



    الدقير غير مسيطر على الحزب.. لكنني لا أنكر وجود مشاكل داخلية نسعى لحلها، وسوف ننجح في حلها بمزيد من الصبر.



    أخوان الدقير أصبحوا رجال أعمال هل يمكن تشبيههم بأخوان الرئيس؟



    العارفون يعلمون أن أخوان الدقير يعانون من مشاكل مالية واقتصادية ضخمة. تعني أنهم ليسوا كأخوان الرئيس؟



    ضاحكاً.. لا تقل لي أخوان الرئيس.. أنا أتحدث عن أخوان الدقير، وخروجهم من السوق. على أيام الديمقراطية الثالثة كان حزبكم الاتحادي الديمقراطي حاكماً وكنتم تجاراً منتعشين.. الآن تدهورت حالتكم هل نجاح أصحاب رأس المال وتمددهم رهين دائماً بسيطرة أحزابهم على الحكومات؟



    الخارطة الرأسمالية في السودان في العام 1987 كانت 93 % هم تجار اتحاديين، و3% حزب أمة، 5% هم تجار الجبهة الإسلامية، الآن الخارطة انعكست تماماً وكل تجار البيوتات الختمية تحولوا إلى المؤتمر الوطني.. ولو أن هناك تاجراً غير موالٍ يمكن أن يحارب بالضرائب والزكاة وخلافه.



    هل من تفسير لذلك؟




    رأس المال، والمتصوفة، وزعماء القبائل دائماً يقفون مع الحكام هذه حقيقة. بمناسبة الحديث عن المال والتجارة ماهي حقيقة تهم اُطلقت عليك بأنك ظلمت شريكة لك في عمل تجاري؟



    أرجو أن أؤكد أن المسألة أثيرت بشكل يخالف الواقع، وأقول إنها بدأت بمدخل إنساني لمساعدة امرأة تربطني بأسرتها علاقة صداقة قديمة، وأنا شخصياً لم أكن طرفاً مباشراً في شراكة معها، بل كانت الشراكة بين ابني وابنها الذي يحمل الجنسية العمانية، وأن النزل أو الفندق الذي تمّ فيه الاستثمار بواو اصطدم بمشاكل عديدة أدت إلى تعثره، وبرغم ذلك ساهمت من حر مالي بمبلغ 39 ألف دولار دفعتها للسيدة المشتكية، وبعدها استلمت من إيرادات العمل مبلغ 21 ألف دولار ليبلغ جملة ما استلمته 60 ألف دولار هي مساهمة ابنها في المشروع، وحتى الآن أنا أقول لها نحن وأنتم - ابني وابنك - طرف واحد في هذه الشراكة، والأفضل أن نأتي ونتحاور بهدوء مع الشريك الآخر، ونبحث عن مخرج لهذا التعثر ونرى أسبابه.. أما العقد الذي نشر، واعتبر وثيقة تثبت شراكة بيني وبينها فهو (درافت) غير موقع، وهو المقترح الذي قلت فيه للسيدة يمكن أن تكون عليه الشراكة بين ابنها وابني.



    الفريق قوش كان ضمن مستشاريّ الرئيس كيف تقيمه قبل أن يقال؟


    هو من بناة هذا النظام ومن أركانه.. لكن ماجرى له ميزة تحسب لصالح الحركة الإسلامية التي تخلصت من منشئها الترابي فما بالك من قوش،
    أنا لا استغرب إذا تخلصت الحركة الإسلامية من نافع، أو علي عثمان، أو أي شخص آخر، بالتالي إنني أرى أن هذه محمدة.


    هل كان قرار الإقالة مفاجئاً بالنسبة إليك وهل علمت بالتفاصيل؟



    نعم كان مفاجئاً.. أما عن التفاصيل فماعرفناه ليس لدينا الحق في قوله.. وأعجبتني مقولة د غازي حينما قال (الحيثيات تظل داخلية)، وأنا لم أتصل بالفريق قوش حتى الآن، لأنني كنت في زيارة لأوغندا.


    هل توافق الرأي القائل أن خروج قوش مؤشر لمفاصلة جديدة؟


    لا أعتقد.. وذلك أولاً معلوم أن صلاح ليس له محور يلتف حوله من تلاميذ وحواريين، وثانياً لا أعتقد أن صلاح يسعى لذلك.


    أيمكن أن نقول بوجود تيار داخل المؤتمر الوطني يدعو للتغيير والإصلاح؟



    نعم يوجد تيار كبير جداً، المؤتمر الوطني أو أي حزب، إذا لم تكن به تيارات، وقوى متحركة سيتجمد ويموت.


    طيب يا دكتور هناك من يتحدث عن صراع قبلي داخل المؤتمر الوطني؟


    من المحررين د. أحمد بلال قال كلمته بشرط.. عدم النشر). كيف تنظر إلى ما يجري في العالم العربي من ثورات شعبية وهل السودان بمنجاة منها؟


    كل بلد له خصوصيته لكن يجب أن تلاحظ أن غالب الدول التي حدثت بها ثورات لم تمارس الحكم وفق نظام ديموقراطي، لكن لا يمكن لأي نظام أن يدعي أنه محصن تماماً ضد هذا السونامي العربي المتنامي. ولو نظرت إلى هذه الثورات تجد أنها قامت من أجل الحرية، والكرامة، ومناهضة الفساد والغلاء، بالإضافة إلى انسداد الأفق أمام الناس وخاصة الشباب في ظل وجود حزب أو حركة تتحكم في الأمر.


    هذا إلى أي مدى متوفر في السودان؟


    يمكنك القياس على ذلك.. لكن يجب أن أقول إن السودان يختلف عن تلك الدول بعدم جود قاعدة جماهيرية تدافع عن النظامات من خلال قناعات.. بالأحرى الإسلاميون كانوا القوى الدافعة لكل تلك الثورات، أما في السودان فهم الحاكمين. لكنني أشدد على ضرورة أن تختفي لغة الاستعلاء، وتتحول إلى لغة تفاهم.


    ألا ترى أن فترة 25 سنة للبشير رئيساً فيها شيء من الطول؟



    يوجد إجماع على البشير، وهو صمام أمان السودان فما دام متجاوزاً للانتماء الحزبي الضيق. أما عن طول فترة مكوثه رئيساً فأنت إذا سألت البشير نفسه لقال لك (أنا اكتفيت). وإن تمثل دائماً قول سيدنا عمر بن الخطاب عندما ظل خليفة للمسلمين لعشرة أعوام: (اللهم إني قد مللت الناس وملوني). قلت إن البشير صمام أمان..


    إذا حدث قدر الله هل يعني أن ذلك سيكون خطراً على السودان؟



    أنا لا أريد أن أربط مصير البلد برجل، لأن هذه عملية فيها قصر نظر، فحواء السودان ولود.. لكن أنا أقول إنه صمام أمان في الظروف الحالية.


    طيب لو رأت الحركة الإسلامية أن تزيح الرئيس عبر المؤسسية كيف تنظر إلى هذا الافتراض؟

    أولاً أنا لا اعترف بالحركة الإسلامية، أقول فقط المؤتمر الوطني، وأنا لا أفهم أن يقال إنها جسم دعوي، ورئيسها علي عثمان، ولها مجلس شورى وغيرها. وأنا أسأل إذا وجد إنسان ينتمي إلى المؤتمر الوطني وإلى الحركة الإسلامية هل يتساوى مع من هو مؤتمر وطني فقط؟
    أما إجابتي عن السؤال فأقول أنا أتحدث عن وجهة نظري الشخصية لكن مؤسسات الحزب إذا رأت أن تزيحه فهذا قراراها. لكن أعود إلى أن وجوده في الظروف الحالية التي تمر بها البلاد يمثل نوعاً من الهدئة والوفاق السوداني الكبير.


    إرسال : 4 طباعة : 9

    تعليقات حول الموضوع : عدد التعليقات : (3)
    ابو عبدا - 2011/05/22 - الخرطوم
    كلام الطير فى الباقير

    --------------------------------------------------------------------------------


    ناهد - 2011/05/22 - الإمارات
    نتمنى من السيدة الفاضلة التي عناها الدكتور بحديثه مرتين بخصوص شراكتها معه أن تنشر الوثائق الموقعة من قبل الدكتور على الصحيفة لتبين موقفها بصورة قاطعة وأسألها لم الصمت وموقفك واضح للجميع .. وهل أبنك عماني بالفعل وليس سوداني كما قرر المستشار؟ وحتى وإن كان كذلك فهل يبرئ ذلك المستشار من الموقف برمته ؟ نرجو التكرم بنشر الوثائق والعقد الذي ذكرتم بأن المستشار وليس ابنه هو الذي وقعه شخصيا عبر محامي رسميا ...

    --------------------------------------------------------------------------------


    ناهد - 2011/05/22 - الإمارات
    سؤال للمستشار احمد بلال كيف تكون دخلت في هذه الشراكة لمساعدة تلك المرأة وقد دفع ابنها ستون ألف دولار للشراكةهل يعقل ذلك ؟ نرجو من السيدة الشريكة الخروج عن صمتها والدفاع عن الإتهامات التي وجهها إليها المستشار ضمنا أو علنا وأنصحها بنشر الوثائق والعقد الممهور بتوقيع الدكتور احمد بلال على صفحات الصحف يتضمن توقيعه ، وسؤال هل خالد هذا فعلا عماني ؟ وإن كان عماني أنصحه بالتوجه إلى السفارة العمانية بالخرطوم ..لشرح قضيته كما أنصحه ووالدته بمحامي ورفع الأمر إلى القضاء للبت

    --------------------------------------------------------------------------------

                  

05-23-2011, 07:45 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    العميد (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار يقلِّب دفاتره «الإنقاذية» في حضرة (الأهرام اليوم) : 2011/05/19 - 09:48
    حوار- فاطمة مبارك، بهرام عبد المُنعم



    العميد (م) صلاح الدين محمد أحمد كرار، من مواليد الجزيرة (مُقرات) بمحلية أبو حمد ولاية نهر النيل في العام 1949م، بدأ تعليمه في (مُقرات)، حصل على بكالريوس الهندسة الكهربائية في يوغسلافيا، وماجستير في الإدارة العامة من جامعة الخرطوم، عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ الوطني، عمل وزيراً للنقل والمواصلات في الفترة من 1991 وحتى 1993م، ثم وزيراً للطاقة والتعدين 1993 – 1995م، وفي 1995 – 1998م عمل وزيراً لرئاسة مجلس الوزراء، وسفيراً للسودان في البحرين في الفترة من 1998 وحتى 2003م. كما أن الرجل من الشخصيات المهمة في صفوف ثورة الإنقاذ الوطني التي تفجرت في العام 1989م، ولعب أدواراً مهمة، لذا حرصت صحيفة (الأهرام اليوم) على تقليب دفاتره، ونفض الغبار عنها، وإعادة قراءة ما علق بها من أحداث أثرت وستؤثر مستقبلاً على مجريات الأمور في السودان، فإلى مضابط الحوار.




    { ما هو تقييمك لما سماه البعض صراع (نافع، قوش) وما هو فهمك لها؟


    - أنا فهمتها في سياق أنّ هذه المجموعة هي المجموعة التي انقلبت على (شيخها)، هذه المجموعة - بالمناسبة - أكثر مجموعة كانت مُتعصبة للدكتور حسن عبد الله الترابي، المجموعة التي حول الرئيس الآن، كلها؛ هؤلاء كانوا لا يقبلون في حسن عبد الله الترابي ولا كلمة واحدة، أي حديث سلبي عن الترابي كان في الماضي قد يصل إلى مرحلة (التكفير)، هذه المجموعة انقلبت على الترابي وقالت فيه ما لم يقله الأعداء، الآن هذه المجموعة تعد نفسها لأن تكون هي المسيطرة على حُكم السودان، وهذا هو سياق موضوع صلاح (قوش)، وما صلاح (قوش) إلا واحد من هذه المجموعة.


    { وماذا تريد هذه المجموعة في رأيك؟


    - هذه المجموعة تريد أن تُسيطر، وأن تكون السُلطة مُحتكرة لها، بعد أن تخلصت من (الشيخ)، تريد الآن أن تكون (الوريث) للرئيس عمر البشير.


    { إلى أي مدى يمكن أن تصل هذه الخلافات، لوجود مجموعة متأثرة بإقالة صلاح (قوش) حتى الآن؟



    - الخلاف الداخلي - للأسف الشديد - سيؤدي إلى تآكل النظام. الخلاف الداخلي لن يؤدي إلى صدام، أو احتراب، لكنه سيؤدي إلى تآكل النظام في ظل الظروف المحيطة به، الآن المشاكل تحيط بالدولة من كل مكان. أحزن كثيراً عندما أرى الأزمات تحيط بدارفور، وجنوب كردفان، وأبيي، والشرق، بالإضافة إلى الانفصال الذي حدث، ولم يبك أحد على ذهاب هذا الجزء العزيز الذي انفصل، بل سمحوا لآخرين بنحر الذبائح، اعتقاداً بأن الشمال أصبح دولة عربية إسلامية، لذلك المشاكل محيطة بالبلاد، وبعد التاسع من يوليو لا يعلم أحد ما سيحدث.



    { هناك كثير من القراءات حول مُستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب على ضوء ما يحدث الآن من توترات، كيف تقرأ هذه العلاقة؟



    - إذا كانت العلاقة هي علاقة دولتين فهذا ليس مهماً، إن شاءوا تعاونوا أو العكس، لكن الحديث يجب أن يكون منصبّاً على ما قبل قيام الدولتين، خاصة المراحل المُتعلقة برسم الحدود، ووجود القوات في حدود الطرفين، مع الأخذ في الاعتبار أن ترسيم الحدود يتطلب وقتاً طويلاً، هذه هي المرحلة الخطيرة، أنا أعتقد أن الحرب المُقبلة لن تكون في الجنوب، بل ستكون في شمال السودان، وستدعمها قوى كثيرة جداً مثل أوغندا، وإسرائيل. إسرائيل الآن ضُربت بقيام الثورة التونسية، والثورة المصرية، وستضرب بما يحدث في اليمن، وسوريا، والبقية ستأتي، لذلك إسرائيل ستجد في جنوب السودان فرصة للرد، على الأقل بسبب التحولات التي حدثت في مصر، لذلك الحرب المُقبلة ستكون في الشمال، وليست في أبيي. قد تبدأ في أبيي، وجبال النوبة، لكنها ستكون في كوستي، وكنانة، وفي سكر سنار، والجزيرة.



    { هل يمكن أن تكون في الخرطوم؟



    - نعم ستكون في الخرطوم، أنا أسأل: أين جيوش الحركة الشعبية؟ أنا أجيب: موجودة جنوب كوستي. في الماضي كانت القوات المُسلحة موجودة في ملكال وجوبا وغيرها أيام الحرب، الآن قواتنا في كوستي، وكادقلي، والأبيض، لذلك الحرب ستكون في الشمال الذي سيصبح مسرحاً للعمليات. إذا لم يحدث توازن للقوى لصالح الشمال ستُضرب كل المنشآت الاقتصادية شمالاً.


    { ما هو المطلوب لضمان جوار آمن بين الشمال والجنوب؟


    - إعمال الحكمة والعقل، وليس إثارة قضايا ستضرّ العلاقات بين الشمال والجنوب مستقبلاً، مثل طرد النواب الجنوبيين من البرلمان، أيضاً ماذا كان سيضير السودان الشمالي لو أن مرشح الحركة الشعبية لمنصب والي جنوب كردفان عبد العزيز آدم الحلو أصبح والياً؟ مع الأخذ في الاعتبار أن دوائر المجلس التشريعي بالولاية حصدها المؤتمر الوطني. المجموعة التي تسيطر الآن هي مجموعة ستؤدي إلى دمار هذا السودان، لأنها تفكر تفكيراً غير عقلاني، فماذا يعني أن أخسر عبد العزيز الحلو لتنصيب أحمد هارون والياً للولاية؟ وما هو الضرر الذي سيلحق بهؤلاء إذا تم الاتفاق مع عبد العزيز الحلو على عدم ترشيح أحد من المؤتمر الوطني لمنصب الوالي؟ وقيل له أنت رجل وابن السودان وسوداني وتنتمي إلينا؟ هذا سيضمن عدم انحيازه جنوباً. كان عليهم سحب أحمد هارون وتنصيب الحلو، وتسخير كل الجهود لحصد دوائر المجلس التشريعي لضمان كسب السلطة التشريعية لإجراء المشورة الشعبية، لكن الآن بفعل هؤلاء، نخسر عبد العزيز الحلو ومجموعته، وندفعهم دفعاً إلى أحضان الحركة الشعبية، وعندما تنشب حرب في أبيي وغيرها تكون هذه المجموعة ضد السودان الشمالي.



    { لكن عبد العزيز الحلو يطمع في كسب الولاية انتخابياً وضمها إلى الجنوب مستقبلاً، وليس من السهولة أن يجازف المؤتمر الوطني ويسعى لمثل هذه الصفقة مع الحركة الشعبية؟



    - هل عبد العزيز الحلو بعد خسارته للعملية الانتخابية، سيكون أكثر حرصاً على فصل جبال النوبة، أم أنه بفوزه - مدعوماً من المؤتمر الوطني - سيكون الأحرص على إبقاء جنوب كردفان ضمن السودان الشمالي؟ وهذا يؤكد لماذا صوت (99%) من أبناء الجنوب لصالح الانفصال. الحلو الآن أعلن عدم مشاركته في حكومة الولاية مستقبلاً، وأصبحت (الحركة) خارج منظومة الحُكم في جنوب كردفان. الحركة الشعبية ستكون في خانة المُعارضة الأقرب إلى (الغابة) منها إلى الوجود بالولاية وفق شراكة سياسية في الحكومة. أقول أيضاً، ماذا سيضير المؤتمر الوطني في الانتخابات الماضية لو أعطى رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي «الأصل» السيد محمد عثمان الميرغني منصب والي كسلا، أو الشمالية، أو نهر النيل – مناطق نفوذه - لا سيّما أنه شبه موالٍ للمؤتمر الوطني، ويعد الزعيم الوحيد الذي ليست له مشاكل مع الحكومة رغم رفض قواعده! نفس الحديث ينطبق على حديثي عن منطقة جبال النوبة، لذلك لا يوجد شخص يتحدث بالسياسة العقلانية. لدّي مقولة أؤمن بها وما زلت مؤمناً بها منذ بدايات «الإنقاذ»: (إخواننا الموجودون الآن في سدة الحُكم يتعاملون بعقلية إدارة اتحاد طلاب جامعة الخرطوم)؛ ما زالوا يديرون الدولة بنفس العقلية، كأنهم يديرون اتحاداً وليس دولة، الأمثلة في الدين والإسلام موجودة، الرسول صلى الله عليه وسلم، عندما دخل مكة، لماذا دخل مُطأطئاً رأسه؟ لكي لا تأخذه العزة وهو فاتح لها، وقال لهم «اذهبوا فأنتم الطُلقاء»، ومثال آخر: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن»، هذا مبدأ أساسي في الدين الإسلامي.


    { على المستوى الاقتصادي، كيف تقرأ مستقبل العلاقة بين الشمال والجنوب؟


    - منذ أن كُنت وزيراً للطاقة، أعلم أن كل البترول موجود في جنوب السودان، إلا النزر اليسير بالشمال، ولا أعتقد أنه سيكفي حاجة استهلاك السودان، لذلك المسألة الاقتصادية مواجهة بهذه الأسئلة: إلى أي مدى سنكتفي ذاتياً من البترول المكتشف؟ وإلى أي مدى إذا نشأ نزاع سيحرمنا من هذه الاستفادة؟ هذه هي النقطة التي تُحدِّد مُستقبل الاقتصاد في السودان، إذا نشب نزاع حول أبيي، أو نشبت حرب مع الحركة الشعبية، فإلى أي مدى ستؤثر هذه الحرب حتى على البترول الموجود - كما يُقال - في الشمال؟ هل نستطيع الوصول إليه، وينساب انسياباً يدعم الاقتصاد السوداني؟ نحن الآن صادراتنا من غير البترول أقل مما كانت عليه في العام 1989م، لذلك البترول إذا لم يكف حاجة السودان سيكون الاقتصاد في أزمة.


    { نريد أن تحدثنا عن زعيم القاعدة، أسامة بن لادن، أيام وجوده بالسودان وأنت كنت وزيراً بالحكومة حينها؟



    - أسامة بن لادن جاء إلى السودان بعد أن سحبت المملكة العربية السعودية جوازه، أعتقد أن السعودية ما كانت تعترض على وجوده بالسودان، بن لادن جاء إلى البلاد مُستثمراً بآليات إنشاءات كبيرة جداً، شيّد طريق (الدمازين، الكرمك)، وطريق (التحدي)، بعد ذلك خرج من السودان تحت ضغوط مورست على الحكومة، لكن بعد اغتيال أسامة بن لادن يكاد كل المُحللين والعارفين بفكر الحركات الإسلامية، وفكر القاعدة بالذات يجمعون على أن القاعدة ما عادت تنظيماً، القاعدة أصبحت فكراً ينتشر في كل الأرض، هذه مرحلة خطيرة جداً، عندما تكون هناك حركة في شكل تنظيم يسهل السيطرة عليها، لكن أسامة بن لادن ما كان يُسيطر على حركة الزرقاوي في العراق، بل كانت تعمل بفكر القاعدة وتجتهد من تلقاء نفسها، عندما يكون الاجتهاد مفتوحاً لا يحكمه تنظيم؛ أعتقد أنها قضية خطيرة جداً،

    كنت أتمنى أن لا يقتل الأمريكان أسامة بن لادن أو البحث عنه، لأن وجوده سيقلل من تشرذم وتفتت فكر القاعدة، لأن القاعدة الآن في بلاد المغرب العربي تفكر تفكيراً مُختلفاً عن حركة الزرقاوي في العراق، وباكستان، كل واحدة تجتهد بنفسها، المسألة عندما تكون فيها اجتهادات غير محكومة بتنظيم ستعقد الأمور إلى حد كبير، لكن الحسنة الوحيدة الآن هي قيام الثورات في تونس، مصر، اليمن وسوريا، هذه بلاد فيها حركات إسلامية نافذة جداً، الوضع هذا أدّى إلى سحب البساط من القاعدة بفكر إسلامي قد يكون مُعتدلاً، الآن في تونس الإسلاميون ما عادوا مُطاردين، وهم جزء من النظام، كذلك في مصر، واليمن، الآن في خضم الانتفاضة التي تحدث في اليمن لا نسمع صوت القاعدة، خفت صوتها تماماً بالمُقارنة مع الغالبية الموجودة، لذلك أنا أعتقد أن العالم الإسلامي والمفكرين الإسلاميين مطلوب منهم الآن إجراء حوار علني مفتوح مع كل الحركات الإسلامية.


    { هل خرج «بن لادن» بمحض إرادته أم طُرد من السودان؟ وهل التقيته؟


    - التقيته عندما بدأنا إنشاء طريق (التحدِّي)، أول مرة رأيته وجلست إليه كانت بمكتبي بالقصر الجمهوري، كان رجلاً يثير الإعجاب وذا أدب جم، وخلق عال، يتحدث بصوت خافت جداً، دائماً يتحدث ونظره إلى الأرض، الرجل متواضع جداً، ليست لدي معلومات حول عملية خروجه من البلاد، لكن أعتقد أن ضغوطاً شديدة مورست على حكومة السودان لكي تطلب من «بن لادن» المُغادرة.


    { هل كان هناك ثمن قبضته الحكومة بطردها للرجل؟


    - حتى أكون صادقاً، لا أعلم (ثمناً) قبضته الحكومة، لكن مورست ضغوط على الحكومة ليخرج «بن لادن».


    { من قِبَل من؟


    - جهات كثيرة؛ عربية، وإسلامية، ودولية.


    { الحكومة الآن تتحدث عن محاربة الفساد، أنت بصفة الاختصاص، كيف ترى محاربته؟ مسائل إقرار الذمة هل كانت موجودة أيام الثورة الأولى؟ وهل يمكن تطبيقها الآن؟



    - في بداية «الإنقاذ» أي مسؤول برّأ ذمته، وزوجته، وأولاده، أولادنا في ذلك الزمن كانوا أطفالاً، لكن كتبت أعمارهم، وكتبنا ممتلكاتنا بالكامل في ذلك الوقت، وكان يُجدَّد من فترة إلى أخرى إذا طرأت عليك أي مُتغيرات، إذا كان لديك منزل قيد الإنشاء ولم يكتمل عليك أن تكتب أن المنزل المعني اكتمل بالتاريخ، وملفاتنا يفترض أن تكون محفوظة في ديوان النائب العام، لكن للأسف الشديد (انفرط العقد).


    { متى؟


    - العام 1995م ظهرت فيه مظاهر غريبة، بدأ ثراء يظهر على بعض الناس ولا أحد يسألهم، للأسف الشديد، أنا أذكر أن المرحوم رئيس تحرير صحيفة (الوطن) الأستاذ سيد أحمد خليفة كتب في صحيفته، أن (70%) من أسهم مركز عفراء التجاري يملكها ثلاثة من موظفي الدولة، وذكرهم بالاسم، ولم يُتخذ أي إجراء في مواجهتهم، أنا حسب علمي أن أحدهم طُلب منه بيع نصيبه، لكنه ذهب واستبدله بمشروع دواجن ضخم جداً بمنطقة (القطينة). الدولة لم تكن جادة أصلاً في محاربة الفساد الذي أصبح جزءاً من مؤسسة الدولة. عملية الفساد عند محاولة اجتثاثها ستؤدي إلى (انهيار النظام) هذا هو تحليلي، السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا عجزت الدولة عن محاربة الفساد واجتثاثه من جذوره وهي تعلم بالمفسدين؟ محاربة الفساد لا تحتاج إلى مفوضية، أنا ضحكت عندما سمعت بإنشاء مفوضية لمحاربة الفساد، (من أين لك هذا) كفيلة بمحاربة الفساد. الفساد ظاهر وبيِّن وواضح، إذا أرادت الدولة أن تحاربه. مثلاً أحد مُلاك «عفراء» كان (نقيباً) في المساحة العسكرية عندما قامت «الإنقاذ»، وهو من أكبر الرأسماليين اليوم في السودان، فهل هذا يحتاج إلى مفوضية؟ عليهم بتفعيل (من أين لك هذا)، إذا ثبتت حالة فساد تعود الأموال إلى الدولة، دون محاكم أو سجون أو إحداث (غلبة). ويجب أن تضم لجنة (من أين لك هذا) أشخاصاً ذوي مصداقية، أنا أرشح لها المحاميين الصادق الشامي ومصطفى عبد القادر، وهما من أشرس أعداء «الإنقاذ»، واثنان تختارهما الحكومة كما شاءت من السلطة، سواء أكانا من القضاء أم ديوان النائب العام، والأشخاص الأربعة يختارون خامساً يرأسهم. أنا أول من أُقدّم نفسي إليهم لأُسأل عن كل صغيرة وكبيرة، إن أثبتنا ممتلكاتنا الحمد لله، وإن فشلنا في إثباتها تعود إلى الدولة، هذا هو الفساد إذا أرادت الدولة أن تحاربه.


    صلاح كرار كان ملء السمع والبصر، من الذي أطفأ (مصباحه) بضربة لازب؟



    - إن شاء الله مصباح كرار لن ينطفئ، الدليل على ذلك أنني بينكم أتحدث، بينما يصمت الآخرون، لكن نحن أُبعدنا بتخطيط، أنا أحد المؤسسين لـ (الإنقاذ) الذين ثبتوا في ليلة الثلاثين من يونيو، كنت مكلفاً بمهة اعتقال شخصية مُهمة، ومن ثم كلفت بقيادة منطقة الخرطوم التي تبدأ من جسور القوات المُسلحة، والنيل الأزرق، وأمدرمان جهة الخرطوم، إلى مصنع الذخيرة والمدرعات بمنطقة الشجرة، وسوبا مقر الحرس الجمهوري، القائد المُكلف بقيادتها جاء قبل التنفيذ بأقل من شهر، وذهب إلى الإمارات وترك المنطقة بلا قيادة، أنا توليت قيادة المنطقة التي اعتذر عنها عدد من القيادات أعلى مني رتبة، اثنان منهم برتبة عميد، وآخر دفعتي برتبة عقيد. وكذلك قمت بتنفيذ مهمة اعتقال مدير الاستخبارات العسكرية ليلة التنفيذ التي كان من المفترض أن يقوم بها ضابط آخر لكنه (هرب)، توليت أنا مكانه. كذلك الضابط المكلف بتأمين المطار (هرب) أيضاً، اكتشفنا في الصباح الباكر أن المطار غير مُغلق، لكننا أغلقناه أمام حركة الطيران. أيضاً الضابط المُكلف باعتقال القائد العام (هرب)، وتولينا مُهمة اعتقاله.



    { هل غيروا رأيهم في اللحظات الأخيرة؟


    - جميعهم غيروا رأيهم في آخر لحظة، ولم يخطرونا، وهذا شأن البشر في اللحظات الحرجة.


    { من هم؟


    - لن أذكر أسماءهم لأنهم أشخاص موجودون، لكنني أقول هذا ليتذكر الرئيس عمر البشير هذه التفاصيل. الإنقاذ لن يفيدها إلا الذين ثبتوا ليلة الثلاثين من يونيو، طبعاً أمثال إبراهيم شمس الدين الذي مضى وهو أحد الرجال الذين لن يعوضوا، هذه رسالة أرسلها إلى (أخونا) عمر البشير عبركم، وأقول له لن يحمي هذه الثورة، ويحميك، ويخلص لك، إلا إخوانك الذين ثبتوا معك في ليلة الثلاثين من يونيو. الذين حولك أشبه (بُغثاء السيل)، وأفضلهم يطمع في (كرسيك). الثورة يحميها أمثال إبراهيم شمس الدين، وأدعو الرئيس البشير للاعتماد على الشباب داخل القوات المسلحة، إخوان الشهيد وداعة الله إبراهيم، والجلوس والاستماع إليهم، وليس مُهماً أشخاصنا لأننا جيل أدّى دوره ومضى ونحن في سن الستينيات، ولن نصلح مرة أخرى، لكن الشباب الموجود الآن في القوات المُسلحة إرجع إليهم يا أخ (عمر) وأجلس إليهم قبل فوات الأوان، استمع إليهم، هؤلاء شباب مخلصون لا يخونونك أبداً. أنا الحمد لله أحد الأشخاص الذين وفقهم الله في تلك الليلة وثبتوا، لكن هذا جلب لي نوعاً من (الحسد) من بعض الناس واعتبروني متطلعاً إلى (سُلطة).



    { ماذا بشأن مهمتك حول تنفيذ الاعتقالات ليلة الثلاثين من يونيو؟


    - أنا نفذّت كل الاعتقالات في الخرطوم، طبعاً عاونني كقائد عدد من الضباط الشجعان ذوي الرتب الصغيرة (الرائد) فما دون. كان من بين المعتقلين سكرتير الحزب الشيوعي ووزير العدل الأسبق وآخرون. كان مركز الاعتقالات بفرع البحوث العسكرية جوار مسجد قوات الشعب المسلحة، حوى (14) من رتبة (فريق) إلى (لواء) و(2) برتبة عميد، منهم سفير الآن بالخارجية، وهو رجل عزيز أنا أقدّره وهو من المُخلصين للرئيس البشير.. حل مجلس قيادة الثورة في العام 1994م، تلاه قانون (التوالي) في 1996م، كُنّا في العام 1997م نريد أن ندخل انتخابات حُرة، وندعو الأحزاب لتداول السُلطة، لذلك (الجماعة ديل) استعجلوا وقطعوا الطريق أمام أي مشاركة للأحزاب، هذه المجموعة لا تريد مشاركة، أو تداولاً للسلطة.


    { هل توجد اتصالات بينك وبين أي من الأحزاب سواء من المؤتمر الوطني أو غيره؟



    - لا توجد اتصالات، لكنني أحتفظ بعلاقات ودية معهم، الدكتور الترابي عندما خرج من السجن زرته في منزله وهنأته، البقية التقيها في فترات متقطعة.


    { السيد العميد، الذين استهدفوك هل كانت حربهم (مُعلنة)، أم ضرب تحت (الحزام)؟



    - هؤلاء ليست لديهم الشجاعة لإعلان الحرب، كانت حربهم تقارير، و(اغتيال) شخصية، بعضها وصل إلى بعض الأشياء (الإنسان رخيصة) التي يدبرونها، لكن ربنا سبحانه وتعالي كان دائماً يحمينا من هذه التدابير التي (تغتال) الشخصية.



    { تقارير مثل ماذا؟



    - (مطبات) و(كماين) يمكن لك أن تتخيلها، وأحمد الله أنني خرجت منذ فترة مبكرة ولم أشهد هذه الأشياء لإمكانية ارتكابي لـ (حماقة) في داخل السلطة، كُنّا في مُنتهى الجرأة، ونتحدث بقوة شديدة ونناقش ونُغضب أي شخص في سبيل كلمة الحق ويعرفوننا تماماً، كل الجالسين الآن نحن اصطدمنا بهم أثناء التنفيذ في أشياء كثيرة حدثت (غلط)، ونُصر على تصحيحه، ونطالب بمحاسبة مرتكبيه، لكن في النهاية لا سلطة لدينا في إبعاد إنسان. أوّل من تنبّأ بخروجي من التشكيلة الوزارية هو أخونا الشهيد الزبير محمد صالح، كان ينصحني بعدم (المُصادمة)، استشهد الزبير في شهر فبراير 1997م، وأعفيت من منصبي في مارس 1998م، حمدت الله على ذلك، وعندما عُينت سفيراً قلت لهم أنا مُعيَّن سياسياً ولن أسافر إلا لتنفيذ مُهمة لا يستطيع أن يؤديها السفير العادي، وحدثت لي بعد ذلك مُضايقات كثيرة جداً، قررت بعدها الذهاب إلى البحرين وفتح السفارة لأول مرة.


    { كيف كانت علاقة الشهيد الزبير محمد صالح بالعسكريين وأنت أحدهم؟


    - ممتازة.. الزبير كان عُنصر (الوفاق) وباختفائه اختلت الموازنة.. كان مُستمعاً جيِّداً، ويقبل أي انتقاد.
    { حسناً.. ماذا عن السيد الرئيس؟


    - السيد الرئيس رجل متواضع، ويحترم إخوته، لكن الحلقة التي ضُربت حوله من (المدنيين) جعلته بعيداً عنّا.


    { ما هي ملابسات فصلك من العمل بالسلك الدبلوماسي بالبحرين؟


    - أنا فُصلت من السفارة بالبحرين بسبب كتابة مقال صحافي بمناسبة العيد الرابع عشر لثورة (الإنقاذ) الوطني التي لم أحضر احتفالاتها بالسودان.


    { لماذا لا يدعونكم لاحتفالات ثورتكم على الأقل مرة في العام؟


    - حتى عندما نُدعى لهذه الاحتفالات السنوية فإننا كنا نجلس في الصفوف الخلفية، والقصد من ذلك هو إبعادنا عن الأنظار وفيه نوع من (التكسير) و(الإذلال).



    { هل تقصد المجموعة الحاكمة الآن؟


    - أنا أقصد المدنيين طبعاً.. عندما أتحدث عن المدنيين استثني منهم النائب علي عثمان محمد طه، وهو رجل يحترم ويقدِّر الناس، رجل يختلف تماماً عن الآخرين.


    { بتفصيل أكثر؟


    - المجموعة التي تحدثت عنها تنقسم إلى قسمين.. الرئيس ليس لدينا فيه رأي غير خوفنا عليه ممن حوله.. علي عثمان رجل يحترم الناس، ذو خُلق ودين، لسانه عف وكذلك يده، مهما قيل عنه من إخواننا في المؤتمر الشعبي وغيرهم باعتباره مُهندس الخلاف، وهو ليس كذلك أصلاً، علي عثمان عندما لاحت ساعة الخلاف وُضع في موقف دون خيارات، وهو رجّح كفة الرئيس حفاظاً على الدولة من الضياع.


    { ماذا عن محتوى المقال الذي كتبته بالبحرين؟


    - عندما كنت في البحرين وشاهدت الاحتفال بالعيد الرابع عشر لثورة (الإنقاذ) عبر التلفاز من القصر الجمهوري لم أشاهد واحداً من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وسطرت مقالاً بعنوان: (الإنقاذ وهي تبلغ سن الحُلم) لم أمهره كسفير، لكن مهرته بصفتي عضو مجلس قيادة ثورة (الإنقاذ) المحلول، ذكرت فيه أن الإنقاذ بعد مرور (14) عاماً إذا أرادت الانفراد بالحُكم فإن مصيرها سيكون كمصير صدام حسين، وإن جاز لها الحكم منفردة في سنواتها الأولى لا يجوز لها بعد مرور (14) سنة أن تُقصي الآخرين، وقلت في المقال إنني لن أُعدِّد محاسن الإنقاذ لكنني سأذكر (مساوئها) لأن إنجازاتها هي شرعية بقائها، قلت على سبيل المثال: (والله.. الإحالة للصالح العام لم تكن سوى تصفية حسابات طلابية ونقابية)، وحكيت نكتة في المقال وقلت: (اتنين جوا ماشين لركوب القطار، جروا ورا القطر واحد ركب، وواحد فاتوا القطر، الفاتوا القطر قعد يضحك، قالوا بتضحك مالك، قال لأن الرِكب ده المودِّع وأنا المسافر)، فقطار الإنقاذ الآن يمتطيه (المودعون) وعندما تهدأ سرعته أو يتعطل (سينزلون).


    { حسناً.. حدثنا عن ملابسات الفترة الأخيرة في البحرين؟



    - الإساءة التي تعرضت لها كبيرة جداً، سُحب اعتمادي وطُردت من المنزل، وانتُزعت سيارتي، واشترطت تسليم السفارة عبر لجنة لأني من أسسها لأول مرة، لذلك سكنت في الفندق، وتجولت بواسطة (تاكسي) إلى حين تسليم السفارة، وقلت لهم إن لم أفعل ذلك سيقولون إن زوجة صلاح (سرقت ليها ملايه أو صحن أو غيره). كان بعض الناس يدفعونني دفعاً للانضمام للمُعارضة، وكان مسؤول كبير في الوزارة وقتها يقول: (لن نُصرِّح إلى أن نعرف وجهته القادمة)، لذلك رددت عليهم عبر شقيقي محمد محمد أحمد كرار وقلت له: أُكتب في ثلاثة صُحف وقل لهم إنني سأصل إلى السودان في الثامن عشر من شهر سبتمبر 2003م الساعة (3) ظهراً بالقطريّة وقلت له: إذا استطعت أُكتب: (الراجل يلاقيني في المطار)، بالفعل وصلت السودان ولم يلتقني أحدهم.


    { هناك من حمّلكم عبء ارتفاع (الدولار) إبان ترؤسكم للجنة الاقتصادية؟


    - اللجنة الاقتصادية كانت لجنة «مُصغرة» وتتكون من رئيسها ومقررها ومكتب فيه موظفان اثنان، كنا ندير الاقتصاد عبر الوزارات، قلت في مؤتمر إذاعي وقتها إننا وصلنا ووجدنا الدولار بـ (اثنين ونصف وأربعة ونصف وثمانية) ثلاثة أسعار للدولار.. الدولار قيمة الاثنين ونصف لشراء سيارات النواب والدواء والدقيق.. الدولار قيمة الأربعة ونصف مخصص للسلع الأخرى، قيمة الثمانية سعر تشجيعي للصمغ والقطن، قلت لهم إن الدولة لديها سياسة في تحريك الدولار، حركنا الدولار من اثنين ونصف، إلى أربعة ونصف، إلى ثمانية، ثم إلى (12)، وكنا نعلم تماماً تبعات هذا التحريك، في الماضي كان الدولار يحركه (4) تجار، أتيت بهم وسألتهم عن أسباب ارتفاعه قبل (الإنقاذ)، فذكروا لي أنهم (4) تجار في السوق، وأن السيولة لديهم لا تتوفر لدى الحكومة.


    { من هم هؤلاء التجار؟


    - لن أذكر أسماء.


    { لماذا؟


    - ستجلب لكم ولنا المسؤولية.. الدولار كان يحركه ثلاثة إلى أربعة تجار في السوق، نحن الآن حركنا الدولار حركة كبيرة لكن وفقاً لسياسة نعلم مردودها على الدواء والمرتبات والسلع الغذائية وغيرها، قلت لهم: (لو لم تأت الإنقاذ بطريقة التجار دي سيصل الدولار إلى ثلاثين). لم أكن مسؤولاً أبداً عن الدولار، إن كُنتم تقصدون المحاكمات فإن اللجنة الاقتصادية ليست لها علاقة بـ(الاعتقالات والمحاكمات والدَهْم) أو غيرها.



    { من الذين لديهم علاقة بالقضية؟


    - أجهزة بالدولة ومسؤولون.. إذا كانت المسؤولية جماعية نحن مسؤولون عن الذي حدث، لكن إذا كانت فردية لم أكن أنا جُزءاً منها.


    { العميد صلاح كرار سخّر شركته الخاصة (QUICK Move) وقتها للتخليص الجُمركي كغطاء لتجارته المشبوهة بالدولار ما هو تعليقكم؟


    - عليك بتصحيح معلومتك.. إذا كانت لدّى شركة ستكون مُسجلة في مُسجل عام الشركات، وسيكون لديها مقر ثابت. أنا أول اسم عمل سجلته كان في عام 2001م، أي شخص لديه معلومات قبل ذلك العام عن مقر شركة أملكه عليه بنشره في أجهزة الإعلام وسأعفيه من أي مسوؤلية.



    { كرار مُتهم بتصفية ممتلكات الدولة من الفنادق وعلى رأسها فندق السودان، والفندق الكبير، وفندق البحر الأحمر في بورتسودان، وفندق جوبا في الجنوب، وأطلقت يومها عبارة شهيرة مفادها أن الدولة غير معنية (ببيع الكسرة والمُلاح) ما هو تعليقك؟



    - صحيح.. لا أذكر ذلك الحديث لكنني لا اعترض على هذه (المقولة).. أنا كنت وقتها وزيراً للنقل والمواصلات والسياحة.. جاءت عملية الخصخصة وتمت بقانون، وحدثت فيها نقاشات ودراسات كثيرة جداً، الدولة كانت تمتلك كثيراً من المرافق غير الاستراتيجية، على سبيل المثال الفنادق التي تتبع لوزارتي. أنا أسأل ما هو العائد على الدولة من هذه الفنادق؟ الدولة فشلت في تطوير ذلك النشاط بحيث تصبح هي المالكة ويدر عليها عائداً كبيراً، الفنادق حقيقة كانت تتبع لوزارتي، أنا كوزير كنت عضواً في لجنة الخصخصة، أشرفنا على بيع الفنادق، بعنا فقط فندق (البحر الأحمر) لشركة يملك السودان منها نسبة (60%) وهي شركة الفنادق (السودانية - الكويتية) التي تملك فندق (الهيلتون)، لم نبع الفندق لأحد التجار، فعلاً كنا نعتقد جازمين أن الدولة لا تستطيع أن تنافس في بعض الأجهزة الخدمية، مثلها مثل المستشفيات، يعني أن الدولة مهما أنشأت مستشفى لن تستطيع إنشاء مُستشفى كالذي شيَّده مأمون حميدة، أو فضيل أو غيرهم، الدولة دورها في امتلاك دور الضيافة لاستضافة الشخصيات الكبيرة، والاهتمام بالقصر الجمهوري.



    { صلاح كرار وآخرون يعيشون حالة من الهلع والخوف ويحيطون أنفسهم وأسرهم بحراسة مُشددة خوفاً من انتقام ضحاياهم في (بيوت الأشباح) وسجون النظام.. ما هو تعليقكم؟



    - الحمد لله منذ أن كنت عضواً في مجلس قيادة الثورة شأني شأن كل إخوتي في المجلس العسكري لم يكن لدينا حرس خاص، نمتطي سياراتنا بأنفسنا، ونسير في شوارع الخرطوم، وكنا فضل ظهر لمن لا ظهر لهم.. منذ أن تركت الإنقاذ ليس لديّ حرس، أو (سواق)، الدولة لم تعطني (سواق)، لأنني أُحلت للمعاش برتبة (عميد).. ولا أستطيع أن أدخل نادي الضباط بسيارة، لأن لائحة نادي ضباط القوات المُسلحة تقول إن المسموح لهم دخول النادي بسياراتهم من رتبة (اللواء) فما فوق.. كنا نترك سياراتنا بالخارج وندخل إلى النادي.. اللائحة أيضاً تقول إن رتبة (الفريق) فما فوق يُعطى (سواق)، أنا ليس لديّ (سواق) والدولة لم تعطني (سواق).. أنا أسكن بمنزلي ومعي شاب إثيوبي، لا يوجد لديّ حرس خاص، منذ الصباح الباكر أصلي الفجر في المسجد بالقرب من منزلي، أذهب راجلاً حاملاً (عُكاز سلم) جلبته من (البلد) لوجود كلاب ضالة كثيرة، وأخاف أن يعضني ###### وتصير (فضيحة) في آخر عمري، وليس لديّ حرس خاص، بعد اللقاء الصحافي هذا سأذهب إلى السوق المركزي لشراء الخُضار، لكنك اذهب وشاهد الحراسة أمام منازل كبار المسؤولين، حراسة بالعشرات، نحن منازلنا غير محروسة بالجنود، ولا نخاف إلا من الله سبحانه وتعالى، لم نكن نظلم ونضرب، ونقتل، ونعذب الآخرين.. (بيوت الأشباح) التي ذكرتها لم نشاهدها، لكننا نسمع بها.. أعلم أن هناك أناساً ظلموا، لو أنا هناك أي شخص يعتقد أنني ظلمته، أو ضربته، أو اعتقلته أو شتمته، عليه بكتابة هذه الظلامات في الأجهزة الإعلامية وعلى هذه الصحيفة بالذات وسأعفيه من أي مُساءلة قانونية.


    { كانت لديك مُصادمات مع جهاز الأمن في العام 1995م بعد محاولة اغتيال حُسني مبارك في أديس أبابا ما هي تفاصيلها؟


    - الخلافات كانت في وجهات النظر.. بعد أن قالت إثيوبيا بعد شهر من التحقيق إن عدداً من قادة الجبهة الإسلامية متورطون في اغتيال حُسني مبارك، قُلنا وقتها إن اغتيال حسني مبارك لن يخدم أي قضية من قضايا السودان، وأن محاولة الاغتيال خطأ إستراتيجي ارتكبه الذين شاركوا في هذه العملية.


    { بماذا تريد أن تختم هذه الحلقات التي قلبّت الدفاتر وأعادت لك ذكريات قديمة؟



    - كل ما أرجوه أن ينصلح حال (الإنقاذ) من الداخل لأن ما أنجزته (الإنقاذ) في العشرين سنة الماضية في التنمية غير مسبوق.. لكن تبقى هناك نقاط (سوداء) ما زالت حتى الآن بقلم الرصاص يمكن محوها بسهولة، وكل ما أرجوه أن يُجنب الله (الإنقاذ) (التغيير) وأن يلهمها الصواب (بالإصلاح).
    وأختم بمقولة للراحل المشير جعفر نميري: (إن أبناء الثورة مهما فعلت بهم الثورة فهم أبناؤها البررة.. أما أعداء الثورة فمهما فعلت لهم الثورة فهم ألد أعدائها).
                  

05-24-2011, 10:56 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    زفرات حرى

    :الطيب مصطفى



    وتنكشف حقيقة بيت العنكبوت الذي لطالما تسربل بثياب الملك العريان وصوّره الكذابون قصراً منيفاً وما هو في حقيقته إلا بيتاً من الزجاج الهشّ ويُهزم الجيش الشعبي ويولِّي الدبر بل الساعة موعده والساعة أدهى وأمرّ وتدخل القوات المسلحة أبيي مكبِّرة مهلِّلة وترفع الأذان وتُعلي الراية التي لطالما نكسها القاعدون المتثاقلون إلى الأرض من المنبطحين وتعود ذكرى تلك الأيام العطرة ويفوح عبيرُها ويملأ جنبات الكون بمعاني العزة والكرامة والنصر المبين ويطل طيف الجنا المكحّل بالشطة الشهيد اللواء عبد المنعم الطاهر وهو يستعرض قواته محرِّضًا المؤمنين على القتال ومردِّدًا آيات التوبة والأنفال التي لطالما طُمرت في جُب نيفاشا: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ &#1645; إِلاَّ تَنفِرُواْ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ».. وتُدوِّي آيات الجهاد لتنثر عبق أريجها من جديد بعد أن أوشكنا من طول القُعود على بلوغ مرحلة الاستبدال ولات حين مناص!!



    لقد ظن الأوباش أننا استسلمنا وأن قواتنا المسلحة قد خُلعت أسنانُها من قِبل المذعورين ممّن ركنوا إلى وعود أمريكا ونسوا رب أمريكا وأدمنت الحركة الشعبية احتقارنا والاستخفاف بنا حتى قال عميلُها مالك عقار من كادقلي وهو «يتْضُورع» بأوداجه المنتفخة في غرور دونكيشوت وجهالته بعد أن توهّم أن بمقدوره أن يخرق الأرض ويبلغ الجبال طولاً.. قال: سننقل المعركة إلى الخرطوم بل إلى القصر الجمهوري فهل من غرور وهل من جهالة وحمق أكبر من ذلك؟!
    أين يا تُرى الرويبضة ال######## عرمان؟! لماذا صمت كما القبور؟! أين مؤتمراتُه الصحفية وأين ضجيجُه وأين الشيوعي فاروق أبو عيسى قائد قوى الإجماع التي تضم من لا وزن لهم من الصغار والعملاء؟! ولكن هل يجرؤ الفئران على الكلام حين ترتفع رايات الجهاد؟!


    قبل أن أمضي في الحديث عن انتصار أبيي الذي حبستني عنه حوابس قاهرة خلال اليومين الماضيين أودُّ أن أُبدي اندهاشي من بعض كُتابنا الذين ظلوا أسرى الحديث عن دم البعوض بينما الحسين مجندل في كربلاء فقد اتّخذ الكثيرون منهم موقفاً محايداً في معركة الوطن التي تخوضها القوات المسلحة في أبيي بينما انحازت الصحافة الجنوبية بالكامل للجيش الشعبي بالرغم من أن الحركة وجيشها ظلا يتحرشان بنا وبأرضنا في جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي وأعجب أنه عندما يُستنطق بعضُ الكُتاب حتى ممَّن يعملون في صحافة المؤتمر الوطني في الفضائيات تراهم يلوون ألسنتهم بحديثٍ لا لون له ولا طعم ولا رائحة.. ويُمسكون بالعصا من النصف ووالله إني لأعجز عن فهم ما جرى ويجري في عقول هؤلاء بعد أن صوّرت للبعض أن المهنية تعني التخلي عن الوطنية!! لقد نصّب هؤلاء «المهنة وأكل العيش» إلهاً يُعبد تماماً كما تفعل الأنعام ولو تأملوا في صحافة العالم لأدركوا كم هم مخطئون هذا فضلاً عن أن للأمر بُعده العقدي الديني ولا يقتصر على مجرد البُعد الوطني الذي يكفي وحده لتحريك قِيم النخوة في نفوس هؤلاء.

    لا أفهم والله كيف تضيع منا معاني الوطنية وتختفي المبادئ وتزوي وتزول ونصبح مجرد كائنات حية تهيم على وجوهها لا تغار ولا تُستفز ولا تتخذ موقفاً يشغلُها عن محقرات الأمور وسفاسفها؟!
    أفهم أن يحبس الترابي نفسه في سجن الذات حتى بعد أن خرج من سجن الحكومة مكتفياً بالانقياد إلى مراراته التي أنسته جل ثوابت الدين التي لطالما «جاهد» في سبيلها وقاد كتائبها عندما كان في موقع الآمر الناهي وقبل أن تصبح تصريحاتُه مانشيتات لصحيفة أجراس الحرية المعادية لله ورسوله وشريعته فقد رأينا في التاريخ نماذج كثيرة حكى عنها القرآن الكريم وغيرُه خاصةً ممن يتّخذون الدين ثقافة وليس سلوكاً يحتاج إلى صبر ومصابرة وترويض للنفس الأمّارة وأطرًا لها على ما تكره لكني لا أفهم مواقف الكثير من الزعامات بمن فيهم الإمام الصادق المهدي الذي يُصرُّ على أن يتلبس بشخصية الحاوي الذي يجمع بين المتنافرين ويجعل من المستحيل ممكناً ولذلك تجده يحاول أن يتخذ موقفاً يُرضي عنه القوات المسلحة ولا يُغضب الحركة الشعبية أما الميرغني وحزبُه التائه في سفين بلا ربّان فالحديث عنه ذو شجون!!


    أعود لأبيي لأقول إن أمريكا أوباما لا تختلف عن أمريكا بوش لا يُرجى منها خير ولا ينبغي أن ننخدع بالوعود السراب وبجزرة التطبيع المستحيلة لننسحب من أبيي وهل أجدى كل ما بذلناه في نيفاشا وأبوجا في استعطاف أمريكا أو تليين مواقفها؟! فلنمضِ في فرض الأمر الواقع وكفانا ما جرَّه علينا نكوصُنا وتنازلاتُنا وأقسم بالله إن انسحابنا من أبيي لن يعقبه التطبيع الذي وُضعت دونه شروط عشرة من بينها ما هو المستحيل بعينه، فهلاّ اتّعظنا من تجاربنا السابقة وهلاّ علمنا أن أمريكا لا تملك الفردوس الأعلى لتمنحنا إياه وأنها أضعف وأفجر وأتفه من أن نخطب ودّها، فوالله إن في غضبها منا رضوانًا من الله وفي رضاها سخطه، فضلاً عن ذلك فإن العد التنازلي لاندحار أمريكا قد بدأ وانطلق لا يلوي على شيء ولن يتوقف انحدارها حتى تهوي إلى القاع، سنة الله الماضية في أمم طغت وتجبّرت وظلمت وما عادٌ وثمود عنا ببعيد.


    للمرة المليون أكرر مقولة كيسنجر: «إن أمريكا لا تدفع ثمن ما يُهدى إليها»، ولن تغيِّر موقفها المتحامل علينا والمنحاز إلى الحركة الشعبية ولا بديل سوى الصمود ولتذهب أمريكا وأوباما ورايس إلى الجحيم

    24/5/2011
                  

05-25-2011, 07:52 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    بين رياح العزة وبيت الزجاج!!

    /الطيب مصطفى


    الطيب مصطفى
    زفرات حرى


    وتهبُّ رياح العزّة وتتواصل بعد انجلاء معركة الكرامة في أبيي، ويرفض الأستاذ علي عثمان محمد طه نائب الرئيس وعلي كرتي وزير الخارجية استقبال مندوبة أمريكا لدى مجلس الأمن سوزان رايس التي كانت ذات يوم بل كان من هم دونها يأمرُون وينهَون كما لو كانوا في مقام الحاكم العام «البريطاني قديماً» للسودان بل حتى المبعوث الأمريكي الحقير كان يصول ويجول بين أطراف البلاد شرقاً وغرباً دون رقيب أو حسيب، يستقبل من يشاء ويعرض عمّن يشاء وبلغت الغطرسة درجة أن يترفَّع مبعوثو أمريكا ودبلوماسيوها عن مقابلة الرئيس البشير باعتباره ـ في نظرهم ـ مطلوباً لما يُسمَّى بالعدالة الدولية ولا يستفزُّ ذلك المسؤولين الحكوميين الذين ظلوا يهرعون إلى مبعوثي أمريكا ويتودَّدون إليهم وكأنّهم يملكون مفاتيح الجنة في قبول ضمني لاتهام هؤلاء الأنجاس وخرق فاضح للسيادة الوطنية واحتقار مذلّ لرئيس الدولة ورمز سيادتها داخل أرضه واستعمار واستعباد يحكي عن حالة من الضعف والهوان ما بلغناها في تاريخنا الطويل.


    لو سُئل هؤلاء الذين كانوا يهشّون في وجوه المبعوثين الأمريكيين الذين كانوا يتأفَّفون عن مقابلة الرئيس داخل الأرض التي يحكمُها عمّا جنَوه من هذا الانبطاح المهين لحاروا جواباً، وكأنّ مجرد الجلوس في حضرة غرايشون وجون كيري وغيرهما شرف لا يدانيه إلا دخول الجنة وبلوغ الفِرْدوْس الأعلى!!



    نعم، لقد جرَّبنا كل صنوف الركوع والخضوع لأمريكا ولم نجنِ غير السراب وآن لنا أن نعود إلى قِيم العزَّة التي عشقناها وعشناها ذات يوم والتي تُشبه الأحرار بل التي هي من شِيم المؤمنين «وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ» فو الله ما كان شبابُنا يشطحون أو يبالغون حين كانوا ينشدون: «الطاغية الأمريكان ليكم تدرَّبنا بي قول الله وقول الرسول ليكم تسلَّحنا».. ذلك النشيد الحبيب الذي بتنا نستحي منه بعد أن ألجأتنا الحركة الشعبية واليساريون، جرّاء الضعف الذي اعترانا بعد نيفاشا وما جرّته من شراكة السوء المحادّة لله ورسوله، إلى حائط الانبطاح والتحرُّج من تلك القيم الشامخة وبات الشامتون من بني علمان يسخرون من تلك الشعارات ومن غيرها ويتهكَّمون من الجهاد ومن الشهادة والشهداء ويعتبرون كل ذلك هرطقات صبيانية مضى زمانُها وولّى وتجاوزناها إلى غير رجعة لكنهم ما درَوا أن الشباب الذين خاضُوا غمار معارك صيف العبور والأمطار الغزيرة والميل أربعين وجبل الملح وسندرو لا يختلفون عن أولئك الشباب الذين زلزلوا أمريكا وأهانوا كبرياءها في العراق وأفغانستان والصومال والذين يستلهمون دروس بدر وحطين وعين جالوت فقد كان شباب الإسلام في السودان وفي غيره من ديار الإسلام يؤمنون بقول الحي القيوم: «كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ واللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ» لا بقول الملحد ماركس وغيره من الموتى وأهل الضلال.



    إننا نستشرف دورة جديدة من تاريخنا أُطلق عليها بذكاء ونظر إستراتيجي عبارة: عهد الجمهورية الثانية، بعد أن استدبرنا سودان الدماء والدموع والتشاكس وصحَّحنا الخطأ التاريخي الذي أدخلنا الإنجليز في نفقه المظلم ونحتاج إلى رؤية وإستراتيجية جديدة ينبغي أن نعكف عليها من الآن لسودان متجانس متحضِّر عزيز خالٍ من الصراعات والحروب وقائم على الإسلام وقِيَمه.


    لكن هل يحدث ذلك قبل أن نطهِّر أرضنا من آثار العدوان؟! نعم، إن معظم عمليات الانفصال التي حدثت في العالم أقل سوءاً من حالنا ذلك أننا ورثنا تركة أولاد قرنق ومشروع الغابة الذي يصرُّون على إقامته في جزء من أرض الشمال سمَّوه الجنوب الجديد حتى بعد أن انفصل جنوب السودان وما من شيء يعكِّر انطلاقة مشروع الجمهورية الثانية أو أولوية ينبغي أن نبدأ بمعالجتها أكبر وأولى من تحرير أرض السودان الشمالي من أدران الحركة الشعبية وجيشها ومن إخراجهما من جنوب كردفان والنيل الأزرق وأبيي ولذلك أحذِّر من الاستجابة لمطلوبات أمريكا التي لا تُضمر لنا غير الشر ومن إخراج القوات المسلحة من أبيي بل ينبغي أن نتحرك سريعاً باتجاه طرد الجيش الشعبي من تلكم الولايتين بأسرع ما يمكن وقبل التاسع من يوليو.


    أما دارفور فإني متفائل أن دحر فرعون ليبيا مع تحقيق جوار آمن مع تشاد وإفريقيا الوسطى سيعجِّل بحل مشكلتها ولذلك هيّا إلى العمل على تحرير أرض السودان الشمالي من دنس الجيش الشعبي وليعلم سلفا كير أن قيام دولته مرهون بأن ترعى الحركة الشعبية وأولاد قرنق «بي قيدهم» وإلا فإنه ما من طفل يُعجزه أن يحطِّم بيت الزجاج!!
                  

06-12-2011, 10:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    سيدي الرئيس..قبل البحث عن خليفة هذا نصيبي من النصيحة

    خالد التجانى


    كنت قد عزمت كتابة هذا المقال غداة إعلان الرئيس عمر البشير في حواره مع «الشرق القطرية» الأسبوع قبل الماضي، حين أعاد تأكيد عدم رغبته في الترشح لولاية جديدة، وكشف عن موقف من العيار الثقيل معلناً دعمه لمرشح شاب لخلافته. بيد أنني آثرت إرجاء كتابة المقال لما بعد انعقاد مجلس شورى المؤتمر الوطني، وعلى الرغم من قناعتي عن تجربة بسطحية وشكلية الممارسة الديمقراطية في الأحزاب السودانية بداية من الإخوان المسلمين وانتهاءً برفاق لينين وما بينهما، إلا أنني ظننت «وبعض الظن إثم» أن اللحظة التاريخية الحاسمة التي تمر بها البلاد والمخاطر الكبيرة والتحديات الجمة التي سيخلفها تقسيم البلاد خلال أسابيع قليلة، ستجعل من اجتماع مجلس شورى المؤتمر الوطني الأخطر من نوعه، وأن مداولاته ومخرجاته ستكون على قدر خطورة الوضع الراهن، وستخرج بخطاب ملهم للسودانيين بما يطمئنهم إلى مستقبلهم.


    ولكن جاءت نتائج شورى «الحزب الرائد» عند سوء ظني القديم ببؤس الأداء الحزبي وتقاصره عن قامة الهموم الوطنية الكبيرة، وغياب الممارسة الديمقراطية التي تتشدق بها أحزابنا جميعها، ثم لا تجد سوى صدى صوت الزعيم. وحتى لا يزعم أحد أننا نفتري على حزبنا العتيد بغير حق، أنظر- يا هداك الله- إلى البيان الختامي الذي صدر في خواتيم أعمال المجلس، لتفاجأ بأن أغلب فقراته تكتفي بإعادة التذكير بما أدلى به الرئيس البشير في الجلسة الافتتاحية، ثم نقاط عجلى لا تفصح عن شيء جديد، ولا مواقف كبيرة تتوقعها في هذه اللحظة الحاسمة من مؤسسة تعتبر الأهم بعد المؤتمر العام للحزب، إذن هذا خطاب الرئيس فأين الشورى؟ ألا يذكرك هذا بالتقليد المتداول في الأحزاب الشمولية العريقة التي تختتم أعمالها بالعبارة الشهيرة باعتبار خطاب القائد وثيقة تاريخية، ثم لا نسمع للأغلبية الصماء صرفاً ولا عدلاً.


    ما كان الأمر ليحتاج عناء الكتابة، لولا أن أقدار السودان والسودانيين جعلت مصائرهم على مدى أكثر من عشرين عاماً بين يدي «المؤتمر الوطني»، ثم يجدون أنفسهم اليوم ليس فقط أمام تقسيم وطنهم بلا أسباب وجيهة إلا فقر الخيال السياسي وشح النفس، بل أن السلام المستدام، الذي اعتبر تقسيم البلاد مهراً له وثمناً مقبولاً من أجله، لا يزال أمراً بعيد المنال، وكفة السيناريو الأسوأ الذي حذَّر منه الرئيس البشير نفسه ذات يوم تزداد ترجيحاً يوماً بعد يوم، أن تقسم البلاد وتعود الحرب، وهو ما تنذر به عودة الأجندة العسكرية إلى الواجهة بأشد مما كان، في وقت كان الظن أنه وقت السلام، فضلاً عن عواقب التقسيم الآخرى وليس أقلها الأوضاع الاقتصادية المنذرة بسنوات عجاف. كل تلك المخاطر والتحديات كانت تزيد من حجم التطلعات إلى مواقف كبيرة وخطاب سياسي ملهم وقدرة قيادية فذة للحزب الذي انتدب نفسه لـ «إنقاذ السودان» طوال هذا السنوات الأطول في عمر كل الانظمة التي حكمت السودان، ولكن ها هو الرأي العام يفاجأ بمواقف باهتة لا تمت للواقع المنذر بصلة، ومن عجب أن توصيات مجلس الشورى الست في بيانه الختامي خصصت اثنتان منها للشأن الفلسطيني، ولم تفصح في الشأن الذي يليها إلا بفقرات فاقدة للمعنى السياسي من قبيل «يشيد، ويهنئ ويؤكد».


    ونعود إلى بيت القصيد من هذا المقال، سيدي الرئيس، ما حاجتك لمثل هذا الحزب الذي يخلع على نفسه ألقاباً في غير موضعها، ولا يريد أن يفهم معنى أن يكون قدر المهمة التي ينتدب نفسها لها، وما الذي يضيفه إليك إن لم يكن خصماً عليك، ولا أريد هنا ترديد ما فصلته في مقال سابق لي بعنوان «المؤتمر الوطني .. حزب من»؟! الذي وصفته فيه بأنه حزب فاقد للأهلية السياسية ولا يعدو أن يكون مجرد مصلحة حكومية لا يستطيع الحياة خارج ظل الرئيس ويستمد وجوده من قدرات الدولة وإمكاناتها التي تمده بأسباب الحياة. ومن عجب ألا أحد من كتبة أو أفندية الحزب رد على ذلك المقال مدافعاً عن الحزب الذي انتقدته في صميم وجوده، والسكوت علامة الرضاء، إذ لعلهم يوافقونني الرأي في ما ذهبت إليه، أو أن الأمر سيان عندهم لأنه حزب لا بواكي له، أو لأنه لا تتوفر لهم قناعة حقيقية به.



    كلمة صدق واحدة قالها أحد قادة المؤتمر الوطني في تصريح صحفي في اعتراف نادر، ذكر فيها أن جماهيرية الرئيس البشير أكبر من شعبية حزبه، وهو عين ما ذهبت إليه، فالحزب حقيقةً يستمد وجوده ودوره من رئيسه، وليس العكس، ولذلك أصبح يدور حيث دار متطفلاً على كسب الرئيس، وما من شأن له إلا أن يتفاخر بما يطلق عليه تدليلاً بأنه الحزب الحاكم من باب الزينة.
    وفي ظني أن الرئيس البشير مدرك لضعف بنية المؤتمر الوطني السياسية، وطبيعة وجوده المعتمدة على نفوذ السلطة، فضلاً عن تكلس قياداته وطول بقائها في مواقعها، وهو أمر يؤكده ما ظل البشير يردده في أكثر من مناسبة عن ضرورة إجراء تغيير قيادي في الحزب وهياكله يطاله من أدناه إلى أعلاه، وظهر ذلك بادئ الأمر قبل بضعة أشهر في أعقاب صعود ربيع الثورات العربية، حين أكد في حواراته مع بعض القطاعات الشبابية في الحزب انحيازه لدفع الشباب إلى الواجهة القيادية، وضرورة ترجل من تعدوا الستين من العمر، وتغيير من قبعوا في مواقعهم الحزبية والرسمية لعشر سنوات وأكثر، ويبدو أن البعض ظنها مجرد كلام ألقي على عواهنه، أو تصريحات عارضة فرضها علو كعب الانتفاضات الشعبية التي ألقت بظلالها وتأثيرها على منسوبي الحزب من الشباب، فحركت فيهم شيئاً من شعاراتها الثورية.



    غير أن حديث الرئيس البشير لـ«الشرق» القطرية أرسل رسالة أكثر من مباشرة وذات مغزى واضح، إذ لم يؤكد فيها تمسكه بمسألة ضرورة تغيير كرادلة الحزب وكهنة المعبد لصالح عناصر أكثر شبابية فحسب، بل مضى أكثر حينما كشف عن نيته تقديم مرشح شاب لخلافته، وهو ما يعني أن مسألة الخلافة المنتظرة كانت شبه محسومة قبل أن يدخل في السباق عليها عدد من كبار قادة الحزب بعد إعلان الرئيس نيته التنحي في نهاية ولايته الحالية قبل إعلانه عن مواصفات خليفته المنتظر وفئته العمرية، وهذا الموقف المعلن للرئيس البشير يعني عملياً أنه قرر تجاوز رجال الصف الأول وربما الثاني في قيادة الحزب الحالية، أو لعله زاهد في رؤية أحدهم خليفة له. والملاحظ أن تعليقات قادة الحزب بدت متحفظة أو متحرجة من الخوض صراحة في المسألة. والسؤال هل يعني إعلان البشير هذا الموقف أنه حسم السباق نهائياً على خلافته، أم أن الأمر مؤجل في أجندة بعض الطامحين رجاء أن تمر العاصفة الهوجاء في الوقت الراهن، عسى أن تعيد تطورات غير منظورة خلط أوراق اللعبة مجدداً قد تفضي إلى تتغير قواعد اللعبة وربما اللاعبين كذلك.
    ومهما يكن من أمر فإن الجدير بالاهتمام أن الرئيس البشير يبدو الإصلاحي الوحيد في المؤتمر الوطني، فكل المواقف الداعية للإصلاح والتغيير في الدولة أو في الحزب جاءت المبادرة فيها من البشير من دعوته الشهيرة لمكافحة الفساد، وتجديد دماء الحزب، واتخاذ إجراءات صارمة لتعزيز الشفافية والرقابة والنزاهة، ومنع التدخل السياسي في الخدمة المدنية، وتقليص هياكل الدولة، وإجراء استفتاء على الدستور الجديد. وعلى عكس محاولة بعض قادة الحزب إضفاء قدسية على ممارسات السلطة وتجميل أخطائها وتصوير الأمور على أن كل شيء يسير على ما يرام، فإن البشير دائماً ما يتسم بالجراءة في توجيه انتقادات صريحة ولاذعة لإداء الحكومة وتجاوزاتها.


    ولكن مع ذلك هناك تساؤلات بالطبع مثارة في الأذهان لماذا مع ذلك تبدو مبادرات الرئيس البشير الإصلاحية بطيئة في إنتاج الثمار المطلوبة، وتكاد تقف على حافة التصريحات الصحافية لا تغادرها!! فتش عن المؤتمر الوطني، فهناك تكمن العلة. فسنوات فاقت العشرين ظل الحزب فيها الوحيد المسيطر على مقدرات الدولة وإمكاناتها، وتشكلت على مدار السنوات طبقة من السياسيين المحترفين تمسك بمقاليده، وتشكل نادياً سلطوياً مغلق العضوية، يتقلب أعضاؤه بين مناصب الحكم ومواقعه المختلفة مستأثرين بامتيازات السلطة ومكاسبها، ليس مهماً أن تنجح أو أن تفشل في ما يوكل إلى أي من أعضائه، فهناك دائماً مكان لذوي الحظوة مهما أثبتوا فشلاً لا يختلف عليه اثنان، وهنا يكمن سر مقاومة أية مبادرة إصلاحية، جاءت من الرئيس أو من غيره، لأن أي تجاوب مع مطالب الإصلاح بأية خطوات مهما صغرت ستفضي حتماً إلى تغيير قواعد اللعب وتهديد مصالح الأعضاء المحظوظين، لذلك لن يكتفوا بعدم الدعوة للإصلاح ابتداءً، بل سيقاومون أي إصلاح ولو كان الداعي إليه الرئيس شخصياً، ليس عن طريق المواجهة المباشرة أو الرفض للإصلاح، بل بإعاقة أو عرقلة تنفيذ أية خطوات حقيقية في طريق الإصلاح، أو إفراغها من مضمونها. والعجز عن الإصلاح في المؤتمر الوطني وعدم بروز تيارات إصلاحية قوية سواء لغياب الإرادة، أو تدني الهمة، وانخفاض سقف أجندة من يجلسون على قيادته تكاد تصدق معها مقولة الزعيم الراجل جون قرن الذي وصف المؤتمر الوطني بأنه «معطوب لدرجة لا يمكن إصلاحها».


    إذن ما السبيل إلى الخروج من هذا الوضع المأزقي، فالبلاد لا تملك ترف الوقت ولا تملك مقومات تحمل تبعات تغيير جذري غير محسوب العواقب في بلد أوهنته الحروب الأهلية وشتته الصراعات التي ارتدت إلى الجهوية والقبلية، وما من شك أن هناك حاجة ملحة للتغيير والإصلاح المنهجي المدروس والمتدرج الذي يحمي البلاد من الوقوع في براثن الفوضى والانحلال. فالصبر على قصر النظر والبطء السلحفائي في تعاطي المؤتمر الوطني الراهن مع التطورات المتلاحقة، سيفضي في نهاية الأمر للنتيجة ذاتها التي تحدثها ثورة غضب منفلتة من عيار الحساب السياسي الراشد.
    والمطلوب بوضوح أن يخرج الرئيس البشير المؤتمر الوطني من تحت عباءته، وأن ينهض لمهمة تعبيد الطريق لمستقبل آمن ومستقر للبلاد من موقع قومي، وليس حزبيا، أن يكون رئيساً لكل السودانيين مهمته أن يعمل على تحقيق تحول ديمقراطي حقيقي يضمن ويؤمن للسودانيين نظاماً سياسياً صالحاً، لا أن يكتفي بدور رئيس المؤتمر الوطني الذي يعمل فقط على ضمان استمرار السلطة لحزبه.


    ولا شيء يجعلنا لا نصدق أو لا نحمل على محمل الجد تأكيدات الرئيس البشير مراراً أنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة، وأنه سيكتفي بإكمال عهدته الدستورية الحالية، وهذا موقف يشكل أساساً جيداً ومثالياً لرسم خريطة طريق لعبور آمن للسودان إلى مستقبل ديمقراطي ومستقر، ولكن ذلك مشروط بأن ينزع الرئيس البشير عن نفسه صفته الحزبية الراهنة، وسيزعم البعض أن دعوة البشير للتخلي عن رئاسة المؤتمر الوطني تهدف إلى عزله عن محيطه السياسي الداعم له ويفضي إلى الاستفراد به، وهو محاولة تخويف لا معنى لها متى صح عزم الرئيس على الاكتفاء بإكمال ولايته الرئاسية الحالية، فضلاً عن أن حقائق الواقع تشير إلى أن المؤتمر الوطني هو الذي يستمد قوته من الرئيس البشير وليس العكس، وإن كان هناك من سيعاني من حدوث مثل هذا التطور، فهو المؤتمر الوطني بلا شك المكتفي بالاختباء تحت عباء البشير.
    ثم أن الرئيس البشير الذي حكم البلاد لربع قرن من الزمان أكثر من أية شخصية أخرى في ما نعلمه من تاريخ السودان، لا يحتاج إلى إضافة المزيد من السنوات إلى حكمه، بل يحتاج إلى دخول التاريخ من أوسع أبوابه، فالمزيد من السنوات في الحكم لا تحمل معنى إن لم تجلب إعادة سيناريوهات الحكام الذين يتشبثون بالسلطة بأي ثمن مثلما فعل عقيدا اليمن وليبيا، وسيذكر التاريخ الرئيس البشير إن كرس سنوات ولايته المتبقية لا لتعبيد الطريق لخليفة من المؤتمر الوطني يعيد إنتاج أزماتنا، بل لإعادة الأمل إلى نفوس السودانيين بغد أفضل بتعبيد الطريق أمام تحول ديمقراطي حقيقي وإرساء دعائم مؤسسات دولة الوطن لا الحزب، وهو أمر لا يمكن أن يتحقق والبشير مستمر على رأس حزب لا يرى سوى تحقيق مصلحته وضمان استمرار قبضته في السلطة بغض النظر عن تبعات وعواقب ذلك على الوطن.


    ويظن المؤتمر الوطني أنه الحزب الغالب، وأنه يملك شرعية شعبية، حسن إذن فما الذي يضيره إن خرج البشير منه، ستكون تلك مناسبة لإظهار شعبيته إن كانت حقيقية، فهل كل حزب يملك حق أن يكون رئيسه مشيراً وقائداً للجيش، فجوهر التنافس الديمقراطي يقوم على تكافؤ الفرص، ولكن لا أحد يصدق إدعاء حزب امتلاك شعبية جارفة في سباق منافسوه مكتوفو الأيدي، والمؤتمر الوطني صادق في قوله إن لم يحدث تزوير في صناديق الاقتراع في الانتخابات الاخيرة، ولكن كيف تكون الانتخابات نزيهة والحزب يسيطر على كل مفاصل الدولة وأجهزتها النظامية والإدارية والمالية، بالطبع سيكون الاقتراع في هذه الحالة تحصيل حاصل.
    ليدع الرئيس البشير المؤتمر الوطني يكافح مصيره متساوياً مع غيره من القوى السياسية، فهو لم يكتسب قوته بغير سلطان الدولة، كما أنه ليس من الإنصاف القول بضعف الأحزاب وهي في معركة غير متكافئة ومغلولة الأيدي، وليدع السودانيين يختارون من يحكمهم في ظل ممارسة ديمقراطية حقيقية توفر فرص عادلة ونزيهة بين الجميع.
    المطلوب من الرئيس البشير ألا يختار للسودانيين من يرثهم من بعده من بين صفوف حزبه، بل أن يعمل ليذكره التاريخ بإجلال بأنه مكنهم من اختيار من يحكمهم بحرية، وهو أمر لا يمكن تحقيقه بغير أن يخلع جلباباً حزبياً لا يحتاجه، وينبغي الاعتراف بأن صيغة وجود المؤتمر الوطني الحالي التي لا تعرف فيها الحدود بينه وبين الدولة تشكل تشويهاً بالغاً في الحياة السياسية، ولذلك فأكبر مهمة تواجه أجندة الرئيس البشير الإصلاحية فك هذا الارتباط بين الحزب والدولة، وهو أمر يصعب تصوره إن ظل البشير متمسكاً بحزبه، خاصة في ظل مشروعية المؤسسة العسكرية التي لا يزال يتمتع بها وإن تخلى عن موقعه بصفته قائدا عاما قبل عام فقط.
    يحتاج الرئيس البشير لأن يسهم في تأسيس حياة سياسية مدنية تتساوى فيها الحقوق والواجبات والفرص والممارسة الديمقراطية السليمة، وليكن الشعب هو صاحب الكلمة في اختيار ومحاسبة من يقدمه للحكم، ولكن ذلك غير ممكن بغير تغيير قواعد اللعبة السياسية الحالية التي تجعل حزباً مسيطراً على مفاصل الدولة ثم يزعم لسيطرته مشروعية شعبية.
    وما من شك أن الرئيس البشير يواجه لحظة تاريخية مفصلية للاختيار عند مفترق الطرق، ولا يزال الكثيرون، بما في ذلك قوى سياسية معارضة، فضلاً عن قاعدة شعبية كبيرة، يراهنون على أن البشير يستطيع إن إراد أن يتجاوز ضيق الحزبية إلى رحاب القومية، وبوسعه أن يعيد الأمل إلى نفوس السودانيين في وقت أخذ الأمل فيه يتضاءل ويخشون من أسوأ السيناريوهات، والتاريخ يحدثنا أن القادة العظماء وحدهم من يكتبون المجد لشعوبهم ولأنفسهم.

    -----------------

    عصام البشير " يشدد على ضرورة وضع الدبابين على أهبة الاستعداد لبسط الأمن والاستقرار
    .. ويطالب بحسم كل من يتجاوز حدوده من قيادات الحركة الشعبية،فالحسم والردع واجب شرعي.
    الخرطوم: بكري خضر: ابتهاج

    طالب أئمة مساجد الخرطوم في خطب الجمعة الحكومة والقوى السياسية والشعب السوداني بالوقوف صفاً واحداً لمواجهة كل من يسعى للاعتداء على المسلمين وحرماتهم واتهموا جهات أجنبية بالضلوع في تأجيج الصراع بولاية جنوب كردفان وشدد الأئمة على ضرورة نبذ الخلافات والانسجام لمواجهة الأعداء في الداخل والخارج قبل ضياع دارفور وجنوب كردفان مشيرين إلى أن الدفاع عن المسلمين واجب شرعي للحاكم والمحكوم.

    وأكد الشيخ أبوزيد محمد حمزة إمام مسجد الحارة الأولى -أن البلاد تتعرض لمحن وابتلاءات تطلب تضافر جهود الحكومة والقوى السياسية لمواجهة أعداء الإسلام مشيراً إلى أهمية تناسي الخلافات والتوجه لحماية الإسلام والمسلمين من تآمر الأعداء وكبرهم وحذر أبو زيد من مغبة أن تؤدي الخلافات بين الحكومة والأحزاب لضياع دارفور وجنوب كردفان متهماً جهات داخلية وخارجية بتأجيج الصراع في ولاية جنوب كردفان بينما طالب عصام أحمد البشير إمام مسجد النور الإسلامي ببحري بالمحافظة على الموارد والبيئة باعتبارها أساس الاحتفاء لافتاً النظر إلى أن الموارد ومكوناتها باتت شغل العالم ومحط أنظاره مؤكداً أن مسؤولية الحفاظ عليها تقع على الدولة والفرد والأسرة مشيراً إلى أن نصوص القرآن الكريم تحدثت كثيراً عن البيئة وأن لدى الدين الإسلامي رؤية للتعامل مع البيئة منوهاً إلى أن أحكام الشريعة وأصول الدين كلها متصلة بالبيئة واتّهم البشير جهات لم يسمها بالسعي لإشعال الفتن على الرغم من إعطاء الجنوبين حقهم كاملاً مطالباً الحكومة بضرورة حسم كل من يتجاوز حدوده من قيادات الحركة الشعبية مؤكداً أن الحسم والردع واجب شرعي للحاكم والمحكوم وشدد البشير على ضرورة وضع الدبابين على أهبة الاستعداد لبسط الأمن والاستقرار في ولاية جنوب كردفان.

    وطالب إمام وخطيب المسجد العتيق بالخرطوم في خطبة الجمعة

    المسلمين بنبذ الفتن والصراعات والتمسك بقيم الدين والرجوع إلى الله وتجمع أبناء الوطن للوقوف ضد المتخاذلين من أمثال باقان وعرمان الذين اتهمهم بإثارة الفتن في البلاد مشيراً إلى ضرورة التمسك بالوحدة القومية لإعلاء كلمة لا إله إلا الله في السودان.

    وأشار عصام إلى أن قيادات من ثوار ليبيا حضروا مؤتمر منظمات المجتمع المدني الذي نظمته منظمة المؤتمر الإسلامي وطالب بدعمهم ونصرتهم مشيراً إلى أنهم يجاهدون الطاغية المستبد معمر القذافي لإعادة ليبيا إلى وضعها الطبيعي.

    آخر لحظة
                  

06-20-2011, 07:23 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    الصراع الخفي بين الرئيس البشير و نائبه

    كمال سيف
    [email protected]

    بعد التوقيع علي اتفاقية السلام الشامل في " نيفاشا" بين المؤتمر الوطني الذي يحكم و الحركة الشعبية التي كانت تقاتل السلطة قال السيد نائب رئيس الجمهورية لرئيسه أن توقيع الاتفاقية سوف يكسب السودان صدقات العالم و بالتحديد الولايات المتحدة التي كانت راعية للمحادثات و قال أنه تلقي تأكيدات من مبعوث الرئيس الأمريكي أن السودان سوف يرفع أسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب و رفع كل العقوبات الاقتصادية و أن الولايات المتحدة سوف تتولي معالجة علاقات السودان مع العالم الخارجي و تعمل علي إعفاء ديون السودان و تشجيع رؤوس الأموال في كل من الولايات المتحدة و الدول الغربية لكي تستثمر في السودان كما تشجع حلفائها في الخليج لعطاء السودان الأولوية في مجالات الاستثمار إلي جانب أن الولايات المتحدة سوف تقنع المؤسسات المالية العالمية " البنك الدولي – صندوق النقد الدولي – نادي باريس و غيرها" أن تعيد علاقاتها الطبيعية مع السودان بضمانات أمريكية و قال طه لرئيسه أن الإنقاذ قد كتب لها عمر جديد و لكن بشكل وردي سوف تظل فيه علي سدة الحكم قرنا كاملا دون منازع بعد ما تشبع الإنقاذ بطون المواطنين.


    كان الرئيس البشير فرحا بهذه الأخبار و أعطي نائبه الضوء الأخضر لكي يفعل ما يراه مناسبا من أجل تحقيق الحلم الأمريكي في ذات الوقت كانت العلاقة عامرة جدا بين الدكتور نافع علي نافع و الفريق صلاح عبد الله قوش و عبد الرحيم محمد حسين و كان هذا الخط رافضا تماما حديث السيد نائب الرئيس باعتبار أن الطريق الذي يسير فيه طه طريق سوف يفقد السلطة أية قدر تكتيكية إذا حدث أية نوع من المراوغة و كان رأيهم أن لا تعطي الحركة الشعبية حق تقرير المصير و لا أية ترتيبات أمنية في مناطق تمثل لها حماية أمنية في كل من النيل الأزرق و جنوب كردفان و لكن السيد النائب استطاع أن يأتي بالسيد مبعوث الرئيس الأمريكي في جلسة ثلاثة مع الرئيس البشير لكي يسمع منه أن أمريكا سوف تغير فقط من سياساتها تجاه السودان و بالتالي أهمل الرئيس التقارير الأمنية التي كانت تأتي له.


    كان النائب الأول قد أكد للرئيس البشير أن قيادات الحركة عندما تأتي للسلطة و تتمرغ في نعيمها و تدفع لهم المبالغ الكبيرة سوف ينسون شعاراتهم السابقة و تصبح شعارات المؤتمر الوطني هي شعارات الجميع و سوف يتم تحالف استراتيجي بين الحركة و المؤتمر الوطني و استمر الحال و نائب الرئيس يسيطر علي عقل الرئيس حتى بعد موت الدكتور جون قرنق حيث بدأت الحركة تغير من إستراتيجيتها بعد وصول سلفاكير لرئاسة الحركة و هو رجل لا يدري كثيرا بشؤون السياسية و لم توف الولايات المتحدة بوعودها هنا استطاع الدكتور نافع يدخل علي خط الرئيس و بدأ ينتقد له سياسة نائبه الذي كان يعد نفسه لوراثته في محاولة لإحياء الحركة الإسلامية لكي تسيطر علي التنظيم السياسي و تعزل الرئيس جماهيريا و بالتالي يتم حصاره مع تحالف يتم داخل الجيش و جهاز الأمن و المخابرات لذلك يجب معالجة الأمر بسرعة و قال الدكتور نافع يجب علينا أن تتم السيطرة علي القطاعات الجماهيرية بإبعاد القيادات الإسلامية المعروفة عنها و إعادة عبد الرحيم محمد حسين لوزارة الدفاع و إطلاق يد الرفيق صلاح قوش في جهاز الأمن و المخابرات.


    كان الجميع علي دراية كاملة أن الرئيس البشير رجل انفعالي لا يحكم العقل و خبرته السياسية ضعيفة و هو رجل رغم أنه عسكري و لكنه ضعيف في فهمه للعمل الإستراتيجي و هو يعتمد علي فهم الأشياء علي تحليلات الآخرين و كان يتخوف أن يفقد السيطرة علي زمام الأمر و كان أيضا يتخوف من الإسلاميين في السلطة أن يغدروا به في أية لحظة لذلك كان حديث الدكتور نافع له صدي كبير عند الرئيس و أعلن عن اجتماع للهيئة القيادية للحزب تم فيها إبعاد علي عثمان من مسؤوليات الحزب و وضع نافع نائبا للرئيس لشؤون الحزب و إطلاق يده في الحزب لكي يبعد كل مجموعات الإسلاميين ثم تم تعين عبد الرحيم محمد حسين في وزارة الدفاع و بدأ الثلاثي يعمل في تناغم من أجل إحكام السيطرة الكاملة علي الحزب و علي الدولة.


    شعر السيد علي عثمان طه أنه بدأ يخسر موقعه داخل السلطة و الحزب و أن الدكتور نافع بدأ نفوذه يقوي و يقرر وحده في كل الشئون و أن الرئيس لا يسمع إلا من الدكتور نافع لذلك قرر الرئيس تعيين الدكتور نافع كمساعد له في رئاسة الجمهورية لكي يعطيه الحق في حضور اجتماعات مجلس الوزراء لمراقبة طه في غياب الرئيس البشير في هذه الفترة بدأ السيد طه يستنفر بعض عضوية الحركة الإسلامية لكي تتم مواجهة نافع و إبعاده من موقعه لذلك تم الاتصال بالفريق قوش من خلال بعض عضوية الحركة الإسلامية في الجهاز و تم لقاء بين قوش و علي عثمان و توصل الاثنان أن الدكتور نافع يلعب لعبة خطرة جدا في السيطرة علي كل المؤسسات و علي أن تكون تحت أمرته و تصرفه الخاص و معروف أن الدكتور نافع هو الذي أبعد عوض الجاز من وزارة النفط و ابعد الدكتور الزبير البشير من وزارة الداخلية ثم أقنع الرئيس أن يضع في كل وزارة وزير دولة من ضباط جهاز المخابرات الذين كانوا علي ولاء تام للدكتور نافع عندما كان الدكتور نافع رئيسا لجهاز الأمن و المخابرات و رغم هؤلاء كانوا في الحركة الإسلامية و لكن من خلال السلطة أتضح أنهم يميلون للسلطة دون الحركة الإسلامية و قلوبهم مع المنافع و ليس الرسالة فكان تعينهم وزراء دولة لكي تتم السيطرة الكاملة علي السلطة التنفيذية و يجب أن لا تكون هناك شخصيات كانت قيادية في الحركة الإسلامية في الجهاز التنفيذي و لكن لا يتم إبعادهم بالكامل و الاحتفاظ بهم في مواقع بعيدا عن الالتصاق مع الجماهير حتى لا يخسروا ما تبقي من الحركة الإسلامية هنا بدأ نافع يصطدم بالفريق صلاح قوش في الوقت الذي أصبح التنسيق بين قوش و طه يأخذ بعده وسط السلطة و كان الدكتور نافع يرصد تحركات الفريق قوش و يبلغها أول بأول للرئيس.



    قبل صراع قوش مع الدكتور نافع كان هناك اجتماعا بين الرئيس و نائبه و الدكتور نافع و في ذلك الاجتماع أكد الرئيس أن دكتور نافع يعتقد أن هناك مؤامرة تحاك في الخفاء من أجل إحداث انشقاق في الحزب و لكن هذه المؤامرة مرصودة و هم بصدد معرفة العناصر المشاركة فيها لذلك لا يترددون في محاكمة العناصر و إبعادها مهما كان موقعها في السلطة و بعد انتهاء الاجتماع تم استدعاء الفريق محمد عطا و تم تبليغه بالخطوات التي سوف تتخذ و يجب عليه أن يأخذ جانب الحذر و الحيطة و مراقبة الفريق قوش لذلك تم استبعاد بعض العناصر التي كانت حامية للفريق بعناصر أخرى بعدما أعطيت عناصر قوش إجازات سنوية هنا ستدعي الدكتور نافع الدكتور كمال عبيد الرجل المقرب له و بلغه بأنهم يريدون تفجير الصراع مع علي عثمان و صلاح قوش و في ذات اللحظة أكدوا أن الدكتور نافع يطلع في مؤتمر إذاعي و يتحدث عن العمل المنفلت الذي يقوم به الفريق قوش و معروف أن الأخير رجل ينفعل بسرعة و لن يصمت أو ينحني للريح و بالتالي تؤخذ الإجراءات المطلوبة ضده بعد ما يكون قد أدان نفسه بسلوكه


    و بالفعل كانت ردة فعل الفريق قوية ثم تم اجتماع داخل التنظيم السياسي مغلقا صفع فيه الفريق قوش الدكتور نافع كف حتى أوقعه في الأرض و تفجر الصراع و صمت السيد النائب كأنه لم يكن جزءا من هذا الصراع و لكن الرئيس بدأ يغير معاملته لنائبه بهدف أثارته أو دفعه لترك السلطة و لكن معروف عن السيد النائب يعرف كيف يدير معاركه من وراء المسرح و قد ظهرت الجفوة بين الرئيس و نائبه عندما عاد الرئيس من زيارته الأخيرة من أديس أبابا و استقبله نائبه في المطار فاتحا زراعيه لاحتضان الرئيس بجفوة شديدة كانت ملاحظة لكل المشاهدين أن الرئيس أبتعد عن أحضان الرجل و مد أليه يده و سحبها بسرعة متجاوزه أرجوا من ناس التلفزيون إعادة القطة للتأكد كل ذلك يؤكد أن هناك صراعا خفيا بين الرئيس و نائبه.


    قال أحد المقربين من الرئيس البشير أن البشير يتخوف من أن تصل المؤامرة إلي مد المحكمة الجنائية بكل الوثائق التي تحتاجها لإدانة الرئيس و عددا من قيادات الإنقاذ و من ضمنهم الدكتور نافع علي نافع و أن هناك صراعا خفيا يجري و أن قرار دخول القوات المسلحة لمنطقة أبيي قرار اتخذه البشير في اجتماع ضم خمسة أشخاص الرئيس البشير و دكتور نافع و محمد عطا و عبد الرحيم محمد حسين و بكري حسن صالح بهدف إبعاد القوات المسلحة و إشغالها في تلك المنطقة و في ذات الوقت تكون السيطرة في المركز القوات الأمن و المخابرات التي بدأت في تصفية العناصر التي يعتقد إنها تابعة للفريق قوش و لكن الخوف الشديد من القوات المسلحة حيث تكثر فيها عناصر الحركة الإسلامية و ما تزال تحلم بوحدة الحركة الإسلامية.
    كمال سيف
    صحفي سوداني سويسرا
                  

06-22-2011, 05:44 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    كاتبان من كتاب المؤتمر الوطنى يختلفان فى الرؤية والتوجه احدهما محسوب على تيار الرئيس وهو قريبه الطيب مصطفى والاخر محسوب على الاستاذ على عثمان هو المهندس عثمان ميرغنى ولكل صحيفته ولكل تياره ولكل مجموعته فى ظل الصراع المحموم فى كيفية الصمود والبقاء بالسلطة باى طريقة وباى اسلوب...
    \اتركك فى هذا الصراع حول فهمهما للدين وكلاهما من تنظيم الاخوان المسلمين الذى فشل فى السلطة فى السودان ..

    اقرا



    دين الطيب مصطفى !ا
    عثمان ميرغني

    الأستاذ الطيب مصطفى – كعادته- يجيد الإفلات من الفكرة والإمساك بخناق كاتبها.. فالرأي عنده ممهور ببطاقة صاحبه.. وفي عموده "زفرات حرى" بصحيفة الانتباهة يوم الخميس الماضي.. كتب محتجاً على عمود "حديث المدينة" بعنوان (تصحيح مفاهيم). الذي حاولت من خلاله تصحيح مفهوم الهوية والدين على خلفية تصريح لوزيرة الدولة بالإعلام، الأستاذة سناء حمد، قالت فيه: (بما أن السودان بعد انفصال الجنوب سيصبح 96.7% من سكانه مسلمين.. فلا مجال بعد اليوم للسؤال حول هوية الوطن).
    وأهمية الرد على الطيب مصطفى أنه ليس مجرد كاتب أو ناشر. فهو من آل البيت! ومن البطانة! (لا أقصد بطانة الشيخ أبي سن).. بدرجة نافذ خارق (وأيضاً حارق).. قادر على الوصول إلى مراكز القرار وترهيبها.
    وبعيداً عن مكاييل الشتائم والسباب التي أوغل فيها وأدمنها في عموده.. دعوني أوضح الفكرة أكثر.. حتى تصحح مفاهيم الدولة التي نعيش فيها الآن. ويرتاح السودان من رهق التنابز الوطني.
    دين.. سادة وعبيد.!!
    (دين!!) الطيب مصطفى هو دين آخر غير الإسلام الذي نفهمه.. (دين) عنصري فيه سادة وعبيد. دين بالبطاقة الحزبية والجهوية والقبلية.
    دين ليس فيه معنى (الدين) بما قصده المصطفى صلى الله عليه وسلم. الذي قدمت سيرته الحياتية الشريفة أعظم الأمثلة في التعامل مع الآخر. اتسع صدره لليهودي والمسيحي بل حتى الوثني. الدين الذي رفع بلالاً الحبشي –في يوم الفتح- في أعلى الكعبة المشرفة بينما سادات قريش ينظرون إليه في حسد.
    في عز الحرب الجسدية والنفسية عليه صلى الله عليه وسلم. وفي أضعف أوقاته وهو طريد تحاصره قريش ويقذفه غلمان الطائف بالحجارة. عرض عليه ملك من السماء أن يطبق الأخشبين (جبلان في مكة) على قريش. فيرفض العرض الرسول الكريم ويقول: (عسى أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئا).. كانت نظرة (استراتيجية) من النبي صلى الله عليه وسلم.. غير مبطنة بأحاسيس الغبن أو الثأر ممن عذبوه جسدياً ونفسياً.. فالرسول الكريم ينظر إلى المرامي والغايات لا إلى الثارات.
    أما (دين الطيب مصطفى) فلم ينظر لمشكلة جنوب السودان بأكثر من أنها قضية مع (الشيطان!!) باقان أموم، و(الروبيضة!!) ياسر عرمان، و(العميل!!) منصور خالد.. وما إلى ذلك من الألقاب التي أدمن التنابز بها. استلّ سيفه واستخدم كل أدواته في الحكومة وخارجها لينفخ في أشرعة الانفصال حتى تكلّل النصر على يديه وأكمل انفصال جنوب السودان. دون أن ينظر لقول المصطفى: (عسى أن يخرج الله من أصلابهم...). إن كان فقد الأمل على الأقل في من هم في المشهد الراهن.
    لم ير (دين!) الطيب مصطفى في جنوب السودان إلاّ (بعض!) الحركة الشعبية. ونسي ملايين من شعب الجنوب، الذين عندما أضرمت النار في قراهم ما نزحوا إلا إلى الشمال. ولكن الشمال لم ينظر إليهم إلا من وراء زجاج سميك وهم معزولون في معسكرات وأحياء بائسة في أطراف المدن.
    ومن عجيب أن يصبح (انفصال!) جنوب السودان الآن (تفريج هم) أمام الهوية الإسلامية للدولة.. بينما انهمرت في تراب الجنوب دماء عشرات الآلاف من شباب السودان الذين هبّوا إلى (الجهاد!) في سبيل إبقاء الجنوب داخل حدود الدولة الإسلامية.. فهل بذلوا أرواحهم من أجل الحفاظ على جنوب يهدر الهوية الإسلامية؟ لماذا لم نترك الجنوب يمضي في حال سبيله من سنوات طويلة حتى نوفر أرواح الشهداء، ونزداد كيل بعير، بالمحافظة على الهوية الإسلامية. طالما أننا (فرحانين أوي) بتغير نسبة المسلمين في البلاد ووصولها 97% بعد أن خرج منها الجنوب. لماذا ضحينا بأرواح الشهداء؟

    الطيب مصطفى بعلم أو بدونه أدار، ولا يزال، (يوميات!) حرب ضروس من أجل تطهير البلاد عرقياً. أكمل المهمة بنجاح في جنوب السودان.. ويستمر -بنجاح حتى اللحظة- في جنوب كردفان.. وقريباً سينتقل إلى دارفور. يوميات حرب عارية من ريح الإسلام. فـ(دين الطيب مصطفى) ضيق حتى عن المسلمين أنفسهم من غير حاملي البطاقة الحزبية.
    ربما الذين يقرؤون صحيفة الطيب مصطفى الآن يتسلون بتطرّفها، من واقع الأخبار اليومية عن حال الدولة، وما تكابده من حالة انفصال وشدّ وجذب بين المكونات السياسية في الشمال والجنوب. لكن من اليقين بعد أن يمضي جيل إثر جيل ويأتي جيل لا يطالع (الانتباهة) إلا في دار الوثائق.. سيحتار ذاك الجيل كيف انتصر الجنون على العقل. بل كيف من الأصل دولة محترمة تسمح لبعض بنيها أن يحملوا الفؤوس ويخرقوا المركب. تماماً كما نقرأ نحن الجيل الحاضر قصة الدولة المهدية بعد انتقال المهدي عليه السلام إلى الرفيق الأعلى. ونحتار كيف لم ينجح خلفه وخليفته في المحافظة على الوحدة الوطنية التي أنجزها المهدي الذي كان جيشه من كل مكونات المجتمع السوداني. فانهارت الدولة المهدية على يد العنصرية الكاسحة التي سادت بعد المهدي. ورجع المستعمر بجيش قوامه من السودانيين أنفسهم الموتورين بالغبن والقهر.

    غريزة الدين ..!!

    هل تذكر – عزيزي القارئ- بواكير تجربتك عندما كنت تحاول تعلم قيادة السيارة لأول مرة.. تعليمات مدربك كنت تنفذها بكامل وعيك وشحذ عقلك.. تتحسس الفرامل.. بل أحياناً تحاول أن تنظر إلى موضع رجليك لتدوس على البنزين أو "الكلتش" أو الفرامل..
    لكن بعد أن تعلمت وتدربت على القيادة، ومع مرور الزمن صارت قيادة السيارة (غريزة) تمارسها بعفوية دون حاجة لإرهاق عقلك بالتفكير في التصرّف المناسب في الوقت المناسب.. فإذا ظهر أمامك في الشارع فجأة عابر فإن رجلك اليمني تتحرك نحو الفرامل وتضغط عليها بلا تفكير.. بالغريزة.
    كذلك الدين..!!

    تتعلم مبادئه وتتلمس مفاهيمه، فتخالط روحك، وبمرور الزمن يصبح جزءاً من غريزتك تمارسه دون الحاجة لشحذ الذهن أو استدرار الفطنة والتعاليم الدينية.. مثلاً..
    إذا كنت موظفاً في الحكومة بيدك القرار.. وعرض عليك أحدهم رشوة مغرية.. قياس علاقتك بالدين تتوقف على الطريقة التي (ترفض!!) بها الرشوة.. إذا تحوقلت وتعوذت واستدعيت في عقلك النصوص الدينية التي تحرم الرشوة.. فأنت تمارس الدين بعقلك.. مثل قيادة السيارة في أول أيام تعلمك، بالعقل.. لكن إذا نظرت للرشوة كما تنظر للجيفة النتنة.. وعافتها نفسك بصورة (غريزية) عفوية.. فالدين –إذاً- مخلوط في كيانك جزء لا يتجزأ من (هواك) ينطبق عليه قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به). والهوى هنا مقصود به ميول النفس الطبيعية بلا حاجة لزجر أو جر.

    كذلك الدولة.. الدولة التي تمارس الدين بالنصوص الدستورية، و(الأكليشيهات) النصية. هي دولة لا تعرف معنى الإسلام الحقيقي وتمارسه عنوة كابتلاع المريض للدواء المرّ.
    الدولة (الإسلامية!) الحقيقية ليست بحاجة لنص دستوري أو ديباجة تعلن الإسلام. إلا إذا كان الإسلام في مفهموها (تعويذة) أو (حائط صدّ) يجعل الطعن فيها، طعناً في الدين. فالإسلام دين حياة شامل متكامل.. حزمة مبادئ تعنى بالحياة كلها على مستوى الفرد والدولة أيضاً. وأية محاولة للإشارة إلى الإسلام في لافتة (Label) تعني (التبعيض) و(التخصيص). مثلاً إذا أعلنت الدولة أنها تتبع وتنتهج الاقتصاد (الإسلامي!!) فذلك يعني (تبعيض) الإسلام في مفاهيم اقتصادية محددة.. والأجدر الإيمان بأن الاقتصاد هو جزء من منظومة الحياة الإنسانية الشاملة.. مباح إلا ما نهت عنه الشريعة. فالدولة التي تسمح مثلا بالربا في نظامها المصرفي (السعودية مثلا) هي دولة نظامها الاقتصادي (لم يتضمن بنداً) يحرم الربا. دون الربط مباشرة بـ (إسلامية!) الدولة. فإذا سمحت دولة أوروبية مثل ألمانيا بوجود نافذتين في البنوك.. واحدة تعمل بالربا والأخرى بدونه. فلا يعني ذلك أنها دولة نصف إسلامية لأنها مارست (نصف) تحريم للربا. بل يعني أنها دولة يسمح قانونها بـ(تحريم) الربا في العمل المصرفي.
    أدرك أنه صعب على الطيب مصطفى تفهم -لم أقل فهم- مثل هذه المعنى. لكني أومن بأن أحد أكبر معضلاتنا اليوم، سيادة وغلبة (دين الطيب مصطفى) على المسلك الرسمي العام. الدين الذي يمنح الغفران أو يحجبه بعد التفرس في بطاقة السجل المدني.
    الدين الذي يحتاج إلى لحية وجلابية ومسبحة لإثبات النسب إليه. ويحتاج موظف الحكومة فيه التوقيع على الحضور (Attendance) في صلاة الظهر التي يؤديها في موقع العمل.. حتى لا يحسب (ضد التوجه!).
    الدين الذي إذا انتسب فيه الموظف إلى (جمعية القرآن الكريم) في موقع العمل جاز له ترك مصالح الناس والتفرغ لتلاوة القرآن خلال ساعات العمل. بينما صفوف المواطنين تنتظره لقضاء مصالحها. وويل للمدير إذا اعترض أو عارض هذا المسلك.. فهو إذاً (ثورة مضادة للتوجه).
    بكل المقاييس الذي نمارسه الآن في السودان هو (فصل للدين عن الدولة) وبأعتى ما تيسر. فنحن نمارس (العلمانية!) التي يشتم بها الطيب مصطفى خصومه ويسميهم (بني علمان). نصر أن (الحركة الإسلامية) هي حركة لمن يحمل بطاقتها. وأن حزبها الرسمي (مثل الراعي الرسمي في كأس العالم) هو حزب المؤتمر الوطني. والأجدر أن نؤمن أنه ما دام الحزب الشيوعي (شخصياً) ارتضى أن يمتثل للشروط التي حددتها الدولة (الإسلامية!!) للترخيص للأحزاب فهو متساوٍ في الحقوق والواجبات مع أي حزب آخر.. ولو كان المؤتمر الوطني.. حزب الحركة الإسلامية الرسمي.
    بغير هذا نحن نهدم مبدأ (الاستقامة!!) الذي أكده القرآن الكريم.. المبدأ الذي يأمر بالعدل والإحسان.. وهل هناك أكثر عدلاً وإحساناً من أن يتساوى الناس والأحزاب تحت القانون.

    النموذج التركي..!!

    حزب العدالة والتنمية في تركيا ما احتاج أبداً لـ(فقه الضرورة) ليحكم قبضته على البلاد. أمعن التمسك بشمولية الإسلام فلم يرهق نفسه بضخّ الشعارات المعبئة بالعلامة التجارية (إسلامية).. بل تعامل مع الواقع بما تفرضه روح الإسلام. لم يعتمد على دعم المؤسسة العسكرية في اكتساب القوة. بل على النقيض كان الجيش يكشر له أنياباً كاسرة. فاضطر حزب العدالة والتنمية إلى الاحتماء بالشعب عبر انتخابات نزيهة كانت في كل مرة ترفع أسهمه أكثر وتزيده قوة على قوته.
    عندما تسلم حزب العدالة الحكم، لم يقطع –في اليوم التالي- العلاقات مع إسرائيل. سمح لكل شيء أن يسير في مجراه الطبيعي. فماذا حدث بعد سنوات قليلة.
    استدعى وزير الخارجية الإسرائيلي سفير تركيا في إسرائيل. جلس السفير التركي في مقعد منخفض قليلاً أمام وزير الخارجية الإسرائيلي الذي كان في مقعد أعلى. خرج السفير التركي من مقر وزارة الخارجية الإسرائيلية وأبلغ حكومته بما حدث. بعد ساعات قليلة كانت تركيا ترسل الإنذار الأول لإسرائيل تطلب منها الاعتذار فوراً.. بعد أقل من ساعة اعتذرت إسرائيل علناً وعلى رؤوس الأشهاد.. تركيا رفضت صيغة الاعتذار وطلبت فوراً وقبل انقضاء الليلة اعتذاراً واضحاً بكلمات سافرة.. لم تجد إسرائيل غير أن تمتثل وتكرر الاعتذار بالعبارات التي حددتها تركيا.
    لم تكن إسرائيل تخشى من عمل عسكري تركي ضدها. لكنها كانت تعلم ما معنى أن تكون تركيا ضدها. هكذا كان يفهم حزب العدالة معنى القوة. قوة الاقتصاد والدبلوماسية والسياسة وقبلها قوة تماسك الدولة نفسها.
    هوى الموت.. وهوى الحياة..!!
    عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (جئنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر) كان يقصد أنّ (هوى) الموت في سبيل الله قد يأتي شجاعة أو ثأراً أو غيرة. بل هناك من يقتل نفسه إذا خسر فريق كرة القدم الذي يشجّعه نتيجة المباراة.. لكن (هوى) الحياة بالقيم التي رسمها الإسلام أشقّ وأصعب. كما قال الشيخ الغزالي عن بعض الشعوب المسلمة: (مستعدون للموت من أجل الإسلام.. لكنهم غير قادرين على الحياة بالإسلام).. تاجر -مثلاً- إذا دعا داعي الجهاد ترك كل شيء وجاهد حتى لو ضحى بروحه.. ولكن إذا عاد لمتجره مارس الغش في تجارته.. بدم بارد.
    أو شاب مسافر للحج أو العمرة، لا يستحرم استخراج شهادة (زور!) من جهة عمل لا يعمل معها. من أجل تسهيل خروجه من البلاد. ففي ظنه أن شهادة الزور التي حرمها الإسلام، هي شهادة من يقف أمام القاضي في المحكمة. وفي ظنه أن سمو غاية (الحج) تمسح خطيئة الوسيلة إليه.
    الذي يجهله (أو يتجاهله) الكثيرون. أن كل القيم التي فرضها الإسلام أو حرمها على الفرد هي نفسها حرام على الدولة أو أي جهة اعتبارية.
    وأن ليس هناك صفة أو عمل واحد أحله الله للدولة وحرمه على الفرد. إلا ما ارتبط بخصوصية الدولة في مقابل الفرد. الكذب حرام على الفرد وعلى الدولة.. الخداع، الظلم، وكل الصفات.
    على كل حال..!!
    الإمبراطور نيرون الذي أحرق روما بمن فيها. لم يكن يقصد قتل شعبه، كان ينوي إعادة بناء روما. أشعل النار في المسرح فانتقلت إلى الأحياء وقضت على (10) أحياء كاملة من أصل (14) حياً.. لم يحترق شعب روما بـ(النوايا)، بل بـ(الأفعال).
    (دين الطيب مصطفى) فصل الجنوب.. وسيحرق جنوب كردفان.. والإمبراطور فوق الجبل يغني أشعار "هوميروس" وهو ينظر للأجساد تتلظى.

    التيار

    20/6/2011
                  

06-22-2011, 06:01 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    وكان الطيب مصطفى انتقد عثمان ميرغنى فى مقال كتبه فى صحيفته الانباهة ..الغفلانة ..اعترض فيه على وزيرة اخوانية تعتقد ان السودان الان اصبح دولة للمسلمين بنسبة عالية .. مما يعنى ان التوجه فى المرحلة القادمة يتجه نحو هذه الاغلبية ..
    هذه النظرة العنصرية والتى تعجب الطيب مصطفى وجدت من ينتقدها فى الحزب نفسه هو عثمان ميرغنى المهندس وصاحب التيار والمحسوب على الجناح الاخر المناوىء للطيب مصطفى ..

    اقرا مقال الطيب مصطفى وهمزاته ولمزاته وكيف عبر عن رايه وفهمه القاصر ..


    الفــهم قسمــة ونصــــيـب!!
    الانتباهة
    بتاريخ : الخميس 16-06-2011 07:26 صباحا



    زفرات حرى: الطيب مصطقى



    عجبتُ أن الأستاذ عثمان ميرغني لم يجد في خطاب الوزيرة سناء حمد عبارة ينتقدُها غير قولها: إن 7،69 من جملة سكان السودان بعد الانفصال في التاسع من يوليو سيصبحون مسلمين وإنه بالتالي «لا مجال للسؤال بعد ذلك اليوم عن الهُويّة» بالرغم من أنَّ هذه العبارة تُعتبر الأعظم والأعمق والأفضل في كل الحديث الذي ورد على لسانها في تلك المناسبة، كما عجبتُ أن عثمان ميرغني عنون مقاله بعبارة «تصحيح مفاهيم» بالرغم من إني لم أجد عنواناً أردُّ به عليه أفضل من «الفهم قسمة ونصيب»!!


    عثمان ميرغني مارس أستاذية ووصاية مُدهشة على الأستاذة سناء حمد وعلى الأمة جمعاء وهو يجرِّدها من حقها في أن تعبِّر عن أهم مكوِّنات هُويَّتها بل إنه قال إنه «مرتاع» من قولها الذي «تكرر على لسان أكثر من مسؤول ويتّسق مع ما قاله الرئيس البشير في خطابه الشهير في القضارف»!!


    إذن فإن أستاذ الأجيال وعبقري الأزمان عثمان ميرغني مندهش و«مُرتاع» من الفهم القاصر لكل هؤلاء المسؤولين الأمر الذي دفعه لتصحيح مفهومهم القاصر والساذج!! بربِّكم هل أصفُ هذه الحالة بغير الأستاذية بل النرجسيّة الفارغة التي تجعل كثيراً من الخاتنات غير المختونات يفتحن «جزارة» داخل دُورهنَّ بالرغم من أنهنَّ الأحوج إلى الائتمار بما يأمرن به غيرهنّ وإلى الانصياع إلى ما يمارسنه على الآخرين أو الأخريات؟!


    الأستاذ عثمان سأل في استنكار: «ما هي علاقة الهُوية بالدين؟ بل ما معنى الدين نفسه؟ هل هو خط تقسيم بين البشر»؟! ثم يقول ـ لا فُضّ فوه ـ الإسلام دين أممي.. كل نصوصه ومرجعياته وأدبياته تتحدّث عن الكل البشري!!
    أقول لعثمان بل إن الدين هو أهم مكوِّنات الهُويَّة في هذه الدنيا وهو المكوِّن الوحيد للهُويَّة يوم يقومُ الناسُ لربِّ العالمين حيث لا يُسأل الإنسان عن جنسيته أو لونه أو مهنته وإنما عن دينه لا غير.. ثم إنه خطُّ تقسيم بين البشر فالمسلم الأمريكي أو الباكستاني أقرب إليَّ من غير المسلم السوداني تماماً كما أن بلالاً أقرب إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من عمِّه أبي لهب وكما أن نبي الله يونس أقرب إلى الرسول الكريم من عبد الله بن أبي أو حيي بن أخطب اليهودي في دولة المدينة فالتقسيم عند الله وعند المسلمين عقدي وليس جغرافياً ذلك أن الجغرافيا من صنع البشر الذين قسَّموا الأرض وفق ما نراه اليوم أو من حين لآخر كما أن رباط الله تعالى أمتن من بيت العنكبوت المسمَّى بالوطن الجغرافي!!


    صحيح أن الإسلام يُحرِّم حُرُمات الإنسان من حيث هو إنسان وصحيح أنه يستوعب الملل والنحل في دار الإسلام ويبر غير المسلم ويقسط إليه ما دام مسالماً «لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ...» لكنه في ذات الوقت لا يرضى «خمج» عرمان والحلو وباقان كما لم يرضَ قديماً «خمج» يهود بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير حينما شنّوا الحرب على دولة الإسلام فأخرجهم من المدينة و«خمج» عبد الله بن أُبي والمنافقين حين منعوا من الخروج مع المجاهدين «لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا» وحين نزل فيهم قوله تعالى: «إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ» أي تحت الكافرين، فهل يُعقل مثلاً أن يخرج «عرمان» مجاهداً مع القوات المسلحة وهو الذي قاتل قديماً ولا يزال في صفوف الجيش الشعبي ضد القوات المسلحة؟!


    عجيبٌ أن يُنكر علينا عثمان ميرغني منطق الأغلبية الذي تذعن لإرادته الديمقراطيات الغربية ففرنسا تُعتبر مسيحية كاثوليكية وكذلك إسبانيا بالرغم من ملايين المسلمين من سكانها كما تُعتبر أمريكا دولة مسيحية بروتستانتية بالرغم من ملايين المسلمين وغيرهم من مواطنيها.
    يقول الأخ عثمان إن عبارة الوزيرة تعني أن الإسلام يضيق بالأقليات ولستُ أدري من أين استلّ عثمان هذا الاستنتاج؟!
    إن ما قالته الوزيرة هو ما يقوله كل إنسان طبيعي ذلك أن السودان أصبح مسلماً بغالبية مُطلَقة تُتيح له «ديمقراطياً» أن يحتكم إلى دينه وشريعته وهُويَّته الإسلامية فإذا كان السودان قبل استقلاله الحقيقي في التاسع من يوليو متنازعاً بين نظامين إسلامي وعلماني في جزئيه الشمالي والجنوبي فقد أصبح محكوماً بنظام واحد وهذا ما عنته الوزيرة فقد انتهى عهد التشاكس والابتزاز بالوحدة ثمناً لعلمانية الدولة الذي كانت تطرحه الحركة «وحدة على أسس جديدة» أو «مشروع السودان الجديد».
    أما الحديث عن أن كل النصوص الإسلامية تتحدث عن كل بشري فهو مجرد تخليط وتضليل ذلك أن الخطاب القرآني في مجمله يخاطب المؤمنين خاصة «يا أيها الذين آمنوا» مع آيات ليست كثيرة تخاطب الكل البشري «يا أيها الناس».
    حديث عثمان عن أن بريطانيا تصبح دولة إسلامية أكثر من بعض الدول الإسلامية التي هرب منها المسلمون إليها كونها أتاحت لهم حرية العبادة مجرد كلام فارغ لا يغني عن الحق شيئاً فمثل هذا الحديث يجرِّد الشريعة من معناها وأحكامها ويختزل الإسلام في الحريات التي تُبيح المحظورات بما فيها الشذوذ وكل الموبقات ولذلك فإن إطلاق الكلام على عواهنه بدون ضوابط فيه كثير من التجهيل والتضليل وليس تصحيح المفاهيم، فمثلاً قول عثمان متهكِّماً عن «إسلام يسع جنوب السودان وجبال النوبة ودارفور بلا ضجر لا إسلام ينتظر استكمال هُويته بعد طرد خُمس سكانه منه» أعتبره مجرد كلام سطحي ما كان من الممكن أن يقوله عن دولة المدينة حين خرج جزء كبير من سكانها اليهود المحاربين لكنها كسبت العافية بعد ذلك تجانساً ووحدة على قبلة واحدة ونورًا شعّ وانتشر من تلك البقعة المباركة التي امتلأت إسلاماً بعد أن نفت خبثها ووحَّدت هُويتها وحدّدت وجهتها.


    على كلٍّ أعلم أن عثمان غير مقتنع بالانفصال حتى بعد أن صوّت له 79% من أبناء الجنوب «وطردوا أنفسهم» من السودان ولا أدري ـ وهو المقدِّس للوحدة الجاهز لتقديم كل شيء مهراً لها ـ موقع الشريعة في نفسه بعد هذا الكلام عن الإسلام «البريطاني» الظريف الذي أُوحي إليه به حتى يحوِّل المسلمون قبلتهم نحو لندن التي تسع الجميع!!
    في نفس اليوم الذي كتب فيه عثمان ذلك الكلام العجيب قال زميلُه في العمود المجاور كلاماً أعجب ينتقد فيه الأخ هجو قسم السيد بل ينتقد الخبير القانوني الضليع محمد أحمد سالم الذي تحدَّث حديث العالم الدستوري عن معاني الخيانة العظمى ونادى بحظر الحركة الشعبية بالقانون باعتبارها تملك مليشيا عسكرية لكن هل يستحق أمثال هؤلاء التعقيب؟! على كلٍّ فإني موجوع من عثمان ميرغني الذي أصبح يتحرّج من مرجعيته القديمة أما هذا الأخير فهو لا في العير ولا في النفير ويصعُب أن تناقش التائهين الذين يخبطون خبط العشواء بلا بوصلة تهديهم إلى القبلة فالرجل ظل هكذا على الدوام عوناً للحركة الشعبية وبني علمان لا يهمُّه أن تحتلّ أرضَه أو تفتك بأهله ووطنه فذلك لن يغيِّر من قناعاته حتى لو تغيَّرت الجبال الراسيات فهذا وأمثاله من الذين خرّبت العلمانية أو الفكر اليساري الماركسي عقولهم غير مؤاخذين فيما يهرفون به يومياً ويلوِّثون به عقول السُّذَّج لكننا بحول الله لن نمكِّنهم من عقول شعبنا وسيُهزمون إن شاء الله.
                  

06-23-2011, 10:14 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    أيها المسؤولون: إياكم والربا
    بتاريخ : الخميس 23-06-2011 07:36 صباحا



    زفرات حرى:
    الطيب مصطقى



    أتيح الفرصة للشيخ العلامة الدكتور عبد الحي يوسف ليدلي بدلوه حول الخلاف المحتدم هذه الأيام بشأن إباحة بعض القروض الربوية بحجة الضرورة

    أيها المسؤولون: إياكم والربا

    جرت كلمة «الضرورة» على ألسنة كثير من الناس من الوزراء وأصحاب المناصب خلال الأيام الماضية، وذلك حين الحديث عن قرض ربوي يراد إقرارُه لتنفيذ بعض المشروعات التي يرونها مهمة وتعود بالنفع على جمهور الناس، وها هنا لا بد من توضيح أمور أسوقها نصيحة لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم:

    أولها: ما ينبغي لك أيها المسلم ـ رسمياً كنت أو شعبياً ـ أن تتجشم عناء الفتوى وقد عافاك الله منها؛ فإن أجرأكم على الفتيا أجرؤكم على النار، وما زال أهل الكياسة والفطنة يتحاشون الفتوى ويتدافعونها لعلمهم بخطورتها وما يترتب على التساهل فيها، وقد سُئل القاسم بن محمد عن شيء فقال: إني لا أحسنه، فقال السائل: إني جئتك لا أعرف غيرك. فقال له القاسم: لا تنظر إلى طول لحيتي وكثرة الناس حولي! والله لا أحسنه. فقال له شيخ من قريش جالس إلى جنبه: يا ابن أخي الزمها، فوالله ما رأيناك في مجلس أنبل منك اليوم.. فقال له القاسم: والله لأن يقطع لساني أحب إليّ من أن أتكلم بما لا علم لي به. قال ابن القيم رحمه الله: من أفتى الناس بغير علم فهو آثم عاص ومن أقرَّه من ولاة الأمور على ذلك فهو آثم أيضاً..

    وقال ابن الجوزي رحمه الله: ويلزم ولي الأمر منعهم كما فعل بنو أمية، وهؤلاء بمنزلة من يدل الراكب وليس له علم بالطريق، وبمنزلة الأعمى الذي يرشد الناس إلى القبلة، وبمنزلة من يطبب الناس ولا علم له بالطب، بل هو أسوأ حالاً من هؤلاء كلهم، وإذا تعين على ولي الأمر منع من لا يحسن التطبب، فكيف بمن لم يعرف الكتاب والسنة ولم يتفقه في الدين؟
    فالواجب أن يُحال الأم

    ر إلى أهله من ذوي الاختصاص؛ نصيحةً للناس واحتراماً للنفس؛ خاصة مع وجود مؤسسات رسمية قد أُوكلت إليها مهمة إصدار الفتوى في أمور الدولة والرعية، وإياكم والتساهل بدعوى أن باب الاجتهاد مفتوح وأنه لا حجر على العقول، أو مجاراة للواقع والاستجابة لضغوطه، أو اعتقاداً أن الخلاف بذاته حجة!!


    ثانيها: قد قال بعض إخواننا في تبرير إجازة ذلك القرض «لسنا في دولة مكة ولا المدينة» نقول: نعم وما زعم أحد ـ مجيزاً كان أو مانعًا ـ أننا في دولة المدينة، لكنني أقول: بأن هذه هي ذات الحجة التي يسوقها العلمانيون ودعاة إسقاط الشريعة؛ حين يتذرعون بأننا دولة متعددة الأعراق مختلفة الأديان متباينة المشارب فلا تحملوا الناس على ما لا يريدون، هكذا يقولون وما كان المسلمون ـ فضلاً عن الإسلاميين ـ يرون في هذا الكلام سوى حجة داحضة ساقطة؛ لأن دولة المدينة التي أقامها رسول الله صلى الله عليه وسلم كان فيها المؤمنون واليهود والمشركون والمنافقون، وقد تعامل عليه الصلاة والسلام مع كلٍ بما يناسبه، ثم إن دولة المدينة ما كان أهلها بأرغد عيشاً ولا أهنأ مطعماً منا، بل كانوا يعانون مسغبة وضيقاً حال سلمهم وحربهم حتى إنهم لتمر عليهم الأيام ولا يجدون طعاماً؛ ويقول قائلهم: «وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة» فما لجئوا إلى الربا ولا فكَّروا فيه حلاً لمشكلاتهم.

    ثالثها: أكثر بعضهم من القول بأن الفقهاء قد أجازوا هذا الأمر، ومن باب الأمانة أقول بأنني لا أعلم فقيهاً معتبراً في هذه البلاد ـ حتى الساعة ـ قد رفع صوته بأن هذا الأمر جائز، ومجمع الفقه ـ وكاتب هذه السطور واحد من أعضائه ـ لم يُعرض عليه هذا الأمر أصلاً، والندوة التي أقيمت في عرصة المجلس الوطني رفع فيها أهل العلم أصواتهم بالنكير الشديد في هذا الأمر، ومن أجاز القرض الربوي لسد مروي ما ينبغي أن يُنسب إليه القول بإجازة كل قرض بعده؛ لأنه لا يُنسب لساكت قول، ولأن لكل نازلة حكماً، ولا يُنكَر تغيُّر الفتوى باختلاف الأزمنة والأمكنة والأحداث والأشخاص.


    رابعها: تطوع بعضهم ـ من المسؤولين ـ مقرراً بأن هذا الأمر يأتي من باب الضرورة، وها هنا أقول: كون هذه النازلة ضرورة لا يستقل بتقريرها وزير المالية ولا أركان وزارته؛ بل لا بد من أن يتعاون أهل القرآن وأهل السلطان على تكييف الواقعة أولاً، ثم تنزيل النصوص عليها ثانياً، مع مراعاة الضوابط الشرعية والقيود الفقهية ليروا بعدها أهو ضرورة أم لا؟ لأن كثيراً من الناس يتساهل في ارتكاب محظورات شرعية بحجة أن ذلك من قبيل الضرورة الشرعية، مرددين: «الضرورات تبيح المحظورات».. ثم إن بعض الناس يخطئ حين يستسلم لداعي الضرورة ويجعلها أصلاً يتخلص به من الأحكام الشرعية القطعية.


    خامسها: الضرورة كما يعرفها أهل العلم هي خوف الهلاك أو الضرر الشديد على أحد الضروريات للنفس أو الغير يقيناً أو ظناً إن لم يفعل ما يدفع به الهلاك أو الضرر الشديد.. و ذلك كمن يتلفظ بكلمة الكفر خلاصاً من تعذيب المشركين له أو تعريض نفسه للهلكة، وثمة فرق بين الضرورة والحاجة؛ فإن الضرورة حالة تستدعي إنقاذاً، أما الحاجة فهي حالة تستدعي تيسيراً وتسهيلاً، فهي مرتبة دون الضرورة؛ إذ يترتب على الضرورة ضرر عظيم في إحدى الكليات الخمس، ويترتب على الحاجة مشقة وحرج، لكنه دون الضرر المترتب على الضرورة، وقد تنزل الحاجة منزلة الضرورة: فيما إذا ورد نص بذلك أو تعامل أو كان له نظير في الشرع يمكن إلحاقه به، وقد تكون الضرورة عامة كوقوع الأُمّة في قحط عام يؤدي بهم إلى الترخص في أكل الميتة مثلاً، وقد تكون خاصة كوقوع رجل في مخمصة.


    سادسها: بناء على ما مضى يُطرح سؤال أو أكثر: هل بناء مطار الخرطوم الجديد ضرورة تبيح الاقتراض بالربا؟ بصيغة أخرى: لو لم يبن مطار جديد هل يتعرض الناس للهلاك أو الخطر الشديد في دينهم أو نفوسهم أو أعراضهم أو عقولهم أو أموالهم؟ وهل بناء سد ستيت ضرورة تبيح المحرم القطعي الذي توعد الله متعاطيه بحرب منه ومن رسوله صلى الله عليه وسلم؟ وهل سدت الأبواب أمام الدولة سوى هذا الباب القميء المؤذن بخراب الدنيا والآخرة؟ ما هي الجهود المبذولة لتوفير المال العام والقضاء على الاختلاسات التي تنوء بها تقارير المراجع العام في كل عام؟ أين جهودكم في محاربة الإنفاق البذخي على المراكب والمساكن والحفلات والأعياد؟ أليس ممكناً توفير كثير من المال عن طريق ترشيد الإنفاق وترتيب الأولويات.


    أخيراً أيها المسئولون: إياكم والربا؛ ففي مستدرك الحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم «الربا ثلاثة وسبعون باباً، أيسرها مثل أن ينكح الرجل أمه» فأيكم يرجو لنفسه أن يبوء بهذا الإثم العظيم؟ ألا هل بلغت؟ اللهم فاشهد.
    د. عبدالحي يوسف
                  

06-27-2011, 06:40 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)



    ما بين المؤتمر الشعبي والحاج آدم يوسف

    بارود صندل رجب
    [email protected]


    يعلم الجميع أن المؤتمر الشعبي كيان سياسي ظهر باسمه بعد المفاصلة المشهودة والتي علي أثرها خرجت المجموعة الحاكمة الآن من جلباب الحركة الإسلامية بكل ارثها وتاريخها وقيادتها ، فكان أخونا الحاج آدم يوسف من القيادات التي أنحازت الي الحق من أول والتي قامت علي يديها ورأيها هذا الكيان السياسي الجديد لا يستطيع أن يدعي الحاج آدم أنه كان مجرد آلة تحركها أجندة شخصية وهو الذي ركل الوزارة أنعطافا لصف الحركة الإسلامية واعتصاماً بالحق ومنذ نشأت هذا الكيان جرت مياه كثيرة تحت الجسر وبما أن هذا الحزب الجديد المتجدد عاش أيام شدة وبأس بكل معني الكلمة سقط منه كثيرون لأسباب عديدة وهذه الظاهرة ليست جديدة وهي سنة الحياة فمن الناس من يستطيع أن يصبر علي البلاء مهما عظم أمره في سبيل الحق والقيم ومنهم من له طاقة محدودة لا يستطيع مقاومة ضغوط الحياة بكل صنوفها وابتلاءاتها فأمثال هؤلاء توالوا في التسلل لواذا وانكفئوا إلي المجموعة الحاكمة التي تملك المال والسلطة وما أدراك ما المال والسلطة ، وبما أن هذا الحزب أسس علي التقوى والرضا من أول يوم ودخل الناس فيه اختياراً ورضاً وليس بالترغيب أو الترهيب فكان هذا الخيار مفتوحاً يخرج من يخرج متي شاء بغض النظر عن الأسباب والمبررات وقد أبلي الحاج آدم بلاءاً حسنا طيلة فترة وجوده في قيادة هذا الحزب وقد حزنا لخروجه المفاجئ وكنا نعده لموقع متقدم في الحزب ولكن أراد هو أن يذهب إلي قديمه ولا تثريب عليه.



    ما كنا لنجوس في الدواعي الذي دفع الحاج لخروجه من المؤتمر الشعبي ولكن حتى لا يطمس التاريخ وشهوده حضور وعلي قيد الحياة فلا بد من التوضيح، ادعي الحاج أن أوعية الشورى لم تتسع لرأيه وأن طريقة قيادة الحزب لم تعجبه وأن الأمين العام للحزب الذي هو الشيخ حسن الترابي يهيمن علي الحزب ويسيره علي طريقته، هذا الذي كان يقوله الحاج آدم وقد سمعت منه أكثر من مرة وكنا نستنسخ ما يقول وأكثر ما شدنا إليه في كلامه طرحه الذي أراد أن يقدمه للحزب ومنع منه حسب أدعائه ، وهو يعتقد جازماً أن طرحه هو السبيل إلي إخراج هذه البلاد من أزماتها المتكررة وقد أجهد نفسه في شرح طرحه وقد استحسنا بعض الجوانب بل قرر نفر منا نحن الشباب تبني هذا الطرح وإفساح المجال له للنقاش الحر عبر مؤسسات الحزب قلنا ذلك في لقاء محدود العدد ضم عدد من القيادات البارزة في الحزب وطلبنا من الحاج أن يشرح مأخذه علي الحزب فاسهب في ذلك وبعد نقاش مستفيض طلبنا منه أن يسلمنا طرحه كتابة وفي هذا اللقاء الذى تم منزل الدكتور محمد الأمين خليفة نصحه أخوانه بالاّ يعتزل الحزب وأن مبرراته تفتقر إلي الحجة والمنطق ولا تصلح سبباً للخروج من الحزب وكانت نبرتنا نحن الشباب من أمثالي وعماد بشري وعبد أله وعبدالقادر عزالدين حادة تجاه الحاج بينما كان الشيوخ أمثال محمد الأمين خلفية والأمين محمود وبشير آدم رحمة وعلي شمار وآدم الطاهر حمدون أقل حدة بل ذهبوا إلي أبعد من ذلك بأن طمأنونا بأن الحاج آدم يوسف لا يمكن أن يفارق الجماعة ويستحيل أن يجد نفسه في المؤتمر الوطني وانفض اللقاء علي أمل أن نسعي لمعالجة بعض الإشكالات ونزيل سوء التفاهم بين الحاج آدم وقيادة الحزب وإنفاذاً لهذا المسعى ذهبت شخصي الضعيف إلي الشيخ حسن في جنح الليل بعد عودته من سفره خارج السودان وأحطه علماً بموضوع الحاج آدم يوسف وبعد نقاش طويل وشرح مستفيض سألت الشيخ حسن سؤالاً مباشراً هل لديك ما يحملك علي الاعتقاد بأن الحاج آدم سوف يخرج من الحزب!!ورد الشيخ حسن علي التو بالنفي فخرجت منشرح الصدر وفي اليوم التالي ظهر الحاج آدم علي شاشة تلفزيون السودان وهو يعلن انضمامه للمؤتمر الوطني !! وسط دهشة كثيرين ليس من أعضاء المؤتمر الشعبي فحسب بل من عامة الناس وخاصة أهل دارفور وبالأخص أهل جنوب دارفور ( ولهذه قصة لم يحن الوقت لسردها)


    وهكذا مضي الحاج إلي حيث هو الآن واحترمنا خياره ولم نقاطعه بل تواصلنا معه وكعهدنا في الحزب لم نشتمه ولم نبادره بعداء عملاً بالقول المأثور (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ) وكنا نظن وأن بعض أثم أن انضمام الحاج آدم للمؤتمر الوطني مدعاة لعودة هذا الحزب إلي جادة الطريق لمصلحة الإسلام والبلاد والعباد لا سيما أن طرح الحاج آدم الذي لم يجد القبول من قيادة المؤتمر الشعبي سوف يجد مساحة واسعة في أروقة المؤتمر الوطني ليس نقاشا فحسب بل إنفاذاً له وفي ذلك خير وإصلاح للسودان ولا طرافه خاصة.... وها نحن ننتظر وقد مضت الأيام والشهور ولا جديد , ولا حياة لمن تنادي.....


    العجيب في أمر الحاج آدم والذي تولي الأمانة السياسية للمؤتمر الوطني بدأ يصوب سهامه علي المؤتمر الشعبي ليس نقداً موضوعايً فحسب بل تجاوز ذلك إلي التدخل في شئون الحزب الداخلية ، بدأ يتحدث عن حوار يدور مع قيادات من المؤتمر الشعبي وأن هنالك تيار قوى يدعم هذا الحوار وأن الشيخ حسن هو الوحيد الذي يرفض هذا الحوار وبغض النظر عن صحة هذا الحديث من عدمه فأن هذا الأسلوب قد خبرناه من المؤتمر الوطني طيلة الفترة الماضية وهو يسعي إلي زرع الانشقاق وسط الأحزاب كبيرها وصغيرها وحتى الحركات المسلحة التي وقعت معها الحكومة معاهدات واتفاقيات لم تسلم من مكايدات المؤتمر الوطني والسؤال الذي يطرح نفسه هل اقتنع الحاج بأسلوب المؤتمر الوطني في التعامل مع الأحزاب بعدم المصداقية والمكايدات وبنشر الإشاعات؟ هذا لا يشبه أخلاق الحاج آدم كما عرفناه !! ولله في خلقه شئون ،

    لم يكتف الحاج بهذا بل تمادي في باطله إلي الهجوم الكاسح علي المؤتمر الشعبي واصفاً أياه بالكيان السياسي الذي يتواري تحت أجندات شخصية باسم العمل الإسلامي موضحاً أن الشعبي ظل يعمل خارج النص السياسي المتعارف عليه بين الأوساط السياسية بالبلاد وظل منذ نشأته بعد المفاصلة رهين الأجندة الفردية ولا يملك القدرة علي إدارة حوار سياسي أو ثنائي يفضي لحلحلة الموضوعات العالقة ولم يستطيع أن يدير حواراً إسلاميا منذ المفاصلة بينه و المؤتمر الوطني بل أصبح أسير التوجهات والأجندة الفردية !! أنا أشك أن يكون هذا الكلام بنصه صادراً من الحاج آدم ،

    وأن صح صدوره منه فأننا نحتاج إلي أعمال الجرح والتعديل بصورة أشمل حول شخصية الحاج آدم !! وإلي أن يتأكد صحة نسبة هذا الكلام لالحاج آدم نذكره ولعل الذكري تنفع المؤمنين بأن الحاج آدم ومعه ثلة من قيادات المؤتمر الشعبي هم الذين وضعوا قواعد هذا الحزب في عهد وميثاق يسمي النظام الأساسي وفي هذا النظام تبين توجهات الحزب وأساسه الفكري وأهدافه السياسية والاقتصادية والاجتماعية .....الخ وظل الحاج يعمل في إطار هذا النظام زمانا طويلاً .... حتى في غياب الشيخ حسن حبيساً لفترات طويلة بحيث لا يتصور أن يفرض أجندته الشخصية للقيادة في الخارج!!


    أما قوله أن هذا الحزب ظل يعمل خارج النص السياسي المتعارف عليه ، ثقل هذا القول علي فهمنا بحسبان أن الحزب يعمل في إطار الدستور والقانون وأن حكومة المؤتمر الوطني كانت بالمرصاد لأي خطوة من الحزب تبرر حله وقد اقتيد قيادة هذا الحزب أكثر من مرة للسجون والمطاردات وقد عاني الحاج هو نفسه من هذه الإجراءات مما دفعه إلي الهجرة !!مذكرة التفاهم مع الحركة الشعبية أتيحت الفرصة للحكومة للإطاحة بالحزب ففشلت وقضية دارفور كانت سببا لإعادة الكرة للإطاحة بالحزب ففشلت في كل هذه المرات لم تجد الحكومة أن الحزب تجاوز الدستور والقانون وإلاّ لما كانت هذا الحزب حتى اليوم!! وبالتالي فأن كان هنالك خروج علي النص فيكون ألحاج هو نفسه وراء هذا الخروج فيرتد عليه الأمر!!


    أما وأن الحزب ومنذ إنشائه ظل رهين الأجندات الفردية ولا يملك القدرة علي إدارة حوار سياسي هذا القول يكذبه واقع الحال منذ المفاصلة فالمؤتمر الشعبي هو أكثر الأحزاب أنفتاحا وحوارا مع كل مكونات الشعب السوداني أحزاباً وكيانات وحركات مسلحة ......الخ أدار الحزب حواراً مع كل القوى السياسية من أقصي اليمين إلي أقصي اليسار وأخونا كمال عمر هو أحد فرسان هذا المضمار وذلك ليس بغرض الإطاحة بحكومة المؤتمر الوطني فحسب بل لأحداث أجماع وطني حول القضايا الأساسية لإنقاذ البلاد من التردي في الهاوية بسبب سياسات المؤتمر الوطني البائسة أما الحوار مع المؤتمر الوطني فقد حدد الحزب أسس الحوار مع هذا الحزب منذ أول يوم وظل هذا النهج ديدن الحزب حتى اليوم متجاوزاً بذلك المرارات وظلم المؤتمر الوطني ،


    الحاج نفسه وهو في قيادة الحزب وضع شروط بل أسس الحوار مع المؤتمر الوطني ولم تتغير تلك الشروط والأسس والمؤتمر الوطني لم يستجيب لذلك الشروط إذن من العاجز عن إدارة حوار حقيقي لحلحلة قضايا البلاد في الأساس والقضايا الخاصة بالحركة الإسلامية ، هذا عن المؤتمر الشعبي فماذا عن حوار المؤتمر الوطني مع الأحزاب!! إلي أين وصل الحوار مع حزب الأمة القومي بعد سنوات من الحوار المتواصل هل أفضي إلي أي اتفاق لمصلحة البلاد فهذا الحوار بدأ منذ لقاء جيبوتي قبل المفاصلة ومازال متواصلا ، يخفو أحيانا حين الرخاء والاستقرار ويظهر بزخم حين الشدة والبأس !! ويا لطول بال الأمام الصادق ؟

    ونفس الشئ ينسحب علي الاتحادي الديمقراطي وهذان الحزبان لم يجنيا شئ من هذا الحوار لا علي مستوي القضايا الوطنية ولا علي مستوي أحزابهم سوي مزيد من الانشقاقات داخل هذين الحزبين خرج من حزب الأمة عدد من الأحزاب حوالي خمس وتحالفت مع المؤتمر الوطني مقابل فتات !! والاتحادي الديمقراطي إلي أربعة أو خمسة أحزاب تقريباً وكلها تسير في فلك المؤتمر الوطني.


    أما البلاد فشهدت تمزقا وتشرذماً ، انفصال الجنوب بكل ما في هذا الانفصال من مهددات ، ودارفور مازالت تراوح مكانها والآن جنوب كردفان والنيل الأزرق وآبيي وحلايب علي كف عفريت .... أي حوار هذا مع المؤتمر الوطني الذي أضاع البلاد والعباد ، علي ماذا نتحاور مع المؤتمر الوطني علي العنصرية النتنة التي أطلت برأسها ، علي الفساد الذي أهلك الحرث والنسل ،علي الجنائية الدولية علي الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان التي أرتكبتها حكومة المؤتمر الوطني ، علي الدخول في الحكومة الموسعة تحت مظلة برنامج المؤتمر الوطني ، أنا وبالرغم من أيماني بالحوار مع الكل ولكنني في حيرة من الحوار مع المؤتمر الوطني حتى إذا لب هذا الأخير شروط المؤتمر الشعبي ...... لم يترك هذا النظام حواراً سوى الحوار معه لتخليه عن السلطة بطريقة سلسة , أخي الحاج آدم أنعم بانضمامك للمؤتمر الوطني حزب أصحاب (لحسة الكوع.....!!) ودع المؤتمر الشعبي في حاله ، انشغل بما تواجهونه من مشاكل داخلية وخارجية وأبحث مع أصحابك عن مخرج لما أكلت إليه الأمور في هذه البلاد ... وتذكر أن الأمور بخواتيمها.......

    بارود صندل رجب



                  

06-27-2011, 10:03 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)


    
    نافع أضرَّ بالنيل الأزرق
    الأحد, 26 يونيو 2011 10:40 hiba
    رأي: محمد عبد القادر سبيل

    إذا قامت الحرب في ولاية النيل الأزرق فسيتحملها وحده د. نافع نائب رئيس المؤتمر الوطني، لأنه يصرّ على الامساك بخيوط الإدارة عن بعد في يده، ضارباً بالمؤسسية عرض الحائط في خصوص حزبه بتلك الولاية المشكلة.


    نافع يؤتي القيادة من يشاء وينزع القيادة ممن يشاء، ويعزُّ من يشاء ويذل من يشاء بيده الخيط والأمر والنهي بعد الله عز وجل.. اللهم أغفر له منازعته إياك.شعاره أنا التنظيم.

    هل يا ترى يفعل الشيء نفسه إزاء كل ولايات البلاد؟ أم أنه وجد في أبناء الولايات طينة لدنة يطوعها كيف يشاء بدعوى ضبط التوازن والمحافظة على مرجعية وتماسك التنظيم ووحدته الخ؟

    لنافع «ناسات» هناك يقدمون له القرابين ويحرقون بخور التزلف ، وله متمردون منحازون إلى المؤسسية وإلى مرجعية القواعد والنظام الأساسي، وهؤلاء مستضعفون منبوذون ومعرضون للطرد بسبب ضعف الولاء له.

    وليس أدل على ما أقول من نزاعات أعضاء المكتب القيادي للتنظيم في الدمازين، فقد باتوا شعثاً لا يجمعهم سوى المصالح الشخصية المتمثلة في المناصب، سواء على مستوى الحزب أو شركة الحكومة، فما أن يفقد أحدهم منصبه وحصته حتى يتمرد ويهدد بالانضمام إلى الحركة الشعبية!.. يا الهي!! حالة كهذه لا تعني سوى سوء التربية الايدولوجية والأخلاقية، وإلا فكيف يتم الانتقال إلى النقيض الفكري والثقافي هكذا مرة واحدة، دون الشعور بخسران الذات والقناعات والمباديء والمثل العليا.

    هؤلاء لا يعنيهم من منطلقات وأفكار المؤتمر الوطني إلا المصلحة ، فإذا انقطعت انقطعوا. فمن المسؤول عن هذا؟ ومن المقصرّ في تربية منسوبي هذا الحزب الكبير فكرياً وبنائهم النفسي والعقائدي؟.. الذمم والمواقف تباع علناً.. هذا دور نافع مسؤول التنظيم بكل تأكيد، لأنه تنظيم قام أساساً على مبدأ: هي لله ولا ولاء لغير الله، ولكنه تحول إلى ولاءات مراكز القوى والنفوذ والارتباط بالشخص النافع فآل الأمر إلى ما آل اليه.

    ثلة مصلحجية يضحكون عليك إذا حدثتهم عن التضحيات وعن حقوق الله وحقوق الشعب، وعن نبذ العنصرية والجهوية.. يضحكون على مثاليتك وسذاجتك حتى لنظن أن ما يحدث لحزب المؤتمر الوطني في أية بقعة من بقاع السودان كوم، وما يجري في النيل الأزرق كوم آخر.

    ليس هناك غضب أو صراع أو احتجاج داخل مؤسسات هذا الحزب في النيل الأزرق، إلا إذا تعلق الأمر بتقسيم حصص المناصب والمخصصات، وأما الاحتجاج من أجل التنمية أو مصلحة الإنسان الأفقر على مستوى السودان وربما العالم فهذا من أساطير الأولين.

    والنتيجة هي يا عزيزي القاريء لكي لا يغشك أحد فيقول إن أبناء النيل الأزرق خونة ومنحازون للحركة أو للجنوبيين، أقول نتيجة سياسة نافع علي نافع في النيل الأزرق واحتفاظه بعدد محدود ومكرر من أبناء الولاية قليلي الحيلة لا يقولون «لا» قط إلا في تشهدهم أو لمصلحتهم الشخصية هي ما يلي: يبلغ طول الطرق المرصوفة في محليات الولاية النائية (الكرمك، قيسان، باو، التضامن) تعادل صفراً.. نعم لا يوجد متر واحد مرصوف في كل هذه المحليات، والخريف الثقيل هنالك (سافنا غنية) يقطع أوصال الولاية إرباً إرباً ويعزلها عن العالم.. وأما خطوط المياه النقية في هذه المحليات المذكورة فتساوي صفراً آخر.. صدَّق أو لا تصدق عزيزي القاريء، وأما خطوط الكهرباء الممتدة من خزان الروصيرص الواقع في هذه الولاية والذي يمدّ كل السودان بالكهرباء فيبلغ طولها في هذه المحليات صفراً آخر، والله أنا لا أبالغ- (تنقطع يدي!!)- وطبعاً لا داعي للاستمرار في سرد واقع الخدمات الأمنية والصحية والتعليمية، لأن ذلك محض عبث ورفاهية أو أحلام يقظة!

    ولكنك عزيزي المواطن الكريم ستقول لي وماذا كان يفعل أبناء الولاية الذين حكموا واستوزروا بموجب النظام الفدرالي على مدى السنوات الطوال الخالية، والإجابة هي أن نافع علي نافع لا يسمح لأحد من أبناء الولاية الأقوياء بدخول تنظيم المؤتمر الوطني، لأنه سيسبب له الصداع وللحكومة المركزية، وإذا رفع أحدهم رأسه من الموجودين قطعه فوراً، لذا فالجميع يطأطيء ويذعن، وما له ومال أهله الفقراء طالما أن مطالبهم ستزعج نافع والرئيس وعلي عثمان ووزارة المالية!

    صلينا على النبي؟..


    وماذا عن الحركة الشعبية ومالك عقار؟ أيوااا هذه قصة أخرى.. الحركة الشعبية التي آلت إليها حكومة الولاية بعد فوز زعيمها عقار والياً، ما تزال تشكو لطوب الأرض مرَّ الشكوى منذ عامين من عدم تجاوب حكومة المركز معها لعل نافع موجود في مؤسسة الرئاسة أيضاً! ولا مشاريع بنية أساسية تقوم، وإذا انطلق بعضها فلا ينجز ربعه إلا ويفرّ المقاولون بسبب امساك المالية عن سداد المستحقات، والأغرب من ذلك أن حكومة الإنقاذ وقبلها مايو والديمقراطية الثانية والثالثة، لم تعمد أي من هذه الحكومات المركزية إلى إنشاء مشروع قومي كبير على غرار مشروع الرهد أو السوكي أو مصنع سكر الجنيد أو غير ذلك، ولاية مهمشة بكل معنى الكلمة، وعلى كل الوجوه والأصعدة، فليس أمام ناظريك سوى الغابات التي تستدرها وزارة المالية الفدرالية دون أن يكون لحكومة الولاية الحق في ريعها، وأما الكروم المستخرج من جبال الانقسنا فهو لصالح المركز وحده، والولاية تتفرج تماماً كما تتفرج على الخزان وكهربائه الذاهبة لتغذية الشبكة القومية، وأما المحليات التي ذكرناها آنفاً فهي خارج تلك الشبكة!!

    لقد أوصلت الخرطوم مالك عقار تلك الشبكة ومؤيديه حد السأم والقنوط، وليس أمامهم إلا الحرب، وهي حرب تدمر ولا تنفع أحداً، سوى أنها ستكون تعبيراً عن الإحباط والشعور بالمهانة والاستكرات من جانب المركز.. ولكن هذا مفهوم، من منطلق أن حكومة المؤتمر الوطني في الخرطوم لا تريد أن تجعل لمالك عقار رصيداً سياسياً تجسده الانجازات التي سيحصل عليها من الحكومة الفدرالية.. ولكن ما ليس مفهوماً هو إصرار نافع على منح قيادة الحزب، ومن ثم نيل حصص السلطة في تلك الولاية على أسس غير منطقية ومنافية لإرادة قواعد حزبه هناك.

    وهذا بالذات مما أفقد الحزب منصب الوالي، وأيضاً كثيراً من مقاعد المجلس التشريعي.. ترى لماذا يجني هذا الرجل على تلك الولاية كل هذه الجنايات، ويكتم أنفاس قيادات الصف الثاني والثالث، ويمنع انضمام قيادات خلاقة جديدة لا تجد إطاراً سياسياً يناسبها سوى المؤتمر الوطني من أجل التنمية الجادة، وتغيير أوضاع إنسان السودان المتخلف هناك.

    اخر لحظة
                  

06-28-2011, 04:36 AM

الكيك
<aالكيك
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 21172

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: فتنة السلطة والجاه ...الهمز واللمز ...بين اخوان السودان ..2+2011 (Re: الكيك)

    حصاد الانقاذ في عام الانفصال: هل من علاج لجذور الازمة؟
    د. عبدالوهاب الأفندي
    2011-06-27




    وفي العالم الثاني بعد العشرين، قسم السودان لتحقيق سلام ما يزال سراباً. وكما ظللنا نفعل بانتظام منذ حزيران/يونيو عام 1990، وتحديداً على صفحات هذه الصحيفة، نحاول أن نكتب تقييماً لحصاد العام السابق في مسيرة نظام الحكم في السودان لتحديد درجة ما تحقق من نجاح في معالجة مشاكل البلاد وإصلاح نظامها السياسي. ويستند هذا التقييم من جهة، إلى الأهداف التي أعلنها النظام ونادى بها، ومن جهة أخرى، إلى قبول ورضى العامة، إضافة إلى النتائج الفعلية للسياسات. وللأسف لم تكن النتائج في الماضي مشجعة كثيراً. ولكن تقييم هذا العام يختلف عن كل ما سبق، لأن هذه هي المرة الأولى التي يجري فيها هذا التقييم والبلاد قد انقسمت بالفعل في تعارض واضح مع تعهدات بيان انقلاب الثلاثين من حزيران/يونيو عام 1989 الذي أذاعه وقتها العميد أركان حرب عمر حسن احمد البشير الذي نصب نفسه رئيساً لمجلس قيادة الثورة. فقد أعلن البيان التحرك باسم منتسبي القوات المسلحة 'الذين أدوا قسم الجندية الشرفية أن لا يفرطوا في شبر من ارض الوطن وان يصونوا عزته وكرامته وان يحافظوا علي البلاد سكانها واستقلالها المجيد... تلبية لنداء الواجب الوطني الأكبر في إيقاف التدهور المدمر ولصون الوحدة الوطنية في الفتنة والسياسة وتأمين الوطن وانهيار كيانه وتمزق أرضه ومن اجل إبعاد المواطنين من الخوف والتشرد والجوع والشقاء والمرض'.
    إذن كانت المحافظة على وحدة الوطن، تراباً وشعباً التعهد الأساسي لقادة الانقلاب، مما يجعل هذا أيضاً هو الأساس الذي يقيم عليه أداء النظام. إضافة إلى هذا، فإن بيان الثلاثين من حزيران/يونيو حدد مبررات الانقلاب في الآتي:
    أولاً: 'العبث السياسي' الذي 'أفشل التجربة الديمقراطية وأضاع الوحدة الوطنية باثارة النعرات العنصرية والقبلية حتى حمل أبناء الوطن الواحد السلاح ضد اخوانهم في دارفور وجنوب كردفان علاوة على ما يجري في الجنوب من مأساة وطنية وانسانية'.
    ثانياً: الفساد السياسي وما نتج عنه من تشريد للشرفاء 'تحت مظلة الصالح العام مما أدى الى انهيار الخدمة المدنية وقد أصبح الولاء الحزبي والمحسوبية والفساد سبباً في تقدم الفاشلين في قيادة الخدمة المدنية وأفسدوا العمل الاداري'.
    ثالثاً: قيام 'ديمقراطية مزيفة' اعتمدت 'شعارات براقة مضللة' وانتهجت 'شراء الذمم والتهريج السياسي' بحيث لم تعد مؤسسات الحكم الرسمية سوى 'مسرح لإخراج قرارات السادة'.
    رابعاً: الفشل في دعم وتجهيز القوات المسلحة في مواجهة التمرد، مع الفشل 'أيضا في تحقيق السلام الذي عارضته الأحزاب للكيد والكسب الحزبي الرخيص'، فلم تعد القوات المسلحة 'تجد من الحكومة عونا على الحرب أو السلام'.
    خامساً: 'تدهور الوضع الاقتصادي بصورة مزرية' مما أدى إلى 'خراب المؤسسات العامة وانهيار الخدمات الصحية والتعليمية وتعطيل الإنتاج' بحيث 'استحال على المواطنين الحصول علي ضرورياتهم... مما جعل الكثير من ابناء الوطن يعيشون على حافة المجاعة' بينما تحول الشعب إلى 'أمة متسولة تستجدي غذاءها وضرورياتها من خارج الحدود'.
    سادساً: انتشار الفساد بحيث 'انشغل المسؤولون بجمع المال الحرام... مع استشراء التهريب والسوق الأسود مما جعل الطبقات الاجتماعية من الطفيليين تزداد ثراء يوم بعد يوم بسبب فساد المسؤولين وتهاونهم في ضبط الحياة والنظام'.
    سابعاً: مواجهة البلاد 'عزلة تامة' في علاقاتها الدولية نتيجة تفريط الحكومات القائمة وتنازع أجنداتها الحزبية، بحيث خسر السودان علاقاته العربية وأصبحت 'بلاد الجوار الإفريقي... عمقا استراتيجيا تنطلق منه [حركة التمرد] لضرب الأمن والاستقرار في البلاد'.


    إذن هي الحروب والفتن، وتدهو الاقتصاد، والفتن العنصرية والقبلية، وخراب الخدمة المدنية، والفساد وثراء الطبقات الطفيلية، وتقديم أهل الولاء الحزبي على أهل الكفاءة، وإفراغ مؤسسات الدولة من محتواها لصالح مؤسسات خارجها، ثم عزلة البلاد الدولية. وهذه كبائر تشكل، في عرف من قاموا بالانقلاب، مبرراً قاهراً للانقلاب على المؤسسات الدستورية، والتمرد على الحكومة الشرعية المنتخبة، وعزل القائمين عليها. وعليه كان لا بد من التحرك لإيقاف الحرب، والحفاظ على وحدة البلاد، واستعادة الوحدة الوطنية وإقامة نظام ديمقراطي حقيقي بدلاً من الديمقراطية الزائفة، وإعادة العافية إلى الاقتصاد، وإنهاء عزلة البلاد الدولية، وإصلاح الدولة ومؤسساتها، وضمان قوميتها بعيداً عن الحزبية الضيقة والقبلية والعنصرية.


    ولا نريد هنا أن نستعيد ما ردد كثيراً من تناقض ما جاء في البيان مع الممارسة التي تلت، حتى أن بعض من قرأت عليهم هذا البيان في الأيام القليلة الماضية ظن لأول وهلة أنه بيان حديث أصدرته جماعة معارضة ضد النظام الحالي. فهذا أمر لا يحتاج إلى تعليق، حيث أنه لا جدال في أن النظام قصر في تحقيق كثير مما وعد به، خاصة في مجال تحقيق العدالة الاقتصادية وإصلاح النظام السياسي، بينما ارتكب الكثير من الكبائر التي اتهم أسلافه بها، خاصة في مجال تسييس الخدمة المدنية وإفراغ مؤسسات الدولة من مضمونها والتغاضي عن الفساد. وهناك أمور جمع فيها النظام بين التقصير وارتكاب ما نهي عنه، وذلك في مجال معالجة الحروب والفتن والصراعات.
    ولا بد للانصاف أن نقول ان النظام قد حقق بعض الإنجازات، من أبرزها إبرام اتفاق السلام في الجنوب، واستخراج النفط وما تبعه من تحسن ملحوظ في وضع البلاد الاقتصادي، ثم (من وجهة نظر قادته على الأقل) الاستمرار في السلطة في وجه معارضة داخلية شرسة وضغوط خارجية لا مثيل لها. ولكن كل هذه النقاط تحولت في الفترة الأخيرة إلى سلبيات. فاتفاقية السلام قسمت البلاد دون أن تحقق الاستقرار أو السلام، بينما فتح النفط شهية البلاد للاستهلاك، وعمق الفوارق الطبقية، ثم هو في طريقه إلى الزوال، مما سيجعل البلاد تواجه صدمة مضاعفة مع انفصال الجنوب. أما البقاء في السلطة فلا قيمة له، كما كررنا مراراً، إذا كان مثل بقاء موبوتو ومبارك وبن علي، يورث صاحبه المزيد من كراهية الشعب كل يوم.
    ما نريد أن نركز عليه اليوم هو أمران: قضية وحدة البلاد وسلامها، وقضية استقرار النظام، وهما قضيتان مترابطتان. فقد ربط النظام شرعيته من أول يوم بقضية الحرب في الجنوب والحفاظ على وحدة البلاد، وكانت كل انتقاداته للأنظمة السابقة فرعاً من انتقاد أساسي، ألا وهو أنها تهاونت في إدارة الحرب، وتخاذلت في مفاوضات السلام. وقد أدى الموقف المتشدد الذي تمسك به زماناً، وهو رفض أي مساومة في قضية القوانين الإسلامية أو وحدة البلاد إلى أن واجهت البلاد عزلة دولية أكبر من تلك التي اتهم النظام السابق بالمسؤولية عنها، كما أوشكت أن تدمر اقتصاد البلاد بسبب تكاليف الحرب من جهة وانقطاع الدعم الدولي من جهة أخرى. وفي نهاية المطاف قبل النظام بتنازلات في المسألتين، ولكن بعد خراب البصرة وتوريت ودارفور.


    إلا أن هذه التنازلات لم تحسم القضية، أولاً لأن الحرب أصبحت مثل السرطان الذي انتشر في كافة الجسم، لا يمكن علاجه بالبتر. فقد انتشرت الحرب في العقدين الماضيين إلى دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وولايات الشرق، ولم تعد اتفاقية سلام الجنوب كافية لمعالجتها. وفي نفس الوقت اتضح أن قضية الخلاف الحقيقية لم تكن هي الشريعة الإسلامية ولا وحدة البلاد، وإنما هي قبضة الأجهزة الأمنية والفئة الصغيرة المرتبطة بها في قمة السلطة على كل أوجه الحياة. فقد فشلت الشراكة مع الحركة الشعبية بسبب إصرار القيادات المهيمنة على عدم التفريط في القوانين التي تحكم القبضة الأمنية، مع الإصرار على الهيمنة على موارد الدولة ومؤسساتها، فكان الطلاق حتمياً ومعه الانفصال وتقسيم البلاد.


    وهذا يقودنا إلى القضية الثانية، وهي قضية استقرار النظام. فقد كانت هناك فرص كثيرة أمام النظام لكي يخرج من عنق الزجاجة ويطور نفسه بحيث يستوعب كل قطاعات المجتمع على أساس الشعارات التي طرحها، وهي شعارات الوحدة الوطنية والبعد عن التحيز الحزبي والعنصري. وبالفعل سنحت فرص كثيرة لذلك، بدءاً بتوقيع اتفاقية الخرطوم عام 1997، ثم اتفاقية جيبوتي مع حزب الأمة عام 1999، ثم اتفاقية السلام الشامل عام 2005 ثم اتفاقية القاهرة مع التجمع الوطني في نفس العام. ولم تتح فرص مثل هذه لأي نظام مماثل، إلا في حالات محدودة، كما في غانا وتنزانيا وكمبوديا، حيث تحول النظام بالتدريج نحو الديمقراطية واستيعاب المعارضة بدون ثورة أو انهيار. ولكن كل الفرص ضاعت بسبب إصرار القلة المتحكمة على الاستبداد بالأمر دون شركائها، بل وحتى دون بعض عناصرها. فقد شهدنا ما وقع في انقسام من هرم السلطة، ثم ما نشهده اليوم من صراع مكشوف بين الأقطاب.
    يعود هذا لطبيعة الظاهرة التي أطلقنا عليها في تقرير التنمية الإنسانية العربية لعام 2004 'دولة الثقب الأسود'، وهي دولة المخابرات أو دولة المنظمة السرية. وهذه مؤسسة طبيعتها الانكماش على الذات، وتضييق دائرة المشاركين في القرار، من الحزب إلى القبيلة أو الطائفة، إلى العشيرة ثم الأسرة، وأخيراً الفرد. وقد رأينا نماذج هذه الأنظمة في العراق ومصر وتونس وليبيا وسورية واليمن، وهي حالات لا بد أن تؤدي بطبيعتها إلى الانفجارات التي رأينا ونرى.


    وفي الحالة السودانية أضفنا توصيف دولة التنظيم السري، أو 'السوبرتنظيم'، وهو حلقة تآمرية تظهر في أول الأمر تحت ذريعة تأمين التنيظم السياسي، ثم تباشر التهام التنظيم وبعده الدولة. وطبيعة هذه الحلقة التآمرية تكاد تكون متطابقة في السودان والعراق وسورية، وإلى درجة أقل ليبيا ومصر، بل إن الفرع السوداني لهذه المؤسسة كانت على علاقة تعاون وثيق بلغت حد المودة مع نظيريه في العراق وسوريا، وكان المسؤولون يتلقون من النظامين النصائح حول أفضل وسائل التأمين والتعامل مع المعارضين، وهي نصائح أصحابها اليوم إليها أحوج.


    تلخيصاً نقول إن القضية في السودان لا تتعلق بحكم تنظيم إسلامي، مثلما أن الأمر في العراق وسورية لم يكن يتعلق بحكم البعث. فقد أثبتت الأنظمة أنها مستعدة للتضحية بالإسلام والعروبة والبلاد من أجل البقاء في السلطة، ولكن مثل التضحيات لم ولن تنقذها، لأن دولة الثقب الأسود بطبيعتها تتجه نحو تدمير الذات. فهي لا بد أن تظل في حالة حرب مستمرة مع محيطها، أي أنظمة انتحارية بطبعها لا تتوقف حتى تطلق رصاصة الرحمة على رأسها.
    ومن هنا فإن الحديث عن الفساد أو الأزمة الاقتصادية أو تقسيم البلاد أو غير ذلك في مجال تقييم أداء النظام في السودان لا يلقي الضوء على لب المسألة، فقد كان العراق ولا يزال واحداً من أغنى دول العالم بالموارد والطاقات البشرية، ولم يكن الفساد من مشاكله. ولكن طبيعة نظامه دمرت البلاد، تماماً كما نشهد في ليبيا اليوم. وعليه لا بد من تغيير جذري في طبيعة النظام إذا كان للبلاد أن تستيعد استقرارها. وهذا سيتم بأحد طريقتين، إما بثورة ستصبح حتمية، وإما بقرارات شجاعة من داخل النظام لاتخاذ قرار بالانفتاح الحقيقي لا الصوري مع القوى المعارضة. والأمر سباق بين المنهجين، أيهما يتبع أولاً.

    ' كاتب وباحث سوداني مقيم في لندن


    ---------------------

    هل ينضم المحبوب عبد السلام للحركة الشعبية؟! ..

    بقلم: د. محمد وقيع الله
    الإثنين, 27 حزيران/يونيو 2011 12:43

    بينما تحمل أفكار حركة التمرد الجنوبية وممارساتها الإرهابية القلق إلى سائر عقلاء السودانيين الوطنيين، فإنها تزجي طمأنينة خاصة إلى قلب الأستاذ المحبوب عبد السلام ..
    وهو يعترف بذلك ويقول:"حملت إليّ الكلمة الإفتتاحية التي قدمها الدكتور الواثق الكمير لإجتماع لجنة الرؤية والبرنامج في القيادة الإنتقالية للحركة الشعبية في الشمال, حملت إليّ طمأنينة خاصة. فإذ لا غرابة أن تجيء أفكار د.الواثق واضحةً مُحفِّزةً للتفكير وحاضَّةً على التأمل شأن أطروحاته كافة التي ظل يطرق بها على أدمغتنا العاطلة و المضطربة".


    وخلافا لعامة المواطنين السودانيين الذين سادت دواخلهم فرحة وراحة عميقة بغروب سمش فرع حركة التمرد بشمال السودان، فإن الأستاذ المحبوب عبد السلام يرى أن زوال الحركة الشعبية عن الشمال أمر مؤسف لأن الحركة كانت بأفكارها ونضالها مناط الرجاء لإنقاذ السودان جميعه بشماله وجنوبه ونقله إلى أفق جديد زاهر.
    وأن:" أول القلق أن القيادة الإنتقالية للحركة الشعبية في الشمال وهي تودع الحركة الأم وتستودعها أمنياتها التي كانت إلى الأمس القريب محور حياة وأمل ومستودع رجاء بذلت في سبيله تضحيات عزيزة, أول القلق هو أصوات الفاشست التي أضحت فاشية فى سياستنا وإعلامنا, تزعم أن لها حقاً مقدساً تمنح به الحركة الشعبية حرية أن تكون أو لا تكون, وحرية أن تفعل في إسمها و عنوانها و شعارها ما تشاء, إذا رغبت في إعادة تأسيس نفسها ومواصلة النضال السياسي حزباً في دولة الشمال".


    وليس غريبا أن يصف المحبوب زملاءه السابقين من إسلاميي الإنقاذ بأنهم فاشيون (أي من أتباع موسليني وهتلر وأمثالهما!) فما أشد المرارات التي يشرق بها المحبوب وتكاد تشقه منذ أن ابتدأت العشرية الثانية للإنقاذ حيث اقتلعت السلطة منهم غلابا.
    ولكن ما أغرب أن يسبغ المحبوب عبد اليلاتم أطيب الصفات وأزكاها على المتمردين الجنوبيين المتعنصرين المتمركسين الذين كانت الإنقاذ في عشريتها الأولى تناصبهم ويناصبونها أشد العداء!
    فما المتغير الذي طرأ سوى أن الحزب المارق المدعو بالمؤتمر الشعبي خرج من عراك السياسة خاسرا، وأمسى ينفس عن حفائظه ومواجده بالارتماء في أحضان أعداء الأمس نكاية في أعداء اليوم؟!
    وقد ذكرت عندما قرأت مقال المحبوب هذا أني كنت قد قلت لشيخي صاحب الفضيلة محمد نور عبد الله، أحد كبار شيوخ الإسلام في أمريكا، عندما أذيع بيان المفاصلة الشهير في رمضان: إن على حسن الترابي أن يبحث له عن عمل آخر منذ اليوم فقد انتهى دوره السياسي الإيجابي!


    وقلت له: ليس أمام حسن الترابي إذا ما أصر على المضي في العمل السياسي لاسترجاع السلطة سوى أن يتحالف مع حركة التمرد الجنوبية بقيادة جون قرنق.
    وقد استغرب الشيخ محمد نور قولي هذا، وصمت ولم يعلق عليه، ولم يبد نحوه رفضا أو قَبولا، غير أنه لما سمع مني قولا شبيها رددته في محفل آخر سألني: أحقا أنت جاد فيما تقول؟!
    قلت له: إني لم أتحدث إلا بمنطق التحليل السياسي العقلاني، ولم أستخدم إلا منطق الحساب السياسي الذي أعرف أن حسن الترابي يؤثره ويعتمده.


    وهو منطق بارد لا يلقي بالا لغير حسابات الربح والخسارة وقد يلقي جانبا بكل اعتبارات الأخلاق!
    وبهذا المنطق) العقلاني!) الصرف فليس أمام حسن الترابي إلا أن يستسلم ويقبل الهزيمة التي تلقاها من تلاميذه، أو أن ينازلهم متسلحا بقوة أحزاب المعارضة الشمالية، التي لن تقبل به، ولو قبلت به فلن تسعفه بحجم القوة التي يريد.
    أما حركة التمرد الجنوبية فهي وحدها التي يمكن أن تمده بحجم القوة التي يتطلب، وهي وحدها التي يمكن أن تقبل به، لأن زعيمها المدعو جون قرنق يفكر بالمنطق الحسابي التجريدي العقلاني اللا أخلاقي نفسه الذي يقود خطى حسن الترابي للاستقواء بالمتمردين الجنوبيين.


    وما مرت برهة كبيرة حتى وجه حسن الترابي تابعه المحبوب عبد السلام ليعقد الصفقة المعروفة مع المتمردين الجنوبيين، وأعلن عن بهجته بتمامها في مؤتمر صحفي!
    ويومها كلمني شيخ نور وهو يضحك قائلا: ما كنت أحسبك من أهل الحَدْس المجذوبين!
    فقلت له : كلا! لست بذاك الرجل الملهم الذي تقول، وإنما هو طول تلقينا دروس العلوم السياسية، وطول مراقبتنا لسلوك السياسيين الضالين، الذي منحنا هذا القدر من الاستشفاف، والجرأة على الصدع به، وإن صدع قلوب البعض، فإن تكن لنا بصيرة فهي من هذا النوع لا غير!


    وعندما قرأت مقالة المحبوب عبد السلام التي غازل فيها أحبابه في حركة التمرد، وهي المقالة التي حملت عنوان ) مداخلة على مداخلة الإفتتاح: الأرض ذات المانجو والنخيل)، طاف بخاطري شريط الذكريات التي سردت طرفا منها في ذيل هذا المقال، ثم ازددت يقينا على يقين بأن الحزب المارق المدعو بالمؤتمر الشعبي لن ينتهي إلا ذيلا ذليلا لحركة التمرد الجنوبية.
    فقد قام الأستاذ المحبوب عبد السلام، وهو المفكر الثاني في المؤتمر الشعبي، بتقديم كل المسوغات والأسناد التي تبرر اندماج هذا الحزب في الحركة الشعبية.
    (وفي المقالة القادمة نفصل القول بإذن الله)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de