|
خلصوا لونجي من حبل المشنقة
|
- ولونجي هو الناشط الدارفوري في واحدة من المنظمات الطلابية التي تتبع للبعثيين السودانيين /العرب، والذي صدر بحقه حكما بالاعدام شنقا وكتم النفس حتي الموت في شان طالب الاسلاميين اسامة يس الذي توفي متاثرا بجراحه بعد معركة غير متكافئية بين اسامة وزمرته وبين لونجي
وحكم الاعدام علي قسوته وقلة مناهضيه في السودان وطول تاريخه لم يوقع في حق طالب سوداني في قضية تطالها وتلفها شبهة السياسة من كل جوانبها لفا، وتحديدا فيما يلي كل سوابق العنف الطلابي منذ العجكوفي 68 الي مقتل ابو العاص طالب الجبهة الديمقراطية حوالي العام 2008، في احداث كلية التربية بالحصاحيصا احدي كليات جامعة الجزيرة
لم تدر رحى المعركة الطاحنة بين لونجي /واولاد الكيزان في شمبات تلك الظهيرة في مسالة ذات طابع شخصي انما كان السياق الذي دارت فيه هو الشان العام والصراع السياسي الديمقراطي، بين اجيال باتت اكثر توقا لبناء امة ووطن، بيد انه لطالما استبد الامر بابناء النظام فجاروا مثلما جار كبارهم وصالوا بما يستدعي دفعهم وهذا ماقام به لونجي مدافعا عن نفسه مثلما تورد الروايات الشفاهية لشمباتة جامعة السودان وبالطبع فان اسئلة جديدة تنفتح ، بشان سلطات القضاء التي ظلت تتعامل بحرص وحذر تجاه ذلك النوع من القضايا، ففيما يبدو انها قد انتقلت خطوة للامام في انتاج معالجات وسياسات قانونية، وانها قررت ان تضيف سابقة الي مجلات الاحكام القضائية وباي ثمن كان، لاسيما وان هناك من يقفون وراء هندسة السياسات القانونية تلك مستغلين مساحات الحركة والتلاعبات التي اضحت كبيرة حيث ان الراي العام وقوة ضغط الحركات الطلابية تراجعت كثيرا في الاونة الاخيرة من ماجعل لونجي يقف لوحده ممسكا بالشراع في وجه عاصفة الموت.
وعلي الرغم من اننا لم نحظي بمعرفة كافية بالتفاصيل الدقيقة والمماحكات القانونية للقضية، نسبة للتقصير البائن للرفاق في البعث ومنظماتهم الطلابية، التي بداء ينفض سامرها في الجامعات، بعد اعدام الرفيق صدام حسين وسقوط النموذج في العراق،مما اورثها ضعفا ظاهرا في التعاطي مع القضية،الا اننا نظن من باب معرفتنا بالطابع السياسي لذلك النوع من القضايا ومن ما تناهي الي سمعنا" تحت تحت" انه وبقدرة قادر انتقلت وضعية لونجي من المادة 131 القتل شبه العمد التي يقضي فيها بدية مسلمة الي اهله وبضع سنوات تاديبية ،الي المادة 130القتل العمد ليوضع القيد والسلاسل في قدميه، ومن ثم ينقل الي زنازين الاعدامات بسجن كوبر في تراجيديا وجودية مؤلمة للشاب الهادئ ذي الواحد والعشرين عاما، ولاغراض السياسة والاثنية والتهدئات
وكما اسلفنا فانه ماكان يتسني للنظام ان يقدم علي تلك الخطوة الا لانه قد استبان حالة الضعف البادية للعيان والتي اوصل اليها الحركات الطلابية، وعجزها عن العمل وسداد الراي بما لعبته اجهزته الامنية من تفكيك منهجي للتنظيمات والحركات الطلابية عموما، حيث اضحت القضايا الكبري والجماعية والتي لطالما وحدت الطلاب في عشرات الجامعات، لاتمتلك ذات القدرة التي امتلكتها طيلة فترة التسعينيات المنصرمة وماسبقها تلقت الجامعات والراي العام الخبر ببرود غريب،فقد اصدرت حركة الطلاب الاسلاميين الوطنيين" حاو" بيانا شامتا تفوح منه رائحة الظفر والارتياح العميق ويفتقر الي الحكمة الكافية ،هللت فيه وكبرت للنتائج التي خرجت بها المحكمة، وعلي الضفة الاخري فباستثناء مخاطبة باهتة وخجولة صبيحة توقيع الحكم قام بها البعثيون مدفوعين بالخجل من موقف رابطة طلاب دارفور التي ينتمي اليها "اللونجي" والتي اقامت مخاطبة بمجمع الزراعة بشمبات لم يحظي الامر باهتمام كافي يدخل في باب المناصرة حتي في اوساط المشتغلين بالهم العام،مما يستدعي
اعادة فتح المسالة بشكل اكثر فعالية والانتقال بها من حيز البعث الي حيز اكثر اتساعا، وتصميم استراتيجية سياسية واعلامية تمنع عن الفتي غائلة الموت. ان خطة عمل بسيطة وذكية يمكن ان تلعب دورا كبيرا في تخليص الفتي من حبل المشنقة الغليظ ، حيث ان برنامج زيارات كثيفة ودورية للسجن واعطاء لونجي الاحساس بان هناك اخرين يقفون الي جانبه وتنظيم الحملات الاعلامية ولصق البوسترات واقامة المخاطبات الطلابية والتظاهرات، ونقل القضية الي قمة اجندات الحركات الطلابية ،حتي لاتؤكل يوم اكل الثور الابيض واعادة نشر ملابسات القضية في الصحف والمواقع الالكترونية والتنسيق مع القانونيين و المنظمات المحلية و الدولية المهتمة من شانه نقل الوضعية خطوة الي الامام
من جانب اخر ، فان البدء في الضغط سياسيا عبر القوي السياسية والمجتمع المدني ، والدخول في تفاوضات مستمرة مع شخصيات تمتلك تاثيرا، وحتي استخدام اليات تقليدية ،حيث ان (جودية كاربة) قد تبرز اهميتها في الوصول الي نتائج افضل في حال لم تنصف مراحل الاستئناف الفتي،وهذا امر وارد وقد يقع .
لطالما درج الناشطون السياسيون والحقوقيون الي التناصر فيما بينهم متي ما المت باحدهم طامة كبري وادلهمت به الخطوب، في زمان جائحة الاسلامويين هذا، فتراهم قد خرجوا من كل حدب وصوب،و تنادو ا رافعين شعارهم الاثير "اطلقوا سراح فلان/ وعلان حرا "، ولكم حق علينا هذه المرة ان نرفع شعارا استثنائيا وبقوة ان "خلصوا لونجي من حبل المشنقة..."
بقلم احمد الحاج
_____________
ناشط طلابي/الخرطومlonge
|
|
|
|
|
|